مصطفى سيد احمد...اول من طرح قضية التهميش....

مصطفى سيد احمد...اول من طرح قضية التهميش....


01-17-2009, 10:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1232183444&rn=2


Post: #1
Title: مصطفى سيد احمد...اول من طرح قضية التهميش....
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 01-17-2009, 10:10 AM
Parent: #0






النــــشأة:
ولد وترعرع فى بيئة الجزيرة التى انجبت الافذاذ من فنانين وموسيقيين كانوا وما زالوا يلعبون دورا مهما فى اثراء الحياة الفنية والثقافية فى السودان , واقليم الجزيرة يمثل السودان المصغر لان فيه كل عوامل الانصهار المجتمعى و يكاد المرء يجزم بان انسان هذه البقعة هو الوحيد الذى سنحت له فرصة التمازج والتداخل مع كل الوان الطيف الاجتماعى السودانى , فقد وجد الاستاذ مصطفى طريقاً عميقاً تاريخاً واصالةً وعراقةً فتلمسه ونهل منه نفسياً وبيئياً امتداداً من قريته ود سلفاب التى صبغته بلون الريفى البسيط والتلقائى و العزيز النفس والكريم الشهم الى مدنى وبورتسودان حيث المدنية والتعاطى مع مجتمع اكثر تنوعاً واوسع ماعوناً واشمل احتواءً للثقافات و الابعاد المحلية والعالمية , كانت المرحلة الثانوية فى ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضى عبارة عن ملتقى فكرى وادبى وثقافى واجتماعى وسياسى يتوافد اليه طلاب العلم من جميع انحاء السودان فى المدن الكبيرة مثل ود مدنى وبورتسودان وام درمان و الابيض حيث توجد بها المدارس الثانوية القومية وهذه المرحلة تعتبر من المراحل المهمة فى حياة استاذنا حيث صقلته واهلته لمشواره الفنى الذى عكس فيما بعد ملامح المجتمع السودانى بكل تنوعه.

المــــهنة:
لقد سلك استاذنا سلك التعليم واصبح معلماً بالمدارس الوسطى وهذه المهنة تستوجب السلوك القويم والحميد و المهذب فقد كان رمزاً لكل هذه القيم حيث ان كل زملائه الذين عايشوه فى تلك الفترة وصفوه بالهدوء الحكيم واللطف فى التعامل مع الذين من حوله بكل مراحلهم السنية و مستوياتهم الثقافية و التعليمية فلا توجد شريحة واحدة من شرائح مجتمعه الا وذكرته بهذه الصفات, مجتمع العلم يجمعك باناس ذوى خبرة واستنارة يستفاد منهم فى معركة الحياة فقد استفاد هذا الامبراطور من هذه الخبرات فرسم مشروعه الوطنى الممتد عبر سهول وصحارى وغابات السودان العظيم – من معهد المعلمين بامدرمان الى معهد الموسيقى والمسرح الذى اكتمل به بنيانه الفنى وصقلت به موهبته الغنائية وبه اصبحت معالم مدرسته الجديدة فى الظهور فاصبحت رؤيته واضحة للمتابعين وذلك لارتكازها على اعمدة قوية وصلبة من الخبرة والعلم والفكر التى اصبحت موجهاً لحياة مجتمع باكمله من خلال الكلمة القوية والبليغة المصحوبة بجودة اللحن والاداء وصدق الاحساس , لقد وجدت موهبته الارض الخصبة لتنمو فيها وتستمر عبر كل المؤسسات والمجتمعات التى كانت محطات فى مسيرة حياته.

المنـــــهج:
لقد اضاف مرض الاستاذ الى منهجه الفنى عاملاً اخرا من عوامل التاثير على مجتمعه فقد كان مرضه امتحان قوى وصعب استطاع ان يتجاوزه بدرجة عالية من الكفاءة والنجاح و فى احيان كثيرة وعند اناس كثيرون غالباً ما يكون المرض سبباً فى انهيار مشروعاتهم و طموحاتهم الا عند استاذنا الصنديد فقد زاده المرض عزيمة واصرار وتحد فى ان يقدم عمله بجودته وعصارة جهده القيم فى اسرع واوجز وقت وقدكان فى سباق مع الزمن و المرض فاستثمر كل لحظة استرخاء ليواصل فيها انتاجه الثر ولم يعطى اولوية لراحة جسده النحيل المرهل بالداء العضال فاستفاد من اى وقت اتيح له فى تقديم الجديد والمجود من اعماله المدهشة , لم يتردد ابداً فى تلبية دعوات معجبيه واصدقائه وارضاء رغباتهم فى سماع غنائه سواء كان ذلك فى شقته الصغيرة ام فى اى مسرح من المسارح التى يحددونها هم , لقد كرس عمله من اجل وطنه و انسانه البسيط المثقل بالهموم والمعاناة.
من محددات اختياره لاى عمل هو المدلول المعنوى والنص الشعرى دونما التفات الى الاضواء والضوضاء التى يثيرها الاعلام احياناً على حول بعض من يقرضون الشعر , وفى هذا السياق نجده قد لحن اعمالاً لشعراء لم يكونوا فى يوم من الايام من اولئك الذين تضج بهم شاشات التلفاز او الازاعة فكانوا من عامة الناس مما اكسب هذه الاعمال تفاعلات وانفعالات واسعة النطاق مع الغبش والمساكين الذين ظلوا دائماً محوراً لاهتمامه وتركيزه وهو من اوائل المناضلين الذين طرحوا قضية التهميش على طاولة الحياة السياسية والفكرية فى السودان وبكل جرأة .

التـــــضحية:
ان يضحى الانسان بروحه فى سبيل مشروع كبير و طموح يجب على هذا الانسان ان تتشبع روحه بعلو الهمة المواكبة لتطلعاته وان يكون بحجم المشروع الذى اختاره , لقد كان استاذنا على علم وادراك تامين بان ثمن المبادئ التى تبناها سيكون غالياً ومرهقاً لكنه لم يبال فواصل فى فتح كل منفذ من منافذ حياته ليكون مسلكاً ومعبراً للرائع من اعماله حتى وصلت الى ابسط انسان فى ارض الوطن الحبيب , كان قد دمج هم اسرته الصغيرة فى همه الكبير لانه يؤمن ان مبدا التضحية لا يتجزأ فالتضحية من اجل الاسرةالصغيرة رهين بتضحيته من اجل وطنه الكبير فوهب كل ما يختزنه من بريق والق وحب للناس فوجد كل الاحترام والود والتقدير من مجتمعه.
كانت وفاته تظاهرة اجتماعية وسياسية كبيرة سار فى موكبها كل اهل السودان حتى اولئك الذين وقفوا ضد مشروعه ووضعوا العراقيل امام تقدمه مما اضطره لترك الوطن لمواصلة رحلة الاستشفاء والابداع , تجمع محبيه ومريديه من كل جهات السودان المختلفة و من كل قبائله وسحناته وساروا وراء جثمانه الى ان ضمته ارض ودسلفاب رجلاً عظيماً اهتزت له اركان ارض السودان.

Post: #2
Title: Re: مصطفى سيد احمد...اول من طرح قضية التهميش....
Author: فتحي البحيري
Date: 02-19-2009, 01:24 PM
Parent: #1

~