للاسف مر يوم امس ولم استطع ان احييه والمنبر ( مهكر) وهوالسادس والعشرون من يناير ويصادف الذكرى 124 لاول استقلال حقيقي للسودان من الاحتلال الاجنبي في عام 1885 عندما استعادت جيوش الثورة المهدية بقيادة البطل القومى محمد احمد المهدى السودان من الاحتلال الاجنبي وتم باستعادة الخرطوم عاصمة البلاد وفي ذلك اليوم قطع راس رمز الاحتلال الجنرال غردون على يد الامير محمد ودنوباوي وهواحد امراء المهدية والمسمى عليه حي ودنوباوي الشهير بامدرمان ومنذ ذلكم اليوم ظلت امدرمان ( البقعة) هي عاصمة الدولة الوطنية حيث اقام فيها المهدى ورفاقه من كل قبائل السودان مؤسسا لاول وحدة قومية سودانية والتي صارت اليوم مضعضعة في حاضرنا بسبب هذه العصبة المجرمة التي ارجعتنا ثانية لعهود التخلف لتسود علينا من هذه الخلفية البائسة! ومن اعظم دروس الثورة المهدية العظيمة كثورة تحررية والتي اوفاها الاجانب الاغراب حقها اكثر من اهلها وهم معجبون بشخصية البطل القومي محمد احمدالمهدى وهو مجرد انسان شعبي عادى يخدم في مهنة النجارة ولم يتلق العلم في اكسفورد ولا في السوربورن ولا تخرج من كليةسانت هيرست الملكية للعلوم العسكرية والذي استطاع ان يحرر كل بلاده في ظل كل المستحيلات من استعمار مدجج بكل الامكانيات الاقتصادية والبشرية وبالجيوش الحديثة المنظمة وبالقادة العسكريين المدربين على احدث خطط القتال وقد واجههم ذاك البطل بجيوش من الناس الفقراء من قبائل مشتتةومن طوائف شتى في بلاد ممتدة مترامية الاطراف وباسلحة بدائية وفي زمن قياسي انتصر على الاحتلال من غير هزيمة واحدة و بخطاب وطني بسيط استطاع ان يوحد به محمد احمد( الدنقلاوي) جل اهل السودان بمختلف قبائلهم شرقا وغربا وشمالا ووسطا وجنوبا في زمن قياسي غير مسبوق في ظل كل المعسرات والمستحيلات وهنا عظمة الثورة والثوار الذين استعادوا الوطن في اقل من خمسة اعوام ويظل درسا عظيماللدارسين بينما نحن احفادهم في الحاضر والذين يبدو اننا لم نستفد شيئا من دروس التاريخ واليوم قد مرت عشرون عاما ونحن في ظل قهر وفساد واذلال ومهانات واستباحات من طغمة محلية وهي مظالم غير مسبوقة في تاريخ شعوب السودان على مر تاريخها القديم والحديث ونحن بكافة احزابنا وتنظيماتنا واسلحتنا وعلمنا وعلمائنا واعلامناوخبراتنا ومؤهلاتنا و(دولاراتنا) وفنادقناوادوات اتصالنا برغم كل هذه المسهلات لم نستطع ان نحرر الوطن ليس من احتلال اجنبي بل من عصبة محلية فقط وهي اقلية من اللصوص والمجرمين والفاسدين من اهلنا وبني جيرتنا وزملاء دراستنا وعملناوهم الذين انزلوا فينا كل هذه الموبقات ولا زالوا حاكمين وما سادوا علينا بانجازاتهم ولا علمهم ولا حق يدعمهم حيث كل الحق معنا وكل الادانات الدامغات تدينهم وتدحضهم ولكنهم سادوا علينا من ( طروادة) استهتارنا وتقاعسنا وانانياتنا وحقارتنا وانكسارنا ونحن نتعامل مع القضية الوطنية رغم علمنا ووعينابادنى سقف من وعي وطني ومسئوليةواخلاقية وطنية وهو سقف ادنى من سقف وعي ووطنية واخلاقيةاجدادنا الفقراء الحفاة الجياع صناع هذا اليوم العظيم اي الاستقلال العظيم لانهم ببساطة كانوا برغم فقرهم ومعاناتهم اشرف منا واكثر وطنية منا! المجد والخلود للبطل الثائر محمد احمد المهدى ورفاقه صناع استقلال السودان الحقيقي في ذلكم اليوم المهيب وهم من وضع لنا بذرة القومية السودانية في ذلك اليوم العظيم حين انتقل الى ام درمان ( البقعة) وليس الى القصر الجمهورى رمز السلطة والملك كما يفعل الملوك وقد اختارهاعاصمة وطنية له والى اليوم تشهد اسماء احيائها وسحنات اهلها على ذلكم التدامج القومي العظيم الذي صنعه البطل العظيم في ذلك التاريخ المهيب والذي لا زال جل السودانيين غير اوفياء له كانما المهدى كان ملكا او طاغية او حزب امة وهم يقيمونه من خلفيات وعي وطني فطير مرتكز على عواطف طائفية بائسة ومثل البطل المهدى بعظمته وجسارته عند بعض الامم الوفية تشاد له التماثيل وتطبع صورته على عملاتها الوطنية وتسمى الصروح القومية باسمه وباسم رفاقه من كل انحاء السودان لانه محرر الوطن وصانع الاستقلال وابو القومية السودانية ولكن يبدو اننا امة بلا اخلاق ولا خير في امة لا تعرف الوفاء ولا تقيم ولا تثمن نضالات ابطالها وشهدائها العظماء ولذلك فهي امة غير جديرة بالاحترام.
بالطبع في هذا الفيلم الانجليزى ( الخرطوم) كان الانجليز فيه اوفياء لقائدهم الجنرال القديس غوردون والذي ما صدقوا انه سيهزمه (الدراوايش المتخلفون) وهو بطلهم في الصين وارادوا من هذا الفيلم تخليده باعتبار انه مات ميتة الابطال ولكنها ليست الحقيقة فقد مات غردون هاربا عند زورقه المرابط قبالة النيل شمال القصر ولذلك لم يستطع الثوار المهدويون جلبه حيا حسب وصية الامام المهدى وما كانت هنالك طريقة لذلك الا قذفه بالرمح وقتله على زورق هروبه والاتيان براسه الى المهدى لاثبات ان المقتول هو غردون. وهذا الفيلم انجليزى لتخليد قائدهم غردون واحتقارنا وتصويرنا مجرد اوباش جبناء في منظر مقتله وهو يزدري مقاتلينا من فوق السلم يرمقهم بنظرات الاحتقار وقد مات في رايهم ميتة الابطال!
وهل فكر فنانونا ومبدعونا من يعملون في حقل السينما ذات يوم بضمير وطني خالص في انتاج عمل سينمائي يخلد هذه الثورة وابطالها حيث لكل بطل وكل معركة من معاركها موضوع فيلم دسم بالاحداث والبطولات ولكن هيهات ان يتوافر بيننا هذا الضمير الوطني الخالص ليوفي من استشهدوا قبل اكثر من قرن حقهم ونحن حتى هذه اللحظة لم نوف فقط شهداء الديموقراطية من سقطوا قبل اعوام حقهم عندما قبلنا التطبيع والتصالح بل التواطؤ مع قاتليهم وهم المجرمون حكام الخرطوم الحاليون حيث لا زالت ملطخة اياديهم الاثمة بدماء اولئك الشهداء الشرفاء!
ان المظالم والمفاسد التي ارتكبت في حق شعوب السودان على مر تاريخها القديم والحديث سواء كانت عبر الاحتلال الاجنبي او الطغيان المحلي الذي تمثل في دكتاتوريتي ( عبود ونميرى) لو جمعت كلها مع بعضهافي كفة واحدة فانها لن ترجح كفة مظالم ومفاسد وطغيان واجرام هذه العصبة المجرمة الفاسدة والظالمة والمجرمة والتي لا زالت تعيث الوطن بفسادها وشرورها وهي تحكمنا حتى اليوم قرابة العشرين عاما ولم نطح بها بعد! والشيء المحير جدا ان السودانيين في الماضي قد ثاروا وانتفضوا في مواجهة مظالم ومفاسد ادنى مما هو قائم حيث اطاحوا بالاحتلال الاجنبي وازاحوا الطغيان المحلي ولكنهم لم يفلحوا اليوم في ازاحة اوضاع هي الاعلى فسادا وظلما واجراما بشكل غير مسبوق في تاريخ السودان وهو امر يدلل على عطب اصاب الشخصية السودانية الراهنة ولذلك لا بد من تشخيص هذه العلة البنيوية والتي تبدو ناخعة في التفكير والاخلاق في داخل الشخصية السودانية الراهنة وهي الاوهن مقارنة بنظيراتها عبر التاريخ السوداني وهو امر للاسف يؤهلها ان تحوز على لقب اسياد زمن الانحطاط والحضيض السوداني!
Post: #5 Title: Re: اهـلا بالذكرى 124 لتحرير السودان ومقتل غردون! Author: abdalla elshaikh Date: 01-28-2009, 01:11 AM Parent: #4
إنت عارف يا هشام ناس الثورة الـمهدية دول لـم يقرأوا كارل ماركس ولا فرانز فانون ولا كراسات جرامشي بل ولـم يتجولوا في شارع الشازلنزيه في فرنسا ولـم يسكعوا في ميدان الهايد بارك بجوار {آن همند} أو {إيزابيلا سيمور} ديل كان ملاحهم{ ويكاب } وكسرتهم{ دبليبه} وسلاحهم عود {عشر} و { فرار } دق { أم روابه } ولذلك إنتصروا علي { ألإمبراطورية} لا لشيئ فقط لأنهم بدأوا بسكين مطبخهم!!!!
شكرا أخي هشام لإحياء هذه الذكرى، فهذا هو التحرير الأول الذي يجب أن نحتفي به. عاش السودان حراً مستقلاً من الإستعمار الداخلي والخارجي أبوهريرة
Post: #8 Title: Re: اهـلا بالذكرى 124 لتحرير السودان ومقتل غردون! Author: هشام هباني Date: 01-28-2009, 06:01 AM Parent: #6
الصديق العزيز ابو هريرة
سلامات
وستعيش هذه الذكرى العظيمة في قلوب الوطنيين الحقيقيين عندما يستلهمون منها العبر والعظات لمواجهة حاضرهم كدروس مستفادة وهذه قيمة قراءة التاريخ ليس للتسلية فقط بل لاخذ الدروس والقيم والاخلاق. وقد مجد الليبيون بطلهم الشيخ الشهيد عمر المختار في الفيلم الشهير ( اسد الصحراء) وقد انفقوا على ذاك الفيلم عشرات الملايين من الدولارات لتعريف العالم بليبيا وابطالها وبالفعل حقق الفيلم الفائدة المادية حين غطى اضعاف اضعاف تكلفته وفي ذات الوقت حقق الفائدة المعنوية في تعريف العالم بليبياعبر قصة هذا البطل الخالد والذي جلبوا لهذا الفيلم انطوني كوين الممثل الشهير لاداء دور شخصية عمر المختار ومعه ثلة من الممثلين الاوروبيين الكبار من نجوم السينما وقد خلدالليبيون بطلهم الشعبي باقامة كثير من الصروح باسمه وشيدت له التماثيل وطبعت صورته على العملة الرسمية للدولة .. وعمر المختار كقائد ليس باعظم من محمد احمد المهدى محرر السودان ولا اعظم من امراء المهدية حيث لكل بطل من ابطالنا قصة قد تفوق في بطولتها بطولة عمر المختار ولكن من ينصف تاريخنا وابطالنافي هذا الوطن التعيس ونحن امة لا تحسن صنعة الوفاء ويمكن ان ينفق اي تافه فيها ملايين الدولارات من اموالنا المنهوبة على مناسبة خاصة به ويضن بها على بلاده وشعبه!
Post: #7 Title: Re: اهـلا بالذكرى 124 لتحرير السودان ومقتل غردون! Author: هشام هباني Date: 01-28-2009, 05:19 AM Parent: #5
صديقي العزيز (كارلوس) يا حفيد البطل الامير المنا اسماعيل الكردفاني
ما قلت والله الا الصدق فبيننا نحن الخائبين وبين اولئك الابطال الاف السنين الضوئية فقد كانوا اكثر وطنية وصدقا وعطاء لهذا الوطن بينما نحن اليوم نعيش احط فترات الزمن السوداني وهو امر محزن ان نكون حاضرين لهذه الفترة المهينة. دم بخير مع تحياتي للاستاة والعيال.
Post: #9 Title: Re: اهـلا بالذكرى 124 لتحرير السودان ومقتل غردون! Author: هشام هباني Date: 01-28-2009, 08:53 AM Parent: #7
Post: #12 Title: Re: اهـلا بالذكرى 124 لتحرير السودان ومقتل غردون! Author: هشام هباني Date: 02-01-2009, 05:18 AM Parent: #11
العزيز معروف
سلامات
المجد والخلود لابطال السودان
Post: #13 Title: Re: اهـلا بالذكرى 124 لتحرير السودان ومقتل غردون! Author: عبدالرحمن الحلاوي Date: 02-01-2009, 07:59 AM Parent: #12
الناظر هشام هباني سررت أيما سرور بعودة قلمكم ، للأسف الشديد جداً أن الأتراك في مصر عينوا حاكماً إنجليزياً على السودان قبل مجيء الاستعمار الإنجليزي لمصر ، هل نضبت أرحام الترك في تلك السنين حتى يتسعينوا بالإنجليز ، أم تم بيع السودان لبريطانيا !! ، قومية أم درمان ، وعودة الإنجليز ، وعودة عملاء الأتراك وإنخراطهم مع الإنجليز ، أفقد الوطن قوميته وأصبح الوطن محكوم بشفرة العمالة والارتزاق بدءً بوأد الديموقراطية والتآمر عليها وإبقاء النظام العسكري لأن في النظام العسكري تحكمنا قبائل العسكر من خلال رموزها ولا رقابة ولا مشافهة ، وليذهب النضال إلى الجحيم ..ولذلك لن يخلد المهدي ، ولن يخلد أبطال المهدية ، ولن يخلد المخلصين من بني وطني ..واللعبة خبيثة ومن أراد حكم السودان فعليه بالمؤسسة العسكرية ، ولن يدعم الغرب الديموقراطية في السودان ، لأن الغرب براغماتي وما يحققه من مكاسب في ظل العسكر لن يتحقق له في عهد الديموقراطية والشفافية ، فلذلك كان التعيتم قدر السودان إلى الأبد ، ما لم يحدث تغيير ديموغرافي كبيير في مكون السودان !! تحياتي
Post: #14 Title: Re: اهـلا بالذكرى 124 لتحرير السودان ومقتل غردون! Author: عبدالأله زمراوي Date: 02-01-2009, 08:15 AM Parent: #13
.... بينما يحتفل من يحكموننا الآن بعيد البصل وعيد الإنقاذ والميل أربعين والدفاع الشعبي وصيف العبور ودمغة الشهيد ولفتة الحور العين والآن حفلات رقيص ومسخرة يرقصها رئيس الجمهورية، هادم اللذات واللاءات قرصان السفينة!
إن الشعوب التي لا تحتفي بأبطالها الحقيقين شعوب ميتة ومغيبة عن تاريخها. أخي هباني ذهبت لقريتي (كرمة) التي كانت قبل ثلاث آلاف عام قبل الميلاد أول مدينة حضرية على وجه الكرة الأرضية، تقزمت حتى صارت قرية يموت سكانها بلدغات العقارب. هي كانت عاصمة بعانخي وتهارقا وجميع مدارسها سميت باسماء القعقاع بن طلفح والجعجاع بن جربوع ويمكن زهير بن أبي سلمة كمان!
ياااخي ما هذا البؤس في بلدي ومن يتحكمون فيها من الكيزان؟ ألا يستحق تهارقا وبعنخي والمهدي وخليل فرح ووردي والجيلي عبدالرحمن ومحي الدين فارس، أبناء المنطقة إسما لإطلاقه على تلكم المدارس سوى هؤلاء الأغراب الذين لم يُسموا حتى في بلدانهم (الجزيرة العربية)؟؟؟
الذي يجري يحتاج لثورة شبيهة بالمهدية ويؤتى برأس الدولة في طبق ليزيد حتى نعيد ذكرى مقتل غردون. الا ترى معي بان غردون كان أكثر رحمة ومودة لشعب السودان من عمر حسن احمد البشير؟؟؟
Post: #15 Title: Re: اهـلا بالذكرى 124 لتحرير السودان ومقتل غردون! Author: هشام هباني Date: 02-05-2009, 03:47 AM Parent: #14
العزيزان الحلاوي وزمراوي
سلامات
لا املك في هذه اللحظات التعيسة من واقعنا المر الا ان انعى نفسي وشعبي شعب اليوم اذا افترضنا لكل مرحلة شعبها وهو في حالة موات بائنة لا تمت بصلة لذاك الماضي العريق بمواقف وبطولات وتضحيات اهله ولا نمثل اي تماه مع ذاك الماضي التليد وهنا الحضيض! والمجد والخلود فقط لشهداء وابطال الوطن عبر التاريخ من احسنوا البذل والعطاء والفداء وهم في قمة الايثار. معزتى واحتراماتي
Post: #16 Title: Re: اهـلا بالذكرى 124 لتحرير السودان ومقتل غردون! Author: هشام هباني Date: 02-26-2009, 06:42 AM Parent: #2