|
|
 ورشة عمل للعروس الجديدة !..
|
ورشة عمل للعروس الجديدة
عبد الله الشيخ
خط الاستواء
استوقفتني فتوى زواج الإيثار.. ووقفت كثيراً عند زواج المسيار، وزواج المتعة، وقرأت عن رؤى فقهية تعارض موضوع زواج المتعة بالإضافة إلى معايشة أن زوجتي في هذه الحيثية تبدو عندي مثل التجمع،
الذي يعارض كل الأنظمة... والواقع أن هذه الفتاوى لا تلامس اهتماماتي.. فقد تزوجت أنا بعد تلقي دعومات مشكورة وتشجيعات موفورة قالت لي إن الزواج (استقرار).. فوجدت نفسي بعد تنفيذ فكرة الاستقرار هذه مسؤولاً عن مصير بنات يطلبن مني شراء الشراب بألوان متعددة وأدوات زينة، وحلاوة، ويطالبن بفسحة أسبوعية، وكراسات رسم، و... وبعد سنتين ثلاثة أخرج معهن إلى الشارع العام وأبحث عن عريس مناسب..
وبما أننا في نهاية الأمر نتقبل (القسمة) ونرضى بمن يطرق الباب.. أو قد تتشعبط ابنتي في أحدهم على سبيل العشق والغرام وتتزوج من خلال طقطقة الأصابعين في حدائق المشروع الحضاري الكثيرة.. بما أن هذا سيحدث، وبالطريقة التي يفرضها القدر.. فمن المناسب ألا اشغل نفسي بموضوع تزويج بناتي.. وأشغل نفسي بتزويج نفسي وفق الفتاوى التي تحلل الاقتران بزوجة أخرى.. وأفتح بيتين، أو ثلاثة، وأدخل باختياري في وظيفة مستورد لكريمات الشعر وتبييض البشرة، والمساحيق، والصابون، ولعب الأطفال، والزيت، والصلصة، وأخرج من جيبي كل صباح حق الفطور لنصف فصل من أولاد المدارس، وأقوم بدفع حق الترحيل.. الخ..
كل هذا من أجل ماذا؟.. من أجل أنني بعد هذا العمر قد وقعت في الغرام؟.. ملعون أبو الغرام!..
لعلهم حين أصدروا هذه الفتوى كانوا على علم بمن يعملون بها.. فمن يتزوج زواج المسيار لابد أن يكون من أهل السيارات (دبل غبينة).. هذا شرط أساسي يمكن العاشق من السير في طول البلاد وعرضها بين نسائه.. واحدة في حلة كوكو، الثانية في الأملاك والثالثة بالقرب من مكان العمل في الخرطوم عموم.. وأم العيال قد تكون في الحاج يوسف أو أمبدة.. ليسهل على العاشق أن يتعلل ببعد المسافة!..
أما زواج (المتعة) الذي لا تجيزه الفتاوى عندنا، فيستحسن ألا نخوض فيه.. لأن مقدار الصراحة المسموح بها قانونياً واجتماعياً لا يسمح بالاسترسال.. مهما يكن، فإن كل الزيجات بعد أم العيال مستحبة ولكنها مستحيلة.. فنحن و(لله الحمد) نتمتع برقابة ذاتية واقتصادية صارمة.. لذلك لا نخوض في حقيقة الزواج العرفي الذي يقال إنه استشرى في الأوساط الجامعية ولا نطالب أهل الفتوى بفتوى سريعة (في هذا السياق)! لكون هذا زواج يسهل تطبيقه في أوساط الشرائح الفقيرة دون فتح خشم أو فتح باب إيجار.. إذا استطاع أهل الفتوى أن يقدموا لنا إنجازاً أو مساعدة في هذا الاتجاه فلا بأس من إدخالنا في زمرة المستفيدين..
وبمناسبة الفتوى بزواج الإيثار فلا اعتقد أن الأنثى يمكن أن تؤثر أخرى على نفسها.. لذلك اقترح على مجمع الفقه أن يعقد ورشة (إقناعية) لتوسيع مدارك النساء في موضوع الإيثار، الذي يشبه إلى حد كبير مشروع (التمويل الأصغر)!.. إذ ليس من المتوقع من الذي ينتظر الراتب آخر الشهر أن يتعاطى مع فتاوى تتعلق بالتمويل الأصغر..
الواقع أن كل فتاوى الزواج (الحلال) التي يقرها مجمع الفقه موجهة لأناس محددين في هذا البلد.. أما نحن، فنستطيع أن نشارك في (ملتقيات الحوار).. بارك الله في الإنقاذ التي يطيب لها أن نشارك في مداولات تتعلق بمستقبل البلاد!.. نشارك نحن في ورش العمل بالرأي، ويطبق الآخرون التوصيات!..
كل هذا من أجل العشق؟ الذي قد يداهم أحدنا وهو مقبل على الخمسين!..
ملعون أبو الغرام!..
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
ismeil abbas
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست