التضحية

التضحية هي من أرقى العلاقات الإنسانية... فالتضحية حسب ما ارتأته الفلاسفة :

تقع في القمة من القيم الإنسانية النبيلة .. وأن بني البشر الذين يبلغون تلك القمة قليلون جداً لوعورة الطريق ووفرة المصاعب أمام السالكين..لقد قالها الغربيون مسبقاً أن لا صداقة دائمة ولكن مصالح مشتركة هذه الصبغة وهذا اللون المنفعي هي التي يفهمها عوام الناس وهذه هي المقاصد التي يسهرون عليها ويبذلون في سبيلها كل ما يملكون..

وحسب ما يتناول في علم النفس في تفسير التعامل الإنساني بين بني آدم وحواء حيث يقولون : كل ما يحصل من علاقات إنسانية منطلقة من مبدأ " البحث عن اللذة واجتناب الألم " أي من حب الذات .. وهنا الناس ينقسمون إلى قسمين :

** الصنف الأول : من يتبع الفكر غير السوي وهو البحث عن اللذة المحرمة .. من مكاسب غير مشروعة ومن علاقات مبنية بالدرجة الأولى على المصالح الشخصية..سواءً كانت مادية أو جسدية وماذا يأتي بعد هذه اللذة .. الندم وهذا ما نص عليه الحديث عليه : عنه "ص" : بأس لذة يعقبها ندم" ولأنها لذة محرمة فتراه كسراب بقيعة يحسبه الظمأن ماء .. كم تعبر عنه الآية وعندما يصل إلى هذا السراب تراه لم يجد شيئاً.. وهنا يقع الندم وهذا النوع يعتقد أنه يعيش لنفسه ولا ينظر إلى الآخرين بعين الاعتبار.

** الصنف الثاني : هو من يذهب وراء اللذة المشروعة من إقامة علاقة إنسانية مبنية على أساس إنساني وهم الصفوة والفئة القليلة التي ينبغي علينا المحافظة عليها فكما يقال : العاجز من عجز عن اكتساب الأخوان وأعجز منه من ضيع من ظفر بهم.. وهؤلاء الصفوة هم الذين سمت مثاليتهم وصفت نفوسهم فهم يحبون الحق والعدل لذات الحق والعدل ويعتقدون أن الحق هو أسمى ما يكون..لا لحاجة في نفس يعقوب قضاها ..بل لأن الحق عشعش في نفوسهم ومازج دمائهم واستولى على أهوائهم وقلوبهم .. فهم يغضبون لله ويحبون في الله .. فالإنسانية مفتقرة على ما أظن إلى هذا النوع.

فهذا الصنف جسمه منه في تعب والناس منه في راحة .. فالمتاعب في تحمل أعباء الناس تستحيل في عينيه رغم آلامها إلى لذة وراحة أبدية.. فمن نعم الله عليكم حوائج الناس إليكم..

آراء علماء الأخلاق في التضحية:

يقولون : إذا امتلأت نفس الفرد بروح التضحية في سبيل المجموع فلا يمكن أن تنهار تلك الأمة أو تغلب .. وحينما فقد المسلمون روح التضحية والإيثار أصبحوا من العالم الثالث ولو كان هناك عالم رابع لأصبحوا منهم ... وهذه ليست نظرة متشائمة إلى الحياة ولكن هذا لسان الحال يفصح عن حاله ويكشف الساتر والمخبوء..


دائماً جيمو

شكرا ياجيمو علي الموضوع الجميل فالنضحيه قيمه انسانيه عاليه ومطلوبه