Post: #1
Title: منطقةٌ رماديةٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 10:52 PM
Parent: #0
إهداء
ثمة كائناتٌ يتشهى عبقَها الأريجُ، غطتْ موكبي العربيدَ بالضوءِ والأهازيجِ، أسقتني النُبلَ والدّهشةَ، قوّمتْ بِطاقاتَ روحي، أنسنتْ نزفي، قطفتْ من الأعالي ما بللَ يباسَ وبؤسَ أيامي، ثمة ...
(عدنان المقداد، سعد الياسري، أحمد الكعبي، ناهدة دوغان، رندة المغربي، الطيب البرير، بشرى الفاضل، أميمه سند، عالم عباس، محمد زين الشفيع ...الخ)
ثم أني منها وإليها أتهادى... أُهدي بيقينِ أن لا سِواها يملأُ ما لها بي، أمي..
وإلى تراتيلِ روحي: عبير سامر محمد والأتي من رحمِ الغيبِ ..
وإلى اللا شيء، وعبره ............
|
Post: #2
Title: المداخِلُ العصيّةْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 10:54 PM
Parent: #1
المداخِلُ العصيّةْ
كأنما جلمودٌ لا يزوي، رغم أنه يتجلى بصيصٌ داكِنٌ، ويجرجرُ المِدادُ آخرا، بينما يختبئُ -لوقتٍ لا يتأتى- إعتامٌ نافِرْ..
ربما أردتُ بمدخلي –والمداخِلُ عصيّةْ- وصفَ حالٍ ناعِمِ السمةِ مُدرك تراكميا، لكنما، يورطهُ –أي المدخل- أثرٌ فاتِكٌ في القَرعِ بديمومةٍ صارِخةٍ باتجاهٍ مُحددٍ.. فإذن.. المدخلُ شرارةٌ لإذابةِ ذرةَ جليدٍ عن ذواتنا، قِشرةٌ ومغزىً للانطلاقِ . . . ولا أسعى لإذابةِ شيءٍ أو الارتطامِ بمتلاطِمٍ، وإنما، سأشتبكُ بمناطِقَ رماديةً، وكيفما اتفق...!!
|
Post: #3
Title: Re: المداخِلُ العصيّةْ
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-11-2008, 10:56 PM
Parent: #2
Quote: وإلى اللا شيء، وعبره ............
|
وعبره تتكون الاشياء
رمضان كريم وعودا حميدا
|
Post: #4
Title: تصويبٌ نحو مداخِلٍ داكِنةْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:00 PM
Parent: #2
تصويبٌ نحو مداخِلٍ داكِنةْ
اقتِراب
اقترِبُ.. أتبينُ: - مداخِلَ الغريقِ. - أسمالَ صمتِهِ المُسمرّةِ. - أنفاسَهُ الموءودةِ. - أصابعَهُ المُختنقةِ. أُقهقهُ، وأجرجرُ ذاتي، وبين حناياه المأزومةِ، أغفو..
نفي
نُفيتُ فيّ، واستوطنتُ دروبي، فلم ألفني، إلا على قارِعةِ الفقدِ، ألثمُ ثراها، وأحسوا الهذيان..
زيف
لصوتِها بهجةٌ، لا تُخطئُها العينُ، حين تُمزقُ في أنفاسِ الليلِ الغافي: زيفَ الشبقِ الحافي، المُلتصِقُ بأحلامِ الصحو..
فشنك
لم أخذها مِنكِ، لأن الجسدَ تمدّدَ، تحت ركامِ الغفوةِ.. فطاشتْ قُبلاتُ النزقِ، بأرجاءِ الرِّيحِ..
أرصفة
أنشُرَ في اللا قولِ قميصَكَ، وأزهدَ عن تقبيلِ شِفاهِ المارةِ في الدّمِ، التحِفَ الأرصفةَ الضّاجةْ..
ورطة
ليتني شوكةً في حلقِها، أعلقُ في اللّهاةِ، تتحشرجُ.. تموتُ.
أو لأكُن روحاً تبعثُ غدها، فأترجلُ حين غرة.. فتنفقُ.
من يُنقذُني منها، فأخيطُ له من فقري: كفني.. وأدخلهُ في رؤاي..
جدة – 4/7/2005م
|
Post: #5
Title: غادةُ الحدسِّ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:03 PM
Parent: #4
غادةُ الحدسِّ
القلقُ الذي أحكمَ قبضتَهُ، وفرَّ بروحي كعُصفُورٍ نزِقٍ، أحالَ جسدي مراجيحَ متآكِلةَ الحِبالِ، تململُ بمِقعدٍ هزازٍ بات كموقدٍ بأوجِ تأججِهِ، وأوعزَ لأصابِعَ العُصفُورِ الضربَ بعصبيةٍ غليظةٍ على الحروفِ الغافيةِ بانتظارِ رشقِها إلى الشاشةِ وفقَ ما يتفقُ وروحِهِ وشيكةُ السُقوطِ من مجراتِها جراء القلقْ..
للحقِّ أنه ما كان سيسعِدُهُ البتةَ التوغلَ بهكذا مآلْ، لكنه ما كان من المُمكنِ امتطاءَ الجليدِ الذي ألفهُ مهما يكن ما هو عليهِ من حالْ، رغمُ إحساسهُ لعُمرٍ خلى بأنه تمكنّ من جعلِهِ يتلبسُهُ روحًا وجسدا، إلا أنه ووفقًا لما هو عليه حاله الآن فإنه كان مُخطئًا في يقينِ ظنِّهِ.. فالمرأةُ التي قبعتُ بحِجرِ حديثِها السلس، وما عاد من المُمكِنِ تلافي الخيالاتُ التي تسبحُ بيمِ غِبطةٍ تُغرقُهُ بها آناءِ الحديثِ أو الحدسِّ. المرأةُ التي أورقتْ بروحِهِ وشائجَ لا ينفصمُ عُريِّها، وألقتْ ما فيها من غيابٍ مُحتشِدٍ وطيدٍ بأمرِ الهوى، فتخلتْ عن نوىً حذِرٍ وتدفقتْ في ذاتِ مسراها الأبيدِّ.. المرأةُ التي ...
وتلبسّهُ البؤسُ.
|
Post: #6
Title: تُرى ما كان ذلك؟
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:06 PM
Parent: #5
تُرى ما كان ذلك؟
من أبجدياتِ الهوى –بشتى مشارِبِهِ ومُختلفِ مراميهِ- التجاوزُ والصفحُ.. وقد احترقتْ أصابعي تجولاً وخبطا على أرقامٍ جاثِمةٍ، أرقامٌ تتغلغلُ بعيد تجميعها بالفضاءِ، تؤولُ في قاموسِ الإصغاءِ إلى رنينٍ يوقظُ الأحياءَ من سُباتِهم، فترتدُّ إليّ نغمًا مموسقًا يحيلُني صفحةً بيضاءَ ووئام... لكن... عبثًا شكّلتْ تلكم الأصابِعُ ذاتَ الأعدادِ مِرارًا وتكرارا، إذ لم تلقْ إلا ما تبعثهُ بالموقِظِ من إيقاظٍ، يرفعُهُ تارةً وينزلُهُ طورا.. وهكذا دواليك.. حتى نفحتُ إبان ذا وذاك روحَ الموقِظِ بكلامٍ مُرتبكٍ خبأتُهُ سُدىً بأنفاسِهِ ليلتقطُها الحبيبُ فيؤوبُ يحملُ ما يشي ببادِرةِ اكتراثٍ.. لكن هيهات هيهات فقد طفِقتُ أُحادثُني لطمًا حتى انبرى عودي وارتفعَ ما بي -من داءٍ سمجٍ- حدّ التوهانِ وانخفضَ حدّ الغيبوبةِ، وبينهما علتْ بي الوساوسُ سِرًّا وجهرا، وانتفضتِ الأوقاتُ على هرولةٍ كانت تكتنفها لتتغذى من جسدي الناحِلِ رويدًا رويدا، وكمنتْ بروحي لهفتانِ لها ولي، وعلى غيرِ ما كُنتُ عليه بآوانٍ خلى، شكمتني الحيرةُ وأرداني الترددُ فلم أقطعْ بأمرٍ أو أنبس ببنتِ شفةْ.. فقد كان بالإمكانِ ارتداءَ الطريقِ حتى الحبيبِ بالمنتهى، وتبيُنُ ما ألمَ وأبعدَّ، إلا أنها وساوسٌ فاضتْ فأردتْ مِقدامًا وقَدما.. تُرى ما كان ذلك... ولِم؟ سؤالٌ يلفحُني سُمُّهُ الزِّعافُ ويوغلُ بأحشائي المُتهرئةْ، وهاأنذا أوصدُّ خُطواتي حتى لا أخدشْ، وأنا الذي عرفتُني –دون قصدٍا- خادِشا..
... تُرى ما كان ذلك... ولِم؟
|
Post: #7
Title: اِنفلاقُ النوايا
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:10 PM
Parent: #6
اِنفلاقُ النوايا
هو انفِلاقُ الدّمِ.. فقُلْ: لا/ لانتصابِ الخلايا.. /// تربيتُ الميتِ على رائحةِ الكلامْ.. ضحكتانِ جائلتانِ بالعدمْ.. وأُغنيةٌ تتصفحُ وجوهَ الغُرباءِ في الظلامْ.. /// قُلْ: لا/ لورطةِ المرايا.. لانتفاخِ الهباءِ في صدرِ البرايا..
قُلْ: لا للنهاياتِ المُغطاةِ بالسهوِ.. لأُكسجينِ الوجدِ في سِعةِ الصدِّ.. لا لنِتفِ النوايا..
|
Post: #8
Title: أغاني الغيابِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:12 PM
Parent: #7
أغاني الغيابِ
1/ تغيبينَ... فتحصي الأماسي: وجهَ الضبابِ.. تُلقي التباريحُ: لحنَ العذابْ.. 2/ تغيبينَ... فوجهي قميصُ اكتئابٍ، وقلبي براحُ اضطرابْ.. 3/ تغيبينَ... فمن يرممُ بروحي: السحابَ.. يوحي إليّ: بمغزى المآبْ.. 4/ تغيبينَ... فتهوي المسافاتُ، بكفِّ اليبابْ.. 5/ تغيبينَ... فهل توارى انسيابُكِ عني، وغابْ!! 6/ تغيبينَ... فابتكرُ صمتًا جديدًا، يداعبُ هذا الغِناءَ، المُذابْ.. 7/ تغيبينَ... وكم من غيابٍ، أشاع المكوثَ، بقلبِ المُحِبِ... وكم من غيابٍ، غيابْ.. 8/ تغيبينَ... فيخفي الربيعُ الشذى ويطغى بالكونِ: السرابْ.. 9/ تغيبينَ... فيضفي النواحُ على هيئتِهِ الظفرَ.. ويطفئ توهجُ الأرواحِ: الخرابْ . . .
|
Post: #9
Title: شهقةُ اللونِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:15 PM
Parent: #8
شهقةُ اللونِ
إعلانهُ ثورةً تجتاحُ الغبارَ العالقَ بروحِهِ، أو خطواتَهُ التي سددها إلى الطريقِ نحوها والرّشقُ يزجرَهُ، أو عباراتَهُ التي ألقاها على مسمعِ حجرٍ ففلقتهْ... كُلُّ هذا لم يأتِ أُكلِهِ، لكنه ما كان ليتقاعسَ بينما يتراءَ له الشاطئُ!
لطالما خبِّرَ ارتداءَ الرّمادي، تقوسّ، أو راوغَ ما يخالهُ يفضي إلى جلبةٍ في المُقابِلِ، فسوى من النُكوصِ سدودًا سلتْهُ من الإضافةِ، والأدهى، أنه لم يبدرْ عنه ما ينمَ بالأصالةِ، فأضحى الرَّمادي المُغلقَ ... فحسبْ
|
Post: #10
Title: امرأةٌ تداعبُ القلبَ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:18 PM
Parent: #9
امرأةٌ تداعبُ القلبَ
لم يكنْ من قبيلِ الصُدفةِ التقاءهما، لقد رتبتهُ يدٌّ شفيفةٌ في تلمسِّ حاجاتِ القلوبْ، وما كانا بحاجةٍ إلى أن تُمهدَّ لهما الطريقَ أكثرَ، فمُنذُ الوهلةِ الأولى استولتْ على قلبِهِ تماماً. وإلى اللحظةِ لا يعرفُ إن كان قد استولى على قلبِها، أم أنها تتماشى معهُ، الضروري المُلّحُ عنده أن يُحبَّ، ولا أهميةَ في أن يُقابلَ بالمِثلِ أو يزيدّ، لأنه يؤمنُ فقط بأن لقلبهِ عليه حقٌّ، وحقهُ بالإضافةِ إلى صيانتهِ الصحيةِ بمواظبتهِ على التمارينِ الرياضيةِ وخلافه: أن يجعلَهُ يرقصُ طرباً بالجمالِ ولأجلهِ، وقد كان.. ففي لحظةٍ مفصليةٍ من حياتهِ قررّ خوضَ المُغامرةِ ومنحَ كُلَّ الصلاحيةِ للماكِرةِ (زينب) في ترشيحِ من بمقدورِها التأقلمَ والرَّمادِ الذي أسسّ، فهدتهُ إلى (سلمى)، فتسلمها المجهولُ...
|
Post: #11
Title: رشفاتُ الغِناءِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:21 PM
Parent: #10
رشفاتُ الغِناءِ
إرهاصاتُ الارتشافِ
- الخريفُ القادِمُ إذن!! ألقتها والدُّوارُ يكبُرُ، وأحسُّ فِراشي يُحلقُ، وجسدي يتقافزُ فوقه.. لأنها أدركتْ هشاشةَ نسجي حيال الرحيلِ رغم ما يقطنّ محياي من صلابةٍ.. أو لعلها تحلبُ ما يكمُنَ من دفءٍ (أحوشهُ) فلا يفلِتُ الزِمامُ.. ترغبُ أبداً في شِدةِ اللينِ لا لين الشدةِ.. قلتُ بيني جاهِرًا لأنفاسٍ أقطنُها (صفعها البينُ وحورها إلى دبلوماسيةٍ جرباءٍ)، قلتُ: - لكنه وشيكٌ!! فأجفلتْ.. فعاجلتُ: - لا سيدتي، لا يكدرنَ صفوكِ سمجي.. ومن ثم انتهرتُ العِباراتَ وأسقطتها بهمهمةٍ بيئسةٍ.. - ما تقولُ!! - لا مولاتي، لستُ أنا، هو الحديثُ يُركبُ ذاتَهُ ليليقَ، لعله عجز الأسف!! - لا عليك حبيبي، وإنما سنمضي، ذا قرار!! - معاً.. حسناً، من الجيد إلقائي العِبارةَ المُرصعةَ بالحنانِ دون ابتذالٍ.. تناولتَها، فكفّ انسيابُ الرغبةِ الكسيحةِ، وتوردّ القلبُ، واستلقتْ البشاشةُ التي تُميتُني أكثر.. ثم إني أمسكتُ الصباحَ حينها!!
ملامِحُ الغِناء
" دعيني وهذا الصباحُ يدعكُ راحتيهُ، أمحو شهوةَ النُّعاسِ، عن مخيلةِ السماءْ.. دعيني أُجربُ الوقوفَ بغتةً، بهوةِ الهدوءِ، أنتقي شفةَ النداء.. ولتكن طُقوسنا: هسيسُ الرُّوحِ، شُرفةُ الغِناء.." . . .
|
Post: #12
Title: الحظُّ الأحوصِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:25 PM
Parent: #11
الحظُّ الأحوصِ
- حوصٌ ذهني.. رددتها كثيراً، عشرون مرة أو يزيد ربما.. وبكُلِّ مرةٍ يختلفُ مذاقُها اللفظي وكيفيةُ تنغيمُها وإدراكُّ مغزاها، وبكُلِّ مرةٍ تُرددُها كانت تلعنُ حظَّها البايتَ أو البائرَ مثلها تماماً.. لم أهتمْ كثيراً لأمرِها، لأن حظها أيضاً كفيفاً بمنحى الطلاوةِ، ويزيدُ الأمرَ تنكيداً تأتأتها والرغبةُ المحمومةُ التي تتلبسُها في اتصالِ حديثِها المفتولْ.. لا أحدّ يحسدُني على هكذا نعمةٍ بلهاءْ، الجميعُ –وأعني من يعرف- ينظرُ إليّ برأفةٍ أكثر منها.. أردفتْ أمي بأبي حسرةً، وفي الطريقِ إليهما تتناوبني الآهاتُ والدموعُ والتنكيدُ ووووو.. ولو أن الموتَ يُعدّ من المُسلماتِ غير المُستحبةِ لمن هم ليس بمثلي، إلا أنه يبقى المُشتهى والرحمةَ بالنسبةِ لي من هذا الجحيمِ.. (سكينة) اسمٌ جاء من السُّكونِ والسكنِ والملاذِ والرحمةِ أو هكذا أحسبه، إلا أنه أضحى في تصوري بأنه قد جاء إلي –حصرياً- ليعني أن أبقى لها مسكنَ الشقاءِ والمُعاناةِ والألمِ والتجهمِ والفزعِ ...الخ، نعم هذا أمري مع مستوعبِ الجحيمِ الهابطِ عليّ من كُلِّ حدبٍ وصوبٍ من هذه الشمطاءُ في أربعينِها.. لا ينظرنَ إليّ أحدهم (ممن عرفها عابِراً) شذراً، ويجولُ بفكرِهِ أني لا أملكْ رحمةً وشفقةً على هذه المنكودةِ المغلوبةِ على أمرِها والتي يلوحُ على محياها براءةُ الكونِ والتخبُطِ في البؤسِ، لا لا يغرَنكَ منظرَها البائسَ الذي يدفعُ برأفتِكَ الكامنةِ حدّ الدمعِ، ولا يغرَنكَ استجداءَهُ المُتقنِ لإنسانِكَ الغافي، حسبك أن تظلمني وتزيد ما يتقاذفني من بؤس، حسبك...
|
Post: #13
Title: تشويه
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:30 PM
Parent: #12
تشويه
ما باليدِّ حيلةٌ، الطريقةُ التي أتلفنا بها هذه الطبيعةَ البِكرَ كانت بشعةً وتنبئُ عن رغبةِ تدميرٍ غريبةْ، ربما لأننا كُنا نلهثُ وراءَ ما يُخلدنا في الذاكِرةْ، يُخلدُنا كجماعةٍ شبتْ عن الطوقِ الاجتماعي الضارِبةُ سطوتُهُ في أخمصِ الأرواحِ المُقيمةِ بتلك المنطقةِ النائيةْ، والتي إن حدثَ وجاءها أمرٌ عاديٌ في عُرفِ التمدُّنِ، كالتلفازِ مثلاً، فإنها تُقيمُ الدنيا ولا تُقعدها. فتُقامُ الولائمَ التي لا تتعدى العصيدةَ ومُلاحَ (الروب/ الكول/ التقلية)، وإن أفلحوا في اصطيادِ أحدِّ أصحابِ رؤوسَ الأموالِ، وهم عندنا لا تتعدى ثروتهم بضعة رؤوسِ ماعِزٍ أو ضانْ، فإنه يقومُ بذبحِ شاةٍ أو كبشٍ هزيلْ... لا نُعدُّ من الذين انتظموا في هذا العِقدَ المُتناسِقَ الرُضوخْ.. لنا حياتنا الخاصةَ التي أسسناها على (لا).. ولم يكن ذلك محضَ هُراءْ، أو صُدفةْ، وإنما ما سعينا إليه باكِراً وقُمنا بتأصيلِهِ وتأطيرِهِ، ففي ألعابِنا مع الأندادِ بأيامِ الطُفُولةِ شكلّنا فريقاً يخصُنا، لا نقبلُ إلا بلعبِنا سويةً وفي مواجهاتٍ أقلّ ما توصفُ به أنها انتقاميةٌ، ممن؟ ولماذا؟ فإننا لم نكنْ نعلمُ، ولا أحدّ الأعداءُ! بتنا نُشكِّلُ فريقاً مُتكاتِفاً لا يُقهرْ، ولطالما سعى البعضُ للانضمامِ إليه ورفضناهم تِباعاً.. كالأفاعي التي يُخشى لدغها بات أبناءَ قريتِنا يتجنبوننا ويرضخونَ بذلك لتحذيراتِ أهلهم، ونعي ذلك جيداً، ونستغلهُ، فلكم ورطناهم، وكم كسّرنا جموحَهم في لحظةِ هناءٍ، وكم... أما فيما بيننا فقد كُنا في حالِ انكسارٍ عظيمٍ وعُزلةٍ سوداءْ، بعضُنا رغِبَ في اللحاقِ بأهلِهِ، إلا أنه ما من سبيلٍ لمأربِهِ، فما سيلقاه يردعهُ، فيكونُ نتاجُ ذلك المزيدَ من الهوةِ فيما بيننا، والمزيدَ من التعسُفِ على الأعداءِ.. كبِرنا وأزداد الأمرُ اتساعاً، وانتقلنا بأكملِنا للانغماسِ بمجتمعٍ جديدٍ، نحمِلُ ذات النهجَ في التعاطي معه، لكننا صُدمنا بأنه لا يُلتفتُ لأمثالِنا، حِفنةٌ من الأشقياءِ قِوامها التدميرُ والأخذُ، فازدادتْ شراستُنا، وتلقفتنا جماعةٌ ممن سبقونا إلى الدربِ، لكنها كانت أكثر تنظيماً ودرايةً بما يتوجبُ فعلَهُ، فأعِناهم وأعانونا لتحقيقِ المآربِ.. نجحنا بالعديدِ من المهامِ، وبلغنا مقاعِدَ بوأتنا سُدةَ الحُكمِ، وبشغفٍ واهتياجٍ طافِحٍ إثرّ طعمُ الدّمِ المُتقطِرِ بعثرنّا أشلاءَ القتيلِ الأخيرْ...
|
Post: #14
Title: عُزلةُ العُصفورِ أو وجهٌ يفتشُّ عن دمِهِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:35 PM
Parent: #13
عُزلةُ العُصفورِ أو وجهٌ يفتشُّ عن دمِهِ
1/ ليُرتبَ جبينَهُ، يقتلُ الوقتَ بفركِ أفكارِهِ، يتصيدُّ من أرضِ الاضطرارِ حنينا، هو من جسدٍ مشطورِ الرائحةْ، ليس لأنه يُحلّقُ بالقُربِ من جدولٍ ناعِمِ الندى، أو لأنه يتوجسُ من ظُنونِ الماءِ خيفةً، لعله في انتمائِهِ المهيضِ للأجنحةِ التي تُكسّرُ توحدَّ الرِّيحِ ليس كمِثلِهِ، إنه من غناءٍ مُذابٍ بخمرِ الرِّفاقِ، يخشى الألوانَ، كيف والطريقُ زخرفتهُ أصابِعُ النملِ والأفاعي، هل يرقصُ على موسيقى مُشتتة الوقع والإيقاع تضجُّ بروحِهِ، أم على أثرٍ مبتورٍ بخيالِهِ ... سيان..
2/
ها أنتَ ترتفعُ رويداً من الطُرقاتِ، تتغلغلُ عبر مسامِكَ إليكَ.. فالوداعةُ أن ترى ما بينكَ وتمضي إليه، أن تركلَهُ بين الفينةِ والأخرى، أن تتمدّدَ داخِلكَ وحدكَ، لا تحمل تكالبَّ المدى والمدائنُ، لا تُفسحُ مواربًا لتتساقطَ أُغنياتُ الوصلِ إلى جزيرتِكَ النائية، أغمضْ قلبكَ وارتحل حيث لا شريك..
3/
أنك ترتعُ الآن كغزالٍ شارِدٍ، وأنتَ كعُصفورٍ طاردتكَ اللعناتُ تُمشطُ روحكَ الثاويةَ بمُنحناكَ، أرعبها التحليقُ في سماءِ الوصلِ وفصمتها القلوبُ التي تلبسها المُنحدرُ بثعالِبِهِ وثعابينِهِ فأضحتْ لا تُميزُّ بين عُصفورٍ من ورقٍ وآخر من دمٍ ونيف..
4/
ما أشرسَ صفعاتُ الرُّوحِ، على وجهِ المرءِ.. تسفحُ دمَهُ للحنينِ، تتسلى بعينيهِ.. حتى أصحو من أسىً، خلفتهُ بالمسامِ: أميرةُ الضوءِ، قاتلتي الرَّحيمةْ..
5/
لئن أبقيتُ في الدربِ: الخُطى، فما للدربِ من دربٍ: سِواكْ.. تسائلُني المحطاتُ: الشذى، وعبقُ القلبِ، يرقصُ في مداكْ.. فأن حادثتُ في صمتٍ: رؤاكْ.. فإني قد أعلنتُ للوجدِ، اِصطِفاكْ..
|
Post: #15
Title: حيرةٌ تتنفسُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:39 PM
Parent: #14
حيرةٌ تتنفسُ
كوقتٍ تالِفٍ، دستهُ الأيامُ حين نهضتْ تتوكأُ، على خُطى الإنسانْ..
كماءِ الحياءِ، يتسربُ من خفقِ أُنثى، قبلها الحبيبُ على حين غِرةٍ، فأرجحَ نظراتها، وبلل وجهها، بالتوهانْ..
كوردٍ ثائرٍ، يرشقُ بالشذى: فراشتين تحومانِ، قُرب الإمكانْ..
|
Post: #16
Title: ورطةُ الظِلِّ الكفيفِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:42 PM
Parent: #15
ورطةُ الظِلِّ الكفيفِ
1/
أُركبُ في مِلاءاتي: مساءاتي.. وأعدو خلف ظِلٍّ لي، تدفقَ في المدى، شجنا.. وأحنى كفَّ راياتي.
2/
وتربكُني بهذا القلقِ، هذا الرجسَّ، أوتارُ المسافاتِ.. لأني أحدجُ الأزهارَ بالآهاتِ، تجرحُني مواراتي.
3/
على كفي سنا عُصفورْ، وبالقلبِ جِناحٌ أخضرٌ مكسورْ، تُنقدُني نسورُ الرُّوحِ خلف السورْ، فأشكو من! وتلك الرِّيحُ تضربُني.. وأمضي أين! وهذا الوجدُ قد خلى: سماواتي.
4/
فيا الله، يا الله، يا الله.. مالي بالياً بالظنِّ، أرنو للصدى الموحشِ، لأغدو مِثل ترياقي، مُراقاً بين ورطاتي.
5/4/2008م
|
Post: #17
Title: براكينٌ تُهادنُ الأروقةْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:45 PM
Parent: #16
براكينٌ تُهادنُ الأروقةْ
اللهفةُ التي تزينُ المسارَ المُزدانَ بالأملِ... تبدو أكثر إلحاحٍ.. ليضعَ في أضابيرِ القُرطاسِ لُغةً تتمشى، تُضارعُ اللهفةَ والأملَ الفاتِكِ المِلحاحْ... ويهبُّ أحزاناً أوجبتِ الوجيبَ على الحنايا: فوهةَ ضوءٍ... يخدشُّ النظرَ يجليُّ الخيالَ.. يطلي أظافِرَ القشعريرةِ بعشقٍ ويطوي خُصلاتَ شعرِها بالريحِ... يعزفُ على جلدِها لحنِ البهاءِ و يُدغدغُ فؤادَها بالعِباراتِ المياسةِ ... ويبدأُ السيرَ نحو الارتِحالِ بخُطى الرُّوحِ المُرتديةِ نِعالَ ذاكِرةِ الأفراحِ المُخبأةِ باقتدارٍ.. لتوازي اللهفةْ.. ونحو الأُفقِ الشاخِصِ في مُخيلةِ اليبابِ.. ينتصبُّ النظرُ مُحتدِّماً على إشارةٍ تَرقى بصوبِهِ، متجاوزاً حتى المُستقرْ... ويفركُّ في عُبورِهِ فراشاتِ الارتِعاشِ حتى ينهمرُ ولا يطغى سابِرُ الوجلِ المُنبعثِ.. يستنِدُ على ثُقوبِ النافِذةِ المُشرعةِ، يقبِضُ على رسغِها بجنونٍ مُتهدلٍ.. ويتمطى.. يتمادى في دسِّ الطريقِ المُحترقِ بالسُّكونِ على يسراه.. لكنه يتفلتُّ مُمتعضاً من نزقٍ يرتسمُ على خطوطِها الغائرةِ، مُتماهيةِ المعالِمْ.. . . . لم يتكدرّ صفوُ الجنةِ التي تقطِفُ ورودَها -إن لامستَ- رغم صيرورةِ السرابِ المُتمددِ بعنتٍ إثر تكالبِ اللهفةْ... ... تبدو رهبةٌ مُتآلِفةٌ.... ... امتطاهُ الأسفُ إذ سينكأُ الجِراحَ، ويمزِقُ الضمادَ عن هشيمِ التنصلِ على دِمنِّ المأجورِ المأخوذِ بتُرهاتِ قوافي الانتقاءِ الباذِخِ للضحيةِ.. وسيدسُّ يمناه التي تُداعبُ خُصلاتَ شعرِهِ المُجعدةِ، حين تُداعبهُ العِباراتُ المحدودبةُ القسماتِ المُدببةُ المتنِ.. ليهِزَّ ردفَ الكلامِ:
سنونوةٌ أنتِ قلبي بحرٌ مرساتي زقزقةُ ارتحالِكْ ومدي جذرُكْ همودي انبهارُ الدّمِ حين تُغرقينهُ في القُبلِ أو تحسنين صُنعاً -كدأبكِ- فتنعتقين في وهادِهِ المُظلمةِ تحملين شمعةً تحرقُ العُمرَ وتضيءُ ترفَ الموتْ
سيطأُ تقربهُ للجراحِ أفئدةِ الموتِ، ويحتشدُ على مرأىً من بصرِهِ ويغني:
تيممتُ بأرقي والماءِ زلالٍ بدأتُ بشوقٍ ماكِرٍ يتمددُ في الأرجاءِ ليبدأَ في الترحالِ وأدتُ الشوقَ نكأتُ جِراحَ الحرفِ فسالَ على الطُرقاتِ وبين المارةِ شجبٌ ونعالْ
ومن ثم:
سأحيطُ شوقي بشوكٍ وأغِضُّ طرفَ الهوى وأنامُ ملء الجُفونِ وأوصِدُ بابَ الجوى سأرسمُ لحنَ الفظاظةِ على وجهٍ ذابْ انزوى بدنِ الغرامِ تشبثّ حتى هادن رِتمَ الغنى
كالشجرةِ يُعطرُ فأسَ الذاكِرةِ حيث احتطابِ العِباراتِ بترٌّ لما خلفهُ الوقوفُ على الممراتِ لتمريرِ أحلامِهِ أمامه دون خُدوشْ..
السبيلُ رافلاً تُرفرفُ أفاقُهُ الحانيةُ لتعتمرَهُ الخُطى المُتضمخةُ بالحناجرِ الـ تتراقصُ لتسبلَ جفنَ الدُّجى فـ يتسللُ الضوءُ يرشقُ الحنايا فتنكمشُ أظافِرُ العتمةِ ويتوعكُّ الغيابُ..
ثمة الـ تراتيلُ المُتراصةُ بحذقٍ.. تتقاربُ لتطرِقَ كنغمٍ باكٍ اشتعالَ اللّبِ بالتمازجِ المحضِّ المُستندِ على عصا العصبِ المُستريبِ..
لـ تتفجرُ براكينٌ تهادنُ الأروقةْ ...
9/11/2004م
|
Post: #18
Title: تقليصُ العُنفوانْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:48 PM
Parent: #17
تقليصُ العُنفوانْ
أفرطتُ في سكبِ النسيانِ، على الخيالِ العليلِ..
فإن تجاوزتْ ليلةُ التثبيتِ، عُرفَ النهاراتِ الخجولةِ: شاءتْ نشوةُ الافتتانِ، محو التأملِ.. واقتضتْ مشيئةُ التلاقُحِ، بعث الاحتقان.. . . . كُلُّ الدوائرِ امرأة، من قوسِ التذكُرِ إلى صبوةِ الأوجاعِ، في رِسغِ النداءاتِ العجولةْ..
ما اقتسمتُ نبيذَ اللحنِ من سُلطةِ الإبدالِ، بين: ترفقي، أيا امرأةً هطلتْ كائناتُها القصوى، وعودًا.. واستجارتْ بشحوبي.. و تورطَ القُبلاتِ، في لهبِ البداياتِ المؤجلةِ..
أو لم يكن للكأسِ مسعىً، في هشيمِ الضحكةِ الشقراءِ، وقد أوتْ إلى رُكنٍ بالتشهي.. وأردتْ دروبي...
|
Post: #19
Title: مقيلٌ بصدرِ أُمي
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:51 PM
Parent: #18
مقيلٌ بصدرِ أُمي
إلى أمي هُنااااااا
في هذا اليومِ البارِدِ يا أُمي، في هذا اليومِ والشمسِ تدلّتْ لتُلاحِقَ جسدي الهزيلَ بالطُرقاتِ، في هذا اليومِ كما كُلُّ يومٍ يا أُمي أبدأُ من حيثُ انتهيتُ معكِ هُناك، نعم أُمي، من حيثُ انتهيتُ أبدأُ: في ليلةٍ لم يتوقفْ المطرُ فيها عن رشقِ جِدرانِ بيتِنا المُتآكِلِ، كأنه يهزأُ من إدعائِهِ الصلابةْ، أو ربما يختبرُ ثقتَنا بالجُدرانِ، أو لمآرِبٍ أُخرٍ كالانسيابِ، كالخضرةِ، كالنماءِ الذي لا نطال سوى رأفتَهُ بالبصرِ والرُّوحِ ويقطفهُ الجُباةُ، في تلك الليلةِ يا أُمي، والقلقُ أحكمَ قبضتَهُ علينا ودسَّ الجُحوظَ بعيونِنا، في تلك الليلةِ يا أُمي تسربَ بعضُ الماءِ إلى فِراشِكِ من ثُقبٍ حاكْهُ المطرُ في السَّطحِ، وكدأبي في ذاك الحينَ إذ كانت تلفُّ جسدي فُحولةٌ تعبئُ روحي بالنخوةِ ويسبقُ ذلك كُلهُ هلعي من أن يمسّكِ سوءٌ، تلفعتُ بملاءتي بعد أن أزحتَكِ وفِراشَكِ عن تصويباتِ الثُّقبِ المائيةِ، وحملتُكِ إلى فِراشي البعيدِ عن موقعِ الخطرِ، ودفعتُ بنفسٍ عميقٍ من دفءِ الغُرفةِ المملوءِ بأنفاسِكِ وأنتِ تسعلينَ في تلك الليلةُ لتأثيرِ ماءِ وهواءِ المطرِ على رئتيكِ، دفعتُهُ إلى صدري شبه العاري لانشغالي بالإمساكِ والخبط على بطاريةٍ متأرجحة الضوء، خرجتُ أعني السَّطحَ لسدِّ الثُقبِ، فانزلقتْ قدمي اليُمنى، وسقطتُ، فشججتُ رأسي، والتوتْ قدمي.. وما هي إلا هُنيهةً -وقد علا صراخي- حتى وجدتُني محمولاً بين ذراعيكِ الواهنينِ مغموراً بدفءِ صدرِكِ الحنونِ، أمي، أتذكرُ تلك الليلةَ ضمنَ ما أتذكرُ من ليالٍ لم تضِنينْ فيها علينا وأنتِ في أوجِ الإعياءِ بالرِّعايةِ والحنانِ، أمي، كأن الأقدارُ ارتضتْ هكذا مآلٍ لنا، أنتِ هُناكَ، ونحنُ هُناكَ، وبين الهُناكَ والهُناكَ مسافاتٌ تفصلُ الأجسادَ لكنها لم تقدرْ على الأرواحِ فبقيتْ حائمةً حولكِ كيفما وأينما اتجهَ بصرُكِ أو قدماك. أُمي، أنه يومٌ في شرنقةِ العلقمِ، يومٌ يا أُمي أورثنا عرجاً في الأحاسيسِ حيال الأشياء المحدقة بنا، عرجاً بقدمِ جدتي، عرجاً بجدرانِ بيتنا وسقفه، عرجاً في البقاءِ بمعيتِكِ، عرجاً عرجاً عرجاً لا هوادة فيه بتفاصيلٍ ماكِثةٍ تفاصيلها فينا ونورثها يا أمي.. أُمي، في هذا اليوم البارِد يا أمي، يتبادرُ إلى ذهني كما كُلّ يومٍ يا أمي وصوتُكِ المشروخُ بدمعِ الشوقِ يتغلغلُ بمسامِ روحي، يتبادرُ إلى ذهني يا أمي أن أضعَ قلمَ الترحالِ، أن أُكسّرَهُ فيسيلُ مِدادُهُ القاني، يتبادرُ إلى ذهني أن أتغلبَ على الحياءِ الذي يغمرُني من الإيابِ حامِلاً حقائبَ الخيبةِ مُنتعلاً جسداً تسولتَهُ الأرزاءُ وعقلاً أضحى مثقوباً كثيف الضوضاء وروحاً نهشتها أفاعيلُ العُزلةِ والحنين ولطماتُ الاغترابِ والحاجة، يتبادرُ إلى ذهني يا أمي أن أحتويكِ لا كما تفعلُ كل يومٍ خيالاتي، وإنما شوقاً لشوقٍ، ولتشتعلَ المسافاتُ يا أمي..
|
Post: #20
Title: كتابةُ القتلِ...!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:54 PM
Parent: #19
كتابةُ القتلِ...!!
سريعُ التّلفِ، لا أعرفُ كيف أطعنُ في الظِلِّ: غيابي..
الذي يقتُلُكَ، يكتبُ أجملَ ما تجودُ به: نفسٌ طاهِرةٌ زكيةْ.
والذي يسرقُكَ، يكتبُ عن: القيمِ والفضيلةْ.
والذي يخدعُكَ، يكتبُ ضدَّ: الضلالِ والرزيلةِ والفريةْ.
|
Post: #21
Title: إضاءاتٌ مُتقطعةٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-11-2008, 11:56 PM
Parent: #20
إضاءاتٌ مُتقطعةٌ
1/
رعديدًا هو الظلامُ، يتبدّدُ بأقلِ ارتعاشٍ، للضوءِ.
2/
للضوءِ معنىً يتبدى في اليقينِ، ينثرُهُ بلورُ الرُّوحِ، بأسفنجِ المِدادِ الدافئ.
3/
أمام الشُّرفةِ حجرٌ ووردةٌ يابِسةٌ، وأسئلةٌ لألأةٌ... ترتادُها نظراتُ يقين..!!
4/
تئنُ أوراقُ الشجرِ تحت أقدامِ العابِرين، كأنها تتشبثُ بالمنحِ، حتى يكنسها عُمالُ النظافةِ، لمواراتِها بمثواها الأخير.
5/
ذاتُ الرَّجُلِ الذي تتبرجُ عِباراتُهُ، وتنمو، كُلما انتفختْ حافظةُ نقودِهِ.. جابهتُهُ بالمرآةِ، فغضّ الطرفَ، وانزوى..!!
6/
إن حاولتَ، ستقتلُني لا محالةْ.. لأني دربتُ يمناي على مصافحتِكَ..!!
7/
أنتصر الجوقةُ للحليبِ، فسقطنا بكمينِ الصوتِ..!!
8/
ما عدنا ندركُ أين ندسُّ: أجهزتنا التنفسيةِ.. فكلما اقتربنا من مدخلٍ، وجدناه مستخدما..!!
|
Post: #22
Title: قتيلُ أُنثى
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:00 AM
Parent: #21
قتيلُ أُنثى
إلى التي تعرفُ ... لا ريب
لعمري، ما أولمَ القلبُ للقلبِ: الرَّمادَ.. وإنما -رغم شاهِقِ الأشجانِ- الشذى.
ولعمري، ما اكتالتِ الأراجيفُ زبدها، وبللتني بالسُّهادِ.. {غمستني في الضياعِ} وإنما اعتصامُ النضارِ، وعمقُ الصدى..
فلمن أشكو الوِبالَ، وسوءَ المآلِ.. وقد ضاقَ صدرُ الحبيبِ، بأيِّ حالٍ.. ... وأينعَ بالمأدبةِ الردى..
|
Post: #23
Title: هرولة
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:02 AM
Parent: #22
هرولة
لا أُهرولُ خلف ذا وذاكَ لكني لمن أٌحبُّ أتذاكَ
أنزعُ روحي من السمواتِ لتبقى فداكَ
وأنت صفي الرُّوحِ يا من أشعلني نداكَ . . . هل قُلتَ يوماً لماذا -وإن مِتُ- أراكَ..
|
Post: #24
Title: همساتٌ لطاعِنٍ في الغيِّ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:05 AM
همساتٌ لطاعِنٍ في الغيِّ
يا باقياً مِلءَ المسام، أما ارتويتَ من الغرامِ، آويتَ كما الجُفونِ على مهدِّ التبصرِ والتلصصِ والتنمرِ، والكلامْ وجفلتَ كالطيفِ حالما نطق الغمامْ يا باقياً أبقى الزحام، وتطاعنتْ نبضاتُهُ تحت الحِزامْ، ومُسرِّباً للروحِ صلصلةَ السأمْ، ومُرتِّباً للتيهِ فلتاتَ الزِمامْ يا باقياً بعد البقاءْ، يمتدُّ شرحُكَ للأنامْ، فالبعضُ لامسْهُ الهيامْ، والبعضُ أرقْهُ اضطرامْ، وهُناك من ألقى احتراقَكَ للضرامْ يا باقياً مَلّ المقامْ، وتهامستْ في غيِّهِ سُبلُ التئامْ، والبرءُ من زخمِ الأنينِ: بتر الاحتدامْ يا فانياً أفنى النظام 25/8/2007م
|
Post: #25
Title: قارِبُ الخرابِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:07 AM
Parent: #24
قارِبُ الخرابِ
يا قارِبُ وحدّكَ وكُلُّ العِبابِ لخطوِكَ.. فما سرُّ المجازِ وقد مِلتَ بما يراك، نسفتَ الضِفافَ وانسلَّ السَّماكون مِنك، كيما ترِّكَ في الهلاكِ.. وأُمكُ في الرّضاعةِ والغيابِ، ناولتكَ الموتَ حتى قاض مُقتضاك ...... ...... ............. ...... ............ ........... كيف تسنى لكَ تسلُقُ ألواحكَ وهذا الخرابُ العظيمُ هذا الخرابُ المُقيمُ هذا الخرابُ في .... ...... .............. تُكرِسَهُ واللعنةُ لسواك . . . 19/4/2008م
|
Post: #26
Title: محطاتٌ قصيرةٌ بأنفاسٍ لاهِثةٍ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:10 AM
Parent: #25
محطاتٌ قصيرةٌ بأنفاسٍ لاهِثةٍ
المحطة الأولى:
نيته جيدة، خشي أن يبعث في روحِها نشوةً عميقةَ الأثرِ فتصبحُ بمثابةِ المقياسِ الذي تتكئُ عليهِ في أي غزوةٍ قادِمةٍ، لذلك حرِصَ على استخدامِ أقل ما يُمكن من تقنياتِ الوصلِ في اللقاءِ الذي جمعهما بعد انتظارٍ طالَ أمدهُ عند شجرةٍ منزويةٍ بحافةِ النهر...
المحطة الثانية:
رضي عن أطيافِهِ، حين جاءتْ أخرَ الليلِ بمُداعباتٍ ملونةٍ... اعتادّ أن يبثَها بجولةٍ مُستغرقةٍ حول أسِرةِ العائلةِ المنتشرةِ بنسقٍ مُتباعدٍ بفناءِ الدّارِ، مضفياً إلى ما يتكررَ بوتيرةٍ واحِدةٍ خيالاتً شتى، فـ (مروان) لا يأبهُ عادةً لأمرِ سحبَ الغطاءِ على جسدِهِ، كذا (ميادة)، والدته تنامُ بعينٍ واحِدةٍ، بينما يجلسُ والده طويلاً على السجادةِ يسحبُ حباتَ سبحتِهِ بطلاسِمٍ لا يعيها، (خالد) زوجُ أختِهِ (ماريا) يرتدي جواربَهُ في مشهدٍ درامي خلابٍ لإصابتِهِ بداءِ السكرِ خشيةَ أي جُرحٍ بينما (ماريا) بوجهِها ابتسامةٌ عريضةٌ منسيةٌ... في ذاك اليومَ استعصى الأمرَ على أطيافِهِ، ذلك أن أطيافَهُ تسربتْ إلى الجيرانِ لتُداعِبَ بلُطفٍ فتاةً في مقتبلِ العُمرِ تُدعى (ليلى) لمحَ في الصباحِ ملامحَها عن قُربٍ أكثر مما اعتادَ، إذ أن بصرَهُ ليس بالكفيفِ لكنه أقرب لذلك...
|
Post: #27
Title: الأخبارُ السياسيةِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:13 AM
Parent: #26
الأخبارُ السياسيةِ
الأخبارُ السياسيةِ تعني أن ترى أو تسمعَ عن:
- بلدٍ يحترقُ أو زيفٍ يتدفقُ..
وأحبُّ أن أرى وأسمع عن: - بلدٍ يأتلقُ وصدقٍ يُعتنقُ.. وتعني أيضاً أن تقرأَ عن: - إخفاقٍ لفردٍ يطالُ الجميعَ بالتشريدِ أو الموتِ أو الهلعِ الدائمِ وما شاكل ذلك.. - نهبٍ وقلعٍ لخيراتِ البِلادِ وعرقِ العِبادِ دون وازِعٍ يردُّ ذلك..
الأخبارُ السياسيةِ . . .
|
Post: #28
Title: الاضمحلال
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:18 AM
Parent: #27
الاضمحلال
الاستيعابُ درجةٌ من درجاتِ علو الكعبِ في الوعي، فالوعي كمحصلةٍ نهائيةٍ يشوبُها بعضُ النقصِ، ويقف بينها وبين الاستيعابِ -الدرجةُ الأقصى في الوعي- بعضُ العنتِ في التواصلِ التّامِ.. وينبغي لمن رغِبَ في الاستيعابِ أن يبقى مُنفتِحَ الذهنِ على فطنةٍ لا تُخطئه، وأن يكونَ بارعاً في تناولِ ما يُدسُّ إليه من سِلسالِ حديثٍ مُتصلٍ أو منقطعٍ، تامٍ أو خطفا.. ينبغي أن يبقى في حالِ اشتعالٍ دائمٍ حتى يبلغُ مبلغَ الاستيعابِ ذا..
لم يكنْ يشغلهُ شاغِلٌ في حالِ التفاتِهِ لأمرٍ ما، ينغمسُّ كُليةً في تفاصيلِهِ، يسبحُ بأبعادِهِ، ما بلغهُ وما يعتلي الأفاقَ لبلوغِهِ.. بقي هكذا حتى نالتْ منه الكلالةُ فاعتراه الوهنُ، وزالتْ فطنتهُ، ولقي ما لقي من تقريعٍ من أصحابِ الشأنِ الذين عهدوه يؤكلُ إليه فيأتي بما لم تستطعه الأوائلُ ولا تبلغَ مبلغهُ الأواخرُ، لكنه ذابَ في تفاصيلٍ جانبيةٍ شدتهُ إليها.. قيل أنه عاشقٌ، وقيل أن بيته يحترقُ جراء الشجار، وقيل أنه مضى وصحبةِ سوءٍ، وقيل...
لكنه بقي صامتاً إزاء الهمساتِ التي تلطمُهُ، وبقي صامِتاً حيال التقريعِ الذي ناله، وبقي صامِتاً أمام ما ينتظره ويراه بأم عينه.. بقي صامِتاً وتقوقع وأضمحل...
2/9/2008م
|
Post: #29
Title: قُيودُ الزاهِدِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:21 AM
Parent: #28
قُيودُ الزاهِدِ
إلى هبة عثمان...
ولما كان القيدُّ يمدُّ إلى الأنحاءِ صِراخا.. قُلْ قد كان القيدَّ يحدُّ براحَ الليلِ، وينسفُّ ريحَ السوءِ الناشِبْ. هذا القيدُّ فتيلُ الضوءِ.. مُزِجَ الطينَ برونقِ قلبٍ وصحوةِ روحٍ، فأضحى بالماءِ ساكِبْ. قُلْ لو كان البحرُ دمائي، وهدّ سمائي: غمزُ الموجِ وطعنُ السمكِ.. فمِلتُ لأرتق أحشائي، ناولني الأثرُ منارا.. لرغبتُ بوجعٍ صاخِبْ. ها قد ماج القيدُّ، وشدّ وِثاقَ الليلِ، وباركَ أنفاسَ الراهِبْ.
5/2/2008م
|
Post: #30
Title: مشنقةُ الهواء
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:23 AM
Parent: #29
مشنقةُ الهواء
إنهم يشنقون الهواءَ. نعم، رأيتهم حين ضاق صدرُ ضحكتي، وألقيتُ عبر النافِذةِ: دُعابةً صدئةً، لاصطيادِ أشجاني الهباء..
هكذا شحذوا عِباراتَهم، وتمردوا على ذراتِ النُبل التي تجئُ، بينما تكتئبُ الشياطينُ من نبوغِهم، ولا تدرك مغزى ما يضمرون..
هكذا في رابِعةِ الضعفِ الإنساني، يمرقُ إلى الحيزِ ما يترصدهُ ذوو المقاصِلِ السوداءِ، ويكزون على ريحِهِ...
إنهم يشنقون الهواءَ، حِفنةٌ من الخطاءين الهواة، لعلهم يحسبون صفحاتهم بيضاء، أو أنهم ملائكةٌ بعثهم الإلهُ، كي ينزلون القصاصَ بأحاسيسنا، ويشنقون الهواءَ...
إنهم يشنقون الهواءَ. 30/1/2008م
|
Post: #31
Title: شغبُ الأجِنةِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:26 AM
Parent: #30
شغبُ الأجِنةِ
1/
يتشابهانِ.. كمِثلِ تيسٍ وتيسْ، أحدهما يكسرُ قرنَهُ، والآخرُ ينطحُ الجُدُرَ.. كمِثلِ قدرٍ يزلزلُ الأمكِنةْ.. أو كأيِّ تاريخٍ فائقِ النتانةِ، يُدنسُّ الكُتبَ.. بل مِثل تنفُسٍ يثقبُ الأوزونَ.. أو كأيِّ سوءٍ مُحتمٍ، يجُرُكَ السُّكوتُ إليهِ.. مثل ناقةٍ مشلولةٍ، جثمتْ على عُصفُورٍ مقصوصِ الأجنحةْ.. أو كدُّميةٍ تُداعبُ أصابِعَ الصغيرةِ، وتنقلُ لجسدِها الغضِّ عدوى مُزمِنةْ.. أو كوعكةٍ، كخرابٍ، كخواءٍ، كلعثمةٍ بأوانِ الصعودِ، كورطةٍ قاتِمةٍ، كأنفاسٍ ساخِنةٍ ترتدُ لدواخِلِكَ المهترئةْ، كالساعةِ، كجهنمٍ... آلهةُ الهباءِ والفسادِ.
2/
حائرانِ في التلفتِ والتفلُتِ، إلى أين؟ المدائنُ عُرسُها، تفتحُ الوردِ في اليدين. ضاحكانِ/ راقصانِ.. عيونهما دمٌ، يتحدثانِ إسفافا، ويحدسانِ بالهباءِ، يجُرانِ شمسا، بنذالةٍ، بمنتهى النذالةِ، يركضانِ بشرنقتين. أظنهما يُخبرانِ الظِلَّ، بممارسةِ ماذا؟ أو لعلهما يتندرانِ بليلٍ، بإشرافِهما على اللوعةِ، لمخترقٍ مكين.
25/8/2008م
|
Post: #32
Title: مديحُ الغيابْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:28 AM
Parent: #31
مديحُ الغيابْ
أنا لم أعُدْ للرِّيحِ، للضوءِ المُشردِ في اليبابْ.
وما عُدتُ للحِبرِ المُذابِ، بزمهريرِ الليلِ.. يلكُمُهُ الضبابْ.
ما عُدتُ أُحبذُ الترحالَ، في غسقِ الدروبِ، أغوصُ مثل الماءِ، في جسدِ الكِتابْ.
أنا مِن خِواءٍ، فامتلئ يا قلبُ.. وأهدِرَ بالغيابْ.
لا تعُدّ للشكِّ، والأشواقِ، ترقيعِ الخرابْ.
|
Post: #33
Title: تغطيتُ بالبَردِ*
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:31 AM
Parent: #32
تغطيتُ بالبَردِ*
وأهداني بضحكتِهِ تباريحا، وأوعزَ للدّمِ الوسنانِ بالخبلِ.
غدا بالخافِقِ المشروحِ، مُتسّعا من الوثنِ.. فأغراني بمُنتفِشٍّ، لأوغِلَ في مدى السُبلِ.
وما مِن حُرقةٍ آوتْ بمُنتبِذٍ، فسلّتْ بردَها غطتْ: يدَ الأيامِ، بالوجلِ.
العنوان مستوحى من عِباراتٍ قالها صغيري سامر (بابا، غطي ... برد).
وأظنه عنى أن نغطي نحن البرد، ربما!!!
|
Post: #35
Title: اختراق
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:34 AM
Parent: #33
اختراق
إلى ناهدة دوغان...
لينتصرَ العُمرُ، ويطوي في عضديهِ: شجنَ الليلْ.
ويُلقي حين يحنُّ القمرُ: ضفائرَ ألقٍ، شادتْ بين نهارِ السعدِّ: هديلْ.
هذا القلبُ توضأَ، من روحٍ، شدّتْ من أوتارِ الحورِ: دليلْ.
لاقتكِ الأوراقُ اليانعةُ، وصفقَ لمرآكِ، بجهةِ الآتي من عُمرٍ: سِحرٌ ونخيلْ. 15/12/2007م
|
Post: #37
Title: رائحةُ اللا شيء
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:37 AM
Parent: #35
رائحةُ اللا شيء
في الحقيقةِ ليس هُناكَ من سببٍ جيد السَّبكِ يُمكنُ الاِتكاءَ عليهِ في كُلِّ ما حدث وسيحدثُ.. ثمة تداعياتٌ مُتفاوتةٌ أذهلتني بلا تجانُسِها/انفصاماتِها، أو لعلي لم/لن تتضحَ معي المعالِمُ البتة، أو ربما أثارتني بعضُ الإرهاصاتِ...!! ففي ليلةٍ كتلك التي لطمتني بابتدائِها دعاوى عارضاتٍ ساقتها أقدارٌ محبوكةٌ وممهورةٌ بسوقِ غِربانٍ ميتةٍ، وجدتُني لا أقدرُ على البتِّ في أمرِ نشيجٍ يهادنُ انفعالاتي، يُعالجُها بانسكابٍ مطيرٍ يتوغلُ بعروقي وأنسجتي.. إن كُنتُ أحسنتُ الظنَّ فإن ما أُجابهُ يستفحلُ، يتمادى في انتعالِ روحي، وإن أردتُ -دون مواربةٍ- إفلاتَ الزِمامِ ــ سيقبعُ حتى الحيلولةِ بين رتابةِ التصاعدِ في المنعِ والاستفحالِ، وإن ركنتُ للرَّتابةِ ــ اتسعتْ مداراتُ الحدّثِ وتطورِهِ وانبعجتْ دائرتُهُ لتطالَ حتى ما قد يغفلُّ أن اتخذتَ سبيلَ الرُّكونِ.. تلك رائحةُ اللا شيء تتهكمُ بكيفيةٍ يصعُبُ معها إمكانيةُ الإمساكِ.. ربما التضادُّ.. الانتماءُ واللا انتماء، الهوى والمقت، السماءُ والأرض، النحيبُ والغناء، الشجنُ والحبور . . . بحارٌ ذاخِرةٌ أُجاجٌ من التضادِّ... وبينما أرغبُ في الغيبوبةِ تلك، أتصارعُ والعامُ الحالي تلطمُني أحزانُهُ المتتالياتُ {فارس، سند، أم درمان، عثمان ...الخ الأشجار}.. تتعالى رغبتي في انصرافِهِ لعلنا في الذي يليهِ يلوحُ لنا بصيصُ أملٍ في أفراحٍ والتئاماتٍ تلّمُ شتات أرواحِنا... لعلنا ننجو، لعلنا... 14/6/2008م
|
Post: #38
Title: أحذيةٌ باليةٌ لذاكِرةٍ حافيةْ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:40 AM
Parent: #37
أحذيةٌ باليةٌ لذاكِرةٍ حافيةْ
1/
ليس للتناهيدِ من جوربٍ.. ثمة ليلةٌ ونافِذةٌ للشغبِ، وامرأةٌ تتوارى بين نهديها الطاعِنين: رغبةٌ نافِرةْ..
2/
أخبرتُها حين استدارتْ بحُسنِها المُثيرْ.. بأن صوتِها يشدُّ لثغةَ الطيورَ في دمي وأن رعشتي القتيلةَ أخبرتَها بليلتينِ، في الشخُوصِ والسؤالِ عن غفوةٍ جذبتُها للظفرِ بالمنامْ..
3/
بذاكِرتي: وجعٌ مُحترقٌ وبقايا أُغنيةٍ، وعِطرُ امرأةٍ خضراءْ.. بيديّ الزاهِدتين، أبِحتُ ضفائرَ ضحكتِها للضوءِ، فانسدلتْ إغماءاتُ الليلِ الصاخِبْ..
4/
قطِبْ جبينَ الرَّائحةْ، وانتدِبْ هَزلاً لمرآةِ النضارِ، تلقى في الهزيعِ: غِبارَ ضحتِكَ الفسيحْ.. ولطالما فُتِحْ السّرابَ لأوديةِ الخيالِ، كيما تمتطي في البؤسِ: مسرحَها الكسيحْ.. ولأنها بالكادِ يا رباه، تحقِنُ أدمعي، وتميلُ بالقلبِ إلى أُفقٍ شحيحْ..
5/
في الشهوةِ المُخبأةِ بابتِسامةٍ طارتْ إلى جسدِ الفتاةِ اللعوبِ دسّ المأفونُ لُعابَهُ الزئبيقي في سجادةِ الوقارِ وما مِن أصبعٍ أشارَ إلى نواياه اللولبيةْ.
6/
الحبُ لا يخفي وجههُ الطاهِرَ في عتمِ التنائي حين يكتسحُ الورى ويشدّ أوتارَ التداني
7/
البيتُ مسكونٌ بوحشةٍ فاحِشةٍ تصدعتْ روحُهُ وقضم الصدأُ أركانَهُ..
8/
الشِّعرُ لا يطهو بيتاً بنافِذةٍ وضوءْ..
9/
مُتخفِفاً من نظرةِ الشفقِ المُهروِلِ صوب فاهِ الحُلكةِ الرَّعناءِ أرسو في اخضرارِ الضحكةِ البِكرِ يملؤني الحبورْ.. مالي إذا شقّ النّهارُ بنفحةِ الضوءِ الكفيفِ مسارَهُ أتقنتُ دسّ الخطوِ في رمسِ النسورْ.. لنهلتُ من ريقِ الحدائقِ عِطرَها وكففتُ كفي عن مُنازلةِ الجسُّورْ..
10/
تحمِلُّ أكتافُ عبراتي عِباراتي إلى حيثُ يربِضُ القصيدُ في عليائِهِ ناثِراً للرُّعاةِ المعاني أُبعثِرُ ذكرياتي بحيطةٍ وأجنحُ في درءِ الأماني
11/
في وِهادِ السلامِ مِلنا إلى ماءِ اليقينِ فغطتْ ثرانا اللحى الخائبةْ.. بعضٌ من ضِعافِ النفوسِ يُلجَمونَ الأرواحَ بالعبوسِ يؤلِبونَ القلوبَ بضحكاتِهم الهازئةْ.. ما أبشع أن يقبعَ في الخُطى الخُنوعُ تتوارى عن صراطِ الشمسِ الدِّمنُ العابئةْ..
|
Post: #40
Title: شمطاءٌ تلتهمُ الزمانَ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:43 AM
Parent: #38
شمطاءٌ تلتهمناَ
يمكنُها أن تكيلَّ، ما تشاءَ مِن الغِبارْ. ترفعُ ياقةَ قهقهتِها، تزرُّ الأنهارْ. تدسُّ اعوجاجاً فاتِكًا، بأجِنةِ النّهارْ. تبتسمُ ملءُ شفةِ البُركانِ، تحصدُّ الأنفاسَ من ثنايا الانبهارْ. امرأةٌ فائقةُ التغلغلِ، بانقباضاتِ النضارْ. مُترعةٌ بالتفكُّهِ، على أثرِ الأوتارْ. تخالها تشرعُ حليبَها، فترتمي بالنّار. بجوفِها تتماهى التفاصيلُ، تلقفُ أعصابَكَ كإعصارْ. امرأةٌ من شجبٍ وثبورٍ، تصهرُكَ بالانكسارْ.
26/5/2008م
|
Post: #34
Title: فيما يتفتقُ النَّزقُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:32 AM
Parent: #32
فيما يتفتقُ النَّزقُ
تمامُ الجُلوسِ بقُربِها.. نشيدُ أُمٍ لهدهدةٍ.. وطِفلٌ يُعاندُ شُرفَ النُّعاسِ.. تمطى النَّهارُ لظلِها، فهل بشمسٍ ضبابيةٍ، وسُكرٍ حلالٍ، يُقالُ: لامرأتي مدارٌ وعرشٌ كحيلٌ ولي في غارِها عُشبٌ ونار.. لأي الجهاتِ حِمىً، وأفاق سعدٍ زلال..
|
Post: #36
Title: Re: فيما يتفتقُ النَّزقُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:37 AM
Parent: #34
رفرفةٌ في حيزٍ باتِساعٍ خانِقٍ
1)
لا يغمضّ الضوءُ عينيهُ، وإنما يلبسهُ خفرُهُ.. حين يدغدغُ الظلامُ نهديهُ الضوءُ أُنثى فارِعةُ الوجدِ، تمشي الهوينى لا تعبأَ بالجُحورِ أو القصورِ تتوغلُ في المرايا تمنحُ الطُرقاتَ انكسارَ الظِلالْ. الضوءُ ريشةٌ بأصابِعِ طاهٍ يستردَّ لأقاصي الخيالِ رفرفةً في الحيزِ يتمهلُ في سردِ الندى يكشطُ الغبشَ عن المُحالْ.
2)
المطرُ لا يشبَهُ الضوءَ حين يتعامدُّ على اليابِسةْ ينتقي الأحضانَ ويُلقي ابتساماتَهُ المُضيئةَ الباسِلةْ للمطرِ عماءُهُ أيضاً فهو يستلقي بغباءٍ على آثارِ البيوتِ العابِسةْ
3)
تعبتُ من النبشِ في روحٍ، توارى بليلِ رُحاها: فيضُ المعاني. وأسرجتُ خيلَ الشكِّ، يلسعُ ظهرَها: سوطُ الموانئ. نقّرتُ صمتاً حبيس الصدى، فباء صوتي، كسيح المرامي. تقلبتُ ونهاراتُ الشوقِ، فغضتِ السلوى: كفُّ الأغاني.
10/12/2007م
|
Post: #39
Title: دُموعٌ مكبوتةٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:41 AM
Parent: #36
دُموعٌ مكبوتةٌ
للحقِّ.. لا تنسابُ دموعي، كأني حين تتكورُ في مضجعِها، وتهمُ بالانسيابِ إلى خديّ، أحسُّها ستأخذُ ما أريدَّ له أن يبقى بيني، يناوشُني، ويقضُّ مضجعي.. ولربما... لأن للمِدادِ دمعِهِ المُستمدّ من المكبوتِ، استعيضُّ به.. أو ربما لأني لا أحبذُ الموتَ مِراراً وتكرارا، بل أريدهُ دفعةً واحِدةً.. ولا يأتي.. لكن ما يُبكيني لا يُحصى.. فحتى متى سأستعيضُّ بالمِدادِ، وأُمزِقُ حناياي!! فحين: 1- اقرأ كِتابةً تعجُّ بإنسانيةٍ شاهِقةٍ.. 2- أرى أطفالاً تنهشهم الذئابُ بلا رحمةْ.. 3- يتكسرُّ الهوى بصخرةِ الواقِعِ.. 4- يتغذى الناموسُ الجشعِ من دمِ البِلادِ.. 5- يطوقُ المرءَ ما يُعجزَهُ.. 6- يهدرُّ أحدهم جمالَهُ ليرد قُبحاً لن يناله.. 7- ... الخ.. يتسمرُ دمعي، ويغشاني الهوانُ، لأن يدي الممدودة أقصر... والفراغُ كثيف..
20/4/2008م
|
Post: #41
Title: خُطى الهباءِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:52 AM
خُطى الهباءِ
وهل بعد ذلك، يمشي الغمامُ.. ليبذرَّ في الأرضِ: طعمَ الضياءْ..
كأني رأيتُ الدَّماءَ، تخضبُ وجهَ السماءِ، تغزو المساءْ..
رأيتُ النهاراتَ، كفتْ شذاها، لتغشى الفناءْ..
رأيتُ البحارَ، غاضتْ، . . . وضجّ الهباءْ..
|
Post: #64
Title: Re: رشفاتُ الغِناءِ
Author: مجدي عبدالرحيم فضل
Date: 03-07-2009, 07:14 AM
Parent: #11
دندنه
*
|
Post: #60
Title: Re: اِنفلاقُ النوايا
Author: مجدي عبدالرحيم فضل
Date: 01-10-2009, 03:24 PM
Parent: #7
إنَفِلاقُ النوايا
.
.
.
الحُسنُ فيها..
جَزْلُ العطايا..
ويستمرُ
الأنشِطار ...
وتتزاحم الشَظايا..
شررُ الحنين
وإلتقاء الهِبات
علي أرض
البهاء.
بله الفاضل لك شكري،،،
،،،،أبوقصي،،،،
|
Post: #42
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 00:58 AM
Parent: #1
|
Post: #43
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-12-2008, 01:02 AM
Parent: #42
|
Post: #44
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: REEL
Date: 09-13-2008, 09:23 PM
Parent: #1
... لا استطيع ان أؤنب ضمير النهار على يقظته ووضوحه ولكني اندس عميقا في قطن الليل المترفق بي لا اتعود على الحزن ولا انجرف في عشقك غبن فراقك عني و معذب حضورك ربما عادية تلك الموسيقا كما عادي ان اتمرجح هكذا و اظلل الواني برمادية بكل ذهول تمنحني هذا القدر الغريب من السعادة هذاالتوازن عديم اللون فقد تكون كثافة اللون مرهقة كما حنينه وبذخه فليبقى لوني منطفئا قليلا والنهار مبصرا والليل براح تعربد فيه القصائد
بلة محمد
لمفردتك متعة القراءة فلا تطل الغياب
|
Post: #46
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ وغيرها
Author: عبدالله الشقليني
Date: 09-13-2008, 09:56 PM
Parent: #44
العزيز رقيق الحال ، نقي الكلام : الأستاذ بلة
وأنت تهبط علينا بكتاب دسمٍ في صحيفة ورقية مُدونة في السماء . تُطل هي على كل العيون . شكراً لك وأنت تفتح دُنياك ساعة صفائها ، وتكتب من 2004 إلى 2008 نهر بين الشعر وقصائد النثر ونثر القصيد و عوالم رمادية وغير رمادية . كنت أنت هُنا بيننا ، تفتح ذراعيك لنا و تضُمنا لغتك الباهرة ... نحتاج زماناً لفك ضفائرها ... ونرقب شلال النور ( الأسود ) منها يفتح نافذة لقمر وجهها الوضاء .
شكراً لك
وسنعود من بعد قراءة تدلُف لمفاصل الأغراض الدفينة .
|
Post: #50
Title: الموسوعةُ الحانية
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-17-2008, 10:03 PM
Parent: #46
لا يمكنني القول: سقط سهواً لكني سأبقى كما قلت أيها الغيم الحاني بالخير فاتحاً دنياي على مصراعيها بأي أوان ومكان
أترقب منك من مداواتك الباهرة للمسافات الفالتة اترقب الضوء المبين
لك المحبات كلها
|
Post: #48
Title: المِدادُ الدفاق
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-17-2008, 09:56 PM
Parent: #44
قدرنا هكذا نتفيأُ بهجيرِ الانعتاقِ تسربلنا الأشجانُ فنعدو على رملِ الصمتِ نرفعُ البياضَ حتى حوافِ العتمةِ
قدرنا هكذا أن لا نقدر على الاعتيادِ نتماهى والألوانِ فيعلو الرمادي فينا حدّ الكفافِ فلا ضوء ولا اعتام أنه فقط: (براحٌ تعربدُ فيه الفراشات)
ريل لكِ الفرشاة واللوحة ولي نوايا الأفول
محبتي
|
Post: #45
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: قيقراوي
Date: 09-13-2008, 09:53 PM
Parent: #1
Quote: بلة محمد
لمفردتك متعة القراءة فلا تطل الغياب |
تحايا يا بله و اطلع من شح البريرية في انتظارك مطر ملون و اقواس قزح
قراية اولى صادفت مزاج رمادي اصلاً
|
Post: #51
Title: قرقراوي اللذيذ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-17-2008, 10:13 PM
Parent: #45
نتفق في الكثير وصاحبي البرير إلا أننا نختلف في أمر المزاج الرمادي الذي يعتريني بين الفينة والأخرى بينما صاحبي واثق الخطو يمشي
أنتظر الثانية صاحبي وبعيداً عن الألوان داخلها
شكر محب
|
Post: #47
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-17-2008, 09:49 PM
Parent: #1
وقد تنضب
سيدة المزامير رمضانك أكيد غير
تحايا للوالدة العزيزة وأختك والأبناء
هل وصلك أخر بريد؟
|
Post: #49
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: Ishraga Mustafa
Date: 09-17-2008, 10:01 PM
Parent: #47
آخر بريد كان متخم ب {انثى المزامير} وغيره لم احظى به
نصوصك ممتعة للروح يابله
|
Post: #52
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-17-2008, 10:22 PM
Parent: #49
البريد الأخر كان رداً عليكِ من قبلي وصاحبي محمد زين الشفيع بخصوص نشر القراءات
شكراً لإطرائك أتمنى أن تكون النصوص بقدره
|
Post: #53
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: ماجدة عوض خوجلى
Date: 09-18-2008, 00:46 AM
Parent: #1
اخى العزيز بله افتقدنا قلمك وحروفك لينا منها زمن لكنك كنت كريم معانا عوضتنا بجمال يدخل الى القلب لصدقة ومعانية العاليـه القيمة والمدلول ياجمال ماكتبته ومااسعدنا بعودتـــك تســـلم يارب من كل شـــر ...
|
Post: #55
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-28-2008, 09:07 PM
Parent: #53
الجميلة الماجدة شكراً لتكبدك وعثاء الإطلاع على المنطقة الرمادية أتمنى أن تكون خفيفة عليكم في رمضان
وشكراً أيضاً لافتقادك حضوري المتذبذب لأسباب شتى وعشمي أن تزول الأسباب ويبقى المرء في حضرتكم متدثراً بجمال أرواحكم
تحايا لك ومحبات ماكثة
|
Post: #54
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: هند محمد
Date: 09-18-2008, 03:11 AM
Parent: #1
أنيق الحرف بلة منتهى الروعة نصوصك كن ومدادك بخير رمضان كريم
|
Post: #56
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: حسين محي الدين
Date: 09-28-2008, 11:30 PM
Parent: #54
Quote: نُفيتُ فيّ، واستوطنتُ دروبي |
أيها المنفي تحية واحتراما
شكرا لهذه الحروف شكرا لأنك هنا من جديد
______________ حبي وأمتناني
|
Post: #59
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-22-2008, 12:52 PM
Parent: #56
سلمت صاحبي الجميل
تداعت إلى حد ما مقومات الغياب فجئنا لينال منا الهكر
شكراً لروحك صاحبي كن بخير
|
Post: #58
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-15-2008, 01:19 PM
Parent: #54
يقعدني إطنابك
وأعتذر عن تأخر ردي جعل الله أعوامك كلها عامرة بالجمال
تحياتي
|
Post: #57
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 10-09-2008, 07:00 PM
Parent: #1
إلى أن تأذن المتاريس تضمحل كدمات القلبِ
دونكم رسم محبات دافقة
نرجسة الخيلاء. لمحمد زايد الألمعي
وانتصبتُ على شرفات المدينةِ أسألُ.. عن قاتلي المرْتَدِي كلماتي وأهصر فيكم مواعيد جوعي وأعرف أني بلا أملٍ.. أرتجي رَشَداً في ضلالاتكم ... وانتصبت على شرفات المدينة ... قد خرجت عليكم ودارت عليّ دوائركم وكان لقاء الخطيئة بالنار أقسمت; أن دمي كان يشبهكم وأن الذي جاءني في المنام ـ مهيباً ـ كهذي الجبال هو صدرٌ عصيّ يناجز روحي.. التي آذنت بالزوال وأقسم ـ ثانية ـ أنني لم أُدِرْ غير أوجاعكم وجعاً أنني قد حملت زماناً من النرجس الجبلي; فماطلني وزماناً من العوسج المر أرخى أصابعه في جفوني وها تعبي: ليس أوله أن ريحانة في.. الحقول القصية كانت تحاصرني.. بملامحها, حين أبني بعوسجة في المدينة.. تعصمني من ضياعي. وهذي المدينةُ عجفاء قاماتها في الملوحة رعب وأقدامها في الدماء, وبين الملوحة والدم; أنصب من أضلعي هيكلاً للغناء! المدينة عجفاء.. والليلة امرأة; من ترائبها يخلق الشعراء والنواجي التي أبحرت ما استقرت لربانها, فالشوارع مثل التوابيت, تنتظر الموت مقرورة, والسكارى بهذا البريق عيون تقيَّح تحت محاجرها النوم, وهي تفتش عن نجمة, سقطت من حطام السماء. المدينة عجفاء تفترع التيه درباً وتلبسني سحنة الغرباء وها أنذا أتلمس بين الكهوف طلاسم وجهي وأقسم ـ ثالثةً ـ أنها لعنة عبرت في غضون سمائي فأسكنها الخلق وجهي, فمزقته وخلعت من اسمي القبيله, وارتجلتني البلاد نشيداً من الرفض والأمنيات.. وها أنا أقرأ بين الكهوف طلاسم وجهي وتلك التي قلدتني نياشين زهوي.. رمتني بهذي الدهاليز وحدي أعاقر خوفي وريحاً تسلسل أسرارها في غباري وتعوي فأنفض عني المدى ثم أقرأ وجهك, يا طائر الرفض, أقرأ وجهك: ... كم تشتريك القراطيس كيما تداجي الرياح التي تكسرك? تشتريك القراطيس?! واخجلة الفقراء!! حتام تنكر من قلدتك نياشين زهوك? حتام تجهل أنك مهما احترفت التمذهب لست الذي تتلبَّسه امرأة من نحاس وملح, .. وأنك مهما تشرذمت بين السلالات لن ترث السلف المعدني? ولن يتحدر من صلبك الخصب, والقمح والحيوات? فيا أيها المستريب ببعضك هلاَّ تيقنت أن الذي في ملامحك.. الآن ليس بوجهك, لكنه وجه من أطعمك? وهذا خلاصُك فوق سِراط الحقيقةِ هذا خلاصك فارجع فما عاد في العمر متسع كي تميل إلى ضده أو إليهِ لك الآن أن تتراجع عن موتك المعدنيِّ فإن القبور سواءٌ ولكنها ميتة سوف تحييك أو تقتلك! والمدينة عجفاء قاماتها في الملوحة رعب وأقدامها في الدماء, وبين الملوحة والدم; أقرأ وجهك فوق بكائي وأقرأ تيهك من دفتر القائمين على مِزَقي وأحب توحدهم فيّ إذ يرسمون شتاتي وها تعبي: .. ليس أوله أن ريحانة في الحقول.. القصية كانت تحاصرني بملامحها حين أبني بعوسجة في المدينة تعصمني من ضياعي.. وهذي الدروب تحاورني.. كي أموت فأقبل في وَلَهٍ أحْطم الجهر, حتى أرى قاتلي, حين يعبر بي في مجرات روحي, ويرجعني, قبل أن أتطهر من دنس الطين ألعنه, وأعود لأبحث عن قاتلي من جديد
|
Post: #61
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ..أذوب أنا في رحيق جسدها الرّاعش من فرط الرّغبة المغرِقة في عبقي!!
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 01-11-2009, 07:36 AM
Parent: #57
أخي بلة سلام على روحك الطيبة من روحي التي بها مسٌ من جنون وأتت بهذه المداخلة من خلال عناوين منطقتك الرمادية التي أرهقتني زهاء شهرين متتابعين وكأني أكفر عن قتلٍ خطأ .. لي الله فمنه الثواب وعلى من إجترأ علي جمال العاقبة !!
تصويبٌ نحو مداخِلٍ داكِنةْ : (اقتِراب – نفي – زيف – أرصفة – ورطة ) ... مثلها تشردت في خرائب التأملات محاولاً الاصغاء جيداً لمعزوفات اللقاء الأول قلت: التأملات هداية وخرائط واضحة احيااناً وفي مرات تتحول إلى خرائب لا يفلت بال المحب من كفي خرابها وتعاستها إلا بشق النفس!! ويحك!!
غادةُ الحدسِّ : تتعالى أشجانها وتجلياتها وتبدو مطربة وتبدو نعسا في كلام عينين من شغف واحتمالات. !!
تُرى ما كان ذلك؟ أخبرتها قبل غياب مفردات العينين!!
تُرى ما كان ذلك... ولِم ...؟ لأنها ترتدي سترة صمت مشاغب وتحكم قبضة شفتيها على ابتسامة أو بعض ابتسامة.. أخبرتها قبلاً عن غياب مفردات العينين!!
أغاني الغيابِ هي أغنية : هي أغنيات كرشفتين من صمت عينيها المكتحلتين بحبر الأسى الراقي والحنون ؛ الدلع المجنون ؛ الرضي والمتمرد !!
شهقةُ اللون : تلويحات غمامة مطرزة بأنوثة التلال والسواقي!!
امرأةٌ تداعبُ القلبَِ : صبية شقت عباءة الريح وجاءت بكل العطر والألق .. !!
رشفاتُ الغِناءِ : تمشي كأن النيل يعزف لحن زرقته!!
إرهاصاتُ الارتشافِ : ثرثرة اللفتات والعينين, والنجوى خميله ؛ لمت وشايات المدى بقوامها!!
ملامِحُ الغِناء : أتت إلى حبر المكان في كل حرف, غيمة سكرى وأسئلة بليله!!
الحظُّ الأحوصِ : لاأجرؤ على قول الكثير من جمل الإطراء والبهجة أمام أسئلة البحر وديوان جسد .. إنهما كحيلتان وناعستين!!
تشويه : قد يبدأ من حرف القدمين ولا ينتهي عند أية خاتمة في أخر جديلة في سطر ريح.لا تشويه!!.
عُزلةُ العُصفورِ .. في حضرة العصفور أجد قصائد الجسد المحكية المغناة بعفوية بليغة!!
أو وجهٌ يفتشُّ عن دمِهِ : الدماء تلك التي نظنها واضحة وسهلة ومجردة من أحرف العلة والزيادة لا يمكن فهمها واستيعاب رموزها ودلالات مفرداتها وموسيقاها وغنائيتها ببساطة وهذا وجه دون نتأمله بحثاً عن شرح قد يبدأ من حرف القدمين ولا ينتهي عند أية خاتمة!!
حيرةٌ تتنفس : أقل من قصيدة نار تحرق ، وتحترق!! اختلفت نغمات وقت الإنسان مثل معزوفات وجد وأغنيات البهجة والشوق الذي لا يشبه كذبة المحترقين بنار خيبتهم!!
ورطةُ الظِلِّ الكفيفِ على سطور دروبها قريبة وحزينة ولا تبعد أكثر من مسافة ضوء واشتياق بحري أو جبلي ...إنها ورطة.. براكينٌ تُهادنُ الأروقةْ : هي كمهرجان الطفل القائم بين المكان والمكان والمحبين والانتباه والانتباه!!
تقليصُ العُنفوانْ : لا .. لا يُقلص مثل قصيدة من عذوبة وبهاء وأن بلاغة جسدها المحكية تتلاقى وتتحاور مع فصاحة الروح وأناقة وجودها !!
مقيلٌ بصدرِ أُمي : أمي ؛ هي للروح قدرة عالية على مد الجسد بحشد جميل من الضياء وفتنة البروق !!
{كتابةُ القتلِ... سريعُ التّلفِ، لا أعرفُ كيف أطعنُ في الظِلِّ: غيابي..} كأنما حبر الموج والملح والسفر والانتظار وتلويحات الأشرعة وحوارية الزرقة الدائرة بين السماء والماء !! ملح وجُرح!!
{إضاءاتٌ مُتقطعةٌ قتيلُ أُنثى } وانت معى تقف على مفترق جنونى وعلى مشارف قبلة وحافة شهوة لتلامس تخوم جسد رسمته ريشة عاشق محترف برومانسية رائعة بت لا اعى هل الجنون قمة التعقل ام التعقل قمة الجنون .......!!!
{إلى التي تعرفُ ... لا ريب هرولة }: لنعرف ان المراة ليست هامشا فى مسودة رجل شرقى!!
همساتٌ لطاعِنٍ في الغيِّ : ولست شيطانا من صلصال ادم!!
قارِبُ الخرابِ : تركته فى ذاكرة جرحها ندبة ووشمة!!
محطاتٌ قصيرةٌ بأنفاسٍ لاهِثةٍ : وكأنها تقول :تلمس يدى لتعرف كم عاشق ترك اثار دفنه فوق يدى!! المحطة الأولى: امسك يديك لاقرا فيهم قدرى واحصى كم من القبل زرعت فوق خطوطهم.!! المحطة الثانية: تستفز قلمى لاكتب نصا لا يشبه نصوصى ...
{الأخبارُ السياسيةِ الأخبارُ السياسيةِ تعني أن ترى أو تسمعَ عن: - بلدٍ يحترقُ أو زيفٍ يتدفقُ.. الأخبارُ السياسيةِ} - فتحتْ خارطة الحزن تفاصيل الهوى - ينما حط فؤادي فهو بالنار اكتوى
الاضمحلال قودُ الزاهِدِ : فيأتي الولهُ السكران يحبو جثةً تستحضر الموتَ!!
مشنقةُ الهواء : خذلتني الشمسُ عند المعبرِ العلويّ للهواء!!
شغبُ الأجِنةِ : ما أصعبَ أن ينزلقَ العمرُ من المهدِ؟!!
مديحُ الغيابْ : هل صحيح ما نسمع من أن كثيراً ما يذوب “الجسد” ويتلاشى في حالة الحب مثلا !!
تغطيتُ بالبَردِ* إن كنت لا تبرد فإنك لا تجهش.. ترى.. تعزف ..تتقاطع.. تنفصل.. تتحرك.. تُصلّي لترافقنا الحياة .. سرعان ما تتوعّك وتذبل!! صغيرك أكثر إحساسا لأنه " سامر"!!
اختراق : كيف نخترق الحب..الكره.. الفكرة.. الحكمة.. التأمل.. أزمة الضمير.. غربة.. عوز.. ضياع.. نكران.. و فن الخسارة خطوة..بخطوة..!!
رائحةُ اللا شيء : الرائحةُ الطازجة للآشيء تساعد المعنى على السطوع.. والإنارة.. تشحن اللامحسوس بالمحسوس لنذوق طعم اللآشيء!!
أحذيةٌ باليةٌ لذاكِرةٍ حافيةْ: لا شئ افظع من أن يسكت قلمك بالغصة وهو مليئ بالحبر!!:ولا أقسى من ان أتحدث الى جثة عشق هامدة وهي تتقمص ذراتي!! لا شيء فيك بالي بل كل شيء يتجدد!!
شمطاءٌ تلتهمناَ : ياامرأة من فسيفساء .. أي وهج للعشق تترك حروفك فينا!! ياأمراة تغرد خارج سرب الحريم.. وخارج هوادج الخدر .. حاسرة الوجه بلا خمار أسود أو أبيض !!
فيما يتفتقُ النَّزقُ: ما الذي فيك من طينة الملائكة وما الذي ضيعته من ارجاس المخلوقات بدهائك وكيدك وضعفك
رفرفةٌ في حيزٍ باتِساعٍ خانِقٍ: هل أنت مطلق يبحث عن مستحيل؟ أم مستحيل يبحث عن مطلق ؟
دُموعٌ مكبوتةٌ: كفي عن ذبح رجولتي بسيف انوثتك المدماة بغيرتي وشكي!!
{خُطى الهباءِإلى أن تأذن المتاريس تضمحل كدمات القلبِ} بياض ثوبي ملطخ بدمك .. وبصمات اصابعي على نصل فجيعتك .. وما نزفته عينيك من دموع على اكتافي وصدري .. وما تركته من بصمات على مدونة جسدي شاهد على فجيعتك..
{دونكم رسم محبات دافقة} يا امرأة مجبولة من جمر وبوح وعشق وحرف وقافية وقصيدة .. *نرجسة الخيلاء: وهل جاءت من بين خميلة العشق؟!... أذوب أنا في رحيق جسدها الرّاعش من فرط الرّغبة المغرِقة في عبقي!!
*لمحمد زايد الألمعي
|
Post: #62
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ..أذوب أنا في رحيق جسدها الرّاعش من فرط الرّغبة المغرِقة في عبقي!!
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-18-2009, 01:24 PM
Parent: #61
على قُصاصةٍ والطريق يقضم قدميّ ووقتي كتبتُ لك صاحبي ومثلك بدأت بالهجس المفضي للجنون كتبتُ:
لا يستوي الرد عليك صاحبي على عجلٍ وأنت قد أهلكت كل هذا الوقت للوقوف بمهلٍ في أرجاء كل هذا النشاز الشاسع
لا ريب سأتي أن بقيت
لك كل الحب وبك
|
Post: #63
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ..أذوب أنا في رحيق جسدها الرّاعش من فرط الرّغبة المغرِقة في عبقي!!
Author: مجدي عبدالرحيم فضل
Date: 03-07-2009, 07:08 AM
Parent: #62
نحن ننتظر البقية
*
*
|
Post: #65
Title: Re: منطقةٌ رماديةٌ..أذوب أنا في رحيق جسدها الرّاعش من فرط الرّغبة المغرِقة في عبقي!!
Author: عبدالكريم الامين احمد
Date: 03-07-2009, 12:32 PM
Parent: #63
فوووق من اجل هذا الكلام والصهيل الجميل وتحياتي اخ بلة
|
|