عبد الرحمن الريح

عبد الرحمن الريح

ولد عبد الرحمن الريح بحي العرب بأمدرمان العام 1918م وفي فترة طفولته بالذات كان هذا الحي ينبض بالحياة ويحتفظ بكل خصائصه كاملة، يعكس الموروث الشعبي القديم في الحارة السودانية حضارة وثقافة وفكراً وتختلط فيه الأذكار الصوفية والطقوس الدينية المرتبطة بالأولياء. كان هذا الحي بوتقة صهرت شخصية عبد الرحمن الريح الإبداعية. لقد أحاط بكل القواعد وطرق البناء اللغوي ولم يتحزب وإنما هضم كل تلك الأساليب المتضاربة ظاهراً وخرج منها بلغته الخاصة.

المرحلة الأولي

بدأ أغاني ذات نمط جديد "أنا سهران يا ليل، خداري، جاني طيفه طايف" متناولاً المواضيع البسيطة المباشرة والأحداث المختلفة المنقولة إلي الناس. أستخدم المفردات البسيطة في الغناء الجميل ولذا نجد كرومة عندما كان يغني أغانيه، في أحد الحفلات طلبت منه الجماهير أن يغني ثلاث أغانيات وكانت جمعيها من كلمات والحان عبد الرحمن الريح "خداري، أنا سهران ياليل، جاني طيفه طايف". وهذا إن دل علي شيء أنما يدل علي أن شاعرنا الكبير بدأ بداية طيبة أستطاع من خلالها أن يزرع رئة جديدة للجمال في الغناء السوداني. كان التم تم ثورة فنية ونقطة تحول في الأغنية السودانية وإنتقلت به من الإيقاع البطيء إلي الإيقاع الأسرع وكانت الناس مولعة به، فقدم ما رددته الجماهير ومن بينها "لي زمن بنادي وخداري". وقد أستطاع عبد الرحمن الريح بحق وبشكل ملموس من تشكيل الوجدان السوداني وفي السنوات التي تصاعد فيها النضال الشعبي عموماً ظهرت أغاني تتناول القضايا الملحة للجماهير فقدم عبد الرحمن الريح "رجال الحدود"
هيا يا رجال الحدود دافعوا عن أرض الجدود
وأتذكروا النايرة أم خدود
وقد غناها الفنان الكبير سرور. كما قدمت له عائشة الفلاتية "الليمون" وهي من أغاني الحرب.

المرحلة الثانية

وهي أكثر مراحل حياته الفنية نضجاً وتحكماً وأستيعاباً لأدواتها الفنية التعبيرية التي أستخدمها في مرحلته السابقة بتلقائية وفطرية. ويقول عبد الرحمن الريح " أنا أعتز جداً بهذه الفترة ففيها كفاح وعرق وتعب".
بدأ في هذه المرحلة التعرف علي مفاتيحه الفنية الحقيقية ففي عام 1943م تعلم العزف علي العود محاولاً تحقيق مساحة جديدة من النجاح الفني بعد أن شعر أن المستقبل أصبح للألة الموسيقية التي جذبت أنتباه المستمعين وكانت أولي أغنياته التي وضع كلماتها ولحنها مستعملاً ألة العود أغنية "بعيد الدار طال بي بعادك متي يا مولاي تنجز وعدك" وقد غناها زنقار ومن بعده عبد العزيز محمد داؤود. ثم تلاها بمجموعة من أغاني كانت من نصيب أبراهيم عبد الجليل "أضيع أنا وقلبي يزيد عناه"، "الساعة كم"، "ما ممكن أصرح"، وغني له كرومة "في رونق الصبح البديع" وهي من كلمات محمد بشير عتيق وألحان عبد الرحمن الريح وهي أغنية تتدفق عذوبة وطرباً وقد
تغني بها بعد ذلك الفنان عوض الكريم عبد الله. في عام 1946م تعرف علي المطرب الناشيء آنذاك "التاج مصطفي" .. ويقول التاج مصطفي عن هذا اللقاء: كنت محظوظاً بالطبع لأن عبد الرحمن الريح شاعر مجيد وأغانيه تملاً الساحة الفنية. كان يرعاني وينصحني ويعطيني تجربته في الحياة الفنية ببساطته المعهودة وقدمت معه "راحة الضمير"، .. "أنت السمير"، .. "الملهمة"، .. "أنا أرضيت ضميري"، .. "أنا المعذب"، .. و "أنصاف" وكانت أغنية الملهمة تحفة فنية ونقطة تحول في تاريخ الغناء السوداني وبداية مرحلة جديدة تعكس حياة المجمتع الأمدرماني الذي يتطور بإستمرار ومع الأيام طان عبد الرحمن الريح بأغانيه يضع مجداً لكل مطرب يتغني بألحانه. وصوت "حسن عطية" لم يصبح واقعاً يفرض نفسه علي ساحة الغناء والطرب في السودان إلا بأغنيات عبد الرحمن الريح "خداري"، .. "لو أنت نسيت"، .. "حرمان"، .. "ألوان الزهور"، و "يا ماري عند الأصيل".

إن عبد الرحمن الريح كان صرخة مدوية في أسلوب اللحن الحديث البسيط مما جعل حسن عطية يحتكره ولكن من وقع لآخر كان يفلت منه ويقدم أنتاجه لمطربين آخرين وعند إضراب الفنانين عام 1950م قدم "رمضان حسن" في أغنية "الزهور صاحية وانت نايم" وعائشة الفلاتية "أحب عيونك" وخالد محمد أحمد "أحبك والغرام قسمة" ونجحت هذه الأغاني بدرجة ممتاز وأصبحت علي كل لسان. فما كان من المطربين إلا فك الإضراب والعودة للإذاعة دون قيد أو شرط.
أخذ عبد الرحمن الريح علي عاتقه مهمة إكتشاف المواهب الجديدة وتحمل مسئولية تقديمها ورعايتها فنياً فقدم "عمر أحمد" للجمهور ووضعه علي أول الطريق بأعمال جيدة وفيما بعد رفعه إلي قمة المجد وهو دون السادسة عشرة من عمره بألحان تتميز بالحس الدافيء الحزين "كان بدري عليك"، "ليلة التلاقي"، و"الطاووس" وغيرها.
كان له الفضل في أكتشاف أبراهيم عوض ولغت الأنظار إليه بعد أن أدرك أن إبراهيم عوض هو الصوت الذي يحلم به ويبحث عنه، فقدم له مجموعة من الأغاني دفعة واحده إنتقل بعدها إبراهيم عوض نقلة فنية جديدة، خرجت به إلي أضواء الشهرة وفتحت له قلوب الناس "يا غايب عن عيني"، "أنفاس الزهر"، "ليالي لقانا"، و "بسمة الأيام" وبسمة الأيام ذات لحن غني بالنغم الساحر المثير لأنبل العوطف وإن فيه موسيقي تكفي لإنجاح عدة أغاني. وبالفعل إبتسم الحظ لإبراهيم عوضبعد أن عاكسه طويلاً عندما غني هذه الأغنية أصبح فناناً علي مستوي أحمد المصطفي وعثمان حسين وإبراهيم الكاشف. يقول إبراهيم عوض عن رحلته الفنية مع عبد الرحمن الريح (إن أغنيات التاج مصطفي شغلت مساحة كبيرة من احلامي قبل أن أتجه للغناء حفظتها ورددتها وعندما أكتشفت بأن إعلبها من إنتاج جاري في الحي الشاعر عبد الرحمن الريح تمنيت في داخلي أن أغني أشعاره وألحانه حتي أثبت لنفسي إني قادر علي تقديم الأفضل وعندما لاحظ عبد الرحمن روح الإستعداد وافق علي أن يتبناني فنياً. وأنا أعتبر تجربتي معه أهم خطوات حياتي الفنية) .

إن العلاقة التي جمعت بين إبراهيم عوض وعبد الرحمن الريح كانت علاقة تأثير وتأثر فالإثنان كان لهما دوره في حياة الآخر منذ أن تلاقيا في عام 1953م حتي مرحلة الإنقطاع الفني والخصام في عام 1958م في منتصف الخمسينات نضجت موهبة شاعرنا الكبير وبلغت ذروتها فقدم أغنية أنيقة هي "عيون المها" وما حققته هذه الأغنية من نجاح جماهيري جعل من "مني الخير" أسماً يردده الجميع وينتظرون من صاحبته أعمالاً فنية أخري بنفس الجمال فقدمت مني الخير أغنية"يا مني عمري وزماني وليه قلبك نساني" كانت هذه الأغنية تروي حب شاعرنا الكبير للفنانه الموهوبة الذي لم يكتب له النجاح.. فتزوجت مني من عازف بأوركسترا الإذاعة وتزوج عبد الرحمن من إمرأة أخري.
وفي فترة ما بعد الإستقلال مباشرة أطلق نجوماً في عالم الفن .. أحمد الجابري .. صالح سعد .. و حسن الجلال وآخرين. وأحمد الجابري برغم موهبته وهي موهبة فطرية جيدة فإن هذه الموهبة الفطرية ما كانت لتنمو أو تحلق لآفاق أسمي لو لم تصادف هذا العبقري الذي كان لشعره تأثير عليه، مما لمسه الجابري وأحس به حتي تدفق علي الفور سيلاً منهمراً من الغناء.
في هذه المرحلة نجد أن عبد الرحمن الريح بخياله المبدع وأسلوبه الشيق وواقعيته الممزوجة بمسلمات العصر التي تكشف ما بداخل الإنسان من مشاعر وأحاسيس قد صاغ أغاني عاطفية ووطنية كانت هي المحببة عند الناس.

المرحلة الثالثة

هي مرحلة الإجحاف ، وبدايتها كانت عند منتصف الثمانينات، فالنجاح يخلق الحقد في النفوس الضعيفة والعاجزة عن فعل شيء له قيمة كما هو معروف، ومشوار عبد الرحمن الريح في هذه المرحلة كان مليئاً بالأشواك ولكنه مع ذلك لم ييأس وكان لديه إيمان عميق بأن ما زرعه بعناية وصبر سوف يصبح ورداً وزهراً يملأ بستان الأمة بالفن الجميل.
وفي فترة ما يمكن ان نسميه بإضطراب المعايير الفنية، أخذ بعض ناشئة الشعراء ممن يعملون داخل لجنة النصوص من جهازي الإذاعة والتلفزيون يرفضون إنتاجه بحجة أنه لا يرقي إلي المستوي الإذاعي، متجاهلين تاريخه الفني وبصماته في حركتنا الفنية. والشيء المؤسف حقاً إن من بينهم ما كان عبد الرحمن الريح يراجع ويصحح له أشعاره، وآخر قاد حملة ظالمة في صفحة الفن بجريدة الإنقاذ الوطني التي كان يحررها وطلب من الشاعر التوقف عن كتابة الشعر حفاظاً علي تاريخه كما يدعي! ولكن جماهير شعبنا رفضت هذا التقرير المجحف في حق شاعرنا الكبير الذي طالما أسعد الأمة السودانية بإنتاجه الرفيع بإرسال العديد من المقالات تدافع فيها عن عبد الرحمن الريح لكنا لم تر النور. إن عبد الرحمن الريح كان ضلعاً وركيزة ثابتة من ركائز فن الغناء والموسيقي في السودان ولا يستطيع أحد أن ينكر دوره في تطوير الأغنية السودانية بعد ما صبغها بشخصيته المميزة والمحببة التي جعلت أعماله تملأ الساحة بل أن البعض شبهه بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
وبعد صراع طويل مع المرض مضي عبد الرحمن الريح حزيناً علي العطاء الرائع الذي قدمه ونكران الجميل الذي وجده من تلاميذه. وتبقي أعمال عبد الرحمن الريح تاريخاً ناطقاً مموسقاً يعيش في وجدان الشعب السوداني.

Quote: وفي فترة ما يمكن ان نسميه بإضطراب المعايير الفنية، أخذ بعض ناشئة الشعراء ممن يعملون داخل لجنة النصوص من جهازي الإذاعة والتلفزيون يرفضون إنتاجه بحجة أنه لا يرقي إلي المستوي الإذاعي، متجاهلين تاريخه الفني وبصماته في حركتنا الفنية. والشيء المؤسف حقاً إن من بينهم ما كان عبد الرحمن الريح يراجع ويصحح له أشعاره، وآخر قاد حملة ظالمة في صفحة الفن بجريدة الإنقاذ الوطني التي كان يحررها وطلب من الشاعر التوقف عن كتابة الشعر حفاظاً علي تاريخه كما يدعي! ولكن جماهير شعبنا رفضت هذا التقرير المجحف في حق شاعرنا الكبير الذي طالما أسعد الأمة السودانية بإنتاجه الرفيع بإرسال العديد من المقالات تدافع فيها عن عبد الرحمن الريح لكنا لم تر النور. إن عبد الرحمن الريح كان ضلعاً وركيزة ثابتة من ركائز فن الغناء والموسيقي في السودان ولا يستطيع أحد أن ينكر دوره في تطوير الأغنية السودانية بعد ما صبغها بشخصيته المميزة والمحببة التي جعلت أعماله تملأ الساحة بل أن البعض شبهه بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب. وبعد صراع طويل مع المرض مضي عبد الرحمن الريح حزيناً علي العطاء الرائع الذي قدمه ونكران الجميل الذي وجده من تلاميذه. وتبقي أعمال عبد الرحمن الريح تاريخاً ناطقاً مموسقاً يعيش في وجدان الشعب السوداني.

وللاسف الشديد بقى ده التعامل مع كل من ادخل فى حياتنا حاله من البهجه والفرح اجزم اننا جميعا بمختلف اذواقنا وارائنا ودرجه الاحساس
الهى بتتفاوت من شخص لااخر قاعدين نطرب ونستمتع كتير بكلمات الاغانى الكتبوها .. يختلف ذوق الناس من فنان لااخر لكن الاغنية وكلماته
بتبقى هى الاساس .. من الاشياء المؤلمة شديد الاهمال البيحصل على عليهم.. اهمال مهين من اهل الشان المناط بيهم الاهتمام بيهم على راسئهم الدولة
ووزارة الثقافه والاعلام ويتقاسم معاها المسئوليه .. جهازى الاذاعة والتلفزيون انا ماعندى فكرهالتسمية حقتم هيئه او اتحاد وبرضو اتحاد
الفنانين من المفروض يتولى امرهم اساسا لو هم ماظنيت كان بيكون فى فنانين .. والمؤلم اننا بنقرى عن حالات بينم مالقية حتى العلاج ليه
مايكون فى صندوق يتعمل ليهم يحفظ ليهم كرامتم وحقهم فى حياة كريمة مايحتاجو فيها لذل الحاجه والاحتياج ولا لمد اليد .. شى مؤسف مقابله الجميل
بالاجحاد.. حاولت اجيب نماذج من اشعاره التى تغنى بها بعض الفنانين لكن للاسف بكرى ابوبكر موقف الخاصية دى ..

تسلم عمرالفاروق يارب من كل شر...

عمر الفاروق سلام

يا خوي و الله بداياتك مبشرة بي خير كتير

شكلنا كدنا كسبنا لينا راس حربة مشاكس

حي العرب فعلا حي ليه طعم خاص و حي زاخر بي كل جميل

تحياتي ليك و أمنياتي ليك بالتوفيق

""لقد أحاط بكل طرق وقواعد البناء اللغوي ، ولم يتحزب ,غنما هضم كل تلك الأساليب المتضاربة ظاهراً وخرج منها بلغته الخاصة""

عزيزي ،
علي بال ما أفضى وأرجع ليك خليك مع الكوبليه دا ،
وشوف الزول دا كيف
فعل الأفاعيل في الأفعال دي :!!!

متى أيامي --------- تصفو
عيني الساهرة ----- تغفو
لي رؤية جمالك
دايماً قلبي------------يهفو
وما كان عهدي بيك
ياسبد روحي--------تجفو
شفت كيف؟!!
في عربي ، بالدارج أو الفصيح ،
أبدع زي الإبداع دا؟؟

جاييك.

تحياتي

رغم العسف الذي تعرض له شأنه في ذلك شأن كثير من المبدعين في بلدي .. يظل عبدالرحمن الريح أحد الذين أثروا وجدان الشعب السوداني وشكلوه كأرقى ما يكون التشكيل .. !!


شكرا لك اختيار موفق

تحياتي

ابراهيم ادريس كان لا يعرفه احد

وعندما تغني برائعة عبد الرحمن الريح

انا في شخصك احترم اشخاص عرفه كل السودان

عبد الرحمن الريح صانع النجوم

الجابري وابراهيم عوض ورمضان حسن

شكرا يا عمر ودعنا ننهل في حديقة عبد الرحمن الريح

عبدالرحمن الريح
عبيد عبدالرحمن
علي المساح
ابوصلاح
العبادي
وغيرهم كثير
اصالة الابداع والألق
شكرا على فكرة الموضوع
وح ارجع لك

ما أعظم عبد الرحمن الريح

شكرا لفتح البوست

أرجو المواصلة


الباقر

.. وقيل ان جملة السودان اللحنية و غناء السودان الاوركسترالي بعد ظهور عبد الرحمن
الريح، قد تحولا إلى كائنا حيا يمشى على قدميه




واصلوا سِيرة هذا السوداني البديع المشلخ مطارق .. و الذى نقل الشعر
الغنائي اوزانا و قوافي الي دروب جديدة

ود الريح يروى صلته ببعض من تغنوا بنبضه
** الفاتح حاج سعد وعمر أحمد

** في "يوم جميل " لكنه بعيد جلست إلى ود الريح داخل بستان مثقل بالفل والريحان " حسب أغنيه لسيد عبد العزيز وكرومه " وصوت التاج مصطفى مشدودا على:
اضمن إلى عمري النجاة
لو طيف خيالك لي جا
في الكرى هل أرى
شخصك قريب هل يا ترى؟؟
أندلق ود الريح مترنما بسيرته الحياتية مترعة الجمال منذ ازدهار وجدانه إلى قبيل تحديقه في الموت ب مقدار مايشيل البرق ويختفي" حسب حديث لمحيميد في موسم الهجرة لاى الشمال" كما لايخفى وحين دخل صوت حسن عطية فجاءه تصاحبه كمنجة عربي وبنقز خميس فقط :
الحرمونى شوفتك
أنا في قلبي صورتك
كلما جاتنى سيرتك
تزداد بى شجوني
يجفو النوم عيوني
ويزحم قلبي حبك ..
تنحنح ود الريح فقال لي "باسما كزهر المواسم" :
" يا ولد الفاتح حاج سعد النجار الشهير بحي العرب كان من ناشئه حينا فريق حي العرب مثل إبراهيم عوض والجابري والتاج والطيب مهران وغيرهم وكان الفاتح بلبلا جميل الصوت عذب الروح قبل أن يبلغ مبلغ الرجال عانق الأذن الراقية عبر أثير " هنا أم درمان" مترنما بنبضي الثالث لعازف الأوتار التاج مصطفى " مكون وصابر" و
" أنا المعذب بالجمال في هواك
ولا ارضي النعيم في سواك
عيونك ناعسة أم صاحية
أموت من نظرتها واحيا
غرامي شديد فهل
بشوفتك ابقي سعيد
صفى القلب ياروحى"

فأحسن الجمهور الذواق استقباله فنسجت له على الفور نظما ولحنا " فتنا جمالو / ساحر قلبي مالو" لكنه للأسف بعد حين بلغ الحلم وتبدل صوته الجميل واخشوشن فامسك عن الشدو الغناء ولعل هذا ماحد ا بى التردد كثيرا بعد تلك التجربة الحزينة في تقديم الصوت السوبرانو عمر احمد حتى يبلغ الحلم ويستقر صوته لكن احد اصدقائى أصر على إحضار عمر احمد شقيق صديقي بالحي طلب مدني إلى دارى أكثر من امسيه ولم اكترث إليه كثيرا رغم تكرار حضوره منزلي وأصر عمر احمد بوسامته الشديدة تحت إلحاح صديقي أن يغنى لي بعض أغنيات غيره تلك الليلة وأصاحبه بالعزف على مزهري المجهد وبالفعل استهل صدحه برائعة الشفيع وود القرشي " القطار المر فيهو مر حبيبي " مستهلها بمقدمتها الخفيفة " يا مسافر على وين " ولجمال صوته وسحره وروعه ادائة عجزت عن الاستمرار في العزف على مزهري بفعل صوته الجميل وأدائه الرائع الذي سرى في جسدي كالخدر أو الكهرباء وعندما أفقت من صدمتي بذلك تغنى عمر احمد بأغنيات التاج من كلماتي " ممكون وصابر " وأنا المعذب بالجمال " واللاتي غناهن إعجابا من قبل صديقه الفاتح حاج سعد وتكرر الأمر مره أخرى بفعل صوته المسحور فعجزت عن مجاراته بالعود وتحت إلحاحه لصغر سنه نسجت له الفور " تودعني وأنا مشتاق ليك" وصحبته إلى دارالاذاعه ليغني Live وقد رافقته بالعزف على مزهري بعد زوال صدمتي الأولى بعذوبة صوته الجميل ولقد اندهشنا عقب خروجنا من الاذاعه أن كل ركاب " الترماى" يتغنون بهذه الاغنيه الجديدة التي استمعوا إليها قبل لحظات فقط بعدها ذاعت شهره عمر احمد وصوته الجميل فصارت الطلبات تنهال علينا من الأقاليم ليحي حفلات بها وكنت اصحبها في تلك الرحلات خوفا عليه لصغر سنه لكن المزعج صدق حدسي تجاهه بفعل بلوغه ودخوله طور النضج البدني فأغلظ صوته واخشوشن مثل صديقه من قبل الفاتح حاج سعد ولحساسية عمر احمد المفرطة وحبه للفن فقد تبدل حاله بفعل ذلك واكتأب حتى حدق في الموت في عنفوان شبابه الغض لنواريه الثرى بمدافن البكري !!! بعده أتى رمضان حسن وإبراهيم عوض وود المقرن والجابري وهذه رحله جميله لكن لها قصص أخرى ..

شكراً لكل من زار بستان ود الريح مع خالص ودي للجميع

في رونق الصبح البديع.. اغنية حديقة .. تتشكل بمعاني الجمال ..
في رونق الصبح البديع قول ياحمام اسمعني الحان الربيع .. غاية في الابداع النظمي من عتيق واللحني من عبد الرحمن الريح والأدائي من عوض الكريم عبد الله وترباس .. ذكرتني بذلك الذي وقف امام شلالات نياجارا الخلابة ولم يجد ما يصفها به سوي نياجارا ... نياجارا .. نياجارا وهانحن نردد رونق الصبح البديع ... رونق الصبح البديع .. رونق الصبح البديع

قول ياحمام حي الغمام أنا لي فيك شوق وإهتمام
أسمعني من شدوك صدي أهوده الربيع أقبل بدا
على الرياض مرت يدا وشاها بي قطر الندي
فى رونق الصبح البديع صحت الورود فى كل روضوتبسم الزهر البديع .....

هاهي الطبيعة الكون تحلي بى منظرا
للعالمين سفرت بى احلى مناظرا
للالروضة تغري لي ناظرا أطياره عاشقة أزاهرا
هى والنسيم فى مناظره تظهر حقائق جوهر
هى نزهة لى كل من يرى هى حكمة بل هى أية من صنع البديع ....

انا يحمام .. لى فيك مرام .. اصبحنا سيان فى الغرام
كونك محب وهواك طريف .. تتعشق الزهر الوريف
انا لي حبيب ناعم ظريف .. حاذق أديب مترف عفيف
أسألني عن تصويوا كيف .. هو أية فى الجنس اللطيف
بي إختصار هو حسنوا فوق الجميع


وراجعين

يا الحرموني منك أنا يا حبيب قلبي سائل دوام عنك
يالمنعوك زيارتي وهم عارفين بحالتي وماجاهلين مكانتي
لكن التقاليد حجبت عني شخصك
منعونا التلاقي لكن رغم ذلك ظل هوانا باقي
أسأل طيف خيالك عن فرط اشتياقي
وأسأل نور جمالك عن نار احترامي
طبعا يا ملاكي لو يرضيك هلاكي أنا لا أعصي أمرك

فصيدة تحكي الحرمان وتؤرخ لتقاليد كانت في سالف الزمان
غناها حسن عطية بطريقة تطريبية غاية في الخيال
ولا أخفيكم أثناء تغنيه بهذه الأغنية كنت أنتظر بفارق الصبر لازمةبين كل كوبلية وتاني بيقول فيها مش عارف اكتبها كيف
أوو أو ممكن أووم
دي ناس الموسيقي بيقولها فيها شنو
يللا يا طراوة والموصلي اشرحوا لينا