منطق استفتاء أهل دار فور بشأن محاكمة البشير استخفاف بالعقول:

قرأت في أكثر من موضع استعانة البعض بمنطق:
هل تم استفتاء أهل دار فور بشأن محاكمة الرئيس؟ أو لو تم استفتاء أهل دار فور لرفضوا محاكمة الرئيس.
أو سؤال مشابه في هذا السياق.
في تقديرنا هذا منطق معوج وأجرب ومحاولة يائسة للالتواء على حقيقة المظالم وتحقيق العدالة للحقائق التالية:

1) الذين وقع عليهم الظلم في دار فور عامة محددون حصرا في ورقة الإدعاء المرفوع إلى المحكمة الدولية ومدعومة ببينة وجودهم في المعسكرات أو وجود مقابرهم وممتلكاتهم التي تعرضت للخراب في مناطق معروفة ومحددة بدار فور.
2) ليس سرا أن الظلم والاستهداف الذي وقع قد خص أفراد أثنيات محددة بدار فور، والأدلة واضحة لا تحتاج إلى اجتهادات لإثباتها.
3) ليس صحيحا أن كل أهل دار فور تعرضوا للظلم والاستهداف المنظم بشكله المحدد بالقتل والاغتصاب وإحراق المنازل والقرى وردم الآبار وقطع أشجار الفاكهة.
4) وليس صحيحا أن كل وجميع أفراد الإثنيات المحددة في ورقة الإدعاء (المساليت والزغاوة والفور وأثنيات أخرى) قد تعرضوا بحكم وجودهم في دار فور بمعناه العريض ، لممارسات الظلم والاستهداف المنظم المحددة فيما أوردناه في الفقرة الثالثة.
5) ليس صحيحا أن كل أفراد الإثنيات الموصوفة بالاستهداف من قبل الحكومة معارضون للحكومة بدليل وجود أفراد منهم مشاركون بفعالية كوزراء في الحكومة المركزية.
6) لا نستطيع نفي حقيقة أن الرئيس عمر البشير استقبل استقبالا حاشدا في دار فور رغم استمرار محنة الأزمة الراهنة. كما لا نستطيع نفي مشاركة بعض أفراد من الأثنيات التي استهدفت في موكب استقباله.
7) نستطيع تأكيد وجزم أن الرئيس لم يقم بزيارة معسكرات اللاجئين بدار فور. لماذا؟

بعد إيرادنا للحقائق أعلاه،
إذا كان الذين يختبئون خلف ستار استفتاء أهل دار فور جادون في دعوتهم فليستفتوا أهل المعسكرات لأنهم هم المتضررون الأساسيون وهم أولياء القتلى والجرحى والمغتصبات وهم من قطعت أشجارهم وأحرقت قراهم وردمت آبارهم. هم باختصار من يملكون صكوك الغفران.
استفتوهم لنرى حجتكم.

الذين يرفعون ويستعينون بهذه الحجج الواهنة إنما يستخفون بعقولنا وعقول الضحايا وذويهم.
كيف تطلبون من اليتيم أو اليتيمة ان يغض الطرف عن محاكمة أبيه الذي قُتل دون سبب؟
كيف تطلبون من الأرملة أن تصرف النظر عن قاتل زوجها الذي قتل دون مبرر سوى أنه ينتمي إلى إثنية محددة؟
كيف تتجرءون وتطلبون استفتاء الثكلى حول محاكمة قاتل ابنها ؟
أي ضمير ذلك الذي يجعلكم تسألوا النساء المغتصبات وتستفتونهن حول محاكمة من أغتصبهن.
أيها السادة والسيدات راجعوا ضمائركم لأنكم تسبحون ضد الطبيعة البشرية.
الطبيعة البشرية تقدح الظلم وتميل نحو العدل.
أما أنتم فتستخفون بعقول أهل دار فور كما استخفت الحكومة بأرواحهم من قبل.
أبحثوا عن حجج أخرى للتسويف وذرالرماد.
انتهى

**