"عالم جديد" يتشكّل مع .. حذاء "الزيدي" .. وصلابة مواقف "شافيز" .. وانتفاضة "أردوغان"

"عالم جديد" يتشكّل مع .. حذاء "الزيدي" .. وصلابة مواقف "شافيز" .. وانتفاضة "أردوغان"


02-01-2009, 07:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1233514156&rn=0


Post: #1
Title: "عالم جديد" يتشكّل مع .. حذاء "الزيدي" .. وصلابة مواقف "شافيز" .. وانتفاضة "أردوغان"
Author: Frankly
Date: 02-01-2009, 07:49 PM

"عالم جديد" يتشكل مع شافيز وأردوغان والزيدي!

خالد البرديسي

فنزويلا تطرد سفير إسرائيل احتجاجا على محرقة غزة.. أردوغان ينتفض ضد بيريز وينسحب غاضبا من منتدى دافوس الاقتصادي.. الزيدي يلقي "بفردتي" حذائه في وجه بوش..

سلسلة من المواقف الرافضة لمجازر الاحتلال الإسرائيلي وللاحتلال الأمريكي بالمنطقة، وقعت خلال الشهرين الماضيين، وقوبلت باحتفاء شعبي عربي وإسلامي كبير، واعتبرها مفكرون عرب مؤشرات –حتى وإن كان بعضها ذا دلالات رمزية أو معنوية- على كسب قضايا الأمة "زخما إيجابيا" خاصة القضية الفلسطينية التي اكتسبت نوعا من "الانتصار السياسي الملموس"، وكذلك على تشكل "عالم جديد" يرفض الغطرسة والهيمنة والتجبر.

ورأى هؤلاء في هذه المواقف "بوادر لعالم جديد يتشكل.. تجتمع فيه قوى إقليمية صاعدة مثل تركيا وفنزويلا على رفض الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية، وهو ما من شأنه تشجيع الدول العربية على اتخاذ مواقف مماثلة".


* شافيز "العربي" يطرد سفير إسرائيل
* استقبال شعبي حاشد لأردوغان "المنتصر" بإستانبول
* الزيدي.. "بطل العرب" يثأر لصدام!

ففي 29 يناير المنصرم، انتفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في جلسته حين صفق الحضور بمنتدى دافوس الاقتصادي لكلمة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، التي برر فيها العدوان الإسرائيلي قائلا: "عار عليكم أن تصفقوا على عملية أسفرت عن سقوط آلاف الأطفال والنساء على يد الجيش الإسرائيلي في غزة".

ووجه حديثه لبيريز: "عندما يتعلق الأمر بالقتل فأنتم أدرى الناس به"، قبل أن ينسحب من الجلسة اعتراضا على منعه من إكمال مداخلته، فيرتبك بيريز ويصفق الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وعدد من الحضور بحرارة مؤيدين موقف أردوغان.

أما الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز فاستبق قراره بطرد السفير الإسرائيلي من بلاده الشهر الماضي ردا على محرقة غزة التي خلفت 1412 شهيدا و5450 جريحا نصفهم من النساء والأطفال، بقوله: "كم هو جبان الجيش الإسرائيلي، فهو يهاجم أناسا وهم نيام وأبرياء".

وأضاف "ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأمريكي (السابق جورج بوش)، لو كان لهذا العالم ضمير حي، ولذا فإننا قد قررنا أن السفير الإسرائيلي شخص غير مرغوب بوجوده على الأراضي الفنزويلية".

وفي سياق متصل سبق العدوان الإسرائيلي الذي استمر 22 يوما متواصلة على قطاع غزة حدث ثالث بارز ضد رمز احتلالي آخر في المنطقة العربية، إذ ألقى الصحفي العراقي منتظر الزيدي حذاءه في وجه بوش أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في ديسمبر 2008، تعبيرا عن حنقه على إدارة بوش التي قادت احتلال العراق عام 2003، متسببة في زعزعة استقراره، وملقية به في هوة من العنف الطائفي.

"ظاهرة جديدة"

عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي علق على هذه المواقف بقوله "إن الدعم الذي لاحظناه أثناء العدوان على غزة وبعده للقضية الفلسطينية، سواء من تشافيز أو أردوغان، أو الاحتجاجات التي عمت أرجاء العالم، لا يمكن إدراجه في إطار الانتصارات المعنوية بقدر ما هي مؤشرات على أن أطرافا داخل الأمة الإسلامية مثل تركيا، وأطرافا في الفضاء العالمي بدأت تبدي زخما إيجابيا حول قضية فلسطين كانت تحتاجه منذ عقود".

وأضاف بن كيران أن: "أردوغان على سبيل المثال، وهو يقود دولة حليفة للولايات المتحدة، ولها مصالح مع إسرائيل، ويطرق باب أوروبا للانضمام للاتحاد الأوروبي، أجبره الصلف والعدوانية الإسرائيلية والتواطؤ الأمريكي ضد الشعب الفلسطيني على أن يصرخ انتصارا لغزة.. هذا مشهد جديد على الساحة الدولية يجب التوقف أمامه".

وأكد أن "السياسات الإسرائيلية ستدفع العديد من الدول التي تربطها مصالح مع الولايات المتحدة وإسرائيل للتخلي عن صبرها نتيجة تجاهل الحقوق الفلسطينية والعربية عامة، وهذا سيساعد العديد من الدول العربية لأن تبدي ممانعة أكثر للسياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة حتى من داخل ما يسمى بمحور الاعتدال العربي".

وأشار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي إلى "أننا أمام ظاهرة جديدة، وهي تحرك الحكام لنصرة فلسطين، رغم الضغوطات الكبيرة التي يتعرضون لها من قبل الولايات المتحدة وبعض الأطراف الأوروبية، لكنني أقول إنه بعد مواقف أردوغان وتشافيز لم يعد بمقدور الأمة بشعوبها وحكامها أن تصمت عن الجرائم التي كان يتم تمريرها بحق شعوبنا في الماضي".

"عالم جديد"

متفقا مع بن كيران رأى الدكتور إبراهيم بيومي غانم رئيس قسم الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر، أن انسحاب أردوغان من دافوس "نقطة تحول فاصلة في تاريخ العلاقات الدولية".

وأوضح بقوله: "لقد هدم أردوغان الصورة الذهنية لإسرائيل التي لا تُقهر سياسيا بعد أن رفض قبول الإهانة، بل وكال الصاع صاعين".

وتابع: "إن المتأمل لمواقف أردوغان ومن قبله تشافيز من القضية الفلسطينية يرى أن هناك عالما جديدا يتشكل على أساس وجود وجهات نظر متعددة، تسهم فيه قوى إقليمية كبرى صاعدة مثل تركيا وفنزويلا والهند، تجتمع على موقف موحد في رفض الغطرسة الغربية والصهيونية".

وشدد على أن هذه الملامح التي تتشكل "تفرض على كل القوى والأنظمة العربية أن تعيد حساباتها برؤية إستراتيجية مختلفة عما درجت عليه سابقا؛ لأنه بالفعل عصر الانتصارات المتوالية عسكريا وسياسيا لإسرائيل قد ولّى".

رد الجميل لتركيا

في السياق ذاته رأى المفكر القومي العربي خير الدين حسيب رئيس مركز دراسات الوحدة العربية في لبنان أن "هذه المواقف النبيلة أعطت للقضية الفلسطينية حضورا على المستوى الإعلامي العالمي كانت تفتقده منذ سنوات، لقد أعادوا تركيز الأضواء على القضية وعدالتها بعد أن كاد العالم ينساها".

وأكد أن "بلدانا مثل تركيا وفنزويلا تنتصر للشعب الفلسطيني، وتغامر بعلاقات ومصالح مع الولايات المتحدة والغرب، وهذا أمر يدعو الأطراف العربية لأن تكون أكثر شجاعة، خاصة أن دولة مثل تركيا تحديدا ستتعرض جراء موقفها الداعم بلا أدنى خوف ولا مواربة للقضية الفلسطينية، لضغوطات اقتصادية وسياسية كبيرة، وهنا يجيء دور العرب لرد الجميل".

وأوضح حسيب بقوله: "أدعو الدول العربية مجتمعة لأن تزيد من حجم تبادلها التجاري مع تركيا، وأن تفتح أسواقها لمنتجاتها، وأن تقدم التسهيلات لمستثمريها، وأن يستثمر رجال الأعمال العرب في تركيا".



محرر بنطاق الأخبار والتحليلات في شبكة إسلام أون لاين.نت.