الضمائر الإنسانية الحرة : اردوغــان.. شــافيز..مورالـيس .. و أحـمدي نجـاد!!

هذا بلاغٌ للناس
ابوبكر يوسف إبراهيم

اردوغـان.. شـافيز.. موراليس.. و أحمـدي نجـاد

[ ما الذي يجمع هؤلاء الزعماء, باختلاف اوطانهم ومشاربهم, على مهاجمة اسرائيل وتوجيه اقسى عبارات النقد لقادتها؛ اضافة الى تبني مواقف تبدأ بطرد واغلاق السفارات الاسرائيلية وتنتهي بالمطالبة بانزال العقوبات الدولية.
اردوغان زعيم حزب اسلامي سني حاكم في تركيا العلمانية, ونجاد رئيس جمهورية اسلامية ايرانية عقيدتها المذهب الجعفري الشيعي. اما شافيز فنزويلا وموراليس بوليفيا فهما يساريان من امريكا الجنوبية بين بلديهما وبين اسرائيل اكثر من عشرة الاف ميل. بالتأكيد الفضل في ذلك يعود الى الأثير او عصر ما بعد الحداثة؛ الذي اتاح لفضائيات تلفزيونية مثل الجزيرة ان تُدخل مشاهد الحرب الاجرامية التي ارتكبتها اسرائيل في قطاع غزة الى داخل بيوت مئات الملايين في هذا العالم. رائحة اللحم المحروق لاطفال غزة المشوي بالفسفور الابيض ملأت الهواء بينما أدلة الجريمة لم تعد في يد شرطي دولي يغمض عينه على الجريمة المتكاملة الأركان ويفتحها على الدول المستضعفة ويبرع في تلفيق الإدعاء ضدها - انما هي ملك البشر بالصوت والصورة.

اصبح متاحاً لكل زعيم او دولة او حزب او جمعية ان تعبّر عن انسانيتها ورفضها الجرائم ضد الانسانية, لهذا خرج الملايين من البشر من طوكيو الى كاراكاس غاضبين في الشوارع ينددون باسرائيل وقادتها؛ وخرج زعماء كهؤلاء الاربعة بغضبهم الى العلن ليساهموا في تشكيل نوع العقاب الذي يستحقه زعماء حرب الابادة في اسرائيل.
يشعر الانسان العربي العادي في الـ 22 دولة عربية ببعض العزاء وهو يتابع غضب زعماء ينتصرون لدم فلسطيني مسفوح كالشلال؛ فيما انصرف المسؤولون العرب الى حرب القمم لاثبات من هو قادر على لي يد الآخر او من هو صاحب الدور الاكبر وكأنه بقيت ادوار لزعامات مهمتها الرئيسية جمع انقاض حروب وغزوات اسرائيل وامريكا على الشعوب العربية!!.
ايضاً؛ يشعر الانسان العربي بان احواله اصبحت تصعب على الجميع؛ وبانه من شدة الذل والهوان والاستباحة لدمه واوطانه ؛ من دون ردع او عقاب من قبل المجتمع الرسمي العربي أو من المجتمع الدولي الخاضع لامريكا والصهيونية اصبحت قضيته بيد نشطاء حماية الطبيعة من السياسيين امثال اردوغان وشافيز وغير السياسيين من امثال الجمعيات الاسبانية والفرنسية لحقوق الانسان الذين باتوا يدركون بان الانسان العربي اصبح مهدداً بالانقراض وان على البشرية ان تتحرك لانقاذه مثل تلك الغوريلا التي قيل أنهانادرة أثناء حرب الإبادة العرقية بين التوتسي والهوتو في رواندا وبوروندي؛ فما جرى للعراق لا يمكن تخيله؛ اما ما جرى في لبنان ويجري في فلسطين فهو من ثقافات عصور قبائل المغول والفايكنغ وحروب المستوطنين الاوروبيين ضد الهنود الحمر في القارتين الامريكيتين.

على ان اهم ما في غضب اردوغان في دافوس من عبر؛ انه صب جام غضبه على من يستحق؛ انه الكذاب بيريز؛ هذا القاتل الذي يزين صدره بجائزة نوبل ويثير السخط كلما نطق؛ لقد ناداه طلبة اكسفورد قبل شهرين بالكذاب اثناء القائه محاضرة في لندن. لكن كلمة كذاب قليلة بحقه انه "غوبلز" نازي آخر يبرر قتل الاطفال وتدمير المدنيين في بيوتهم. وهو يستخدم المنتديات الدولية وعلى رأسها منتدى دافوس ليتسلل الى المسرح كي يروج اكاذيبه ومزاعمه حيث تراه يبكي بدموع التماسيح وهو صاحب مجزرة قاناالأولى ؛ وهو نفسه الجالس على كرسي الرئاسة في اسرائيل فيما اقدم الثلاثي اولمرت - باراك - ليفني على المذبحة المشينة ضد أطفال غزة.

لقد لوث بيريز ارض الأردن حيث اضرحة الصحابة رضي الله عنهم. بمشاركاته في جلسات دافوس التي عقدت خلال الاعوام الماضية في البحر الميت, وهو اتخذ البتراء الاردنية - رمز الاردن التاريخي من خلال مشاركاته بمؤتمرات نوبل السنوية - منبراً لتوجيه اهاناته للامة ؛ بيريز هذا يجب ان لا تطأ اقدامه تراب أي عاصمة عربية إن كان بيننا حاكم عربي رشيد . وعلى رأي المصريين يحتاج المكان الذي تطأه قدما بيريز الثعلب الكذاب الى مسحوق رابسو أي ما يقابل مسحوق تايد لتطهير الارض من صاحب اليدين الملوثتين بدماء الاطفال والنساء والرجال في لبنان وفلسطين؛ وكان قبل ذلك بزمن بعيد مهندس الاعتداء الثلاثي على مصر؛ وليس غريباً عليه ان يتبجح امام اردوغان وعمرو موسى وبان كي مون بأن قتل المدنيين بالفسفور الابيض امراً مشروعاً!! لانه هو من ادخل الى المنطقة القنابل الذرية والنووية. انه عراب مفاعل ديمونة الذي بني قبل 50 عاماً ويقوم بالتحريض ضد إيران حتى يمنع إقامة مفاعل بوشهر الايراني السلمي.]