شداد والترابي وأبو خليل

شداد والترابي وأبو خليل
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
Saturday, 07 February 2009
لدي إعجاب من (نوع خاص) بالترابي وبكمال شداد، وبأبي خليل.. رغم أن هؤلاء الثلاثة على علاقة (متفاوتة).. علاقة ما بالمؤتمر الوطني!.. ما أن ينطلق الدكتور الترابي في الكلام والضرب تحت الحزام.. إلا وأجد نفسي حريصاً على سماع العبارات التي تبدو عندي أقرب إلى القول المأثور، الذي لولا الخشية من الله،

ومن غضب المناضلين والإنقاذيين.. لتجرأت وعلقته على جدار كوبري المنشية!.. ويا لها من عبارات رشيقة وساخرة وشامتة.. على أن محتوياتها لا تخرج أبداً من أطر التأصيل التي شيدها (الحبيب الأول) لأحبابه في سالف العصر والأوان.. والرغبة في الاستماع لما يقوله الترابي هو عندي من نوع الفرح البعذب سيدو، والريد البضيع زولو!.. أما الرجل البديع كمال شداد فأنا معجب به لكونه السوداني الوحيد الذي استطاع أن يخفي صلعته رغم اتساع مساحاتها في الميدان.. كلما ازداد الزحف الثوري على رأسه كلما وجد شداد طرائق لإخفاء آثار العدوان.. ولأن شداد هو أفضل من يحدثك عن الرياضة السودانية وعلاقتها بأزمات البلاد الراهنة والمستنسخة، فإنني أتابع تصريحاته وعباراته بشغف.. وهو الرجل مثل الجبل.. (تدق فيهو، وترجع).. وهو قادر دائماً على صد الهجمات المرتدة وصنع أهداف منها.. لكن الرجل باقترابه من المقامات التأصيلية السياسية يجعل حرارة الإعجاب به تتماهى إلى خارج الملعب.. وتبدو مثل الهدف الذي يحرزه المهاجم عن طريق التسلل.. والأمر الثاني في شداد أنه يتناول قضايا الرياضة من موقع أنه رئيس شرعي لحكومة رياضية حقيقية هو رئيسها المنتخب.. وله الحق في هذا لأنه الشخص الوحيد داخل التأصيل الذي يصر على شفافية العملية الانتخابية, لم يأت إلى قيادة الاتحاد بـ(ليل)، أو بانقلاب.. ورغم حرصه على عدم المشاركة في الانقلابات فقد وجد الرجل مقعده في داخل الوعاء التأصيلي القائم.. وقد رضي التأصيليون بشداد إلى جوارهم من باب تجميل الوجه، ورضي شداد بدخول وعاء التأصيل من باب (كف العين).. لأن العين غالباً ما تصيب الذين يفعلون الصواب دائماً، ويحرزون الأهداف دائماً.. فهو لا يحتاج الوعاء، لكن أهل الوعاء يحتاجونه كثيراً جداً..أما السيد أبو خليل.. صاحب السيارات ذات الدفع الرباعي فهو يمثل آخر العنقود الذي يؤمن بالثورة على الطريقة التقليدية.. على طريقة ماو تسي تونغ.. الود الخاص الذي أكنه لأبي خليل، وهو شخصية تأصيلية صارخة (حتى الآن) يأتي من تلقاء أنه الوحيد الذي برهن عن طريق الفعل على أنه فارق حزبه القديم (فراق الطريفي لجمله)، لكنه مع الأسف يستعير نفس أسلوب حزبه القديم (في إدارة المعركة مع حزبه القديم).. جزاءً من جنس العمل!.. ويحمد لأبي خليل أنه لم يبصق على تاريخه، وصحح شروط توبته من الاشتراك في المبتدأ بصنع (الخبر)! حتى أصبح في هذه المرحلة من التاريخ في عين الإنقاذ مثل (أبو فانوس).. الذي تشاهد نيرانه في الفيافي ولا تلحق به ولا تحدد موقعه ولا إحداثياته.. مرة تسمع خبره في مهاجرية، ومرة في أم جرس، ومرة في شعيرية.. ومرة في (الضواحي وطرف المداين)!.. والإعجاب بشخوص لهم علاقة بالوعاء أمر يحتاج إلى (محاسبة النفس) وإلى تقديم نقد ذاتي!.. ولهذا تجدني في لحظات الصفاء أراجع نفسي.. لماذا هذا؟.. هذا لأنني مثل الغالبية العظمى من هذا الشعب.. ففي أيام الفواصل، حين تهب رياح الخماسين نلوذ بأي ظل، ونلتحف ما تيسر من (عويش) بقايا الحصاد المر!..وبمزيد من التمحيص وبالاستغراق في عملية النقد الذاتي في حالة الإعجاب بشخوص من ذوي العلائق بالوعاء الجامع.. وجدت قاسماً مشتركاً بين هؤلاء الثلاثة.. وجدتهم أكثر من يعينني على فهم بيت المتنبي الشهير:( بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها .. وقوف شحيح ضاع في الترب خاتَمُه)!..

UP

اولا دعنى احييك على قلمك الذرب
ولغتك العالية الرصينة
وعلى مفرداتك التى تنم عن خبرة راكمها العمل الصحفى
دعنى اهنئك بنوع كتابة "حامضة"
لانها حقيقية
والحقيقة حامضة وليست "مرة"هكذا ازعم فالمرارة لاذعة لكن الحموضة قاتلة
يا لهذا القلم الذى يشع معرفة وعلما
معرفة بكوامن السياسة السودانية
"الغلبت الطب والطبيب"
والعلم بمن يجرى هذه السياسة مجرى اليومى
من ابو خليل الى شداد الى الترابى دون ترتيب
يدهشنى دائما تطابق كلماتك وما يدور فى الساحة السياسية
فازداد احتراما لكل ما تكتب
رغم سخرية اللغة العالية لكنها تبوح لك
تنير لك ما خفى فى كواليس هذه "المجنونة "
ليس كرة القدم بطبيعة الحال وانما السياسة فى السودان ومجرياتها
شكرا لك يا ابن ابى على هذا العبق اللغوى الرصين
واقل ما يوصف به انه عبق

سلمي الشيخ سلامة

منورة جداً ...

حشد من الذكريات التي حكاها لي الكثير من الذين عاصروك بالسودان في الزمن الجميل

لا أزال أردد ياسلمي مثلما قلت في رحيل مصطفي "أنكم دفعه مرت كالطيف علي الكلية، وذهبت لتصنع حياتها علي طريقتها الخاصة بعيداً عن الغلواء الشديدة هنا..

يالله علي زمانكم ذاك.. كم تمنيت العيش فيه لكنني كنت طفلاً صغيراً يومها..

مرورك هنا جعلني أشتم رائحة ذلك الزمن، وأتحسر علي تلك القلوب التي أحبت هذه البلاد بحق

فلكي حبي الأكيد، وقلبي مشرعاً يتعلم منكم" معني الحياة" تلك الحياة "الصافية" والنقية، قبل أن تهجم عليها العصابة بليل، وتعمل فيها هدماً إلى هذه الساعة التي أكتب فيها إليك

فكوني كما تتمنين لهذا البلد

أما صاحبك عبد الله الشيخ دا، ناس الأمن ظاتم ماشغالين بخزعبلاتو دي، تقومي تعملي ليهو حفلة عديييييييييل كده؟

محمد غلامابي ..

محمد غلامابى
ايها العزيز
دفعتنى الى فضاء غير الذى كتب عنه اخى وصديقى عبدالله الشيخ
ليس القصد ان احور مادة كتبها زميلى
لكنى رميت الى القول اننا كنا روح واحدة
هالله
كان دار الصحفيين ملتقى للمعرفة
نلتقى ونتشارك الهم الصحفى
ونجرى باتجاه مواقع الخبر
صحيح اننى لم اكن مخبرة صحفية
لكنى تعلمت صياغة الخبر من عبد الواحد كمبال
ونجيب نورالدين وفتح الرحمن النحاس وهاشم كرار واحمد الطيب عبد المكرم
تعلمت كتابة المقال من سامى سالم عليه الرحمة ومن فيصل محمد صالح رغم اننا ما تعاصرنا
لكننا تعارفنا بعد ذلك فى الخرطوم "القاهرة "
تعلمت الحدس وكيف يمكن ان يكون من عثمان كباشى وابراهيم على ابراهيم وكاتب هذا المقال
اجتمع كل هؤلاء وغيرهم من اساطين الصحافة
معا كنا "نقوم ونقعد على كيف العمل "
ليس لنا "كيف" الا فى العمل
ننجزه ونفرح حين يجئ شخص بقامة مرتضى الغالى ويبيح لنفسه ان يثنى على عمل اديته
او ان يجيئك سامى سالم بلغته الرفيعة تلك ويؤكد لك ان المقال يكتب كما يلى
ولاتجادل فهو سيد العارفين
وتعلمنا القراءة وسط اللمة ورائدها عبد المنعم شتلى
وسرعة البدبهة من محمد محمد خير
ويا صديقى انه عالم كان فاتننا وما زلنا اسرى له
رغم مرور الاعوام لكنا ما نزال حاضرون فى ارواح احدنا الاخر
رغم المسافات لكننا روح واحدة وجسد متفرق السحنات والمشارب

هذا صحيح ياسلمى .. فانا حين اكتب ..استحضر فى ذهنى طرائق مرتضى الغالى فى التعبير ، وسخرية شتلى فى التعليق ، و( ......) هاشم كرار ، وشاعرية سامى سالم ، و ضجر ابرهيم على ابراهيم ، وجمهورية نجيب، وادب كباشى الرفيع ، وتصاوير سلمى الشيخ وروائياتها ، وقهقهة عثمان عابدين ، .. وانسج من كل ذلك طاقية .. والغريب ان الطاقية تنزل (حبس كبس ) فى الانقاذ .. التى وزعت احبتى فى البلدان ..
غلامابى رجل جاء من هذا الماضى ، رغم يفاعة سنه ، وهو فى كل حين يحن الى عصر نقابة الصحفيين القديمة التى لم ولن يرى .. شجرتها ، .. اما نحن .. فقد قال فينا اسماعيل حسن :ـ( ولو حنيت لعهد الشوق .. اجيب من وين عمر تانى )!..
.. ولكنى لا استطيع ان اقول لك شكراً .. فانا تعلمت منك ومنهم .. ماترونه ( عبقاً)

Quote: وهو فى كل حين يحن الى عصر نقابة الصحفيين القديمة التى لم ولن يرى .. شجرتها ، .. اما نحن .. فقد قال فينا اسماعيل حسن :ـ( ولو حنيت لعهد الشوق .. اجيب من وين عمر تانى )!..

يا لتلك الشجرة التى احتملت صخبنا
واحتملت تهانينا وتعازينا
فرحنا وانكسارنا
همسنا وضحكنا
يا لتلك الشجرة ـ شجرة الحرية ـ
كل ورقة فيها تحمل معنى ومغزى
نجيئها فى الصباحات
يكون كمبال اول الحاضرين
ونخرج منها متفرقين الى حيث البحث عن المتاعب
لانحس رهقا ولا يحسنا
نتعمد احيانا النزول الى حافة ظلها
فلا تزيد الا ورافة تظللنا وتمسح حزنا اعتصرنا
يوم ان تم فصلنا جماعيا بدعاوى اننا ـ شيوعيين ـ كلنا بتنا فى يوم واحد
اعضاء فى الحزب الشيوعى
دون بطاقات حتى من الحزب
كان عروة قائما على جريدة ما لا اذكر اسمها الان
وهو من سول لجحا ان اعضاء التحرير فى جريدته هم الشيوعيين
وكنا فى جريدة الجريدة
يراس ادارتها جحا
كانت تلك الجريدة توزع يوميا ما يزيد عن المئة الف نسخة!
وكانت رواتبنا لاتزيد عن المئة
كل ـ البيض فى سلة واحدة ـ
الحديثى العهد بالصحافة والمعتقين منا
يتساوى كمبال بسلمى !!!
وحين طالبنا بزيادة المرتبات خرج علينا مالكها بقوله
ـ شوعيين
وقام بطردنا جماعيا
وقتها كان كمبال فى جوبا وعاد يومئذ
جلس متسائلا
ـ فى شنو ؟ مالكم كلكم بى جاى ؟
وحكينا له ما كان من امرنا
وضع حمله عن ظهره ، وكان حملا كبيرا به اشرطة وحوارات من جوباوقال بصوت مسموع
ـ انا زاتى مانى داخل مكانا طردوكم منه
والتقينا من جديد على التشرد والزعزعة وقطع العيش البلا سبب
تلك ياصديقى شجرة الحرية
وبالحق كانت اما رؤوما واب حان
لم تطردنا من ظلها
لكن طردنا من طردنا وجاء بليل ليحيل الجمال قبحا
والحياة مواتا
والكتابة امرا محرما
سافر من سافر وهاجر من هاجر وعاد من عاد
لكنها لم تعد ماوى لنا

.. جاء كمبال .. وقال :ـ
انا لن اذهب الى المكان الذى طردوكم منه !..

وكنت انا مع شتلى و كمبال نشعل نار قهوة الصباح بعيدان الشجرة الحرية ( التى تيبست) .. ويخرج كمبال ليأتى ايضاً باصلاحات صحن الفول ..
وكباشى غارق حتى أذنيه فى دقشة كتب وجرائد مصرية وكويتية .. ونجيب يردد قول الاستاذ محمود ( لااحد من الكمال بحيث يؤتمن على حريات الآخرين).. وكان هناك صديق آخر اسمه عبد المنعم احمد على .. ذاك الذى كان يوزع فى منتصف النهار على الحضور ماتيسر من ارزاق الفجر .. وكانت هناك مريم محمد عثمان .. بسوارها الذهبى الذى انكسر فى معركة الدفاع عن حقوق الصحفيين ..
وكان هناك زكريا حامد .. بـ ( حاجته الغريبة)!.. لا يكف عن طرح النكات الجديدة ..
وكانت سلمى تتأبط ( الزينى بركات)!..

up

سافر من سافر وهاجر من هاجر وعاد من عاد
لكنها لم تعد ماوى لنا

مرورك هنا جعلني أشتم رائحة ذلك الزمن،

عبدالله الشيخ
سلامات
كيفك يا أبو النسب و كيف الأولاد
مشتاقين
قلمك سنين
الي ان نلتقي

اشكرك يا زين ..
.. واشكر مرورك .. وانت وين ؟ فى البلد أم خارج البلد .. ؟ ام فى الخرطوم .. التى فيها ما فيها من السواهى الدواهى !..

up

شكراً غلامابى ..

up