مقال مدفوع الأجر : متى يتمرد أهالي النيل الأبيض علي الإنقاذ

يقول رجال الإنقاذ أن المفاوضات مع أهل الشرق سوف تكون آخر مفاوضات بين الحكومة وبين من يناهضونها بحمل السلاح ، بعد توقيع اتفاقيات السلام الثنائية مع الحركة الشعبية وحركة تحرير السودان وجبهة الشرق أخيراً يكون الباب قد أُغلق في وجه من تأخروا في حمل السلاح ، وبالمقابل علي هؤلاء المتأخرين أن يرضخوا للأمر الواقع ويقروا للإنقاذ بالسمع والطاعة ، من المناطق المهمشة التي بقيت بعيداً عن الأنظار وتدفع في كل يوم ضريبة التخلف والمرض والجهل منطقتي كردفان والنيل الأبيض ، هذه المناطق المهمشة هي التي أشار إليها عبد الرحيم حمدي في ورقته الشهيرة : عليهم أن يصوتوا لحزب المؤتمر الوطني وسوف نقوم باقتطاع جزء من أموال الخليج المنهمرة علي الشمال لصالحهم ، نعطيهم إياها كصدقة يستخدمونها في بناء المدارس والمستشفيات ، الإنقاذ عرّفت الجنوب بأنه المنطقة التي تخضع لنفوذ الحركة الشعبية ، وعرّفت باقي أقاليم السودان بالشمال !! كيف راق لهم تجاوز منطق الجغرافيا ؟؟ والسودان لا تحكمه نخبة واعية ، بل تحكمه كما قال أحد الحكماء ( شلة غرفة في البركس ) عام 65 ، فهل يمثل البشير ونائبه علي عثمان ومجذوب الخليفة ودكتور نافع وإبراهيم أحمد عمر كل أهل السودان ؟؟ بالطبع لا ، ويقول حُساد الإنقاذ أن عدد سكان قرية الحوش التي ينحدر منها المشير البشير يشغلون في الحكومة مناصب أكبر حُرمت منها أقاليم كاملة مثل كردفان والنيل الأبيض !!!
النيل الأبيض منطقة شاسعة ، تمتد من جبل أولياء وتتجه جنوباً حتى الرنك ، وعلي ضفاف النيل الأبيض تتناثر قرى صغيرة ، تعيش فيها قبائل وأعراق مختلفة ، أكثر ما يميزها هو التسامح الحضاري ، في أيام حرب الجنوب الضارية كان أهل النيل الأبيض علي الحياد ، وهي المنطقة الوحيدة في السودان التي يشعر فيها المواطن الجنوبي بالأمان وبأنه يعيش وسط أهله ، رغماً ذلك لم تهنأ هذه المنطقة بالتنمية ، وتكثر فيها الأمراض السرطانية والأوبئة ، ما بين ( الغرزة ) في غرب أمدرمان إلي ( ود شمام ) جنوب كوستي لا توجد سوي ثلاثة مستشفيات ، وتوجد بين المنطقتين ما يقارب التسعين مركز ( جباية ) ، هذه المستشفيات الآن يسكنها العرب الرحل بعد أن هجرها الأطباء ونضب منها الدواء ، العقرب هناك تُسمي في هذه المناطق ( الله يصبركم ) ، سألتهم لما هذا الاسم الغريب ؟؟ قالوا لي أنه لا يوجد مصل يداوي سم العقرب في هذه الديار ، لذلك يلجئون إلي المشايخ الذين يوفرون لهم علاجاً غير تقليدي عن طريق ( العزيمة ) ، من شدة لسعة العقرب أحياناً لا يفلح هذا العلاج في استنقاذ الأرواح ، ويطلقون أيضاً علي مثل هذا النوع من العقارب بعقرب ( القوز ) ، عكس ما كنت أتوقع هذه العقرب صغيرة الحجم ولكنها تختزن كمية كافية من السم كفيلة بإعدام شخص في أقل من ساعة .
النيل الأبيض مثلها اثنان من المنطقة طوال خمسين عاماً تلت الاستقلال ، أحدهم السيد/محمد أحمد محجوب ، والثاني هو الدكتور عمر نور الدائم ، عليهم رحمة الله ، في عهد الإنقاذ كانت منطقة النيل الأبيض إقطاعية مثمرة ، تهبها الإنقاذ للأحباء والمقربين ، وتستخدمها كطعم ترُضي به الداخلين الجدد إلي جنة الإنقاذ ، السماني الوسيلة وعبد الحليم المتعافي ومحمد نور الله ليسوا من أهالي النيل الأبيض ، هؤلاء هاجروا إلي هذا الأقليم ونهلوا من معينه ، ولكنهم في سباحتهم في حوض الإنقاذ لا يمثلون إلا أنفسهم ، ولا يحرصون إلا علي مصالحهم الذاتية .
الدمار لحق بكافة مناحى الحياة في النيل الأبيض ، كانت هناك أسطورة اسمها مشاريع الإعاشة ، الغرض منها دعم المزارع البسيط في منطقة النيل الأبيض ، هذه المشاريع قد انهارت وجفت قنواتها من الماء ، لأن الدولة غيّرت بنية هذه المشاريع ، فبدلاً من أن تنتج القطن ذو العائد المجزي أصبحت تزرع القمح ، وفي يوم حصاده يتحلق حوله موظفي الزكاة والجباة والضرائب ، زهد المزارع في الزراعة وبالتالي انهار كل من مصنعي النسيج وحلج الأقطان بالدويم .
الانهيار شمل كافة المرافق في النيل الأبيض ، حتى مصنع كنانة الذي يقبع علي مساحة من الأرض توازي مساحة لبنان خيره ليس للمنطقة ، 99% من الذين يعملون في مصنع كنانة ليسوا من النيل الأبيض ، يعملون في هذا المصنع ولسنوات طويلة وحظ أبناء المنطقة لا يزيد عن حصولهم علي عمل يومي بالأجرة الزهيدة في الحقول ، نهايته الإصابة المبكرة بمرض البلهارسيا ، حتى مصنع النيل الأبيض للسكر تعامل مع أهالي المنطقة بالقول المأثور : رُفعت الأقلام وجفت الصحف ، نفس الذين غزوا مصنع سكر كنانة واستوطنوا فيه أعادوا الكرة في مصنع النيل الأبيض ، حمى المحاباة وتفضيل إثنيات محددة جعل مصنع سكر النيل الأبيض يبدو وكأنه تملكه قبيلة واحدة .
والآن تقول الإنقاذ أن عهد التفاوض قد انتهي وأن الباب قد أُغلق في وجه من يطالبون متأخرين ، لكنها لماذا لا تراعي أهالي النيل الأبيض بالذوق والإحسان فتولي عليهم ولاة لا يمثلون المنطقة ، أو ترميهم بأناس بلا تجربة أو خبرة يزيدون الطين بلة ..

الأخت سارة عيسى
رمضان كريم
قلت ذات مرة في ندوة لأخواننا من أبناء الهامش "أحمدوا ربكم أنا من منطقة لو ربطوا فيها الكلب لأشتكى جوراً وتظلماً لمنظمات حقوق الحيوان).. وبعد الندوة مباشرة سألني أحدهم من أين؟؟ قلت له من النيل الأبيض... قال لي وهل أنتم (مهمشين).. قلت له: لا أود ركوب هذه الموجة على الأقل في الوقت الحالي ولكنك يا عزيزي إذا هيأ الله لك سفراً لتلك المنطقة فما عليك إلا أن تتجول غرب النيل الأبيض فسوف ترى العجب.. العطش والمرض وإنعدام أساسيات الحياة عنوان بارز لكل منطقة أو قرية..
رغم أن النيل الأبيض تعتبر منطقة علم خاصة مدينة الدويم، ورغم الكثافة السكانية العالية بالمنطقة إلا أن هناك ولوقت قريب مدرسة ثانوية واحدة للبنات لمنطقة تبدأ من شمال أم درمان مباشرة إلى كوستي (غرب النيل).. والأدهى من ذلك كله في كل المنطقة لا يوجد سوى ثلاث (مستشفيات) كل مستشفى تحكي عن خيبة الأخرى.
.
.
سارة سأعود لك مرة أخرى...

العزيزة سارة

رمضان كريم

Quote: يقول رجال الإنقاذ أن المفاوضات مع أهل الشرق سوف تكون آخر مفاوضات بين الحكومة وبين من يناهضونها بحمل السلاح ، بعد توقيع اتفاقيات السلام الثنائية مع الحركة الشعبية وحركة تحرير السودان وجبهة الشرق أخيراً يكون الباب قد أُغلق في وجه من تأخروا في حمل السلاح ، وبالمقابل علي هؤلاء المتأخرين أن يرضخوا للأمر الواقع ويقروا للإنقاذ بالسمع والطاعة ، من المناطق المهمشة التي بقيت بعيداً عن الأنظار وتدفع في كل يوم ضريبة التخلف والمرض والجهل منطقتي كردفان والنيل الأبيض ، هذه المناطق المهمشة هي التي أشار إليها عبد الرحيم حمدي في ورقته الشهيرة : عليهم أن يصوتوا لحزب المؤتمر الوطني وسوف نقوم باقتطاع جزء من أموال الخليج المنهمرة علي الشمال لصالحهم ، نعطيهم إياها كصدقة يستخدمونها في بناء المدارس والمستشفيات ، الإنقاذ عرّفت الجنوب بأنه المنطقة التي تخضع لنفوذ الحركة الشعبية ، وعرّفت باقي أقاليم السودان بالشمال !! كيف راق لهم تجاوز منطق الجغرافيا ؟؟ والسودان لا تحكمه نخبة واعية ، بل تحكمه كما قال أحد الحكماء ( شلة غرفة في البركس ) عام 65 ، فهل يمثل البشير ونائبه علي عثمان ومجذوب الخليفة ودكتور نافع وإبراهيم أحمد عمر كل أهل السودان ؟؟ بالطبع لا ، ويقول حُساد الإنقاذ أن عدد سكان قرية الحوش التي ينحدر منها المشير البشير يشغلون في الحكومة مناصب أكبر حُرمت منها أقاليم كاملة مثل كردفان والنيل الأبيض !!! النيل الأبيض منطقة شاسعة ، تمتد من جبل أولياء وتتجه جنوباً حتى الرنك ، وعلي ضفاف النيل الأبيض تتناثر قرى صغيرة ، تعيش فيها قبائل وأعراق مختلفة ، أكثر ما يميزها هو التسامح الحضاري ، في أيام حرب الجنوب الضارية كان أهل النيل الأبيض علي الحياد ، وهي المنطقة الوحيدة في السودان التي يشعر فيها المواطن الجنوبي بالأمان وبأنه يعيش وسط أهله ، رغماً ذلك لم تهنأ هذه المنطقة بالتنمية ، وتكثر فيها الأمراض السرطانية والأوبئة ، ما بين ( الغرزة ) في غرب أمدرمان إلي ( ود شمام ) جنوب كوستي لا توجد سوي ثلاثة مستشفيات ، وتوجد بين المنطقتين ما يقارب التسعين مركز ( جباية ) ، هذه المستشفيات الآن يسكنها العرب الرحل بعد أن هجرها الأطباء ونضب منها الدواء ، العقرب هناك تُسمي في هذه المناطق ( الله يصبركم ) ، سألتهم لما هذا الاسم الغريب ؟؟ قالوا لي أنه لا يوجد مصل يداوي سم العقرب في هذه الديار ، لذلك يلجئون إلي المشايخ الذين يوفرون لهم علاجاً غير تقليدي عن طريق ( العزيمة ) ، من شدة لسعة العقرب أحياناً لا يفلح هذا العلاج في استنقاذ الأرواح ، ويطلقون أيضاً علي مثل هذا النوع من العقارب بعقرب ( القوز ) ، عكس ما كنت أتوقع هذه العقرب صغيرة الحجم ولكنها تختزن كمية كافية من السم كفيلة بإعدام شخص في أقل من ساعة . النيل الأبيض مثلها اثنان من المنطقة طوال خمسين عاماً تلت الاستقلال ، أحدهم السيد/محمد أحمد محجوب ، والثاني هو الدكتور عمر نور الدائم ، عليهم رحمة الله ، في عهد الإنقاذ كانت منطقة النيل الأبيض إقطاعية مثمرة ، تهبها الإنقاذ للأحباء والمقربين ، وتستخدمها كطعم ترُضي به الداخلين الجدد إلي جنة الإنقاذ ، السماني الوسيلة وعبد الحليم المتعافي ومحمد نور الله ليسوا من أهالي النيل الأبيض ، هؤلاء هاجروا إلي هذا الأقليم ونهلوا من معينه ، ولكنهم في سباحتهم في حوض الإنقاذ لا يمثلون إلا أنفسهم ، ولا يحرصون إلا علي مصالحهم الذاتية . الدمار لحق بكافة مناحى الحياة في النيل الأبيض ، كانت هناك أسطورة اسمها مشاريع الإعاشة ، الغرض منها دعم المزارع البسيط في منطقة النيل الأبيض ، هذه المشاريع قد انهارت وجفت قنواتها من الماء ، لأن الدولة غيّرت بنية هذه المشاريع ، فبدلاً من أن تنتج القطن ذو العائد المجزي أصبحت تزرع القمح ، وفي يوم حصاده يتحلق حوله موظفي الزكاة والجباة والضرائب ، زهد المزارع في الزراعة وبالتالي انهار كل من مصنعي النسيج وحلج الأقطان بالدويم . الانهيار شمل كافة المرافق في النيل الأبيض ، حتى مصنع كنانة الذي يقبع علي مساحة من الأرض توازي مساحة لبنان خيره ليس للمنطقة ، 99% من الذين يعملون في مصنع كنانة ليسوا من النيل الأبيض ، يعملون في هذا المصنع ولسنوات طويلة وحظ أبناء المنطقة لا يزيد عن حصولهم علي عمل يومي بالأجرة الزهيدة في الحقول ، نهايته الإصابة المبكرة بمرض البلهارسيا ، حتى مصنع النيل الأبيض للسكر تعامل مع أهالي المنطقة بالقول المأثور : رُفعت الأقلام وجفت الصحف ، نفس الذين غزوا مصنع سكر كنانة واستوطنوا فيه أعادوا الكرة في مصنع النيل الأبيض ، حمى المحاباة وتفضيل إثنيات محددة جعل مصنع سكر النيل الأبيض يبدو وكأنه تملكه قبيلة واحدة . والآن تقول الإنقاذ أن عهد التفاوض قد انتهي وأن الباب قد أُغلق في وجه من يطالبون متأخرين ، لكنها لماذا لا تراعي أهالي النيل الأبيض بالذوق والإحسان فتولي عليهم ولاة لا يمثلون المنطقة ، أو ترميهم بأناس بلا تجربة أو خبرة يزيدون الطين بلة

اختي سارة.. ما دام الامور يحكمها اليوم منطق السلاح والجهويات..فالنيل الابيض من المناطق فعلا المهمشة والناس لا تعرف هذه الحقيقة ... حسبما ذكرت واوضحت ذلك فطالما الكلام هذه الايام عن لغة التهميش رغم انها تعتبر من اكثر مناطق السودان وعيا وبالذات مناطق الدويم وكوستي والقطينة والكوه هذه منارات علم يعرفها جل اهل السودان لمساهماتها الملموسة في تقديم خيرة خبرات السودان من الكفاءات العلمية والسياسية المشهودة رجالا ونساء..
فعلا لو انتهجت ذات المنحي في حث هذه الروح الجهوية ستجدين اليوم مئات الالاف من المشجعين لهذا المنحي الجهوي من ابناء النيل الابيض وهم يتحمسون للفكرة في هذا الجو الوخيم الذي يشجع هذه الثقافة التشطيرية الخطيرة ولكن اهالي النيل الابيض دوما كانوا قوميين ومن النيل الابيض انطلقت القومية السودانية بقيادة الثائر القومي محمد احمد المهدي محرر السودان..فالنيل الابيض في امكانها الان لو اتحد ابناؤها لمشروع قومي لانقاذ السودان كله بالتاكيد سينجحون...وان كان لا بد من توحيدهم وحثهم علي النضال ..لنحثهم لمعركتنا الوطنية الشاملة ولتنطلق الثورة من النيل الابيض مثلما انطلقت الثورة المهدية العظيمةلتحرير كل الوطن بما فيه النيل الابيض...وهنا نكون قد حافطنا علي ذات الرسالية القومية التي قامت بها النيل الابيض قبل اكثر من قرن عندما وحدت كل اهل السودان بابنها الثائر محمد احمد المهدي.
محبتي واحترامي

هباني

http://www.kordofan.net/kad%201.html

خطاب المكتب التنفيذى لتجمع كردفان للتنمية KAD




تحية نضالية وبعد



يعتبر اقليم كردفان مركز الدائرة باالنسبة للسودان وهو يتميزبموقع جغرافى واقتصادى يجعل منه أحد أهم أقاليم السودان فيما يختص بالوحدة السياسية واقتصاد الدولة. فعلى سبيل المثال لا الحصر تعادل مساحة الجزء الجنوبى من الاقليم مساحة دولة الامارات، ويعتبر الاقليم المصدر الاول للصمغ بانواعه المختلفة فى العالم فضلا عن مساهمته الاساسية فى الدخل القومى للمنتجات الزراعية الاخرى مثل الفول السودانى، السمسم، البقوليات والحبوب الغذائية من ذرة ودخن. مضافا الى ذلك مساهمة الاقليم الاساسية من الثروة الحيوانية بأنواعها المختلفة بما فى ذلك البرية، أضف الى ذلك الثروة النفطية التى أصبحت مصدر الثروة الرئيس فى السودان. الى هنا، فمن العدل أن تعود تلك المزايا على اهل الاقليم بالنعمة لا النغمة وأن يحصد منها الاقليم خيرا لا شرا، ولكن ابت السلالات المتعاقبة للنخب الفكرية المختلفة التى حكمت من المركز منذ الاستقلال الا ان تجعل من هذا الاقليم ومعظم الاقاليم الاخرى مطية لتحقيق ماربها الشريرة، وجعلت من انسان هذا الاقليم ساحة حرب لتحقيق تلك المارب، وجعلته وقودًا لناٍر لا يعرف لماذا تُشعل.

:

كلنا يعرف أن النزاع الدموى العنصرى الذى غذته النخب السياسية التى حكمت من المركز بين أهل الاقليم الواحد، والذى نجمت عنه خسائر بشرية ومادية فادحة وقدرا كبيرًا من التعاسة، ترك اثاره الوخيمة على علاقات التعايش بين الاثنيات المختلفة فى الاقليم والتى كانت تتعايش فى سلام متبادل لقرون من الزمان. لقد خسرنا كل تلك الارواح، فماذا خسر المركز الذى سلطنا على بعضنا حينما اخذنا على حين غرة؟. لقد كان هذا المركز هو الرابح المادى و الكاسب المعنوى الوحيد من مأساتنا.

ان الثروات قد تعوض وقد تسترد لأنها حق، ولكننا فقدنا أهلا عزيزين علينا لا يمكن تعويضهم، وأن اكرامهم هو أن نتذكرهم على مر التاريخ باعتبارهم شهداء حق، لأنا الجانى يجب أن يتذكر فعلته دوماُ . فالخلود لشهدائنا الابرار ولنعمل منذ الان على تقليد احياء ذكراهم، فنحن من يحيى ذكرى شهدائنا ومن يكرم احياءنا الذين يريدون لنا الحياة. شهداؤنا فى

الكاركو، كجورية، معركة تلشى الظافرة، تندية، سلارا، ابوسفيفة، تقسوانا، الفندا، المندل، كيلك، شهامة الاولى والثانية، النتل، دلامى، هيبان، الكرقل، وشرفاء كادقلى ... والخ الذين كانوا وقودا للحرب العنصرية التى لم يدفع ثمنها الا نحن. لقد فقدنا كل هؤلاء بيد سودانية سودانية ولكن الامرَ منها كان بيد كردفانية كردفانية. ونحن اذ نذكر ذلك لا نعنى نكأ الجراح ولكن من موقع الالتفات الى أن ما وقع علينا من ظلم واستغلال لم ننتبه له وتزداد المخاوف من تكراره يوما بعد يوم والوطن يدخل مرحلة جديدة من تاريخه كما هو واضح فى كثير من تمفصلات الاحداث السياسية.

:

هنالك دعوات صادقة من ابناء اقليم كردفان بأن يكون هناك حوار كردفانى- كردفانى....

فلنتحاور فى شأننا، ولنحل خلافتنا منطلقين من فكرة التسامح التى جبلنا عليها وبصيرتنا التى تربينا عليها. ولكن .... قبل أن يتم ذلك لابد لنا من معرفة وتحديد من الذى كان مسئولا عما جرى؟ ومن يعتذر لمن؟ ولا عفا الله عما سلف فى الارواح، ومن حق الجميع الحديث عن الصلح والتصالح، ولكن ليس من حقهم اجبار الضحية بأن يتنازل عن حقه لأن الحقوق لا يسقطها التقادم. فلنتحاور مخلصين حتى لا تتكرر المـأساة مرة اخرى فى مكان ما من هذا الاقليم. وذلك حتى يكون انسان كردفان انسانا أو لا يكون شيئا على الاطلاق.

ان هدفنا هو أن يعيش انسان كردفان مالكا لكل شئ على ارضه، قراره، حريته وانسانيته كما هو هدفنا لكل ابناء اقاليم السودان الاخرى المهمشة عن قصد.

لقد تحركت بنا الان قاطرة البحث عن رفع الحيف فلا تتتركوها تتوقف عند خلافات سيظل الرابح فيها هو عدو التعايش السلمى والسلم الاهلى. لقد عقدنا العزم أن نقاوم تلك السياسات التى جعلت انسان كردفان يتساوى وحيوانها فى اكل اشجار (الكرسان)، نقاوم سياسات جعلت من شرب الشاى بالسكر ترف الحلم به جريمة، نقاوم سياسات جعلت انسان كردفان يرى أن رغيف الخبز الحاف أمنية لا يتطلع اليها، نقاوم من يغذى فينا الامية لا التعليم …. اجتمعنا لنقول لا لمن لا يهمهم أن يموت انسان كردفان من اسهل الامراض علاجا. ايها لاخوة والاخوات، نحن موجوعين حقا، فمنذا الذى يحمل راية مقاومة هذا الوجع غيرنا؟


لقد اجتمع نفر من ابناء كردفان المخلصين وهم يحملون كردفان فى حدقات عيونهم ويفدونها بكل غال ونفيس، اقسموا بأن لا تراجع، تعاهدوا بأن يعود الحق الى اصحابه كاملا غير منقوص، قالوها وبالصوت العالى: كفى ذلا ….. كفى استغلالا…..كفى استغفالا… فلكردفان ايضا صوت يسمع عندما يقرر الاخرون فى مصير هذا الوطن، فليكن صوتنا عاليا حتى يسمعه اعداء الانسان والانسانية وصنعة الاقصاء.

لقد رفعنا شعار فك الارتباط من هيمنة المركز، ونريد لذلك الشعار أن يكون شعارا حقيقيا ونابعا من قناعة كل من يريد الحرية، والديمقراطية والعدالة .. وليس شعارا ايدولوجيا يوظف فى معارك ظرفية غير واضحة المعالم والمبتغى، نريد أن نوظفه لخدمة اهلنا المحرومين لا أن تحركه أياد غير نظيفة أو جهات مشبوهة تستغل تطلعات اهلنا الذين عانوا كثيرا. ان شعار فك الارتباط من هيمنة المركز شعار مكرر لما كان عليه الحال فى جنوب الوطن وشرقه وغربه وشماله. فهو ليس فك ارتباط أرض، انما هو يعنى الانعتاق والتحرر من وهم ذهنية النقاء العرقى والاستعلاء الثقافى التى عن طريقها دفع ابناء وطننا للاقتتال فيما بينهم. ان الذين اصطنعوا هذا الوهم كانوا يرون أن من حقهم الطبيعىهو الاستئثاربكل مقدرات الوطن وأن يكونوا هم الحاكمين وأن الطبيعى هو أن يكون غيرهم هم المحكومين، أن يكونوا هم المركز الدائم وغيرهم الهامش الدائم، أن يكونوا هم الاسياد وغيرهم المسيودين.

:

لقد صمتنا طويلا… وصمتنا هذا ساعد الجلاد لا الضحية، فقد جاء دورنا الان لأن نقول بصوت واحد يجب أن يتوقف هذا. لقد صبرنا طويلا فلم يعد لنا فى قوس الصبر منزع، اما أن نكون كما نريد- ونتمنى أن نكون- أو أن نترك الخيارات مفتوحة لتحقيق كل ما تعنيه كلمة حرية من مفاهيم ومعان.

ان شعار فك الارتباط ليس شعارا فاقدا للمحتوى والمضمون ولكنه شعار تغذيه تضحيات كل أبناء شعبنا ولا سيما فى كردفان التى كان لها قصب السبق فى تلك التضحيات ولكنها عانت من تاريخ طويل من المرارات والظلم الذى تراكم على اجيالها جيلا بعد جيل. فنحن لم نرتبط بالمركز طوعا حتى نفك ارتباطنا منه بذات الالية، فقد ربطنا عنوة عبر الذين تسربلوا بثوب المركز فى اقليمنا والذين تولوا امرنا ولم يكونوا فى اى يوم من الايام هم خيارنا. وقد ان الاوان لنصحح كل الاخطاء ونكون نحن مركز انفسنا واسياد انفسنا وعبيد انفسنا. فهل نتكاتف ونجعل من ايدينا سلاسلا

تكبل سجاننا وتلجم حصان الموت المسعور، ام نتفرق لمنح الفرصة للمزيد من سجننا؟.

ان كل حلمنا أن تكون كردفان اقليما واحدا موحدا فى اطار سودان واحد، لا نريد أن نحكم أحد ولا أن يحكمنا أحد فالجميع هم من يقررون من يحكمهم. هذه مقدمة لنذر يسير من حكاية المأساة، اذ أن المقام لا يسمح بالاسهاب فى المقال ولكننا جميعا نعرف أن المأساة هناك فى الارض، المأساة فى الماضى والحاضر وان لم نتحرك الان فانها ستكون فىالمستقبل.
:

هنالك سؤال محورى يدور فى اذهان الجميع: لماذا تجمع كردفان الان؟ ولماذا الصمت طوال هذه المدة؟. ان الاسئلة حق مشروع ولكن الاجابة عليها ايضا حق مشروع، وأن تبدأ الان خير من الا تبدأ. فنحن نجتمع للمستقبل دون أن ننسى مرارات الماضى ومعاناة الحاضر…. اجتمعنا الان لاننا نعرف تماما بأن هناك من يخططون لسرقة ذلك المستقبل ويحولونه رصيدا يخدمهم كما سخروا الماضى، أوليس من حقنا أن نجتمع الان أو حتى غدا لندافع عن مستقبلنا ومستقبل اجيالنا القادمة؟.

مطالبنا، نرى انها واضحة وعادلة لا نساوم فيها ولا نتنازل عنها وليعلم سدنة ذهنية المركز، من مضى منهم ومن هو كائن بأننا لا نستجدى تلك المطالب منهم فليسوا من يمنح ولسنا من يأخذ لأن من يسرق أحلام الشعوب عليه ارجاعها وهو صاغر. الان ندق النواقيس لنعلن عن وجودنا الذى غيب عنوة لكى نشارك فى صنع مستقبل كردفان والوطن جنبا الى جنب مع كل الشرفاء من بنى وطننا.




عاشت كردفان اقليما واحدا حرا فى ظل سودان يسع الجميع.



السكرتارية السياسية للمكتب التنفيذى لتجمع كردفان للتنمية



--------------------------------------------------------

حركة جيش كفاح من اجل التنمية وإزالة التهميش السودانية تستأنف عملياتها بكردفان

حركة جيش كفاح من اجل التنمية وإزالة التهميش السودانية تستأنف عملياتها بعد انتظار طويل /بكردفان ((بشراكي يا مهد الفدى))
) الصادر من القائد الأعلى للجيش و رئيس حركة كفاح من اجل التنمية و إزالة التهميش قطاع كرد فان/ويقراء نصا كلاتى:
بسم اللة وباسم الوطن
وباسم ثوارنا البواسل اسود كرد فان
إلى اخوتى المناضلين في المكاتب الخارجية
والى اخوتى الكواسر المرابطين في الميدان
الإخوة الثوار بعد الجولات التي تمت في كل من الداخل و الميدان وتشاد وأفريقيا الوسطي وارتيريا وبعض الدول الصديقة تبين أن لا سبيل أمانا إلا الاستمرار التي قد تجنبنا إراقة ما تبقى لنا من دماء لان نظام القمع و التسلط و الاتهاض، نظام الابادة الجماعية، و الخداع و المراوغة وبيع الذمم ابا إلا هذا الطريق سبيلا.
علية على جميع الإخوة الثوار والقادة الذين كلفوا بمهام ظرفية عليهم قطع تلك المهام والعودة الفورية إلى الميدان وعلى جميع الثوار الذين تم تفريغهم لمهام لوجستية العودة الفورية إلى معسكر ( لهيب البركان) و انتظار أمر التحرك إلى مناطق العمليات

وسنكون دوما على العهد صامدون
ومازلنا فى طريق الكفاح سائرون
2006
التقييد به
وانتظار ما يلحق من تعميمات ولا نامة أعين الجبناء
النعيم احمد محمد
الميدان
[email protected]