د. عبد الوهاب الأفندي: خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم

د. عبد الوهاب الأفندي: خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم


01-23-2009, 01:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1232713625&rn=2


Post: #1
Title: د. عبد الوهاب الأفندي: خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم
Author: صديق محمد عثمان
Date: 01-23-2009, 01:27 PM
Parent: #0

خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم
د. عبد الوهاب الأفندي

(1) ليس من الصعب التكهن بما قصد إليه الزعيم الإسلامي السوداني الشيخ حسن الترابي حين أطلق تصريحاته الأخيرة التي أيد فيها اتهامات المحكمة الجنائية الدولية ضد حليفه السابق الرئيس عمر حسن البشير وطالبه فيها بتسليم نفسه للمحكمة. فالشيخ كان يقصد توريط الحكومة عبر دفعها إلى ارتكاب انتهاكات جديدة لحقوق الإنسان تهز صورتها أكثر. وقد نجح في ذلك لأن الحكومة سقطت في الفخ الذي نصبه لها كما توقع تماماً،حيث قامت باعتقاله مما سلط الضوء السالب على سجلها الحقوقي، وأعاد الشيخ إلى دائرة الضوء.
(2)
المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الشيخ الترابي يكاد يكون الحزب الوحيد بين الأحزاب ذات الوزن في شمال السودان الذي ظل يصرح بوضوح عن تأييده الكامل للملاحقة الدولية للرئيس السوداني، كما أنه ظل يعبر بوضوح عن هذا الموقف كما فعل أحد أقطابه الدكتور بشير آدم رحمة (الذي اعتقل مع الشيخ الترابي الأسبوع الماضي) في مؤتمر دولي عقد في لندن في كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وعليه فإن الاعتقالات لن تنفع الحكومة في شيء، بل على العكس، تساعد حملة المؤتمر الشعبي التي تهدف على المدى البعيد إلى إسقاط حكومة المؤتمر الوطني.
(3)
معظم الأحزاب السودانية (بما فيها الحركة الشعبية الشريك في الحكم) ظلت تعترض على إجراءات المحكمة الدولية من منطلق عملي بسبب الخوف من انعكاسات هذه الإجراءات على عملية السلام واستقرار البلاد. وهذا هو نفس الموقف الرسمي العربي والافريقي. ولكن المؤتمر الشعبي ظل يرفض هذا المنطق، لأنه لا يرى من جهة أن استقرار السودان يعتمد على وجود الرئيس البشير، ومن جهة أخرى يرى أن عدم الاستقرار ثمن يستحق الدفع للتخلص من حكمه.
(4)
حين تقوم الأجهزة الأمنية باعتقال الشيخ الترابي فإنها تعترف ضمناً بوزنه السياسي وقيمة تصريحاته التي لا تعادلها تصريحات أخرى في هذا الخصوص لأنها تصدر من شخصية إسلامية يصعب أن تطلق في حقها الاتهامات المعهودة من كونها بوقاً للغرب. من جهة أخرى فإن عملية الاعتقال نفسها سترفع من قيمة التصريحات وتزيد من أهميتها بسبب الجدل الذي سيثيره الاعتقال. إضافة إلى ذلك فإن الحكومة تدحض إحدى حججها الأبرز حول قدرة النظام العدلي السوداني على التصدي لأي تجاوزات مزعومة في دارفور أو غيرها.
(5)
التيار المهيمن في المؤتمرالوطني يبدو أنه لم يتعلم شيئاً من تجارب العشرين سنة الماضية التي طبعها النهج العقيم الذي يتوهم إمكانية حسم كل المشاكل عبر استخدام العنف والقوة. وقد أثبت هذا النهج فشله في الجنوب، ومع القوى السياسية المنافسة الأخرى، ثم في دارفور حيث الكارثة الكبرى الحالية. وكما هو الحال في دارفور فإن ما تحقق عبر العنف يكاد يكون معدوماً، بينما الثمن الذي دفع وسيدفع مقابل أوهام إمكانية الحسم العسكري باهظ جداً.
(6)
قبل اندلاع الحرب الحالية في دارفور كانت مطالب أهل الإقليم تتلخص في السماح لهم باختيار الحكام وبقية المسؤولين في الولايات بحرية، وإعطاء دارفور تمثيلاً ملائماً في المركز مع المزيد من الاهتمام بالمشاكل الاقتصادية والتنموية العاجلة والملحة في الإقليم. الآن تم القبول بكل هذه المطالب وزيادة، ولكن المشكلة في تفاقم، والمطالب في تزايد، حيث بلغت حد ملاحقة رئيس الجمهورية قضائياً في الخارج، ولم تنته هناك. والعبرة من كل هذا أن النهج التصادمي العقيم يهزم نفسه بنفسه.
(7)
لنا بالطبع رأينا المنشور والمعروف في قضية المحكمة الجنائية الدولية الذي يخالف رأي الشيخ الترابي وحزبه، ليس من منطلق التعاطف مع النظام أو التبرئة له مما ارتكب من كبائر في دارفور وغيرها، ولا قبولاً لدعاوى الحصانة أو الاستشكالات القانونية حول الصلاحية والاختصاص، وإنما حرصاً على ما بقي من السودان. فالذي سيدفع ثمن المواجهة بين المحكمة والنظام سيكون غالبية الشعب السوداني، تماماً كما كان الحال في العراق. ولا يمكن أن يقبل عاقل أن يطحن الأبرياء في مواجهة دون كيشوتية بين أدعياء مبادئ مجردة هم أول من يتهرب من مقتضاها، وبين نظام لن يهمه أن يهلك نصف الشعب السوداني ليبقى في السلطة.
(8)
دخول المحكمة كطرف ثالث (أو رابع أو خامس) في الصراع الدائر في دارفور سيعقد القضية المعقدة أصلاً ويسحب أوراقاً مهمة من أيدي المتفاوضين وحتى الوسطاء والمتطفلين الدوليين. فكما هو الحال في أي نزاع آخر، يجب أن تكون أساليب محاسبة مرتكبي التجاوزات في الصراع جزءاً من التسوية النهائية، وأن يكون خاتمة للصراع لا استمراراً له بوجه آخر، لأن استعادة السلم يجب أن تكون الأولوية القصوى للجميع.
(9)
ولكن المؤتمر الوطني لا يخدم قضيته إذا كان يرتكب تجاوزات جديدة غير تلك المتهم بها دولياً. وعليه فإن استمرار حبس الشيخ الترابي والتلويح بمحاكمته ليس فقط مضيعة للوقت وخدمة لقضية حزبه، حيث أنه اعتقل في السابق بتهم أكبر ثم أطلق سراحه من غير محاكمة، بل هي أيضاً إدانة ذاتية للنظام بالتهمة موضوع النزاع (أنه لا يتورع عن شيء لحماية سلطانه). فقد أثبت الجناح المهيمن حالياً في الحكم أنه يمتلك قدرة مدهشة على التقدم الصاروخي إلى الخلف، وإعادة النظام إلى نقطة الصفر كلما حقق إنجازاً ذا بال، مثل سلام الجنوب أو بعض التنمية.
(10)
القضية إذن ليست في اعتقال الشيخ الترابي، وهو حدث عارض لن يقدم ولن يؤخر في شيء، ولكن في هذه العقلية التي تمثل ومن يجسدها التهديد الأكبر لاستقرار البلاد ومستقبل النظام نفسه. وأنا أكرر هنا وربما للمرة العاشرة أن على الرئيس لو أراد أن ينقذ نفسه والبلاد مما هو أكبر من المحكمة الدولية أن يرسل هذا الفريق إلى تقاعد إجباري مريح هو خير لهم وله وللبلاد. وعليه أيضاً أن يطلق سراح الشيخ الترابي وبقية المعتقلين السياسيين من غير تأخير. خيار 'الدول الثلاث'... سيناريو بائس ومخاوف مضخّمة

Post: #2
Title: Re: د. عبد الوهاب الأفندي: خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم
Author: صديق محمد عثمان
Date: 01-23-2009, 01:28 PM
Parent: #1

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\22qpt91.htm&storytitle=ffخيار التقدم إلى الوراء في الخرطومfff&storytitleb=د. عبد الوهاب الأفندي&storytitlec=

Post: #3
Title: Re: د. عبد الوهاب الأفندي: خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم
Author: صديق محمد عثمان
Date: 01-23-2009, 04:03 PM

ربما لا اتفق مع بعض ما جاء في مقال د. الافندي ولكنه يصيب كبد الحقيقة في غالبه خاصة بشأن المجموعة المستحكمة في المؤتمر الوطني.
تحفظات الدكتور الافندي وبعض القوى السياسية لا تقدم بديلا لحل معاناة أهل دارفور فليس مقبول ألقول بأن قرار القبض إلى الرئيس سؤدي إلى المواجهة "وزعزعة الإستقرار" لأن مثل هذا القول يجعلنا نتماهى مع مشروع مثلث عبدالرحيم حمدي الشهير ويبعث لدى مواطن دارفور الإحساس أننا نعني استقرارنا نحن حين نتحدث عن استقرار الوطن، فهذا المواطن فقد الامن والإستقرار منذ أكثر من خمسة سنوات.

Post: #4
Title: Re: د. عبد الوهاب الأفندي: خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم
Author: صديق محمد عثمان
Date: 01-23-2009, 04:10 PM
Parent: #3

إذا كان المقصود باثارة التحفظات على المحكمة الدولية ارجاع المبادرة الى الملعب الوكني فينبغي على القوى السياسية والقيادات الوطنية المستقلة أن يكون ايقاعها أسرع مما هو عليه الحال الآن ، وفوق ذلك عليها رفع سقف التوقعات، لأن القضية تم تدويلها بالفعل ولا سبب موضوعي يدعو مواطني دارفور إلى العدول عن اللجوء إلى المؤسسات الدولية إلا بروز مبادرة وطنية جامعة وعاجلة وشاملة ومفتوحة السقف لجهة مطالب الإقليم.

Post: #5
Title: Re: د. عبد الوهاب الأفندي: خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-23-2009, 05:00 PM
Parent: #4

الأخ الكريم صديق،

التحيات الطيبات، الزاكيات،
تجدني من قرائك المهتمين للغاية بما تكتب، هنا وفي منابر أخرى، لأنك تكتب من مقام الصادقين. اتفق معك فاحبك، واختلف معك فاحترمك، وتظل انساناً بيلاً عندي على الرغم من خدمتك لنفس المشروع الذي سامني وسام أهلي في السوداني سوء العذاب!! ولم يتح لي الوقت، ولا الطاقة، التحاور معك بعد. فاقبل مني هذا الاستهلال لعلاقتنا التحاورية على علاته.

وأنا كذلك من القراء المواظبين على قراءة كتابات الدكتور الأفندي، الذي أتمني أن تتاح لي فرصة التعرف به وبك، شخصياً، لأنكما تبدوان ممن يستطاب الجلوس معهم. وحتى ذلك الحين، فبينا هذه الأدوات الرافعة، من تكنلوجيا العصر. ومن هنا أدعو الدكتور الأفندي للانضمام لهذا المنبر الحر، لعلنا نجري بعض الحوارات، كل حسب طاقته، ولكل حسب حاجته، متى تيسر لنا وقت. فائدة مثل هذا المنبر، هي أنها طوع بنانك، دون حاجز المكان أو الزمان، أو صلف الناشر. وهو أيضاً مكان نختبر فيه إنسانيتا وقدرتنا على الصبر على الراي الآخر. كما هو مكان لتمين الوشائج بقادة الرأي في بلادنا وعلى تجويد فنون النحت الفكري الشاق، في زمان تكسرت فيه أزاميله، وضاعت على الناس فيه، في الآفاق وفي الأرض، مكامنه. ولا شك عندي أن دكتور عبد الوهاب الأفندي سينقل هذا المنبر نقلة نوعية، لجديته البائنة، وصبره على الأذى، وصدقه في الطرح، ولتجرده في خدمة مشروعات الاستنارة، من حيث يدري ولا يدري!

ولكي لا أحيد أن موضوع خيطك، وإلى حين عودة إليك ههنا، حين ميسرة، أرجو أن أراك هنا:

المؤتمر الوطني وتسيس المآسي: عن دارفور وغزة واختلال الموازين!

ذلك لأنني تطرقت إلى بعض ما يهمك ويهمني ويهم السودان قاطبة فيه. وقد وردت في طيه موضوعات ذات صلة وطيدة بما تناقشه أنت هنا، مستمداً من بعض إشراقات الأخ عبد الوهاب.

Post: #6
Title: Re: د. عبد الوهاب الأفندي: خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم
Author: khaleel
Date: 01-23-2009, 05:06 PM
Parent: #5

عبد الوهاب الافندي

هو من مهندسي الانقاذ الاوائل ويبرز الان في دور المعارض والمنظر

الذي يتنقد تجربته لن نسمع منه

كلامو خارم بارم لن يقدم ولن يوخر

Post: #7
Title: Re: د. عبد الوهاب الأفندي: خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم
Author: Adil Ali
Date: 01-23-2009, 05:09 PM
Parent: #4

Quote: القضية إذن ليست في اعتقال الشيخ الترابي، وهو حدث عارض لن يقدم ولن يؤخر في شيء، ولكن في هذه العقلية التي تمثل ومن يجسدها التهديد الأكبر لاستقرار البلاد ومستقبل النظام نفسه. وأنا أكرر هنا وربما للمرة العاشرة أن على الرئيس لو أراد أن ينقذ نفسه والبلاد مما هو أكبر من المحكمة الدولية أن يرسل هذا الفريق إلى تقاعد إجباري مريح هو خير لهم وله وللبلاد. وعليه أيضاً أن يطلق سراح الشيخ الترابي وبقية المعتقلين السياسيين من غير تأخير. خيار 'الدول الثلاث'... سيناريو بائس ومخاوف مضخّمة

لماذا تهاجمون (هذه العقلية) يا عبد الوهاب الأفندي وصديق محمد عثمان؟ أليست هي ذات عقليتكم (الجبهة الإسلامية القومية) الجمعية التي استوليتم بها على السلطة في 30 يونيو 1989 وأستخدمتموها في اعتقال وتعذيب الآلاف والتنكيل بهم وتشريد آلاف آخرين وقطع أرزاقهم والفتك بآلاف غيرهم؟
Quote: أن يرسل هذا الفريق إلى تقاعد إجباري مريح

يا أخوي لم تعد هناك (خيارات مريحة) لا لقيادات وأتباع مؤتمر الترابي (داخل وخارج السودان) ولا قيادات وأتباع مؤتمر البشير/علي عثمان....هناك محاسبة وقصاص في انتظار قيادات وأتباع المؤتمرين....فالجرائم موثقة وسجلها طويل.
خلافكم وانقسامكم في ديسمبر 1999 لا يهمّان الشعب السوداني في شيء...أكتبوا ما شئتم...لن ننسى ولن نصفح...ولا عفا الله عما سلف.

Post: #8
Title: Re: د. عبد الوهاب الأفندي: خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم
Author: الصادق ضرار
Date: 01-23-2009, 05:21 PM
Parent: #4

الاخ صديق
تحية تليق بمقامك
Quote: وإنما حرصاً على ما بقي من السودان. فالذي سيدفع ثمن المواجهة بين المحكمة والنظام سيكون غالبية الشعب السوداني، تماماً كما كان الحال في العراق.

هنا د. الافندي يستشعر الخطر حال صدور مذكرة التوقيف لأن انهيار السودان سيطال برجه العاجي و ان تلك المحرقة و التشريد الذي حدث في دارفور ستلحق به حيث في مأمن الان .. غير ان انهيار السودان و تفتته الى بؤر و براكين و حريق يطال كل شبر بسبب المذكرة لا تساوي عندي احقاق العدل و نصرة مظلوم .. فنحن لسنا احق بالعيش من 200 الف قتيل و 2 مليون مشرد .. نحن من نجونا و من لم يطالهم الدمار ليس اكبر من رب العزة الذي قال : يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي و جعلته محرما بينكم فلا تظالموا .
اما اذا كان الافندي يعمل بفقه عدم الخروج على الحاكم و ان ظلم و طغى , فالمظلومين و المقهورين ربما سيخرجون عن الدين الذي يؤسس لهذا الفهم و الفكر.

Quote: ولا سبب موضوعي يدعو مواطني دارفور إلى العدول عن اللجوء إلى المؤسسات الدولية إلا بروز مبادرة وطنية جامعة وعاجلة وشاملة ومفتوحة السقف لجهة مطالب الإقليم.

هنا اجدك في خط الافندي الذي يرفض تحقيق العدالة للحفاظ على امنه .. ذلك ان العدل قبل السلام و ان تحقيق العدل يؤسس للسلام و لا اعتقد العكس . اذا اجتمعت كل الاحزاب و القوى السودانية و تنازلت عن السودان باكمله لدارفور , لا يمنع ذلك من عقاب المتورطين في جرائم دارفور و على رأسهم البشير .


تعديل حرف و اضافة كلمة

Post: #9
Title: Re: د. عبد الوهاب الأفندي: خيار التقدم إلى الوراء في الخرطوم
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-23-2009, 05:54 PM
Parent: #8

فوق، إلى حين ميسرة!