أهي نهاية حكم الانقاذ؟؟ أم نجحوا في تغيير السُّنن الزمنية والكونية

أهي نهاية حكم الانقاذ؟؟ أم نجحوا في تغيير السُّنن الزمنية والكونية


02-21-2009, 06:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1235238265&rn=4


Post: #1
Title: أهي نهاية حكم الانقاذ؟؟ أم نجحوا في تغيير السُّنن الزمنية والكونية
Author: فتحي البحيري
Date: 02-21-2009, 06:44 PM
Parent: #0

ربما لم نكن نظن ونحن نناصب الإنقاذ التباين في 89 و90 وما بعدها أنها ستأخذ منا كل هذا الوقت وكل هذا العمر ، جل ما أتيح لنا من حضور في هذا العالم الجميل .
ولكننا كنا على ثقة بكل تأكيد أنه سيأتي اليوم الذي نتجاوز فيه هذه الطغمة "العجيبة" ونلقي بها في مهاوي العدم والتاريخ ، قياماً بشهادة أخلاقية ، ودينية حتى ، ووطنية وموضوعية واجبة
والآن ، وبعد أن أثمرت مجهودات المثابرين على طول العشرين عاما وعرضها ، واصطبارات الطيبين من أهلنا ، زوالاً متحققا لسلطة الإنقاذ ، ما بال بعض هؤلاء المثابرين وهؤلاء الصابرين "تشابهت " عليهم الأنوار والظلمات؟؟!!!

... يتبع

Post: #2
Title: Re: أهي نهاية حكم الانقاذ؟؟ أم نجحوا في تغيير السُّنن الزمنية والكونية
Author: فتحي البحيري
Date: 02-21-2009, 07:00 PM
Parent: #1

القرار الوشيك ، والذي باتت كل المؤشرات تؤكد اتخاذ قضاة المحكمة الجنائية له بين غمضة عين وانتباهتها ، لا يمكن أن يكون نهاية للسودان مطلقاً . فأقصى ما سيحاول المجرمين فعله للحيلولة دون تصفية سلطتهم الآثمة سوف لن يجعل السودان غائبا عن الخارطة ولا "قطعة أرض" بلا دولة مثلاً . ظروف هذا الكائن النيلي لا تقبل القياس على نماذج أخرى من حولنا، وفي حدس الذي يكتب هذا ، لن يألو السودنيون وسعاً في تلمس حياتهم الطبيعية المستقرة المسالمة مهما حدث .
ولا توجد فرص واسعة "لاستمرار سلطة الانقاذ" بذات السطوة وذات التمكين بعد هكذا قرار ، أيا كان ما سيحدث بشأن وضعه موضع التنفيذ

صحيح أن المعارضة الرسمية أصابها ما يشبه الشلل نتيجة اعتبارات كثيرة ليس هذا هو مجال التوسع في تفاصيلها ، ولكن هذا أيضا ينبغي أن لا يحول بيننا وبين الحقيقة الزمنية العظيمة : أننا دفعنا بالإنقاذ ، أخيراً ، إلى هوة العدم السحيق

نعم ، تم إنهاء هذه الحقبة السوداء ، وبيد الشعب الطيب الأبي الصبور ، لا بيد غيره

فقرار اتهام رئيس النظام لم يخرج من أوكامبو ولا من قضاة المحكمة . خرج من طلاب الجامعات من أول أيام الإنقاذ ، من إضراب الأطباء الشهير ، ومن حركة رمضان العسكرية ، من مقررات أسمرا ، من العمل العسكري المنظم أواخر التسعينات ، من نضالات التجمع الوطني بالخارج بقيادة مولانا الميرغني وبالداخل بقيادة الحبيب نقد الله "أقال الله عثرته". بنضالات الحركة الشعبية لتحرير السودان وحركات دارفور والشرق وكردفان وغيرها
وقبل كل ذلك وبعده باصطبارات النقابيين والمزارعين والمعلمين وربات البيوت المتطاولة ، أنتج كل هذا الزخم المقاوم بشتى الصنوف والأشكال هذا "الاتهام" النبيل آخر الأمر
وما كان "اوكامبو" إلى معادلا موضوعيا لحالة الشلل المصطنع لواجهات وآليات هذه المقاومة في الأونة الأخيرة

فلم الخجل ؟؟
ولم انعدام رؤية الصبح الذي ، أخيراً ، أطل؟؟

Post: #3
Title: Re: أهي نهاية حكم الانقاذ؟؟ أم نجحوا في تغيير السُّنن الزمنية والكونية
Author: فتحي البحيري
Date: 02-21-2009, 07:13 PM
Parent: #2

ثمة حقيقية فيزيائية وفلسفية راسخة مفادها أن كل ما هو داخل هذا الوقت مرهون بقوسي بداية ونهاية . وفي اللحظة التي دخلت فيها "حيكومة" الإنقاذ حيز الوقت دخلت معها حقيقة "زوالها" . وفي مكابراتها اليومية كانت هذه السلطة الغاشمة تستنفذ كل مبررات وجودها بالرضا وبالجبر ، كليهما، عندما صارت حصيلة سياساتها وأفعالها هي منتهى البطلان ومنتهى الضعف معاً .
البطلان من واقع معاداتها لمحض صالح الإنسان السوداني في كل تصرفاتها والضعف في استسلامها للمكاسب الآنية الضيقة وجعلها آلها معبوداً ، ليس من دون الله والعقل وحسب ، ولكن أيضا من دون تماسكها التنظيمي والجماعي - الرسالي .

فهل كان بقاؤنا وقتاً ليس بالقصير داخل الظلام هو المانع الوحيد من احساسنا بصدق الضوء الذي تغشانا الآن ؟؟

Post: #4
Title: Re: أهي نهاية حكم الانقاذ؟؟ أم نجحوا في تغيير السُّنن الزمنية والكونية
Author: فتحي البحيري
Date: 02-21-2009, 07:24 PM
Parent: #3

صحيح أن الانقاذ (كانت)تتمتع (الان) بوضعية تبدو للوهلة الأولى معقدة : اتفاقية واجبة التنفيذ مع الحركة الشعبية تمنح حزب المؤتمر الوطني شرعية وحجما لا يستحقهما فعلاً . القوات المسلحة "القومية" تمت تصفيتها تماما وما تبقى منها يكاد يكون "مليشيا" خاصة بالمؤتمر الوطني ، أحزاب سياسية بقيادات "شبه مأسورة" تشي مواقفها بأنها أصبحت في حالة أقرب "للرهينة" ، منظمات مجتمع مدني ليست بأفضل حال من هذه الأحزاب ، مثقفين وناشطين مجروحين "جداً" بفعل عمليات الضرب اليومي تحت الحزام ، نفسياً واقتصاديا واجتماعيا إلخ ، انعدام تام لفاعلية العمل الجماعي والجماهيري بفعل كيد ليل ونهار عظيم . لكن كل هذا التعقيد "الظاهري" لا يقوى على مناهضة السنة الزمنية والكونية التي يعبر عنها العامي بصبره الدؤوب "كل أول وله آخر"



... يتبع .. .إن شاء الله