محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23

محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23


01-13-2009, 06:59 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1231826379&rn=6


Post: #1
Title: محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23
Author: هشام الطيب
Date: 01-13-2009, 06:59 AM
Parent: #0

في صباح يوم 25 ديسمبر من العام 1984 أصدر الجمهوريون منشورهم الشهير "هذا أو الطوفان"، في مقاومة قوانين سبتمبر دفاعا عن الأسلام و الشعب السودانى.أعتقل الجمهوريون وهم يوزعون المنشور من قبل أمن نميري الصارم و اعتقل محمود محمد طه و معه أربعة من رفقائه و قدموا للمحاكمة في يوم 7 يناير 1985 و كان محمود محمد طه قد أعلن عدم رفضه التام وعدم تعاونه مع المحكمة فأصدر الحكم بالأعدام ضده و ضد الجمهوريين الأربعة بتهمة أثارة الكراهية ضد الدولة..حولت محكمة أخرى التهمة إلى تهمة ردة .. و أيد نميرى الحكم و نفذ في صباح الجمعة 18 يناير 1985 .
ومات محمود محمد طه شهيدا للفكرة والكلمة الشجاعة في وجه السلطان الجائر

Post: #2
Title: Re: محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23
Author: هشام الطيب
Date: 01-13-2009, 07:12 AM
Parent: #1

Quote: هـــذا .. أو الطوفـــان !!
(واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة .. واعلموا أن الله شديد العقاب)
صــدق الله العظيم
غايتان شريفتان وقفنا ، نحن الجمهوريين ، حياتنا ، حرصا عليهما ، وصونا لهما ، وهما الإسلام والسودان .. فقدمنا الإسلام في المستوى العلمي الذي يظفر بحل مشكلات الحياة المعاصرة ، وسعينا لنرعى ما حفظ الله تعالى على هذا الشعب ، من كرايم الأخلاق ، وأصايل الطباع ، ما يجعله وعاء صالحا يحمل الإسلام إلي كافة البشرية المعاصرة ، التي لا مفازة لها ، ولا عزة ، إلا في هذا الدين العظيم ..

وجاءت قوانين سبتمبر 1983 ، فشوهت الإسلام في نظر الأذكياء من شعبنا ، وفي نظر العالم ، وأساءت إلى سمعة البلاد .. فهذه القوانين مخالفة للشريعة ، ومخالفة للدين ، ومن ذلك أنها أباحت قطع يد السارق من المال العام ، مع أنه في الشريعة ، يعزر ولا يحد لقيام شبهة مشاركته في هذا المال .. بل إن هذه القوانين الجائرة أضافت إلى الحد عقوبة السجن ، وعقوبة الغرامة ، مما يخالف حكمة هذه الشريعة ونصوصها .. هذه القوانين قد أذلت هذا الشعب ، وأهانته ، فلم يجد على يديها سوى السيف ، والسوط ، وهو شعب حقيق بكل صور الإكرام ، والإعزاز .. ثم إن تشاريع الحدود والقصاص لا تقوم إلا على أرضية من التربية الفردية ومن العدالة الاجتماعية ، وهي أرضية غير محققة اليوم ..

إن هذه القوانين قد هددت وحدة البلاد ، وقسمت هذا الشعب في الشمال والجنوب و ذلك بما أثارته من حساسية دينية كانت من العوامل الأساسية التي أدت إلى تفاقم مشكلة الجنوب .. إن من خطل الرأي أن يزعم أحد أن المسيحي لا يضار بتطبيق الشريعة .. ذلك بأن المسلم في هذه الشريعة وصي على غير المسلم ، بموجب آية السيف ، وآية الجزية .. فحقوقهما غير متساوية .. أما المواطن ، اليوم ، فلا يكفي أن تكون له حرية العبادة وحدها ، وإنما من حقه أن يتمتع بسائر حقوق المواطنة ، وعلي قدم المساواة ، مع كافة المواطنين الآخرين .. إن للمواطنين في الجنوب حقا في بلادهم لا تكفله لهم الشريعة ، وإنما يكفله لهم الإسلام في مستوى أصول القرآن ( السنة ) .. لذلك فنحن نطالب بالآتي :-

1- نطالب بإلغاء قوانين سبتمبر 1983 ، لتشويهها الإسلام ، ولإذلالها الشعب ، ولتهديدها الوحدة الوطنية..

2- نطالب بحقن الدماء في الجنوب ، واللجوء إلى الحل السياسي والسلمي ، بدل الحل العسكري. ذلك واجب وطني يتوجب على السلطة ، كما يتوجب على الجنوبيين من حاملي السلاح. فلا بد من الاعتراف الشجاع بأن للجنوب مشكلة ، ثم لا بد من السعي الجاد لحلها ..

3- نطالب بإتاحة كل فرص التوعية ، والتربية ، لهذا الشعب ، حتى ينبعث فيه الإسلام في مستوى السنة (أصول القرآن) فإن الوقت هو وقت السنة ، لا الشريعة (فروع القرآن) .. قال النبي الكريم صلي الله عليه وسلم : (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريبا ، كما بدأ ، فطوبى للغرباء ‍‍ قالوا: من الغرباء يا رسول الله ؟؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها). بهذا المستوى من البعث الإسلامى تتحقق لهذا الشعب عزته ، وكرامته ، ثم إن في هذا البعث يكمن الحل الحضاري لمشكلة الجنوب ، ولمشكلة الشمال ، معا‍ ‍‍… أما الهوس الديني ، والتفكير الديني المتخلف ، فهما لا يورثان هذا الشعب إلا الفتنة الدينية ، والحرب الأهلية .. هذه نصيحتنا خالصة ، مبرأة ، نسديها ، في عيد الميلاد ، وعيد الاستقلال ، ونرجو أن يوطئ لها الله تعالي أكناف القبول ، وأن يجنب البلاد الفتنة ، ويحفظ استقلالها ووحدتها وأمنها .. وعلي الله قصد السبيل.
أم درمان
25 ديسمبر 1984م
2 ربيع الثاني 1405هـ
الأخـــــوان الجمهوريون

ملحوظة: هذا المنشور هو مستند الإتهام الأول والذي بموجبه حكم على الأستاذ محمود والأخوان الجمهوريين الأربعة بالإعدام شنقا حتى الموت

نقلاً عن موقع الفكرة الجمهورية www.fikra.org

Post: #3
Title: Re: محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 01-13-2009, 07:28 AM
Parent: #2


عزيزي هشام الطيب..

صباح حنون...

دوما، حين أقرأ له، أحس بمتعة ذهنية خارقة، تحتشد روحي للتماهي بالخمر والفكر المبثوثة بين السطور، وأحس بتماسك الكون وثراءه، وبموسيقى الفكر تملأ أصقاع الكون، بل الكون موسيقى فكر عميق، ومتناسق، واليف، متى ما تجاوبت دواخلنا المرتبكة معه، ففي فكره، تتداخل السياسة، والاقتصاد، والدين، والفن، والفكر، والشعور معا، كتلة صمدية أفكاره، يرنو بفكرة لخلق وحدة وجود شديدة التماسك، قوية البرهان، بلا وعظ عقيم، بل نور، ساطع، يكشف لك حقائق فكرية، أعتى وأقوى من وقواعد الكيماء، وصرامة الرياضيات..

ناهيك عن حياته الشخصية، البسيطة، الخلاقة، وقلبه الملئ بمحبة تذوب الجبال،.. وحنوه للأعداء، والاشياء، والاصدقاء (دخلي الجردل ده من الشمس)، (ما تعفصي الحشائش، هي زي الاطفال)،...(نحن بنعارض، ما بنعترض)، لرؤيته للفاعل الحقيقي، وتفكيره البناء في (الفاعل المباشر، والفاعل الحقيقي)، لذه تراه يتدرج في التسليك، وفي نقد الأنظمة، حتى الشرسة منها، فهو ليس كمعارض موقت، يحرض بهوس، ويستعجل الكراسي، ولكنه مفكر، يرمى لأنقاد حتى رجال الانظمة الفاسدة، لعلمه بأنه (مساكين)، وهم تجلي (للجلال)، وهو ينشد تجلي (الجمال)، ثم الكمال المطلق..

أذكر، أني قرأت مقال باسم (هل بالإمكان استنباط عالم خال من الشر)، أكثر من سبع مرات، وبمتعة منقطعة النظير، وأحسست ولأول مرة بأن الدين يحترم عقلي، ويحل مشاكلي، كعبدالغني ود كرم الله، ولا يمدح لي رجال ماتوا وشبعوا موت (من صحابة، أو رجال خدموا الدين)، فالإشكالية المعاصرة هي (أنا)، مش قالوا، وعملوا، وفعلوا (بارك الله فيهم)، ولكن الذات البشرية، أي ذات، تبحث الآن عن خلاص..

بل تبحث أن تكون بطلة المسرح (يعني مش ترس في دولاب)، ولفكرة عجب في تمجيد الذات، أي ذات، ووضعها في مكان الغاية، الغاية الشريفة..

للحق على الشعب السوداني، بل الكوكب الاحتفاء بمرور 100 عام على ميلاد روح عظيم، هز اركان الكون بموسيقى الفكر، والتواضع، والشجاعة، والانتصار على الخوف العنصر، الساذج..

كل عام والكوكب خير، وصحة وعافية..

اخوك
كرم الله

Post: #4
Title: Re: محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23
Author: محمد فضل الله المكى
Date: 01-13-2009, 08:44 PM
Parent: #3

ـــــــــــــــــــــ السطور الأخيرة في دفتر الحلاج الثاني ــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــ إلى روح الشهيد محمود محمد طه ــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــ عالم عباس محمد نور ـــــــــــــــــــــــــــــ

الجوهرة

كدأبِكَ ما تنفكُّ أَجْلى وأضوأ....وغيرِكَ في الأوحالِ يخبو ويصدأُ
وشَأوكَ عالٍ لا تُرامُ سماؤهُ....وما أدركوا إلا الذي منهُ تبدأُ

الثمرة

والشجرُ إذا يُسقى من ماءٍ آسِن....ماذا يطرحُ غير الثمر الآسن

الفعل

وفي الدارِ شُجعانُ الأقاويلِ جَمَّةٌ....ولكِنَّ شُجعانُ الفِعالِ قليلُ
فإن قلتَ قولاً لا تموت وراءهُ ....ليحيا،فلا معنى لما ستقولُ

المشهد

حين جاؤا بِكَ للموتِ ابتسمت
ضوءَ الوجه النبيل
أزهرَ الشيبُ حواليهِ بياضاً ناصِعاً
ثم استدار
والشلوخُ الغائراتُ الحُزنِ أغفت
فازدهى فيها الوقار
وبريقٌ في عيونٍ
هي لولا جنَّةُ الإيمانِ
نارْ

المساومة

غداةَ أن رفضتَ زيفهمْ
باعوك قبل أن يبايعوكْ
ويوم أن نبذْتَ بيعة النِفاق
هرولوا يصارِعوا ليصرعوكْ
فهاهُمُ وأنت لم تمُتْ
تُرى ما الحُجَّةُ التي بها
أتوا يُقارِعوكْ

الغرس

إنْ اَرَدْتَ الحقَّ أن يورقَ
فاسْقِهِ دمَكْ
وزِنْهُ بالفِعالِ، لا المقالِ
تَسْتَطيبُ طَعْمَ الموتِ في فَمِكْ

الخلاص

كلمةٌ لا بُد أن تُقال
في بِركةِ الركودِ هذهِ
لا غير هِزَّةٍ عنيفةٍ
تُخلخل الجبالْ
تُحرِّرُ الأثقالْ
في كومةِ الرُكامِ هذهِ
لابدَّ من زلزال

المبارزة

تنهزِمُ الأفكارُ، نعم
لكن بالأفكارِ
يحتكُّ المنطِقُ بالمنطقِ
والحُجَّةُ بالحُجَّةِ
والبرهانُ الساطِعُ بالبرهان
نتجادل حتى
ينْثَلِمُ الرأي الأوهى
في وجهِ الرأىِ الأقوى
نختلفُ كما يختلفُ الناسْ
ولكن يا للخزي ويا للعارْ
إن أفلسنا حتى ضِقنا
ذرعاً بالرأيِ الآخرْ

المشهد الثاني

كان الدرج الصاعد نحو المشنقة المنصوبة في ساحة كوبر يُدركُ أت الخطوات المتزنات
اللائي سرت بهن وئيداً، تفضي نحو الموت الرائع، والمتسق تماماً مع ما كنت تقول.
كان الحبل الملتف على رقبتك الشامخة الرأس، هو الطرف الآخر من ذات الحبل الملتف على
عنق الوطن المقتول.
ليس بعيداً كان قضاتك والجلادون ملامحهم ذابت ووجوههم متفحمة خجلاً وصَغَاراً،وثباتُكَ مثل
الخنجر بين أضالِعِهِم، فكأنك تقتلهم بمخازيهم شنقاً، وتحرر رِبقة هذا الوطن الرائع من
نير الذُّلْ.

أنت الأغلى والأعلى والأنبلْ
كنا نُدركُ أنك تفدي الوطن الأجمل
فلتكن القربانَ إذن حتى يتطهر وجه الأرض
وينخَسِيء البُهتانْ

الطود

ثباتُكَ طودٌ والعُروشُ هباءُ
وإن هي إلا خِسَّةٌ وغباءُ
وصوتُكَ بعثٌ في الملايينِ كلها
وإن خنقتها الفتنةُ النكباءُ
وقد دِيسَ وجهُ الشعبِ في كل محفلٍ
ألم يَبْقَ في الشعبِ الأبيِّ إباءُ؟


عالم عباس ـ فبراير1985

Post: #5
Title: Re: محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23
Author: هشام الطيب
Date: 01-13-2009, 10:12 PM
Parent: #3

قد قال الاستاذ محمود يوماً:
(عندما يحل البلاء بالامه ، يقدم الله الفداء من خيرة علمائها..حسما ودلاله)
فكان هو ذاك الفداء
فالمجد لمحمود في الاعالي ..
طوبى له ..

Post: #6
Title: Re: محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-14-2009, 01:36 AM
Parent: #5

Quote: ومات محمود محمد طه شهيدا للفكرة والكلمة الشجاعة في وجه السلطان الجائر


نعم، يا عزيزي هشام. وكانت في مماته حياتنا، وكانت في حياته عبرة لنا بأن الإنسان يستطيع أن يتوق إلى الكمال، كمال حياة الفكر وحياة الشعور، يفكر كما يريد، يقول كما يفكر، ويعمل كما يقول!

شكراً لك على مساهمتك النبيلة في إحياء هذه الذكرى العظيمة معنا.

ولك وافر مبحتي، أيها الصبوح، الصديق، الأمين!

Post: #7
Title: Re: محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23
Author: Abu Eltayeb
Date: 01-14-2009, 04:33 AM

لك تقديري

الذكري ال 24 لان الاولي كانت في سنة 86 بجامعة الخرطوم

شكرا

لطفي

Post: #8
Title: Re: محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23
Author: هشام الطيب
Date: 01-14-2009, 10:31 AM
Parent: #7

.

Post: #9
Title: Re: محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-21-2009, 09:27 PM
Parent: #8

تحياتي، يا هشام!
أين أنت؟
أرجو أن تواصل اندياحاتك في هذا الخيط المتميز.

Post: #10
Title: Re: محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23
Author: Haydar Badawi Sadig
Date: 01-23-2009, 06:43 PM
Parent: #9

إلى الأستاذ محمود محمد طه، الطود الأشم،أصله في الأرض وفرعه في السماء:

كيف لا أعشق جمالك؟
ما رأت عيناي مثالك!
كيف لا أعشق جمالك؟


Post: #11
Title: Re: محمود محمد طه في ذكرى استشهاده الـ23
Author: هشام الطيب
Date: 01-23-2009, 10:49 PM
Parent: #10

ا.حيدر
تحياتي لكـ
وأنت تتحدث لنا عن الشهيد المعلم الاستاذ محمود محمد طه في فكره ، ادبه ، جماله ، صفاته ، وقناعته
فان قوى الظلام التي اغتالت الشهيد محمود محمد طه لا تستطيع قتل الحقيقة ولا اطفاء النور الذي تركه والذي سيستمر الى اجيالا قادمة وقادمة وما زالت هناك قوى صامدة من اجل تحقيق العدالة ومكافحة الهوس ، التطرف ، الفساد ، بكل انواعه
ستبقى ذكرى محمود خالدة فينا وستبقى افكاره الغالبة التي ضحى بحياته في سبيلها باقية تتفتح بوارقها في كل يوم
ان سياسة القتل هي دليل الضعف وعدم التمكن وهي سمة من سمات اولئك الجبناء المهوسيين
وان قتله بالتآمر عليه يظهر عجز خصومه عن مواجهته في ساحات الفكر
مضى الاستاذ محمود الى سجل الخالدين لأنَّه رفض التسلط وحكم الفرد. أما افكاره التي كان يجهر بها منذ امد بعيد باقية وستبقى الى آخر دقيقة من عمر هذه الحياة
لن يمت محمود
فالشهيد لا يموت بل هناك من علياء المجد والخلود يتابع تفاصيلنا ويبتسم فرحاً كلما سقط في دروب التحرير شهيدا اخر ..
لك فائق شكري وتقديري ياحيدر