قصة حقيقية.. وقصيدة.. إلى إشراقة وود شاموق.. لشئ في نفسي

قصة حقيقية.. وقصيدة.. إلى إشراقة وود شاموق.. لشئ في نفسي


02-25-2003, 01:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1046134560&rn=5


Post: #1
Title: قصة حقيقية.. وقصيدة.. إلى إشراقة وود شاموق.. لشئ في نفسي
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-25-2003, 01:56 AM
Parent: #0


التقيا فى دولة فى شرق اوربا تزوجا
عندما رجعا الى السودان
هو يعمل فى معتمدية هامة وفرت له سكن جميل و سيارة
وهى تعمل فى وظيفة محترمة
على التوالى رزقهما الله بنتين
جاءت ثورة الانقاذ
فصل الاب من العمل للصالح العام
و أخذ منه جوازه
انتقلت الاسرة الى غرفة فى اطراف المدينة
بحث الزوج عن عمل لم يجد

عمل قدرة فول
وهو يحمل ماجستير ويتكلم اربعة لغات
ناس اللجان الشعبية طالبوه باستخراج ترخيص
بقيت الزوجة تعمل رزقت بالابنة الثالثة
صار الزوج هو الذى يجلس مع الاطفال
و كثرت المشاكل
تفاقمت عندما فصلت الزوجة ايضا للصالح العام
و حدث ابغض الحلال الى الله
انتقلت الزوجة من وظيفة الى أخرى
عطف عليها فاعل خير و اسكنها
فى غرفة فى سطوح متجر
هى الان تعمل عاملة فى مصنع
تخيل شخص بماجستير يعمل عامل
و لكن لقمة حلال
قالت لى مرة
انها طلبت من الاطفال النوم فقالوا لها دعينا نلعب
لاننا عندما ننام نحس بالجوع
وعندما نلعب ننسى الجوع




قرأت هذه القصة الحزينة في بورد سودان نيت فجرت مني دمعة.. وتذكرت أخي الشاعر العوض مصطفى

الذي آثر الصمت على الحديث ولكن له وجع كذاك الذي أسماه ود شاموق وجع الدواية

فأرجو أن تقرأ يا ود شاموق من هذا الوجع






بيني وبينك

بيني وبينك ابتسامتك التي أرسلتها ورحلتَ عنـِّي
بيني وبينك يا رضيَّ الرُّوح ما أعني واعنِـي
بيني وبينك رقـَّـة ٌ هي من سلامِكَ كم تسعْـني
هذا الذي أشتاقـُهُ
خضرٌ بنا أوراقـُه
كـُـلـُفٌ به عُشـَّـاقهُ
هذا الذي ذوَّبت فيهِ مشاعري وبديعَ فنـِّي
أنا في انتظارك في بهيم ِ اللـَّيل ِ في عجزي ووهْـنِي
أنا منذ أنْ ودَّعتُ وجهك يا أبي ودَّعتُ أمْـنِي
ورحلتُ أبحثُ في عيون ِ النـَّـاس ِ عن وطني وعنـِّي
وطني تغرَّب أهلهُ
وغدا هجيرًا ظلـُّـه
رُطبي تساقط َ جُـلـُّه
ورحلتُ أبحثُ في عيون ِ النـَّـاس ِ عن وطني وعنـِّي
فوجدتـُـني في مفرق ٍ كلُّ الدُّروب تشدُّني
فإذا مشيتُ رأيتـُها مالت عليَّ تصُـدُّني
ألقيتُ في اليمِّ الكبير مُـقيدًا ومؤذ ِّني
قد صاحَ لا تبتلَّ يا محزونُ قلتُ أسَرتنِي
وتركتني في حيرةٍ كم قبلها حيَّرتني


Post: #2
Title: Re: قصة حقيقية.. وقصيدة.. إلى إشراقة وود شاموق.. لشئ في نفسي
Author: omdurmani
Date: 02-25-2003, 02:30 AM
Parent: #1

مع هذا لا يجدي الحديث...مع هذا لا يجدى الاستكبار..
اخى ياسر
هل اذا اتخذت قرارا مثلا بالعمل مع حتى الانقاذ...لدفع ضرر بسيط....او منفعة لكائن ما ...هل اكون خائن ؟؟؟

Post: #3
Title: Re: قصة حقيقية.. وقصيدة.. إلى إشراقة وود شاموق.. لشئ في نفسي
Author: Yasir Elsharif
Date: 02-25-2003, 10:04 AM
Parent: #1

السيد أمدرماني

سلام

قولك

Quote: مع هذا لا يجدي الحديث...مع هذا لا يجدى الاستكبار..

لم أفهم ما أردت أن تقوله هنا..ـ أرجو التوضيح ــ

أما قولك:
Quote: اخى ياسر
هل اذا اتخذت قرارا مثلا بالعمل مع حتى الانقاذ...لدفع ضرر بسيط....او منفعة لكائن ما ...هل اكون خائن ؟؟؟


أيضا لم أفهم ما ترمي إليه وما علاقة ذلك بموضوع البوست.. الموضوع ظلم تعرضت له الأسرة في القصة الحقيقية التي أرودتها.. ثم قصيدة عن وجع الغربة..

ارجو أن توضح..

Post: #4
Title: Re: قصة حقيقية.. وقصيدة.. إلى إشراقة وود شاموق.. لشئ في نفسي
Author: ود شاموق
Date: 02-25-2003, 09:21 PM
Parent: #1

أخي الدكتور ياسر

تحيات وأشواق

من يقتل فلن تعجزه سرقة القوت من أفواه الجياع
من يظلم فلن يعجزه نزع الدمعة من ظلمة الأحداق

من منا الذي لم يفرقه الكهنوت عمن يحب
ومن منا من لم يطرده الكهنة من جنة الخلد


صبراً (آل) ياسر فإن موعدكم معلوم
ووجع الدواية يوماً سيصير وجع الشعب

.

Post: #5
Title: Re: قصة حقيقية.. وقصيدة.. إلى إشراقة وود شاموق.. لشئ في نفسي
Author: Yasir Elsharif
Date: 07-06-2003, 07:19 PM
Parent: #1

الأخت إشراقة

لقد قرأت مقالك الأخير في سودانايل، وعليه أهنئك وأقول لك واصلي.. المثقف عليه أن يقول الحقيقة ما أمكنه ذلك..

وأهدي البوست إلى رودا..

Post: #6
Title: Re: قصة حقيقية.. وقصيدة.. إلى إشراقة وود شاموق.. لشئ في نفسي
Author: Yasir Elsharif
Date: 07-06-2003, 07:43 PM
Parent: #1

لقد حاولت أن أرفع بوست
"تداعيات امرأة لا يكبو جوادها"

والكاتبة هي الأستاذة إشراقة مصطفى



تداعيات امرأة لا يكبو جوادها


ألق يناير يحفني بجذوة الاشتهاء لثورة ما ترقد فى جوف أغنياتي المتمردة وتلك الابتسامة تفيض فى نهري الثائر وتنتزع من قاع المدن أحزانها وترسم فى وجوه الفقراء يقينا وفرحا كمن وهبتهم الخبز والرحيق والصباحات.
شمس تدفئيني فى هذا الشهر البارد الكئيب وإقدامي تائهة فى شارع القرابن تبحث عن أزقة تؤدى إلى الأرياف البعيدة. أهترئت إقدامي من المسير وأنا أبحث عن فتيات يرتدين الثوب السوداني الناصع البياض ويحملن فى أياديهن المشيرة إلى الفجر كتيبات عن الفكر الجمهوري، أغيب ممتطية خيول جامحة تركض صوب المطر.. صوب الصباح وصوب تلك الابتسامة التي اندلقت خيوط فجر من وجه أبينا محمود.
تحفني تلك الابتسامة، أحس بنهري يثور، ذلك النهر الذي يرقد فى حنايا القصيدة الدامعة منذ أن اغتالوه فى ذلك اليوم الحزين من يناير 1985، غصة فى حلقي وحزن يكسوني وأنا أصرخ بمن أستجير يا ربى؟ بهذا الجليد؟ بهذا السماء الضبابي.. بمن؟ لم أجد سوى ابتسامته استجير بها، شكوتها شتاتنا وغربتنا التي طالت، حكيت لها أحزان وطني وخطواتنا الدامية التي لا تؤدى الآن إلى دار اتحاد الكتاب السودانيين ولا إلى عروض معهد الموسيقى والمسرح ومعارض كلية الفنون الجميلة، تائهة خطواتي هنا فى هذه البلاد البعيدة وموسيقى موزارت وأجراس كنيسة اشتيفندوم تثير فى رغبة للبكاء وأن أدفن رأسي المكدود والمتعب فى حضنه. الدمعة تقف خرساء فى محاجر النشيد ووجه أبينا محمود وابتسامته تفيض فى هذا الليل الأوربي فتدثرني، تحميني وتقويني فأشتم شذاه البعيد وجلبابه الأبيض يسطع كفجر أنتظره. يبتسم ساخراً من قاتليه ويفوح شذاه يعطر تلك القاعة التي أزكمت الأنوف بنتانتها وأقزام تتلو علينا ردته وتجيز قتله فى حضرة إمامهم النميرى.
أحسست بالدوار وهذه الصورة لا تفارقني والخيول الجامحة التي امتطيتها لا تكبو رغم دوران الأرض بنا وتركض بي مسرعة تجاه صباح ما وعصافير تحلق فوقنا وتغنى لحب كبير ولثمرة غرسها أبونا محمود فى تربة أناشيد ثورة الفقراء.
أحكيك الآن أبتى محمود
أحكيك غربتي وانتهاك حقوق النساء والصغار فى وطني
أحكيك وجوه الرجال الباكية بصمت تبحث فى الليل الداكن عن كوة ومشكاة
أحكيك نساء وطني الملتحفات بالسواد منذ أن اغتالوك ومنذ أن اغتالوا ثمانية وعشرين نجماً يزينون الآن سماء الوطن الحزين، والسنابل التي غرسها على فضل طالت وحان وقت قطافها. أبكى بحرقة ووجه ذاك الأستاذ الجليل عبد المنعم سلمان يرنو كقصيدة أليفة لا تستكين.
هذا الحنين يا أبتى لك ولهم وللوطن يغتالني وأنا أبحث عن نجمة فى سماء فيينا الضبابي والأناشيد تنزف، تهدر وترفض أنصاف الحلول.

خبريني يا ابتى
كيف تسكن الجروح؟
وكيف نداوى جرح الوطن الغائر؟
هل نلتصق بأحلامنا ونغرد مكسورين فى بلاد ليست لنا؟
لم نعد نحن وأحلامنا تخاف العرى كشجر الصفصاف المغطى بنثار الثلج والجليد، فمن يدثرنا ويدثر أحلامنا؟
هل نمسك بتلابيب الذكرى ونحكي عما كان وكيف كنا؟
أحكينى يا ابتى ولا تصمت
كيف نشدو من جديد وكيف نطيب جراحاتنا الكبيرة؟
كيف وأجيال من الضياع تبحث عن ذاتها فى وطن طال انتظار ليل مخاضه؟
لن تتعب خيولنا الجامحة ولن نمتطي سواها ولن نشدو بغير الفجر، سنغنى رغم انكسار اللحن فى حناجرنا، سنغنى لك وللفقراء وللنساء المكدودات بالمعاناة والصبر الجميل، النساء الشامخات الآتي لا يعرفن المساومة والإنكسارات الشنيعة.
سأبقى أناديك لن تتعب حناجر أغنياتي، سأنادى كل الشعراء فى وطني، اللذين لم يستكينوا ولم يسلموا يراعهم سلطان الهوى الأعمى، سأناديهم
{ حبوا غنوا الدنيا مازالت ندية
وما بنقبل فى وطنا دية
ولا وطن زوجين وحارس وبندقية}

سأناديهن فى كل بقاع الأرض
فى وطني وفى المنافي البعيدة
يا نساء وطني أتحدن
عاملات فى المصنع أو الحقل
موظفات ومربيات أجيال يزيننّ العقول بالعلم
طبيبات يداوين الجراح
وربات بيوت يقاومن عصف الأزمنة كقلب الحجارة
لنتحد، فنحن الآتي يغرسن سنابل الوجع عند موت ومخاض كل سلطة
ها ابتى
قل كلمة واحدة فقط
حيينها ستركض خيولنا صوب انهارك
كلمة واحدة تكفى لإشعال الحدائق بالأناشيد والبيوت بالفوانيس وتحول غابات الوطن أعواد ثقاب تشتعل وتضئ الظلام الحالك
كلمة واحدة يا ابتى
ستعتريني بعدها رعشة ما
وعيناك تغوصان فى دمى
وقلبي يهدأ من ضجيج الأسئلة
ويدك تمسح على جبيني
وعند بوابات الفقراء والمساكين تلجم معي خيولي الجامحة صوب شمس تكابد مخاض البزوغ
ويدك تشير إلى أفق طال انتظارنا له
وبحنية وإصرار تهمس
هذا أو الطوفان
هذا أو الطوفان
هذا أو الطوفان

فيينا- يناير 1998


نشر هذا النص بصحيفة الفجر التي كانت تصدر بلندن