قصيدة جديدة للشاعر العراقي هاشم شفيق

الاحد 23 شياط 2003



--------------------------------------------------------------------------------






بغداد بشعرها الأخضر حتى الينابيع

السيّاب في تظاهرات أوروبا - محمد حسين شمس الدين

أوطان العسس - عقل العويط

حياة بين موتين - بلال خبيز

وطن يبحث عن منفى - سلام عبود

سطح بغدادي مرشوش بمياه العصر - هاشم شفيق

جسورعلى الأنهر - محمد الحجيري

بغداد على زورق دجلتها - بقلم جميل ملاعب وريشته

قصائد من الجحيم

على الأقل

الديكتاتور ينام قلقاً وذهنه مشغول - شاكر الأنباري



الدليل

الملحق الثقافي

سلامتك

الاغتراب اللبناني


--------------------------------------------------------------------------------

الصفحة الرئيسية

مساعدة




سطح بغدادي مرشوش بمياه العصر

هاشم شفيق



المشمشة

مشمشةٌ قربي

سدَّتْ نافذتي.

ثُمةَ غطتْ إفريزَ الشرفة بستائرها،

فروائحها ضوعى

تملأ أفقي بالذكرى

وتعيدُ حياتي

لفتاة كانت تضربني

بنوى المشمشِ

في سطحٍ بغداديّ مرشوشٍ

بمياه العصرِ

ومبلولٍ بالإيناس

إذن هي مشمشةٌ

فيها الأغصانُ مرايا

تعكسُ حالاتٍ

تتطايرُ عبر سطوحِ الناسِ.



شجرة الجوز

ما زالت شجراتُ الجوزِ بقريتنا

ترسلُ رائحةً

في الرّيحِ الينا،

والنسوةُ ما زلنَ يجدنَ

بأثمار الجوزِ صباغاً للشفتينِ

وبعض حكيماتِ القريةِ

يطحنَّ لُبابَ الجوزِ دهاناً

لشعورِ الصبيةِ

ومراهمَ للعنّةِ

أو إيقاد الرغبة،

فالجوزةُ تتعملقُ فينا

توغلُ في الروحِ

وفي فضواتِ قرانا

..........

..........

الجوزةُ كانت

بيتَ طفولتنا في القيظ

وكانت ذاك الشّباكَ

المفتوحَ على الدنيا.



رداء الصنوبر

هواءُ الصنوبرِ

يدخلُ فيَّ

ينقّي الرؤى

من شوائبها

والحياة من الإمتهان

الصنوبرُ غايةُ من يختلي بالجبالِ

ويحلمُ بالنأي

وسط أزيز الجنادبِ

والأبرِ الشجريّةِ

تلك التي نثرتها الرياحُ عليَّ

رداءً من القش

يؤوي إهابي هناكَ

بغاباتِ بولونَ

فوق ضهور الشويرِ

فويقَ الضبابِ الذي يختفي في الزمُرُّدْ.
نزل الأدباء

ذهبتُ إليه،

لأستطلع السنواتِ التي رقدتْ

في البنايةِ

صار الجدارُ يحدّثني

عن حروبِ شوارعَ

مزّقتِ الماء والأغنياتِ

ومزّقت الشجراتِ،

فجميّزة الحيّ

في ساحة البرجِ

ماتتْ روائحها والظلالُ

وماتتْ روائحُ سوق الطويلةِ،

غاب السلاميّ

والسجقُ الأرمنيُّ

وباعةُ سرسقْ.

سوى نزل الأدباءِ

روائحُهُ لمّا تزلْ

ومراوحُهُ تتدلّى من السقفِ

دائرةً في الزمانِ،

هواءُ المراوحِ

حرّكَ شعري هنا

حرّك الخلجاتِ الدفينه

هي الخلجاتُ التي نزلتْ

ذات ليلٍ به

وأستراحت على مخدعٍ من لياليهِ

ليلِ الفراديسِ

في ساحة الشهداء المراقةِ في البحرِ

بين الضحى والأصيلِ،

فكيف نجا النزلُ المتواضعُ

من رشقات المدافعِ

ولم تنهدمْ سنةٌ في الجدارِ

ولم تنثلم برهةٌ في الأويقاتِ

مرّت عليه سنونٌ محمّلةٌ

بحروبِ الهُويّةِ والأصدقاءِ

ولمْ تشحب الغُرُفاتُ،

مضى ربعُ قرنٍ على نَفَسي

في وسادته والسريرِ،

ومرّتْ عليَّ ليالٍ

بأثقالها في المنافي

ولكنها هدمتني

ولمْ تهزم الروحَ

ذات السجايا المكينه

..........

..........



الى نزلِ الأدباءِ مشيتُ

لتفضي الأزقةُ بي للخلاءِ

الى وحشةٍ كمنتْ

في فؤاد المدينه.





كُتبت هذه القصائد في "لبنان الجبل" بين آب وايلول من .2001 اما الشاعر فمقيم في لندن.






--------------------------------------------------------------------------------



PDF Edition (Arabic) | HTML Edition (Arabic) | Listen to An-Nahar | Ad Rates | naharpost | Classified Ads | Archives | Contact us | Feedback | About us | Main | Help


--------------------------------------------------------------------------------




Copyright © 2003 An-Nahar Newspaper s.a.l. All rights reserved.

تمام التمام
رائع يااستاذ اسامة الخواض امتاعنا بقصيدة لهاشم شفيق
الذي اقرا له منذ الصغر.. وقصائده تختلج بذكر بغداد هو شاعر يستطيع تصوير كل المراحل العمرية عبر نصوص تغمر بالاسي واللوعة
يعجبنى ايضا يااسامة فى هاشم شفيق انه لم يتخندق فى خندق التفعيلة ويستطيع تحريك نفسه فى تفاعلات الشعر باوزانه الجديدة ...
اسال ياالخواض الى اى مدى استطاع الشعر السودانى التعريف بام درمان والخرطوم لو استطع جمع ببلوغرافيا لذكر النقاد العرب لذلك

الرائع اسامة الخواض

لك الشكر اجزله على قصيدة الشاعر هاشم شفيق

و كم نتمنى ان نسمع منك الجديد يا خواض

هل نحلم ؟؟؟؟

هاشم شفيق يكتب الشعر كما ينبغي ان يكتب ,
رغم انه لا يكتبه بما يتفق والمزاج السوداني السائد لتذوق الشعر ، ذلك المزاج الذي يحب في الشعر غنائيته ويطالبه بأكبر قدر منها ، ويرجوه صاخباً في ايقاعاته .
شكراً يااسامه.
نريد ان نقرأ لك انت أيضاً .