هـذا بـلاغ للـناس: هـل حضـارة الغـرب قامـت عـلى السـلب والتنـهب والحـرب؟!!!

هـذا بـلاغ للـناس: هـل حضـارة الغـرب قامـت عـلى السـلب والتنـهب والحـرب؟!!!


03-30-2009, 09:25 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1238401558&rn=0


Post: #1
Title: هـذا بـلاغ للـناس: هـل حضـارة الغـرب قامـت عـلى السـلب والتنـهب والحـرب؟!!!
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 03-30-2009, 09:25 AM

هـذا بـلاغ للـناس:
ابوبكر يوسف إبراهيم

هـل حضـارة الغـرب قامـت عـلى السـلب والتنـهب والحـرب؟!!!


ما عرف التاريخ حضارة طفيلية كالحضارة التي أصطلح على تسميتها بحضارة الغرب ، و هي و ان بهرت الكثيرين بهالتها البراقة ، فان من يتعمق بدراسة مكوناتها تصفعه الحقيقة الفجة في أنها حضارة لا أخلاقية بنيت على اللصوصية المنظمة و الجريمة المجازة . و لولا أدوات التدمير التي تمكنت منها في وقت مبكر و طورتها بسرعة لانهارت كما انهارت سابقاتها من الحضارات الطفيلية كحضارة التتار مثلا .
و لا بد هنا من وقفة قصيرة ألفت فيها النظر الى أن أي مجتمع تتوفر له حدود دنيا من الاستقرار و الكفاية و التنظيم يعتبر بصورة ما مجتمعا متحضرا حتى اذا استمرت هذه الشروط فان حضارته لا بد صاعدة قدما على سلم الرقي ، و ليس ضروريا أن تأخذ كافة الحضارات المعالم نفسها ، و بالتالي فان الحضارة الغربية ليست بحال من الأحوال مقياسا فريدا للتحضر .
و من هنا فان ادعاء الغرب بأن انتشار الحضارة الغربية في العالم كان رسالة انسانية هدفها السامي نشر الحضارة و العدالة في المجتمعات البدائية ، كان ادعاء تبريريا ساذجا غرضه التمويه على التاريخ تجاه الغاية الحقيقية التي هي نهب الثروات و السيطرة على خامات العالم و تجارته . ذلك أنه في الوقت الذي بدأت فيه الغزوات الاستعمارية الغربية تجتاح العالم ، كانت ثمت حضارات متكاملة تزدهر في العالمين قديمه و حديثه و كانت تغذ السير قدما في تطورها ، و لم توقفها أو تعطلها غير رسالة الغرب الحضارية المزعومة .
ففي شرقي أفريقيا كانت امبراطورية الزولو و في وسطها مملكة أوغندا و كلتاهما كانتا غنيتين بالعاج و الجلود ، و في غربها ممالك داهومي و بنين و بوغندا الغنية بمعادنها النفيسة . و اذا انتقلنا الى شرقي آسيا حيث الامبراطورية الصينية التي كانت في كثير من ملامحها أكثر تقدما من أية أوربية عاصرتها . و في أمريكا الشمالية كان تحالف (الايروكي ) يشكل رقعة حضارية غنية بزراعتها المتطورة فوق الأرض التي تضم حاليا شمال الولايات المتحدة و جنوب كندا ؛ أما في وسط و جنوب أمريكا فقد كانت حضارات المايا و الأزتك و و الانكا ، كانت في أوج ابداعها ، و ما نقل من كتب المايا الى اسبانيا كتذكار بعد أن أحرق ( دييفوري لاندا ) معظمها ؛ ما نقل منها أثبت أن شعب (المايا ) كان أكثر تقدما من أي شعب أوربي و خاصة في علوم الفلك و الرياضيات .
الحضارة الغربية اذاً حضارة شعوب جشعة آمنت بفلسفة البقاء للأقوى التي عززها ( دارون و غوتيه ) فسعت لامتلاك القوة ثم أخذت تعيث بالأرض فسادا ، فتنهب كنوز الشعوب يحدوها اعتقادها بأنها الأجدر بالبقاء ؛ فهي و والحال كذلك اضافة الى أنها حضارة عنصرية فهي حضارة طفيلية فما كان لها أن تتقدم لولا خيرات الآخرين التي لجأ بناتها الى – في سبيل الاستحواذ عليها – الى أحط أنواع الأدوات بدءا من الغزوات الاجرامية و انتهاء بالعبث بالعقول بواسطة المسكرات و المخدرات و وسائل التنشيط أو التبليد .
في داهومي كان أحد قوانين الدولة ينص على أن كل فرد يولد في هذه المملكة هو انسان حر لا يجوز استرقاقه و كانت تلك المملكة مكتفية ذاتيا لغناها بالمحاصيل الزراعية و المعادن الثمينة : هذه المملكة تحولت بعد أن غزاها البرتغاليون في القرن الخامس عشر الى أضخم مركز لتصدير الرقيق في العالم !! شعب داهومي هذا الذي عرف المساواة بين المرأة و الرجل و عرف الفرق النسائية المقاتلة التي أنهكت المستعمرين فيما بعد ؛ و عرف الاحصاء و الدراسات الاحصائية و استخدامها في التخطيط باسلوب فذ لم يعرفه التاريخ من قبل ، هذا الشعب حولته حضارة الغرب الى شعب من صيادي البشر ، نشر كوارثه الانسانية في غرب ووسط أفريقيا لحساب تجار الرقيق الأوربيين.
ان رعاية الأذكياء ظاهرة حضارية يعول عليها عندما تخطط الدولة لتقدم شعبها ؛ هذه الظاهرة تبنتها الصين قبل أي بلد أوربي بألفي سنة على الأقل ، و قد بلغ مبدأ تكافؤ الفرص مستوى التقديس مما سمح بالحراك الاجتماعي عبر الطبقات ؛ هذا المبدأ الذي لم تتمكن كثير من الشعوب الأوربية من استيعابه الا في وقت متأخر جدا ، كان من سمات الحضارة الصينية العظيمة حيث كان المثقفون المتفوقون يهيمنون على المؤسسات الادارية تحت حماية جيش قوي عددا و عددا ؛ فكان من المستحيل على الحضارة الغربية ابتلاع هذا الشعب بالوسائل المألوفة فلجأ الأوربيون انطلاقا من مراكزهم التجارية التي أقاموها على السواحل الصينية ، لجؤوا الى نشر المخدرات التي انتشرت تجارتها انتشار النار بالهشيم ، و اذ صحا الحكام الصينيون لهذه الآفة و ابتدؤوا في كفاحها أشعل الأوربيون الحرب المعروفة في التاريخ بحرب الأفيون .
في جنوب أمريكا برر الاسبان غزوهم لامبراطوريتي (الأزتك و الأنكا ) و نهب ثروات شعوبهما بمقولة دينية هي القضاء على أمة وثنية تقدم ضحايا آدمية قرابين لآلهتهم الملعونة ؛ و نسي هؤلاء مظالم و عذابات محاكم التفتيش و احراق الساحرات و الفتك بالمصلحين الدينيين ، هذا مع العلم أن أهل (الأنكا) مثلا كانوا يقدمون قرابينهم من المجرمين و حسب ، و لم يعرفوا أساليب التعذيب قط .
الا أن السبب الحقيقي لاغتيال حضارات أمريكا الجنوبية كان الذهب و لا شيء غير الذهب و في سبيل الذهب ارتكبوا أبشع الفظائع . فعندما بلغ ( بيزارو ) أرض ( الانكا ) كانت الامبراطورية تعاني من فتنة داخلية و سرعان ما انحاز (بيزارو) الى آخر أباطرة الانكا ( أنا هواليا ) و اذ استتب الأمر له أصبح ( بيزارو) وجنوده موضع تكريم في العاصمة ( كوزو) ؛ هناك بهرهم الذهب المنتشر في كل مكان ، أفاريز القصور واطارات نوافذها ، ومقابض الأبواب، صحاف الموائد و أكوابها ، و أحزمة الفتيات ؛ كلها كانت من الذهب الخالص ، الا أنهم عندما دخلوا حديقة معبد الشمس التي صنعت أشجارها و أطيارها و فراشاتها من الذهب ، سال لعاب الضيوف موضع التكريم و قرروا أمرا ؛ ففي أعقاب أحد المهرجانات الاحتفالية حيث كان (بيزارو) وجنوده ضيوف الشرف ، انقضوا على مضيفيهم بما فيهم الامبراطور فأعملوا فيهم قتلا و ذبحا في أبشع مذبحة عرفها التاريخ ، ثم انبروا ينهبون الذهب أينما رأوه ويفتكون بمن يعترضهم ؛ و تجاه الأطنان المكدسة التي يصعب نقلها اضطروا الى انشاء أفران أخذوا يصهرون فيها أروع الكنوز الفنية و أقدس المقدسات ليحولوها الى سبائك عمرت خزائن مملكتهم .
جورج واشنطن مؤسس الولايات المتحدة الأمريكية أمر باحراق قرى و محاصيل اتحاد ( الايروكي ) و من بقي من هذا الشعب لا زال حتى اليوم يطلق على أبي الولايات المتحدة لقب : ( راناد أغريس ) أي مدمر القرى . و هنود أمريكا الشمالية اليوم يقيمون فيما يشبه المتحاف الحية التي يؤمها السواح لاشباع فضولهم. و في سوريا كان من أولى الأوامر التي أصدرها الجنرال (غورو) الى الشعب السوري في صدر الانتداب أمر يقضي بتسليم ما يملكه الناس من نقود ذهبية الى بنك ( سوريا و لبنان ) لاستبدالها بالعملة الورقية التي فرضوها ،و ما تمكن الفرنسيون من جمعه من الذهب بهذه الوسيلة حول فورا الى الخزينة الفرنسية مع زعم أنها لتغطية الليرات التي ابتدعوها .
و اليوم و بعد أن انتهى تقريبا عصر الاستعمار القديم و حيث تعيش الحضارة الغربية فوق قمة العلوم و التكنولوجيا هل تغيرت سمتها الطفيلية رغم كل تقدمها أم إبتدعت إستعماراً حديثاً بأساليب ملتوية ؟..

* نظرة الى المسافة الشاسعة بين سعر الخامة من مصدرها و بينها بعد تصنيعها
* نظرة الى ابتداع الحروب و الفتن حيثما تتواجد الخامة لهدف استمرار السيطرة عليها .
* نظرة الى العولمة و ما تهدف اليه من اخلاء الساحة الاقتصادية لصالح بضع دول صناعية غربية .

المعطيات السابق ذكرها تجعلنا ندرك أن الحضارة الغربية لا زالت حضارة طفيلية رغم كل تقنياتها ، لا زالت غير قادرة على الاكتفاء الاقتصادي الذاتي و ستظل بحاجة الى الخامة لاستمرار صناعتها و هي الخامة الرخيصة بالضرورة ؛ حاجتها الى أسواق متحكم بها . فهي لهذا و ذاك ستبقى حضارة طفيلية و سيبقى العالمان الثالث و الرابع أسمن ضحاياها .