اسماء في حياتنا مع الاستاذ الموسيقار الماحي اسماعيل

بث برنامج اسماء في حياتنا التوثيقي في مساء الجمعة 30/1/09 حلقة اولي مع الاستاذ الموسيقار الماحي اسماعيل عن تاريخ الغناء والموسيقي وتطورهما في السودان والحق يقال ان الحلقة كانت مشوقة ومفيدة , وكما يقال اعطيت القوس لباريها , أو الخبز لخبازه , وللحقيقة فأن الاستاذ الماحي هو أب الموسيقي العلمية الحديثة في بلادنا فقبله كانت الالحان تعزف سماعيا والتلحين (بالخشم) , وهو الذي أنشأ معهد السودان للموسيقي والمسرح والذي صار الآن كلية من ضمن كليات جامعة السودان للتكنولوجيا .
وترجع معرفتنا بالموسيقار الكبير عندما كان صديقاً حميماً لآخي الكبير المرحوم أنور زاهر , وعندما كنا في بداية المرحلة الثانوية نلبس القميص الأبيض نص الُكم والشورط الكاكي وانتعال الشبط , وعندما كان أول عهد للأستاذ الماحي بالموسيقي هو العزف علي الصفارة , وشهد الديوان بمنزلنا جلسات استماع للموسيقي ويرجع الفضل للماحي في تعريفنا وتذوقنا واستمتاعنا بالموسيقي الغربية العالمية من السمفونيات والكونسرتات والمعزوفات العالمية , وكذلك معرفتنا بعباقرة الموسيقيين أمثال بيتهوفن وتشايكوفسكي وباخ لأنه كان لدينا فونغراف من النوع الذي يشغل بالأبرة ويملأ بالجنزير وتوضع الأسطوانات عليه .
واسترعي انتباهي معلومة عن الدار التي انتقلت اليها الاذاعة من بوستة امدرمان , وقال معد ومقدم البرنامج عمر الجزلي انها كانت في مبني مدرسة بيت الآمانة , ولكن الصواب انها كانت في منزل المرحوم الضابط منصور والد المحامي الكبير عثمان منصور , وأما مدرسة بين الأمانة فأنها كانت بجوارها , ولقد كنت أمر كل يوم بدار الاذاعة من محل سكني بفريق ريد وانا طالب في طريقي الي ثانوي الاحفاد , وكنا نشاهد حمار المقرئ الشيخ عوض عمر مربوطاً خارج الدار والذي كان نهيقه يتداخل مع الارسال أحياناً عندما كان الارسال حياً علي الهواء , بينما الشيخ يبدأ ارسال الصباح بآي الذكر الكريم .
لقد اعاد لنا الاستاذ الموسيقار الكبير الماحي اسماعيل ذكري ذلك الزمن الجميل وتلك الايام الرائعة.
التحية له وأمد الله في ايامه مع العافية والمزيد من العطاء .