الحركات.. كسر العظم .. من المستفيد؟ـــبقلم / محمد لطيف، رئيس تحرير ( الاخبار )

الحركات ..كسر العظم ..من المستفيد ؟
تحليل سياسى
أيما رجل يحتفى بالمشهد المأساوى الذى يجرى فى مناطق حركة تحرير السودان ..فهو لا يعرف مصلحة السودان ..ومصلحة دارفور ..بل وحتى مصلحته ...فالذى يتصور أن الصراع بين خليل ومنى سينتهى بإضعاف احدهما ..ينسى الوجه الآخر للمعادلة ..والتى تقول ببساطة أن إضعاف أحدهما يعنى تقوية الآخر ... هذه المقدمة فقط لنسف مبدأ المكيافيلية الذى ينتهجه البعض فى تقييم (صراع مهاجرية )...ولكن القضية الأساسية التى لا ينبته إليها الكثيرون أن مجرد التباين والتشاحن والتباغض السياسى بين الفصائل فى دارفور كان واحدا من اسباب إطالة أمد الأزمة ..حتى للذين يحاولون تحميل الحكومة وحدها مسئولية إطالة أمد الأزمة يمكن الدفع بنظرية ( أن ضعف الآخرين هو ما استقوت به الحكومة ) ...فما بالك الآن إذا سالت دماء ...ووصلت المواجهة بين بعض الفصائل ( بل الفصيلين الرئيسيين ) مرحلة كسر العظم ...اليس هذا خصما على قدرة هذه الفصائل على تنفيذ شعارها الأساسى ( الدفاع عن حقوق دارفور )؟ .
وحين نقول كسر العظم نعنى ما نقول ..فما الذى يدفع العدل والمساواة للتفكير فى السيطرة على ( مهاجرية ) ؟ صحيح موقعها إستراتيجى ...فهى تتوسط المسافة بين نيالا والضعين أو تكاد ... وهى ليست بعيدةعن النهود ...إذن هى بهذا الموقع تقترب من كثير من المرافق والمنشآت الإقتصادية والخدمية الهامة ...وقد يقول قائل إن العدل والمساواة تسعى لتحسين موقفها التفاوضى فى مواجهة الحكومة ...ولكن الذى غاب عن قادة العدل أن هذا التحسين سيمر على أشلاء عدد مقدر إضافى من ابناء دارفور ..سواء كانو فى حركة تحرير السودان أو من مواطنى منطقة الصراع الجديد ...وبالحساب السياسى ليس هذا من مصلحة حركة العدل والمساواة فى شىء ... !
كل الذين جربوا دور الوسيط فى أزمة دارفور إصطدموا فى مراحل مختلفة بتباين مواقف الفصائل المسلحة هناك ...التباين الذى يبلغ حد التناحر احيانا ...ومرحلة كسر العظم حينا آخر ..كما تشهد مهاجرية الآن ...وظلت قناعة الكثيرين ولا تزال ضرورة توحيد الفصائل أو إنشاء إتفاق حد أدنى بينها على اقل تقدير يمكن من إنطلاق مفاوضات جادة تفضى لحل سلمى متفاوض حوله متفق عليه .

الحركات ..