كـــــراع جادين

الثرثرة ، وحب الإستطلاع ، والتسنط ، والتطفل على أخبار الناس ومعلوماتهم وخصوصياتهم ، ربما تكون إحدى السير القديمة التي عرفتها البشرية منذ البدايات الأولى . لكن عالم اليوم بتقنياته الاتصالاتية جعل هذه المهمة سهلة للغاية . فلم يعد هناك سر ، وليس ثمة ما يمكن إخفاؤه عن آذان الناس وأعينهم .
وقد قيل فيما قيل قديما : ( بلداً ما بلدك أمشي فيهو عريان ) .. أي أن البعيد عن أهله ودياره يمكنه فعل ما لا يستطيع فعله في بلاده نظرا لأن سيرته في البعيد مهما كانت سيئة فهي لن تصل إلى أهله وعشيرته . لكنا الآن وفي نفس اللحظة ومهما بعدت المسافات نسمع ونرى ونعيش كل لحظة من حياة بعضنا البعض كأننا نتقاسم نفس البيت ..
لكن يمكن القول أنه كلما كان المجتمع يتمتع بفراغ أكبر كلما ازدادت مقدرته على الثرثرة والتسنط وتمديد اوقات السعي لمعرفة أخبار الغير ..

أنت تحكي ، وتظن أن هذا يكفي ، فيأتيك الطلب بالزيادة ، قائلا :
وبعدين !
ربما أنك لا تملك المزيد فتبدأ في التحليل لتسلي مستمعك أو مستمعيك ، وربما تفاجئهم بالمزيد من الأخبار والممعلومات ... وربما تزيد من عندك ما اعتاد الناس عندنا أن يسموه ( توم وشمار ) لتمتعهم وتدهشهم .. وأسقط الناس التوم وجعلوا الشمار اسما للثرثرة وتتبع أخبار الناس وتداولها . والشمار نبات فواّح ، ومن صفاته أنه يطغى على ما عداه من البهارات ، فيخفي نكهاتها ويصبح هو النكهة الأساسية .
وهناك مؤسسات بأكملها تقوم على الشمار ، وتتكسب وتنمو من تداول المعلومات . وحتى القريب كانت أجهزة الاستخبارات صغيرة ومختفية وراء أسماء وألقاب ودور ومباني .. ويكتنفها الكثير من الاندساس والتخفي والنتكر ، وربما أن الذين كانوا يعملون فيها ينكرون هويتهم أو يخفونها وأحيانا يستحون منها ... لكن أجهزة الاستخبارات اليوم تختلف تماما قهي أجهزة علنية وضخمة وتفاخر بعملها وبقوة وسرعة الوصول إلى المعلومة .

والشعب السوداني شعب محب ل( الشمار ) ، يدفعه إلى ذلك أنه شعب يعاني كثير من الفراغ ، ويبحث عن ما يمكن أن يملأ به فراغه .. الناس يتسكعون في الشوارع والأسواق ، ويعملون في الأعمال الهامشية ، ويجلسون في العصريات أمام دورهم يتجاذبون أطراف الحديث ... قيأتيك بالأخبار من لم تزود ..

ود قاسم
أين أنت يا رجل يا جميل

ليت الأيام تعود القهقري.

في انتظار علاقة كراع جادين بي بعدين.....

ودقاسم
صديقي الذي التقيته سريعا وافترقنا
تغيب وتجيب
وين الحي بيك
وسعيد بي عودتك وعقبال قدامى المحاربين

لك التحية استاذنا ود قاسم

وشكرا لهذا البوست الذي نراك من خلاله مرة اخرى


وفي انتظار تكملة كراع جادين


خالص تقديري