بدر شاكر السياب .. ابنة المطر

بدر شاكر السياب احد شعراء العراق الابية وما اكثرهم فهو قد اهدانا كلمات رقيقة حانية ولعله راسخ فى اذهان جل ابناء السودان من خلال قصائده الرقيقة التى سادت الساحة يوما ما..
الى قصيدة ابنة المطر كاحدى المختارات من شعره وله من الروائع الكثير الكثير..

عيناك غابتا نخيل ساعة السحر .أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر  عيناك حين تبسمان تورق الكروم وترقص الأضواء .. كالأقمار في نهر يرجه المجداف وهنا ساعة السحر ... كأنما تنبض في غوريهما النجوم  وتغرقان في ضباب من أسى شفيف كالبحر سرح اليدين فوقه المساء دفء الشتاء فيه و ارتعاشة الخريف و الموت و الميلاد و الظلام و الضياء فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء .كنشوة الطفل إذا خاف من القمر كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم .. وقطرة فقطرة تذوب في المطر  وكركر الأطفال في عرائش الكروم ودغدغت صمت العصافير على الشجر  أنشودة المطر مطر مطر مطر تثاءبي المساء و الغيوم ما تزال .تسح ما تسح من دموعها الثقال  :كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام  بأن أمه - التي أفاق منذ عام فلم يجدها، ثم حين لج في السؤال قالوا له : " بعد غد تعود" - لابد أن تعود و إن تهامس الرفاق أنها هناك في جانب التل تنام نومة اللحود ،تسف من ترابها و تشربي المطر  كأن صيادا حزينا يجمع الشباك ويلعن المياه و القدر و ينثر الغناء حيث يأفل القمر  المطر المطر أتعلمين أي حزن يبعث المطر ؟ وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟ و كيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟ ،بلا انتهاء_ كالدم المراق، كالجياع كالحب كالأطفال كالموتى - هو المطر  ومقلتاك بي تطيفان مع المطر وعبر أمواج الخليج تمسح البروق سواحل العراق بالنجوم و المحار كأنها تهم بالبروق .فيسحب الليل عليها من دم دثار  اصح بالخيلج : " يا خليج "يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى  فيرجع الصدى :كأنه النشيج  يا خليج" ".. يا واهب المحار و الردى  أكاد أسمع العراق يذخر الرعود و يخزن البروق في السهول و الجبال حتى إذا ما فض عنها ختمها الرجال لم تترك الرياح من ثمود .في الواد من اثر  أكاد اسمع النخيل يشرب المطر و اسمع القرى تئن ، و المهاجرين ،يصارعون بالمجاذيف و بالقلوع  :عواصف الخليج و الرعود ، منشدين  مطر" مطر مطر وفي العراق جوع وينثر الغلال فيه موسم الحصاد لتشبع الغربان و الجراد و تطحن الشوان و الحجر رحى تدور في الحقول … حولها بشر مطر مطر مطر وكم ذرفنا ليلة الرحيل من دموع ثم اعتللنا - خوف أن نلام - بالمطر مطر مطر و منذ أن كنا صغارا، كانت السماء تغيم في الشتاء ،و يهطل المطر  وكل عام - حين يعشب الثرى- نجوع ما مر عام و العراق ليس فيه جوع مطر مطر مطر في كل قطرة من المطر .حمراء أو صفراء من أجنة الزهر و كل دمعة من الجياع و العراة وكل قطرة تراق من دم العبيد فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد أو حلمة توردت على فم الوليــد في عالم الغد الفتي واهب الحياة مطر مطر مطر ".. سيعشب العراق بالمطر  أصيح بالخليج : " يا خليج "يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى  فيرجع الصدى :كأنه النشيج  يا خليج" " يا واهب المحار و الردى وينثر الخليج من هباته الكثار على الرمال ، رغوه الاجاج ، و المحار و ما تبقى ن عظام بائس غريق من المهاجرين ظل يشرب الردى من لجة الخليج و القرار و في العراق ألف أفعى تشرب الرحيق . من زهرة يربها الرفات بالندى و اسمع الصدى يرن في الخليج مطر" مطر مطر في كل قطرة من المطر حمراء أو صفراء من أجنة الزهر وكل دمعة من الجياع و العراة وكل قطرة تراق من دم العبيد فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد أو حلمة توردت على فم الوليد في عالم الغد الفتي ، واهب الحياة "  ويهطل المطر

ياعمدة
الله يرضيك ويرضى عنك

أصيح بالخليج : " يا خليج

"يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى

فيرجع الصدى

:كأنه النشيج

يا خليج"

" يا واهب المحار و الردى



تتراكم السنون
وتنبت الأشعار
ولكن تبقى أنشودة المطر جميلة
وكلما قرأها المرء تبدو له وكأنه قد عثر بالصدفة على أول صورة له في طفولته

شكرا أخ قرشو

أبكر آدم إسماعيل

الأخ الكريم الأستاذ ابكر ادم اسماعيل

لعله ذلك الاحساس الذى يجعلنا نأتى بالقديم وهو انه كلما قرأنا تلك التحق وكأنما نقرأها لاول مرة لانها تطابق الواقع الجديد



و منذ أن كنا صغارا، كانت السماء

تغيم في الشتاء

،و يهطل المطر

وكل عام - حين يعشب الثرى- نجوع

ما مر عام و العراق ليس فيه جوع

مطر


انه العراق المترع بالاسى منذ غابر العصور والمترع بالنضال والكفاح وعراق المعرفة والعلم ومنارة العرب والمسلمين ابدا..

شكرا سيدى لاطلالتك فهى تعطى لكل عمل رونق وبهاء ولكل بوست توهج والق..

اخى الحبيب اهل العوض

حقا سيدى عند تأملنا فى شعر اولئك نثق فى المقولة القديمة "والشعر من نفس الرحمن مقتبس" وندرك انهم ليسوا مثلنا بل حباهم الله نظرة ثاقبة وبعيدة ترى ما لا نراه..

تجولت فى شعر بعض من شعراء العراق ووجدت انهم قرأوا حاضر الايام قبلا وعرفوا ما يحيق بهم حقا من اشياء واشياء وليتك قرأت للجواهرى فكانما كان يرى ما يحدث فى شريط سينمائى ..

لك الشكر عزيزى وحقا انها لمتعة كبيرة ان نقرأ لاولئك المسكونون بالابداع

يا عمدة ، ويا دكتور أبكر .. عجبت لأمر الشعراء ، وشعراء العراق على وجه التحديد .. فرغم قناعتي بأن الأنبياء لا يقولون الشعر ولا ينبغي لهم إلا أن شعراء العراق تنبأوا وقرأوا علينا نبوءاتهم شعراً رصينا بالضبط كما وصفت أنت يا دكتور .. فهذه القصيدة كأنها كتبت أمس أو كأن كاتبها كان يقف على ركام بيته المهدم وأمامه وخلفه عدد من عتاة المارينز بكل تجهيزاتهم العسكرية . وبالأمس نشر هنا ود شاموق قصيدة لسعدي يوسف كتبت قبل سنة بالضبط ، 20 مارس 2002 .. كتب فيها الشاعر كل شيء حدث في الأيام الفائتة ، رائحة البارود ، خلوف الجياع ، أشلاء الموتى ، جراح الموصومين ، نواح الثكالى ، بحة المغبونين ، أنين العاجزين ..... حتى نشوة المنتصرين ، إنتصار شنو؟ على منو؟
القومة ليك يا عراق .. ومتى تقوم أنت ؟

قرشو يا رائع شكرا لك
رائعنا ابكر
الخواض لكم التحية والتجلة

العزيزة رحيل

والله مشتاقين ليك فلماذا الهجر عزيزتى البورد ما زال يشتاق الى حروفك الخضراء البهية

شكرا لمرورك لقراءة تلكم الدرر وتسلمى لينا

عمدتنا
مازال اثار جرحك
لم يندمل بالامس
سمعت عراقى فى قناة
الجزيرة لو امربيده
لعملت تماثل لكل جندى
امريكا شارك ريك شنو

الاخ الكريم المهندس

والله أخى وكأنما قتل هنالك فى العراق هم ابناء عمومتى واهلى الكرام واطفالى فجرحى غائر بحق ولم يندمل وحزنى دافق ..

لعل حزنى من جراء احساس بأننا امة هانت على نفسها ولذا هانت على الاخرين واستحلوا دماءها وتاريخها وثرواتها ..

تعلم اخى المهندس ان البعض يختلط عليه الحنق على النظام الدكتاتورى والوطن فيقول مثل ما قال ذلك المسكين ولعله لا يعلم عاقبة دخول مجرد المستعمر وما يمكن ان يؤول اليه الحال ..

عموما اعذر جهله وليته يعلم ما يحاك وراءه للعراق ولكل الامة وبالطبع اخى لا يقاس على قوله هذا ..

لك تحياتى

فعلا يا أخ أهل العوض
أهل العراق هؤلاء أمرهم عجب!!؛
فمنذ العهد السومري وحتى الآن هم في دوامات الحروب
ودائما في مقدمة خارطة الإبداع!!؛

وأرجو أن تكون عثرت على كتاب "فرّاس السوّاح"؛

مغامرة العقل الأولى

حيث سيرة أهل العراق في أيام طفولة الحضارة الإنسانية؛ منتهى الإدهاش!!؛

أبكر آدم إسماعيل

لكن يا دكتور تسألني أين كنوز تلك الحضارات العظام الآن .. أقول لك قد ذهبت حيث ذهبت ربما إلى القدس استعدادا لاستقبال صلاح الدين .. اليهود عملمو بأيديهم وألسنتهم وبنادق الامريكان في العراق في الأيام الفائتة .. دخول مخابيء ماجدات العراق . استوقفوا الشيخ والصبي والغانية قبل الشباب والكهول ، نهبوا ما ثقل وزنه وغلا ثمنه ، ذهبوا به بعيداً ..

أردد مع شيري .. الله يضرك يا بوش ، وقبل ذلك يا صدام ...

سمعت الشيخ أحمد الكبيسي يقول : ربما لحقت العراقيين دعوة الامام الحسين حين خذلوه فقال فيما قال : اللهم لا ترضي بهم حكامهم ولا ترضيهم بهم . أو كما قال .. لذلك تدور رحى الحروب منذئذ