Post: #1
Title: الخطاب السياسى وهيبة الدولة ....
Author: ست البنات
Date: 03-12-2009, 06:47 PM
لقد أجمع المراقبون والمحللون للشأن السياسى بأن أوباما هو الرئيس الأوحد فى عصرنا الحديث الذى يكتب خطابه السياسى ويقرأه بكفاءة تليق برئيس !
وان جورج بوش الرئيس الأسبق هو أسوا قارئ لخطابه بالرغم من ان مختصين فى السياسة واللغة يقومون على كتابته وانقيحه , بل وترديده عليه عدة مرات قبل قراءته أياه !
واليوم استمعت الى خطاب المشير البشير فى دار حامد , فقال : أنحنا حررنا البترول مرتين , أول مرة حررناهو من أمريكا , وتانى مرة حررناهو من الأرض لما طلعناهو !
وقال فى معرض خطابه : أنحنا عاوزين نخلى السودان يبقى دولة صناعية بدل زراعية , يعنى بدل نصدر القطن - نصدر الملابس , وبدل نصدر الجلود - نصدر الشنط والجزم ! والشاهد بأن هؤلاء العصبة حين أتوا بأنقلابهم , أتوا رافعين شعار الدين , والشريعة والحق ! وان حزبهم الذى أتى بهم هو الجبهة الأسلامية . ومعروف أن القران الكريم أساس الدين الأسلامية . ومعروف أن قارئ القران لغته العربية رصينة , وذلك لكثرة التلاوة والتجويد والغوص فى منتقى معانيه .
ومن الملاحظ أن الدارسين بالخلاوى رصينة مهاراتهم اللغوية رغم أنهم لا يدرسون القواعد والنحو منفصلة , بل من وحى كلام الله ومعانيه وبلاغته . واذا كان المشير يقصد التبسط فى الخطاب ومفرداته تيسيرا للعامة من أبناء الشعب , فهنالك فرق بين التبسيط والركاكة فى الخطاب السياسى , والذى تنقله وسائل الأعلام الكثيرة على ملآ يملكون ذمام اللغة العربية فى كل العالم ! وان المجموعة الكبيرة من أدوات التسجيل والتى يقف خلفها ضمن المايكرفون الناقل لخطابه هذا , أدوات لصحفيين ومراسيلى مؤسسات صحفية مقتدرة ولا يمكن أن يتوقع أن يطالها مقص أو سيف رقابته الذى جعل من اعلام بلادنا شبحا هزيلا يتندر به الكثيرون !
وتحضرنى فى بالغ الأسى مقولة يعرفها الكثيرون ( القاهرة تكتب , بيروت تطبع , والخرطوم تقرأ ) !
والتى أخشى أن تتغير فقرتها الأخيرة الى : والخرطوم تعك وتعجن !
وأتعجب من مهمة المستشارين كثيرى العدد فى القصر ! أليست مهمة المختصين منهم توجيه النصح والأنتباه الى كل ما يختص برأس الدولة فى الملبس ( ان احتاج الأمر ) والسلوك الحضارى , ومراجعة وانتقاء التعابير والمفردات , حتى لا تفقد الدولة هيبتها ؟
ست البنات .
|
|