دمغة أوكامبو بعد دمغة الجريح...

كتب الدكتور عبد اللطيف البوني.

في نشرة أخبار التلفزيون الرئيسة المسائية ظهر السيد نائب محافظ بنك السودان وهو يقول إن الاستثمارت الزراعية
في البلاد دون المطلوب وطالب بازالة العوائق من قوانين متعلقة بملكية الاراضي ورسوم وجبايات لم يقل الرجل إن
السبب يرجع لمذكرة اوكامبو وقرار المحكمة المرتقب ولم يقل إن المستثمرين الاجانب في الزراعة زاهدون في السودان
بل ارجع الفشل كله للداخل هذا على حسب المقطع الذي اورده التلفاز عليه يجب الوقوف على هذه الافادة المهمة قبل
ظهور شماعة اوكامبو التي سوف نعلق عليها كل خيباتنا.


الامر المؤكد ان الزراعة أصبحت من اكثر المجالات جذبا للاستثمار في العالم وهذا يرجع لاسباب يدركها الجميع بمن فيهم
جدنا حاج الشيخ الذي لم يقرأ جريدة في حياته المديدة وماهو معلوم كذلك ان السودان من حيث المقومات الطبيعية من
اكثر مناطق العالم جذبا للاستثمار الزراعي (لم نقل اكثرها على الاطلاق) وهنا تحضرني قصة الخبير التركي الذي جاء لمعاينة
مشروع شمال الجزيرة للالبان بمنطقة النوبة جنوب الخرطوم فبمجرد القاء نظرة عامة على المشروع قال لاتوجد أي مشكلة طالما
ان الارض والماء والشمس موجودة وبمناسبة هذا المشروع الذي كان عبارة عن بئر معطلة وقصر مشيد سوف احكي لكم فيما بعد
إن شاء الله ماذا فعل الاتراك العشرة فقط بتلك الآلاف من الافدنة ولكني اخشى ان تخرج مظاهرات تطالب باغلاق كليات الزراعة
ووزارات الزراعة ونفرات الزراعة في السودان .

الخبير التركي نظر للمقومات الطبيعية الأرض والماء والشمس وقال مافي مشكلة ولكنه عند حصاد عباد الشمس
الذي زرعه في المشروع والمبشر بانتاجية عالية جدا سوف تظهر له المشاكل عندما تاتيه المحلية والولاية
والحكومة الاتحادية ودمغة الجريح وديوان الزكاة وربما النفايات وضريبة اوكامبو 0 وبخيال الشعراء العباقرة
قالها صلاح أحمد ابراهيم عليه رحمة الله (كل خيرات الارض والنيل هنالك ولكن مع ذلك مع ذلك) ففي الارض (المجاورة)
النيل حيث الشمس الساطعة تجد الفقر والجوع والانيميا فابن ادم وسياساته الرعناء هي التي هزمت هبات الخالق عز وجل.


عندما ظهرت أزمة الغذاء العالمية تكلم الناس عن الزراعة في السودان عندما ظهرت الازمة المالية العالمية تحدث
الناس عن الزراعة في السودان كدرع واق منها عندما هبطت أسعار النفط طالب الناس بالاتجاه للزراعة في السودان والان
اذا حدث أي حصار؟لاسمح الله--- من تداعيات اوكامبو سوف يتكلم الناس عن الزراعة كطوق نجاة لانه لايمكن محاصرة الارض والماء
والشمس عليه فان الكلام عن الامكانيات الزراعية في السودان أصبح يدخل في باب (اعادة اختراع العجلة) أي تحصيل حاصل ولكن تبقى المشكلة في سياسة (ضرب الركب) التي تمارسها الدولة ضد الزراعة في السودان.


ياجماعة الخير الاستثمارات الاجنبية التي تأتي بالرساميل والتقنيات المتطورة في مجال الزراعة مهمة (وكل شي)
لكن المشكلة الان انه حتى امكانياتنا وقدراتنا المحلية (مكتفة) بالصفافير والجبايات والرسوم والمكوس وبالقوانين
السارية فياجماعة الحاكمين فكوا الحصار الداخلي المضروب على الزراعة منذ عشرين سنة فهو اخطر من الحصار الخارجي
المتوهم والمتوقع حاجة بسيطة جدا تفك هذا الحصار اعطوا المحاصيل الزراعية حرية الحركة والتجوال في السودان اعطوها
حصانة من الصفافير والارانيك 0 ثم بعد ذلك تكلموا عن جذب الاستثمارات الاجنبية وقديما قال شاعر الدوبيت
(الراسو بوجوعوا مابيربطو ليه كراعو).

Quote: مظاهرات تطالب باغلاق كليات الزراعة ووزارات الزراعة ونفرات الزراعة في السودان

أحسن برضو

Quote: ماذا فعل الاتراك العشرة فقط بتلك الآلاف من الافدنة

ماذا فعلت أموالهم ؟؟؟


!

هي يا بشير دمغة أوكامبو ولا دمعة الرئيس؟
الناس ديل عندهم مقدرة فائقة لنجر الأسماء..