بقع طافية على النيل تزيد من حالة التلوث

بقع طافية على النيل تزيد من حالة التلوث


02-07-2009, 01:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1234008396&rn=0


Post: #1
Title: بقع طافية على النيل تزيد من حالة التلوث
Author: فيصل محمد خليل
Date: 02-07-2009, 01:06 PM


بقع طافية على النيل تزيد من حالة التلوث


سودانيزاونلاين.كوم Sudaneseonline.com

ارسل الموضوع لصديق
نسخة سهلة الطبع


بقع طافية على النيل تزيد من حالة التلوث

الخرطوم:محمد كشان


كشفت الجولة التي قامت بها (الأحداث) الخميس الماضي أن النيل يعيش في حالة تدهور بيئي مُريع وذلك نتيجةً لمظاهر التلوث البائنة على شواطئه، وزاد من نسبة التلوث ظهور بقع عائمة ملونة حملتها مياه النيل الأزرق خلال الاسبوع الماضي، وقالت هيئة مياه ولاية الخرطوم انها طحالب، وصاحب هذا التلوث تغيّر في رائحة وطعم مياه الشرب في أحياء وسط الخرطوم والخرطوم بحري، وعزت الهيئة ذلك نتيجة لتكاثر تلك الطحالب.

وكشفت الرحلة النيلية التي قامت بها الصحيفة بمساعدة (الأمين جادالله) من نادي الزوارق، ان نسبة التلوث بالنيل الأزرق هذه الايام هي الأعلى بين كل السنوات الماضية، وذلك نتيجة للنشاط الصناعي والبشري في المناطق الواقعة على ضفتيه، والقاء الفضلات والمخلفات والقمامة، وفاقم من حجم كارثة النيل الأزرق ظهور مواد عضوية طافية على طول مجرى النهر من منطقة سوبا جنوبا، وحتى ملتقاه مع النيل الأبيض في المقرن، اضافة الى تغيّر لون الماء الى الاخضر بسبب الكميات الكبيرة من الطحالب.

وغطت هذه المادة الغريبة معظم سطح النهر طيلة الاسبوع الماضي، وهي في ازدياد كلما اشتد تيار المياه، لتتراكم على الشاطئ في شكل طبقة متعددة الالوان وأشبه (بالبوهية) .

وكان أعلى تركيز لهذه المادة نهار الاربعاء والخميس أمام مقر الكشافة البحرية بالخرطوم حيث جرفها تيار المياه الي مرسى الزوراق.

ووصف جميع من استطلعتهم (الأحداث) على طول مجرى النيل الازرق من حدود ولاية الجزيرة والى داخل ولاية الخرطوم، وصفوا ظهور هذه المادة الغريبة بالمحّير مشيرين الى ان انتشارها بكثافة يؤكد انها مخلفات مصنع أو بوهية منتهية الصلاحية اُلقيت بواسطة جهة ما على النيل، ويجب على الجهات المسؤولة متابعة مصدرها ومعاقبته على هذه الجريمة البيئية الخطيرة.

لكن التحاليل التي اجرتها هيئة مياه ولاية الخرطوم قالت ان المادة ما هي الا طحالب، وتظهر في كل موسم نتيجة لفتح الخزانات ونظافتها.

وأكد تتبع (الأحداث) لمصدر المادة على طول النيل الأزرق من حدود ولاية الجزيرة والى داخل ولاية الخرطوم، ان مصدرها خارج الولاية الاخيرة، بينما أكد صيادون التقتيناهم في عرض النهر انهم شاهدوا هذه المادة في منطقة الحصاحيصا.

يقول طارق صديق، وهو صياد يعمل في (بحر سوبا) ان ظهور الطحالب في هذه الايام شيئا اعتياديا نتيجة لفتح الخزانات وانتهاء موسم الخريف، لكن الجديد هو مصاحبة طبقة (البوهية) الطافية على طول النيل، ويضيف طارق ان الطحالب يمكن غلسها بسهولة من شبكات الصيد، لكن هذه المادة يصعب ازالتها، وتترك آثارا صفراء وبيضاء على حافة قوارب الصيد الخشبية، ويرجع طارق ظهور هذه المادة الي أربعة أيام ماضية، مؤكداً ان كميات اُخرى كبيرة تتجه نحو الخرطوم وهي الان في مناطق النوبة وألتي والمسعودية.

وقال طارق ان الصيادين في (المُشرع) الرابط بين الجريف شرق والخرطوم عند (جزيرة التمساح) توقفوا عن صيد الاسماك واستخدام المياه من النيل مباشرة، بعد تخوفهم من الاصابة بأمراض الدوسنتاريا والقارديا، وفي انتظار الفحوصات التي تجريها الجهات الرسمية لمزاولة نشاطهم بالصيد.

اما حسن العجب الذي كان يرافق طارق على قاربه، فهو صاحب مزرعة (ابوسبعين) في منطقة الجريف غرب، ويقول العجب انه نزل للبحر اليوم فقط ليرى بعينه هذه المادة الغريبة التي يتحدث عنها سكان المنطقة، ويقلل العجب من تأثيرها على شبكات المياه في المنازل، لكن الضرر الأكبر حسب العجب يكون على العاملين في (كمائن) الطوب والنازحين الذين يقيمون بالضفة الأُخرى للنيل.

يقول عوض عبدالرحيم، (سماكي) رغم وجوده الدائم في البحر لمدة 40 سنة، الا أن هذه هي المرة الأولى التي يشاهد فيها هذا الشئ ، ويعتقد عوض مثل غيره ان هذه المادة هي مخلفات مصانع، وأشار الى تلوث المياه تسببت في نفوق عدد من طيور (البقر) التى تسكن في جزيرة صغيرة يسميها الصيادون (جزيرة البط)، وما يعرف ان طيور البقر أو طير (المُزارع) من انواع الطيور المفيدة للانسان وتلتقط الحشرات.

اما عادل عصمت معني، عضو مجلس ادارة نادي الكشافة البحرية بالخرطوم، فيرى ان هذه المادة ليست بوهية بدليل عدم وجود رائحة بوهية بها، مؤكدا انها مواد تم القاءها في النيل وتحللت على مراحل الى ان وصلت للون الأزرق ثم الابيض، بعد ان كانت خضراء في أيامها الاولى، وعلل عادل وجود المادة الغريبة بكثافة أمام مقر الكشافة لهدؤ تيار المياه عند النادي، وتسبب ضغط الهواء على جهة واحدة من النيل بتراكم الاوساخ مع المادة الغريبة لتكثر في هذه الجهة لفترة طويلة في انتظار التيار لنقلها لمنطقة اخرى.

ويشير عادل ان الخطورة تكمن في وجود محطة مياه شرب الخرطوم بحري في الضفة المقابلة لمنطقة التلوث، اضافة الى توقف نشاط السباحة بالنادي.

ويضيف عادل ان الطحالب ظاهرة عادية، لكن الغريب هذه السنة هو المادة الغريبة، رغم اختفاء مظاهر التلوث خلال السنوات الماضية، بعد ان شهد النيل حالة تلوث كبيرة ناتجة عن سكب مخلفات محطة توليد الكهرباء، ويؤكد عادل توقف الظاهرة بعد معالجة المحطة لمخلفاتها بالداخل، كما توقفت مصانع السكر عن رمي مخلفاتها على النيل بعد حادثة المولاص الشهيرة، ويضيف ان ظهور هذه المادة يؤكد على أن النيل الازرق يتعرض لأكبر جريمة بيئية في تاريخه.

ويتخوف مختصون من تأثير هذه المواد الملونة على الثروة السمكية، بعد أن تسبب نوع من الطحالب في نفوق اعداد كبيرة من الاسماك في بحيرة ناصر عند المجري الشمالي للنيل في العام 2005، وفي ورشة سابقة أقامها المنتدي الوطني لدول حوض النيل، حذر المشاركون من انتشار الطحالب التي تفرز سموم "اسيلاتوريا" في مجري النيل والترع، وقال الدكتور محمد نصر الدين أستاذ السموم البحرية بالمركز القومي للبحوث إن الطحالب الخضراء المزرقة "السامة" في بحيرة ناصر، تسببت في نفوق أعداد كبيرة من الأسماك وليس من المبيدات كما أشيع، وأشار إلي أن هذا النوع من الطحالب ينمو في الشتاء ويفرز نوعين من السموم يسببان الموت لمرضي الفشل الكلوي في حالة وجود تركيزات ضئيلة منه في المياه المستخدمة في عمليات الغسيل.

من جانبها تحذر د.ميمونة مبارك عثمان من مركز البحوث والاستشارات الصناعية، في ورقة لها بعنوان (المخلفات الصناعية وأثارها البيئية) تحذر من الاضرار الناتجة عن التلوث الصناعي والتخلص من المخصبات والمبيدات والمنظفات، والقاءها في مصادر المياه خاصة تلك التي يستخدم فيها الفوسفات ومخلفات الزيوت الصناعية والمواد البترولية.

وتشير د.ميمونة الى ان المسح الصناعي الذي اجري في عام 2001 أظهر وجود 24.114 منشاة صناعية بالسودان ، وتضم ولاية الخرطوم أكثر من 60 في المائة من جملة هذه المصانع، منها 279 تُعالج مخلفاتها داخل المنشأة و 79 منها تطرح مخلفاتها الصناعية في شبكة المجاري، بينما 1075 مصنعا تعالج مخلفاتها بطرق اخرى!!.

وحسب د. ميمونة فان المخلفات السائلة لهذه الصناعات تحتوي على الكبريت والنيتروجين والفسفور، بينما تحتوي مخلفات الصناعات الغذائية على مواد تخلق بيئة ملائمة للميكروبات التي تستهلك الاكسجين الذائب في الماء، ومن ثم تحد من نمو الاسماك، وبذلك تصبح المياه غير صالحة لنمو الاحياء المائية.

(الأحداث) قامت بأخذ عينة من هذه المخلفات الملونة لفحصها بواسطة المعمل القومي ومعامل جامعة الخرطوم، وبغض النظر عن نتيجة التحليل، وان صح ان هذه المادة هي طحالب، فان ظهور نوع جديد منها يستوجب التحرك والمعالجة وعمل مصدات تمنع وصولها الي محطات المياه. تابع







Post: #2
Title: Re: بقع طافية على النيل تزيد من حالة التلوث
Author: فيصل محمد خليل
Date: 02-07-2009, 07:40 PM
Parent: #1