نظرية.....حافة الهاوية ! ــ محمد لطيف ــ تحليل سياسي ـ صحيفة ( الاخبار).

نظرية.....حافة الهاوية !
الكاتب/ محمدلطيف
Sunday, 08 February 2009
حين يتمسك بعض قادة المؤتمر الوطني بأن صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية سيحول السودان إلى ( شيء آخر) وحين يقول مسئولون حكوميون إنهم لا يقطعون بسلامة الموظفين الدوليين حال صدور قرار بإيقاف الرئيس فبالنتيجة يبدو أن الحكومة أو بعض أطرافها قد نجحت ..بقصد أو بدون قصد ..

في الدفع بالجميع إلى ( حافة الهاوية ) ...وهذه نظرية معروفة على كل حال ...جربتها كوبا من قبل وتجربها إيران الآن ...وعند ( الحافة ) يتضاعف الإحساس بالخطر ...ويصبح كل فعل محسوباً بدقة ...وكل تصرف موزوناً بميزان الذهب ... عليه لم يكن قريباً أن يسارع أشرف قاضي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بالسودان بتحذير مجلس الأمن من مغبة صدور قرار من الجنائية الدولية باتهام البشير ...صحيح أن قاضي لم يطلب من مجلس الأمن التدخل لدى المحكمة لإيقاف الإجراءات ...ولكن الصحيح أيضاً أنه قد تمنى على مجلس الأمن أن يفكر مرتين ...وليس ممثل الأمين العام وحده من فعل ذلك ...بل حتى الأمين العام للأمم المتحدة نفسه قد عبر عن قلقه على موظفيه وعلى مجمل عملية السلام مستشهداً كما قال بتصريحات صدرت عن مسئولين حكوميين عن إعادة الحكومة النظر في علاقتها بالأمم المتحدة حال صدور قرار بإيقاف الرئيس البشير ..!!

وليست الأمم المتحدة وحدها هي التي تشعر بالاقتراب من حافة الهاوية ... بل حتى دولاً مثل بريطانيا وفرنسا تشعران بذات الخطر ... ولكن بدرجة تبدو أقل مما يشعر به الأمين العام وممثله في السودان ...فالدولتان الأكثر تمسكاً بمبدأ سيادة العدالة في دارفور تفيد معلومات راشحة من عواصمها أنها تبحث عن حل وسط ...خلاصته أنه في حال صدور قرار من المحكمة بإيقاف الرئيس البشير لا تذهب المحكمة على طريقة (اوكامبو) لحشد وسائل الإعلام ونشر القرار على الملأ بل تكتفي بتمريره سراً إلى كافة الدول الأعضاء في المحكمة وإلزامها بالعمل به ...وهما أي بريطانيا وفرنسا تعتقدان أن هذا الإجراء يمكن أن يخفف من وقع القرار على الحكومة وأنصارها ويقلل بالتالي من درجة المخاطر على كثيرين يمكن أن يكونوا أهدافاً محتملة حال صدور القرار .

يمكن القول إن كل هذا واحد من ثمرات نظرية ( حافة الهاوية ) التي تطبقها الحكومة الآن بقصد أو بغير قصد ..ولكن غني عن القول إن النظرية ذاتها هي في الواقع أشبه باللعب بالنار ..إن لم تُجد فنونها أحرقت ..!