استقالة جبرية - الحمار

استقالة جبرية - الحمار


04-21-2003, 08:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1050908856&rn=0


Post: #1
Title: استقالة جبرية - الحمار
Author: اللورد
Date: 04-21-2003, 08:07 AM


سيرة زاتية بعض الواقع البحت


فى عام 1992 فقدت هذه المؤسسة التى أعمل بها ملف تأريخى لعملائها مما أضطرنى أن أبيت داخل المبنى أقوم بصيانته وأذكر أننى إنتهيت من عملى الساعة الثانية صباحا . بتوقيت ما قبل الجبهة. الثالثة بتوقيتنا الذى ينافى مواقيت خط قرينتش. هؤلاء الجماعة يصارعون حتى طاحونة التوقيت. زادهم الله رعونة. كان معى الخفير عبد القادر الذى كان يواسينى بأن يصنع الشاى والليمون الذى يعصره بيديه العفيفتين . ثم يجلس جوارى ويحكى عن هيامه بأحدى الموظفات. وكان الهزيع الليلى يشهد على لوعته.
فى 1994م كدنا نموت فى حادث سير الى الابيض أنا وزميلى . ولكن عمر الشقى بقى . ولعل الله أمد فى عمرى لأكرم بهذا التكريم الذى يحدث الان. فى 2002م أيضا خرجت من حادث فى شارع مدنى . فى كثير من الايام كنت وزملائى نخدم حتى الساعات الاخيرة من الليل. مرة فى تحويل الملفات من الجنيه الى الدينار ومرة فى اعمار عطب طارىء. ما علينا.
المهم ما دعانى أن أكتب اليكم الان أصدقائى هو أننا فوجئنا بأن طلب منا أن نقدم أستقالاتنا ونظير ذلك سنحفز تحفيز متفاوت . والسبب لا أعلمه ربما لكى يأتوا بغيرنا من المسلمين الاشداء – والمؤمن القوى خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف- حينما كنا ننجز ونتحدى أنفسنا لكى نضيف شيئا معنويا اليها وما ديا لهذا البلد . كانوا يرقون غيرنا وكنا نصمت أو بالأحرى نتعفف من أن نزاحمهم على الفتات . فقد كسبنا احترامنا لأنفسنا قبل كل شىء.
واليوم يطالبونا بتقديم استقالاتنا . لم يشفع لنا ما قدمناه . لم تشفع لنا سهراتنا . ولا رحلاتنا بين الفروع فى بورتسودان- كسلا-سنار – القضارف-مدنى – الابيض- نيالا- الفاشر. دخلنا مناطق النهب المسلح ليلا. وسافرنا فى رمضان ونحن صيام لنقوم بمهامنا . ومع ذلك لسنا مسلمين لدرجة تجعل منا مؤمنين اشداء – والمؤمن القوى خير وأحب الى الله
ولأنهم جوعى هم الان يظنون أنهم أكرمونا بهذه المبالغ نظير خدمتنا الطويلة وإشترطوا علينا أننا اذا لم نقدم الاستقالات . سيحرمونا من الحوافز . تصوروا هذا الكرم !! تصوروا أنهم وضعونا بين مطرقة الاستقالة وسندان عدم الحافز ! يا للعجب يحفزونا هم ؟ الذين يترقون ويصعدون على أكتافنا ترقى زقونهم على حساب أفكارنا. وتأكل بطونهم . على حساب توترنا فى إنجاز شىء مهم لهذه المؤسسة . على كل قررنا أن لا نقدم استقالاتنا قررنا أن نواصل تعففنا عن ظلمهم أن لا نستقيل . حتى ولو طردونا . لنا الانجازات والتاريخ المشرف ولهم قوة الايمان وفى كل خير.