تلفزيون الطيب مصطفي يبدأ احتفالات السلام ( بالديابين ) !!!؟؟؟؟

نحن اليوم نعيش في السودان لحظة تاريخية
نعيش لحظة أن تتخلي الجبهة الاسلامية عن اسطورة ( الثوابت ) التي جعلتها تسفك دماء أبناء السودان في حرب الجنوب وتقبل مسرعة للحاق بركب السلام
ولكن ما الذي دفع الجبهة الاسلامية الي التوقيع مع جون قرنق اتفاقية السلام وهي التي عاشت طول هذه المدة علي قدسية الجهاد وضرورة مواصلة المعركة الي اخر قطرة دم ؟؟
هل استطاع المحافظون الجدد في البيت الابيض أن يضغطوا علي النظام ويجروه جرا الي منتجع نيفاشا ليوقع اتفاقا لا يؤمن به محافظي الجبهة في الداخل ؟؟
أم أنه الخوف من شبح العقوبات ومصادرة الاموال التي هطلت علي كوادر الجبهة كالمطر بفضل عوائد البترول ؟؟
أم السبب هو الخوف من المصير الذي آل اليه نشامي العراق الخمسة والخمسين ، والذين عاشوا علي دماء الشعب العراقي ثم فروا ساعة المعركة قبل أن تطلق رصاصات البداية ؟؟
هل السبب لأن الترابي خرج بجماعته المؤمنة بالحور العين وترك لعمر البشير أمثال عبد الباسط سبدرات وعبد الله مسار وفلول العائدين من اسمرا
هل السبب أن الجبهة الاسلامية رأت في السلام هو الحلم الذي يراود مخيلة السودانيين وبذلك عملت علي تحقيقه لهم ؟؟
أم السبب هو أن الجبهة الاسلامية فشلت تماما في الحرب العسكرية واخفقت في فرض أجندتها علي المواطن الجنوبي ؟؟
لاحد من هذه الاسباب السابقة وقع النظام اتفاق السلام ، وتحضرني هنا مقولة الخميني عندما وقع اتفاقية السلام مع صدام حسين عام 88 حيث قال ( ان التوقيع علي هذا الاتفاق مثل تجرع السم ))
ولكن لماذا لم يرجع النظام الي قواعده أو ان يرجع الي الشعب السوداني ليعطي هذا الاتفاق المزيد من الشرعية ، ولماذا أقتصرت المفاوضات علي مجموعة ( السبعة ) من النظام
وعلي اي شرعيةأعتمد النظام في توزيع عائدات النفط مناصفة بينه و بين الحركة ؟؟
أن جون قرنق لا يمكن أن يلام وهو يعرف أكثر من غيره بالضغوط التي مورست علي النظام وجعلته يقبل علي مضض قبول فكرة توقيع اتفاقية السلام ، ولكن جون قرنق يلام لأنه بابتزازه للنظام فهو في الحقيقة يشاركه في نفس جريمة ( أنا ومعي ومن بعدي الطوفان )
ولكن اذا شاهدت برامج تلفزيون الطيب مصطفي اليوم سوف تشعر بحجم الهوة بين المفاوضين في نيفاشا والمطبلين للحرب في أعلام السلطة ، سوف تشعر بأن الاعلام في واد والاحتفالات المقامة في واد أخر ، بدأ تلفزيون الطيب مصطفي بحلقات مسجلة عن الدبابين ومجاهداتهم ، وهو بذلك يذكر الناس بمآثر الحرب وقدسيتها ، وتخلل هذا البث تعليق من أحد المذيعين وصف بأن استقلال السودان الحقيقي بدأ عام 89 ، وانكر أيضا الاستقلال الذي أعلن عام 56 وبرر ذلك بأن الحكم ورثته أحزاب بناها المستعمر الاجنبي ، وكان المذيع يعلق علي تسجيل تلزيوني قديم يظهر المرحومين محمد أحمد محجوب واسماعيل الازهري وهما يرفعان علم السودان بعد أن قاما بانزال العلم الانجليزي ؟؟
كما بدأت الاحتفالات بالكلمة التي قالها عمر البشير في انقلابه المشؤوم عام 89 وهو يكيل الشتائم لقادة الاحزاب ويصفهم بالفاسدين الذين فرطوا في وحدة الوطن ؟؟؟
والان هذه الرسالة متروكة لقادة الاحزاب الذين يتهافتون علي كسب ود النظام ويصفونه بأنه بدأ عهد التسامح وطوي صفحة الماضي المريرة
والرسالة لورثة محمد أحمد محجوب والزعيم اسماعيل الازهري ، فهل فعلا كانا ذيولا للاستعمار كما وصفهما النظام في أولي ليالي احتفالاته بعيد السلام ؟؟؟
وبقي شئ واحد أن الجبهة الاسلامية لا يمكن ان تنسي حروبها ولكن يمكن أن تؤجلها حتي تتحسن الرؤية السياسية ، فهل نحن في انتظار ( صيف عبور ) اخر يتم بموجبه الرجوع الي ايام الحرب وسفك الدماء
هذا كله سوف تكشفه الايام القادمة

الأخت سارة،
ٍتحية وسلام من أرض بعيدة ،
ٍوسلام عبرك ارسله للوطن الحبيب ،
وأتمنى لك السعادة والفرح طوال العام الوليد ،
وللوطن السلام والصمود .
كلامك فى الصميم ، ويستحق الوقوف والتأمل ، والأجابة ، والأجابة !
والقومة ليك يا وطن !
ولى عودة ان شاء الله .
ست البنات .

العزيزة سارة عيسي

مهما كانت دوافعهم لتوقيع اتفاقيات السلام
و مهما كانت مخططاتهم للتعامل مع الواقع
الجديد

فأن حقيقة واحدة هي الباقية
وهي:

أن دواعي النضال اذا لم تزيد في لم تنقص
و الهدف يبقي هو ازالة النظام و محاسبة
مجرميه علي كل جرائمهم في حق الوطن اهله

الان انفتحت كوة لمنازلة النظام من الداخل
و لن يصمد امام ارادة الشعب اذا توفرت له
قيادة يثق بها

و كل عام و انت بخير