وداعا اخى الحبيب النور

رحم الله الصديق الرقيق المبدع الكبير النور. سنوات طويلة غبرت منذ ان التقينا فى الدوحةالعام 1983 .كان يومها مشغولا بتوثيق اعمال فنية وثقافيةوعلمية نادرة يسهر عليها الليالى الطوال.ولابد أنه ترك مكتيةثرة لاسرته . انه من المحزن أن تزوى هذه القامات الفارهة خارج ارض الوطن الذى حملوه فى افئدتهم ووجدانهم وجوانحهم منذ ان فتحت عيونهم على الحياة واصبح جزءا من كيانهم الداخلى. انه عقوق الذين تسلوا القياد فى الوطن الكبيربلا مشورة او رضى من اهله .ويزيد الحزن مرتين _ ان تموت هذه القامات خارج الوطن ثم تدفن خارج الوطن .مرقد النور عثمان الانسان السودانى الفارق الطبيعى هو شبر من ارض الغابة والصحراء التى احبها ودرس الالوف من النشء ورباهم على حبها .وليس فى ديار الاغتراب. حدقت فى فى وجوه الاعداد القليلة التى احاطت بموقع الدفن. وحدثت نفسى ان الفضاء لن يكون قادرا على لم المعزين والمشاركين والمودعين لو كان موقع هذا المدفن هو السودان الذى دفنه النور عثمان فى طيات كبده.حدثنى ذات مرة بانبهار ان شبابا من الحى الذى يقوم فيه منزله فى السودان طلبوا من بناته الصغيرات فى مودة وقد كن يحضرن حفلة فرح وهن يرتدين الزى الافرنجى طلبوا منها ان يعدن الى المنزل ويرتدين الزى السودانى المعتاد فى مثل هذه الحالات . وفرح النور لذلك التكافل الاجتماعى والثقافى العفوى الذى يقوم فى بلده . وتمنى ان يدوم ؟
حزنى عليك اخى الكبيرالفاره . وعزائى الممتد من الاسرة الى الوطن الى الاصدقاء . ولا حول ولا قوة الا بالله . وعظم الله اجرنا وعزاءناوعزاء الوطن وعزاء قبيلة الثقافة فى النور. وانا لله وانا اليه راجعون.
على حمد ابراهيم - واشنطن