غداء حدود الحريات

الجمعة العاشرة صباحا
عندما رن التلفون الذي احتفظ به غالبا في مثل حالة
تواجدي في احد الحافلات في هذه المدينة
...
المكتظة في الجيب الداخلي
حينما وفدت الى هذه البلاد الأوربية
لم يدر بخلدي أن بها نشالين مهرة كما كان عهدي
السابق بهم في بصات الحاج يوسف الوحدة والردمية ودفارات صنقعت واللفة....
اخرجت التلفون ورددت ..
آلو...
جاء صوته كالعادة وقبل السلام عليكم .....
وين إنت يازول.....
إنه صوت صديقي عمر احمد عباس ....ذلك الطموح
القادم من مدينة الدويم الى ليبيا ثم منها الى ايطاليا
أعجبتنا سرعته في هضم هذه اللغة اللاتينية ..
..التي يعترف اهلها بغموض نحوها وقواعدها...بالرغم
من جمال لحنها وتناغم معانيها كما يتباها بها الطليان
رددت
في البص .... ماشي إتجاه التيرمني
termini محطة ضخمة تتوسط مدينة روما وتعني باللغة الإيطالية الإنتهاء وذلك لأنها تنتهي عندها معظم خطوط السير من بصات قطارات محلية داخلية وخارجية حتى تلك القادمه من فرنسا وسويسرا واسبانيا

اضاف عمر
جاي الصلاة ..مسجد فلامينو....?
مسجد فلامنيو أشتهر بهذا الإسم
عند السودانين في روما بالرغم
من وجوده على عدة
محطات بالترينو (قطار صغير داخلي)

إلا أن منطقة

فلامينو هي الأشهر...لذا حازت هي على

الإشارة لهذا الجامع الكبير

ويقال إنه الأكبر على مستوى اوربا ...
رددت...
طبعا.....
اضاف عمر خلاص أعمل حساب
إنك متغدي معانا أنا وإزابيلا...عديلة..?...
عديلة ياسيدي....جاءه ردي

عندما هممت بالنزول
من البص كانت تسد الباب
أمامي إمرأة ضخمة قلت بالتأكيد
انها تعاني كثيرا لتخفيف وزنها
...دعاني الى ذلك نظرتها بين الفينة
والاخرى الى قوامها ....اما انا
فاحتفظت بالمسافة القانونية بين اي رجل وإمرأة أجنبية ...
دخلت الى المسجد وكان الامام قد
سبقني اليه...ثم بدأت الخطبة
...يقال هذا الرجل هو خريج
الأزهر الشريف....لكنه يبدو
أقل شجاعة من خطباء مسجد
المغاربة في الطرف الجنوبي
الغربي من هذه المدينة...
وضح لنا ذلك في ظروف الحرب على غزة
....وتناول كل من الطرفين للمسألة.
..وفي حث الناس الى التظاهر ثم جمع التبرعات..
تذكرت إزابيلا وهي الآن قد اخذت مكانها في المكان المخصص للنساء ...

هي الطبع لا تفهم اللغة العربية...
اشفقت عليها وهي المسيحية القادمة
الى روما من مدن الجنوب الإيطالي ...
لتعليم اللغة الإيطالية للأجانب ..عدت ثانية
الى جو الخطبة على المنبر ..الآن بدأت الخطبة
باللغة الإيطالية لمراعاة المسلمين غير
الناطقين بالعربية...انتهت الصلاة
خرجنا لإستقبال ضيفتنا ...كم كنا
متشوقين لمطالعة إنطباعاتها...عن المسلمين وعن صلاة
الجمعة...وعن هذا الجمع الإسبوعي الملفت لأنظار
الأوربين والذين يمرون في هذا الأثناء
من جوار أسوار هذا المسجد الكبير.....
جاءت ازابيلا شقراء جميلة ...
جاءت كأنها طفل في عامه الأول....
في طريقنا الى المطعم حكت لنا
شعورها من هذا المشهد المهيب...
وكيف أن التي كانت تجلس بجوارها
أثناء الصلاة..عرضت عليها
خطبت أخيها المتدين...حيث
وصفته لها بأنه رجل طيب ...
وطالع من بيت تقوى ودين...