تجاني عبد القادر يكتب: حوارات عن غزة والانتفاضة الكبرى

تجاني عبد القادر يكتب: حوارات عن غزة والانتفاضة الكبرى


01-06-2009, 01:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1231246282&rn=5


Post: #1
Title: تجاني عبد القادر يكتب: حوارات عن غزة والانتفاضة الكبرى
Author: القلب النابض
Date: 01-06-2009, 01:51 PM
Parent: #0

حوارات عن غزة والانتفاضة الكبرى

التيجاني عبد القادر

أبو ظبي، السبت، 3 يناير 2009

قال وهو يحاورني فى غضب: لا أحتاج منك أو من أحد من الناس أن يفسر لى حالة "الزوغان" التى يعيشها النظام العربى الرسمى، وحالة "الغليان" التى يعيشها الشارع العربى والاسلامى، فكلاهما ردة فعل طبيعي ومتوقع لما يحدث من عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، وقد شهدنا مثل هذه الحالة فى عام 2006 حينما توجهت آلة الحرب الاسرائيلية ذاتها الى جنوب لبنان، وشهدنا مثيلات لها حينما أحاطت قوات التحالف بالعراق، ولكن الجديد الذى يحتاج لتفسير هو أن يتجه الشارع العربي هذه المرة نحو النظام العربى الرسمى(خاصة المصرى)، يتهمه حينا بالتواطؤ، ويطالبه حينا آخر بأن يتخذ موقفا أكثر صلابة من الشجب والإدانة؛ موقفا يبدأ فى حده الأدنى بفتح معبر رفح، ويصل فى حده الأعلى الى إيقاف شحنات الغاز إلى إسرائيل، وطرد سفيرها. ألا تعتقد أن هذه هى أحلام "زلوط" بعينها، أو أنها مجرد "فورة" عاطفية للتنفيس عن حالة العجز المحبط التى يحس بها الانسان العربى؟

قلت له: لماذا لا تقل أنها تعبير عن "العشم" والرجاء، وأنها محاولة لتحريك النخوة فى الأخ الكبير الذى استلقى على قفاه والمعركة يدور رحاها؟ قال أولا تعلم أن الأخ الكبير الذى تتحدث عنه قد عبر نهر "الرويبكون" منذ أمد بعيد، وتوغل فى الشراكة مع إسرائيل بحيث يستحيل فى حقه التوقف أو التراجع. قلت: ومع كل ذلك، فلا ينبغي أن ننسى أن "إحساس الشعب" لا يتولد من العدم، وإنما ينبثق من حقيقة غائرة فى الضمير الجمعي، قد لا يستطيع القادة السياسيون أن يستحضروها وهم يهرعون الى "المجتمع الدولي" أو يدلون ببعض التصريحات الرديئة على عجل؛ تلك الحقيقة الغائرة هى أن هذه الشعوب المقهورة والمتناثرة من غزة الى جاكارتا تحس بأنها تنتمى لأمة واحدة، وتحس أن مستقبل هذه الأمة يمكن فى تكتلها وتضامنها، وتحس أن التكتيل والتضامن يحتاجان الى "دولة قائد"، وأن مصر تستطيع دون غيرها ولأسباب عديدة أن تقوم بهذا الدور كما قامت بروسيا بقيادة الحركة الوحدوية الألمانية فى القرن التاسع عشر، وكما التزمت فرنسا فى أعقاب الحرب العالمية الثانية بقيادة الحركة التضامنية الأوربية، أما عجز مصر أو تخليها عن هذا الدور فسيترتب عليه ليس فقط تصفية القضية الفلسطينية، وإنما تصفية الدولة المصرية ذاتها على المدى القريب، وبعثرة الشعب المصري وإبطال مفعوله- تارة بالفتن الطائفية الداخلية وتارة بالفساد وبالفقر والمخدرات والجنس، وذلك تماما كما فعل بالعثمانيين ويفعل الآن بالفلسطينيين والعراقيين.

قال: كأنك تضخم وتبالغ. قلت له عليك أن تستحضر فى هذا الصدد أن المشروع الصهيوني من أساسه لم يكن ليلاقى نجاحا الا من خلال إخراج مصر من المعركة وتحييدها. وتلك إستراتيجية قديمة تعود إلى القرن الماضي، وتستطيع أن تلم بطرف منها من نقاط التقرير الذي أعده أحد الخبراء الى الرئيس أيزنهاور فى أعقاب حرب السويس عام 1956عن "وظيفة مصر الدولية"، حيث أكد له: "أن العالم الغربي لن يستطيع أن يظل متحكما فى المنطقة العربية من خلال إسرائيل إلا إذا "حيد" مصر فى تعاملها مع الدولة العبرية، إذ لن يقضى على إسرائيل، أو يعيدها إلى حجمها الطبيعي إلا الفيضان المصري، كما أن الذي سيحقق الوحدة العربية(من الخليج العربي الي المحيط الأطلسي) لن يكون البترول العربي، ولكن هذه الوحدة ستتم لو قدر لمسالك الهجرة المصرية، ولأدوات الإعلام والتعليم المصري أن تخلق الترابط، وتدعم التجانس". فالخطر الاستراتيجي للغرب بحسب هذه الرؤية ليس هو مقاومة أحدى الفصائل الفلسطينية، فهذه فصائل موتورة وقابلة للاشتعال السريع، فيسهل أن يقضى بعضها على بعض، فى حروب داخلية تمدها إسرائيل بالوقود، كما أن الخطر لا يكمن فى النفط العربي، إذ أن النفط يمكن أن يخلق تجانسا فى المصالح بين إسرائيل والغرب والعرب، فيكون بذلك أداة هامة لانتزاع فتيل الثورة العربية، وإنما يأتي الخطر من قبل "الفيضان المصري"، وهذه عبارة يقصد بها الثمانون مليون من البشر الذين ينتمون لقومية واحدة، ويقصد بها الموقع الجغرافي المكين الذي يطل على آسيا وأفريقيا وأوربا، ويقصد بها المخزون الديني والثقافي العتيق الذي تجذّّر على مدى عشرات القرون، كما يقصد بها الخبرة القتالية للجيش المصري، وهى بالفعل عوامل تمثل فى مجموعها الشروط الضرورية لبروز "الدولة القائد"، والتي تستطيع أن تكتل حولها مجموعات أخرى من القوى العروبية والإسلامية، لتصبح "فيضانا" يعيد إسرائيل لحجمها الطبيعي.

قال: إن كنت تقدر أن إسرائيل ستقف مكتوفة الأيدي، وتترك مصر أو غيرها لتتقدم خطوة فى اتجاه أى شكل من أشكال التضامن الحقيقي، عربيا كان أو إسلاميا أو أفرو-آسيويا، فأنت واهم، إذ سيكون من أولويات الإستراتيجية الإسرائيلية ليس فقط "تحييد" الدولة المصرية وإخراجها من المعركة، وإنما تعميق العزلة بينها وبين الشعب العربي من جهة، وبينها وبين الشعب المصر من جهة أخرى، ثم دفعها فى اتجاه أن تكون "الدولة الحارس" بدلا عن الدولة القائد. أما إن كنت تزعم أن التناقض بين الشارع العربي "الملتهب" وحكوماته "المعتدلة" هو مجرد تناقض "ثانوي"، وأنه يمكن أن "يجمد" ريثما يتم الفراغ من التناقض "الرئيسي" بيننا وبين الشيطان الأكبر، فهذا وهم كبير ورأى هالك، يتجاهل تاريخ الثورة العربية وصراعها المتطاول مع المشروع الصهيوني. أكان من الممكن مثلا للثورة العربية الحديثة أن تنطلق أو تحقق انتصارا على إسرائيل لو أنها اعتبرت الخلاف بينها وبين النظام الملكي فى مصر والعراق والشام تناقضا "ثانويا"؟ أو كان من الممكن لمنظمة التحرير الفلسطينية ذاتها أن تولد لولا خلخلة الجيوب الملكية المتواطئة مع العدو وتصفيتها؟ أكان يمكن "للدولة القائد" التى تتحدث عنها أن تبرز للوجود لولا عملية "الفرز الثوري" التى أحدثها الرئيس عبد الناصر بوضعه للنظم الرجعية والمتواطئة فى سلة واحدة مع الدولة العبرية المعتدية؟ قلت له: ولكن إلى أى شيء انتهت الثورة العربية التى تتحدث عنها(بشقيها الناصري والبعثي)؟ألم تفعل بالعرب وبالقضية الفلسطينية ما لم يفعله العدو؟ ثم، وبعد دمار كبير لقواعد المجتمع الثقافية والاقتصادية والأخلاقية، ألم تنته إلى المربع الأول، فتمد يدها فى مؤتمر الخرطوم الى النظم "الرجعية"، ثم تمد يدها فى منتجع كامب ديفيد للعدو الصهيوني؟ فينخرط بعض ثوار الأمس فى مداهنة العدو، وتطبيع العلاقات معه، بينما يتحرك بعض "الرجعيين" إلى مخيمات المقاومة، يمدون أطفالها بالحليب والدواء والقرطاس والقلم؟

"إذن فلتهنأ الرجعية"، قال ذلك والغضب يملؤه ويملأني، ثم أخذ يقول بعد صمت طويل: إن للثورات صعود وهبوط، أتعترض أن يقوم بين الحين والآخر فصيل من فصائل الأمة بدور "المفرزة المتقدمة"، فيناوش العدو وينازله، كما تفعل حركة حماس الآن فى غزة، ألا تعتقد أن ذلك أفضل وأكرم من أن يحنى الجميع ظهورهم للصلف الصهيونى، أو لا تعتقد أن مثل هذه العملية التكتيكية المحدودة قد تحرك القيعان الساكنة، وتخلق المناخ الثوري الذي يمهد للانتفاضة الكبرى، وللتضامن الجماهيري الذي تتحدث عنه، أو تجهل أن المشروع الصهيوني نفسه قد بدأ بحرب العصابات ولم يبدأ بالشكوى لمجلس الأمن؟ وثورة فيتنام وثورة الجزائر، ألم تبدأ كلها بعمليات فدائية شبه انتحارية، وبأسلحة أكثر بدائية من الصواريخ التي تطلقها حركة حماس الآن. قلت: بلى، ثم إن مفهوم "المفرزة المتقدمة" ينال إعجابي، ولكن المفرزة المتقدمة ستكون أكثر فاعلية حينما تكون جزءا من عصب الأمة، وتكون عملياتها الميدانية جزءا من إستراتيجية كبرى للتحرر تحس بها الأمة وتساندها، أما المفرزة التى يكون همها الأكبر أن تقفز سريعا الى "الدولة" قبل زوال الاحتلال، كما فعل الثوار القوميون الأوائل، و كما تفعل فتح وحماس الآن، فلن تنجح إلا في إجهاض الثورة، وحينما تجهض الثورة فسيذوب التناقض الأساسي مع العدو الصهيوني، وستنوب عنه التناقضات الثانوية، وستتحول إلى جبال من الكراهية، فيبدأ الأخ فى أكل لحم أخيه، فى حركة سرطانية مجنونة كالتي نرى أمام أعينا. ثم قلت له: إن إسرائيل لن تكسب حربا واحدة ضد العرب الا من خلال اللعب على تناقضاتهم الثانوية هذه، ونفخها وطرقها، حتى تتحول الأمة الواحدة إلي فصائل، والفصائل الى أعداء يذبح بعضهم بعضا. قال: أو ترى أن النظم العربية "المعتدلة" الى زوال أم الذين يتظاهرون أمام سفاراتها وقنصلياتها؟ قلت: لا أدرى، ولكن الأيام حبلى، ولا قوة إلا بالله.

Post: #2
Title: Re: تجاني عبد القادر يكتب: حوارات عن غزة والانتفاضة الكبرى
Author: Mohammed Haroun
Date: 01-06-2009, 03:31 PM
Parent: #1

القلب النابض سلامات

د. التجاني عبدالقادر غني عن التعريف فهو من ألمع كوادر الحركة الإسلامية في العالم ... مش في السودان وبس. عملت برنت للمقال وسأقرأه بمزاج حينما أعود إلى المنزل في الليل فالمساء عندنا يبدأ من الخامسة كما تعلمين.

تحياتي

Post: #4
Title: Re: تجاني عبد القادر يكتب: حوارات عن غزة والانتفاضة الكبرى
Author: القلب النابض
Date: 01-06-2009, 06:20 PM
Parent: #2

أخي محمد هارون

سلام

د. تجاني عبد القادر من الناس الرزينة

عالم بمعنى الكلمة ... وصادق بمعنى الكلمة ...

غني عن التعريف .. كل الذين كانوا من جيلنا تتلمذوا على يديه وحرمت من هذا اجيال بعدنا بسبب هجرته الى الولايات المتحدة ..

رد الله عربة اخوتنا جميعاً

مقاله جدير بالتأمل

فهو من الذين يتأملون ويحللون بأدوات تحليل متكاملة

تحياتي

نسمع رأيك أخي ..

Post: #3
Title: Re: تجاني عبد القادر يكتب: حوارات عن غزة والانتفاضة الكبرى
Author: عز الدين بيلو
Date: 01-06-2009, 04:01 PM
Parent: #1

Quote: إن إسرائيل لن تكسب حربا واحدة ضد العرب الا من خلال اللعب على تناقضاتهم الثانوية هذه، ونفخها وطرقها، حتى تتحول الأمة الواحدة إلي فصائل، والفصائل الى أعداء يذبح بعضهم بعضا


صدقت والله يا أخي

Post: #5
Title: Re: تجاني عبد القادر يكتب: حوارات عن غزة والانتفاضة الكبرى
Author: Mohammed Haroun
Date: 01-07-2009, 01:10 PM
Parent: #1

Quote: نسمع رأيك أخي ..


عزيزتي القلب النابض

بعد مقال د. التيجاني ده معقول في رأي تاني .... شايف الأخ الأكبر خجل وعمل مبادرة مع فرنسا لإيقاف القتل بالجملة على مرأى ومسمع كل العالم.

كل المحطات الإذاعية اليوم أدانت اسرائيل لقصفها للمدرسة رغم تحذير بعثة الأمم المتحدة لها بعدم وجود مقاتلين بها.


بدأ ضمير العالم يتحرك شوية ....

Post: #6
Title: Re: تجاني عبد القادر يكتب: حوارات عن غزة والانتفاضة الكبرى
Author: القلب النابض
Date: 01-07-2009, 06:25 PM

Quote: بدأ ضمير العالم يتحرك شوية ....


الاخ محمد هارون ..

تحياتي ونعم الاخ د. تجاني عبد القادر ..


اخي اتمنى ان يصحو ضمير العالم ويفيق مرة واحدة ويظل صاحي ..


تحياتي لك
ولدكتور تجاني عبدى القادر

Post: #7
Title: Re: تجاني عبد القادر يكتب: حوارات عن غزة والانتفاضة الكبرى
Author: Frankly
Date: 01-08-2009, 05:51 PM
Parent: #1

اللهم يا رب جبريل وميكائيل وَإِسْرَافِيلَ
اللهم يارب موسى وعيسى
وإبراهيم الذي وفى
بك نستغيث
حسبنا الله ونعم الوكيل
لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم أنصر المجاهدين
اللهم أنصر عبادك المستضعفين
اللهم أنصر عبادك المخذولين
اللهم أنصر عبادك في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس
اللهم انصر عبادك المجاهدين
يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله
يا الله يا الله يا الله يا الله
يا الله يا الله يا الله يا الله
اللهم غوثك يا مغيث
يا حي يا قيوم غزة بك تستغيث ..... يا حي يا قيوم غزة بك تستغيث
يا حي يا قيوم غزة بك تستغيث ..... يا حي يا قيوم غزة بك تستغيث
اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ أَنِّى أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِى لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ. اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يَا حَىُّ يَا قَيُّومُ. اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الطَّاهِرِ الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الأَحَبِّ إِلَيْكَ الَّذِى إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ وَإِذَا اسْتُرْحِمْتَ بِهِ رَحِمْتَ وَإِذَا اسْتُفْرِجْتَ بِهِ فَرَّجْتَ أن تنصر المجاهدين في غزة يا قوي يا قهار يا عزيز يا جبار
اللهم هون على المجروحين جراحاتهم