يُحكى أن رتلاً منَ الذئاب ِ لما ضاقتْ بهم ذاتُ اليد ِ ، اجتمعوا من كلِّ شعاب ِ الأرض ِ ، ليتدارسوا حالهم بعدَ الفاقة ِ وبعدَ أن نضبتْ منابعُ الأرض ِ ، ودرسَ الأثر ، وجفَّ الضرعُ ، وذبلَ الزرعُ ...وقف أكبرهم يقولُ :"يا أبنائي !! ما دمنا لا نملكُ إلا الموتَ جوعاً ، فاني أبيح لكم أن تأكلوا لحمَ بعضكم !! فان بقيَ منا النصفُ ، خيرٌ من أن يموتَ الكلُّ !!"
شُدهوا لما سمعوا ، كيفَ نأكلُ بعضنا؟؟؟ كيفَ نمزِّقُ شلواً لإخوة ٍ وان أبحت لنا؟؟!؟
أجابهم:"مكرهٌ أخاكم لا بطل، فالتزموا أمر الطاعة ِ !!"
رضخوا لقول ِ السَّيِّد ِ، لكن صغيرهم وقفَ بالباب ِ، وقالَ لا استسيغُ لحمَ أخي !! مرٌّ إذا ما مضغتهُ شفتي!!"
فصرخَ بهم قائدُ السرب ِ:" اجمعوا السكرَ من أقاصي الأرض ِ، فإذا كانَ لحمُ الإخوة ِ مراً، يهبهُ السكرُ بعضَ حلو ِ !!"
"ولكن كيفَ لنا أن نأتي به ِ، وجرداءُ أرضنا لا تأتِ إلا بالعلقم؟؟"
تفكرَ قليلاً وأجابهم: "عليكم بالإنسان، فانهُ لا يحتاجهُ فوقَ الموائد ؟!؟"
عجب الصغير وقالَ : " يا لهُ من راقي إلا يأكلُ لحم أخيه ِ في الملمات ِ ؟؟"
أجابه الذئبُ وقد أندى جبينهُ هولُ السؤال ِ :"بل يأكلُ لحمَ أخيه ِ دونَ جوع ٍ ولكنهُ لا يشعرُ بالمرارة ِ !!"