عن حتفٍ وأشلاء ودموع سرية للمدعو "المجنى عليه" الي روح والدي الشهيد محمد عمر..

عن حتفٍ وأشلاء ودموع سرية للمدعو "المجنى عليه" الي روح والدي الشهيد محمد عمر..


03-08-2009, 01:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1236515529&rn=1


Post: #1
Title: عن حتفٍ وأشلاء ودموع سرية للمدعو "المجنى عليه" الي روح والدي الشهيد محمد عمر..
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-08-2009, 01:32 PM
Parent: #0

نص كتبه أخي لروح والدي الذي إغتاله أحد مهووسي الجبهة بمسجد شمس بالكلاكلة القبه- الذي اسهم ببنائه- لأنه "شيوعي وكافر" !!! فألا رحم الله الطيب صالح :الذي كان كزرقاء اليمامة حين قال:

" يا عبد الحفيظ خاف الله . كيف ود الرواسي ماشاف الجامع؟ هو في إنسان ساعد في بناء الجامع أكتر من ود الرواسي؟" - الطيب صالح بندر شاه - ضو البيت

سافر إلي سوريا وعمل ناطوراً أيام سطوة العسس والتعذيب رغم كل مؤهلاته في التخطيط الفني بعد أن غادر الخطوط الجوية السودانية... ليأكل أولاده حلالاً...
أسماه جيرانه السوريين في المخيم المشيد لاسكان نازحي هضبة الجولان "الاّدمي" أي الرجل الأنسان أو الرقيق باللهجه السوريه....
كانوا يخصونه بالحب والاحترام والمقدوس وهي أكلة سوريه وكل ما كانوا يعرفونه عنه انه أدمي ومثقف و "يحكي انجليزي متل ما يحكي عربي" الشيء الذي أكتشفوه بالمصادفه.....
كان يقول لنا ان اعظم ما يمكن ان يتمسك به الفرد هو إنسانيته...
كان يعلق منذ نعومة أظافرنا في صالوننا - الجالوص بالطبع –
"لولا المحبة في جوانحه ما اصبح الانسان انساناً..." لنزار قباني
الكتب... الجدلية... الشعر والحمي بالوطن ظلت ترافقه حتي قبل ان يموت بلحظات....
لمسته "أتري نموت كما ولدنا عاريين من البكاء"؟ وفدوي طوقان التي كتب لي علي احد أغلفتها :"الروح معك بعد الممات يا مدثر"...... ثم أيضاً ديوان نزار :"هل تسمعون صهيل أحزاني.... وأذكر أنه " قال لي ان العنوان وحده يكفي.....رحمه الله... أحب نزار حين كرهه الناس لأنه "سفيه"!!...
رحمه الله عاش راضياً عن ربه ووطنه وخياراته ويمارس حياته بقناعة عميقة بمبادئه العظيمه...



عن حتفٍ وأشلاء ودموع سرية

للمدعو " المجنى عليه "
بقلم : عبدالخالق محمد عمر


عفـــــــــــــــــــــــــــــــــواً
بصيصٌ من العتمة يولج السم عارياً دون نكوص ..
لا تفّند قيمة الأشياء بتزلف الكلم والرؤى المتعرجة حسبما لحظة الإنتفاخ والتكور ... فالإقصاء المتواتر وشيك الإنشطار، مشبوب بالصلف ، هو لغة تزج بالعزلة قطرة فقطرة وغربة فغربة ..
أىّ قامةٍ تنصب وجهها لكف الريح لتصفعها ثم تدّخر نصيباً للباقين وعمرها أخضر رغم نتانة الطقس وحفاوة الجراح .. وسنابلك تسجد ملء حزنها .... تفتح أنفاسها للطين والسماء ..
كم فكرت وتدبرت .. كم أعلنت حبك وكم شقيت وكم قطعت لحمك خبزاً رخيصاً ...
دعنى أفيق أولاً ..
فالحزن وابله مطير ، وقصاصاتى مبعثرة وأنا مسطح .. لا تستوى الأوراق النائمة على صدرى ولا المفردات الحاذقة فى ذهنى ولا الأفكار المترفة فى خاطرى ولكنى إستهجيت ...
( لولا المحبة فى جوانحه ما أصبح الإنسان إنسانا )
ثّم أدركت الخصائص والطعم وجنون اللحن فى الإيقاع .. وكيف الرقص عند الذبح وشكل الأسئلة عند القدح ..
آهٍـ لو تعلم الشام كيف كنت " ناطوراً " ؟ كيف كنت مفكراً ؟ كيف كنت إنسانا ؟ .. حلماً يلاحقه الظلم كظله , آهٍـ لو يعرف ( المقدوس ) طعم الدموع من عينى أم زهرة وأم عامر شارة الرحيل وسيمياء الدم ..
كيف كان المخيم كائناً ينفث الحنين وصدره حامياً للطيف الزائر راحلا .. والدمع يزهد فى الرموش .. كم كنت إنساناً
وإنسان .. آهـ يافدوى طوقان ( صيرّنى الحزن ابن مئات السنين ) ودموعى تجاوزت سراديب الحنين ودونما ظمأ يتصدع الخاطر ويقهقه الأسى موارباً ..
( أكذا نموت كما ولدنا عارين من البكاء ؟ )
ما أصعب أن يغتالوك غدراً وأنت فى غياهب الإغتياب والجراح مطوية فى ركن قصى ترتاد الإبتسام ..
تجنح عصافيرك إلى السماء تغازل السلام بضياء وأمان ..
كنت فى أيامك المدبرة تمارس برد اليقين وتعانى ألم الجحود وأهوال التجنى .. ولزمت نسيان الذات كما كنت تماماً وغفلت عن حظك ..
والذاكرة معبأة كما الفيضان بصور الماضى وسوالف الأحداث ..
لا ينضب معينك ولا ينقطع مداه وشسوعه عميق عمق الأزل ..
بعيد بعد الأبدية ..
كنت أفهم شعور الأصفاد والأساور الكاذبة الملساء ،وطبيعة الأحوال والظروف ومكابدة النزيف .. ولكن روحك مازلت جريئة تبعث فينا التحليق ما أمكن بعناد وإصرار وكان (مايرهولد ) شىء من الصدق طاف بخاطرى نحو المصير وإكتشاف الذات وإعتناق الفكرة طريقاً..
هكذا نحيد عن الطرقات والأزقة كيفما كان الإيمان مبدءاً وفعلاً ومسلكا ..
لا قرارٌ ولا إستقرار وإنما تجدّد وتحول .. فالصدق حتماً يقودك إلى التهلكة وليس الإفقار والحصار ...
عفواً إننى أهذى .............
الأشرعة تجادل التيار وقتامة النهر...
الأشرعة حالة من السريان القسرى نحو الغياب المر ..
الأشرعة مبدأها الإنقياد إلى الموت أو البر ...
ياحبيبى قدر التوازن مرهون .. فالأصداء البعيدة .. تلون صوتها والمواعيد ثكلى .. والغروب يلتاع ...
وأنا فى كمون حارق....!!

Post: #2
Title: Re: عن حتفٍ وأشلاء ودموع سرية للمدعو "المجنى عليه" الي روح والدي الشهيد محمد عمر..
Author: مدثر محمد عمر
Date: 03-09-2009, 01:17 PM

Quote: ثّم أدركت الخصائص والطعم وجنون اللحن فى الإيقاع.....