د. دقش والتشكيك فى الخيار المحلى للمناصير

بعموده عابرسبيل بتاريخ 28 يناير الماضى نشر د. دقش مقالا عن المناصير وتطوارات قضيتهم مع إدارة السد وكيف انتهت تلك المشكلة بزيارة الرئيس البشير لمنطقتهم وإعلانه موافقة الجكومة على الخيار المحلى للغالبية الراغبة فيه . ولكنى قرات المقال أكثر من مرة حتى استطعت أن أتبين ما يقصده ويرمى اليه الدكتور فى مقاله . فقد كتبه بأسلوب (مدغمس ) خلط فيه المدح بالسخرية من المناصير ووصف بصورة ساخرة بؤس منطقتهم وشظف معيشتهم بها ، بما يعنى أنها منطقة لا تستحق أن يعيشوا فيها وما كان ينبغى لهم التمسك بالبقاء فيها بعد أن ( من الله عليها بالغرق ).. ولقد استهل الدكتور مقاله بإيراد صلة نسبه التى تربطه بالمناصير عن طريق جدته لأبيه المنصورية من قرية السلمات (المقر الرئيسى لعمودية المناصير ). وليس غريبا أن تكون للرباطاب أصول فى المناصير وأن يكون للمناصير أصول كذلك فى الرباطاب فجميعهم ذرية بعضها من بعض . ولكنه وكما فهمت أراد بذلك أن يدرأ عن نفسه شبهة عدم التعاطف مع قضية المناصير التى تتمحور حول خيارهم المحلى حول البحيرة . وهو فى هذا المقال لم يستطع إن يقلها بوضوح أنه ضد خيارغالبيتهم التى رغبت فى إعادة توطينهم حول البحيرة ولكن قصده هذا كان واضحا وجليا بدليل ما يلى :
1 / إنه لم يبد فى مقاله هذا ولا فى أي مقال له قبله أي تعاطف مع اصحاب الخيار المحلى حول البحيرة ولم يقل إنهم عل حق فى رغبتهم . وأن كان ينبغى على الحكومة أن تستجيب لرغبتهم من البداية وأنه لم يكن هناك مبرر لتصعيد هذه المشكلة كل هذه الفترة الطويلة من الوقت .
2 / ذكرفى مقاله أنه يعلم بأن هناك جهة سياسية ( لم يسمها ) تسعى لإشعال النيران فى منطقة المناصير وقد خاب فألها بعلاج الرئيس البشير للمشكلة فى زيارته للمنطقة . وكان المنطقى أن يقول أولا أن هناك جهة حكومية هي بالتحديد إدارة السد التى خلقت هذه المشكلة ثم يأتى بعد ذلك بذكر الجهة السياسية التى سعت للصيد فى المياة العكرة مستغلة هذة المشكلة لإشعال النيران فى منطقة المناصير لأن هذه الجهة السياسة لم تخلق المشكلة وإنما وجدت المشكلة جائزة وقابلة للإشتعال . فلماذا يتستر د. دقش عن الجهة التى خلقت المشكلة فى الأساس ويتجاوزها الى الجهة السياسية التى سعت لإستغلال خطئها ؟
3 / ضرب د دقش مثالا على عدم صلاحية الخيار المحلى حول البحيرة للمناصير بما أورده من واقعة قال إنها وردت بخاطره بهذه المناسبة وهي أنه وفى عهد مايو نصح أحد الوزراء سكان إحدى المناطق التى عجز العلم عن حل مشكلتهم المرتبطة بالطبيعة بأن عليهم أن يتركوا المكان ويرحلوا الى غيره فاستكثر بعضهم ترك أرض جدودهم المقبورين هناك . فما كان من الوزير إلا أن قال لهم : خلاص أقعدوا واندفنوا معاهم .! .... فدكتور دقش بهذا المثل كأنما يقول صراحة إن حال المناصير الراغبين فى الخيار المحلى حول البحيرة هو شبيه بحال أولئك القوم الذين عجز العلم عن حل مشكلتهم المرتبطة بالطبيعة وأن الرئيس البشير بموافقته على بقائهم بخيارهم المحلى حول البحيرة كأنما يقول لهم بدوره مثلما قال ذلك الوزير لأولئك القوم : ( موتوا موتكم وأقبروا مع جدودكم ) . و تلك الواقعة التى رواها د. دقش مشكوك فيها ومطعون فى صحتها من عدة وجوه . لأنه لم يسم المنطقة و لا الوزير ولم يسرد أي تفاصيل عن المشكلة . ولم يشرح لنا كيف ولماذا وأي طبيعة هذه التى تجعل منطقة من المناطق غير صالحة للسكنى ويعجز العلم عن علاجها ويكون الحل الوحيد هو وجوب الرحيل منها ؟ ولماذا لا يقول لنا من هم أولئك السكان وكيف حالهم الآن ؟ ولماذا يبقوا مجهولين رغم مشكلتهم القائمة مع الطبيعية ولا يزال هو يحتفظ بهذا السر لنفسه منذ العهد المايوى وحتى اليوم ولا يريد لنا معرفته كأنه سر من الأسرار ؟ . ولا أدرى لماذا لا يكون د. دقش واضحا ويقل كل ما لديه من تحفظات على الخيار المحلى للمناصير وهو بذلك يتفق تماما مع إدارة السد التى خلقت المشكلة . وليفيدنا نيابة عنها إذا كان يعتقد أن منطقة المناصير بائسة وفقيرة قبل الغرق فهل هي كذلك بعد الغرق ؟ وهل ستترك إدارة السد هذه المنطقة شاغرة من السكان والعمران إذا رحل عنها جميع المناصير أم أن لإدارة السد فيها مآرب أخرى لم تعد خافية على أحد ولا تريد للمناصير أن ينعموا بها ؟
و أخيرا نقول للدكتور المناصير ما محتاجين يعرفوهم بلدهم – ولا شئ يعدل الوطن -- ومشكلتم اتحلت على كل حال . وعقبال المتأثرين بسد الشريك والمساكن فى نمرة عشرة والمكابراب الرفضوها المناصير من اصحاب الخيار المحلى فاضية وشايلاهم كلهم ومبروكة عليهم .

لمصلحة من يا ترى يستعدى د. دقش المناصير ؟

دكتور دقش يلزمه توضيح أو اعتذار