الجابك ماليزيا شنو ؟؟؟

في مدينة السحاب ( Genteng) ..

يلفت إنتباهك العمود الضخم الذي تخفي السحب قمته في الغالب..

بينما تشغل أجنابه الأربعة مقاعد الركاب وأرجلهم (مدلدلة) في الفراغ وهي تلامس النسائم الباردة ..

و أنت تجلس يبدأ الكرسي بالصعود التدريجي نحو القمة .. ثم يتوقف بهدوء ..

تنعم حينها بمدة ( 12 ثانية ) وأنت ترى الجبال والخضرة من فوق ارتفاع 6000 قدم ..

قد تفكر في استخراج كاميرتك الخاصة لإلتقاط صور لإبداع المكان و روعته ..

و لكن الثواني تمر سراعاً ..

لتجد أن قلبك إحتل مكان الركب .. وصعدت مصارينك إلى قمة رأسك ..

وإختلطت حواسك كلها لتسمع رائحة أنفاسك .. وترى بأعينك صوت ضربات قلبك ..

و تشتم طع مالخوف ... وتتذوق المنظر المشوش ..

كل هذه المشاعر المتداخلة و الأفكار المشتتة تنتابك في أجزاء من الثانية ...

و هي تلك الأجزاء التي تهوي فيها من فوق هذا الإرتفاع بسرعة هائلة ..

وتشعر أنك بلا شك ستنتقل إلى عالم الأموات ...

هذه المشاعر دفعت السودانيون لأن يعيد تسمية هذه اللعبة وأطلقوا عليها .

((( الجابك ماليزيا شنو ؟؟ ))



إلا أن سبب تسمية هذا البوست بهذا الاسم لم ينبع من هذه اللعبة ...

ما دفعني لفتح البوست سؤال طرحه الأخ طارق بمنتديات الجالية السودانية بماليزيا ..

متسائلاً : عن مدى الاستفادة السودانية من التجربة الماليزية ..

مشيراً للدراسة بماليزيا والرحلات العلمية والدورات التدريبية ...

http://sudanembassy-kl.org.my/jalia/index.php?topic=2.msg52#new


فكتبت :

Quote: لماليزيا تجربة نهضوية قد تكون متفردة .. على كافة الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ... لا نصف تلك التجربة بالمثالية فلا شك انها تحوي كماً من السلبيات والثغرات الخطيرة .. إلا أن ماليزيا صعدت إلى الريادة بقوة متجاوزة العديد من العقبات العثيرة .. و من الجوانب الهامة جدا والتي اهتمت بها ماليزيا بينما اهملناها في السودان كثيراً .. جانب التعليم وتطويره وكذا التدريب والتأهيل .. فقد إعتنت ماليزيا بالمنهج والكادر والإمكانات العلمية .. لتوفير بيئة علمية مهيأة ومحفزة لأبناءها .. و كان نتاج ذلك جلياً في النهضة التي شهدتها ولا زالت ترقى يومياً ... إلى أن بلغت مبلغاً لتجعل من ماليزيا قبلة لطالبي العلم والمعرفة من كل حدب وصوب .. و هي تعي تماماً أنها بذلك تدخل إلى عالم من المنافسة العالمية القوية .. بين قلاع العلم والمعرفة البريطانية والأمريكية والاسترالية وغيرها ... أصبحت ماليزيا دولة يشار إليها بجودة التعليم وهاهي جامعاتها تشتهر في انحاء العالم ... و السودان الذي أنهكته الحروب والنزاعات والصدامات الحزبية والسياسية وعصفت بالكثير من أمكاناته .. وهو يودع مجداً تليداً في ضروب العلم والمعرفة حين كان يشار إليه وإلى أبنائه خريجو جامعاته ومؤسساته التعليمية .. ها هم أبناءه اليوم يسعون لري ظمأئهم من بحر علوم ماليزيا الذاخر .. و نحن نشهد يومياً تزاحم السمر إلى أرض الملايو للتزود بهذا الكم من الخبرات سعياً منهم لمواكبة الطفرة العالمية .. يتوافد الشباب والشياب وفي معيتهم الأطفال أحياناً, أفراداً كانوا أو أسرا أو مؤسسات حكومية وخاصة ... و الكل يبحث عن منابع ماليزيا المختصة بمجاله المعين ... وتتنوع هذه المنابع وتختلف باختلاف الحاجات والأعمار والتخصصات ... إبتداءً من التعليم قبل المدرسي صعوداً إلى المرحلة الابتدائية وتنامياً حتى مستوى التخصصات العلمية المتقدمة دراسات عليا ودكتوراة .. ...... سنتابع بإذن الله ....

صورة .. ومعلومات عن (( الجابك ماليزيا شنو ؟؟؟ )) "اللعبة"