مقال لسعدي يوسف

2003/03/03




culture


--------------------------------------------------------------------------------


رسالة مبكِّرة إلى الجنرال تومي فرانكس
سعدي يوسف




سيدي الجنرال
أوّلاً ، أودّ أن أُصْدقك القولَ بأنني أتابع صورتك في ما يُسمح للتلفزيون بمتابعته من أخبارك : بين جنودك المحتشدين، مع أسرتك، مع رئيسك ...إلخ، وبأنني إذ أراقبُ التاريخَ على غير ما تراقبه أنت _ أشعرُ بأنني أريدُ أن أكون مثلَ سلَفٍ لي، جنَّبَ أن تستباحَ، أيامَ تيمورلنك ، مدينةٌ ببلاد الشام .
سوف تدخل، يا سيدي الجنرال، بغدادَ، كمن دخلها قبلك : غالباً ...
لكنك تعرف، باعتبارك من أمّةٍ كانت مغلوبةً، أن الشعوب لا تُغْلَبُ.
الحاكم يُغلَبُ. وحاكمنا أول المغلوبين. وأنا سعيدٌ بهذا، فلقد حرمني هذا التافهُ هواءَ وطني لأكثرَ من ثلاثين عاماً.
أنت لك مأخذُك على يوليوس قيصر: تقول إنه جنرال، لكن خُطبه طويلةٌ، ولهذا قُتِلَ !
أنا، الشاعر، لن أطيل الخطاب.
سوف تدخل بغدادَ، يا سيدي الجنرال؛ هل أوصيك بما اوصى به عمرُ (الخليفةُ الثاني بعد محمد) قائدَ جيشه المتوجه إلى العراق؟
لا تقطعوا شجرةً ...
لكن الحديث يدور هذه الأيامَ مداراً آخرَ؛ إذ يقال إنكم تريدون أن تقطعوا مواطنين عن وطنهم، ويقالُ في الشائعات إن هناك قائمةً أعدّها عملاؤكم العراقيون تقضي بمنع حوالى 2000 عراقي معارض من دخول وطنهم، بدعوى تجنيبكم المتاعبَ في الفترة الأولى للإحتلال.
يصعُبُ عليّ الإقتناعُ بنفي الشائعة.
فلقد نشرتْ صحيفة <<المؤتمر>> قبل فترةٍ (وهي صحيفةٌ أسبوعية باللغة العربية، يموِّلها دافعُ الضريبة الأميركي، وتصدر في لندن)، رسالةً ترى منعي أنا الشاعر سعدي يوسف من دخول العراق بعد (التحرير).
أتوجّه إليك
ثم إلى جوني أبو زيد حاكمنا العامّ المقبل (كما يقال)،
بطلبٍ للتوضيح في ما يتّصل بالحقوق المدنية المتعارف عليها دوليّاً، وتطبيقها في ظروف الإحتلال الوشيك.
<<شاعرٌ من بلاد ما بين النهرين>>

... الى منتدى الحوار



الصفحة الأولى| أخبار لبنان| عربي ودولي| اقتصاد| ثقافة
رياضة| قضايا وآراء| الصفحة الأخيرة| صوت وصورة

©2003 جريدة السفير

هكذا اذن يا اسامة
لن يستطيع سعدي ان يسند ظهره المتعب علي جذع نخلة تحتفي بنسمة تمر علي دجلة او تداعب امواج الفرات
لن يستطيع سعدي يوسف ان يتسكع علي شارع الرشيد وان يختذل كل حانات الدنيا في كاس من العرق العراقي الموسوم بابي نواس علي حانة قديمة في الكرخ
لن يستطيع سعدي يوسف ان يلتقي العراق حتي بعد الاحتلال لذلك سيكون هذا المشاء متسكعا في ازقة و دروب وشوارع جداله الشعري مع مفردات الغربة و امراض المنافي
و سيتذوق طعم العراق في كاسات احزانه مهما تبدل الحكام

هو يا يحيي من اساتذتي في المشي ومنهم حسب الشيخ جعفر و ادوارد سعيد و محمود درويش و سليم بركات.من سوف يقتص لدموع امهاتنا و النساءاللواتي اضعن و الاصدقاء الذين اضعن ملامحهم.من سوف يطفئ خرمتي لامسية شعرية في شارع جانبي في الخرطوم؟ما عفا الله عما سلف و سنطاردهم واحدا واحدا و سمغسل شوارع الخرطوم من رجسهم ورجس افغان العرب ولن نسمح ابدا بفيام دولة دينية.
هكذا فلنسعى من اجل بذء تاريخ نظيف كما يقول الشاغر عادل عبدالرحمن
المشاء

الاخ اسامة
لك الشكر علي طرح المقال وما اشبه الليلة بالبارحة فليست هي المرة الاولي ولا الثانية وللغزاة مع بغداد تاريخ غريب وعجيب كانما تتكرر احداثه بصورة دورية وتتطابق بمقدار

الدمار,وستظل بغداد هي اللغز العربى الذي لا يفسر
عزيزى اسامة
تري اين قصيدة مظفر النواب وسط كل هذا الكم الهائل من الظلم والحزن والتناقض!


عبدالله جععفر

مساكين العراقيون اذا كان سيتم استبدال فاشية صدام بفاشية جديدة تخاف على نفسها من شاعر برقة وجمال سعدي يوسف .
(كأنك ياجوني أبوزيد ما غزيت!) .
ولكن دعنا نتفاءل خيراَ .و ونقول انها مجرد اشاعات ، والاشاعات والتحليلات المشابهة تملا الشوارع العربية , ومعظمها يتحدث عن مخاطر وكوارث ستلحق بالعراق والشعب العراقي اذا سقط نظام صدام حسين مثل تقسيم العراق أو اندلاع حرب طائفية هناك . وانا اعتقدان مثل هذا الشائعات يروج لها النظام العراقي نفسه والديكتاتوريات العربية التي تخشى مصيره .
وأظنك تتفق معي يااسامة ان العراق والعراقيين لن يكونوا , في اسواء الفروض , موعودين باسواء مما رأوا وعاشوا في سنوات هذا الفاشيةlلموغلة في الوحشية والقسوة .
فاإلى الجحيم .
كما انني اعتقد ان الولايات المتحدة , ومهما رأي فيها نقادها من عيوب ، فهي أكثر تقدماً واخلاقية من أن تستبدل نظام صدام حسين بفاشية جديدة ، أو حتى ديكتاتورية اعتيادية ، رغم اني اعلم ان العديد من الديكتاتوريين الصغار يتبواون مقاعدهم في صفوف المعارضة العراقية .

الى عموم الشعراء والمشائين والمهجسين بلون الفرح ..الذائبين في حدق الشموس..المسكونين بنقاء الغيب والراحلين في دروب الوجع ..المساكين الذين يظنون بكل طيبة ان الوطن كلمة جميلة..المفجوعين الذين يصرون على مواجهة قبح العالم بالكلمة والحلم ..دوموا يا أحبتي على نقائكم واصراركم..واحلـموا بعالم سعيد ..فربما من الحلم تخجل الفجيعة وتنسحب غير مأسوفا عليها..
هل قلت لك شكرا يا اسامة؟
كبر