أحداث غزة.. دروس وعبر

أول الدروس أن غزة قهرت الخوف داخل نفسها.. وأيقنتنا أن الأمة المسلمة ما تزال بخير.. وأنه كما مر بنا هذا الزمان الذي عناه الرسول صلى الله عليه وسلم

(توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتهم ، قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟! قال : بل أنتم يومئذ كثر ولكن غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن . قالوا : وما الوهن يا رسول الله ؟! قال حب الدنيا وكراهية الموت)


فإنه الآن في ظل حركات المقاومة الإسلامية التي انتشرت .. سواء في فلسطين.. أو في لبنان .. أو العراق .. أو أفغانستان.. أو أي مكان وطئته أرض الاحتلال.. فإن قول آخر يصدق عن الحبيب المصطفى:


( ما تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين .. لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله )

نعم قهرت غزة الخوف داخل نفسها

وقهرته داخل أنفسنا

وعلمتنا أن المقاومة للاحتلال لابد أن تستمر..

علمتنا غزة أن الموت بعز أشرف وأنبل من العيش بذل

لا تسقني كأس الحياة بذلة .. بل اسقني بالعز كأس الحنظل

===============

شكراً غزة .. للدروس والعبر

إسرائيل لما دخلت في حربها مع غزة أعلنت من أهدافها وقف صواريخ المقاومة تجاه أراضيها .. ولكنها.. وحتى لحظة إعلانها وقف النار .. وانسحابها من غزة كانت صواريخ المقاومة تصل إلى الأراضي الإسرائيلية


انتصرت غزة ذات ال300 كيلومتر .. والمليون ونصف مواطن .. وهي تتصدى لجيش أوهمونا بأنه لن يتصدى له أحد..



انتصرت غزة لأنها حتى وهي تزف كل يوم حوالي الخمسين شهيداً ترفض أن تستسلم وقادتها يهتفون (إن كان من الموت بد.. فمن العجز أن تموت جباناً)..

انتصرت غزة للعزة الإسلامية.. والتي لا تقيس انتصارها بمعركة أو معركتين.. أو بمقتل جنودها وقادتها..

انتصرت غزة يوم أيقنت أنها على الحق .. سواء بقيت على قيد الحياة.. أو فنيت عن بكرة أبيها

وقد قالها عمار بن ياسر في أيام صفين: والله لو بلغوا بنا سَعَفَات هَجَر – وسعفات هجر قرى يشير إليها في البحرين – لعلمنا أننا على الحق وهم على الباطل .

يقول : لو هزمنا معاوية وجيشه حتى يصلوا بنا البحرين لما أرتبنا أبداً في أنهم على باطل وأننا على حق .

ذكرتنا غزة أن الحق لا يقبل أنصاف الحلول.. وذكرتنا موقف النبي صلى الله عليه وسلم.. وكفار قريش يعرضون عليه (التطبيع الكامل) وأن يجعلوه ملكاً على أن يترك (مقاومة) أصنامهم

فقالها بصدق .. لعمه .. وهو وسيطه يومئذ في (المفاوضات):
(والله يا عمّ لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهره الله أو أَهْلَك دونه)

سبحان الله .. ما أشبه الليلة بالبارحة

غزة المحاصرة لعشرات السنين.. تجبر الإسرائيليين على التراجع .. ووقف إطلاق النار..

غزة المحاصرة جواً وبحراً وعبر الأقمار الصناعية .. تسلح نفسها بنفسها.. وتدافع عن نفسها 22 يوماً

أعادت لنا تلك الأيام

أيام حزب الله .. حزب لبناني وحيد .. يدافع عن نفسه ووجوده ويدافع عن الأمة اللبناينة حتى يجبر بني صهيون على الخروج من جنوب لبنان

بينما لم تستطع هذا الأمر كل الجيوش العربية في حروب كثيرة مع دولة الكيان!!!

لماذا ؟؟

العقيدة .. العقيدة .. العقيدة... العقيدة .. العقيدة .. العقيدة... العقيدة .. العقيدة .. العقيدة...

جيش حزب الله كان يقاتل عن عقيدة (اتفقنا أو اختلفنا حولها إلا أنه كان يقاتل تحت الراية الإسلامية)

وغزة كانت تقاتل بعزة مقاتليها الإسلاميين (اتفقنا أو اختلفنا معهم)

وهؤلاء شعارهم : فإما حياة تسر الصديق .. وإما ممات يغيظ العدا

هؤلاء شعارهم: ما هي إلا إحدى الحسنيين : إما نصر .. وإما شهادة

هؤلاء قوم يتلون كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار .. وتمر بهم أمثال هذه الآية {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }آل عمران146 فيزدادوا إيماناً

تمر بهم مثل هذه الآية : {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111 فيزدادون فرحاً

==============

يا لغزة .. ويا لدروس غزة .. فقد أحيت فينا كثيراً من القيم..

اخي الكريم عز الدين

سلام

نعم انتصرت غزه لنفسها ووقفت صامده في وجه الاسلحه الاسرائليه

وبقت عصية صامده طوال فترة الحرب عليها

وسمعنا صوت شرفاء العالم من كل ارجاء الدنيا

وكلهم قالو لا والف لا لما حدث غي غزه

Quote: ( ما تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين .. لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله )

وقد عملت المقاومه بهذه القناعه,, وايقنو بأن الله ناصرهم

فامدهم الله بقوة وثبات وتسديد رميه وبث رعب في قلوب اعدائهم من عنده

ليت الحكام والامراء والملوك العرب يسيرون علي ذات النهج.

أخوي الكباشي

لعلك تعلم أن أحداث غزة أجبرت قطر على أن توقف التطبيع التجاري مع إسرائيل

وهذا نصر أكيد

كما إنها أجبرت دولا غير إسلامية مثل فنزويلا على طرد السفير الإسرائيلي

وهذا نصر آخر

وثقتي أن المعارك لو استمرت لرجعت إسرائيل إلى عزلتها الأولى

أيام لم تكن أمريكا هي القطب الأوحد في العالم

وإسرائيل أدركت أن خسارتها ستكون وخيمة


لذلك انكسرت وتراجعت بينما لم تحقق الهدف المرجو من حربها على غزة

وهي وقف الصواريخ تجاه أرضها

ومحو حماس من الخارطة الفلسطينية