افريقيا والعودة الى ماضي الانقلابات .... نقاش

افريقيا والعودة الى ماضي الانقلابات .... نقاش


12-30-2008, 01:15 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=190&msg=1230639357&rn=0


Post: #1
Title: افريقيا والعودة الى ماضي الانقلابات .... نقاش
Author: عبد الواحد أبراهيم
Date: 12-30-2008, 01:15 PM

تعاني معظم بلدان القارة الافريقية من مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية مما جعلها في حالة عجز عن مقابلة متطلبات التنمية الاقتصادية والسياسية. على الصعيد الاقتصادي تشكو البلدان الافريقية من ضعف النمو وبطء عملية التنمية كما ان معظم القطاعات الاقتصادية التي تسير دولاب الحياة العامة في اغلب البلدان هي انشطة الزراعة التقليدية اضافة إلى الرعي التقليدي ايضاً. ومن الناحية السياسية تشكو القارة من الصراعات المسلحة والنزاع السياسي بين الانظمة الحالية ومعارضاتها والاستثناء هنا قليل، كما ان النزاعات تحولت الى صراع سياسي وصراعات مسلحة في اكثر من قطر افريقي. وتسير اغلب بلدان القارة الافريقية وفي اتجاهات لم ترسمها شعوبها اذ ان عملية المشاركة في السلطة وفي اتخاذ القرار لا تزال حلماً بعيد المنال لأغلب شعوب القارة فباستثناء دولة جنوب افريقيا التي تتبع نظاماً ديمقراطياً كامل الشكل والمضمون وكينيا التي ايضاً لم تعمد إلى تجربة اختيار الديمقراطية فلحقت ببقية دول القارة المتصارعة على السلطة بصورة عنيفة تكاد القارة تخلو من وجود نظام ديمقراطي، حتى التجربة الموريتانية التي تفاءلت بها شعوب القارة تم وأدها عبر انقلاب اطاح بنظام الحكم الديمقراطي الذي لم يتجاوز عمره بضعة اشهر لتلحق بها جمهورية غينيا التي استولى عسكرها على السلطة عقب وفاة لانسانا كونتي ليخلفه قائد الانقلاب كامارا برتبة نقيب وكغيره من قادة الانقلابات افاد كامارا بأنه زاهد في السلطة متعهداً بانه لن يخوض الانتخابات القادمة في غينيا التي اختارت لها العام 2010م ووصف الانقلاب الذي قام به بأنه عمل حضاري لانقاذ شعبه من محنته واصفاً نظام الحكم السابق بالفاسد، وقام بانشاء المجلس الوطني للديمقراطية والتنمية!. يقول صلاح الدين الدومة البروفيسور بجامعة ام درمان الاسلامية ان عودة الانقلابات الى القارة الافريقية نتيجة لضعف الدولة القومية في القارة الافريقية ولان الدولة لازالت في طور التشكل وتعاني من ضعف في البنية الاقتصادية وفي هيكلها وأُطرها ولأن الاستعمار أوقف التطور الطبيعي ذلك الذي عرفته المشائخ والممالك في القارة في المجال السياسي كما ان الاستعمار خلق دولاً مصطنعة الحدود ومفروضة الحدود بشكل قسري. ويواصل الدومة قائلاً: ان الديمقراطية ليست ممارسة افريقية اصيلة والحزب السياسي ليس آلية افريقية اصيلة، فالديمقراطية الموجودة هي الجودية او الديمقراطية المباشرة بالنسبة للحزب السياسي فان حل محل القبيلة في العمل السياسي بصورة رسمية فقط، فالأفارقة يعبرون عن انفسهم عبر الطائفة الدينية والقبيلة، والاستعمار شوه المؤسسة التي عرفها المجتمع ونبعت منه كما خلق صفوة ونخبة مجندة ومؤدلجة لخدمته كما أنشأ بؤراً للتوتر تتم اثارتها وقت ما يشاء مثل مشكلة جنوب السودان ومشكلة بيافرا في نيجيريا، هذا فضلاً عن ظروف الدول الافريقية المتمثلة في الفقر والجهل والمرض حيث لا يمكن ان تمارس ديمقراطية ليبرالية في وسط يعاني من مثل هذه المشاكل، تدنٍ في التعليم وتدنٍ في الوعي السياسي وبؤس في الظروف الاقتصادية وتركيبة اقتصاد الدولة رغم ثراء الدول الافريقية بالموارد الا ان البنية التحتية فقيرة وتكاد تنعدم في بعض البلدان، كل هذه الظروف السابقة واللاحقة تكاملت وأدت الى ان يكون الحل الوحيد لمثل هذه الازمات هو الانقلاب وهذا ما تم في موريتانيا اذ ان المسكوت عنه في تلك البلد مثل قضايا الرق والفقر والمرض وضعف الدولة وبنيتها التحتية قاد الى الانقلاب. أما في غينيا فصغر حجم الدولة وقلة عدد السكان وانحصار الثروات والامتيازات والخدمات في أيدي قلة لا تتعدى 1% من الشعب مهد الطريق للانقلاب رغم ان بقية الدول تعاني من سيطرة القلة، الا ان القلة في البلدان الأخرى يزيد عددها عن قلة غينيا وهو ايضاً شكل من اشكال الاستعباد الحديث. وليس بعيداً عن تحليل الدومة تحليل الدكتور بهاء الدين مكاوي، استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين، اذ يرى ان اسباب الانقلابات في القارة تعود الى ان النظام السياسي في افريقيا لم يتطور طبيعياً لدرجة تجعل الدول تعمل بمفهوم التداول السلمي للسلطة وان هذه العملية عملية التطور الطبيعي في الغرب اخذت 700 سنة حتى نالت المرأة حق التصويت في بريطانيا وبالتالي لابد ان تطور الديمقراطية بشكل طبيعي عبر المجتمعات وهي من نوع الخيارات التي لا تفرض على الشعوب وتتوقف على التعليم والوعي العام والوعي بالحقوق والواجبات وهذا يحتاج الى وقت، ولذلك ظلت افريقيا تتقلب من انقلاب إلى آخر، هذا في اطار الوضع السياسي العام في أغلب الدول. وعلى الرغم من وجود أشواق ديمقراطية لدى شعوب القارة الافريقية عبر نخبها ومنظماتها المدنية طلباً لنظام الحكم الديمقراطي الا ان ذلك بعيد المنال ودائماً ما تتعثر الديمقراطية لأن الشروط الأولية للديمقراطية غير موجودة وعندما سعى الغرب لفرضها فشل في ذلك رغم توقف الانقلابات لفترة من الزمن. ويعدد بهاء مكاوي ان اسباب ذلك تعود الى ان الغرب الذي سعى لفرض الديمقراطية بالقوة من خلال الترغيب والترهيب وربط التحول الديمقراطي بالقروض وتقديم المساعدات اتضح ان الغرب نفسه غير جاد اذ يتعامل مع بعض الدول غير الديمقراطية ويعادي دولاً تحكمها انظمة ديمقراطية وهذا يعني عدم جدية الغرب في عملية دمقرطة البلدان في الدول النامية خاصة اذا ارتبطت مصلحة البلدان الغربية ببعض الانظمة غير الديمقراطية. ويواصل مكاوي ان هذه المفارقة كشفت للافارقة زيفها من خلال تعاون امريكا مع بعض الدول التي لا تعمل بالنظام الديمقراطي في افريقيا كما ان الواقع الافريقي يحتاج الى زمن طويل لنجاح الديمقراطية وبعض الانظمة الديمقراطية فشلت في ارساء دعائم التنمية والأمن والاستقرار مما جعل تطلعات الشعوب تتجه الى من يحقق لها تلك الدعائم في الأمن والاستقرار والتنمية والضبط السياسي وعادة ما يحقق الانقلابيون بعضاً من هذه التطلعات.

وحول الانقلابات التي جرت مؤخراً في بعض الدول يقول بهاء الدين مكاوي بالنسبة لموريتانيا فانها كسرت حاجز الخوف من الغرب لانها قامت بالانقلاب واستطاع الانقلابيون ان يكسبوا جانب الدول الغربية وكذلك الاتحاد الافريقي الذي اعتبر (ان العسكريين يمكن ان يكونوا آلية لتغيير نظام ديمقراطي فاسد واعادة الكرة في ملعب الشعب قبل انقضاء فترة الديمقراطية). ويجمل مكاوي اسباب قبول الافارقة للانقلابات بالقول (ان اشواق الافارقة للاستقرار والأمن جعلهم يتطلعون للعسكريين لتحقيق الأمن والحكومات العسكرية اثبتت التجارب انها الأقدر على قيادة التنمية)!.

وان الدول الضعيفة والفقيرة تفتقد الى الوعي السياسي وكلما زاد الوعي تقلصت فرص الانقلاب وحالة جنوب افريقيا نموذج لذلك فقد تقدم الرئيس باستقالته دون التورط في انقلاب مع اي من عسكري من بلاده، ولكن من المهم لشعوب القارة ان يأخذوا زمام المبادرة بأيديهم ويعملوا بفاعلية لأجل تقرير مصيرهم عبر المشاركة السياسية.

Post: #2
Title: Re: افريقيا والعودة الى ماضي الانقلابات .... نقاش
Author: عبد الواحد أبراهيم
Date: 01-04-2009, 01:20 PM
Parent: #1

up