( في بضع ساعاتٍ سـِراع ) قصيدة رثاء بقلم الدكتور /عز الدين هلالي .

( في بضع ساعاتٍ سـِراع ) قصيدة رثاء بقلم الدكتور /عز الدين هلالي

رفع شاعرنا الهاتف النقال والوطن على الطرف الآخر :
ـ أنا سامي ، رُزقنا مولوداً سميناه على اسم ( يوسف الصدّيق ).. وهو تحت العناية .
هنأ الدكتور عز الدين هلالي ابن أخته ( سامي ) على سلامة زوجته وبالمولود . وانتظر برهة وتفكر قليلاً ثم أعاد المُحادثة قلقاً :
ـ وكيف صحة ( يوسف الصدّيق ) ؟
الرد :
ـ هو بخير .. نقلوه العناية المركزة .
ازداد هو قلقاً :
ـ لماذا ؟؟؟!!
الرد:
ـ خرج من بطن أمه ولم يصرخ . لا نعلم ماذا تم عند الوضع .نقلوه للعناية المركزة و تُغطيه أجهزة و كمامات .. ربنا يلطف .
انقطع الهاتف .بعد عُدة ساعات ، رن الهاتف من السودان مرة أخرى وعلم أن المولى أخذ وديعته ...
نعم خرج ( يوسف الصدّيق ) للدُنيا و لم يصرخ مثل كل الذين يخرجون من أرحام أمهاتهم حين يدخل أكسير الحياة رئاتهم أول مرة ويصرخون بالصوت العالي . وُلد بلا صوت الفرح الأول حين يرى المولود الفضاء واسعاً . الفضاء الرحب ضاق على سعته في وجه الطفل ( يوسف ) . أ يكون فضاء الوطن أقل رحابة من رحمٍ حانٍ احتواه منذ كان حُلماً لوالديه : خلية فخليتين فأربع فثمانٍ ... فتشكل واكتمل ، وهناً على وهنٍ .
حبس الشوق أنفاسه ، وارتدت الفرحة .. فاجعة . اعتصر الشاعر عبرة في حلقه و خرجت قصيدة تختمر في
بطنها حُزنا وألماً لمس آلام الوطن الأم والوطن العربي الكبير وأوجاعه أيضاً :

في بضع ساعاتٍ سـِــراع

إلى روح الطفل ( يوسف سامي السر) الذي ارتحل سريعاً
شعر : د. عزالدين هلالي

يوسف ُ
أيها الصــّــدِّيق ُ
أفتـِــنا
في بضع ساعاتٍ سراعْ
كـــابدتـَها
ثمّ ارتحلتَ بلا وداعْ !!
أتضيقُ ذرعاً بالوسيعة ؟
فدخلتـَها كالمقتحمْ
و خرجتَ في صمتٍ سريعا
أتكونُ أضيقَ من رحمْ !؟
أتكونُ أضيقَ من ذراعْ ؟
بالله من درّاكَ أنَّ الأمرَ صعــــــــبْ ؟
بالله كيف عرفتَ أنَّ الحقَّ ضاعْ ؟
في بضع ساعاتٍ سراعْ !
بالله كيفَ فهمتـَها ؟
بالله من درّاك أنَّ الموتَ حقْ ؟
هذي أمورٌ
قدْ خبرناها على مرِّ السنيــــــــنْ
خمسون عاماً في ضياعْ
خمسون عاماً في الخداعْ
بالله كيف خبرتـَها ؟
و لأنتَ بعدُ صدى جنينْ
في بضع ساعاتٍ سراعْ ! ؟
يا يـــوسفُ
يا أيــُّـــها الصدِّيـــقُ
بالله كيـــفَ اخترتَ من قبل اللقاءات الــــــوداعْ ؟
و اخترتَ يوم وداع جــدّكْ
ذلك الرجل القبيلة
يومَ القراءات المرتــَّــلةِ الجليـــلة
يوماً لمهــــدِكْ
ثمّ لـــحدِكْ
و كذا اختصرتَ سنين عمركَ في سويعاتٍ قليلة
والكلُّ لهفى في انتظاركْ
أمٌّ تكحـِّـلُ عينَها بك في انتظاركْ
و أبٌ يشعُّ السَّعدَ من بشرى مزاركْ
و هو المشاركُ في الحياةِ
و في انتظاركَ أنْ تشاركْ
بالله كيف خبرتـَها و قنـِعْتَ من جدوى مساركْ
من قبل أنْ نزنَ الحروفَ لكي نباركْ ! ؟

د. عزالدين هلالي
14-1-2009


***

Quote: في بضع ساعاتٍ سـِراع ) قصيدة رثاء بقلم الدكتور /عز الدين هلالي

ياسلاااااااااااااااااااااااام
دايما د عز الدين حاجاتو من جوه القلب
الله عليكما
رحم الله يوسف الذي يبدو
انه لايريد ان يري دنيانا البقت خمجانا
وعوض الله اهله

Quote: و خرجتَ في صمتٍ سريعا

دي كنت داير ارسلها ليك في الماسنجر
لكتو معصلج معاي
دحين
(في) دي مش كسرت صمت
وسريع دي تبعها ٠(ودايرالها كسر)
لا بآس فدكتور عز الدين هو استاذ النقد الكبير
واتمني اكون غلطان
فله حبي الاكيد ولك

الموسيقار الفنان :
يوسف الموصلي
تحية طيبة لك
وأنت معنا هنا
يبلغك الدكتور عز الدين محبته وتحيته .
ويقول :

الحبيب الفنان الموصلي ،
التحية والشكر على المُداخلة الثرية ،
ملاحظة :
أما فيما يختص بـ

Quote: و خرجتَ في صمتٍ سريعا

فإن سريعاً هبي ( حال ) الخروج ،
لذا تعين أن تكون كما أوردنا .
تحية لك مُجدداً

انتهى النص المنقول .
تقبل محبتنا جميعاً .



.

الاستاذ الجميل الشقليني
طبعا انا ودكتور عز الدين اخي وحبيبي
حالتنا واحده وهسع لو كنت معه في البيت
كنا الحوار داير للسما
لا ادري لدي احساس جازم بانها صفة تتبع الموصوف
او مضاف ومضاف اليه
ولكن اتنين كبار كان قالو ليك راسك مافي اهبشو
(وجه ضاحك) لانعدامه وهذه الايام بالمنبر
المهم ان القصيدة بديعة ولايضيرها
ان تكون سريع او سريعا صفة او حال
ربنا يعدل حال السودان
المايل داك
===================
بلغه التحايا والاسرة الكريمة
ولك انت ولاسرتك التحايا الكثيفة مني
كل الحب

Quote: يا يـــوسفُ يا أيــُّـــها الصدِّيـــقُ بالله كيـــفَ اخترتَ من قبل اللقاءات الــــــوداعْ ؟ و اخترتَ يوم وداع جــدّكْ ذلك الرجل القبيلة

التحية للشاعر المرهف

قريبي د. عز الدين هلالي

وعبرك اخي الشقليني

أوصل سلامي له

وللإبن سامي

وجده السر

فهم أهلي وأقاربي

وبقية من ليال خوال

عشناها في بحري

في كنف الحنان (بضم الحاء)

من أهل وعشيرة

السلام أمانة يا استاذنا

الاستاذ عبد الله الشقليني
لك مني عاطر السلام
وللدكتور الفنان المرهف عز الدين هلالي كل المحبة
اعلم مشاعر الحزن التي تخيم عليك لو رأيت فقط عصفورا صغيرا فلت من احضان امه فوقع علي الارض وحيدا مرتعشا وخائفا - لي ان اتخيل مدي ما يعتصرك من الم لسماعك خبر وفاة ابن ابن اختك الذي لم تمهله الدنيا بضع لحظات ليستكين في احضان امه وابيه
لعل هذه الكلمات والتي قل ما اقول عنها انها اعادتني الي الزمن الجميل رغم حزنها وبكائيتها معالجة فريدة لمجموعة مشاعر تلاقت مجتمعة لتكشف عن المقدرات المهوله للتعبير التي لا يجاريها احد لدي الدكتور عز الدين هلالي
تعازي لكل الاحبة والاهل بالسودان وفي مدن الشتات
سلامي وشوقي وتعازي للاستاذة الجميلة ماما مني ولآفراد اسرتك مازن ومحمد وعزوزه واحمد حفظهم الله جميعا
ولكم تعازي د وليد ونانسي

فوق من اجل شاعرنا الرقيق

*****

لك الصبر
حبيبي
وصديقي
وابني
سامي
لك كل عزاء يمكن ان يخفف عنك
الأحزان
سامي لك الصبر الجميل
ولك مودة القلب
الصافية صفاء سريرتك
يا اجمل الحلوين
يوسف نبي الجمال
سميته جمالا يوسقس
فماذا لك سوى الأحزان
ولكن الرحمن الرحيم
رحمته تسع الكون وما حوى
الرحمن رحمته تغطيك وزوجك المصون
وتهبكم يوسف الجمال عوضا
وتهبكم البنات الجميلات
لك الصبر ولأمه حسن العزاء
ولكم المستقبل العريض
واجمل يوسف قادم اليكم

التعازي للأخ سر الختم

والد سامي وجد يوسف الصديق

والتعازي للخت سلوى هلالي جدة يوسف الصديق

ولجميع الأهل ببحري

داخل وخارج السودان

والتحية لك أستاذ السني

وقد تكون أطول من ساعه لا بل قد تبلغ القرن ولكنهم يخرجون منها خروج
هذا الطفل ولسان حالهم يلهج به النابلسى فى قصيدة
نسمات هواى لها أرج
تحيا وتعيش بها المهج

إلى أن ينتهى فى

دخلوا فقراء إلى الدنيا
وكما دخلوا منها خرجوا

ربنا يبدلهم بخير منه ويمنحهم الصبر

ولك السلام يا الشقلينى والقصيده عال صوتها وعميق معناها وبهيج شكل عمارتها...................................




منصور

هو ذا عزالدين هلالى
صاحب الكلمات الرقيقة حتى هو حزين
ولعل اكثر ما يميز شعره
بساطة وعمق الكلمة
يعلو جبين الشعر بوهج كلماته
فتحفر فينا عميقا
بعيدا عن حزن تلمسناه فى القصيدة
ندعو ان يحل بيننا هنا فى هذا الوطن الاسفيرى
فاتحا امامنا مغاليق الاحرف
نستظل معه فى وارف قصيده وكتاباته التى نعلم مدى رصانتها
فلك اخى شقلينى ولعزالدين المحبة
ونتمنى ان يخلف الله على اهل الخديج بمن يغسل عنهم اسى الرحيل الفاجع الباكر[
انتى يا راحتى وامانى
انتى لما اجيك تانى
تملى عينى بالامانى وابدا ارسم بيك معانى
رغم ان الاغنية عمرها تجاوز العشرين لكنها موشومة فى الذاكرة
/B]

من اجل الصديق الوفي عز الدين هلال

الأحباء :
الموسيقار الموصلي
إحسان عبد المتعال
محمد السني دفع الله
إبراهيم قناوي
منصور المفتاح
سلمى الشيخ سلامه

يهديكم الشاعر الدكتور عزالدين هلالي معزته وتقديره ،
فقد لامست كتابتكم مشاعره كثيراً .....

***

وكما أشعر بازرعه :

بالمعزة وبالمودة البينا بى أحلى الصلات ....
...............
بالسر الكتمتو وباقي الطيبات ...

تحية ود لكم سيداتي سادتي ،

كالريح في سريانها في الأودية والجبال والسفوح . لم ننس مشاركتكم الرفيعة وإثراءكم هذا الكتاب الشعري المنضد بالعاطفة والمغموس بالحزن . إني أعد أن نقدم الدكتور عزالدين هلالي لكثير من الأجيال التي لم تعرفه حق عرفانه : شاعر مطبوع منذ الثانوية في الستينات ، ومسرحي من الجيل الأول من الخريجين وقد أكمل رسالتي الماجستير والدكتوراه بمصر منذ التسعينات .
أعد أن نقدمه قصراً باذخاً و وشياً على حوائط الفنون ، لنوفي في شخصه كثيراً من مُبدعينا الذي تمكنوا من بناء غُرفاً في بطن وجداننا . بحسهم الرقيق وقوة فعلهم ، وتواضعهم الجم .
شكراً لكم لحين نسترد عافية الكتابة ونأتيكم في المضارب للرد .
محبتنا لكم .

د. هلالي

الباشمهندس / شقليني

احسن الله العزاء وربنا يعوض والديه .


لكما اقول : كلما ابتعدت عنكما اصاب خريفي المحل والجفاف .



عوداً قريباً