يَنَطِّطْ زَيْ الزَّرْزوُرْ ؟!!

يَنَطِّطْ زَيْ الزَّرْزوُرْ ؟!!


02-17-2009, 11:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1234908680&rn=0


Post: #1
Title: يَنَطِّطْ زَيْ الزَّرْزوُرْ ؟!!
Author: اسعد الريفى
Date: 02-17-2009, 11:11 PM

يَنَطِّطْ زَيْ الزَّرْزوُرْ؟!!
د. عبد الماجد عبد القادر
كُتب في: 2009-02-17

لم تكن مفاجأة لي أن أخبرني أحد الذين صاروا أغنياء بصورة مفاجئة يحسده عليها الآخرون، عن الطريقة العاجلة والحاسمة والسريعة التي اتبعها وتعرف بطريقة «نطيط الزرزور».. والبعض يسمونها نطيط «ود أبرق».. هل تعرفون كيف أن ود أبرق يستطيع أن ينط في الدقيقة أكثر من ثلاثين نطة.. يعني بالعربي كده ود أبرق يستطيع أن «ينط وينزل» كل ثلاثة ثواني.. وهذه الطريقة لا يمثلها إلا بستم المكنة الجديدة في السيارات الحديثة.. ومن المعروف أن ود أبرق يستطيع أن ينطط بهذه الطريقة، لأن الله أعطاه عظاماً خفيفة جداً وتمتاز بأنها مجوفة مما يؤدي إلى أن يكون وزن الزرزور خفيف جداً جداً.. كما أن الريش الناعم والخفيف الذي يغطي الأجنحة يجعل من السهولة بمكان أن يتمكن ود أبرق من «الطلوع والنزول» والنطيط..
رجل الأعمال المذكور قال لي إنه بالضبط قد اتبع طريقة ود أبرق في أن يخفف عظامه ويخلق لنفسه ريشاً ناعماً عن طريق التعامل مع مجموعة من البنوك كان عددها لا يتجاوز ثمانية بنوك فقط وخلال ثلاثة أشهر.. وبعد أن كان الرجل يسكن في منطقة السامراب جوار محطة السبيل ويترحل عن طريق بصات الردمية التي تمر جوار دكان الفحم.. وبعد أن كان يرقد على العنقريب ويفرش عليه البرش المقدود.. وبعد أن كان يلبس القميص ثمانية أيام في الأسبوع «ويشد» قميص الجيران في الأسبوع الذي يليه، ويؤجر البنطلون من الغسال الذي يسكن بجوار محطة اللستك.. وبعد أن كان يتعشى طماطم بالدكوة ويتغدى فول بالبصل ويفطر لقيمات بالشاي.. الآن- الزول ده- اسكتوا ساكت.. فهو سياسي نافذ وهو رجل أعمال معروف وهو رجل البر والإحسان وهو الوجيه ورجل المهمات ورئيس المحافل والمجتمعات وقبلة بعض الفنانين والفنانات والمحتاجين والمحتاجات..
والقصة أنه بدأ ذات يوم بالحصول على مرابحة لشراء ركشة من البنك رقم واحد الذي يقع في مشارف الريف.. وباع الركشة عن طريق واحد سمسار لشخص مزنوق.. وكان زانقو بنك آخر.. وتم بيع الركشة التي لا يزيد ثمنها عن ستة ملايين بمبلغ عشرة ملايين وبشيك مؤجل لمدة شهر حتى يتمكن المزنوق من كسر الرقشة و«يفكها» بأربعة ملايين عشان يتخارج من الحراسة.. وأخونا بعد شهر قدم الشيك بتاع الزول المزنوق.. والشيك رجع بدون رصيد.. ولذلك فإن السمسار بتاع الركشة بحث عن زول ثاني ليعطي المزنوق عربية تايوتا صالون، ثمنها عشرين مليون بشيك جديد.. وزولنا شال العربية في التسوية.. وذهب إلى البنك رقم «2» ورهن له العربية بمبلغ خمسة وثلاثين مليون- طبعاً هنا تأتي قصة تقييم المنقولات حسبما يراه مدير الفرع وحسبما يراه بتاع الاستثمار في الفرع.. ويبدو أن الجماعة في الفرع كلهم كانوا ناس متفاهمين خاصة وأن أحدهم من المتعاملين مع السمسار وصاحبو شديد والذي أوصى خيراً وبشر أهل الفرع بأن زولنا «فنجري» وأخو أخوان و«الفي يدو ما حقتو».. وما تخافوا يا جماعة، ويا زول حقك محفوظ، وياخي أسألني من حقك أنا بس، ويا سيد ما عندك مشكلة، وأبشر يا ابن العم، وانت والله تستاهل، وهكذا.. وهكذا.. وهكذا..
وزولنا شال من البنك مرابحة جديدة مقابل رهن العربية- والتي لم يسلمها للبنك ولكنها ظلت معه.. ولهذا فإن زولنا قد غيرَّ لوحات العربية وباعها بعشرين مليون.. وعليه فقد صار عنده خمسة وخمسين مليون عبارة عن قيمة المرابحة وقيمة العربية.. وبالإتفاق مع السمسار الشريك ذهبوا إلى البنك رقم «3» الذي وافق سريعاً على أن يدخل معهم في شراكة بضمان البضاعة.. وتكون قيمة البضاعة خمسمائة مليون.. ويدفع زولنا عشرة في المائة من القيمة. وفعلاً قام السمسار بإحضار الفاتورة وكانت عبارة عن قيمة زيوت سائلة بمبلغ خمسمائة مليون أحضرها من «الزول داك» بتاع الفواتير «الفالصو» الذي يتقاضى 5% عن كل فاتورة مضروبة أو فاتورة «أُوبِكْ».. ولا أدري لماذا تستعمل كلمة أوبك لتعني الشيء الفالصو وغير الحقيقي، وهي متداولة في سوق الحرامية «وبتاعين البنوك».. وقام البنك بدفع الشيك بخمسمائة مليون لصاحب الزيت الذي خصم خمسة في المائة عمولة، وأرجع الباقي إلى زولنا ومعه السمسار..
وحتى تتم التغطية، فإنهم ربما اتفقوا مع مندوب البنك على إيجار مخزن وملئه بالجركانات الفاضية ووضع عشرين جركانة مليانة أمام الباب لزوم حملات التفتيش التي لن تأتي أصلاً وتظل أمراً افتراضياً لن يتحقق..
وعند هذا الحد فقد تمكن زولنا من الحصول على ما يقارب خمسمائة مليون جعلته ينتقل نوعياً خلال شهر واحد من الدروشاب والسامراب إلى منطقة «الأراضي».. ويشتري داراً ودابة اسمها «عيون جريئة» استبدلها بنوع آخر من السيارات لا استطيع أن اكتب اسمه الآن.. وشال ما تبقى من القروش في حدود ثلاثمائة مليون وطلب من البنك أن يفتح له اعتماداً لاستيراد كل ما يخطر على البال من الحاجات الهامشية ونفايات السوق العالمي مثل البطاطس المشوية والمربى والخل المعلب وكل معدات الكهرباء البايظة والمضروبة وبعض الحاجات التي يبيعها أولاد الشوارع في ملتقى الطرق.. وبعض التلفزيونات من دول شرق آسيا التي تشتغل لمدة شهر واحد.. واسبيرات.. وعربات نقل وترحيل..
وهكذا تحول الزول الكحيان بتاع الفنيلة المقدودة والجزمة المشروطة إلى رجل أعمال بعد أن تعامل مع البنك السادس والسابع والثامن وكل ذلك خلال شهرين ونصف.
وننوه هنا إلى أنه ليس بالضرورة أن تتكرر نظرية «ود أبرق» النطاط نظراً لخصوصيتها، ولأن الأرزاق بيد الله.. وربما أن القصة فيها شيء من المبالغة لكنها تظل إحدى الظواهر الكونية التي يتحول فيها شخص معدم إلى أغنى الأغنياء خلال ثلاثة شهور.. وهذا ما يعرف بالغنى المفاجيء وطريقة ود أبرق التي قد تساعد البنوك في جعلها واقعاً..


http://www.alwatansudan.com/index.php?type=6&issue_id=856&col_id=64&bk=1

Post: #2
Title: ونفايات السوق العالمي
Author: اسعد الريفى
Date: 02-18-2009, 08:02 AM
Parent: #1

كل ما يخطر على البال من الحاجات الهامشية ونفايات السوق العالمي مثل البطاطس المشوية والمربى والخل المعلب وكل معدات الكهرباء البايظة والمضروبة وبعض الحاجات التي يبيعها أولاد الشوارع في ملتقى الطرق.. وبعض التلفزيونات من دول شرق آسيا التي تشتغل لمدة شهر واحد.. واسبيرات.. وعربات نقل وترحيل..
وهكذا تحول الزول الكحيان بتاع الفنيلة المقدودة والجزمة المشروطة إلى رجل أعمال بعد أن تعامل مع البنك السادس والسابع والثامن وكل ذلك خلال شهرين ونصف.