سؤال مهم : من سيخلف الرئيس البشير في الحكم في حالة الوفاة

سؤال مهم : من سيخلف الرئيس البشير في الحكم في حالة الوفاة


06-14-2006, 10:02 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=198&msg=1201474992&rn=0


Post: #1
Title: سؤال مهم : من سيخلف الرئيس البشير في الحكم في حالة الوفاة
Author: SARA ISSA
Date: 06-14-2006, 10:02 AM

في عام 1990 عندما كان نظام الإنقاذ شاباً وقوياً ، عُقدت ندوة في دار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ، أقامها الاتحاد العام للطلاب السودانيين بالتعاون مع تنظيم الاتجاه الإسلامي بالجامعة ، وكان عنوان الندوة (( هذا يحدث في تونس )) ، في إشارة واضحة إلي تضامن حركة الإنقاذ مع الإسلاميين في تونس بقيادة راشد الغنوشي .والذين تعرض تنظيمهم حركة النهضة التونسية إلي الحل من قبل السلطات ، بعد حملة مطاردات واسعة أدت إلي زج معظم رموز هذا التيار في السجن .
في هذه الندوة تقدمت شخصية إسلامية بارزة ( م.س ) ، يطلق عليها لقب ( مخضرمة ) ، بدأت في تقديم محاضرة عن العمر الزمني المفترض لنظام الإنقاذ في الحكم ، وكيف أن الدول تتغير في الخارطة الجغرافية ، في خطوة تأخذ أقصي اليمين إذا فكر الطواغيت في إزاحة الحركة الإسلامية عن الميدان السياسي ، فالنتيجة محسومة لأن الإسلاميين سوف يرثون كافة العروش في العالم العربي ، شرارة الانطلاق بدأت من السودان ، فهذه الثورة المباركة سوف تنسحب علي الجميع ، فبانت تباشيرها في تونس والجزائر وتركيا والأردن ، وحتى السعودية سوف تصلها هذه الثورة المنصورة ، استرسلت هذه الشخصية الإسلامية في رسم شجرة الأحلام ، وعد العصافير وهي في غصن الشجرة ، فانبري له أحد الحضور وسأله .. كم يا تري سوف تبقي حكومة الإنقاذ في الحكم ونحن نعلم حجم المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد هذا الوطن ؟؟
فأجاب الشيخ من غير تردد : أربعون عاماً !!
أطبق الصمت علي الحاضرين ، لأنهم ذُهلوا من سرعة الرد ، لأن هناك تقليد يسود بين الإسلاميين بأن عمر الأنظمة في الحكم أشبه بعمر حياة الإنسان ، لا يمكن تحديده بصورةٍ دقيقة ، علمه عند الله ، يؤتي الحكم لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء ، ولماذا حدد هذه المدة بأربعين عاماً ؟؟
حاول الشيخ أن يخرج من هذا الحرج فبرر نظريته قائلاً : إذا النميري بقي في الحكم من غير تنظيم قوي يسانده ستة عشر عاماً ، فإن الحركة الإسلامية تستطيع أن تبقي في السلطة لمدة أربعين عاماً ، لأن هناك تنظيم قوي يقف وراءها ؟؟ سأله أحد الحاضرين : هذه الأربعين عاماً هل يحكمنا فيها الرئيس البشير أم هناك شخصية أخري سوف تتداول معه المنصب ؟؟
أجاب الشيخ بكل ثقة : إنشاء الله تحت قيادة الرئيس البشير !!
هتف الجمهور .. الله أكبر ... الله أكبر ... هي لله .. هي لله .. سير سير يا بشير .
للعلم والفائدة أن هذا الشيخ الآن يناكف الإنقاذ ويكيل لها العداء ويتمني سقوطها في أسرع وقت
الآن نحن صرنا أقرب إلي مركز الثقل ، البشير أكمل سبعة عشر عاماً في الحكم ، أي أنه أقترب من نصف المدة ، ولم تفلح كل المحاولات في إقصائه عن السلطة ، وهو لا زال يحكم السودان بكل برود وشكيمة ، ولا زال يعرضُ في المناسبات العامة ، مستخدماً عصاه ملوحاً وهو يرقص مع نغمة
المدفع الرزا .. وطلقاته منهمرا
يا اسد الضرا
ما في زول حدرا
النار ولعت
انا بمشي فوق جمرا
صحيح أن مهمة البشير في الحكم أصبحت اسهل من السابق ، بعد توقيع اتفاق نيفاشا ، والذي سوف يفضي إلي انفصال الجنوب ، والمراقبون يتوقعون خروج دار فور وشرق السودان من الإطار التاريخي للدولة السودانية ، أي البشير سوف يحكم الشمال ، مع حقه التام في بسط سيطرته علي إقليمي الجزيرة والنيل الأبيض وبعض تخوم كردفان ، ولكن هناك مستجدات تمنع البشير من البقاء في الحكم أربعين عاماً ، علي الرغم أن نظرية من سيخلف الرئيس البشير لم تعد مطروحة من قبل الحزب الحاكم، البشير في لقائه بالأمس مع الرئيس اسياس أفورقي بدأ منهكاً ومتعباً وكأنه يشكو من شئ ما لا يستطيع التفوه به لأحد ، وخطاه علي الأرض كانت متثاقلة ويبذل جهداً كبيراً في الوقوف والسير ، وعرجه في المشية لا تخطئه عينا الناظر ، أما ( الكرش ) فتمددت وأخذت حيزاً كبيرا من مساحة الزي العسكري ، حتى أن حزام الوسط قفل إلي آخر فتحة وهناك من يعزو تدهور صحة الرئيس البشير للأسباب التالية :
عدم ممارسة الرياضة والإفراط في الأكل من غير حمية مدروسة
الإرهاق النفسي من كثرة الضغوط السياسية المتراكمة
إن الرئيس البشير يعاني من بعض أمراض الشيخوخة وتقدم العمر مثل الضغط والسكري والنقرس ، ونظراً لحساسية الظرف السياسي الحالي ، فأن الحاشية المحيطة به تتكتم علي هذا الأمر ، فنادراً ما تتناول الصحافة في الداخل صحة الرئيس أو الأمراض التي يعاني منها خوفاً من أن يؤدي ذلك إلي خلق نوع من البلبلة ، فينشأ صراع مبكر بين مراكز القوي داخل النظام حول من سيخلف الرئيس البشير في حالة انتقاله إلي جوار رب السموات والأرض .