Post: #1
Title: هيلاري كلينتون بين المكاسب والهفوات
Author: محمد الامين محمد
Date: 03-10-2009, 11:40 PM
عادت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى واشنطن بعد جولتها الخارجية الثانية والتي زارت خلالها خمس دول وقد أضافت هذه الجولة المزيد من البريق إلى شخصها.
لقد اعتبرت هذه الجولة بمثابة هجوم دبلوماسي من جانبها استهدف الحلفاء والأعداء على حد سواء، فقد دعت إيران إلى حضور مؤتمر حول أفغانستان في نهاية الشهر الجاري وأرسلت مبعوثين إلى سورية لاستكشاف إمكانية الحوار مع دمشق.
كما بدات كلينتون في إذابة الجليد مع روسيا ووزير خارجيتها سيرجيه لافروف. وبعد لقائه معها قال لافروف "يمكنني القول ان علاقتنا رائعة".
واثار إعلانها ان واشنطن ترغب في بث الحيوية في العلاقات عبر الأطلنطي مع الحليفات الأوروبيات الحماس داخل حلف الأطلنطي والاتحاد الأوروبي.
وقال رئيس البرلمان الأوروبي هانز جيرت بوترينج "إن لدينا الكثير من حسن النوايا نحو الولايات المتحدة".
قالت ان أمريكا مصممة على طريق السلام وفي أنقرة، اشادت كلينتون بالدور التركي في المنطقة واعتبرتها نموذجا لديمقراطية مسلمة علمانية في محاولة لتخفيف التوتر مع أنقرة والذي أثارته حرب العراق.
إعداد المسرح وفيما تراجع واشنطن سياساتها نحو أفغانستان وباكستان وإيران وغيرها من دول المنطقة، تقوم كلينتون والرئيس أوباما باعداد المسرح والعمل على الوصول إلى الأطراف اللازمة لانجاز السياسات الجديدة.
ومع دول مثل الصين وروسيا تعمل واشنطن على التركيز على المصالح المشتركة مثل التعاون في قضايا أفغانستان والتغير المناخي على أمل فتح الطريق للتعاون في قضايا أخرى.
وتأتي حملة العلاقات العامة لتحسين صورة أمريكا على رأس أولويات كلينتون وقد بدأت ذلك في آسيا وواصلت الحملة في الشرق الأوسط وأوروبا.
وقد بدت في لقاءاتها مسؤولة، تصافح مستقبليها، وتبتسم، وتتحدث عن حياتها الخاصة، وقد قوبل خطابها في البرلمان الأوروبي بالحماس والترحيب والاستحسان من قبل الحضور.
حيرة ولكن دبلوماسيا عربيا كان في حيرة كبيرة من أمرها فقد كانت تصافح الجميع في طريقها إلى مكتبه بما في ذلك ساعي المكتب. وتساءل مساعده عما إذا كانت تعتقد أنها في حملة انتخابية.
قالت كلينتون إن قرار استئناف الاتصالات مع الروس خطوة في الاتجاه الصحيح ولم تكن لبعض محطات جولتها في الشرق الأوسط أي علاقة بالسلام.
ففي إسرائيل إلتقت بمستثمرات نساء وممثلين لمنظمات غير حكومية، وفي رام الله التقت فلسطينيين يدرسون الانجليزية بمنح أمريكية.
وقال المنتقدون إنه كان من الأولى بها لقاء المنظمات غير الحكومية ذات العلاقة المباشرة بعميلة السلام من الجانبين.
كما أن الأمر لم يخل من بعض التلعثم أو زلات لسان مما ذكر بايام الرئيس السابق بوش وخاصة فيما يتعلق بنطق الأسماء الأجنبية.
وللتعبير بشكل رمزي عن رغبة واشنطن في طي صفحة الماضي مع موسكو، قدمت كلينتون لنظيرها الروسي هدية عبارة عن صندوق أحمر صغير عليه زر مكتوب عليه كلمة "إعادة تشغيل" باللغة الروسية غير أن المعنى ضاع في الترجمة التي كانت تعني بالروسية "حمولة زائدة".
وقد ضحكت كلينتون ملء شدقيها عندما شرح لها لافروف المعنى.
اعتبرت زيارتها لتركيا فرصة طيبة لاصلاح العلاقات بين البلدين الحليفين وهنا يطرح السؤال نفسه هل من الحكمة لممثل دولة نووية ان يقدم لنظيره من دولة نووية أخرى أي زر على الاطلاق؟
كما كانت هناك هفوات أخرى عندما تحدثت عن الديمقراطية الأمريكية باعتبار انها أطول عمرا من الأوروبية، وعندما تحدثت عن المفوض الأعلى للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قائلة سولانو، كما أشارت لبنيتا فيريرو فالدنر المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية قائلة بنيتو.
وفي جنيف بعد لقائها بلافروف جاهدت لنطق إسم الرئيس الروسي بشكل صحيح.
ورغم كل ذلك فان حسن النويا الذي أحاط بزياراتها والبريق من حولها كسيدة أولى سابقة، وسيناتور سابقة عن نيويورك، ومرشحة رئاسية قوية، كل ذلك يجعلها ومن استقبلها يرون أن جولتها كانت ناجحة تماما
|
|