اقرا........لكن على مسئوليتك...........!!!!!

اقرا........لكن على مسئوليتك...........!!!!!


02-23-2003, 06:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=2&msg=1046021831&rn=5


Post: #1
Title: اقرا........لكن على مسئوليتك...........!!!!!
Author: wadazza
Date: 02-23-2003, 06:37 PM
Parent: #0

ملاحظات اولية

قبل الخروج

محمد محمد خير

حين غادرت السودان مضطراً عام 91 كانت الحياة كلها على حافة الهاوية، صفوف متراصة امام محطات البنزين تحلم بالوصول لمكاينة الوقود لتظفر باربعة جوالين لمدة اسبوع، وكانت اللجان الشعبية توزع علينا رغيفا في رقة ذيل الحيوان الاليف ورطلين من سكر داكن اللون ومصفر القسمات وربع اوقية من الشاي وابتسامة.
لا اذكر اني في ذلك الآوان اجريت اتصالا بالتلفون لأن الهواتف حينها سكتت عن الكلام المباح، لم يدركها الصباح، ادركها الخرس، كانت تجلس على مراقدها مرتاحة بلا رنين ولا ثرثرة، لونها الاسود الداكن يلف صوتها بغموض اشبه باشعار ادونيس وهي لا تتكلم رغم ان وظيفتها توصيل الكلام ونقل الكلام انتقت وظيفتها «للنقل الطارئ» عربات مملوكة لكبار الموظفين وخاصة جدا، صارت في طاعة الشارع استدرك اصحابها المجاهيل الجديدة وقتئذ واستدركوا حاجة السلطات المحلية لفك ضائقة المواصلات، فصرنا نركب عربة يقودها وكيل «وزارة سابق» واخرى يقوم على امرها «سفير متجول» حين تتأكد من صدقه يكون بينكما نجوي ما حل بنا هو يشكو جزعه من المستقبل ويتذكر ايامه العز في باريس واستكهولم ونيروبي وانا اشجيه بكيف تحولت من التلفزيون للجزارة، كان ذلك الآوان آوان الانتقال من الوظيفة المكتسبة من مقاعد الدرس ولجنة الاختيار وتجويد الاداء للوظيفة القسرية البديلة التي تورث مثل حالتي في الجزارة او تطرأ مثل النقل الطارئ.
حيفتان كانتا تقومان بعبء توصيل الاخبار والتعليقات تذمان التمرد والاحزاب المارقين والمهندسين والطابور الخامس، لخصمها الراحل الاستاذ محمد توفيق، ونحن وراء الاسوار بقوله «الجرايد الواحد بكسر بها الزمن لكين دي تقرأها الساعة عشرة وتنتهي منها عشرة الا خمسة».. كانت تعلو صدورهما تصريحات ليوسف عبد الفتاح يهدد فيها الجزارين والخضرجية ويتوعد من «اراد ان تثكله أمه» وتطالع لابراهيمه ايدام تفاؤلا بأن الفريق القومي السودان سيمثل افريقيا هذا العام في كأس العالم وبرهة تراه انهزم في مباراة الاياب امام الصومال.
العقيد بحري صلاح كرار مسؤول الاقتصاد يتفكه باقتصاد الديمقراطية ويحمد الله كثيرا ويشكره على نعمائه بان «هبت ثورة الانقاذ» فلو لا ذلك لبلغ سعر الدولار 12 جنيها وصفوف امام البنوك في انتظار «التبديلة» فقد غيرت الحكومة حينها العملة وسمحت بسحب مبالغ زهيدة كل اسبوع لتبدأ مشوارها الذي تكلل بالظفر والنجاح لمؤيديها، يقف الناس صفوفا وحين يظفروا «بالتبديلة» يهرعون لمحطة البنزين «للكب» كانت الحياة تبديلة وحرقه، ورغيفا داكن السحنة، و «كبة» وانت تصطف في اتجاه محطة البنزين كان صوت الرائد يونس يشجيك بالسجع الممتع «ان كينيا التي ابتلعت مثلث اليمن ستتقيؤه ثم تدفع القضاء والكفارة» وكانت سهرة التلفزيون مخازن منسوبة لقادة النظام الديمقراطي المخلوع، حوش كبير تجاوره اسطبلات الخيل مخططة وجوالات ارز وسمن اشك انه بلدي، يستعرض المذيع تلك السلع الاستفزازية استدرارا لعاطفة الشعب، ودليلا دامغا على فساد النظم الديمقراطية ونعيا كاملا «لحكم الشعب بالشعب والى الشعب» ثم يستدرك المخرج ان هذه الحلقة سهرة، ومن حق المشاهد ان يرتاح على نغم يهدئ اعصابه من وقفتي «الكبة والتبديلة» فيتكرم عليه بكمال ترباس في لحنه السريع «هبت ثورة الانقاذ .. وصبيان صبيان فزيتو.. والسونكي ركب بي بيتو» بوصفها جلالة من سلالة «الحالم سبانا» محشوة بعسل التطريب، وشائقة الالماح ورهيفة على السمع، وسهلة الهضم، لا تضارعها في تلك الصفات الا «انا ماشي نيالا هو.. ياهو.. او ما دايرين دقيق فينا.. قمحنا كتير مكفينا»... ثم تطالع مقالا لمحمود ابو العزائم يعلن فيه انه «دبابة من دبابات الثورة» تحياتي له.. هذا الرجل الذي علمني الكثير، وفتح لي بابا متسعا وانا في مقتبل العمر اتحسس الطريق نحو محبة الناس. وكان فراج الطيب عليه الرحمات الواسعات يطل من التلفاز برائية تبدأ «بيا عمر.. وتنتهي بيا هرر» وكانت تلك الهرر هي الاحزاب الوطنية، والانتلجنسيا السودانية والرجال الافاضل والرأسمالية المنتجة وكل محبي السودان اختزل ـ عليه اوسع الرحمات ـ كل منجزاتهم الوطنية في هرة وفات عليه ان الهرة لا ترى جيدا الا في الظلام، حقيقة ادركها العلم، ووقف عليها الشموشق ذلك الشاعر الذي يعشقه فراج، وكان الشموشق شاعرا يربي «الكوادس» وتلك هي المفردة العربية التي اشتقت منها لهجتنا العامية مفردة «الكديسة».
خرجت في تلك الاجواء وعدت في طقس يختلف تماما ولا انكر انني احتاج لترجمان، مترجم يترجم لي الشوارع والمفردات ويترجم لي السيرة الذاتية للاسفلت الذي صار طابعا عاما ويترجم لي كيف يعيش الناس بارتفاع في ظل انخفاض الدخول، ويضحكون رغم طعنات اليأس والحزن.

Post: #2
Title: Re: اقرا........لكن على مسئوليتك...........!!!!!
Author: atbarawi
Date: 02-24-2003, 02:33 PM
Parent: #1

محمد محمد خير كالعهد به قلم متمكن وسخرية لا حد لها، ولكن في مواقفه السياسية قادر على أن يأتي بكل عجيب0
اخاف من عودته الى السودان، فالرجل رغم كل شيء نحبه ، ولا نريد ليه الشينة0 ارجو ان تمضي اجازته بسلام0 ليعود لنا بتلك الانطباعات الفكهة ماركة محمد محمد خير0

Post: #3
Title: Re: اقرا........لكن على مسئوليتك...........!!!!!
Author: nazar hussien
Date: 02-25-2003, 07:22 AM
Parent: #2

ود عزة

شكرا جزيلا



ويضحكون برغم طعنات الاسي و اليأس

والله اظن سر العيش والحياة في ويضحكون دي

عليك الله يا ود عازة استرجع ذاكرتك لحظات
وتذكر اي بيت او قرية زرتها
لولا يضحكون دي الناس دي ما كانت ماتت زمااااااااااااااااااااان

لله درك يا ود محمد خير

Post: #4
Title: Re: اقرا........لكن على مسئوليتك...........!!!!!
Author: منوت
Date: 02-25-2003, 05:31 PM
Parent: #1

يا بن أمنا يبدو أننا شعب مثقوب الذاكره


شكراً للعم سام و هو (يغبش) أحلامنا بأيقونات اليانكي




و عاش الليمون برغم (العصر) النازف لطاقته الإبداعيه



منوت الحردان كل أشكال الماكدونالز و الفرايت جداد

Post: #5
Title: Re: اقرا........لكن على مسئوليتك...........!!!!!
Author: wadazza
Date: 02-25-2003, 05:56 PM
Parent: #4

أعزائى
أتبراوى
نزار
منوت



الوطن جميل لاشك...
تحياتى
ودعزة