ظاهرة الإحتفـاء بالبؤس في هذا المنبر !!

عجبا سيداتي و سادتي ,
فقد نكون قد لاحظنا ظاهرة تجمهر العشرات من الناس داخل بوستات عديدة صممها أصحابها و خصصوها للحديث
و الحكي عن مناطق أو مدن أو قرى أو أماكن نشأتهم و ترعرعهم في السودان .. هذا جيد
لكن ما يثير للحيرة هو طغيان ذلك الحنين نحو الماضي و نحو الأمكنة للدرجة اللتي (يحتفي) بها أولئك الناس بالصور
و المشاهد اللتي لا تعكس إلا البؤس و الشقاء و الظروف الحياتية الحرجة اللتي عاشتها أجيال مختلفة سكنت و لا يزال
بعضها يسكن تلك المدن و القرى و المناطق و في مواسم مناخية و حقب إدارية سياسية مختلفة !!
عجيب أمر هذه (العاطفة) اللتي تجعلنا نتراضى و نتصالح مع الأحوال و المشاهد بل و حتى (الروائح) البائسة اللتي يحكي لنا
عنها البعض خلال مداخلاتهم في البوستات المعنية بصور لا يخلى بعضها من حالات (إنجذاب صوفي) , أي و الله !!!
بل حتى أحاديثهم/ن لا نجد ما يتخللها من حس أو رغبة جادة في أن يصيب مناطقهم تلك شئ من التحديث و التطوير
بسبب سطلة الحنين للماضي تلك !
هل بتنا أمة يائسة و قنعانة من خيرا فيها يا ترى ! .. أستطيع أن أفهم أن يحدثنا الناس أحاديث الزكريات حول مراحل
دراسية أو حقب حياتية أو مناسبات و صور خاصة أو عامة , لكن ما يصعب قبوله هو حكاية الحنين الفياض نحو أحوال و مشاهد
و صور البؤس تلك لمجرد وقوعها ضمن مكونات الماضي بشقيه الزماني و المكاني ..
أحسب أننا نجتمع هنا بحثا عن واقع حياتي أفضل من حيث بناءه و بيئته و مكوناته و مفاهيمه ولا شنو !!

أدخلوا بوستات الأحياء و المدن و المناطق و عيونكم (و آذانكم) ما تشوف إلا النور !!

كذلك,
هل تصدقوا أن أكثر من 85% من النقد السياسي هنا لا علاقة له بتطوير واقع إنسان السودان في مختلف مناطقه
و لا حتى بالتنمية أو التحديثات المتعلقة ببنيات الحياة التحتية !!!!!!!