|
المستشار الرئاسي مصطفي إسماعيل و ( حليمة ) في قناة العربية
|
قناة العربية تبث لقاءً مطولاً مع الطفل المعجزة الدكتور /مصطفي عثمان إسماعيل ، يتحدث فيه عن إمكانية حل الأزمة بين الفرقاء اللبنانيين ، فالرجل يعشق الإعلام ويتحرق شوقاً إلي الضوء الذي تسلطه عليه كاميرات التصوير ، وزيرٌ في الإنقاذ لمدة ثمانية عشر عاماً ، وهو الآن فاعل خير يمد خبرته الغزيرة إلي إخوتنا في لبنان ، يعرض مبادرة من سبعة بنود ، يقول أن الطرفين قد وافقا عليها ، وهو يراوح بين الضاحية الجنوبية وقريطم والمختارة والسراي وقصر بعبدا ليلتقي الفرقاء اللبنانيين ويرأب الصدع ويصلح ذات بينهم ، يدعو حسن نصر إلي سحب جمهوره من الشارع ويتراجع عن المطالبة بالثلث ( المُعطِل )، ويطلب من ( العونيين ) و ( المردة) الكف عن تدخين الشيشة في وسط بيروت وتطليق النوم في الخيام علي أمل أن يحظو بمنصب رئاسة الجمهورية ، وعلي ( الحريري ) أن يتخلي عن المطالبة بدم والده . بين رقصة ( الدبكة ) وتمايل الصبايا في ميدان رياض الصالح ، حجٌ لكن بالطريقة اللبنانية ، ودخان النارجيلة يعانق السماء ، مشهد مؤثر يعمل فيه سعادة المستشار الرئاسي ، لا أظن أن هناك أزمة في لبنان بمعني كلمة أزمة في السودان ، عرفت أن السلطات في مدينة ملكال منعت المواطنين من شرب المياه الجارية في النهر لأنها تلوّثت بالجثث المتعفنة بعد نشوب حرب غذتها الأطراف التي تعادي السلام ولا تعيش إلا في ظل الحروب ، الآن عرفتم الفارق بين المشهدين ، بين مواطن يهجر منزله في الجنوب ويعيش في خيمة قرب ( السراي ) في مسعى لتغيير الحكومة ، وبالتأكيد أنه فعل ذلك بعد أن أرتوي من الظمأ وشبع من الجوع ، وبين مواطن لا يأمن الأقدار في مدينة الفاشر ، الجنجويد يجتاحون مدينة الفاشر ويفرضون سلطتهم بقوة السلاح وليس بقوة ( البكيني ) كما فعل الفرقاء في لبنان ، حكومة شمال دارفور تستقيل وجزء من قواد جيش ( مناوى ) ينضمون للثوار ، قافلة طبية تتعرض لكمين يؤدي لمقتل ثلاثين شخصاً وهناك روايات تتحدث عن قتل بإستخدام الحرق ، قناة العربية التي أستضافت المستشار إسماعيل عادت وألتقت ( حليمة ) ، تلك الصبية البائسة التي تعرّضت للإغتصاب لأن لونها العرقي غير مرغوب فيه ، التحية للأخت تراجي مصطفي التي جعلت الإعلام العربي يصحو من غيبوبته وينظر بعين الحياد إلي ما يجري في دارفور ، قصة حليمة بثتها القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني قبل أكثر من سنتين ، لكن من يعيد للإنقاذ وعيها ورشدها ، ومن يقول للمستشار إسماعيل أن باب النجّار ليس بالضرورة أن يكون مخلعاً ، ومحنة أهل السودان أعظم لمن يعرفون ذلك ، ونحن في السودان في أمس الحاجة لحكومة الوحدة الوطنية من أهل لبنان ، علي الأقل نريد حقنا المعنوي في التظاهر والمطالبة بتغيير رئيس الجمهورية والحكومة ، نريدكم أن تسمحوا لنا بالوقوف في ميدان الأمم المتحدة سلمياً من غير أن تطلقوا الرصاص علي صدورنا ، السودان كان بلداً سباقاً في الديمقراطية ولكنكم حولتموه إلي سجن كبير يرعي الإستعباد ويحارب الحرية ، لن يقرب أحد القصر الرئاسي الخاص بكم اللهم إلا إذا كان مجنوناً أو دفعته خنقة السير للمرور من هناك .
|
|
|
|
|
|