بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد

بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد


06-02-2013, 12:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=188&msg=1398711589&rn=96


Post: #1
Title: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-02-2013, 12:07 PM
Parent: #0

أعني، هنا، الشيوعية السُّودانية تحديدًا .. في حال كان بينها وبين الفكر الشيوعي "الأصل" أي اختلاف قد يُذكر

Post: #2
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Asim Fageary
Date: 06-02-2013, 12:12 PM
Parent: #1

Quote:

أعني، هنا، الشيوعية السُّودانية تحديدًا



عايز تبتدي بالفكر ولا بالشيوعية السودانية!

ولا بالتصوف الشيوعي بشكل عام كضرب من ضروب التغريب !

Post: #3
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-02-2013, 12:13 PM
Parent: #1

هذا البوست مفتوحٌ لمُناقشة الفكر الشيوعي السُّوداني، ومعرفة علاقته بالدين. السؤال التقليدي الذي قد يكون مطروحًا في مثل هذا المقام هو: "هل الشيوعية ضد الدين؟" والإجابة المتوقعة هي: "لا"، ولكن ما الذي يُقصدُ بهذه الإجابة تحديدًا؛ لاسيما إذا اقترنت بمعرفتنا بأنَّ الشيوعية، كفكر حُر، هي ليست ضد التدين، على اعتباره مسؤوليةً فرديةً وحُريَّةً شخصيةً مكفولةً للجميع. فليكن معلومًا للجميع أنَّني، هنا، أعني تحديدًا، موقف الشيوعية من الدين وليس التدين، كقاعدة أساسية يقوم عليها الحوار.

Post: #4
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Asim Fageary
Date: 06-02-2013, 12:20 PM
Parent: #3

Quote:

بأنَّ الشيوعية، كفكر حُر، هي ليست ضد التدين





كان أثبت دي تبقى الشيوعية السودانية بالذات لا غبار عليها حيث أنها تصلي وتصوم وتلبس الحجاب وتعترف بولاية الفقيه


ومنهم صوفيون موحدون وقائمين لليل وذاكرين وذاكرات

ويرفضون العلمانية وينادون بالدولة المدنية اللي لحد الآن ما عارفين نحنا هل هي دولة مجنية إسلامية أو غير ذلك إن كانت ليست علمانية !

وأعتقد موقفهم من العلمانية دا بالتحديد هو المدخل المهم لمعرفة علاقتهم الحديثة بالدين



Post: #5
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: عوض محمد احمد
Date: 06-02-2013, 01:05 PM
Parent: #4

مع ان اكثر من عرفوا بالالحاد و معاداة الاديان في تاريخنا المعاصر ليسوا من منسوبى الحزب الشيوعى
بل و فيهم من انتسب لاحزاب ذات خلفية دينية فقط من اجل ايجاد مجال واسع للعمل السياسي في بلد لا تحترم الخيارات الشخصية في الموقف من الدين

Post: #6
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-02-2013, 01:24 PM
Parent: #5

من المهم، في هذا المقام، استصحاب مقررات المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السُّوداني 2009 والذي يُمثل رأي الحزب الرَّسمي المُعلن في موقفه من الدين، والقائم في الأساس على ضرورة تجاوز الماركسية باستيعابها، وليس اتخاذها عقيدةًً "جامدةً" من واقع أنَّها (=الماركسية) علم Science يقبل التنظير والمُساهمة. هذا الموقف الذي تمثل، فيما سبق وأن أشرتُ إليه، من احترام الحزب الشيوعي (كحزب ديمقراطي حُر) لمسألة التدين واحترامه كحرية فردية، والاعتراف بالدين كمكوِّن أساسي للمجتمع. (وهذا، بالتأكيد، لا خلاف حوله) وهو الموقف الذي أعتبره ضبابيًا لا يُوضح الموقف الأيديولوجي والفلسفي(*) للحزب من الدين.

على أنَّ الجذور الأولى لفكرة هذا البوست تعود إلى بوست قديم يعود تاريخه إلى عام 2010 بعنوان (دعوة لتكوين حزب شيوعي جديد في السودان) وجذور ثانوية أخرى كانت في بوست (سؤال لقيقراوي والمفسرين الجدد) الذي تناول حديثًا عابرًا بيني وبين الأخ بدر الدين أحمد موسى عن المادية والمثالية والذي أراهُ أُس المُشكلة المُراد تناولها بالنقاش في هذا البوست: "كيف يُمكن أن يكون هنالك شيوعي مُتدين؟" وعلى هذا فإنَّ هذا البوست لا يهتم كثيرًا بعلاقة الحزب الشيوعي السُّوداني بالدين، بل بفهم العضوية لمسألة التدين على ضوء النظرية الفلسفية التي تقوم عليها الشيوعية نفسها، وذلك على ضوء فكرة تجاوز الماركسية عبر استيعابها وإعادة التنظير لها من داخلها المُؤشارة إليها في الفقرة أعلاه.


-------------------
(*) هنا إشارة إلى ما كتبه كارل ماركس عام 1846 في كتابه (الأيديولوجيا الألمانية – القسم الأول: المثالية والمادية) تحت تبويب (الفرضية الأولى للطريقة المادية)

Post: #7
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-02-2013, 01:43 PM
Parent: #6

الأخ عاصم فقيري
تحيِّاتي

أي كيان، حزب، هيئة، فرد ذو نزعة ديمقراطية هو، بالضرورة، يُؤمن بحرية التدين، وبأنَّ الأديان هي أحد أهم المكونات الثقافية لأي مُجتمع، ومن ينكر ذلك فهو مُجرَّد قارئ سطحي جدًا للواقع، أو شخص ساذج ولا يعي تمامًا معنى "المكوِّن الثقافي" ... ولكن هذه ليست المُشكلة التي يطرحها البوست، البوست يُحاول معرفة موقف أعضاء الحزب أنفسهم من التدين نفسه، وليس من الدين. فأن تحترم الأديان شيء، وأن تؤمن بها أو تعتنقها شيء آخر. الأمر الذي دفعني لقول ذلك، وهو سوف يأتي شرحه بشيء من التفصيل لاحقًا، هو أنَّ الإيمان الديني قائم في الأساس على الاعتراف بعوالم ميتافيزيقية، والميتافيزيقيا لا وجود لها في المادية الفلسفية والتي تُعتبر الأساس الفلسفي للشيوعية، وهذا ما يجعلني مُتسغربًا من وجود أفراد شيوعيين مُتدينيين، لأنَّ المادية الفلسفية ببساطة شديدة تعني الإلحاد، أو في حالات أقل حِدَّةً: لادينيين(!)

تحيِّاتي

Post: #8
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-02-2013, 01:44 PM
Parent: #7

الأخ: عوض محمَّد أحمد
تحيِّاتي

قد يكون كلامكَ صحيحًا إلى حدٍ بعيد

محبتي

Post: #9
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Asim Fageary
Date: 06-02-2013, 01:51 PM
Parent: #8

Quote: يُحاول معرفة موقف أعضاء الحزب أنفسهم من التدين نفسه،


ودا ياهو المجنن الناس ذاتو

قبل فترة كان في بوست مفتوح بيثبتوا فيهو إنه أحد الشيوعين صوفي وذاكر وبيقيم الليل !

ومبسوطين بالكلام دا

عشان كدا أنا رديت في ذلك البوست بعبارة (التغريب الذي يعاني منه الشيوعي السوداني)

Post: #10
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-02-2013, 02:30 PM
Parent: #9

الأخ: عاصم فقيري
تحيِّاتي مرَّةً أخرى

أنا أُسميه عدم اتساق، فالشيوعي السُّوداني المُتدين هو إمَّا ماديٌ غير مُتسق أو مثاليٌ غير مُتسق(!)

محبتي لك

Post: #11
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-02-2013, 03:06 PM
Parent: #10

المسألة الأساسية في الفلسفة تدور حول سؤال واحد فقط: "أيهما أسبق إلى الوجود: المادة أم الوعي؟" وطريقة ونوع إجابتنا على هذا السؤال يُحدد، مُباشرةً، إلى أي صنف من الفلسفتين الكبيرتين ننتمي: الفلسفة المادية، أم الفلسفة المثالية. فالمثاليون يفترضون أسبقية الوعي على المادة في حين أنَّ الماديين يفترضون العكس (أسبقية المادة على الوعي). فمثلًا: يعترض كارل ماركس على طريقة هيغل الفلسفية في الإجابة على هذا السؤال فيقول إنَّ الأفكار-الوعي لدى هيغل لم تكن سوى صورٍ مُجردةٍ عن الواقع-المادة؛ بل وإنَّ الواقع-المادة نفسها ليست سوى انعكاس للفكرة الموجودة سابقًا. ويتساءل ماركس هنا باستغراب: "أين كانت هذه الأفكار موجودة قبل المادة؟"(انتهى كلام ماركس) وفي المُجلد الأول من كتاب (رأس المال) يطرح كارل ماركس رأيه حول هذه النقطة بوضوح مُعاكس لرأي هيغل فيقول: "إن حركة الفكر ليست إلا انعكاسا لحركة المادة منقولة إلى دماغ الإنسان ومتحولة فيه"(انتهى كلام ماركس) وبمعنى آخر فإنَّ الأفكار-الوعي هي التي تمثل انعكاسًا لحركة الواقع-المادة لأنَّ الأفكار والوعي هي إنَّما مصدرها الدماغ (المادي)، وبذلك يكون ماركس قد استعدل فكر هيغل الذي كان يراه مقلوبًا رأسًا على عقب. وهو ما شرحه، بعد ذلك، فريدريك أنجلز في كتابه (ضد دوهرنغ) فقال: "إن وحدة العالم ليست في كيانه... بل في ماديته. وهذه المادية قد أثبتها... تطور طويل وشاق للفلسفة وعلوم الطبيعة... الحركة شكل وجود المادة. لم يوجد قط ولا يمكن أن يوجد أبدا في أي مكان مادة بدون حركة ولا حركة بدون مادة... ولكن إذا تساءلنا... عن ماهية الفكر والمعرفة وعن مصدرهما نجد أنهما إنتاج الدماغ الإنساني وأن الإنسان نفسه هو نتاج الطبيعة الذي نما وتطور في محيط طبيعي معين ومع هذا المحيط. وإذ ذاك يغدو من البداهة أن نتاجات دماغ الانسان التي هي أيضا عند آخر تحليل نتاجات للطبيعة ليست في تناقض بل في انسجام مع سائر الطبيعة."(انتهى كلام أنجلز)

حسنًا، ماذا يعني كل ذلك؟
الفلسفة المادية ببساطة شديدة ترفض أسبقية الوعي على المادة، وهذا يعني بالضرورة، رفض فكرة "الله" أو أي فكرة "ميتافيزيقية" (=غير مادية) أدت بأي طريقةٍ كانت إلى تكوَّن المادة، وهذا الكلام ليكون على مستوى الكلام الشعبوي قد يُترجم على أنَّه رفض لفكرة إله "خلق" الكون بكل ما فيه من موجودات مادية، وكذلك رفض فكرة وجود أيَّ كيان ميتافيزيقي (=غير مادي) مُستقل تمامًا عن المادة أو خارجها، وهذا، بدوره، يعني رفض كل الكائنات الميتافيزيقية التي كانت مطروحه في زمنه أو قبل زمنه أو حتى ما سوف يستجد بعد زمنه (آلهات – أرواح – ملائكة – شياطين – عفاريت – جن ..... إلخ)

حسنًا؛ فأين المُشكلة؟
المُشكلة هنا أنَّ الفكر الشيوعي قائم أساسًا على الفلسفة المادية، والفلسفة المادية هي الإطار النظري "الفكري" العام للشيوعية، ومن هنا فإنَّ وجود شخص شيوعي يُصدِّق بوجود "خالق" أو كائنات أو ظواهر ميتافيزيقية هو أمر في غاية الغرابة، وهو ما يجعلنا نقول بأنَّ هذا الشخص هو أحد أمرين:
1- إمَّا أنَّه غير مُتسق، كما سبقت الإشارة آنفًا في مُداخلة سابقة.
2- أو أنَّه غير مُستبصر بحقيقة وتبعات واستحقاقات المادية الفلسفية.

ففي الحالة الأولى، يكون هنالك خلل معرفي عميق لدى الكادر الشيوعي، وفي الحالة الثانية يكون هنالك خلل تنظيمي عميق في تأهيل الكادر الشيوعي. فأيهما أقل رحمة؟

Post: #14
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Abdel Aati
Date: 06-02-2013, 05:15 PM
Parent: #7

Quote: أي كيان، حزب، هيئة، فرد ذو نزعة ديمقراطية هو، بالضرورة، يُؤمن بحرية التدين، وبأنَّ الأديان هي أحد أهم المكونات الثقافية لأي مُجتمع، ومن ينكر ذلك فهو مُجرَّد قارئ سطحي جدًا للواقع، أو شخص ساذج ولا يعي تمامًا معنى "المكوِّن الثقافي" ...
ومن قال اصلا ان الحزب الشيوعي هو حزب ديمقراطي ؟؟ الاحزاب الشيوعية احزاب شمولية قائمة على مبدأ الصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتاريا ؛ وفي اي بلد وصل فيها الحزب الشيوعي الى السلطة انشأ ديكتاتورية وشمولية شرسة ولا يزال الامر هكذا في الدول الشيوعية القائمة حاليا ( كوبا؛ الصين؛ فيتنام؛ لاوس؛ كوريا الشمالية) ؛ بل ان الشيوعية هي واحدة من اسؤا شموليات القرنين التاسع عشر والعشرين .

الشيوعية لا تنظر للاديان كمكون للمجتمع؛ بل كوعي زائف وكشكل من اشكال الاستلاب الانساني؛ ومن لا يعرف ذلك فهو ((مُجرَّد قارئ سطحي جدًا للواقع ووللتاريخ، أو شخص ساذج))

Post: #12
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Abdel Aati
Date: 06-02-2013, 04:13 PM
Parent: #4

Quote: بأنَّ الشيوعية، كفكر حُر، هي ليست ضد التدين
الشيوعية عموما ؛ والماركسية خصوصا ؛ هي من اشد اعداء الدين والتدين ؛ وتعتبره علف روحي للجماهير وافيون للشعوب .
تاريخ كل الانظمة الشيوعية هو تاريخ عداء متأصل للدين والتدين ...

الشيوعية السودانية براغماتية ؛ وكذابة ؛ ومضطربة ؛ وماسكة العصاية من النص .







البدايات الخاطئة توصل لنتائج خاطئة .

Post: #13
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-02-2013, 04:37 PM
Parent: #12

هشام ادم

تحياتي

في البداية يا هشام, ارجو ان تفهمنا ما هو الفكر الشيوعي الاصلي و عداءه للدين و ثم فهمنا الفكر الشيوعي السوداني.
بالعربي يا هشام,
اشرح لنا ليه الفكر الشيوعي معاد للدين و انا هنا عايز كلام مثبت
مثل ان تقول في هذه الفقرة من كتاب ماركس او انجلز او عبد الخالق محجوب فان على كل شيوعي ان يكون ملحدا و معاد للدين كشرط ان يكون شيوعي.
بعد داك حا نرمي بسهمنا ان شاء الله!

Post: #15
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: عوض محمد احمد
Date: 06-02-2013, 05:46 PM
Parent: #13

اعرف ان للحزب الشيوعى راى سلبى في دكتاتورية الطبقة بحكم اقراره النهايئ بالديمقراطية و التعددية
كما له رائ مخالف للماركسية بشان الادبان
انما السؤال لماذا يحتفظ بتسمية الشيوعي التى تحمله على تحمل تبعات لا يريدها؟؟؟

Post: #17
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-02-2013, 06:14 PM
Parent: #15

**موقف أي حزب سياسي من أي قضية يجب أن يكون مصدره ومرجعه برنامج ذلك الحزب . فالحزب المعني يعلن وبجلاء موقفه من قضية الدين:-



Quote: الفصل العاشر
الدين والسياسة

1) لا نؤسس لموقف جديد، بشأن مسألة الدين والدولة، بقدر ما نسعى لتطوير رؤيتنا التي تبلورت مع الإرهاصات الأولى لنشأة حزبنا، ونسجل في الوقت ذاته نقداً ذاتياً لتقصيرنا في تطويرها خلال العقود الأربعة الماضية، وفق ما ألزمنا به أنفسنا في المؤتمر الرابع.
2) تتأسس هذه الرؤية على احترام حزبنا لمقدسات شعبنا وأديانه:_ الإسلام والمسيحية والأديان الإفريقية، باعتبارها مكوناً أساسيا من مكونات وعيه ووجدانه وهويته، وبالتالي نرفض كل دعوة تتلبس موقف حزبنا لتنسخ او تستهين بدور الدين في حياة الفرد والأسرة، وفي تماسك لحمة المجتمع، وحياته الروحية، وقيمه الأخلاقية، وتطلعاته للعدالة الاجتماعية، ونعتبرها دعوة قاصرة وبائنة الخطل.
3) فوق ذلك يستلهم حزبنا ارفع القيم والمقاصد لنصرة المستضعفين وشحذ هممهم وحشد قواهم من اجل الديمقراطية والتغيير الاجتماعي وذلك على قاعدة الاحترام والتسامح الديني في بلادنا متعددة الأديان والمعتقدات، كنزوع فطري يتوجب علينا الإعلاء من شأنه، وتطويره، وتخليصه من علل الاستعلاء به، كما وبالثقافة او اللغة او العرق، وما يتولد عن ذلك من مرارات متبادلة بين مكونات شعبنا.
4) يرفض حزبنا أن يصبح الدين أداة نزاع في سياق الصراع الاجتماعي، وان نتخذ لهذا السبب بالذات، موقف المعارضة الفكرية والسياسية الحازمة ضد أي مسعى، من أي قوة اجتماعية، لاستغلاله في تحقيق أي مصالح اقتصادية وسياسية .وننطلق في موقفنا هذا، من حقيقة ان معيار الأغلبية والأقلية معيار سياسي لا ينسحب على قضايا الفكر والثقافة والمعتقد الديني والتي لا تحسم بالتصويت.
5) يبحث الحزب الشيوعي عن أصل استلاب إنسان بلادنا وعذاباته في عمق الصراع السياسي والاجتماعي حول علاقات الإنتاج الاجتماعية. ويتخذ هذا الصراع في الوقت الراهن، مثلما ظل يتخذ منذ عقود طوال، شكل ومضمون المواجهة بين مشروعين متوازيين تماماً : مشروع الدولة الدينية، من جهة، والذي تقف وراءه وتدعمه القوى الظلامية التي تتخذ من قدسية الدين دثاراً ودرعاً آيدلوجياً لتحقيق مصالحها الاقتصادية السياسية الدنيوية الضيقة، ومشروع الدولة المدنية الديمقراطية من جهة اخرى، والذي ترفع لواءه قوى الاستنارة والعقلانية السياسية التي تتطلع الى نظام حكم يراعي خصائص التعدد والتنوع اللذين تتميز بهما امتنا، بما يصون وحدتها الوطنية، واستقلال بلادنا، وسلامة أراضيه.
6) ويطرح الحزب أمامه مهمة قيام منبر واسع لتوحيد قوى الاستنارة في النضال من اجل الدولة المدنية الديمقراطية، ومواجهة التطرف والهوس الديني استناداً الى الخلاصات التي راكمتها خبرات شعبنا حول المخاطر الناجمة عن الدولة الدينية وإقحام قدسية الدين في السياسة.
7) نزع قناع الزيف عن البرنامج السياسي المعادي، باسم الدين، لطموحات الملايين من أبناء وبنات شعبنا، والرامي لوأد تطلعاتهم الوطنية والاجتماعية، وهو البرنامج الذي طالما ذاقت جماهير شعبنا ويلاته تحت دكتاتورية الجبهة الإسلامية، متحالفة مع الطاغية جعفر نميري، او منفردة بالسلطة منذ انقلابها عام 1989، ابتداءً من قوانين سبتمبر البغيضة، الى قوانين النظام العام والأمن والقوانين الجنائية المختلفة، حتى الجهاد باسم الإسلام ضد الشعب تقتيلاً وتعذيباً وتفرقة وقهراً.


http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=169166

Post: #19
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-02-2013, 06:20 PM
Parent: #17

لمحات موجزة من برنامج الحزب الشيوعي ,, تشمل قضية الديموقراطية/ الحزب الشيوعي والماركسية الخ:-
(( الحزب الشيوعي السوداني وقضية الديموقراطية
الفصل الأول
الديمقراطية
أولا: وحدة التنوع
بادر حزبنا منذ الاستقلال بطرح موضوعة الإقرار بواقع التعدد والتنوع كسمة شاملة للسودان باعتباره ضرورة لا غنى عنها لتأسيس مشروع وحدوي للنهضة والتطور. والآن تكاد كل القوى السياسية والفكرية تجمع على إن السودان وطن متعدد ومتنوع الأعراق والقوميات واللغات والمعتقدات والثقافات. ولم يعد هذا مجرد أطروحة في مجالس الدوائر المستنيرة والدراسات، بل أصبح كثيف الحضور في خضم الصراعات السياسية والاجتماعية الدائرة بمختلف الأشكال.
نواصل السعي لتطوير واستكمال هذا الإجماع بالتركيز على ما يلي:
1. أن يشكل التعدد والتنوع المكوّن العضوي لثقافتنا الوطنية، بمنابعها وتعبيراتها المختلفة دون قهر او وصاية. وأن يشكل ذلك بالتالي عظم الظهر لكل السياسات الإعلامية والتربوية والإبداعية .
2. إدانة الاسترقاق وتجارة الرقيق بوصفهما وصمة في جبين الإنسانية ودملاً خبيثاً في تاريخنا الوطني.
3. جعل التمييز والاستعلاء بدوافع العرق او الجنس او اللغة او الدين او الثقافة فعلاً محرماً ومدموغاً على مستوى القانون ومستوى الوعي الاجتماعي الثقافي العام.
4. التمييز الايجابي لمهمشي الوطن كافة: النساء والمجموعات الإثنية في المناطق الأكثر تخلفاً.

ثانياً: الديمقراطية التعددية.
يستلهم الحزب الشيوعي هنا تجربة السودان التاريخية الخاصة وأيضا ما توصل إليه الفكر السياسي العالمي.إن نشأة حزبنا منذ أواسط أربعينيات القرن الماضي وسعيه الحثيث باتجاه قيام التنظيمات النقابية للعمال والمزارعين والموظفين واتحادات الطلاب والنساء والشباب يقدم الدليل الساطع على نزعته الديمقراطية المتأصلة في أساس تكوينه نفسه.
وقد انتقد حزبنا باكراً رؤية بعض القوى السياسية للديمقراطية كمحض ممارسة شكلية دون محتوى اجتماعي. كما أكد مؤتمره الرابع (1967) ان قيادة الحزب الماركسي للدولة لا تعني وجوب نظام الحزب الواحد، وإن الاشتراكية لا تعني إهدار ما حققته الشعوب من حقوق وحريات للفرد والجماعة، بل تعني استكمال هذه المكتسبات بتحرير الإنسان من سيطرة راس المال ومن الغربة من مراكز السلطة واتخاذ القرار-أي إكساب الديمقراطية محتواها الاجتماعي.
ويتمسك حزبنا بالاستنتاجات الرئيسة التي توصل اليها نهائياً ، ومنذ العام 1977 ، حول أن انجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية التعددية والانتقال للاشتراكية لا يتم إلا عبر الديمقراطية، متمثلة في الحقوق السياسية للجماهير وديمقراطية النظام السياسي.
ونخلص من هذه الاستنتاجات الأساسية لنركز على ما يلي :
1. ظروف بلادنا، بتعدد تكويناتها الاقتصادية والاجتماعية والقومية، والتباين في تطور قطاعاتها الإنتاجية،مازالت تشكل الأساس المادي الموضوعي لتعدد الأحزاب والكيانات السياسية. ونحن نرفض دعاوي البعض بأن الأحزاب انتهت ترويجًا لمقولة الحزب الواحد . إن صيغة الحزب الواحد، تقدمياً كان ام يمينياً، أثبتت فشلها في السودان، وفشلت بالمثل صيغة حل الأحزاب بقانون من داخل برلمان او بالقمع والإرهاب في عهود الديكتاتوريات.
2. واستلهاماً لدروس التجربة السودانية يرفض الحزب الشيوعي نمط الحزب الواحد.
3. ومستلهماً نفس التجربة توصل حزبنا إلى أن النضال من اجل الديمقراطية والدفاع عنها قد استقر كقانون أساسي للثورة السودانية مثلما استقر الإضراب السياسي والانتفاضة الشعبية كأداة فاعلة للإطاحة بالديكتاتوريات.
4. أثبتت تجربة نصف قرن منذ الاستقلال أن استقرار الديمقراطية في السودان رهين بالانعتاق من إسار النهج الانقلابي للوصول إلى السلطة.
.......
الحزب الشيوعي والماركسية
الماركسية علم، وهي بذلك مفتوحة لمساهمة الإنسان. إنها علم المجتمع الذي يضيف إليه الفكر الإنساني ما يكتشف من المعرفة ومن ثم فهي متجددة لا تقبل الانغلاق .
إننا لا ننكفئ على الماركسية كعقيدة جامدة، بل نسعى بعقل جماعي مفتوح لاستيعابها، ومن ثم للاستعانة بها لدراسة وفهم الواقع السوداني وتغييره. نحرص على ألا ننمي إي حساسية مرضية مسبقة إزاء أية أداة منهجية، حتى لو لم تستند إلى الماركسية، بل لن نستنكف ان نعطي ، حتى في هذا السياق ،الاعتبار البراغماتي الكافي لما قد يطرحه الواقع حولنا من معطيات لا يمكن ان يسقطها او يغفلها سوى عقل مغلق.
من جانب أخر، نواصل تعاملنا مع منظومة المفاهيم والمصطلحات الواردة في برنامجنا ووثائقنا والتي استقرت دلالاتها المحددة من خلال عُشرة الجماهير معها، مثل :التغيير الاجتماعي ،والسلطة الوطنية الديمقراطية، والأفق الاشتراكي،والإصلاح الزراعي،والرأسمالية الطفيلية، والاستعمار الحديث.وفي نفس الوقت سنأخذ بالمفاهيم والمصطلحات التي استجدت وتسعي الي تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية........
يسترشد بالماركسية منهجاً ونظرية في استقرائه واستنتاجاته لمعرفة الواقع وتغييره للأفضل ويهتدي بكل ما توصلت إليه البشرية من معارف لمصلحة السودان وكل ما هو خير من الموروثات المتجذرة فينا كسودانيين وما هو نابع من انتمائنا العربي والأفريقي وفوق كل ذلك مستنداً إلى تجارب الواقع السوداني واضعاً في الاعتبار كل متغيراته وما يحدث من مستجدات في العصر .

الحزب الشيوعي ونظرية الحزب الواحد وديكتاتورية الطبقة العاملة
.. نحن نرفض دعاوي البعض بأن الأحزاب انتهت ترويجًا لمقولة الحزب الواحد . إن صيغة الحزب الواحد، تقدمياً كان ام يمينياً، أثبتت فشلها في السودان، وفشلت بالمثل صيغة حل الأحزاب بقانون من داخل برلمان او بالقمع والإرهاب في عهود الديكتاتوريات.
2. واستلهاماً لدروس التجربة السودانية يرفض الحزب الشيوعي نمط الحزب الواحد
))

Post: #16
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-02-2013, 05:57 PM
Parent: #13

هشام ادم
تحياتي

ارجو ان تقرأ و تفهم الكلام ادناه من البيان الشيوعي
البيان الشيوعي هو اول وثيقة وضعت الاسس الفكرية للشيوعيين كمجموعة سياسية و قد قام بصياغتها كارل ماركس و فردريك انجلز
اهم شئ انك تقرأ و تفهم الفقرات التي ظهرتها انا

In what relation do the Communists stand to the proletarians as a whole?

The Communists do not form a separate party opposed to the other working-class parties.

They have no interests separate and apart from those of the proletariat as a whole.

They do not set up any sectarian principles of their own, by which to shape and mould the proletarian movement.

The Communists are distinguished from the other working-class parties by this only: 1. In the national struggles of the proletarians of the different countries, they point out and bring to the front the common interests of the entire proletariat, independently of all nationality. 2. In the various stages of development which the struggle of the working class against the bourgeoisie has to pass through, they always and everywhere represent the interests of the movement as a whole.


The Communists, therefore, are on the one hand, practically, the most advanced and resolute section of the working-class parties of every country, that section which pushes forward all others; on the other hand, theoretically, they have over the great mass of the proletariat the advantage of clearly understanding the line of march, the conditions, and the ultimate general results of the proletarian movement.

The immediate aim of the Communists is the same as that of all other proletarian parties: formation of the proletariat into a class, overthrow of the bourgeois supremacy, conquest of political power by the proletariat.

The theoretical conclusions of the Communists are in no way based on ideas or principles that have been invented, or discovered, by this or that would-be universal reformer.
http://www.marxists.org/archive/marx/works/18...t-manifesto/ch02.htm

They do not set up any sectarian principles of their own, by which to shape and mould the proletarian movement
الفقرة الاولى المظهرة يا هشام تقرأ الاتي
ليس للشيوعيين مبادئ "مذهبية" تخصهم لقولبة الحركة العمالية فيها
بالعربي الكلام معناه
الشيوعيون زيهم زي العمال من كل ضروب المجتمع و ليس هناك شرط لينتموا لفلسفة محددة و الا لكانوا قالوا ان على الشيوعي ان يكون كافر او يكون مؤمن او يربي دقن و يقصر بنطلونه و هكذا !

The immediate aim of the Communists is the same as that of all other proletarian parties: formation of the proletariat into a class, overthrow of the bourgeois supremacy, conquest of political power by the proletariat
الكلام اعلاه معناه يا هشام
ان الهدف المباشر للشيوعيين مثلهم مثل احزاب العمال الاخرى هو توحيد العمال كطبقة واحدة و هزيمة البرجوازية و كسر هيمنتها و توصيل العمال للسلطة السياسية
فلو قالوا انه على الشيوعي ان يكون كافر شرطا ففي ذلك احباط لهدف توحيد العمال لأنهم سيكونون مميزين على بقية الطبقة فكريا و بالتالي يبذرون بذرة الشقاق عند لحظة محاولة توحيد الطبقة العاملة
يعني لو مفروض يكون الشيوعيين كفار دا في حد ذاته انحياز لجزء من اجزاء الطبقة العاملة فكريا و يعطي مبرر لقطاعات العمال الاخرى لرفض التعامل معهم بناء على الاختلاف الفكري و يكون سبب ليرفض العمال المتدينيين التعامل معهم لأنهم كفار و هم مؤمنين
ايامنا في الجامعة و بعد الانتفاضة فاز بروفيسور فرح حسن ادم بانتخابات عمادة كلية الزراعة و فرح حسن ادم مفكر اقتصادي شيوعي معروف و عضو في لجنة الحزب الشيوعي المركزية بعد فوزه بالعمادة بفترة قصيرة قامت انتخابات نقابة العمال ففوجئنا ذات صباح بمظاهرة للعمال تجوب الكلية و تهتف "لا شيوعية و لا الحاد" و نسوا انان الهدف لم يكن اقامة الشيوعية و لا نشر الالحاد و انما تحسين اوضاعهم هم انفسهم الاقتصادية و المهنية
بالعربي يا هشام ما اقصد قوله ان الشيوعيون فطنوا لخطورة مثل هذه البلبلة منذ لحظات كتابة اول وثيقة شيوعية و عرفوا ان الانحياز الفكري او العقائدي لاي جزء من قطاعات العمال االفكرية او الفلسفية هو هزيمة لفكرة توحيد الطبقة العاملة

The theoretical conclusions of the Communists are in no way based on ideas or principles that have been invented, or discovered, by this or that would-be universal reformer.

They merely express, in general terms, actual relations springing from an existing class struggle, from a historical movement going on under our very eyes. .
الكلا يقول يا هشام
الخلاصات النظرية (لاحظ لم يقولوا الفلسفية) للشيوعيين ليست باي طريقة مبنية على افكار او مبادئ اخترعها او اكتشفها "مصلح" جديد انما هي (اي الخلاصات النظرية) تعبر بصورة عامة عن العلاقات التي تنشأ في خضم الصراع الطبقي الماثل امامهم الان, من حركة تاريخية تجري امام اعيننا
.

عليه يا هشام ستجد انه لم يكن يكن و لن يكون اثبات وجود الله او نفيه هدفا للاحزاب الشيوعية اذا فهموا ما يقوله ماركس و انجلز في البيان الشيوعي
الاحزاب الشيوعية احزاب سياسية و ليست اندية للمغالطات الفلسفية الفارغة!






----

Post: #18
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: المعز ادريس
Date: 06-02-2013, 06:16 PM
Parent: #16

[الإتسـاق]
يا سلااااام, يا له من معنى و مصطلح! تحية لك يا هشام و أنت تذكر
بهذا الشئ العجيب!
لكن كمان نحن بلد اجتماعية, و كل شئ عندنا اجتماعي: الدين و الدولة
و الطائفة و الحزب, أي حزب, و الوظيفة و البلدية و الحوار و العلاج
والدكان و الهلال و السباكة و الجوازات وو إلخ.
ما أظن عندنا أحزاب بالمعنى و إنما قول (مجتمعات عمل مدني) أو
كيانات إجتماعية معنية بالشأن العام لسان حالها كأنما يقول: إنتو كمان
ما تحكوها للآخر, لامن تجيب الدم!
أنا أميل لفكرة أنه كل كيان حمل بذرة أذاه منذ لحظة تأسيسه الأولى و
أن المشاكل الرئيسية زرعوها المؤسسين الأوائل (المبجلين!) في
كيفية البناء الفكري و التنظيمي مما استعصى علاجه لاحقا, الأحداث
التاريخية و الوطنية (و العالمية) اللاحقة زادت الطين بلل و مهدت
لوحل طوييييييل!
عليه فأنا أرى أن أداة المراجعة و المحاكمة التي تستخدمها هنا لا
أعتقد أنها سوف تضيف أو تحذف لأنها بمثابة الوسيلة الخطأ في (المكان الخطأ)!

المهم!

Post: #20
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-02-2013, 06:50 PM
Parent: #18


الحزب الشيوعي والإنفتاح علي الفكر الإنساني وما توصلت إليه البشرية من معارف والموروث السوداني الإيجابي:-
Quote: الماركسية علم، وهي بذلك مفتوحة لمساهمة الإنسان. إنها علم المجتمع الذي يضيف إليه الفكر الإنساني ما يكتشف من المعرفة ومن ثم فهي متجددة لا تقبل الانغلاق .
إننا لا ننكفئ على الماركسية كعقيدة جامدة، بل نسعى بعقل جماعي مفتوح لاستيعابها، ومن ثم للاستعانة بها لدراسة وفهم الواقع السوداني وتغييره. نحرص على ألا ننمي إي حساسية مرضية مسبقة إزاء أية أداة منهجية، حتى لو لم تستند إلى الماركسية، بل لن نستنكف ان نعطي ، حتى في هذا السياق ،الاعتبار البراغماتي الكافي لما قد يطرحه الواقع حولنا من معطيات لا يمكن ان يسقطها او يغفلها سوى عقل مغلق

ويؤكد
Quote: واستلهاماً لدروس التجربة السودانية يرفض الحزب الشيوعي نمط الحزب الواحد.
3. ومستلهماً نفس التجربة توصل حزبنا إلى أن النضال من اجل الديمقراطية والدفاع عنها قد استقر كقانون أساسي للثورة السودانية مثلما استقر الإضراب السياسي والانتفاضة الشعبية كأداة فاعلة للإطاحة بالديكتاتوريات

** الحزب الشيوعي حر في أن يأخذ من الماركسية ما يناسب واقعه وأن يرفض ديكتاتورية الطبقة العاملة وأن يتعاطي مع الدين بما ورد في برنامجه وأن يجاهر بالقول
.....
Quote: يسترشد بالماركسية منهجاً ونظرية في استقرائه واستنتاجاته لمعرفة الواقع وتغييره للأفضل ويهتدي بكل ما توصلت إليه البشرية من معارف لمصلحة السودان وكل ما هو خير من الموروثات المتجذرة فينا كسودانيين وما هو نابع من انتمائنا العربي والأفريقي وفوق كل ذلك مستنداً إلى تجارب الواقع السوداني واضعاً في الاعتبار كل متغيراته وما يحدث من مستجدات في العصر
..........

Post: #21
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-02-2013, 07:11 PM
Parent: #20

كمواطن سوداني يهمني أن الحزب الشيوعي لايبني إستراتيجاته وتكتيكاته في المزائدة علي القوي السياسية المعارضة ولايقتات علي حساب القوي الوطنية فالمزائدات لاتصنع حزبا ولاتخلق وجودا بقدر ماهي ضرب من أضرب الممارسة السياسية السالبة- , ويعجبني أن الحزب الشيوعي يعرف عدوه جيدا ويصارعه علي الارض وفي الواقع المعاش - مما جعل نافع يركز في صراعه السياسي علي هذا الحزب وها نحن اليوم نطالع
Quote: وقالت مديحة عبد الله لفرانس برس "ارسلنا الصحيفة للمطبعة كالمعتاد وابلغتنا المطبعة بان لديهم توجيها من جهاز الامن والمخابرات بعدم طباعة صحيفة الميدان نهائيا". واضافت مديحة "في ذات الوقت اعلمتنا الشركة الموزعة للصحيفة في مختلف مناطق السودان بان جهاز الامن والمخابرات اصدرت لهم توجيهات بعدم توزيع صحيفة الميدان".
** نعم إتفق مع د. عوض محمد أحمد في مسآلة الإسم ذلك أن برنامج الحزب الشيوعي المطروح إشتراكي في سقفه لاعلي وبالتالي أري أن ينسجم الاسم مع البرنامج !
** وياهشام أدم راجع خلافات الماركسين مع فورباخ والمدارس العدمية والفوضوية....

Quote:

http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-101112.htm

جهاز أمن حزب البشير يوقف صحيفة الحزب الشيوعي المعارض عن الصدور
بتسليم امر للمطبعة بعدم طباعة الصحيفة
06-02-2013 05:31 PM

ا ف ب - الخرطوم (ا ف ب) - اعلنت رئيسة تحرير صحيفة الميدان الناطقة باسم الحزب الشيوعي المعارض الاحد ان سلطات الامن السوداني اوقفت الصحيفة عن الصدور بتسليم امر للمطبعة بعدم طباعة الصحيفة.

وقالت مديحة عبد الله لفرانس برس "ارسلنا الصحيفة للمطبعة كالمعتاد وابلغتنا المطبعة بان لديهم توجيها من جهاز الامن والمخابرات بعدم طباعة صحيفة الميدان نهائيا".

واضافت مديحة "في ذات الوقت اعلمتنا الشركة الموزعة للصحيفة في مختلف مناطق السودان بان جهاز الامن والمخابرات اصدرت لهم توجيهات بعدم توزيع صحيفة الميدان".

وامر نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه قبل اسبوعين جهاز الامن والمخابرات بوقف الرقابة المسبقة التي كان يفرضها على الصحف السودانية قبل ذهابها للمطبعة.

وقالت مديحة "كنا متوقفين عن اصدار النسخة الورقية منذ عام من جراء رقابة جهاز الامن الذي يصادر اعداد الصحيفة من المطبعة. وبعد توجيه النائب الاول لرئيس الجمهورية سمح للمطبعه بالطباعة لنا، ولكن الامر عاد وانتكس مرة اخرى".

ويفيد تقرير منظمة مراسلون بلا حدود ومقرها باريس ان السودان جاء في المرتبة 170 من جملة 179 دولة وفق الترتيب التناولي للحريات الصحافية في عام 2012.

وقالت مديحة عبدالله "ما حدث يعد انتهاكا لحقوقنا الدستورية والقانونية وسوف نتجه لاتخاذ اجراءات قانونية ضد قرار المنع من الصدور".

Post: #22
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-02-2013, 07:34 PM
Parent: #21

ارجو من الاخ كمال عباس الالتزام بترتيب المداخلات تسهيلا للمتابعة.
مع جزيل الشكر

Post: #23
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-02-2013, 07:39 PM
Parent: #22

هشام ادم

تحياتي

"
Quote: أنا أُسميه عدم اتساق، فالشيوعي السُّوداني المُتدين هو إمَّا ماديٌ غير مُتسق أو مثاليٌ غير مُتسق(!)"


يعتريني احساس بانك لا تفهم معنى "مادية" و "مثالية" جيدا فلو سمحت ممكن تشرح ماذا تفهم انت بهاتين الكلمتين!

اما الاتساق فخليها مستورة يا هشام ياخ, ياتو اتساق البتتكلم عنه انت??????
ههههههه

Post: #24
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Mohamed Sanad
Date: 06-02-2013, 08:13 PM
Parent: #23

تحيه طيبه جميع المتداخلين و تحيه خاصه الهادي مجازاً هشام هباني ...
الموضوع ده اصلاً ما فيهو هدوء .. الاحزاب العاديه بتتشنج حين يكون السؤال يخص ما هو فكري او اي شئ لا يستطيعوا له صبرا .. يعني انا بتخيل الان اجتماعات موسعه و شكَل و اختلاف كبير جدا و اخر يحدد موقف الحزب و عدم الانسياق وراء هذا الموضوع لانه يذهب الي التوج شديد ممكن يكون فيها بلاغات و ايقاف و تردد و هتر و ............ نقطه
الموضوع يحتوي علي الكثير من انعاش الفكر بالجد و معلومات مهمه و اقتباسات موفقه و جميله بس انا عندي سؤال فني عن الهدف الرئيس للكاتب يعني هو عاوز يُوتر الزملا ساي كده و لا في شئ ما وراء الامر لان هذا الموضوع لا نهائي و لم يحسم بل قد دارت عليها الكثير من الاركان و كُتب فيه الكثير دون جدوي فماركس الله يجازيهو محدد جداً فيما يخص الاقتصاد و رخوي و مطاط فيما يخص الباقي .


علي اي حال انا الموضوع عجبني جداً و حأتابع و لو قدرت بشارك
تحياتي هشام

Post: #25
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 01:47 AM
Parent: #24

عزيزي عادل عبد العاطي
تحيِّاتي

لا أُفشي سرًا إن قلتُ إنَّني كنتُ مُتأكدًا من ضرورة حضوركَ في هذا البوست. أنا شخصيًا، لا عداء لي "شخصي" مع الحزب الشيوعي السُّوداني ، رغم أنَّه كان من الواجب أن يكون، ولكن أنا هنا لا أُحاول مُناقش الحزب الشيوعي السُّوداني، بقدر ما أُناقش كوادره وأعضاءه وأن أختبر اتساقهم من عدمه مع الأُسس الفلسفية التي من المُفترض أنَّهم ينطلقون منها أو يقفون على أرضيتها، وهي المادية الفلسفية. أنا يكفيني، هنا على الأقل، ما ذكره الحزب في مُؤتمره الخامس (وقام الأخ كمال عباس) بنشر الجزء الخاص المُتعلق بموقفهم من الدين، بصرف النظر عن موقفي منه: مُصدِّق أو مُكذِّب، فسؤالي المُهم هنا: كيف يُمكن أن يوجد شيوعي مُسلم أو مُتدين أصلًا؟

محبتي

Post: #26
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 01:48 AM
Parent: #25

الأخ: بدر الدين أحمد موسى
تحيِّاتي

لكَ في هذا البوست، قبل دخولي الآن، ثلاث مُداخلات (تخصني) بدأت بطلبكَ منِّي أن أشرح لكَ الفكر الشيوعي الأصلي، وإيراد أدلة ومُقتبساتٍ تُثبت عداء الشيوعية للدين، ولم تنتظر السَّماع مني. ثم مُداخلة ثانية فردتَ فيها، مشكورًا، بعض المُقتطفات من بيان الحزب الشيوعي الذي أصدره كلٌ من كارل ماركس وفريدريك أنجلز الذي نُشر للمرَّة الأولى في العام 1848 في مُحاولةٍ، مُقدَّرةٍ منك لإثبات موقف الشيوعية من الدين أو "المذهبية" وبأنَّ الشيوعية لم تكن ولن تكون هادفةً إلى إثبات أو نفي وجود الله، وختمتَ مُداخلتك بنبرة غاضبة ومُزدرية للفكر الإلحادي بنعته بأنَّه مُجرَّد "مُغالطات فلسفية فارغة" دون أدنى احترامٍ لمواقف المُحاور الفكري، وأخيرًا مُداخلة تُطالبني فيها بشرح المادية الفلسفية والمثالية الفلسفية والمُشروحة مُسبقًا في مُداخلتي هنا Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد وختمت مُداخلتكَ بإشارةٍ لم أفهمها إلَّا على نحوٍ سيئ للغاية، وكأنَّها مُحاولة لإنهاء النقاش عبر التهديد ورمي كرت Card اغتيال الشخصية عندما أشرتَ إلى موضوع الاتساق. سؤالي لكَ الآن: هل أنتَ هنا فعلًا من أجل حوارٍ هادفٍ وبناء، ومن أجل دفاعٍ مشروع عن حزبك وتوجهك الفلسفي والسِّياسي، أم من أجل شيءٍ آخر؟ إن كنتَ تُريد النِقاش، فأرجو أن تبتعد عن الشخصنة، ولغة التهديد، وسوف تجدني، هنا، جلدًا في مُحاورتك، إلى ما تشاء الأقدار.

محبتي

Post: #27
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 01:49 AM
Parent: #26

عزيزي الأستاذ: كمال عبَّاس
تحيِّاتي

أشكركَ عزيزي على نشر بعض المُقتطفات الهامة من مقررات المُؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السُّوداني، وعرض بعض اللمحات عن موقفه من قضايا الديمقراطية وموقفه من الدين. ولكني، يا عزيزي، وبصورة شخصية، لا أثق كثيرًا بلغة الخطابات السِّياسية، ففي غالبيات هذه الخطابات يكون التركيز على اللغة والشعارات البراقة، دون أن تُعبِّر تلك اللغة، حقيقةً عن المواقف والممارسات الفعلية لأي حزب سياسي، ولنقرأ، على سبيل المثال الموقف الرسمي المُعلن للمُؤتمر الوطني الحاكم في مُؤتمره الثالثة من قضية الديمقراطية والحريات:
Quote: الحريات أهم مطلوبات الممارسة السياسية الراشدة، وهي كذلك أهم مقومات الإصلاح السياسي في السودان. والمؤتمر الوطني يؤكد بصورة قاطعة إيمانه المبدئي بالحرية، فالحرية أحد مبادئه الفكرية المرتبطة بمرتكزاته الدينية والوطنية، فمن المنظور الديني الحرية أصل ديني وهي هبة من الله للإنسان لا ينتزعها منه أحمد إلا ظلم وأثم. ومن المنظر الوطني الحرية أصل في الممارسة العامة تُطلق طاقات المواطنين للبناء والإعمار، ولا قيد علي حرية الأفراد والتنظيمات إلا بحدود حرمان الآخرين ومصلحة الوطن وقيم المجتمع، وفي حدود القانون. وعملياً :يؤكد المؤتمر الوطني علي حرية التنظيم والممارسة السياسية. حرية التعبير والنشر. ويلتزم برنامج المؤتمر الوطني بالحوار البناء مع القوى السياسية كافة لإزالة كافة القيود علي حرية العمل السياسي ، وتهيئة المناخ لممارسة سياسية حرة .

المصدر

فهل هذا الموقف الرسمي المُعلن يُمثل الموقف الفعلي للمُؤتمر الوطني الحاكم؟ هل المُؤتمر الوطني الحاكم، برأيك، يُؤمن بالحرية كأصل في الممارسة العامة كما هو مذكورٌ أعلاه؟ وهل فعلًا المُؤتمر الوطني الحاكم، برأيك، لا يضع قيودًا على حريات الأفراد والتنظيمات السياسية كما هو مذكورٌ أعلاه؟ وهل المُؤتمر الوطني الحاكم، برأيك، يحترم حرية التعبير والنشر كما هو مذكورٌ أعلاه؟ أظنَّك، يا عزيزين توافقني أنَّ هذا الموقف ما هو إلَّا خطاب سياسي، سوادٌ على بياض (كما يُقال) ولا يُمثل المواقف والممارسات الفعلية للمُؤتمر الوطني، وهكذا هي، غالبًا، لغة الخطابات والبيانات السِّياسية، يكون فيها الدعاية propaganda والكسب السِّياسي لا أكثر.

إنَّ الكلام عن الحزب الشيوعي السُّوداني، ومواقفه السِّياسية المُعلنة وغير المُعلنة، هو مما لا يعنيني في قليلٍ أو كثير، ولي رأي حول هذا الأمر، ولكن هذا البوست له هدفٌ مُحدد وواضح، وهو معرفة موقف الشيوعية كفكر قائم أساسًا على المادية الفلسفية كإطار نظري وفلسفي لها من الدين، فهل فعلًا يُمكن أن يكون هنالك شيوعيون مُتدينون؟ وإن حدث ذلك، فهل يُعتبر ذلك اتساقًا مع الإطار الفلسفي للفكر الشيوعي أم قطيعة ما معه؟

لك محبتي التي تعلم

Post: #28
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 01:52 AM
Parent: #27

الأخ: المعز إدريس
تحيِّاتي

عندما تقول إنَّك "مُسلم" فإنَّك بالضرورة تنتمي، حتى وإن لم تكن تعرف، إلى المثالية الفلسفية التي تجد فيها "الميتافيزيقيا" مساحة واسعة للحركة والنشاط بكل تمظهراتها البسيطة والمُعقدة والأكثر تعقيدًا. فعندما تُقدِّم اعتراضًا على فكرة "قدرة الله على إحياء الموتى" من منطلق علمي مادي فيزيقي، فإنَّ هذا من شأنه أن يكون شرخًا صارخًا في انتمائك الفلسفي (الذي لا تعلم به) وفي الوقت ذاته فإنّه يجعلكَ، مُباشرةً، عُرضةً للتساؤلات المشروعة من الآخرين، والتي لا يُمكن، بأيّ حالٍ من الأحوال، أن تكون مُحاكمةً من أي نوع. فأنا هنا، يا عزيزي، لا أُحاكم، ولا ينبغي لي، ولكنني فقط أتساءل مُستغربًا: "كيف يُمكن أن يُوجد شيوعي مُتدين؟" وبالتأكيد فإنَّ وضع المكون الثقافي والاجتماعي للسودان والسُّودانيين، موضوعٌ في الاعتبار، ولكن إلى أيّ حد؟ هل إلى الحد الذي قد يُحدث مثل هذه القطيعة مع التراث الفلسفي؟

لقد أشرتُ في بداية البوست (هنا بالتحديد: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد ) أنَّ مُراجعة المنهج(*) الفلسفي أمرٌ واردٌ ومُستصحبٌ في هذا البوست، ولهذا قلتُ حرفيًا: "من المهم، في هذا المقام، استصحاب مقررات المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السُّوداني 2009 والذي يُمثل رأي الحزب الرَّسمي المُعلن في موقفه من الدين، والقائم في الأساس على ضرورة تجاوز الماركسية باستيعابها، وليس اتخاذها عقيدةًً "جامدةً" من واقع أنَّها (=الماركسية) علم Science يقبل التنظير والمُساهمة"(انتهى الاقتباس) وعندها يُصبح السؤال هنا: "هل الحزب الشيوعي السُّوداني، وصل إلى مرحلة تجاوز الماركسية القائمة على الجدلية المادية بوضع المكوِّن الثقافي السُّوداني فوق الاعتبار ومُقدمًا عليها؟" وإذا كان ذلك قد حدث فعلًا: "فهل يصح، بعد ذلك، أن يُطلق عليه اسم "حزب شيوعي"؟ هي إنَّما مُناقشة فكرية في المقام الأول، وليس مُحكمة بأي حالٍ من الأحوال.

محبتي


-------------------
(*) الحقوق الفكرية محفوظة بالكامل للعزيز مُحسن خالد

Post: #29
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 01:52 AM
Parent: #28

الأخ: محمَّد سند
تحيِّاتي

قد أعلم حساسية الموضوع لدى البعض، ولكن هدفي الظاهر والباطن من هذا البوست مُعلنٌ فيه بكل صراحةٍ ووضوح. وأنا شخصيًا لا أعترف بفكرة القضايا غير المحسومة أبدًا، ولي اهتمام شخصي، لا أعرف مردَّه على وجه الدِّقة، بهذا الأمر فقد كان سبب دهشتي ومبعث استغرابي منذ فترةٍ طويلةٍ للغاية، وبالتحديد عندما تصادفتُ مع أحد "الزملاء" الذي زاملني فترة الجامعة، بعد انقطاع سنواتٍ طويلة، وكان أحد المسؤوليين السياسيين في الجبهة الديمقراطية (ج د) الذراع الطلابي للحزب الشيوعي السوداني، والمُؤلف من ائتلاف أو اتحاد الطلاب الشيوعيين والطلاب الديمقراطيين. وتفاجئتُ بأنَّه يضع على بروفايله الشخصي تعريفًا مُختصرًا بنفسه على الفيسبوك وحدد في خانة الديانة (مُسلنم-سُني) فدخلتُ إليه مُمازحًا: "هل تركت الحزب؟" فأجابني نافيًا، وعندما سألته عن عدم اتساق مُعتقده الديني هذا مع المبادئ الفلسفية التي يقوم عليها الفكر الشيوعي، أجابني بأنَّه غير مُطلع (وليس مُهتمًا) بالمسائل الفلسفية، وأنَّها لا تعنيه في شيء. ومن تلك اللحظة تحديدًا (وتلتها أرتال من الأحداث التي تفجَّرت حول حقيقة موقف الحزب الشيوعي السُّوداني من الدين، وكان آخرها على ما أذكر بيان نشره أحد أعضاء هذا المنبر جاء فيه ما معناه أنَّ الحزب الشيوعي السوداني يسعى إلى تحقيق المقاصد العُليا للشريعة الإسلامية!) من مُجمل كل ذلك، أصبح لدي فضول لمعرفة "الحقيقة" وراء هذا الأمر، فما الذي يحدث: هل الحزب الشيوعي السُّوداني، هو حزب شيوعي؟

محبتي لك

Post: #30
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-03-2013, 06:58 AM
Parent: #29

غايتو الدنيا يا ما توريك

هشام ادم كتب:
"
Quote: حديثًا عابرًا بيني وبين الأخ بدر الدين أحمد موسى عن المادية والمثالية والذي أراهُ أُس المُشكلة المُراد تناولها بالنقاش في هذا البوست: "كيف يُمكن أن يكون هنالك شيوعي مُتدين؟
"

وجاء عاصم فقيري و قال
"
Quote: يُحاول معرفة موقف أعضاء الحزب أنفسهم من التدين نفسه،


ودا ياهو المجنن الناس ذاتو

قبل فترة كان في بوست مفتوح بيثبتوا فيهو إنه أحد الشيوعين صوفي وذاكر وبيقيم الليل !

ومبسوطين بالكلام دا

عشان كدا أنا رديت في ذلك البوست بعبارة (التغريب الذي يعاني منه الشيوعي السوداني) "


فعلق هشام ادم
"
Quote: أنا أُسميه عدم اتساق، فالشيوعي السُّوداني المُتدين هو إمَّا ماديٌ غير مُتسق أو مثاليٌ غير مُتسق(!)"


طبعا لكل من يفهم فهشام ادم و عاصم فقيري, يتهمان الشيوعيين ذوي الميول الدينية بعدم الاتساق, و هشام ادم يتهمني انا شخصيا لأنه ذكرني بالاسم بدرالدين احمد موسى بعدم الاتساق.
لكن عندما قمت بتذكير هشام ادم بانه اخر من يتحدث عن الاتساق و المنبر ما يزال تردد جنباته صيحات الاعضاء وراؤه "يااااهو يااااهو ياااهووووو"
و فقيري ليس احسن حالا منك فقد حدث و نسب للبيان الشيوعي فقرة من نسج خياله فارجو ان لا تحدثانا عن الاتساق.

لكنه مبدأ "جلدا غير جلدك جر فيه الشوك" و "ضربني بكى و سبقني اشتكى"!
قال هشام ادم لي
"وختمت مُداخلتكَ بإشارةٍ لم أفهمها إلَّا على نحوٍ سيئ للغاية، وكأنَّها مُحاولة لإنهاء النقاش عبر التهديد ورمي كرت Cشقي اغتيال الشخصية عندما أشرتَ إلى موضوع الاتساقز سؤالي لكَ الآن: هل أنتَ هنا فعلًا من أجل حوارٍ هادفٍ وبناء، ومن أجل دفاعٍ مشروع عن حزبك وتوجهك الفلسفي والسِّياسي، أم من أجل شيءٍ آخر؟ إن كنتَ تُريد النِقاش، فأرجو أن تبتعد عن الشخصنة، ولغة التهديد، وسوف تجدني، هنا، جلدًا في مُحاورتك، إلى ما تشاء الأقدار"

لا يا هشام ادم اذا وصفت حزب كامل بعدم الاتساق و اذا ذكرت اسمي بالتحديد في حديثك فانت الذي تشخصن و انت الذي تعطي نفسك حق الاساءة للاخرين لكن يا هشام الحكمة تقول "من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة"

فاحذر من ذكر كلمة اتساق و امانة و مثليهما كما تحذر الثعبان و اي مرة تتهم الناس بعدم الاتساق سيذكرونك باهم صفاتك
انت و الاتساق لا تختلطان مثل الزيت و الماء شيئين من طبيعتين مختلفتين مرة و الي الابد

و انت كتبت يا هشام
" وختمتَ مُداخلتك بنبرة غاضبة ومُزدرية للفكر الإلحادي بنعته بأنَّه مُجرَّد "مُغالطات فلسفية فارغة" دون أدنى احترامٍ لمواقف المُحاور الفكري، وأخيرًا مُداخلة تُطالبني فيها بشرح المادية الفلسفية والمثالية الفلسفية والمُشروحة مُسبقًا في مُداخلتي "

لا يا هشام انا قلت الحزب ليس ناديا للمغالطات الفلسفية الفارغة و هذه لا تعني فقط الالحاد فافهم ثم فكر ثم رد

طبعا انا اتفهم محاولتك للزوغان مما طالبتك به انا و هو ان تشرح لنا كيف و اين حتمت الشيوعية على اعضاءها ضرورة ان يكونوا ملحدين لنفهم ان الشيوعيون السودانيون شذوا من القاعدة و انا اعلم بانك لن تستطيع ولو استعنت بالف من امثالك
يا هشام ادم اشرح لنا اين حتمت الشيوعية الالحاد على اعضاءها و بطل زوغان
طيب ما زيادة الخير خيرين برضو اشرح لنا فهمك للمادية و المثالية بتوسع ما انت "مفكر و بتاع مدارس برضو"!






----



Post: #31
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 12:03 PM
Parent: #30

الأخ: بدر الدين أحمد موسى
تحيِّاتي

قرأتُ مُداخلتك الآن، وسأعود للتعقيب على ما جاء فيها مساءً

كُن بخير حتى ذلك الحين

Post: #32
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-03-2013, 02:24 PM
Parent: #31

Quote: حسنًا، ماذا يعني كل ذلك؟
الفلسفة المادية ببساطة شديدة ترفض أسبقية الوعي على المادة، وهذا يعني بالضرورة، رفض فكرة "الله" أو أي فكرة "ميتافيزيقية" (=غير مادية) أدت بأي طريقةٍ كانت إلى تكوَّن المادة، وهذا الكلام ليكون على مستوى الكلام الشعبوي قد يُترجم على أنَّه رفض لفكرة إله "خلق" الكون بكل ما فيه من موجودات مادية، وكذلك رفض فكرة وجود أيَّ كيان ميتافيزيقي (=غير مادي) مُستقل تمامًا عن المادة أو خارجها، وهذا، بدوره، يعني رفض كل الكائنات الميتافيزيقية التي كانت مطروحه في زمنه أو قبل زمنه أو حتى ما سوف يستجد بعد زمنه (آلهات – أرواح – ملائكة – شياطين – عفاريت – جن ..... إلخ)


الاخ هشام
تحياتى
قبل نقاشك
هل ممكن تشرح لينا فهمك لمفهوم المادة والوعى ومعنى الاسبقية

Post: #33
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-03-2013, 04:11 PM
Parent: #32

تحياتي عزيزي هشام أدم
كتبت
Quote: إنَّ الكلام عن الحزب الشيوعي السُّوداني، ومواقفه السِّياسية المُعلنة وغير المُعلنة، هو مما لا يعنيني في قليلٍ أو كثير، ولي رأي حول هذا الأمر، ولكن هذا البوست له هدفٌ مُحدد وواضح، وهو معرفة موقف الشيوعية كفكر قائم أساسًا على المادية الفلسفية كإطار نظري وفلسفي لها من الدين، فهل فعلًا يُمكن أن يكون هنالك شيوعيون مُتدينون؟ وإن حدث ذلك، فهل يُعتبر ذلك اتساقًا مع الإطار الفلسفي للفكر الشيوعي أم قطيعة ما معه؟

لعلك قد لاحظت أني قد قمت بإنزال مقتبسات من برنامج الحزب الشيوعي تثبت أنهم لايتعاملون مع الماركسية كإيدلوجيا صماء أو عقيدة جامدة -أنهم وبهذا الفهم أعلنوا عن تجاوز إستنتاجات ومقولات ماركسية
-
Quote: وإن الحزب (يسترشد بالماركسية منهجاً ونظرية في استقرائه واستنتاجاته لمعرفة الواقع وتغييره للأفضل ويهتدي بكل ما توصلت إليه البشرية من معارف لمصلحة السودان وكل ما هو خير من الموروثات المتجذرة فينا كسودانيين ) و
نحرص على ألا ننمي إي حساسية مرضية مسبقة إزاء أية أداة منهجية، حتى لو لم تستند إلى الماركسية، بل لن نستنكف ان نعطي ، حتى في هذا السياق ،الاعتبار البراغماتي الكافي لما قد يطرحه الواقع حولنا من معطيات لا يمكن ان يسقطها او يغفلها سوى عقل مغلق.
الحزب الشيوعي وببساطة - جعل من الأرض ميدان صراعه ! الحزب لايصارع السماء - وإنما يصارع الإستغلال والفقر والمرض ويسعي لتغيير الواقع المعاش لواقع أفضل تسوده العدالة الإجتماعية والحرية والمساواة والعيش الكريم! هذه هي القيم التي يسعي الحزب للتبشير بها- فالحزب ليست مهمته الترويح للالحاد وإجتثاث الاديان ومحاربة المؤمنين ! - ونأتي لإستغلال الناس بإسم الدين وتغبيش الوعي بإسم المعتقدات وتحويل الدين لاداة تكبح ل عجلة التقدم الخ هذه الممارسات يتم تغيرها جذريا عند الشيوعيين بتغيير البنية التحتية- أي الواقع الإجتماعي والإقتصادي- لا بالإنكفاء علي مصارعة البنية الفوقية= الدين, ومحاربة طواحين الهواء !** من الفروق الاساسية بين فلسفة فورباخ والعدميين والفوضويين ومابين الماركسية هي كيفية التعاطي مع الأديان! ** مسألة أولوية المادة أو الوعي في الوجود- من المنظور الماركسي ليست ملزمة للحزب الشيوعي طالما أنه قد تعامل مع الماركسية كمنهج
لقراءة وتحليل الواقع وليس كعقيدةجامدة تؤخذ بكلياتها! ** نعم الحزب الشيوعي ضد إستغلال الدين في السياسةأو كأداة سالبة
ومدجنة أو مكرسة للامر الواقع- ولكنه وبالقطع لايقف ضد العبادات والتدين الشخصي ولم ولن يحاربه ! ولا أتوقع أن يتحول الحزب الشيوعي لكيان طوباواي يرفع شعار - الدين خرافة والدين أس البلاء - إجتثوا الدين من جذوره !!
- لايوجد اله أنكم تعبدون وهما!
_ المادة سابقة للوعي والمثال.إذا الله غيرموجود !
- هيا فلنترك الظلم والفساد والإستبداد والإستغلال والفاشية والموت والدمار في الارض وفي الوطن ولنحشد الجيوش والأقلام لمحاربة الله في عليائه!
- توجيه لكوادر الحزب الشيوعي في الأسافير-أتركوا الانقاذ وقضايا وهموم شعبكم وإنغلقوا في صالونات مترفة تناقش وجود الله من عدمه وضرورة
تلحيد المجتمع !
**

Post: #34
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-03-2013, 04:55 PM
Parent: #33

مادام الامر شيوعيتنا نحن اهل السودان
هذه الورقة احدى مساهمات اوراق المؤتمر الخامس

مسألة الدين والدولة: دراسة فى اطار التحضير للمؤتمر الخامس الحزب للشيوعي السوداني






الحزب الشيوعي السوداني
الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:50
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية





لا نؤسس لموقف جديد بقدر ما نسعى لتطوير رؤيتنا التى برهنت الخبرة التاريخية على صحتها ، ونسدد ، فى الوقت نفسه ، نقداً ذاتياً لتقصيرنا فى تطويرها بالقدر اللازم من الوضوح من خلال نشاطنا العملى وسط الجماهير ، وفق ما كنا قد ألزمنا أنفسنا به منذ مؤتمرنا العام الرابع على الأقل. وثمة حقيقتان فى هذا الاتجاه تقتضى الاستقامة الواجبة إجلاءهما ابتداءً:

الحقيقة الأولى: أن الماركسية الكلاسيكية تشتمل على رؤية ناقدة للدين ضمن السياق العام لتطور النزعات الالحادية فى الفلسفة المادية الأوروبية بأسرها ، شرقاً وغرباً ، والتى رفدت واسترفدت خصائص عقلانية الثقافة اليونانية ، وطبعت بطابعها العام مشهد التطور العلمى فى الغرب ، ووسمت ، فى عقابيل القرون الوسطى الأوربية ومطالع عصر الحداثة ، الاصطدام العنيف بين المجتمع الذى كانت تملأ أشرعته رياح التغيير الثورى البرجوازى وبين الاكليروس الكنسى المدافع عن الاوضاع الاقطاعية البالية ، وما انتهى إليه ذلك الصراع من انتصار تاريخى للبرجوازية ومن خلفها مجموع الشعوب الكادحة تحت رايات الحرية والاخاء والمساواة والعلمانية والديموقراطية .. الخ. لقد كان منطقياً أن تتواصل تلك السيرورة الفلسفية فى مرحلة لاحقة من التطور التاريخى ، هى مرحلة الثورة الاشتراكية ، من خلال أعمال ماركس وانجلز خلال النصف الثانى من القرن التاسع عشر ، ثم أعمال لينين بين خواتيم القرن التاسع عشر ونهايات الربع الأول من القرن العشرين.

فالماركسية إذن تشترك مع كل الفلسفات المادية الأخرى ، منذ الاغريق حتى عصر الحداثة البرجوازية ، فى النظر العلمى ، ولا يوجد سبب واحد (لتخصيصها) وحدها بالهجوم تحت شعار (الالحاد) سوى أنها ، وعلى عكس الفلسفات الأخرى ، لم تعتبر هدفها الأساسى (تفسير الطبيعة) ، الميدان التقليدى للمواجهة بين (الفلسفة) و(الدين) ، وإنما اعتبرت مهمتها الاساسية (تغيير المجتمع) ، كما فى عبارة ماركس الشهيرة :"لم يفعل الفلاسفة سوى تفسير العالم بطرق مختلفة ، لكن المهم الآن هو تغييره". (التغيير) ، إذن ، وليس (الالحاد) ، هو الفارق الأهم بين الماركسية وبين غيرها من الفلسفات المادية ، ومن ثم فهو كلمة السر فى الهجوم المنهجى عليها وحدها من قبل القوى الاجتماعية المتضررة من فقدان امتيازاتها.

إن العقول المستنيرة تستطيع أن تكتشف بقليل من التفكير مغزى التناقض المفضوح بين موقفين تاريخيين للبرجوازية من الدين: موقفها قبل انتصار ثوراتها ، حيث اعتمد مفكروها العداء للدين كأيديولوجية فى الحرب على حلف الإقطاع والاكليروس الكنسى ، وموقفها بعد بعد انتصار ثوراتها ، حيث استدارت مائة وثمانين درجة لتستخدم نفس أسلحة الاكليروس الأيديولوجية الدينية فى دعايتها المضادة للماركسية!

بل وربما تصبح المفارقة أكثر جلاءً حين نعلم أن الماركسية ، على ماديتها ، إنما تتميز عن سائر الفلسفات المادية الأخرى بكونها الأكثر بعداً عن الاشتغال بـ (نقد الدين) ، بل إن مشروعها نفسه قد انطلق أصلاً من (نقد النقد للدين) الذى راج وقتها فى الفلسفة الغربية ، مفسراً عذابات الإنسان بما أسماه (الاستلاب الدينى) ، أى أن (الدين) هو مصدر (الاستلاب) ، وأن الغاءه سيؤدى لإلغاء (الاستلاب) ، الأمر الذى عدته الماركسية وعياً زائفاً ، وخرجت بفكرتها الرئيسة التى تنبه إلى (استلاب العلاقات الاقتصادية) فى المجتمع الرأسمالى ، باعتبارها هى ، لا الدين ، أصل الداء ، جاعلة عملها الأساسى إزالة القناع عن الاستلاب الذاتى فى اشكاله غير المقدسة حتى يمكن جذب الصراع البشرى من السماء إلى الأرض ، وتحويل نقد الدين واللاهوت إلى نقد الحقوق والسياسة ، وهذا بالتحديد ، وليس (الالحاد) هو ما شكل مدخلنا الأساسى ، كشيوعيين سودانيين ، إلى الماركسية.

الحقيقة الثانية: أنه مع ذلك ، وبالرغم من أن الماركسية ظلت تشكل بوجه عام ، وما تزال ، أهم مصادرنا المنهجية والنظرية لمجابهة أسئلة التقدم والحداثة فى مشروعنا الاشتراكى ، وما اتصل منها خصوصاً بحقل الاقتصاد وتحليل وتفسير الظاهرات والعلاقات الاجتماعية فى ضوء قوانين الدياليكتيك ، إلا أننا ظللنا نحذر دائماً ، كمبدأ عام ، من الانزلاق فى التعاطى معها كمذهب مغلق ، وإنما كمرشد للنشاط الثورى فحسب ، مما يستوجب الاجتهاد المستقل فى تطبيقها بأسلوب خلاق يتغذى ، قبل أى شئ آخر ، من مرجعية شعبنا التاريخية وحقائقه الاقتصادية الاجتماعية والروحية الثقافية. ولذلك فقد أولينا دائماً ، وما زلنا ، إنتباهاً وثيقاً للدور الذى يلعبه الدين عموماً فى حياة الشعب ، ومن ثم للجوانب السالبة فى النمط السوفيتى الستالينى الذى شكل الخبرة التاريخية الأولى ، وليست الأخيرة ، فى البناء الاشتراكى ، وما تعلق منها خصوصاً بعدم تقدير هذا الدور. هكذا ظل حزبنا ، منذ التكوين الجنينى لحلقاته الأولى أواسط أربعينات القرن الماضى ، يراكم تدريجياً عناصر المقاربة المطلوبة لمسألة الدين والسياسة باتجاه الوضوح النظرى حولها ، حتى أمكن وضع الاقدام على أول الطريق الصحيح ، وبصورة تحويلية حاسمة لأول مرة ، من خلال مداولات ومقررات المؤتمر الرابع فى أكتوبر عام 1967م.

لقد عنى ذلك المؤتمر بقضية (الدين) ، وبخاصة (الاسلام) لما يمثله من ثقل تاريخى روحى وثقافى وسياسى معلوم فى بلادنا ، وصاغ موقف الحزب منها ، بشكل مؤسسى من مستوى أعلى سلطة فيه ، بما يستكمل تأهيل خطوطه الفكرية والسياسية والدعوية لتجاوز الجمود فى أسر مقتضيات الدفاع عن النفس بازاء هستيريا الدعاية المضادة ، المحلية والأجنبية ، إلى المدى الذى يتقدم فيه الدين كسلاح للثورة والتغيير الاجتماعى. ولكننا ، فى ذات الوقت ، تقاعسنا طوال عقدين من الزمن عن النهوض بمقتضيات ذلك الطرح التحويلى. فمع كوننا ظللنا نرفض بمنتهى الصرامة قبول مبدأ اتهامنا (بالالحاد) ، إلا أننا ، وفى ما عدا بعض الجهود المتفرقة لنفر من أعضاء حزبنا فى القيادة وبين القواعد ، واصلنا عموماً التعويل بعد المؤتمر على ما ظللنا نعول عليه قبله من أن عشرة الجماهير معنا كفيلة وحدها بإثبات كوننا غير ملحدين ، وبإلحاق الهزيمة بالدعاية المغرضة ضدنا. والآن ، فإن تلك السنوات الطوال التى تصرمت فى الصراع السياسى لا بد ترغمنا على مراجعة ما سبق أن أهملنا من واجبات، والعودة مجدداً لتدقيق ما كنا قد انتهينا إليه فى مؤتمرنا الرابع حول هذه المسألة.

فمن جهة ، ورد فى (البرنامج) المجاز فى ذلك المؤتمر أن "..الامبريالية العالمية وطلائعها المحليين .. يحاولون تصوير الدين الاسلامى بوصفه عقيدة تؤمن بالفوارق الطبقية ، وتعادى الاشتراكية ، ينحاز إلى جانب الاستعمار الحديث ، ويرفض الاستقلال الوطنى ، يدفع شعوبه إلى قبول العيش تحت ظل الاستعمار (المؤمن) ضد الاشتراكية (الملحدة) الخ .. (وهذه) الشعوب .. ترفض هذا التزييف للأسلام ، وترى فى دينها قوة للجماهير المناضلة فى سبيل الكرامة والحرية .. و .. الاشتراكية بوصفها النظام الوحيد الذى يسمو بالقيم الروحية ، ويقيم العدالة والمساواة بين البشر والحزب الشيوعى السودانى .. يجاهد بحزم وبصبر لتحرير الدين .. بوضعه فى مجرى تطوره الحقيقى .. ضد التمييز الطبقى وحكم الطاغوت ، ومن أجل السير بالحضارة الإسلامية إلى عالم القرن العشرين".

ومن الجهة الأخرى ، جاء فى وثيقة المؤتمر الأساسية الموسومة (بالماركسية وقضايا الثورة السودانية) ، وفى معرض توصيف الأزمة السياسية آنذاك: " لقد ظلت القوى الرجعية تعمل فى إطار الحركة السياسية (العقلانية) .. ولكن تصاعد نشاط الجماهير .. دفع بها إلى ترك الحياة السياسية (العلمانية) .. ونشر جو من الدجل اليمينى .. يهدف إلى قيام سلطة رجعية (باسم) الدين" . و".. أن خط حزبنا بين الجماهير فى الدفاع المستميت عن مصالحها ، وفى الاقتراب اليومى من طرق معيشتها وتقاليدها السياسية والاجتماعية ، سيجعل هذه الجماهير تقتنع بتجاربها ببطلان الهستيريا الرجعية ، وستكشف الدجل الطبقى الذى تحاول القوى الرجعية إلباسه مسوح الدين " . ولكن الوثيقة سرعان ما تستدرك أن ".. هذا وحده لا يكفى لمواجهة خطر مستمر من الهجوم الفكرى". ومن ثم تبلغ الوثيقة ذروة تلخيصاتها واستنتاجاتها بقولها: " أصبح لزاماً على حزبنا أن ينمى خطة الدعائى حول قضية الدين الاسلامى وعلاقته بحركة التقدم الاجتماعى" ، وأن أهمية هذا الخط "لا تقتصر .. على الردود على ما يثار .. بل يتعدى ذلك لجعل الدين الاسلامى عاملاً يخدم المصالح الأساسية لجماهير الشعب ، لا أداة فى يد المستغلين والقوى الرجعية". وتمضى الوثيقة إلى تحديد المستوى المطلوب لهذا الخط بقولها: "نحن فى حاجة إلى هذا الخط فى المستوى الفلسفى ، إذ تجرى محاولات دائبة فى معاهد التعليم للتخلى عن الحياة العلمانية وتربية جيل بتزوير الافكار الإسلامية ضد التقدم الاجتماعى والاشتراكى .. (و) لمواجهة هذا الوضع الخطير أصبح لزاماً على حزبنا أن يدخل بين الطلاب لا بصفته داعية للنضال السياسى ، بل كقوة فكرية تتصدى لهذا الخطر وتواجهه بخط يضع الدين فى مكانه بين حركة الشعوب".

ينطوى هذا الطرح التحويلى الباكر على أمرين فى غاية الأهمية:

الأمر الأول: الاستخدام المنتبه لمصطلح (العلمانية) ، لا بمدلولاته التى استقرت فى الفكر الغربى منذ حقبة التنوير ، إحدى الحقب الثلاث لعصر الحداثة ، وإنما كمرادف لمفهوم (العقلانية) فى الفكر الإسلامى.

الأمر الثانى: سداد تلك الانتباهة الذى يتجلى فى كونها سعت إلى تلمس (عصب) فائق الحساسية فى القوام الفكرى والسياسى للجماعة المستعربة المسلمة فى بلادنا ، وقلما يبرز بوضوح كافٍ من بين وقائع تدافعها السياسوى ، وفحواه أن أهم وجوه الصراع حول (قضية الدين) لا يدور ، فحسب ، بين (الأنا) المسلم و(الآخر) غير المسلم ، وإنما داخل (الأنا) المسلم نفسه بين تيارين:

(1) عقلانى منفتح ، ينظر للإسلام فى جوهره القائم فى معانى وقيم العقل والحرية والكرامة والإخاء والمساواة والمشاركة والعدل والسلام ، على خلفية تستوعب مقتضيات الحداثة والتطور ، وتضرب ، فى ذات الوقت ، بجذورها فى عمق أصالته ، فلا هو ينكرها ، ولا هو يحتاج لالتماسها من خارجه.

(2) وسلطوى منكفىء ، لا يرى الإسلام إلا طغياناً واستبداداً وإكراهاً وقسراً وتسلطاً واضطهاداً ، وبالجملة: مشروعاً قمعياً ينقض كل تلك المعانى والقيم ، ويجعل من الإسلام عامل هدم للحياة ، بدلاً من كونه محفزاً لإعمارها كما ينبغى.

هكذا حدد الحزب أن المشكلة ليست فى (الدين) نفسه ، بل فى التفسير والتأويل والفهم المتباين لنصوصه ومبادئه ومقاصده الكلية ، وبخاصة فى ما يلامس (السياسة) ، أو ما يطلق عليه (التديُّن بالسياسة) فى أدبيات القوى الاجتماعية التى أفرزت (التيار السلطوى) تاريخياً فى بلادنا ، الأمر الذى يستوجب إصلاح تصور الوعى الاجتماعى للصراع ، لا باعتباره قائماً فقط حول قضية التساكن بين المسلمين وغير المسلمين ، كما لو أن مجرد إبرام أى اتفاق للسلام بين الفريقين سوف يؤدى ، ضربة لازب ، إلى الحل السياسى النهائى لكل مشكلاتنا الوطنية والاجتماعية ، وإنما باعتباره قائماً ، بالأساس ، داخل الجماعة المستعربة المسلمة نفسها ، بين تياريها المتمايزين: (العقلانى المنفتح) ، من جهة ، والذى ينبغى ألا يكف عن إعمال النظر المستنير فى حركة الواقع ومتغيراته ومستجداته بمنهج يستوعب مبادئ الدين ومقاصده الكلية المتجذرة فى كل معانى الخير ومصالح الفرد والجماعة ، كمحفز روحى ، بخاصة ، للفقراء والكادحين والمهمشين ، رجالاً ونساءً ، لتغيير واقعهم البائس بأنفسهم على قاعدة الحديث الشريف: "ما أمرتكم بشئ من دينكم فخذوه ، أما ما كان من أمر دنياكم فأنتم أدرى به" ، و(السلطوى المنكفئ) ، من الجهة الأخرى ، الذى يرمى إلى فرض نمط (تدينه السياسى) الخاص على كل الوعى الاجتماعى ، مستخدماً (الدين) مطية للتسلط والقهر ، ومتوسلاً به للكسب الدنيوى ، وخداع الكادحين بحملهم على التسليم بواقع الاستغلال المفروض عليهم ، قبل أن يكون هذا الصراع قائماً بين (الدين) و(العلمانية) وفق الإرث التاريخى الأوربى.

لقد أثبت تطور الصراع الاجتماعى فى بلادنا صحة هذا النظر ، بخاصة عبر المحطات الرئيسة لوقائع مشروع (الدولة الدينية) التى وضع التيار (السلطوى) حجر أساسها بتحالفه مع ديكتاتورية جعفر نميرى ، وسنه لقوانين سبتمبر 1983م ، ثم عودته بعد انتفاضة أبريل 1985م للدفع بالأوضاع باتجاه استكمال ذلك المشروع ، تارة بممارسة شتى أساليب الدجل والابتزاز والعنف السياسى بين عامى 1985م ـ 1989م ، وتارة بلجوئه لحل قضية السلطة عن طريق الانقلاب العسكرى فى 1989م ، وتأسيس أبشع نظام قمعى شهدته بلادنا عبر تاريخها باسم الدين. ومع ذلك كله فإن مسلمى السودان جابهوا مشروع (الدولة الدينية) بالرفض والمقاومة ، وأغلقوا الطريق أمام محاولات استكماله رغم استمراره فى التشبث بالسلطة ، مستمسكين بإرادتهم نحو استعادة النظام المدنى الديموقراطى ، وباذلين فى سبيل ذلك المهج والأرواح. على أنه ، مهما يكن مقدار البسالة والاستعداد للتضحية ، فإن الصراع السياسى وحده لن يحسم هذه القضية أو يسدل عليها الستار نهائياً. وما لم ينتقل التيار (العقلانى) ، ومن ضمنه حزبنا ، من خانة المدافعة السياسية المجردة إلى مواقع الهجوم الفكرى فى حركة تنوير هائلة تنتظم فيها جهود مختلف الأقسام المستنيرة لهذا التيار ، فإن خطر العودة ، المرة تلو المرة ، إلى مشروع (الدولة الدينية) يبقى شاخصاً ، والاستبداد خلف قناع الاسلام ماثلاً. إن المعركة فى الوعى أصلاً ، فلا بد ، إذن ، من تسليح الجماهير المسلمة بالوعى (بالسم) الذى يقدم لها مغلفاً (بالدسم). ولما كان من المستحيل على طرف واحد ضمن التيار (العقلانى) أن ينهض بتلك المهمة منفرداً ، فقد سعينا ، ومانزال نسعى ، وسوف نواصل السعى لإحسان الاصطفاف العريض لقوى (العقلانية) وسط المستعربين المسلمين بخاصة ، واستعدال المناهج والمصطلحات اللازمة لبلورة هذا الوعى المطلوب فى المستوى الفكرى بالأساس ، حيث الأولى من ترديد شعارات المطالبة ، مثلاً ، بإلغاء قوانين سبتمبر إلحاق الهزيمة الفكرية بالذهنية التى أنتجت تلك القوانين أيام دكتاتورية جعفر نميرى ، وشبيهاتها خلال الفترة التى أعقبت إنقلاب الجبهة الاسلامية القومية فى الثلاثين من يونيو عام 1989م.

وكمساهمة فى هذا الاتجاه طرحنا وما زلنا نطرح مصطلح وتصور (الدولة المدنية) ، تجاوزاً للجدل والمماحكة حول مصطلحات (دولة دينية ، دولة علمانية ، دستور اسلامي ، دستور علماني). واستطراداً على ما سبق أن عرضنا له أعلاه فإننا لا نرى مسوغاً أصلاً للتقيد بحرفية مصطلح (علمانية) ، وما إذا كان بكسر العين ام بفتحها ، وإنما نعطي الأسبقية (للديمقراطية) كحقوق وحريات ، وكنظام حكم ومؤسسات ، ونعارض الدولة العلمانية نفسها عندما تصادر الديمقراطية ، مثل معارضتنا لدكتاتورية عبود ، من جانب ، ودخولنا ، من الجانب الاخر ، في صراع وصدام مع نظام مايو ، سواء عندما بدأ يسارياً وعلمانياً ، أو عندما اعلن نميري قوانين سبتمبر عام 1983م ونصب نفسه إماما منذ ذلك الحين حتى اطاحت به الانتفاضة الشعبية في ابريل عام 1985م. وننطلق فى اقتراح مصطلح (الدولة المدنية) من يقيننا الراسخ بأن التخندق فى المواقف المتصلبة هو أضر ما يضر بقضية تستوجب كما قلنا وحدة القوى العقلانية حول أفقها العام ، ولو بالحد الأدنى من الاتفاق ، بعيداً عن إهدار الجهود فى الاختلاف على الشكليات أو إثارة الشجارات اللفظية. بهذا الفهم نواصل سعينا لتقريب وجهات النظر لنزع فتيل الاشتعال عن استقطاب (دولة علمانية ، دولة دينية) ، ونقترح مصطلح (دولة مدنية) ، على اعتبار تعامل المجتمع السوداني في الشمال والجنوب مع القانون المدني والمعاملات المدنية ، والقانون الشرعي والمحاكم الشرعية.

نخلص مما تقدم إلى تركيز جملة حقائق تشكل عظم الظهر بالنسبة لبرنامجنا حول علاقة الدين بالدولة والسياسة فى بلادنا على النحو الآتى:

أولاً: السودان متعدد الديانات والمعتقدات ، فثمة أغلبية مسلمة ، وثمة مسيحيون ومعتقدات افريقية. من هنا جاء شرط التسامح والاحترام في المعتقد الديني كمقدمة لازمة للمساواة في المواطنة ، حيث لا تخضع المعتقدات ، بالطبع ، لمعايير الاغلبية والأقلية. كما جاء ايضا شرط الاقرار بحقيقة أن الدين يشكل مكوناً أساسياً من مكونات فكر ووجدان شعبنا ، ومن ثم رفض كل دعوة تنسخ او تستصغر دور الدين في حياة الفرد ، وفي تماسك لحمة المجتمع وقيمه الروحية والأخلاقية وثقافته وحضارته.

ثانياً: السودان ، على تعدد أديانه ومعتقداته ، ساده دائماً ، وبوجه عام ، نزوع فطرى غالب نحو التعايش والتسامح الديني ، برغم كل المرارات التى تسبب فيها (التيار السلطوى) المستعلى بالدين والثقافة والعرق واللغة ، وبرغم التقصير التاريخى (للتيار العقلانى) فى منازلة هذا الاستعلاء كما ينبغى ، مما يسر للديكتاتور نميري فرض قوانين سبتمبر ، وتنصيب نفسه إماما جائرا على بيعة زائفة ، وما تبع ذلك من ترسيخ لدولة الارهاب والفاشية منذ العام 1989م. لقد انغرست نصال هذه الخبرة المريرة فى صدور المستعربن المسلمين ربما بأقسى مما انغرست فى صدور غيرهم من السودانيين. وعلى خلفية هذا الواقع الموضوعي تتأسس رؤيتنا وبرنامجنا للديمقراطية السياسية السودانية في علاقتها بالدين على مبادئ النظام السياسي المدني التعددى ، لا على (العلمانية) كمفهوم تاريخى محدد. فمصطلح (النظام المدنى) أقرب لواقعنا من مصطلح (النظام العلمانى) بدلالاته الاكثر ارتباطا بالتجربة الاوروبية.

ثالثاً: تتمثل مباديء النظام السياسي المدني الديمقراطي التعددي فى الآتى:

(1) المساواة في المواطنة وحرية العقيدة والضمير بصرف النظر عن المعتقد الديني.

(2) المساواة في الاديان.

(3) الشعب مصدر السلطات ، ويستمد الحكم شرعيته من الدستور.

(4) سيادة حكم القانون ، واستقلال القضاء ، ومساواة المواطنين امام القانون بصرف النظر عن المعتقد او العنصر او الجنس.

(5) كفالة حرية البحث العلمي والفلسفي وحق الاجتهاد الفكرى والفقهى.

(6) ضمان الحقوق والحريات الاساسية ، السياسية ، المدنية ، الاقتصادية ، الاجتماعية ، والثقافية ، وضمان حقوق الانسان حسب المواثيق والمعايير الدولية.

(7) الالتزام بما اجمعت عليه مواثيق الحركة السياسية السودانية ، والمكونة منها بالأخص لتيار (العقلانية) بين المسلمين فى بلادنا ، فى ما يتعلق بالتشريع ، وذلك منذ إعلان نيروبي (أبريل 1993م). فقط وفق المباديء العامة لهذه المواثيق يمكن ان تتسع الاجتهادات لكي تشمل مصادر التشريع الدينى ، وعطاء الفكر الانساني ، وسوابق القضاء السوداني.

رابعاً: هكذا نعمل على تطوير تصورنا لمفهوم (الدولة المدنية) ، إستكمالاً لمحتواه الذى أرسيناه من خلال جهدنا الجماعي المشترك مع أطراف الحركة السياسية السودانية ، ومعاناتها للانعتاق من أسر الاستقطاب العقيم المغلق (دولة دينية ـ دولة علمانية). ويمكننا تلخيص العناصر الاساسية لهذا التصور على النحو التالي:

(1) لسنا ملزمين لا بنماذج (العلمانية) كما استقرت في إنجلترا أو أمريكا أو فرنسا ، ولا بنماذجها من فوهة البندقية كما فى تركيا ، إنما نتعامل معها بذهن نقدى مستقل ومنفتح فى آن، كتجارب ضمن خبرات شعوب العالم ، فضلا عما تخلفه الترجمة العربية نفسها لمصطلح العلمانية من التباس: (بفتح العين) غيرها (بكسرها).

(2) نعتمد أسبقية (الديمقراطية) ، بدلالة الحريات العامة والحقوق الأساسية ، وتأكيد أن العلمانية ليست بالضرورة ديمقراطية ، وثمة أمثلة لذلك من دولة ستالين ، موسوليني ، بينوشيه .. الخ. لا ديمقراطية مستدامة مع مظالم اجتماعية وقومية مستدامة ، ولا ديمقراطية مستدامة مع التطرف والارهاب ، سواء من منطلقات دينية او علمانية ، يمينية أو يسارية.

(3) مع ذلك ، ورغم أننا لسنا ملزمين ، ولا حتى مهتمين ، بالانشغال بالدفاع عن مجتمعات العلمانية الغربية ، لكن بعض الحجج التي يسوقها دعاة التطرف والهوس الديني والدولة الدينية تتمادى في تشويه الواقع وإنكار الحقائق. مثال ذلك الادعاء العريض حول طرد الدين من الحياة والمجتمع في الغرب ، مع انهم يعلمون ان ملكة بريطانيا تحتل منصب رأس الكنيسة، مما كثر اجتراره في معرض التدليل على خطل ذلك الترويج الشائه ، ويعلمون قوة ونفوذ اللوبي الكنسي في الولايات المتحدة الاميركية وصوته الراجح في انتخابات الرئاسة والكونغرس ، وقد نشرت مجلة نيوزويك نتاج المسح الذي جرى عام 1991م لمستوى التدين في اميركا حيث ينتمى 42% من البالغين الى كنيسة ، كما يؤدى 42% صلاة الأحد في الكنيسة. أما الاحزاب السياسية الاوروبية ذات الطابع الديني ـ مثل الديمقراطي المسيحي في إيطاليا أو ألمانيا ـ فقد شاركت في وضع الدستور العلماني الديمقراطي ، والتزمت به وبما يتفرع عنه من تشريع في الممارسة. كما يعلمون ان فرنسا ، بكل زخم ثورة 1789م ، أقدمت على فصل الدولة عن الكنيسة ، ثم تبنت دولتها الكنيسة حتى نالت لقب طفل الكاثوليكية المدلل، ولم يصدر تشريع الفصل إلا في العقد الاول من القرن العشرين عام 1905 بعد أكثر من قرن على الثورة ، وفي المقابل لم تعترف الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية بوثيقة حقوق الانسان والمواطن الصادرة عن الثورة الفرنسية إلا في عام 1966م اي بعد 168 عاماً.

إن فصل الدولة عن الكنيسة لم يعن إقصاءها عن المجتمع أو مصادرة دورها الروحى ، لكن مناخ الديمقراطية أجبر الكنيسة على الحد من غلوائها السياسية ، والتصالح مع التاريخ ، والاعتراف بجور بعض أحكامها ومراجعتها وتصحيحها. فقد راجعت الكنيسة ، مثلاً ، في عام 1920م ، إدانتها لجان دارك في القرن السادس عشر بالهرطقة والسحر ، بل وعمَّدتها قديسة بعد 500 سنة. كذلك راجع الفاتيكان عام 1992م إدانته للعالم غالليلو غاليليه ، وذلك فى ضوء تأويل وتفسير معاصرين للكتاب المقدس يقران بالحقيقة العلمية القائلة بأن الأرض تدور حول الشمس ، كما أصدرت الكنيسة الكاثوليكية في فبراير عام 2000م اعتذاراً صريحاً عن حرق محاكم التفتيش للعالم جوردانو برونو. وربما كان من المناسب الاشارة ، ضمن هذا السياق ، إلى أن قائد الحركة الاسلامية التونسية راشد الغنوشي كان قد اقترح في منتصف تسعينيات القرن الماضي رد الاعتبار للفكر المعتزلي ورواده ، مما يعد فتحاً جديداً في الفكر السني الاشعرى.

دعاة التعصب والاقصاء يهابون الحوار ، ولأن ديدنهم الاملاء يسارعون لسد منافذ تجديد الفكر ، ومهمتنا فتح منافذ الحوار لهزيمة التعصب في حلبة الصراع الفكري.

(4) لا يعفينا تصنيف الدولة (دينية ـ علمانية ـ مدنية) من تطوير ثقافتنا ومعرفتنا بنظرية الدولة في حد ذاتها كظاهرة تاريخية اجتماعية ، بدلا من القناعة الكسولة بتوصيفها او تصنيفها. ولعل افضل مدخل يتناسب وقدراتنا النظرية الأولية والمتواضعة ، ان نولى اهتمامنا لدراسة الدولة السودانية ونشأتها وأطوار تجلياتها المتعاقبة ، دون ان نحشرها قسرا في قوالب وأطوار الدولة الاوروبية الحديثة (القرون الوسطى ، عصر النهضة ، عصر التنوير ، ثم الثورة البرجوازية.. الخ). لا ننفي او ننسخ ما هو عام في ظاهرة الدولة في تاريخ المجتمع الانساني ، لكن لكل دولة ما هو خاص تنفرد به. وواجبنا ان نستخلص تفرد وخصوصية الدولة السودانية التى نستند إلى تجربتها بالأساس ، وبالأخص نماذجها الدينية أو التي أقحم عليها الدين: فمن جهة كانت الدولة المهدية وليدة ثورة وطنية استعادت للسودان سيادته ، لكن ضيق المذهبية والنزوع إلى فرض نمط محدد من (التدين بالسياسة) اقصى طرقا صوفية مؤثرة وقبائل ذات شوكة بسبب عدم اقتناعها بمهدية المهدى ، إما من منطلق فقهي محض أو عن حمية قبلية ترفض أن تخضع لكيان قبلي آخر ، دون ان تكون تلك الطرق وهاتيك القبائل موالية للتركية ابتداءً. ومن الجهة الأخرى أفضت تجربة دولة مايو الامامية وقوانين سبتمبر والقطع والبتر والصلب والتشهير وما يسمى بأسلمة النظام المصرفى إلى إثراء الفئات الطفيلية، وإلى استشراء ظاهرة التجريم والتكفير فيما اجاز فيه الشرع الاجتهاد كإعدام الشهيد محمود محمد طه ، مثلما أدت إلى نسف الوحدة الوطنية وإهدار السلام المستعاد بعد حرب دامت 18 عاما بخرق اتفاقية أديس أبابا. ضف إلى ذلك ، من الجهة الثالثة ، تجربة دولة (الانقاذ) وويلاتها الماثلة.

(5) لا نتخذ من قضية الجنوب تكأة او ذريعة ، رغم الأهمية الحاسمة لضمان وحدة الوطن وإرساء دعائم السلام. فمن جهة ، لا بد للتيار (العقلانى المنفتح) وسط المستعربين المسلمين السودانيين ، وغالبية حزبنا فيه ، من خوض معركته الفاصلة على وعى الجماهير مع التيار (السلطوى الاستعلائى) ، بصرف النظر عن أية ترتيبات إجرائية يتم التوافق عليها بين الشمال والجنوب. أما من الجهة الأخرى ، فإن (الدولة العلمانية) الفيدرالية او الكنفدرالية في الجنوب، كحل مفاضلة للوحدة مع (دولة دينية) في الشمال ، لا تشكل ضمانة (للديمقراطية) حتى في الجنوب نفسه ، بدليل دول أفريقية مجاورة وجامع الديكتاتورية العلمانية في كل منها. لذلك فسوف نواصل طرحنا (للدولة المدنية) حتى لو انتصر خيار السلام وفق شروط مشاكوس ونيفاشا فى إطار مبادرة الايقاد.

(6) نولى اعتباراً لائقاً لمحصلة تجارب الحركة السياسية السودانية فى حقل الصراع حول الدستور منذ الاستقلال ، وقد أثبتت ، بأغلى التضحيات فى الأرواح والأموال والزمن المهدر، إستحالة أن يفرض اتجاه فكري أو سياسي واحد تصوره للدستور ، بإزاء معادلة الفارق القومي والإثني والديني والطبقى ، سواءً توفرت له الأغلبية البرلمانية ، أو سطوة العسكرية الشمولية (راجع مضابط لجنة الدستور الاولى 1957م ، واللجنة الثانية 1968م ، ودستور نظام مايو لسنة 1973م ، ودستور نظام الانقاذ لسنة 1998م). وفى هذا السياق:

أ/ لم يشهد السودان سوى حالتين استثنائيتين: الأولى دستور ستاتلي بيكر للحكم الذاتي والاجماع الوطني حوله كامتداد للاجماع الوطني حول الاستقلال من داخل البرلمان ، والثانية ما أفرزته ثورة اكتوبر من اجماع وطني حول تعديل ذلك الدستور.

ب/ أما مشروع دستور 1968م ، الذى سمى (بالدستور الاسلامى) ، فقد غلب عليه التعبير عن برنامج القوى التقليدية الحاكمة بعد ثورة أكتوبر ، والتى وقعت ، أوان ذاك ، تحت ضغط الابتزاز الذى مارسه عليها الاخوان المسلمون لإخراجها من إطار الحركة السياسية (العقلانية)، والدفع بها على طريق (الدولة الدينية) ، الأمر الذى تمثلت مقدماته فى تعديل الدستور لحظر نشاط الحزب الشيوعى ، وإغلاق دوره ، ومصادرة ممتلكاته ، وطرد نوابه من البرلمان ، علاوة على إهدار استقلال القضاء برفض الانصياع لحكمه ببطلان مجمل تلك الاجراءات ، فآلت الأوضاع إلى استقطاب حاد فى الساحة السياسية فتح الأبوب على مصاريعها أمام انقلاب 25 مايو 1969م الذى أطاح بمجمل تجربة الديموقراطية الثانية.

ج/ وأما دستور مايو 1973م فقد صيغ فى الغرف المغلقة على يد خبراء فنيين تمخض عملهم عن مجرد أداة إضافية لسلطة الفرد المطلقة ، تضبط علاقات المواطنين بالدولة ، وببعضهم البعض ، فضلاً عن علاقات أجهزة الدولة فيما بينها. وعلى حين جرى الترويج لذلك الدستور بنشاط إعلامى وسياسى كثيف كما لو كان معبراً عن الإرادة الشعبية ، كانت نصوصه تتنزل فى الواقع دونما أدنى اعتبار لهذه الإرادة بالذات.

د/ وأما تجربة الانتفاضة 1985م فقد شابتها سلبيات تدخل المجلس العسكري الانتقالي ، والتفافه على ميثاق الانتفاضة الذي نص على دستور 56 المعدل 64 ، بتعيينه للجنة منتقاة أهمل فى تشكيلها تمثيل الجنوب ، ومارست مهامها بعيدا عن الرأي العام ، وذلك لوضع دستور انتقالي يضمن النص على الشريعة وفق تصورات الجبهة الاسلامية القومية! مما حدا بالجمعية التأسيسية لتعديله لاحقاً ، قبل ان يطيح به انقلاب الثلاثين من يونيو 1989م.

هـ/ وأما حكومة ذلك الانقلاب فقد عينت أيضاً لجنة قومية لوضع دستور دائم للبلاد. وبعد أن انجزت اللجنة مهمتها وسلمت المشروع للقصر خرج منه على سحنة غير التي دخلها بها ، فأجازه مجلس (السلطة) الوطنى لاحقا بهذه السحنة.

و/ وأما التجمع الوطني الديموقراطى فقد ضمَّن أهم وثائقه (ميثاق مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية ، يونيو 1995م) نصاً صريحاً يحظر استغلال الدين فى السياسة أو إنشاء الأحزاب السياسية على أسس دينية. ثم أعد ، لاحقاً ، مشروعه لدستور الفترة الانتقالية في حالة انتصاره وإقصاء الانقاذ ، ريثما تقوم بمقتضاه هيئة تشريعية لوضع الدستور الدائم (وثائق مؤتمر لندن ، فبراير 1992م).

ز/ وعندما أصبح التفاوض هو الحل المطروح للأزمة الوطنية أعلنت (الانقاذ) استعدادها ، حال نجاح مساعي ذلك الحل ، لإدخال تعديلات على دستورها دون مساس بثوابته! فوافق حزب الامة على ذلك ، ولكنه اقترح العمل بمسودة دستور الانقاذ التي أقرتها اللجنة القومية الأولى (المسودة الأصلية) مع ادخال بعض التعديلات. واقترح التجمع الوطني وضع دستور تتفق عليه الاطراف التفاوضية ، فلا هو بالدستور الانتقالي للتجمع ولا هو بالدستور الدائم (للانقاذ). وطرحت المبادرة المصرية الليبية المشتركة ، من جانبها ، تصورها للفترة الانتقالية ولاجراء تعديلات على دستور (الانقاذ).

هكذا نستطيع أن نرى بوضوح كيف أن المسألة الدستورية بما لها من صلة وثيقة بقضايا (الدين والدولة والسياسة) مازالت وستظل في قلب قضايا الصراع السياسي الاجتماعي حول حاضر ومستقبل السودان ، حتى حل القضايا المصيرية والاتفاق على الدستور الذي يقننها. لهذا فسوف نواصل تطوير قدراتنا الفكرية والسياسية حول المسألة الدستورية ، حرصاً على العطاء المسهم في الاجماع الوطني لقوى (العقلانية) الدينية والسياسية بشأن أساسيات الدستور، وكسر حاجز الاستقطاب المطلق العقيم وسطها ، والانطلاق الى فضاءات الحوار الحر والقواسم المشتركة معها. فمنذ إعلان نيروبي (ابريل 1993م) تواترت وجهات نظر وتصورات عدة حول الدستور والدولة ، (دولة المواطنة ، دولة مدنية ، دستور محايد تجاه الاديان ، ألا ينص الدستور على دين الدولة) ، وكلها محاولات جادة لتجاوز أزمة (الدولة الدينية) في وطن متعدد الاديان والمعتقدات. والحوار الجاد المستنير مع هذه الاجتهادات يلزمنا بأن نطور طرحنا وتصورنا (للدولة المدنية) وعناصرها ومكوناتها (حقوق طبيعية ، حقوق مدنية ، مجتمع مدني ، دستور مدني) من حيز الشعار والبيان السياسي إلى مستوى المعالجة النظرية عمقا واتساعاً ، كيلا يضاف إلى ركام الشعارات التي تزحم الآفاق ثم ما تلبث أن تنزلق من ذاكرة المواطنين دون ان تستقر في وجدانهم.

(7) ولا شك أن من شأن التربية والأخلاق والقدوة ثم .. القانون أن تدعم وضوح تصورنا (للدولة المدنية) ، وما يميزها من بعض تطبيقات (العلمانية) المنبثقة عن حقبتى الاصلاح الديني اللوثري والتنوير في غرب أوروبا:

أ/ (فالدولة المدنية) ، مثلاً ، لا ترفع يدها عن الاشراف على الشئون الدينية ، أو رعاية المساجد والكنائس ودور العبادة الأخرى ، ولا تغلق المعاهد الدينية العليا ، أو تحظر تدريس مادة الدين ضمن مناهج التعليم العام ، مع مشروعية الاختلاف حول المنهج كيلا يتحول الى امتداد لبرنامج حزب سياسي بعينه كما فى تجربة الجبهة الاسلامية مثلا.

ب/ و(الدولة المدنية) لا تتخذ موقف اللامبالاة تجاه مظاهر التفسخ والانحلال في المجتمع ، ولا تسمح بأن يتحول المجتمع الى خمارة أو ماخور ، أو أن ينحدر الشباب الى مهاوى الضياع. لكن أدواتها الأكثر أهمية لضمان ذلك ليس القانون والمحاكم وشرطة النظام العام ، حسب النهج الذي ظل يتبعه نظام (الانقاذ) ، إنما التربية الثقافية والسياسية بواعز الدين والاخلاق ومثال القدوة الحسنة في الأسرة والمجتع ودور العلم ، ثم من بعد ذلك ، وليس قبله بأي حال ، واعز القانون وعقوباته.

Post: #35
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 08:11 PM
Parent: #34

الأخ: بدر الدين أحمد موسى
تحيِّاتي

مُتجاوزًا عن الجانب غير المُهم في مُداخلتك أقول:
أولًا: لا أعلم، على وجه التحديد، سببًا لإقحامكَ مفهوم "الدعوة" في سياق مُناقشتنا هذه، فهل قلتُ أنا أنَّ الشيوعية أو حتى المادية الفلسفية "تدعو" إلى الإلحاد أو تضع شرطًا لها؟ الحقيقة، يا سيدي الفاضل، أنَّ المادية الفلسفية "تُفضي" إلى الإلحاد ولا تدعو إليه، والفارق هنا دقيق وحاسم إلى الدرجة التي قد تجعلكَ مُندهشًا، ولكن الأمر كذلك فعلًا. ولا أعتقد أنَّ هنالك تيارًا فلسفيًا "يدعو" أتباعه إلى اتخاذ موقف مُحدد من مسألة وجود أو عدم وجود إله؛ بما في ذلك المثالية الفلسفية التي "تُفضي" إلى اتخاذ موقف من هذه المسألة، ولا "تدعو" إليه أو تشترطه، لأنَّه، وعلى جانبٍ أكثر وضوحًا من كل ذلك، لا يُمكنك أن تصل إلى موقفٍ مُحدد من هذه القضية "قبل" اعتناقكَ للمبدأ الفلسفي ذاته(!) أنتَ، في الواقع، لن تصل إلى موقفٍ فكري أو فلسفي من قضية وجود أو عدم وجود الإله إلَّا عبر البوابة الفلسفية ذاتها، أي بعد ذلك وليس قبله. هذا من ناحية، أمَّا من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ المقطع الذي جلبته يتكلم في الأساس عن "الطبقة العُمَّالية" proletariat والشيوعية في أساسها حركة مُناصرة لهذه الطبقة، وهي على ذلك لم تُطالب العُمَّال بأن يُصبحوا شيوعيين، ناهيكَ عن أن تُطالبهم بأن يعتنقوا فكرًا فلسفيًا بعينه، أو أن يُصبحوا كُفارًا على حد تعبيرك. وحتى أوضح هذه النقطة: لو افترضنا أنَّ هنالك جمعية تأسست لمُحاربة العنف ضد الأطفال، فهل تعتقد أنَّه من الطبيعي أن تُطالب هذه الجمعية أطفال العالم أن ينضموا إلى هذه الجمعية؟ الجمعية قد تقوم بنشر بيان عالمي لها يوضح موقفها الرافض من ممارسة العنف ضد الأطفال (بيانًا مُشابهًا للبيان الشيوعي) وتُناشد في هذا البيان كل الأطفال الذين يُمارس ضدهم أي نوعٍ من أنواع العنف أن يعرفوا حقوقهم القانونية والدستورية، وأن يتصلوا بالجمعية في حال كانت هنالك حاجة إلى ذلك. ولكنكَ إذا أردتَ أن تنضم إلى هذه الجمعية فيجب أن تتوافر فيك الشروط التي تُقررها الجمعية للانضمام في عضويتها (هذا إن كانت هنالك شروط مُحددة) كأن لا يقل عمرك عن الثامنة عشر مثلًا، أو ألَّا تكون منظمًا إلى جمعية أخرى لها نفس الأهداف (أو أهداف مُعارضة) أو ألَّا تكون قد أُدنتَ من قبل بجرائم تتعارض مع أهداف الجمعية، ولكن من السذاجة أن نفترض أنَّ هذه الشروط يجب أن تتوافر في الأطفال المعنيين بالمُساعدة من قِبل هذه الجمعية(!)

ثانيًا: أشكركَ على جلب بعض المُقتطفات من بيان الحزب الشيوعي، وكذلك على ترجمتك لبعض ما جاء فيها، وبخصوص هذا المقطع |المُظهَّر" من قِبلك:
They do not set up any sectarian principles of their own, by which to shape and mould the proletarian movement

فاسمح لي بأن أتحفظ، من ناحيةٍ مبدئيةٍ، على ترجمتك لها على هذا النحو: (ليس للشيوعيين مبادئ "مذهبية" تخصهم لقولبة الحركة العمالية فيها) وسبب تحفظي هو ترجمتك غير الدقيقة لكلمة Sectarian والتي تعني على وجه الدقة (الطائفية) وليست المذهبية التي تقابلها كلمة Doctrinal المُشتقة من Doctrine ولكن على أي حال فإنَّ هذه الجُملة مُتعلقة بالعُمَّال وليس بالشيوعيين أنفسهم، كما هو واضحٌ في النقطة (أولًا) أعلاه. وعمومًا يُمكنك أن تُراجع النسخة العربية من بيان الحزب الشيوعي لتعرف كيف تُرجمت في سياقها الصحيح.

ثالثًا: طالما أنَّك جلبتَ بيان الحزب الشيوعي، فكنتُ أتمنى ألا تتخطى الديباجة الأساسية للبيان والذي جاء في أوَّل سطر فيها ما يلي:
A spectre is haunting Europe — the spectre of communism. All the powers of old Europe have entered into a holy alliance to exorcise this spectre: Pope and Tsar, Metternich and Guizot, French Radicals and German police-spies

(المصدر)
وترجمة هذا الكلام، بحسب ترجمة الدكتور عصام أمين، على النحو التالي: "شبحٌ ينتاب أوروبا – شبح الشيوعية. ضد هذا الشبح اتحدت في طراد رهيب قوى أوروبا القديمة كلها: البابا والقيصر، مترنيخ وغيزو، الراديكاليون الفرنسيون والبوليس الألماني."
(المصدر)
هذا النص يقول بأنَّ الشيوعية شكَّلت تهديدًا لبعض القوى، ومن بينها القوى الدينية في أوروبا؛ فلماذا، برأيكَ، مثلت الشيوعية، حسب هذا النص، خطرًا على البابا كمُمثلٍ للسُلطة الدينية المسيحية؟ وبالإمكان جلب مُقتبسات كثيرة جدًا عن آراء كارل ماركس وأنجلز وغيرهما حول الدين وفي نقد الدين، ولكن ما يهمني هنا هو أنَّ ماركس (مُؤسس الماركسية) ينتمي إلى تيار المادية الفلسفية، وعلى هذا فإنَّ آراؤه عن الدين، في هذا السياق، تبدو مُتسقةً تمامًا مع موقفه الفكري والفلسفي.

رابعًا: اسمح لي أن أختصر الأمر إلى الحد البعيد عبر سؤالكَ هذا السؤال المُباشر: "هل تُؤمن فعلًا بأنَّ "الله" خلق هذا العالم بما فيه الإنسان؟" وليكن نقاشنا مبنيًا على إجابتك.

تحيِّاتي لك

Post: #36
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 08:20 PM
Parent: #35

العزيز: كمال عباس
تحيِّاتي لك

تقول: "علك قد لاحظت أني قد قمت بإنزال مقتبسات من برنامج الحزب الشيوعي تثبت أنهم لايتعاملون مع الماركسية كإيدلوجيا صماء أو عقيدة جامدة -أنهم وبهذا الفهم أعلنوا عن تجاوز إستنتاجات ومقولات ماركسية"(انتهى الاقتباس)
نعم، عزيزي، لاحظتُ ذلك، وقلتُ لكَ بأنَّ برنامج الحزب الشيوعي (ولا أي برنامج لأي حزب سياسي آخر) بإمكانه أن "يثبت" شيئًا، ولقد أوضحتُ لكَ ذلك في مُداخلتي الأخيرة؛ فكون أنَّ الكلام مكتوب في برنامج ما، لحزبٍ سياسي لا يعني، بالضرورة، أنَّ هذا الكلام مُثبت وحقيقي، وجلبتُ لك مثالًا من برنامج المُؤتمر الوطني، ولعلَّك لاحظتَ أنَّه لا يُمكن الوثوق بما جاء في هذا البرنامج. فلماذا، برأيك، برنامج الحزب الشيوعي "يُثبت" في حين أنَّ برنامج المؤتمر الوطني "لا يُثبت"؟ وأنا قد أتفهمُ تمامًا جزئية أنَّ الحزب الشيوعي لا يتعامل مع الماركسية كآيديولوجية صماء، وهذه النقطة بالتحديد عبَّرتُ عنها في بداية البوست، فقلتُ حرفيًا هنا Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد : "من المهم، في هذا المقام، استصحاب مقررات المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السُّوداني 2009 والذي يُمثل رأي الحزب الرَّسمي المُعلن في موقفه من الدين، والقائم في الأساس على ضرورة تجاوز الماركسية باستيعابها، وليس اتخاذها عقيدةًً "جامدةً" من واقع أنَّها (=الماركسية) علم Science يقبل التنظير والمُساهمة."(انتهى الاقتباس) ولكنني في الوقت ذاته تساءلتُ قائلًا: "وبالتأكيد فإنَّ وضع المكون الثقافي والاجتماعي للسودان والسُّودانيين، موضوعٌ في الاعتبار، ولكن إلى أيّ حد؟ هل إلى الحد الذي قد يُحدث مثل هذه القطيعة مع التراث الفلسفي؟"(انتهى الاقتباس)

تقول: "الحزب الشيوعي وببساطة - جعل من الأرض ميدان صراعه ! الحزب لايصارع السماء - وإنما يصارع الإستغلال والفقر والمرض ويسعي لتغيير الواقع المعاش لواقع أفضل تسوده العدالة الإجتماعية والحرية والمساواة والعيش الكريم."(انتهى الاقتباس)
لا أدري، يا عزيزي، لماذا، عندما قرأتُ كلامكَ هذا، تذكرتُ مقولة كارل ماركس هذه: "الدين هو صرخة المضطهد وسعادته المتخيلة لرسم روح عالم بلا روح وقلب عالم بلا قلب ، ونقد الدين هو نقد هذا الوادي من الدموع الملئ بالزهور الخيالية، والذي يمثل الدين الهالة الضوئية التي تحيط به. ونقد الدين يقتطف هذه الورود الخيالية التي يراها المضطهد في السلسال او الجنزير الذي يكبله، ولكن لا يفعل النقد ذلك ليحرم الرجل المضطهد من سعادته برؤية الزهور الخيالية، وإنما يفعل ذلك ليمكّن الانسان من التخلص من السلسال الذي يكبله حتى يستطيع الحركة بحرية ليقتطف الزهور الحقيقية"(1) بالفعل: هل مُشكلتنا في السَّماء أم في الأرض؟ وما هي المنهج الماركسي لتفسير الظواهر الاجتماعية وتحليلها ومن ثمَّ حلِّها؟ هل من السماء للأرض أم من الأرض للسماء؟

تقول: "نعم الحزب الشيوعي ضد إستغلال الدين في السياسة أو كأداة سالبة ومدجنة أو مكرسة للامر الواقع- ولكنه وبالقطع لايقف ضد العبادات والتدين الشخصي ولم ولن يحاربه"(انتهى الاقتباس)
يا عزيزي لقد أكدتُ في بداية هذا البوست، كذلك، إيماني بأنَّ الحزب الشيوعي لا "يُحارب" التدين، فالتدين مسألة شخصية وممارسة التدين هو حق مكفول للجميع، وربما لم يُحارب كارل ماركس الدين بصورة مُباشرة، ولكنه قدَّم نقده للأديان ووصفها بأنَّها أفيون للشعوب، باعتبار أنَّها (=الأديان) قد تكون إحدى وسائل التي يُمكن أن تستخدم لاستغلال الشعوب. أنا، وبصورة شخصية، لا أعتبر نقد الأديان حربًا عليها، ولكنه، بالتأكيد، يعني موقفًا فكريًا من الدين كمفهوم اجتماعي وثقافي، وهذا الموقف لا يُمكن أن يُبنى إلَّا على قاعدة فلسفية "ثابتة".الحقيقة لا أعرف، بالتحديد، ما قد يتبادر إلى الأذهان عند سماع عبارة مثل "محارب الدين" أو "نقد الدين" ولكن هنالك فارق كبير بينهما، فمُحاربة الدين عمل مرفوض أخلاقيًا لأنَّه ضد التاريخ وضد الحريات، ولكن نقد الأديان مطلوب، وهنالك فارق كذلك بين أن "الدعوة" إلى الإلحاد (إذا كانت هنالك دعوة إلى الإلخاد من أساسه)، وبين أن يُفضى بك إلى الإلحاد كنتيجة (أو تُفضي بك تأملاتك الفلسفية إلى الإلحاد)، فالإلحاد في النهاية نتيجة وليس قرارًا.

محبتي


----------------
(1) (المصدر: كارل ماركس مقدمة في نقد فلسفة الحق عند هيجل)

Post: #37
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 08:21 PM
Parent: #36

الأخ: رؤوف جميل
تحيِّاتي
Quote: هل ممكن تشرح لينا فهمك لمفهوم المادة والوعى ومعنى الاسبقية
راجع مُداخلتي هذه هنا: ReRe: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد وإن كان ما فيها غير دقيقٍ، فأرجو أن تشرح لي فهمكَ عن المادية والمثالية الفلسفية.

مودتي

Post: #38
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-03-2013, 08:47 PM
Parent: #37

كتب هشام ادم

Quote: وربما لم يُحارب كارل ماركس الدين بصورة مُباشرة، ولكنه قدَّم نقده للأديان ووصفها بأنَّها أفيون للشعوب،


هشام ادم "يسير" في الطريق الصحيح
اذا كنت لا تستطيع انت ان تثبت ان ماركس حارب الاديان و اقررت بذلك,
ارجو ان تأتينا بالجملة الكاملة التي قال فيها ماركس "الدين افيون الشعوب" و تشرحها و احبذ ان تترجمها انت لأنك تعرف الانجليزية احسن مني فقد رأيت اعلاه انك خطأتني في ترجمة معني كلمة سكتيريان!!!!

حا نمشي معاك حتة حتة لغاية ما نشوف!

طبعا سأرجع بعد الشغل عشان ارد على كلامك, و ارجو ان تعتبر ان كلامي الذي قلته انا اعلاه كله مهم, لأني لم اكتبه جزافا ولا اعتباطا

-
تحياتي

Post: #39
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 09:45 PM
Parent: #38

الأخ: بدر الدين أحمد موسى
تحيِّاتي

أنا لا أُحب الفوضوية في النقاش. أين قلتُ أنا إنَّ الشيوعية (سواء الماركسية أو السُّودانية) "تُحارب" الدين"؟ وماذا تقصد بـ"مُحاربة الدين" أصلًا؟ لماذا لم تنبه إلى هذه الفقرة من مُجمل تعقيبي على مُداخلة الأخ كمال عباس: "الحقيقة لا أعرف، بالتحديد، ما قد يتبادر إلى الأذهان عند سماع عبارة مثل "محارب الدين" أو "نقد الدين" ولكن هنالك فارق كبير بينهما، فمُحاربة الدين عمل مرفوض أخلاقيًا لأنَّه ضد التاريخ وضد الحريات، ولكن نقد الأديان مطلوب."(انتهى الاقتباس) أنا الآن كمُلحد، هل أُعتبر، برأيك، مُحاربًا للدين؟ وهل الإلحاد، عمومًا كموقف فلسفي وفكري من مسألة وجود أو عدم وجود الله، يُمكن أن يُعتبر "مُحاربةً" للدين؟ إذا كنتَ ترى أنَّ نقد الأديان واعتبارها تجاوزًا للواقع المادي الذي هو الأساس الكُلي لفهم وتفسير وربما حل المُعضلات والظواهر الاجتماعية والثقافية؛ فنعم! الشيوعية تُحارب الدين، وأنا، بهذا الفهم أُحارب الدين، ولكن إذا كنتَ ترى أنَّ المقصود الحقيقي من عبارة "مُحاربة الدين" هو اتخاذ مواقف مُتطرفة من الدين والعمل على تقويض الدين وإمحائه أو استئصاله من خارطة الجين البشري القادم، ومن ذاكرته؛ فليس هذا مقصدي على الإطلاق.

كارل ماركس قدَّم انتقادات مُباشرة للدين وخرافاتها، لكنه في الوقت ذاته، يعلم (كما نعلم جميعًا الآن) أنَّ الدين مكوِّن أساسي من مكوِّناتنا الثقافية، ولا يُمكن تجاوزه أو القفز عليه، ولكنه لم يُطالب أحدًا بضرورة ترك الدين، ولم ينتقد المُؤمنين والمُتدينين على كونهم مُتدينين، هذا فهم غير دقيق لكلامي ولفكرتي في هذا البوست. اقرأ معي هذا الكلام رجاءً وهو مقتطف من كلام كارل ماركس في كتابه نقد فلسفة الحق عند هيغل:
Man is the world of man, state, society. This state and this society produce religion, which is an inverted consciousness of the world.

وترجمة هذا الكلام هي على النحو التالي: "الإنسان هو عَالَم الإنسان والدولة والمجتمع، وهذه الدولة وهذا المجتمع هما من ينتجان الدين الذي هو وعيٌ مقلوب للعالم."(انتهى الاقتباس) ما الذي يُمكن أن يُفهم من هذا الكلام سوى إنكار وجود إله (أو على أقل تقدير إنكار تواصله مع البشر؟ ألا يدل هذا الكلام على أنَّ ماركس يرى أنَّ الدين نتاج لحركة الإنسان وليس نتاجًا لظاهرة ميتافيزيقية اسمها "الله" هو الذي منحها للإنسان؟ هل وقفتَ على مدى "الاتساق" بين فلسفة ماركس المادية وبين أقواله هنا؟ وماذا قد نفهم من عبارة مثل: "الدين وعي مقلوب للعالم" هل هو في مقام المدح أم الذم؟ هل هو رأي شخصي أم رأي مُستند على فلسفته المادية للأشياء؟

عند عودتك، أرجو أن تُجيبني، بوضوح ومُباشرة، على سؤالي الوارد في المُداخلة المُوجهة إليك، والتي تركتها وذهبتَ إلى مُداخلتي المُوجهة إلى الأخ كمال عباس. والسؤال هو: "هل تُؤمن بأنَّ "الله" خالق العالم بما فيه الإنسان؟" ودعنا، فعلًا، نخطو خطواتٍ إلى الأمام في هذا النقاش.


تحيِّاتي

Post: #40
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-03-2013, 10:23 PM
Parent: #39

تحياتي ياهشام مرة أخري
فرق شاسع أن يكون لمفكر أو باحث رؤية فلسفية تري أولوية المادة علي الوعي في الوجود أو حتي عدم التسليم بفكرة وجود خالق للكون وأن الأديان منتج بشري وضعي- فرق بين هذا وبين التعاطي مع الأديان كمؤسسات إجتماعية موجودة في الواقع العملي غض النظر عن- مصدرها,-الإديان/ ضروب الثقافة/ العادات والتقاليد / الاخلاق والارث تعتبر عند الماركسين وغيرهم شكل من آشكال الوعي الإجتماعي أو البني الفوقية للمجتمع يجب يثبت علي الإيجابي منها وينتقد السلبي منها في هذا الصدد يقول برنامج الحزب الشيوعي
Quote: يرفض حزبنا أن يصبح الدين أداة نزاع في سياق الصراع الاجتماعي، وان نتخذ لهذا السبب بالذات، موقف المعارضة الفكرية والسياسية الحازمة ضد أي مسعى، من أي قوة اجتماعية، لاستغلاله في تحقيق أي مصالح اقتصادية وسياسية
...
ويرفض مشروع الدولة الدينية
Quote: والذي تقف وراءه وتدعمه القوى الظلامية التي تتخذ من قدسية الدين دثاراً ودرعاً آيدلوجياً لتحقيق مصالحها الاقتصادية السياسية الدنيوية الضيقة
ويدعو الي
Quote: مشروع الدولة الدينية، من جهة، والذي تقف وراءه وتدعمه القوى الظلامية التي تتخذ من قدسية الدين دثاراً ودرعاً آيدلوجياً لتحقيق مصالحها الاقتصادية السياسية الدنيوية الضيقة
نقلت ياهشام عن ماركس
Quote: الدين هو صرخة المضطهد وسعادته المتخيلة لرسم روح عالم بلا روح وقلب عالم بلا قلب ، ونقد الدين هو نقد هذا الوادي من الدموع الملئ بالزهور الخيالية، والذي يمثل الدين الهالة الضوئية التي تحيط به. ونقد الدين يقتطف هذه الورود الخيالية التي يراها المضطهد في السلسال او الجنزير الذي يكبله، ولكن لا يفعل النقد ذلك ليحرم الرجل المضطهد من سعادته برؤية الزهور الخيالية، وإنما يفعل ذلك ليمكّن الانسان من التخلص من السلسال الذي يكبله حتى يستطيع الحركة بحرية ليقتطف الزهور الحقيقية
قطعة أدبية رائعة- ولكنها وصفية أكثر منها تقريرية.!!
نعم ياهشام هناك تجهيل يتم بإسم الدين وهناك تغبيشا للوعي يتم بإسم الاديان فكم حشدت حشود وجيشت جيوش وأرتكبت محارق ! الأديان يتم إستغلالها وتوظيفها ياهشام لتدجين الناس ولتكريس -واقع الظلم والإضطهاد والتخلف
* الا تري بعض ممارسات بعض المشائخ وبعض أدعياء التصوف في إستغلال البسطاء ? الم تلاحظ كيف ساند الاموييون - مدرسة التسيير والقدرية السلبية في مقابل مدرسة التخيير وحرية الأرادة البشرية? ساند الامويون مدرسة
التخيير ووظفوا فلسفتها في تكريس إستبدادهم وظلمهم- بدعوي أن تولي الحكم تم بإرادة الله ووفق مشئيته أي- أنه قضاء الله وقدره وأن الملك بيد الله ومدة حكم الخليفة والملك - محددة سلفا بواسطة الخالق, فلنترك
الامر للخالق ونكف عن الثورة علي الحاكم والمطالبة بخلعه! وهكذا تري أن مبدأ التسيير تحول لدعوة للخنوع والإستكانة والرضي بالظلم! ** وبالنسبة للماركسين فإن كل مايخشونه ويرفضونه هو أن يتحول الدين كأداة في الصراع الطبقي-لصالح الطبقة الإستغلالية- وأن يصبح فرملة في وجه التقدم والتغيير أو ترسا للتجهيل ولتغييب الوعي !
*ومن المفارقات أن الثوار الماركسيين في أمريكا اللاتينية تحالفوا مع الكنيسة التقدمية-فيما يعرف بلاهوت التحرير- ضد الإستبداد والظلم والقهر / وثاروا في سبيل الحرية والعدالة والسلام-إي أن الدين تحول لقوة دفع تسهم في تغيير وتطوير الواقع!

Post: #41
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: احمد سيد احمد
Date: 06-03-2013, 11:03 PM
Parent: #40

سلامات
في الربع السابق كان في بوست بعنوان : تجربتي الشخصية مع الجن و الشياطين

بحكي عن تجربة كاتبه الشخصية مع الجن والشياطين

المهم انا كعضو جديد لكن بقرا المنبر من خمسة سنوات ومتابع...ومن خلال متابعتي استنتجت انو الزميل ابو ساندرا عضو في الحزب الشيوعي...وحقيقة في البوست المذكور اعلاه قريت مداخلة للزميل ابو ساندرا تنم عن فهم عميق للدين وتوضح بجلاء انه متدين في نفسه بل تدينه اقرب لقناعات اتباع المنهج الوهابي في بعض ما صرح به....وهنا انقل لكم مداخلة الزميل ابو ساندرا:

اولا اقتبس ابو ساندرا هذه الفقرات من مداخلات احد الاخوة في ذاك البوست :

Quote:
حيث أكد صاحب المنزل و أسرته أن لا عداء لهم مع أي شخص كما أكد الجيران حسن علاقتهم بصاحب المنزل

عاد إلينا صاحب المنزل بعد أن تحدث مع الضابط على إنفراد - حسب طلب الضابط - ليخبر الجميع بأن الضابط

قد طلب منه إحضار شيخ ليقرأ القرآن و يخرج الجن من المنزل.


لماكان صاحب المنزل من ذلك النوع الذي لم يشاهد في صلاة جماعة أو غيرها و لما كان لا يؤمن بهذه التخاريف من جن و شياطين و شيوخ

و غيرها فقد طلب من الجميع إيجاد سبب علمي منطقي لما يحدث,





ثم رد الزميل ابو ساندرا على هذه المداخلة قائلا :

Quote:
وعن تجربة شخصية ، أقول ، سندآ على المقتطف أعلاه
أن الجن موجود وعلى تماس حقيقي بحياة الإنسان ، وهذا ماقاله القرآن وظلت تؤكده الوقائع
وهم يأتون إما بمبادرة منهم في سياق تحدي جدهم لرب العزة بأن يغوي عباده أجمعين
وفي الغالب يأتون بسبب أعمال السحر والشعوذة التي يرتكبها البعض بدون تردد ولا وازع
والمسألة في السودان أصبحت مزعجة وانتشر الدجالين المشعوذين في كل الأحياء وصاروا قريبين
من الأسر والبيوت ويلجأ لهم النساء حتى لحلحلة مشاكلهن الصغيرة ، وتنفيذ بعض رغباتهن
التي تتحول لشيء جدآ مؤذي
والجن الذي يأتي بسبب أعمال السحر ، في الغالب هو نوع من الإبتلاء ، حيث لايفلح كيد الساحر
والجن في الاساس ضعيف الكيد ، وما كان للسحرة أن يضروا بسحرهم أحد إلا بأذن الله
ةوبما أن ربنا رحمة مطلقة فإن أذنه يكون في سياق إبتلاء ، وعندما يحب ربنا عبدآ يبتليه
لأن من شأن الإبتلاء أن يقرب العبد إلى ربه ، في الغالب العبد المبتلى ، مهما كان فهمه وموقفه
فإنه بعد حالة الإبتلاء وشخوص المشاهد قدام عيونه بيبتدي يقترب من ربه ليصرف عنه اذى الإبتلاء
بالطبع هناك من لا يرعوي ولكنهم قلة ، حيث البحث عن النجاة بيكون دافع قوي للإقتراب

في الحالة الراهنة واضح أن صاحب البيت ليس متدين ويرجع الأمور إلى العلم
ولا يقربها من الدين ، لذلك رفض عرض الضابط بأن يحض شيخآ وطفق يبحث عن اسباب موضوعية ( علمي ومنطقي) ، في ظنه
مثل هذا الأخ بيحتاج إلى هذا النوع من الإبتلاء حتى يتبين ويفهم ويقترب
والسبب أنه مع أنه غير متدين لكنه حسن المعاملة وهذا هو جوهر التدين
شهد له جيرانه بذلك ، ولذلك رحمه الله عبر تلك التجربة ليعرف ومن ثم يؤمن
لو لم يكن حسن المعاملة والأخلاق ، واقترن عدم تدينه بالسوء لما كانت الشياطين في حاجة
للإقتراب منه حيث هو في الواقع شيطان انس ، المبتلين دائمآ فيهم لبنة صالحة لذلك يوصلهم الله اليه عبر الإبتلاء

أتوقع أن تكون حياة صاحب البيت قد تغيرت جدآ و إقترب من ربه

أعود لأوضح أن الجن ملامس تفاصيل حياتنا ولا نستطيع أخراجه من تفاصيلنا إلا بالتقيد
الصارم بما أوصى به الرسول الكريم ( صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين و سلم )
تبتدي من كيفية دخول الحمام والخروج منه ، والجلوس إلى المائدة والأكل ، والنوم بشقيه
والخروج والدخول للمنزل ، وقيادة السيارة ، وفي السفر .. أي في أدق التفاصيل
إذا لم تتقيد بالمطلوب فإن الشيطان لا محالة يشاركك لقمتك ورقادك ويطالعك وانت في الحمام .... الخ[
هو معك ومتحرش بك ، ولأنه خبيث يعمل على تخريب حياتك بهدوء مستخدمآ الوسوسة
خاصة أنه يجري في مجرى دمك ويستطيع أن يزين لك الأشياء و الأفعال
مالم تكون متحصنآ ، طاهرآ .. مقتربآ من ربك
وعندما يظهر لك بطريق أو أخر ، مثل الحرائق فهذه الخطوة الأولى للتخلص منه
لأنك حينها تنتبه لوجوده وتبتدي تبحث عن الخلاص منه
وفي البحث عن الخلاص يطش البعض ويقتربو بالمشعوذين واللجوء اليهم حالة من حالات الشرك
إلا من كان مخدوعآ ظانآ انهم شيوخ وتقاة ، ولكن في أمكانه أن يتبين من خلال طلبهم للمال
وهذا أول مؤشر لكونهم مشعوذين وعلى علاقة بالجن ويستخدمونهم خدام ، والتمتمة ومحاولة معرفة إسم الأم
والمشعوذين الدجالين كثر ، وتجنبهم ساهل ، يبدأ بالتركيز على الرقاء الشرعيين
لكن الموؤل والعلاج الحقيقي هو سعي المبتلى في نفسه بنفسه يقرأ ويقترب

Post: #43
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-03-2013, 11:24 PM
Parent: #41

Quote: راجع مُداخلتي هذه هنا: ReRe: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد وإن كان ما فيها غير دقيقٍ، فأرجو أن تشرح لي فهمكَ عن المادية والمثالية الفلسفية.



هسشام تحياتى
انا عاوز افهم فهمك انت للمادية التى قادتك للالحاد
وبعدين نتناقش فى موضوع مادية ماركس وانجلز وفهمنا لها
يعنى عرف الماده حسب فهمك انت لها حتى نشوف متفقين ام لا

Post: #42
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 11:20 PM
Parent: #40

عزيزي كمال عباس
تحيِّاتي

الحقيقة أنَّني لم أقف على هذا الفارق الكبير الذي تُحاول الإشارة إليه. عندما تقول: "الدين مُؤسسة اجتماعية" فلا يُمكنك أن تتبع ذلك بعبارة "بغض النظر عن مصدرها" على الأقل لأنَّ ذلك يُحدث شرخًا كبيرًا في اتساقكَ الفكري والفلسفي في رؤيتك للأمور. لقد أكد ماركس في أكثر من مرَّة أنَّ الدين ناتج بشري (وهو نفس فكرة رؤية الدين كمُؤسسة اجتماعية) وهذه الرؤية "المادية" للدين تعني فيما تعني، بشرية الأديان. وفكرة بشرية الأديان في حد ذاتها تتعارض مع الفكر الديني (المثالي) القائل بأنَّ الأديان هي من "الله" أو من قوى ميتافيزيقية أحبت أن تتدخل بصورة مُباشرة لتنظيم حياة البشر.

الواقع، يا عزيزي، أنَّ الدين (كأي فكرة بشرية أخرى) لا يُمكن أن يُنظر إليه بصورة أُحادية أو يُطلق عليه أُحكام شمولية، فلا يُمكن أن ترفض الدين بالمُجمل؛ لماذا؟ لأنَّ به جوانب إيجابية، كما أنَّ به جوانب سلبية، ولكن كلا الجانبين بشريين في نهاية الأمر. وهذه هي طبيعة الطبيعة (النسبية) ليس كلها سيئ، وليس كلها جيِّد، ولكن إذا كان لنا أنَّ نُؤمن بميتافيزيقية مصدر الأديان، فلا يُمكن لنا أن نرى إلَّا الجانب الجيِّد؛ لماذا؟ لأنَّ الدين، عندها، لن يكون ناتجًا للواقع وحركته، بل ناتجًا عن قوى ماورائية عظيمة ومُدبرة، ولا تخضع لقوانين النسبية هذه.

أنا، أرفض مشروع الدولة الدينية، وأقف موقف المُؤيد، بل والمُناصر، لمشروع العلمانية كحل استراتيجي لا غنى عنه لدولة الحديثة التي تتمتع بالتعددية الثقافية والإثنية، بل هنالك من المُتدينين من يقفون موقفي هذا. ما أُريد قوله، يا عزيزي، من ذلك هو أنَّ موقف الحزب الشيوعي الرافض للدولة الدينية لا يُمكن اعتباره موقفًا استثنائيًا. وإذا ما قارنا موقف الحزب الشيوعي السُّوداني بموقف حزب "ديني طائفي" آخر كحزب الأمة مثلًا، لما وجدنا اختلافًا كبيرًا حول الموقفين. ولعلكَ اطلعتَ، بلاشك، على برنامج الحزب؛ لاسيما الملف الثامن منه والمُتعلق بنظام الحكم، والذي نقرأ منه ما يلي:
"الدولة السودانية مدنية ديمقراطية رئاسية لا مركزية، تعد دستورها لجنة قومية ويجيزه برلمان منتخب، وينطلق من المواطنة كأساس، ويكفل حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والفصل بين السلطات، وسيادة حكم القانون والحقوق الدينية والثقافية حسب المواثيق الوطنية والثقافية والدينية، وتقوم محكمة دستورية حارسة للدستور الذي يتضمن اتفاقية السلام، وينص على عموم مصدرية التشريعات العامة، وخصوصية المصادر للتشريعات الخاصة"


على أيّ حال، يا عزيزي، فأنا لا أناقش هنا موقف الحزب الشيوعي السُّوداني من الدين؛ بل أُناقش موقف الأعضاء الشيوعيين كأفراد من الدين نفسه. هل من الممكن فعلًا أن يُؤمن الشيوعي بأنَّ الأديان صنيعة إلهية؟ هل من الممكن فعلًا أن يكون هنالك شيوعي مُتدين؟ بصرف النظر، هنا، عن موقف حزبه الرسمي، لأنَّ المواقف السِّياسية لا يُعوَّل عليها كثيرًا في هذا المقام، وقد شرحتُ لك الأمر في مُداخلتي السَّابقة.

محبتي لك

Post: #44
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 11:34 PM
Parent: #42

الأخ: أحمد سيد أحمد
تحيِّاتي

أشكرك على المُشاركة، والحقيقة أنَّ المُقتبس الذي أفردتَه نقلًا عن الأخ أبو ساندرا، هو مثال آخر لعدم الاتساق الذي أتكلَّم عنه هنا: (شيوعي مادي يُؤمن بوجود الجن). فكيف يُمكن أن يُفهم هذا المُقتبس؟ ودعني فقط أقتبس منه هذه الجزئية:
Quote: في الحالة الراهنة واضح أن صاحب البيت ليس متدين ويرجع الأمور إلى العلم ولا يقربها من الدين، لذلك رفض عرض الضابط بأن يحض شيخآ وطفق يبحث عن اسباب موضوعية (علمي ومنطقي)، في ظنه مثل هذا الأخ بيحتاج إلى هذا النوع من الإبتلاء حتى يتبين ويفهم ويقترب
ترى كيف يُمكن للأخ كمال عباس أن يقرأ كلام أبو ساندرا هذا؟ طريقة التفكير هذه هي طريقة مثالية (دينية ميتافيزيقية) فهل الحزب الشيوعي السُّوداني تجاوز الفلسفة المادية إلى الحد الذي انتقل فيه أعضاؤه إلى الفلسفة المثالية(؟)

أُريد أن أفهم: كيف يُمكن أن يكون مثل أبو ساندرا شيوعيًا؟

Post: #45
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: احمد سيد احمد
Date: 06-03-2013, 11:44 PM
Parent: #44

موش يمكن يكون مقتنع من الشيوعية فقط بجانبها الاقتصادي اما جوانبها الفلسفية والالحادية الاخرى فهو غير مؤمن بها؟؟

Post: #47
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 11:51 PM
Parent: #45

الأخ: أحمد سيد أحمد
تحيِّاتي
Quote: موش يمكن يكون مقتنع من الشيوعية فقط بجانبها الاقتصادي اما جوانبها الفلسفية والالحادية الاخرى فهو غير مؤمن بها؟؟
ممكن طبعًا، ولكن في هذه الحالة هل أبو ساندرا حالة فردية، أم أنَّ "كل" الشيوعيين السُّودانيين مثله؟ هل توصل الحزب الشيوعي السُّوداني إلى هذا الحد من التفريق والفصل بين الجانب الفلسفي والجانب الاقتصادي والاجتماعي للنظرية؟ وهل يُمكن (إذا كان هذا صحيحًا) أن يصح تسمي الحزب بالـ"شيوعي" بعد ذلك؟

Post: #46
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-03-2013, 11:46 PM
Parent: #44

الأخ: رؤوف جميل
تحيِّاتي

طلبتَ مني أن أُوضح لك فهمي للمادية، وأشرتُ لك على الرابط الذي وضحتُ فيه هذا الأمر (حسب فهمي) وأضفتُ من عندي أنَّه في حال لم يتفق فهمي مع فهمك أن توضح لي فهمك، فأعدتَ عليَّ السؤال ذاته، ولا أدري: هل لم تقرأ المُداخلة، أم أنَّك لم تر فيها ردًا على سؤالك هذا؟ عمومًا سأُعيد نشر المُداخلة كاملةً
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: المسألة الأساسية في الفلسفة تدور حول سؤال واحد فقط: "أيهما أسبق إلى الوجود: المادة أم الوعي؟" وطريقة ونوع إجابتنا على هذا السؤال يُحدد، مُباشرةً، إلى أي صنف من الفلسفتين الكبيرتين ننتمي: الفلسفة المادية، أم الفلسفة المثالية. فالمثاليون يفترضون أسبقية الوعي على المادة في حين أنَّ الماديين يفترضون العكس (أسبقية المادة على الوعي). فمثلًا: يعترض كارل ماركس على طريقة هيغل الفلسفية في الإجابة على هذا السؤال فيقول إنَّ الأفكار-الوعي لدى هيغل لم تكن سوى صورٍ مُجردةٍ عن الواقع-المادة؛ بل وإنَّ الواقع-المادة نفسها ليست سوى انعكاس للفكرة الموجودة سابقًا. ويتساءل ماركس هنا باستغراب: "أين كانت هذه الأفكار موجودة قبل المادة؟"(انتهى كلام ماركس) وفي المُجلد الأول من كتاب (رأس المال) يطرح كارل ماركس رأيه حول هذه النقطة بوضوح مُعاكس لرأي هيغل فيقول: "إن حركة الفكر ليست إلا انعكاسا لحركة المادة منقولة إلى دماغ الإنسان ومتحولة فيه"(انتهى كلام ماركس) وبمعنى آخر فإنَّ الأفكار-الوعي هي التي تمثل انعكاسًا لحركة الواقع-المادة لأنَّ الأفكار والوعي هي إنَّما مصدرها الدماغ (المادي)، وبذلك يكون ماركس قد استعدل فكر هيغل الذي كان يراه مقلوبًا رأسًا على عقب. وهو ما شرحه، بعد ذلك، فريدريك أنجلز في كتابه (ضد دوهرنغ) فقال: "إن وحدة العالم ليست في كيانه... بل في ماديته. وهذه المادية قد أثبتها... تطور طويل وشاق للفلسفة وعلوم الطبيعة... الحركة شكل وجود المادة. لم يوجد قط ولا يمكن أن يوجد أبدا في أي مكان مادة بدون حركة ولا حركة بدون مادة... ولكن إذا تساءلنا... عن ماهية الفكر والمعرفة وعن مصدرهما نجد أنهما إنتاج الدماغ الإنساني وأن الإنسان نفسه هو نتاج الطبيعة الذي نما وتطور في محيط طبيعي معين ومع هذا المحيط. وإذ ذاك يغدو من البداهة أن نتاجات دماغ الانسان التي هي أيضا عند آخر تحليل نتاجات للطبيعة ليست في تناقض بل في انسجام مع سائر الطبيعة."(انتهى كلام أنجلز)

حسنًا، ماذا يعني كل ذلك؟
الفلسفة المادية ببساطة شديدة ترفض أسبقية الوعي على المادة، وهذا يعني بالضرورة، رفض فكرة "الله" أو أي فكرة "ميتافيزيقية" (=غير مادية) أدت بأي طريقةٍ كانت إلى تكوَّن المادة، وهذا الكلام ليكون على مستوى الكلام الشعبوي قد يُترجم على أنَّه رفض لفكرة إله "خلق" الكون بكل ما فيه من موجودات مادية، وكذلك رفض فكرة وجود أيَّ كيان ميتافيزيقي (=غير مادي) مُستقل تمامًا عن المادة أو خارجها، وهذا، بدوره، يعني رفض كل الكائنات الميتافيزيقية التي كانت مطروحه في زمنه أو قبل زمنه أو حتى ما سوف يستجد بعد زمنه (آلهات – أرواح – ملائكة – شياطين – عفاريت – جن ..... إلخ)

حسنًا؛ فأين المُشكلة؟
المُشكلة هنا أنَّ الفكر الشيوعي قائم أساسًا على الفلسفة المادية، والفلسفة المادية هي الإطار النظري "الفكري" العام للشيوعية، ومن هنا فإنَّ وجود شخص شيوعي يُصدِّق بوجود "خالق" أو كائنات أو ظواهر ميتافيزيقية هو أمر في غاية الغرابة، وهو ما يجعلنا نقول بأنَّ هذا الشخص هو أحد أمرين:
1- إمَّا أنَّه غير مُتسق، كما سبقت الإشارة آنفًا في مُداخلة سابقة.
2- أو أنَّه غير مُستبصر بحقيقة وتبعات واستحقاقات المادية الفلسفية.

ففي الحالة الأولى، يكون هنالك خلل معرفي عميق لدى الكادر الشيوعي، وفي الحالة الثانية يكون هنالك خلل تنظيمي عميق في تأهيل الكادر الشيوعي. فأيهما أقل رحمة؟


مُلخص الكلام:
المادية الفلسفية تزعم أنَّ الوعي لا يُمكن، بأي حالٍ من الأحوال أن يكون مُستقلةً عن المادة؛ بل وإنَّ الوعي ما هو إلَّا نتاج للمادة. هذا يقضي أو "يُفضي إلى" أنَّه لو كان لنا أن نقول بأنَّ هنالك إله أو خالق فإنَّه لابد أن يكون ماديًا، لأنَّه من الاستحالة أن يكون غير ذلك باستحالة أن يكون هنالك وعي مُستقل تمامًا عن المادة.

المثالية الفلسفية (على العكس من المادية) تزعم بأنَّ المادة هي انعكاس أو نتاج للوعي، وهذا يقضي أو "يُفضي إلى" أنَّ هنالك قوى غير فيزيقية أو غير مادية (ميتافيزيقية) هل من أنتجت المادة، وأنَّها مُستقلة بذاتها عنها.

Post: #48
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 00:34 AM
Parent: #46

حتى عودتي غدًا ... أترك هنا هذا المقطع من قصيدة الراحل محمَّد الحسن سالم حُميِّد

خوفى عذراً يا حبيبنا ..
من ديالكتيك مدجل
سيل ضجيج الأيدولوجيا
اللاَوكى والليل المهرجل
نهج عجَل ..
بالتسامح والتصالح والتصافح
والصراع زى المؤجل


فعلًا هو صراعٌ مُؤجَّل!!

Post: #49
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: احمد سيد احمد
Date: 06-04-2013, 00:56 AM
Parent: #48

حتى في طقوس الزواج عند منسوبي الحزب الشيوعي او العلمانيين عموما تجدهم يكملون طقوس زواجهم على الكتاب والسنة وبحضور المأذون واجراء عقد القران بكل اركانه....كذلك في طقوس الموت تلقاهم بشيلوا الفاتحة مع الناس عادي...فهل دي مجاملات ولا برضخوا لضغط الواقع المجتمعي ولا دا زي ما قلنا يمكن يكون شيوعية لكن فقط من الناحية الاقتصادية؟

كان معانا زميل في الجامعة شيوعي لو الناس قاموا يصلوا بيقوم يصلي معاهم عادي ويقوليك دي طقوس اجتماعية وانا بحترمها ...ما تعرف دا نوع من التقية زي بتاعة الشيعة ولا يطلع شنو ما معروف

وسنة 2000 في عضو بتاع الجبهة الديمقراطية كان بقرا في هندسة الخرطوم...الزول دا في صلاة التراويح في جامع محمد عبدالكريم شايل مصحفو وبصلي وبقرا ورا الشيخ

قبل كدا برضو في مقال قريتو ما متذكر الكاتبو منو المهم بحكي عن الحاج وراق وانو مرة مشى معاهو مصر وعند السيدة زينب تقريبا ولا احدى الاضرحة المعروفة هناك قال الحاج وراق وقف زمن على الضريح وكأنو دخل في حضرة او شي روحاني تقيل وقال انو الوراريق معروفيت بالتصوف وكدا

ان صحت نسبة الاستاذ صلاح الدين عووضة للعلمانية فمرة قريت ليهو مقال حول قصيدة مصر المؤمنة يكاد يكون متفق تماما مع انصار السنة في نقد الاستعانة والاستغاثة بغير الله....ولقيت الزميل خالد بحر فاتح بوست وجايب مقال صلاح الدين عووضة وبتلقاهو هنا:

صلاح عووضه يفتح النار على الشيخ البرعى...؟

Post: #51
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-04-2013, 01:10 AM
Parent: #49

Quote: الأخ: رؤوف جميل
تحيِّاتي

طلبتَ مني أن أُوضح لك فهمي للمادية،
والى الان لم تشرح لى فهمك للمادة ولازلت تكرر المادة اسيق للفكر او ان الوعى اسيق وهكذا
اشرح فهمك انت لكلمة مادة ووعى

Post: #52
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-04-2013, 01:12 AM
Parent: #51

ثم طلبت منك ياهشام ان تشرح ماديتك
التى قادتك للالحاد
حتى نقارنها بمادية ماركس وانجلز

Post: #50
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-04-2013, 01:09 AM
Parent: #46

كتبت ياعزيزنا هشام أدم
Quote: الحقيقة أنَّني لم أقف على هذا الفارق الكبير الذي تُحاول الإشارة إليه. عندما تقول: "الدين مُؤسسة اجتماعية" فلا يُمكنك أن تتبع ذلك بعبارة "بغض النظر عن مصدرها" على الأقل لأنَّ ذلك يُحدث شرخًا كبيرًا في اتساقكَ الفكري والفلسفي في رؤيتك للأمور
أولا لايمكنك ياهشام أن تزائد علي اتساقي الفكري والفلسفي في رؤيتي للأمور... لأني وببساطة - أقوم هنا بالرصد الوصفي والمتابعة والتحليل لا طرح رؤية خاصة بي فيما أقتبسته عني- إنتهي...
** بالمناسبة وصف الدين ك religion is a social institution تعبير أكاديمي تجده في علم الأجتماع - يصفونه بهذا غض النظر ماهية مصدريته - نتاج بشري- أو سماوي- فالدين بهذا الفهم ينفعل ويتفاعل مع بقية
الظواهر الإجتماعية والقيم السائدة في الواقع ودرجة تطور المجتمع- بحيث يؤثر فيها ويتأثر بها- أنظر لظاهرة الرق-

تقول
Quote: ممكن طبعًا، ولكن في هذه الحالة هل أبو ساندرا حالة فردية، أم أنَّ "كل" الشيوعيين السُّودانيين مثله؟ هل توصل الحزب الشيوعي السُّوداني إلى هذا الحد من التفريق والفصل بين الجانب الفلسفي والجانب الاقتصادي والاجتماعي للنظرية؟ وهل يُمكن (إذا كان هذا صحيحًا) أن يصح تسمي الحزب بالـ"شيوعي" بعد ذلك؟
وهل يقول البيان الشيوعي أو قوانين الديالكتيك - نظرية فائضة القيمة بأنه يجب - لكي -أن يكون أي حزب شيوعيا أن يتبني الالحاد!?

**بعض قيادات الحزب الشيوعي - سابقا وحاليا- مؤمنة تصوم وتصلي- ولكنها تثبت علي قضية العلمانية! فليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يثبت علي صحة نظرية فائض القيمة ملحدا ولا ذلك الذي يؤيد علم الجمال الماركسي لادينيا!
ولا من يستخدم قوانين الديالكتيك في قراءة وتحليل الواقع الاجتماعي والاقتصادي - هو بالضرورة ملحد- فهذه القوانين علمية إستخدمها هيقل علي مستوي الوعي وإستخدمها ماركس لقراءة الواقع الاقتصادي والاجتماعي!
** وقد أكد كثر علي حقيقة وجود صراع طبقي من دون أن يروا ضرورة في إعتناق مذهب الحادي ! وعلي هذا الاساس ومادمت تسعي لمناقشة موقف الأعضاء الشيوعيين كأفراد من الدين نفسه- فستجد بعضهم مسلم أو
مسيحي أو وثني /ملحدالخ - فالذي أجتذب هولاء للحزب الشيوعي هو موقفه من الصراع الإجتماعي والاقتصادي - والقضايا الدنيوية- والامور الحياتية ولم يهرعوا للإنضمام له لأنه يبشر بالالحاد أو القول بعدم وجود رب !

Post: #53
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: خالد العبيد
Date: 06-04-2013, 01:25 AM
Parent: #50

سلام يا هشام
دعنا نستوثق اولا من الانشاء الكبيته هنا
من راسك ما من كراس كاتب اخر

Post: #54
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: المعز ادريس
Date: 06-04-2013, 03:46 AM
Parent: #53

Quote: وهل يقول البيان الشيوعي أو قوانين الديالكتيك - نظرية فائضة القيمة بأنه يجب - لكي -أن يكون أي حزب شيوعيا أن يتبني الالحاد!?

**بعض قيادات الحزب الشيوعي - سابقا وحاليا- مؤمنة تصوم وتصلي- ولكنها تثبت علي قضية العلمانية! فليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يثبت علي صحة نظرية فائض القيمة ملحدا ولا ذلك الذي يؤيد علم الجمال الماركسي لادينيا!
ولا من يستخدم قوانين الديالكتيك في قراءة وتحليل الواقع الاجتماعي والاقتصادي - هو بالضرورة ملحد- فهذه القوانين علمية إستخدمها هيقل علي مستوي الوعي وإستخدمها ماركس لقراءة الواقع الاقتصادي والاجتماعي!
** وقد أكد كثر علي حقيقة وجود صراع طبقي من دون أن يروا ضرورة في إعتناق مذهب الحادي ! وعلي هذا الاساس ومادمت تسعي لمناقشة موقف الأعضاء الشيوعيين كأفراد من الدين نفسه- فستجد بعضهم مسلم أو
مسيحي أو وثني /ملحدالخ - فالذي أجتذب هولاء للحزب الشيوعي هو موقفه من الصراع الإجتماعي والاقتصادي - والقضايا الدنيوية- والامور الحياتية ولم يهرعوا للإنضمام له لأنه يبشر بالالحاد أو القول بعدم وجود رب !

سلام يا كمال عباس
و بعد,

إرتباطا بالإقتباس أعلاه (و هو كلامك) أسمح لي أعلق هذا التعليق:
أنا أعتقد أن علاقة الشيوعية بالإلحاد ليست شرط من شروط الإنتماء لحزب شيوعي (في أي بلد) إذ أنه لا يمليها لا البيان الشيوعي, لا تبني العلمانية, و لا تبني صحة نظرية فائض القيمة, و لا مسألة تأييد علم الجمال الماركسي, لو أن هناك شئ يستوجب الإلحاد فهو تبني (الفلسفة) الماركسية نفسها بشقيها المادي و التاريخي, ما أشرت إليه أنت في الإقتباس أعلاه هي فروع أنتجتها هذه الفلسفة أو النظرية. دا لا يعني بالضرورة أن تعتبر عقيدة للشخص الماركسي و إنما قبول شامل للكيفية التي ترى بها هذا الوجود و هذا العالم و صيرورته و تطوره و القوانين و المعايير التي تحكم هذا التطور (جاء من وين و ماشي وين, و "كيف"؟؟؟), إذن الكيفية التي ينظر بها الفرد إلي هذا الوجود و العالم هي التي تحدد طبيعة قبوله و كيفية تعامله معه, هل هو وجود ديني أم لا ديني, هل هناك قوة خارجية تشارك إن لم تكن تتحكم تحكما تاما في الكيفية التي عليها حياة الفرد و المجتمع و الدولة أم أن المسألة برمتها خاضعة لسيطرة الإنسان و نوع العلاقات و النظام الذي يربطه بالآخرين و الدولة, هنا يبدو لي (من ما نقرأ!) أنه الشيوعيين السودانيين حاولوا و محاولين قدر الإمكان أن يرتبطوا بالمادية التاريخية و يتركوا (الجدلية) كخيار شخصي, عشان كدا عندنا شيوعي ماركسي, و شيوعي شيوعي, و شيوعي شيوعي سوداني, و شيوعي متدين, و ...............
عموما الحزب الشيوعي السوداني رويدا رويدا مشكلته قد تبقى على (اليافطة) خاصة كلمة (الشيوعي) "مع المقترح القائم!", شايفها خلااااااس ... من العواصف التقيلة!

Post: #55
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-04-2013, 04:42 AM
Parent: #54

تحياتي أخي المعز إدريس
أولا إتفق معك في قولك
Quote: أعتقد أن علاقة الشيوعية بالإلحاد ليست شرط من شروط الإنتماء لحزب شيوعي (في أي بلد) إذ أنه لا يمليها لا البيان الشيوعي, لا تبني العلمانية, و لا تبني صحة نظرية فائض القيمة, و لا مسألة تأييد علم الجمال الماركسي

كتبت
,
Quote: لو أن هناك شئ يستوجب الإلحاد فهو تبني (الفلسفة) الماركسية نفسها بشقيها المادي و التاريخي

وتضيف
Quote: أنه الشيوعيين السودانيين حاولوا و محاولين قدر الإمكان أن يرتبطوا بالمادية التاريخية و يتركوا (الجدلية)

تعليقي يدور حول جزئية المادية الجدلية وأعني تحديد قوانين الديالكتيك المادي فقد قلت عنها
Quote: ولا من يستخدم قوانين الديالكتيك في قراءة وتحليل الواقع الاجتماعي والاقتصادي - هو بالضرورة ملحد- فهذه القوانين علمية إستخدمها هيقل علي مستوي الوعي وإستخدمها ماركس لقراءة الواقع الاقتصادي والاجتماعي!
وبالنسبة للمادية التاريخية وصراع الطبقات قلت
Quote: وقد أكد كثر علي حقيقة وجود صراع طبقي من دون أن يروا ضرورة في إعتناق مذهب الحادي !
وجود شكل من أشكال المشايعية البدائية قبل بروز نزعة الملكية الخاصة حقيقة تاريخية/ وجود عهد عبودي -الرق - حقيقة وكذلك بالنسبة لعهد الإقطاع والرأسمالية!
إستنتاج ماركس حول- إضمحلال الدولة وتلاشي الصراع الطبقي في العهد الشيوعي الأخير- يظل مجرد إستنتاج ومايهمنا في هذا الصدد هو عدم التعامل مع هذا الإستنتاج كحتمية يبني عليها مشروعية نظام الحزب الواحد -وهو ما أكد عليه الحزب الشيوعي السوداني في رفضه القاطع لنظام الحزب الواحد - وحتي وإن جاء تحت ستار بناءالاشتراكية والتعبير
عن مصالح الأغلبية!
** وفي رأي أن -لا المادية الجدلية( من حيث هي إعمال لقوانين الجدل في المادة ) أو المادية التاريخية تحتم الالحاد!
وربما تقصد يامعز الرؤية الفلسفية أو ماسمي بالمسألة الفلسفية الاولية أولوية- الوعي - المادة في الوجود- أما الحديث عن نشاة الكون وتكون المخلوقات -بخلاف التفسير الديني- فهذه محطات محلها العلم الطبيعي - لا التجريد الفلسفي - نظرية دارون ونظريات الانفجار العظيم , الخ . الفكر الماركسي أهتم بتغيير العالم أكثر من الإهتمام بتفسيره فقدقال ماركس :- " بأن مهمة الفلاسفة كانت تفسير العالم، بينما المطلوب هو تغييره"
وقد قلت مخاطبا هشام حول هذه النقطة
Quote: فرق شاسع أن يكون لمفكر أو باحث رؤية فلسفية تري أولوية المادة علي الوعي في الوجود أو حتي عدم التسليم بفكرة وجود خالق للكون وأن الأديان منتج بشري وضعي- فرق بين هذا وبين التعاطي مع الأديان كمؤسسات إجتماعية موجودة في الواقع العملي غض النظر عن- مصدرها,-,الإديان/ ضروب الثقافة/ العادات والتقاليد / الاخلاق والارث تعتبر عند الماركسين وغيرهم شكل من آشكال الوعي الإجتماعي أو البني الفوقية للمجتمع يجب يثبت علي الإيجابي وينتقد السلبي منها

Post: #56
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: فتح الرحمن حمودي
Date: 06-04-2013, 12:37 PM
Parent: #55

ما كملت قراية لسة لكن استوقفني الاحتيطاب دا:

خوفى عذراً يا حبيبنا ..
من ديالكتيك مدجل
سيل ضجيج الأيدولوجيا
اللاَوكى والليل المهرجل
نهج عجَل ..
بالتسامح والتصالح والتصافح
والصراع زى المؤجل


اللاَوكى يعني شنو؟

حسب قراية اضاني هي (لاقي) اي بدأ داخله يتلويق (البطيخ) .. اي فسد!



















-----------

النجيضة من جهتي:

الحزب الشيوعي السوداني، مؤسسة سياسية (وان كان عند البعض ثقافية/ايديولوجية .. او حتى طريقة صوفية غير مرتبطة بدين محدد)
لكن الشاهد اني دخلت بحمد .. وخرجت بخوجلي .. ولم يستوقفني فيها مسئول او هيئة ويحقق معاي بخصوص معتقدي الشخصي
ولا حسيت مرة بانو فارق مع زول فيهم .. او ممكن يغير حاجة في وضعي التنظيمي

شهادة للتأريخ

Post: #57
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 02:32 PM
Parent: #56

الأخ: رؤوف جميل
تحيِّاتي

ليس لدي شيء أقوله لكَ، ردًا على سؤالكَ، أكثر مما قلتُه وأعدته. فإن لم تكن تر فيه ردًا؛ فهذا شأنكَ الخاص. الآن الكُرة في ملعب؛ فإن أردتَ أن تُشارك في هذا الحوار لتوضيح رأيك في الموضوع، أكن مُمتنًا لك؛ وإلَّا فأنا أشكرك على مرورك وحضورك في هذا البوست.

مودتي

Post: #58
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 02:34 PM
Parent: #57

الأخ: خالد العبيد
تحيِّاتي

أشكرك على مرورك بالبوست

Post: #59
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 02:43 PM
Parent: #58

الأخ: كمال عباس
تحيِّاتي مرَّة أخرى

أنا لا أُزايد، ولا ينبغي لي، على اتساقك من عدمه. الفكرة الأساسية في كل ما يجري هو: "ما هو رأيكَ الشخصي، كشيوعي، في مصدرية الدين: هل بشري أم سماوي؟" وبناءً على رأيكَ هذا يُمكننا التحاور، حول اتساق هذا الرأي مع الفلسفة التي تتبناها، والتي من المُفترض أنَّها الفلسفة المادية؛ لأنَّه وحسب علمي فإنَّها الأساس الفلسفي والنظري للشيوعية.

أمًّا قولك: "وهل يقول البيان الشيوعي أو قوانين الديالكتيك - نظرية فائضة القيمة بأنه يجب - لكي -أن يكون أي حزب شيوعيا أن يتبني الالحاد!?"(انتهى الاقتباس) فالأمر ليس في الاشتراط كما أوضحتُ من قبل، ولكن الأمر كما أوضحتُه من قبل في مُداخلات أخرى، وشرحه لكَ الأخ المعز إدريس في مُداخلته الأخيرة. ولكن على صعيدٍ مُتصل فإنَّ السطر الأول من الديباجة الأساسية للبيان الشيوعي، والذي قمتُ بنشره هنا مع الترجمة، يقول بأنَّ الشيوعية شكلت تهديدًا لعددٍ من القوى وكان أولها القوى الدينية الأوربية (البابا)، فماذا يعني ذلك؟ أعني كيف يُمكن للشيوعية أن تُشكل تهديدًا وخطرًا على القوى الدينية، ولماذا؟ أمَّا عن قوانين الديالكتيك فأظنكَ تعرف، ربما أكثر مني أنَّها تتعارض تمامًا مع الدين، واسمح لي أن أستفيض قليلًا في هذه النقطة. نقرأ لفريدريك أنجلز في كتابه (فيورباخ ونهاية الفلسفة الألمانية الكلاسيكية) هذا الكلام:
The great basic thought is that the world is not to be comprehended as a complex of ready-made things, but as a complex of processes, in which apparently stable things (no less than their mind images in our #########) go through an uninterrupted change of coming into being and passing away... For dialectical philosophy nothing is final, absolute, sacred. It reveals the transitory character of everything and in everything; nothing can endure before it except the uninterrupted process of becoming and of passing away, of endless ascendancy from the lower to the higher. And dialectical philosophy itself is nothing more than the mere reflection of this process in the thinking brain

من الناحية المبدئية فإنَّ الديالكتيك هو علم الحركة سواء على مستوى العالم أو الفكر الإنساني، وفقًا لماركس، وبقراءة سريعة على كلام أنجلز يُمكننا استخلاص أنَّ الديالكتيك لا يعترف بالمُطلق ولا بالمُقدَّس، كما أنَّ الرؤية الديالكتيكية للكون والعالم تجعلنا لا نراه كمنظومة من "الأشياء" المُعقدة وجاهزة الصُنع مُسبقًا؛ بل على أساس أنَّه سلسلة من العمليات التطورية المُعقدة. حسنًا، إلى هنا نقف على نقاط تتعارض، بوضوحٍ صارخٍ، مع الرؤية الدينية للعالم والكون وحتى الإنسان. ألا يتعارض إنكار المُطلق والمُقدس مع الدين؟ وفي ديالكتيك الطبيعة لأنجلز نفسه نقرأ هذه الفقرة: "الطبيعة كلها من أصغر الأشياء إلى أكبرها، من حبَّة الرَّملِ إلى الشَّمس، من البروتيستا إلى الإنسان، هي فـي حالةٍ دائمةٍ من النشوءِ والزوال، في حالة تغير متواصلٍ، في حالة حركةٍ وتغير لا يتوقفان"(ف. أنجلز: ديالتكيك الطبيعة) القاعدة الأساسية التي نخرج بها من ديالكتيك الطبيعة هو أنَّ كل شيء في هذا العالم "مُتغيِّر" وفي حالة حركةٍ مُستمرة (كل شيء)، ولكن في الفهم الديني فإنَّ "الله" أو "العلِّة الأولى" (كما في الفلسفة المثالية) ثابت لا يتغيَّر، ولا يسري عليه قانون الحركة والتغيّر هذا(!) إنَّ الاعتماد على قوانين الديالكتيك لفهم الطبيعة بكل ما فيها من ظواهر يعني، فيما يعني، استبعاد التفسيرات الميتافيزيقية الخارجة عن المادة أو الفهم المادي، وهو مُختلف تمامًا عن الفهم المثالي الذي يرى أنَّ الواقع-الطبيعة ما هي إلَّا انعكاس للوعي أو الروح، وبعبارة أخرى: تمظهرات وانعكاسات للعلَّة الأولى أي لخالق مُدبر يتحكم في الطبيعة وفي ظواهرها.

ودعنا نقرأ معًا ما يقوله أنجلز في كتاب (ضد دوهرينغ): "إنَّ الطبيعة اختبار الديالكتيك، ويجب أن يُقال لصالح العلم الطبيعي الحديث أنَّه قد زودنا بمواد غنيةٍ جدًا ومطردة الازدياد يوميًا لهذا الاختبار، أنَّه أثبت بهذا أنَّ عملية الطبيعة بالتحليل الأخير ديالكتيكية وليست ميتافيزيقية، على أنَّها لا تتحرك في دائرةٍ أزليةٍ الانسجام تتكرر على الدوام، بل تجتاز غبر تأريخ حقيقي. هنا يجب أن نذكر بالأساس داروين الذي وجه ضربةً شديدةً للفكر الميتافيزيقي عن الطبيعة ببرهانه على أن العالم العضوي المعاصر، النبات والحيوان، وعليه كذلك الإنسان، كله نتاج عملية تطور كانت في تقدم ملايين السنين"(انتهى الاقتباس) هذا الكلام، في حقيقته، تلخيص لما أحاول قوله عن الفارق الكبير والنقيض بين الفكر المادي الفيزيقي وبين الفكر المثالي الميتافيزيقي؛ لأنَّنا لسنا بحاجة إلى التفسيرات الميتافيزيقية لفهم الكون والطبيعة وحركتهما. إنَّ الفلسفة المادية بمُجرَّد تعارضها المبدئي مع الميتافيزيقية يجعلنا نقول إنَّ جميع الأفكار الميتافيزيقية مرفوضة رفضًا قاطعًا في المادية الفلسفية بما في ذلك: فكرة الله نفسها، فكيف لا يُمكن أن تكون المادية الفلسفية إلحادًا؟

حسنًا، أعتقد أنَّه لا جدوى من التجادل حول كون المادية الفلسفية مُفضيةً إلى الإلحاد عبر إنكارها ورفضها القاطع للميتافيزيقا والتفسيرات الميتافيزيقية. الآن: هل المادي الفلسفي يُمكن أن يكون مُؤمنًا؟ (بمعنى هل يُمكن أن يكون هنالك مادي فلسفي يُؤمن بالوجود الميتافيزيقي والتفسيرات الميتافيزيقية؟ والسؤال الأكثر مُباشرةً: هل الشيوعي هو بالضرورة مادي فلسفي أم أنَّه ليس كذلك؟ من الواضح أنَّ المادية الفلسفية هي ضد الدين ليس باعتباره مُؤسسة اجتماعية أو خلافه، ولكن من واقع كونه نتاجًا للفلسفة المثالية، وبالإمكان إيراد أمثلة كثيرة جدًا لأوجه التناقض بينهما، مما قد يقودنا بسلاسة إلى نتيجة نهائية وهي: (المادية الفلسفية تُفضي إلى الإلحاد عبر إنكار كل ما هو ميتافيزيقي)، ودعني أفرد لكَ جزءًا من هذه الأمثلة. فنقرأ مثلًا فيما كتبه جوزيف ستالين عن المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية ما يلي: (على العكس من المثالية التي تعتبر العالم تجسيدا "لفكرة مطلقة"، "لروح كونية" "للوعي" تعتبر مادية ماركس الفلسفية ان العالم بذات طبيعته، مادة. وان الظواهر المتعددة الاوجه للعالم تؤلف اشكالا مختلفة لمادة في حركة. وان الترابط المتبادل والاعتماد المتبادل للظواهر الذي يحققه الاسلوب الديالكتيكي، هو قانون تطور المادة المتحركة. وان العالم يتطور وفقا لقوانين حركة المادة بلا حاجة إلى "روح كونية.) إذن؛ فلا وجود لفكرة مُطلقة في المادية الفلسفية، كما لا وجود لشيء اسمه "روح كونية" وهي كلها تعبيرات تُجسد فكرة "الله" الميتافيزيقية. وربما تتذكر، يا عزيزي، اقتباسات لينين في كتابه (ملاحظات فلسفية) نقلًا عن هرقليستس وتعليقه على قوله: "العالم، الكل في واحد، لم يخلقه أي إله أو أي إنسان، بل إنه كائن وسيبقى كائنًا إلى الأبد، يندلع اندلاعًا منتظمًا ويخبو بانتظام"(راجع المصدر: ص318) هذه هي النظرة المادية للكون لا يُمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تتطابق أو تتماهى مع النظرة الميتافيزيقية التي تتمتع بها المثالية الفلسفية، وعلى هذا فإنَّ أي محاولة لنزع صفة الإلحاد من المادية الفلسفية هي، في رأيي، محاولة عبثية لا طائل منها، ويبقى السؤال هو حول موقف الحزب الشيوعي السُّوداني من هذه الفلسفة المادية، وإلى أيَّ مدى يُمكن له تجاوزها أو القفز عليها.

محبتي لك



--------------------
هوامش:
- يُمكن معرفة المزيد عن موقف ماركس وأنجلز من الدين في هذا الرابط
- وهنا عن الاشتراكية والدين نقلًا عن لينين
- وكذلك موقف الحزب العُمالي من الدين، أيضًا، نقلًا عن لينين

Post: #60
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 02:44 PM
Parent: #59

تحيِّاتي يا قيقا يا صاحبي
Quote: لكن الشاهد اني دخلت بحمد .. وخرجت بخوجلي .. ولم يستوقفني فيها مسئول او هيئة ويحقق معاي بخصوص معتقدي الشخصي ولا حسيت مرة بانو فارق مع زول فيهم .. او ممكن يغير حاجة في وضعي التنظيمي
ما دا المُحيِّر بوبي ذاااته :)

Post: #61
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 02:45 PM
Parent: #60

في البيان الصحفي الذي أصدره الحزب الشيوعي السُّوداني في العام 2009 على خلفية أحداث دار الحزب في الجريف غرب، ورد مقطع مُثير جدًا للجدل من وجهة نظري، جاب فيه ما يلي: "وهل تستقيم الدعوة لمحاربة الشيوعية لأنها وعدت الإنسان بالعدل والمساواة؟ ومنذ متى أصبح النضال من أجل المقاصد الكلية للدين الإسلامي الحنيف خروجاً على الإسلام؟"(انتهى الاقتباس) فهل الحزب الشيوعي السُّوداني فعلًا "تُناضل" من أجل المقاصد الكلية للدين الإسلامي؟ وهل تستقيم الدعوة لمحاربة الشيوعية لأنها وعدت الإنسان بالعدل والمساواة؟ ومنذ متى أصبح النضال من أجل المقاصد الكلية للدين الإسلامي الحنيف خروجاً على الإسلام؟

Post: #62
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-04-2013, 05:34 PM
Parent: #61

Quote: الأخ: رؤوف جميل
تحيِّاتي

ليس لدي شيء أقوله لكَ، ردًا على سؤالكَ، أكثر مما قلتُه وأعدته. فإن لم تكن تر فيه ردًا؛ فهذا شأنكَ الخاص. الآن الكُرة في ملعب؛ فإن أردتَ أن تُشارك في هذا الحوار لتوضيح رأيك في الموضوع، أكن مُمتنًا لك؛ وإلَّا فأنا أشكرك على مرورك وحضورك في هذا البوست.


وبرضو السؤال مازال قائما
ماهى المادة والوعى فى تعريفك لهما
فى كلمتين اذكر ذلك حتى نناقشك على اساس فهمك ولا تتهرب من موضوع انت فتحته
لانك تلوك المادة قبل الوعى ثم مرة اخرى الوعى قيل المادة
وهكذا

Post: #63
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 05:46 PM
Parent: #62

Quote: ولا تتهرب من موضوع انت فتحته
رمتني بدائها وانسلت(!!)

Post: #64
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 06:05 PM
Parent: #63

عزيزي رؤوف جميل
أنا هنا أتكلَّم عن "المادية الفلسفية" ولا أتكلم عن "المادة" المادية الفلسفية هي ببساطة تفسير الظواهر بصورة علمية بعيدًا عن الميتافيزيقا. أمَّا المادة وتعريفاتها فهذا من شأنه أن يُناقش في مجال العلوم الطبيعية. وعمومًا، ورغم أنَّ سؤالكَ لا علاقة له بموضوع البوست، ولا أراه إلَّا محاولةً للتشتيت وإرخاء حبل المشنقة عن عنق الشيوعيين السُّودانيين؛ إلَّا أنَّي سوف أُجيبكَ، ومن الفلسفة المادية ذاتها.

أولًا المادة:
هي الواقع الموضوعي المُستقل عن الوعي وهو مُستغنٍ عنه للوجود، بمعنى أنَّ المادة ليست بحاجة إلى روح لكي تكون موجودة، فالجبل واقع موضوعي موجود بلا روح، فهو لم يكن بحاجة إلى روح أو وعي أو تفكير لكي يكون موجودًا. وفهمنا للمادة وماهيتها بهذا الفهم هو، على الدوام، خاضع للتطوّر لارتباطه بالعلوم الطبيعية التي تكشف لنا كل يوم جانبًا جديدًا من جوانبه التي قد تكون غامضة أو مخفية عنَّا في فترةٍ ما.

ثانيًا الوعي:
هو في أبسط صوره: الإدراك الموضوعي، من حيث ارتباطه بالإنسان على نحوٍ خاص، ولكن في المجال الفلسفي فإنَّ: الوعي، الروح، التفكير، الأفكار، القيم المُجرَّدة وكل ما ليس له وجود موضوعي مُستقل عن المادة يدخل ضمن هذا الإطار، وبتعبيرٍ آخر: الوعي هو ما ينتج عن حركة المادة مما لا يُمكن له أن يُوجد بصورة مُستقلةٍ عنه.

أتمنى أن تكون هذه إجابة كافية لبدء الحوار إن أمكن.

Post: #65
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 06:35 PM
Parent: #64

Quote: يقول ماركس: "إن أسلوبي الديالكتيكي لا يختلف عن الديالكتيك الهيغلي وحسب؛ بل هو نقيضه المباشر. فهيغل يحوِّل عملية التفكير، التي يطلق عليها اسم الفكرة حتى إلى ذات مستقلة، إنها خالق العالم الحقيقي، ويجعل العالم الحقيقي مجرد شكل خارجي ظواهري ُللفكرةُ. أمَّا بالنسبة لي، فعلى العكس من ذلك، ليس المثال سوى العالم المادي الذي يعكسه الدماغ الإنساني ويترجمه إلى أشكال من الفكر." (كارل ماركس، الرأس مال، الجزء الاول، ص 30 الطبعة الانجليزية)

المصدر

Post: #66
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: د.ماجدة ميرغني
Date: 06-04-2013, 07:03 PM
Parent: #63

`
الاخ هشام
شكرا ليك على فتح هذاالبوست
فكرة ان الاحزاب الشيوعية تزدري الاديان فكرة قديمة منذ نشأت التجربة الاشتراكية في بلدان الاتحاد السوفيتي وكان الغرض منها محاربة ذلك الفكر الذي ينادي مضمون منهجه بالعدالة الاجتماعية وامتلاك الدولة لوسائل الانتاج التي تحقق الربح من خلال تسخير العمال كوسيلة لإنتاج الفائض من رأسمال ..وهذا ما يتناقض تماما مع ما تقوم عليه ألرأسمالية ولذلك شنت حرب شعوا وبذكاء خبيث باستغلال الدين في حربها و أوهمت المسلمين بان هذا الفكر ملحد يدعوا للإلحاد , لا وبل دربت قياديين وأهلتهم للقيام بشن تلك الحرب الاعلامية لعبت فيها امريكا من خلف الكواليس الدور الاساسي حفاظاً على امج الدولة العظمي واحتراماَ لعقول مواطنيها...وهكذا اندس الطعم وابتلعه المسلمين وتبنوا محاربة فكر العدالة الاجتماعية .. اما الدول الرأسمالية فقد استفادت شعوبها بكل ما نادى بيه النظام الاشتراكي.. التعليم للجميع العلاج ..البنيات التحتية التى تساوت فيها الارياف والمدن ..الخ.. مما لا يخفي علي الذين هجروا بلادهم المسلمة وذهبوا للتمتع بتلك الامتيازات. ولولا التجربة الاشتراكية لما نالت شعوب الدول الرأسمالية ولا جزء ضئيلا من ما تتمتع بيه الان اما الجوانب الاخرى فيما يخص الحزب الشيوعي وموقفه من الدين فقد اسهم فيها بقدر كاف وواف الاخ كمال عباس والآخرين
ولا ارى سببأ لإقحام الدين هنا فالفقر مدقع …والشعب بموت… حاربوا نظام الكيزان فهو العدو اللئيم وليست الحزب الشيوعي
احترامي وتقديري
الاخ كمال عباس والآخرين كفيتوا ووفيتوا
Quote: الحزب الشيوعي وببساطة - جعل من الأرض ميدان صراعه ! الحزب لايصارع السماء - وإنما يصارع الإستغلال والفقر والمرض ويسعي لتغيير الواقع المعاش لواقع أفضل تسوده العدالة الإجتماعية والحرية والمساواة والعيش الكريم! هذه هي القيم التي يسعي الحزب للتبشير بها- فالحزب ليست مهمته الترويح للالحاد وإجتثاث الاديان ومحاربة المؤمنين !



Quote: مسألة أولوية المادة أو الوعي في الوجود- من المنظور الماركسي ليست ملزمة للحزب الشيوعي طالما أنه قد تعامل مع الماركسية كمنهج
لقراءة وتحليل الواقع وليس كعقيدةجامدة تؤخذ بكلياتها! ** نعم الحزب الشيوعي ضد إستغلال الدين في السياسةأو كأداة سالبة
ومدجنة أو مكرسة للامر الواقع- ولكنه وبالقطع لايقف ضد العبادات والتدين الشخصي ولم ولن يحاربه ! ولا أتوقع أن يتحول الحزب الشيوعي لكيان طوباواي يرفع شعار - الدين خرافة والدين أس البلاء - إجتثوا الدين من جذوره !!


احترامي وتقديري

Post: #67
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 07:31 PM
Parent: #66

الفاضلة د. ماجدة ميرغني
تحيِّاتي

أتفهمُ تمامًا الدوافع التي جعلت القوى الرأسمالية تستخدم كرت الدين في حربها على الفكر الشيوعي الذي مثل خطرًا حقيقيًا على مصالحها، ولكن للحقيقة، فإنَّها لم تكذب فيما ادعته، فالمادية الجدلية (الماركسية) التي يقوم عليها الفكر الشيوعي تقوض دعائم الدين وكل شيء ميتافيزيقي، وتستبعده تمامًا من مجال التفكير عند قراءة وتفسير الطبيعة والتاريخ. وهذا ما جعل القوى الدينية المسيحية في أوربا، أيضًا، تُحارب الفكر الشيوعي جمبًا إلى جمب مع القوى الرأسمالية السِّياسية. الحق أنَّ المادية الجدلية لا "تدعو" إلى الإلحاد، فالإلحاد موقف فكري وفلسفي من مسألة وجود أو عدم وجود الإله أو الآلهات، ولكن هذا النسق الفلسفي، سيدتي، يُفضي مُباشرةً وبطريقة تلقائية وحتمية إلى الإلحاد، ولقد شرحتُ الأمر في أكثر من مُداخلة. إذن؛ فإنَّ القول بأنَّ قوى الرأسمالية الأوروبية استخدمت الدين في مُحاربة الشيوعية حقيقة، ولكن القول بأنَّ الشيوعية والفكر الشيوعي مُتسقٌ مع الفكر المثالي الديني الميتافيزيقي هو منافٍ للحقيقة تمامًا.

أنا، وبشكل شخصي للغاية، أقف موقفًا واضحًا من نظام الخرطوم الحاكم، ليس فقط من حيث أنَّه نظام ديني شمولي إقصائي، وهو ذات الموقف الذي أتخذه من كل التيارات والأحزاب الدينية والطائفية، ولكن أيضًا، من حيث جرائمه وفساده وقمعه الذي يُمارسه على الشعب السُّوداني دون تورع، ولكنني، على جانبٍ آخر، لا أرى الحزب الشيوعي السُّوداني، أقل خطرًا على الشعب السُّوداني، ولا أحترم فيه مواقفه الضبابية من الدين. ما أفهمه، هو أنَّ الحزب الشيوعي يُمارس نوعًا من "التُقية" فقط للحصول على الكسب السِّياسي والاستقطاب الجماهيري، ولكنه ليس بأفضل حالًا من أي حزب طائفي أو ديني، فيكفي ما أعلنه الحزب عبر بيانه الصحفي من أنَّه "يُناضل" من أجل تحقيق المقاصد الكُلية للشريعة الإسلامية؛ فما فرقه من أي حزب ديني إذن؟

أنا شخصيًا، غير مُقتنع أنَّ الحزب الشيوعي السُّوداني "يزدري الأديان" هذا ليس من إحدى قناعاتي على الإطلاق، ولم أُصرَّح بذلك في هذا البوست، كما أنَّني، على النقيض من ذلك، أوضحتُ أنَّه لا يوجد حزب "ديمقراطي" قد يقف موقفًا عادئيًا من الدين، ولكن الواقع يقول إنَّ الأساس الفلسفي الذي ينطلق من الشيوعيون يخلع عن الأديان قداستها، فهو لا يعترف بأنَّها سماوية المصدر؛ بل يراها نتاجًا طبيعيًا لحركة الإنسان داخل التاريخ، ويرى أنَّ الأديان تتطور بتطور الإنسان وفكره. هذه القراءة أعتبرها صحيحة، بل وأتبناها أيضًا. فأين المُشكلة؟ المشكلة، برأيي، هي عندما يلتف الحزب الشيوعي حول هذه القراءة الواضحة، ويُحاول الإدعاء بأنَّه (فوق احترامه للأديان) يسعى إلى تحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية، بل وأنَّ بعض عضويته أشخاصٌ مُتدينون(!) الأمر ببساطة شديدة، سيدتي: إن شاء أي شخص أن يعتنق أي عقيدة، فهو حر تمامًا في ذلك، ولكنه في هذه الحالة سوف لن يكون سوى مثاليًا فلسفيًا، وعندها يُصبح انتسابه إلى حزب تأسس على مبادئ فلسفة مادية جدلية ضربًا من عدم الاتساق، وربما يزداد الأمر أكثر سوءًا إلى درجة يصل معها الأمر إلى "استغفال" الجماهير، والكذب عليهم.

هذه، باختصار، رؤيتي للأمر.
احترمي ومودتي

Post: #68
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-04-2013, 07:41 PM
Parent: #67

كتب هشام ادم انه يريد اعدام الشيوعين
Quote: وعمومًا، ورغم أنَّ سؤالكَ لا علاقة له بموضوع البوست، ولا أراه إلَّا محاولةً للتشتيت وإرخاء حبل المشنقة عن عنق الشيوعيين السُّودانيين؛ إلَّا أنَّي سوف أُجيبكَ، ومن الفلسفة المادية ذاتها.

Post: #69
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 07:44 PM
Parent: #68

Quote: كتب هشام ادم انه يريد اعدام الشيوعين
صدقني يا رؤوف جميل، منذ فترة طويلة لم أضحك من أعماق كما ضحكتُ بعد قراءة مُداخلتك وتعليقك هذا. شكرًا جزيلًا لك

Post: #70
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-04-2013, 08:26 PM
Parent: #69

كتب هشام ادم

Quote: حسنًا، أعتقد أنَّه لا جدوى من التجادل حول كون المادية الفلسفية مُفضيةً إلى الإلحاد عبر إنكارها ورفضها القاطع للميتافيزيقا والتفسيرات الميتافيزيقية


هههههههههههه هشام ادم اتفنقل و رقد سلطة او كما يقول الخواجات fell belly up!
يعني استسلم بالعربي كدة.

نفهم شنو من كلامك دا?

غلبك تثبت ان المادية تفضي للالحاد?
طيب قول عديل "حماري" وقف في العقبة, و يكون بوستيك دا وصل لاعترافك بانك ادعيت ادعاء و فشلت في اثباته

و الا عليك ان تثبت لنا فهمك للمادية و كيف تفضي للالحاد!



---
بعدين امسك عليك ادبك اوعك تاني تقول لي "فوضوية" و قلة ادب, لاني بقلب نهارك ليل. عايز تهرب من النقاش معاي زي ما عملت اكثر من مرة قبل كدة مافي مشكلة, لكن تقل ادبك ما مسموح
في البوست دا بالتحديد انا سأواصل لغاية ما يعرف كل الناس انك لست على شئ!

راجع ليك!

Post: #71
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-04-2013, 08:29 PM
Parent: #69

حاول تشكرنى لاننى بضحكك فى هذا الزمن الردى
الذى تساهم فيه بمثل تعليقاتك (حبل المشنقة)
كتبت
Quote: الفاضلة د. ماجدة ميرغني
تحيِّاتي

أتفهمُ تمامًا الدوافع التي جعلت القوى الرأسمالية تستخدم كرت الدين في حربها على الفكر الشيوعي الذي مثل خطرًا حقيقيًا على مصالحها، ولكن للحقيقة، فإنَّها لم تكذب فيما ادعته، فالمادية الجدلية (الماركسية) التي يقوم عليها الفكر الشيوعي تقوض دعائم الدين وكل شيء ميتافيزيقي، وتستبعده تمامًا من مجال التفكير عند قراءة وتفسير الطبيعة والتاريخ


اولا كلامك هذا من اساسه خاطى لان المادية الجدلية لا تفسر الكون وانما تفسر الواقع الذى نعيشه
وهذا معروف
وكثيرا ماردده منظرى المادية الجدلية
ثم اراك كثيرا ما تخلط بين المادية الميكانيكية التر يرفضها ماركس وانجلز وبين المادية الجدلية وهى التى تهمنا كماركسين وشيوعين
المادة عندنا هى واقعنا الذى نعبشه ومهمتنا ان نفسره لنغيره لا ان نفسر الكون ونصل الى حقيقته حول ان هناك اله صنعه ام لا
ولذلك قراءة اى شيوعى حول نطريات تفسير الكون ومدى قناعته بها ام لا مسألة شخصية
اما قراءتنا كحزبين هى هذا الواقع بعلاقاته الاقتصادية والاجتماعية و صراعاته الطبقية والتعامل معه جدليا
بمعنى انه واقع متحرك ومتغير على الدوام
اذن تفسير الواقع ماديا جدليا لا يقود حتما للالحاد ولكن بالتأكيد اذا تجاوزت واقعك ودخلت فى تفسير الكون ماديا ميكانيكيا فانت لامحالة
سترفض الميتافيويقيا
ولكن هذا غير مجالنا ولا يهمنا فى شى عندما نفسر واقعا نعيشه اى واقعا موضوعيا

لنقرأ معا هذه الفقرة من الورقة المقدمة للمؤتمر الخامس

Quote: فالماركسية إذن تشترك مع كل الفلسفات المادية الأخرى ، منذ الاغريق حتى عصر الحداثة البرجوازية ، فى النظر العلمى ، ولا يوجد سبب واحد (لتخصيصها) وحدها بالهجوم تحت شعار (الالحاد) سوى أنها ، وعلى عكس الفلسفات الأخرى ، لم تعتبر هدفها الأساسى (تفسير الطبيعة) ، الميدان التقليدى للمواجهة بين (الفلسفة) و(الدين) ، وإنما اعتبرت مهمتها الاساسية (تغيير المجتمع) ، كما فى عبارة ماركس الشهيرة :"لم يفعل الفلاسفة سوى تفسير العالم بطرق مختلفة ، لكن المهم الآن هو تغييره". (التغيير) ، إذن ، وليس (الالحاد) ، هو الفارق الأهم بين الماركسية وبين غيرها من الفلسفات المادية ، ومن ثم فهو كلمة السر فى الهجوم المنهجى عليها وحدها من قبل القوى الاجتماعية المتضررة من فقدان امتيازاتها.

Post: #74
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-04-2013, 08:53 PM
Parent: #71

كتب هشام ادم
Quote: الحق أنَّ المادية الجدلية لا "تدعو" إلى الإلحاد، فالإلحاد موقف فكري وفلسفي من مسألة وجود أو عدم وجود الإله أو الآلهات، ولكن هذا النسق الفلسفي، سيدتي، يُفضي مُباشرةً وبطريقة تلقائية وحتمية إلى الإلحاد، ولقد شرحتُ الأمر في أكثر من مُداخلة. إذن؛ فإنَّ القول بأنَّ قوى الرأسمالية الأوروبية استخدمت الدين في مُحاربة الشيوعية حقيقة، ولكن القول بأنَّ الشيوعية والفكر الشيوعي مُتسقٌ مع الفكر المثالي الديني الميتافيزيقي هو منافٍ للحقيقة تمامًا.


طيب
لو المادية الجدلية لا تدعو الى الالحاد
اذن كلامك من يداية البوست ما عندو معنى
ثم من الذى قال لك ان المادية الجدلية تتسق مع المثالية
بكل تاكيد عندما يتعلق الامر يتفسير الواقع
فاننا نفسره ماديا جدليا وليس مثاليا
اى نفسر الظاهرة التى نعيشها علميا
وهذا سر اننا نرفض الدولة والقوانين الدينية
ونرفض الممارسات التى تتم باسم الدين والغيبيات
اى ان موضوع الدين وفق ذلك فهو قناعة زاتية وواقع موضوعى
لابد من التعامل معه يحساسية وصدق

Post: #73
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Mohamed Sanad
Date: 06-04-2013, 08:35 PM
Parent: #69

و الله ده ضفر شديد .
بس يا هشام اذا الشيوعيين اطوروا في موضوع الفلسفه الشيوعيه بالرغم المعروف عنهم ( نصوصيين ) فهذا امر جيد انهم يضيفوا و يطوروا و الفلسفه اساساً ماشه و متطوره علي عكس فهمهم هم لذلك بقض النظر عن الحزب الشيوعيى الاسلامي . اما انهم ما عارفين انهم بتطوروا دي المشكله .
لكن انا بفتكر ان موضوع الشيوعيه اساساً انتهي و بقت كلاسكيات فكريه يهتم بها الخاصه و المثقفين المعينين و تاريخ سياسي الكثير ممن ركبوا عجلة الحداثه لا يعيرونها الكثير بس موضوع الالحاد ده مهم لانو بحتاج لهدوء بالجد ما تلخبطو لي مع الشيوعين ديل لانهم ما بجيبوا الكوره الواطه .



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عشان نمشي لي قدام

Post: #116
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-06-2013, 04:42 AM
Parent: #60

إضاءة :- علي الرغم من أن الحزب الشيوعي السوداني فضل إختيار مصطلح الدول المدنية علي مصطلح العلمانية - حيث يقول :-
Quote: تتأسس رؤيتنا وبرنامجنا للديمقراطية السياسية السودانية في علاقتها بالدين على مبادئ النظام السياسي المدني التعددى ، لا على (العلمانية) كمفهوم تاريخى محدد. فمصطلح (النظام المدنى) أقرب لواقعنا من مصطلح (النظام العلمانى) بدلالاته الاكثر ارتباطا بالتجربة الاوروبية.

.... الإ أن الحزب الشيوعي دافع عن العلمانية الأوربية ورفض ربطها بالالحاد وطرد الأديان من الحياة يقول الحزب الشيوعي في ورقته المقدمة للمؤتمر الخامس :-
Quote: ..........
(3) مع ذلك ، ورغم أننا لسنا ملزمين ، ولا حتى مهتمين ، بالانشغال بالدفاع عن مجتمعات العلمانية الغربية ، لكن بعض الحجج التي يسوقها دعاة التطرف والهوس الديني والدولة الدينية تتمادى في تشويه الواقع وإنكار الحقائق. مثال ذلك الادعاء العريض حول طرد الدين من الحياة والمجتمع في الغرب ، مع انهم يعلمون ان ملكة بريطانيا تحتل منصب رأس الكنيسة، مما كثر اجتراره في معرض التدليل على خطل ذلك الترويج الشائه ، ويعلمون قوة ونفوذ اللوبي الكنسي في الولايات المتحدة الاميركية وصوته الراجح في انتخابات الرئاسة والكونغرس ، وقد نشرت مجلة نيوزويك نتاج المسح الذي جرى عام 1991م لمستوى التدين في اميركا حيث ينتمى 42% من البالغين الى كنيسة ، كما يؤدى 42% صلاة الأحد في الكنيسة. أما الاحزاب السياسية الاوروبية ذات الطابع الديني ـ مثل الديمقراطي المسيحي في إيطاليا أو ألمانيا ـ فقد شاركت في وضع الدستور العلماني الديمقراطي ، والتزمت به وبما يتفرع عنه من تشريع في الممارسة. كما يعلمون ان فرنسا ، بكل زخم ثورة 1789م ، أقدمت على فصل الدولة عن الكنيسة ، ثم تبنت دولتها الكنيسة حتى نالت لقب طفل الكاثوليكية المدلل، ولم يصدر تشريع الفصل إلا في العقد الاول من القرن العشرين عام 1905 بعد أكثر من قرن على الثورة ، وفي المقابل لم تعترف الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية بوثيقة حقوق الانسان والمواطن الصادرة عن الثورة الفرنسية إلا في عام 1966م اي بعد 168 عاماً. إن فصل الدولة عن الكنيسة لم يعن إقصاءها عن المجتمع أو مصادرة دورها الروحى ، لكن مناخ الديمقراطية أجبر الكنيسة على الحد من غلوائها السياسية ، والتصالح مع التاريخ ، والاعتراف بجور بعض أحكامها ومراجعتها وتصحيحها. فقد راجعت الكنيسة ، مثلاً ، في عام 1920م ، إدانتها لجان دارك في القرن السادس عشر بالهرطقة والسحر ، بل وعمَّدتها قديسة بعد 500 سنة. كذلك راجع الفاتيكان عام 1992م إدانته للعالم غالليلو غاليليه ، وذلك فى ضوء تأويل وتفسير معاصرين للكتاب المقدس يقران بالحقيقة العلمية القائلة بأن الأرض تدور حول الشمس ، كما أصدرت الكنيسة الكاثوليكية في فبراير عام 2000م اعتذاراً صريحاً عن حرق محاكم التفتيش للعالم جوردانو برونو. وربما كان من المناسب الاشارة ، ضمن هذا السياق ، إلى أن قائد الحركة الاسلامية التونسية راشد الغنوشي كان قد اقترح في منتصف تسعينيات القرن الماضي رد الاعتبار للفكر المعتزلي ورواده ، مما يعد فتحاً جديداً في الفكر السني الاشعرى. دعاة التعصب والاقصاء يهابون الحوار ، ولأن ديدنهم الاملاء يسارعون لسد منافذ تجديد الفكر ، ومهمتنا فتح منافذ الحوار لهزيمة التعصب في حلبة الصراع الفكري.

.........

Post: #72
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: وليد زمبركس
Date: 06-04-2013, 08:35 PM
Parent: #30

تحياتي أستاذ هشام
باعتقادى أنّ الأمر ليس مرتبطًا فقط بالحزب الشيوعى السودانى بقدر ما هو مرتبط بجوانب أخرى تتعلق بتلك العملية الواعية أو غير الواعية و التى يقوم بها المسلمون خلال محاولاتهم نقل المعرفة من المجتمعات الغربية و بالتالى يجدوا أنفسهم أمام مفارَقَة حاسِمَة و هى أنّ الظروف التى أدّت لإنتاج تلك المعرفة فى المجتمعات الغربية لا تنطبق على مجتمعات المسلمين و من هنا تأتى محاولات التلبيس و التقمص و ذلك من خلال المحاولات الحثيثة لصبغ المعرفة المستوردة بملامح محلية و ستظل الشعوب المسلمة تقوم بهذه العملية ما دامت عاجزة عن إنتاج معرفة حقيقية مستقاة من مجتمعاتها تتطوّر بتطوّر تلك المجتمعات و تعمل على حل مشاكلها من الداخل بعيدًا عن هذا الإستيراد الشّائه .

يمكننى إعطاء نماذج على ذلك
مثلًا قبول الدول المسلمة بلا استثناء لبعض قوانين العلم الحديث و التى تعبّر عن مفهوم مادى مثل قانون بقاء الطاقة و الذى يتم تدريسه فى جامعات و مدارس الدول المسلمة دون الوقوف عند حقيقة ذلك القانون و حين يتطرّق شخص ما لتوضيح ما يشرحه القانون و يشير لجوانبه التى تقِر بازلية المادة و بالتالى تنسف معها فكرة تصديق وجود إله خالق للكون ، نجد أنّ الرّد يكون جاهزًا من المسلمين و هو أنّهم لا يهتمّون لجانب شروحات القانون أو منطلقاته بقدر ما يتعاملون معه كحقيقة علمية مثبتة و يتحججون بأنّه ليس للعلم انتماء و الحكمة ضالّة المؤمن أينما وجدها أخذها و غير ذلك من التبريرات التى يتعايش معها المسلمون لفض التناقض الذى قد يطهر بين العلم و الدين .
موقف الحزب الشيوعى السودانى لا يبتعد كثيرًا عن هذا الجانب ، فهو مستهلك للمعرفة الماركسية و ليس منتج لها و لذلك لا يستطيع أن يفعل أكثر من محاولات سودنة تلك المعرفة أو قل النظرية فى النموذج الذى نتحدّث عنه و من هنا تنبع فكرة أنّه يغتدى بالمنهج الماركسي دون شرح وافى لحدود هذا الإغتداء أو إعطاء ملامح واضحة تعكس رؤية الحزب عن الماركسية و ماذا يقبل منها و ماذا يرفض ، مثله مثل الكثير من الأحزاب الماركسية فى الدول المسلمة و التى تسعى للقفز فوق جدار الفلسفة المادية و تركّز على الجانب المتعلّق بالماديّة التاريخية دون الرجوع لأساسها الفلسفى و فقط يتم قبول نتيجتهاالتى تشرح الصراع فى المجتمع بالضبط كما تتعامل الجامعات و المدارس الاسلامية مع قانون بقاء الطاقة فهى تأخذ بنتيجته دون الوقوف عند فكرة أنّ الطاقة لا تفنى و لا تستحدث من عدم و التى تتضارب مع أساس الدين و تشير إلى أنّ الطاقة أزليّة و غير مخلوقة . كذلك الحزب الشيوعى السودانى يتعامل مع المادية التاريخية فى حدود أنّها قراءة إقتصادية للتاريخ دون الرجوع لأصل العلاقة بين هذه القراءة و بين الفلسفة المادية و حتى قوانين الديالكتيك الأساسية ( وحدة و صراع الأضداد ، نفى النفى و تحوّل التغيّرات الكميّة إلى كيفيّة ) يتعامل معها من منطلق هذا المنظور الذى يفرغها من إطارها المادى الذى نشأت فيه و بالتالى يحاول حصرها فى حتمية ازاحة الرأسمالية بواسطة الإشتراكية كما تمّت إزاحة كل طبقة بواسطة الطبقة اللاحقة لها إبتداءً من مرحلة المشاعية الاولى و يتعمّق فى شرح ذلك بضع تصوّر يقتضي ضرورة تأسيس حزب للطبقة العاملة و بالتالى اشعال نار النضال ضد الطبقة الرأسمالية بالاستفادة من الأحداث اليومية و التى سوف تتراكم تراكم كمّى يقضى فى نهاية الأمر إلى تغيير كيفى يقود إلى نهاية الرأسمالية و بالتالى سيادة المجتمع الإشتراكى ، و يتم ذلك فى إطار السير وراء الاحزاب الشيوعية العالمية الخطوة بالخطوة و دون استصحاب ذلك الجدل الفلسفى الذى انطلق منه الفكر الماركسي مع الاحتفاظ الكامل بالمسمّيات حتى و لو تمّ إعطاءها معنى آخر غير المعنى المتعارف عليه كأن تكون المعركة بين العلمانية و الدين هى الشبيه المفترض للمعركة بين الماركسية و الدين ( هذا مع اقتناعى الكامل بأنّ معركة العلمانية ضرورة مجتمعية يقتضيها الصراع السياسي فى المجتمعات المسلمة ) أو أن يكون هناك تصوّر لوضعيّة المرأة لا يشبه هو متعارَف عليه فى المجتمع المسلم و يدعو لتغيير ملامح الأسرة و إن كان ذلك التغيير لا يطابق الرؤية الماركسية للأسرة و المجتمع و قد يكون محاولة لتطبيق الشعارات الماركسية التى طبّقتها الدول الاخرى و لكن حين تصطدم تلك الشعارات بثقافة المجتمع أو حتى بقناعات المنادين بها يتم خفض درجتها أو استبدالها بشعارات أخرى أكثر قبولًا لدى المجتمع و من هنا جاءت هذه الصورة التى نراها أمامنا و التى تحمل فى جوانبها بعض الغموض الذى يحتاج لمزيد من الشرح و التوضيح مثل ما هو موقف الحزب من المادية الفلسفية أهو يقرّها أم يرفضها أم له رؤية خاصّة به تشرح الأمر ، فإذا كان يقر بها فلماذا لا يطرح ذلك بصورة مباشرة و إن كان يرفضها فلماذا يصر على الإحتفاظ بالجوانب المتعلّقة بها و هى على سبيل المثال الإبقاء على تدريس المادية التاريخية و المادية الديالكتيكية ضمن كورس المرشحين للحزب ، و إذا كانت له رؤية جديدة مغايرة فلماذا الاصرار على الاحتفاظ بالأسماء و المصطلحات التى روّج لها الماركسيون و منها اسم الحزب نفسه و الذى يشير على إعتماد الفكر الماركسي و هو فكر محدّد الملامح و له أطروحاته و قراءاته التى تعالج كلّ القضايا بمنظور شيوعى يرتبط بالنظرية الماركسية بجانبيها المادى و التاريخي ، و حتى فكرة الإغتداء بالمنهج الماركسي نفسها تحتاج لشرح و توضيح إذ كيف يطرح الحزب فكرة أنّه لا يلتزم بالماركسية كموجّه لعمله فى حين أنّه يغتدى بمنهجها لحل المشاكل و قراءة الواقع ، يتم هذا بكل بساطة مع العلم أنّ النظريات حين تتم محاسبتها يعتمد النقّاد على مناهج تلك النظريات نفسها لمحاسبتها و انتقادها فى التزامها أو عدم التزامها بما تطرح ( أى أنّه لا يجوز الفصل بين النظرية و منهجها ) ، بالإضافة الى أنّ اختبار صحة و خطأ النظرية تبدأ بإخضاع منهجها للأسئلة النّاقِدَة للنظرية لمعرفة مدى صمود ذلك المنهج و صدق تحليله للوقائع التى يناقشها ، فكيف لحزب أن يغتدى بمنهج نظرية فى حل المشاكل و قراءة الواقع و فى نفس الوقت يعلن أنّه لا يلتزم بها. ما أردت أن أشير إليه هو أنّ الأمر فى الكثير من جوانبه مرتبط بتعامل المسلمين مع المعرفة حين نقلها من المجتمعات الأخرى إلى مجتمعاتهم و التى بلا شك تختلف ظروفها عن الظروف التى نشأت و تطوّرت فيها تلك المعرفة و بالتالى يلجأون لصياغة مثل هذه الرؤى الوفاقيّة التى تسعى للجمع بين المعرفة المستوردة و واقع المجتمع و كأنّ القضيّة الكبري هى أن توضع المعرفة ( التى يوقنون بها ) فى قوالب مقبولة مجتمعيًا ليتم ترويجها و قبولها حتى و إن اعتمد هذا الترويج على الإقناع فقط دون السعى الجاد لا ختبار تلك المعرفة و اختبارها لإثبات فعاليّة حلّها للمشاكل فى المجتمع الجديد .
التعديل بسبب شرح و تفصيل بعض الصياغات

Post: #75
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 11:33 PM
Parent: #72

الأخ: بدر الدين أحمد موسى
تحيِّاتي

سأنتظر عودتك، بكل تأكيد وسرور. وأتمنى أن تعود أقل حدةً وألَّا تنساق وراء دوافع ذاتية أو شخصانية، فليست لدي رغبة في خوض صراع شخصاني مع أحد. أنتَ مُرحبٌ بك، وبكل شخص، في هذا الحوار. كما أرجو الابتعاد، قدر المُستطاع، عن لغة التهديد والإساءاة، فلسنا بحاجة إلى مثل ذلك. أرجو أن تعفيني وأن تعفي نفسك من مثل هذا الأمر. فأنا ليست لدي دوافع شخصية تجاهك أو تجاه أحد على الإطلاق. عندما تتعافى للهدوء يُمكنني أن أشرح لكَ ما استعصى عليكَ فهمه من كلامي الذي تعتقد أنَّه "استسلام" ولقد أوضحتُ –بالفعل- كيف أنَّ المادية الجدلية تُفضي إلى الإلحاد ورفض كل ما هو ميتافيزيقي، وكل ما عليكَ فعله الآن، هو أن تعيد قراءة كُل مُداخلاتي، بهدوووووء

كن بخير

Post: #76
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-04-2013, 11:44 PM
Parent: #75

Quote: مُلخص الكلام:
المادية الفلسفية تزعم أنَّ الوعي لا يُمكن، بأي حالٍ من الأحوال أن يكون مُستقلةً عن المادة؛ بل وإنَّ الوعي ما هو إلَّا نتاج للمادةز هذا يقضي أو "يُفضي إلى" أنَّه لو كان لنا أن نقول بأنَّ هنالك إله أو خالق فإنَّه لابد أن يكون ماديًا، لأنَّه من الاستحالة أن يكون غير ذلك باستحالة أن يكون هنالك وعي مُستقل تمامًا عن المادةز

المثالية الفلسفية (على العكس من المادية) تزعم بأنَّ المادة هي انعكاس أو نتاج للوعي، وهذا يقضي أو "يُفضي إلى" أنَّ هنالك قوى غير فيزيقية أو غير مادية (ميتافيزيقية) هل من أنتجت المادة، وأنَّها مُستقلة بذاتها عنهاز



Quote: رابعًا: اسمح لي أن أختصر الأمر إلى الحد البعيد عبر سؤالكَ هذا السؤال المُباشر: "هل تُؤمن فعلًا بأنَّ "الله" خلق هذا العالم بما فيه الإنسان؟" وليكن نقاشنا مبنيًا على إجابتكز



اعلاه
فهم هشام ادم للمادية و المثالية
و ايضا سؤال مباشر يسألني عما كنت اؤمن بالله ام لا!
هشام ادم الذي يصفنا بعدم الاتساق و يعطي نفسه الحق في وصف كلامي بالفوضوية و اكثر من ذلك يسألني مباشرة عن معتقداتي يعظنا عن الابتعاد عن الشخصنة واضح انه مفروض نسأل هشام ادم عن فهمه لمعنى شخصنة
يا هشام ياخ زيد شوية في موضوع المادية و المثالية ياخ
انت زعمت ان المادية تفضي للالحاد بالله استرسل و اشرح لينا بشكل نقدر نناقشك فيه
ورينا
هل المادية تفضي للالحاد و لماذا?
و هل المثالية تفضي للايمان و لماذا?

Post: #77
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 11:46 PM
Parent: #75

الأخ: رؤوف جميل
تحيِّاتي

تقول:
Quote: حاول تشكرنى لاننى بضحكك فى هذا الزمن الردى
أنا شكرتكَ فعلًا:
Quote: صدقني يا رؤوف جميل، منذ فترة طويلة لم أضحك من أعماق كما ضحكتُ بعد قراءة مُداخلتك وتعليقك هذا. شكرًا جزيلًا لك
ولكن لعلِّي أكرر لكَ شكري في هذه المُداخلة؛ فشكرًا لك على منحي هذه السعادة، ولو أنَّها كانت عابرة.

تقول:
Quote: اولا كلامك هذا من اساسه خاطى لان المادية الجدلية لا تفسر الكون وانما تفسر الواقع الذى نعيشه وهذا معروف وكثيرا ماردده منظرى المادية الجدلية
اسمح لي أن أختلف معكَ كُليًا حول هذه الجزئية. المادية الجدلية هي النظرة العلمية لتفسير الكون والطبيعة والظواهر الطبيعية، وتطبيق قوانين المادية الجدلية على الواقع هو ما يُسمى بالمادية التاريخية، ويبدو أنَّك تخلط بينهما. وحتى لا يكون الكلام مسترسلًا على عواهنه، دعنا نعتمد على كلام مُنظري الماركسية أنفسهم.
Quote: المادية الديالكتيكية هي النظرة العالمية للحزب الماركسي اللينيني. وهي تدعى مادية ديالكتيكية لان نهجها للظواهر الطبيعية، اسلوبها في دراسة هذه الظواهر وتفهمها ديالكتيكي بينما تفسيرها للظواهر الطبيعية، فكرتها عن هذه الظواهر، نظريتها مادية. المادية التاريخية هي امتداد مبادئ المادية الديالكتيكية على دراسة الحياة الاجتماعية، تطبيق مبادئ المادية الديالكتيكية على ظواهر الحياة الاجتماعية وعلى دراسة المجتمع وتاريخه.

المصدر
ومن كلام ماركس نفسه في ذات المصدر نقرأ:
Quote: ان اسلوبي الديالكتيكي لا يختلف عن الديالكتيك الهيغلي وحسب، بل هو نقيضه المباشر. فهيغل يحول عملية التفكير، التي يطلق عليها اسم الفكرة حتى إلى ذات مستقلة، انها خالق العالم الحقيقي، ويجعل العالم الحقيقي مجرد شكل خارجي ظواهري ُللفكرةُ. اما بالنسبة لي، فعلى العكس من ذلك، ليس المثال سوى العالم المادي الذي يعكسه الدماغ الانساني ويترجمه إلى اشكال من الفكر." (كارل ماركس، الراسمال، الجزء الاول، ص 30 الطبعة الانجليزية)


تقول:
Quote: ثم اراك كثيرا ما تخلط بين المادية الميكانيكية التر يرفضها ماركس وانجلز وبين المادية الجدلية وهى التى تهمنا كماركسين وشيوعين المادة عندنا هى واقعنا الذى نعبشه ومهمتنا ان نفسره لنغيره لا ان نفسر الكون ونصل الى حقيقته حول ان هناك اله صنعه ام لا ولذلك قراءة اى شيوعى حول نطريات تفسير الكون ومدى قناعته بها ام لا مسألة شخصية
من ناحية مبدئية؛ فأنا لا أذكر، أبدًا، أنَّني أتيتُ على ذكر المادية الميكانيكية، وكل ما سبقَ من كلامي، أو في مُجمله، كان حول المادية الديالكتيكية، والتي رأينا في المُقتبسات أعلاه علاقتها الوثيقة بالكون والعالم والطبيعة (هذه كلها مُسميات للشيء نفسه) وطالما أنَّ المادية الديالكتيكية هي التي تهمكَ كشيوعي، وبالتالي تهم حزبك، فاسمح لي أن أربطكَ بما جاء في المُقتبسين أعلاه (وبالإمكان الإتيان بالعديد من الشواهد الأخرى) وأن أقول لكَ بناءً عليه إنَّك تفهم المادية الديالكتيكية بشكل خاطئ، وأنَّ ما تقصده بالواقع المُجتمي وتطوره عبر حركة الإنسان داخله ما هو إلَّا نتاج تطبيق قوانين المادية الديالكتيكية (المادية التاريخية) فهما غير منفصلتين على الإطلاق، وعلى هذا أيضًا فلا يُمكن اعتبار تفسيرات "الشيوعي" للكون مسألةً شخصيةً على الإطلاق، فهي مُرتبطة بالنسق المعرفي أو الفلسفي ككل لا يتجزأ أبدًا.

تقول:
Quote: اما قراءتنا كحزبين هى هذا الواقع بعلاقاته الاقتصادية والاجتماعية و صراعاته الطبقية والتعامل معه جدليا بمعنى انه واقع متحرك ومتغير على الدوام اذن تفسير الواقع ماديا جدليا لا يقود حتما للالحاد ولكن بالتأكيد اذا تجاوزت واقعك ودخلت فى تفسير الكون ماديا ميكانيكيا فانت لامحالة سترفض الميتافيويقيا ولكن هذا غير مجالنا ولا يهمنا فى شى عندما نفسر واقعا نعيشه اى واقعا موضوعيا
لا أعرف الأساس الذي تنطلق منه في الفصل بين المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية، ولكن اهتمام الحزب الشيوعي السُّوداني (والأحزاب الشيوعية عمومًا) بقضايا العُمَّال، والمسحوقين، والطبقات الكادحة لا يعني أبدًا أنَّه لا يحمل ذات البذرة الفلسفية التي تجعله يضع تصوراته الفلسفية عن الكون. المادية التاريخية لا علاقة لها بقضية وجود أو عدم وجود إله، فهي، على هذا، غير معنيه هنا بهذا الشيء، ولكن هل يُمكن الفصل بين المادية التاريخية والجدلية فعلًا؟ ودعني أتوقف عند هذه العبارة بالتحديد من كلامك: "ولكن بالتأكيد اذا تجاوزت واقعك ودخلت فى تفسير الكون ماديا ميكانيكيا فانت لامحالة سترفض الميتافيويقيا"(انتهى الاقتباس) والحقيقة أنَّني لا أفهم كيف يُمكن أن تُفضي المادية الميكانيكية إلى الإلحاد أو رفض الميتافيزيقا(!) من الواضح أنَّ المادية الميكانيكية هي على النقيض من المادية الجدلية؛ ففي حين تقول المادية الديالكتيكية أنَّ أي ظاهرة بكل تمظهراتها وتغيّراتها هي نتيجة حتمية لحركة وطبيعة التناقضات داخلها، فإنَّ المادية الميكانيكية تفترض "أسبابًا خارجية" هي من تُسهم في خلق التغيير. فكيف لفلسفة كهذه أن تُفضي إلى رفض الميتافيزيقا؟

أمَّا عن الفقرة التي اقتبستها من الورقة المُقدمة للمؤتمر الخامس للحزب، فمع احترامي الشديد، فهو لا يدل على شيء إطلاقًا، وكل ما يُمكن استنتاجه مما جاء فيه، هو فقط "تأجيل" هذا الصراع: أعني مع الدين، أو على الأقل هي فقط مسألة ترتيب أولويات لا أكثر، ولهذا نفهم أو نتفهم مقولات ماركس هو انتقال الصراع من (من السماء إلى الأرض) إلى (من الأرض إلى السماء):
Quote: إن إلغاء الدين، بصفته سعادة الشعب الوهمية، يعني المطالبة بسعادته الفعلية. ومطالبة الشعب بالتخلي عن الأوهام حول وضعه، يعني مطالبته بالتخلي عن وضع في حاجة إلى أوهام. فنقد الدين هو، إذن، النقد الجنيني لوادي الدموع الذي يؤلف الدين هالة له.لقد نزع النقد عن الأصفاد الزهور الوهمية التي كانت تغطيها، لا لكي يحمّل الإنسانَ أصفادا غير مزخرفة، موئسة، بل ليتخلى عن الأصفاد ويقطف الزهرة الحيّة. إن نقد الدين يحطم أوهام الإنسان، حتى يفكّر، ينشط، يصنع واقعه بصفته إنسانا تخلص من الأوهام وبلغ سنّ الرشد، لكي يدور حول نفسه، أي حول شمسه الحقيقية. فالدين ليس سوى الشمس الوهمية التي تدور حول الإنسان مادام الإنسان لا يدور حول نفسه.إن مهمة التاريخ، إذن، بعد زوال عالم ما وراء الحقيقة هي أن يقيم حقيقة هذا العالم. تلك هي، بالدرجة الأولى، مهمة الفلسفة، التي تخدم التاريخ وذلك بعد أن يجري فضح الشكل المقدس للاستلاب الذاتي للإنسان، وينزع القناع عن الاستلاب الذاتي في أشكاله غير المقدسة. وبذلك يتحول نقد السماء إلى نقد الأرض، نقد الدين إلى نقد الحقوق، ونقد اللاهوت إلى نقد السياسة.
* مقطع من مقدمة "نقد فلسفة الحقوق عند هيغل" (ترجمة مجلة "النقطة"، باريس 1983)

المصدر

تقول:
Quote: لو المادية الجدلية لا تدعو الى الالحاد اذن كلامك من يداية البوست ما عندو معنى
بالتأكيد لن يكون له معنى إذا كنتَ مُقتنعًا بأن هنالك تيار فلسفي "يدعو" إلى الإلحاد. ولن يكون له معنى إذا لم تقف بنفسك على الفارق (الذي وضعتُه في ذات الفقرة، وفي فقرة أخرى) بين أن تكون المادية الجدلية "تدعو" إلى الإلحاد، وبين أن "تُفضي" إليه

تقول:
Quote: ثم من الذى قال لك ان المادية الجدلية تتسق مع المثالية
أين قلتُ أنا ذلك؟

تقول:
Quote: بكل تاكيد عندما يتعلق الامر يتفسير الواقع فاننا نفسره ماديا جدليا وليس مثاليا اى نفسر الظاهرة التى نعيشها علميا
مع تجاوزنا للخلط الذي تقع فيه بين المادية الديالكتيكية وبين المادية التاريخية؛ إلَّا أنَّ كلامكَ هذا يجعلني أطرح عليك سؤالًا: كيف؛ إذن تُفسِّرون الدين (على اعتبار أنَّه ظاهرة اجتماعية) ماديًا وجدليًا؟ أعني هل تعتقدون أنَّ مصدر الدين مصدر سماوي أم ترون أنَّه صنيعة بشرية؟

تحياتي لك

Post: #78
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 11:49 PM
Parent: #77

الأخ: محمَّد سند
تحيِّاتي لك

لقد ذكرتُ في بداية هذا البوست أنَّ الحزب الشيوعي أقر بضرورة تجاوز الماركسية عبرها، أي عدم اعتبارها كنص مُقدس لا يُمكن المساس به، وأنَّهم بحاجة للتنظر حوله وبالتالي تطويره، وهذا أمر جيِّد ومطلوب فعلًا، ولكن السؤال هنا: هل هذا التطور قادهم إلى تجاوز الماركسية بالكُلية؟ هل وصلوا إلى مستوىً اتضح لهم فيه أنَّ الفلسفة المادية لا تستوعبهم ولا تستوعب واقعهم ولا تُقدِّم لهم تفسيرات صحيحة أو دقيقة سواء عن الطبيعة أو الواقع؟ وإذا كان الأمر كذلك، فإلى أي حد يُمكن أن يكون وصفهم بأنَّهم "شيوعيون" صحيحًا ومُستقًا؟

محبتي

Post: #79
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-04-2013, 11:50 PM
Parent: #78

الأخ: وليد زمبركس
تحيِّاتي لك

أشكركَ على المُشاركة في هذا البوست، لقد قرأتُ مُداخلتكَ بصورة سريعة، ولي عودة مرةً أخرى لقراءتها بصورة مُتأنية.

محبتي

Post: #80
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-05-2013, 00:53 AM
Parent: #79

الأخ بدر الدين أحمد موسى
تحيِّاتي

هل تتعمَّد استفزازي؟
هل تتعمَّد فهم كلامي على نحو خاطئ دائمًا؟
هل تتعمَّد الخروج من الإطار المُحدد للنقاش؟


أولًا: حول فهمي للشخصانية
عندما تترك نقد الفكرة وتميل إلى نقد صاحب الفكرة، فهذا أُسمِّيه "شخصانية" فهل فعلتَ أنتَ شيئًا من هذا؟ نعم، وهذه هي أدلتي:
1- هنا: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: اما الاتساق فخليها مستورة يا هشام ياخ, ياتو اتساق البتتكلم عنه انت??????
ههههههه

2- وهنا: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: لكن عندما قمت بتذكير هشام ادم بانه اخر من يتحدث عن الاتساق و المنبر ما يزال تردد جنباته صيحات الاعضاء وراؤه "يااااهو يااااهو ياااهووووو"
و فقيري ليس احسن حالا منك فقد حدث و نسب للبيان الشيوعي فقرة من نسج خياله فارجو ان لا تحدثانا عن الاتساق

Quote: طيب ما زيادة الخير خيرين برضو اشرح لنا فهمك للمادية و المثالية بتوسع ما انت "مفكر و بتاع مدارس برضو"!

Quote: فاحذر من ذكر كلمة اتساق و امانة و مثليهما كما تحذر الثعبان و اي مرة تتهم الناس بعدم الاتساق سيذكرونك باهم صفاتك
انت و الاتساق لا تختلطان مثل الزيت و الماء شيئين من طبيعتين مختلفتين مرة و الي الابد

Quote: لكن يا هشام الحكمة تقول "من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة"
ولا أعرف سر إعجابك البالغ بهذه الحكمة(!)

ثانيًا: حول فهمك الخاطئ لكلامي
- اتهمتني بأنَّني اتهمتُك بصفة شخصية بعدم الاتساق
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: و هشام ادم يتهمني انا شخصيا لأنه ذكرني بالاسم بدرالدين احمد موسى بعدم الاتساق.
واعتبرتَ ذلك نوعًا من الشخصانية من قِبلي
Quote: و اذا ذكرت اسمي بالتحديد في حديثك فانت الذي تشخصن
فهل حدث شيئ من هذا من قِبلي؟ دعنا نعد إلى الوراء قليلًا لنعرف أين جاء ذكر اسمك، وما هو السياق الذي جاء فيه، سنجد أنَّ اسمك ورد في بدايات هذا البوست، وبالتحديد في هذه المداخلة Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد ولنقرأ معًا السياق الذي جاء فيه ذكر اسمك:
Quote: على أنَّ الجذور الأولى لفكرة هذا البوست تعود إلى بوست قديم يعود تاريخه إلى عام 2010 بعنوان (دعوة لتكوين حزب شيوعي جديد في السودان) وجذور ثانوية أخرى كانت في بوست (سؤال لقيقراوي والمفسرين الجدد) الذي تناول حديثًا عابرًا بيني وبين الأخ بدر الدين أحمد موسى عن المادية والمثالية والذي أراهُ أُس المُشكلة المُراد تناولها بالنقاش في هذا البوست: "كيف يُمكن أن يكون هنالك شيوعي مُتدين؟"
إذن السياق العام لهذه الجُملة هي تبيان الأسباب التي أدت إلى فتح هذا الموضوع، فكان السبب الرئيسي بوست كنتُ قد فتحتُه من قبل بعنوان (دعوة لتكوين حزب شيوعي جديد في السودان) وسبب "ثانوي" وهو الحديث "العابر" الذي كان بيننا في بوست (سؤال لقيقراوي والمفسرين الجدد) لأنَّه في ذلك البوست تطرقتُ معك إلى مسألة علاقتك كشيوعي ببعض الظواهر الميتافيزيقية. فهذا البوست تم فتحه لهذين السببين وكان (خديثي معك عن المادية والمثالية) أحد هذه الأسباب، أنا هنا أتكلم عن حديثنا، ولا أتكلم عنك شخصيًا؛ فأين هي الشخصنة في هذا الأمر؟ هل مُجرَّد الإشارة إلى حديثنا ذلك يُعتبر شخصنة؟ أمَّا إن أردتَ رأيي الآن، فإنَّك (ضمن قائمة الشيوعيين المُتدينين) شخص غير مُتسق كما أرى، ولكنني لم أنطلق في هذا البوست من أخذكَ أنت كنموذج أو مثال. وكان بإمكاني إدارة هذا البوست حتى دون توقع مُشاركتك حتى.

- من ناحية أخرى اتهمتني بقلة الأدب
Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: بعدين امسك عليك ادبك اوعك تاني تقول لي "فوضوية" و قلة ادب, لاني بقلب نهارك ليل. عايز تهرب من النقاش معاي زي ما عملت اكثر من مرة قبل كدة مافي مشكلة, لكن تقل ادبك ما مسموح

لا أريد أن أتعامل معك بالمثل فأقول لك إنَّك آخر من يتكلم عن الأدب كما قلتَ لي بأنني آخر من يتكلم عن الاتساق، فهذا الفعل الطفولي لا يشبهنا كأشخاص بالغين ومُتعلمين وأعتقد أنَّ كلينا يتمتع بإمكانية استحضار أسلوب أرقى من ذلك، ولكن هل أنا وصفتَك فعلًا بأنَّك فوضوي؟ وأين ورد ذلك؟ سنجد هذه الإشارة هنا بالتحديد: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Quote: أنا لا أُحب الفوضوية في النقاش.
فكيف فهمتَ هذه الجملة أنَّها اتهام لكَ أنت بالفوضوية، وليس وصفًا لطريقتك في النقاش (كما هو واضحٌ جدًا من الجُملة)؟ ولكن لماذا قلتُ لك هذا الكلام أصلًا؟ كان لي تعقيبٌ على إحدى مُداخلاتك Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد ومُداخلة أخرى للتعقيب على مُداخلة الأخ كمال عباس Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد فعوضًا عن الرد على ما يخصَّك، رأيتُك تركت مُداخلتي المُوجهة إليك، وذهبتَ للرد على فقرة جاءت في مُداخلتي المُوجهة للأخ كمال عباس Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد وفوق ذلك فقد قولتني شيئًا لم أقله:
Quote: اذا كنت لا تستطيع انت ان تثبت ان ماركس حارب الاديان و اقررت بذلك
ولذا طالبتك (بعد الإشارة إلى تلك الفوضوية التي تتعامل بها في هذا البوست) بأن توضح لي أين ذكرتُ أنا أنَّ ماركس حارب الأديان حتى تصل إلى نتيجة أنني لم أستطع أن أثبت أن ماركس حارب الأديان.

فيا أخي بدر الدين ... للمرَّة الأخيرة أقولها لك. هذا البوست، هو في المقام الأول، بوست حواري، وطريقتك في الحوار ليست طريقة مُفيدة في هذا الحوار، وهي لن تُفضي بنا إلى شيء إلَّا اللجوء إلى الطرق الصبيانية (كما هو الحال في هذه المُداخلة: أنا قلتُ وأنت قلت، أنا فعلت وأنت فعلت) والتي لم ألجأ إليها إلَّا لوضع حد لما يصدر منك هنا. إذا كنتَ ترى أنَّ فهمي للمادية والمثالية خاطئ، فببساطة، وبكل أدب واحترام، يُمكنك ألا توافقني على فهمي هذا، وتأتي لتوضح لي فهمك أنتَ للمادية والمثالية، ولنترك "الأفكار" هي التي تتصارع مع بعضها البعض. أعتقد أنَّ هذا أفضل من أسلوب الاستجوابات والتهديد، وعلى ذكر التهديد، فأنا لستُ رجلًا بلا أخطاء، وأمتلك شجاعةً كافية للاعتراف بأخطائي، ولا أعتقد أبدًا أنَّ "بيتي" من زجاج، وإن كان كذلك، فإنَّ زجاج بيتي إن تهشم، فسوف يتهشم فوق رأس من يرميه بطوب. أنا لستُ هنا لتصفية حسابات شخصية معك أو مع أي شخص آخر. هذا البوست يتناول قضية مُحددة جدًا، فإن أردتَ أن تتحاور فأنت، بكل تأكيد، مُرحب بك، في إطار الاحترام الذي أعدك بأنَّك ستجد ما يقابله من احترام من طرفي، وإن لم تشأ الحوار، فهذا حقك، ولا أجبرك على شيء. ليس هنالك شيء في هذا العالم مُقدس أو فوق النقد، وأرجو ألا يُغضبك انتقاد الحزب أو عضويته، فما الحزب إلَّا نتاج بشري، وما أنتم إلا بشر مثلنا؛ أليس كذلك؟

مودتي

-----------------
ملاحظة أخيرة: سوف أتجاهل مُداخلاتك إن لم تلتزم بقواعد الحوار والمُناقشة الموضوعية، فأرجو ألا تضطرني إلى مثل ذلك. أرجوك

Post: #81
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-05-2013, 01:27 AM
Parent: #72

كتب الأخ وليد زمبركس
Quote: أو إعطاء ملامح واضحة تعكس رؤية الحزب عن الماركسية و مثله مثل الكثير من الأحزاب الماركسية فى الدول المسلمة يسعى للقفز فوق جدار الفلسفة المادية و يركّز على الجانب المتعلّق بالماديّة التاريخية دون الرجوع لأساسها الفلسفى و إنّما قبول نتيجتها بالضبط كما تتعامل الجامعات و المدارس الاسلامية مع قانون بقاء الطاقة آخذة بنتيجته دون الوقوف عند فكرة أنّ الطاقة لا تفنى و لا تستحدث من عدم و التى تتضارب مع أساس الدين و هو أنّ المادّة غير مخلوقة . كذلك الحزب الشيوعى السودانى يتعامل مع المادية التاريخية فى حدود أنّها قراءة إقتصادية للتاريخ دون الرجوع لأصل العلاقة بين هذه القراءة و الفلسفة المادية و حتى قوانين الديالكتيك الأساسية ( وحدة و صراع الأضداد ، نفى النفى و تحوّل التغيّرات الكميّة إلى كيفيّة ) يتعامل معها من منطلق هذا المنظور الذى يفرغها من إطارها المادى الذى نشأت فيه

لا أدري إن كنت قد إطلعت علي مقولة ماركس التالية بأن مهمة الفلاسفة كانت تفسير العالم، بينما المطلوب هو تغييره" أوبعبارة أخري:"لم يفعل الفلاسفة سوى تفسير العالم بطرق مختلفة ، لكن المهم الآن هو تغييره".
وإن كنت قد إطلعت عليها مسبقا - هل فهمت مغزي هذه المقولة ومراميها? هل رسالة الماركسية هي إجتثاث الأديان ومحاربة السماء? هل إنحصر دور ماركس في التجريد الفلسفي والبحث عن أصل الكون وتفسير نشأته أم العمل علي تغيير العالم- إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا وثقافيا? * إذا كانت الماركسية تدعو أوتهتم بالالحاد ومحاربة الاديان وإقتلاعها فلماذا أختلف الماركسيون مع فورباخ والعدميين والفوضويين? ** للأسف بعض مثقفي العالم الثالث لا زالوا يقبعون في محطة- وعقلية الإسلام هو الحل والاسلام صالح لكل زمان ومكان -والقران حوي كل شئ ويعاملون الفكر الإنساني وفق هذه العقلية- هذه هي الماركسية- خذها كلها أو دعها كلها - هياإنقلها بضبانتها !1 ** الحزب الشيوعي- لم يتعامل مع الماركسية كإيدلوجيا صماء أو عقيدة صماء وإنما أكتفي بالتعاطي معها كمنهج ومرشد لتحليل الواقع وكإداة لتغييره- لم يقوم الحزب بالنقل الحرفي والتقليد ال ب ليد للنصوص وإنما تعامل معها بإبداع وإبتكار وبعقلية جدلية خلاقة- تختزل وتثبت وتضيف وتطور- راجع الماركسية وقضايا الثورة السودانية - وبرنامج مرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية- ورفض إشكالية الحزب الواحد والتأمين علي الديموقراطية والتعددية- الحزب الشيوعي - لم يكتفي بالتلقي والإستهلاك وإنما أضاف وطور- راجع كتب قادته وأسهاماته- الفكرية والثقافية والادبية والفنية ** من المؤسف أن يتعامل بعضنا مع منجزات الإنسانية- في مضمار الفلسفة والفكر والعلوم الطبيعية- بذهنيةشيفونية وعقلية مغلقة تصادر حق الناس في الإنفتاح علي الفكر الإنساني وتوطينه بشكل مبدع يراعي الواقع ولايقفز عليه - من حق أي حزب أن يتعاطي مع منجزات الإنسانية- بإيجابية- يتلقي ويهضم ويضيف ويطرح مالايناسبه - فقوانين الديالكتيك منجز إنساني وعلمي - لايمكن الإستغناء عنها عند قراءة وتحليل الظواهر الاجتماعية - فلا أفهم كيف يتم إستيعاب- الثورة أي ثورة بعيدا عن قوانين الجدل- من تراكمات
وتغيرات كمية تؤدي لتحولات نوعية ووحدة وصراع الاضداد ونفي النفي! من يستخدم هذه القوانين العلمية ليس مطالبا بأن يربطها مكانيكيا بالجزم بالاصل المادي للعالم أو ربطها بالالحاد لأن المطلوب هو تغيير الواقع لا تفسير نشاة الكون !
قوانين الجدل المادي ونظرية فائض القيمة منجز إنساني مفتوح للتوظيف البشري ولايجب أن يربط بصخرة الالحاد -بحيث يقف وصي إيدلوجي شاهرا سلاحه- خذه كله أو أتركه كله! لا فقد مضي عهد الإنغلاق والتعامل بالعقليات
الشمولية وأصبحنا نتفاعل في عهود الإنفتاح الفكري والتلاقح - بل والإنتقاء الايجابي - ومراعاة خصوصية الواقع المحلي ودرجة تطور الشعوب ! *ما يرفضه الماركسيون في المسألة الدينية هو إستخدام الدين كأداة سالبة في الصراع الطبقي - وكوسيلة لتدجين الناس وتكريس واقع الفقر والتخلف ولكنهم ليس ضد دور الدين في حياة الفرد, فالتغيير الجذري للظواهر الاجتماعية يتم عبر تغيير البنية التحتية للمجتمع- الأساسي المادي- لا بإلآكتفاء بهز تجليات البنية الفوقية من- ثقافة ودين وعادات وتقاليد الخ
** وختاما يجب أن ننفتح علي الفكري الإنساني - كالديموقراطية - ونتعاطي معها كمنجز كوني ولا نقول ;- يجب الا ننزع الديموقراطية من تربتها الغربية أو الوسط الإجتماعي والمادي التي نشأت وأزدهرت فيه - ونزعم أن محاولة توطينها في بلادنا إستلاب وتغريب ! لا -يجب أن ننفتح علي قيم الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الانسان وقوانين الجدل والعلوم الطبيعية ولانفترض عدم ملاءمتها لواقعنا أو نشترط نقل العلوم الإجتماعية حرفيا - ونسخها بالكربون في بلادنا -* مايهمنا في قضية الدين بالسودان هو حياد الدولة تجاه الاديان وتطبيق دستور وقوانين وضعية والرهان علي الديموقراطية والعدالة الإجتماعية - وفي هذا الإطار نرحب بكل من يلتزم ويروج لهذه القيم من شيوعيين ويساريين والوسط المعتدل و المدارس الإسلامية المستنيرة التي تنأي بالدين عن التسيس وتتبني مفهوم دولة المواطنة والحريات
العامة...
..........

Post: #82
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-05-2013, 01:30 AM
Parent: #81

الأخ: وليد زمبركس
تحيِّاتي لك

أولًا أعتذر لكَ عن تأخري في الرد عليك، واسمح لي أن أكرر لك شكري على مُداخلتك وإضافتك في هذا البوست. الحقيقة أنَّني أتفق معكَ في الجانب النظري من كلامك، فمُجتمعاتنا، بالفعل، هي مُجتمعات استهلاكية، وغالبًا ما يتم استيراد المفاهيم من الخارج، ومحاولة إعادة تفصيلها على مقاسنا. مُتناسين إنَّ ما نستهلكه من الآخرين، لم ينشأ عندهم إلَّا لأسباب تخصهم، ولحل قضايا تخصهم، وهذه الأسباب وتلك القضايا مُتعلقة ومُرتبطة، بالضرورة، بنمط حياتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية وحتى الدينية أيضًا، ومن السذاجة أن نستعير تلك المفاهيم ونحاول تطبيقها بصورة اعتباطية. أنا أتفق معك تمامًا حول هذه النقطة، ولكنني من جانب آخر، أرى أنَّ بعض العلوم، كالمادية الجدلية والمادية التاريخية يُمكن تطبيقها (كما هي) في أي مجتمع إنساني، بصرف النظر عن اختلاف أنماط الحياة، فهي علوم تتعامل مع الإنسان من واقع كونه إنسانًا كونيًا، وليس من واقع كونه إنسانًا قوميًا. صحيح أنَّ النماذج التطبيقية هي نماذج أوروبية ؛ ولكن ما ذلك إلَّا ضرورة حتمية لمصدرية نشوء تلك المفاهيم والعلوم الاجتماعية. أنا شخصيًا أتفق مع المادية الجدلية والتاريخية في كثير من جوانبها، وأختلف معهما في جوانب أخرى، ولكن في هذه الحالة، يجب أن نمتلك الجراءة الكافية للتصريح بذلك. النظرية الماركسية ليست قاعدة مُغلقة لا يُمكن التنظير حولها، ومن الخطأ رؤية الأمر على هذا النحو، ولكن من البديهي أن يكون التغيير من واقع النظرية نفسها وليس بالقطيعة معها، لأنَّه في هذه الحالة سوف نكون قد أنتجنا نظرية أخرى، هي في الحقيقة، تشويه" للنظرية الأم.

مُشكلتنا، يا عزيزي، كما أرى أنَّنا مُجتمعات لم نمر، بعد، بفترة المخاض الحقيقية التي مرَّت بها أوروبا، وبعض الدول الأخرى والتي أفرزت بعض الظواهر الاجتماعية والسياسية التي لا يُمكن تبنيها قبل المرور بنفس التجارب. وربما ليس من الواجب علينا أن نتوقع المرور بالتجربة ذاتها، لأنَّ لكل مجتمع خصوصيته التي تجعله متفردًا في تجاربه. إذا كانت قضية العمَّال والطبقات المسحوقة شأنًا قد يشغل بال جماعة من المثقفين "المُتدينين" فلا أعتقد أنَّ تلبس الشيوعية قد يكون الحل الأمثل لمُناصرة هذه الطبقات. بالإمكان مُناصرتهم تحت أي مسمىً آخر. هذا إن كانت قضايا العمال وهمومها مازالت تأخذ نفس حدتها التاريخية السابقة أصلًا. هل نريد لمجتمعاتنا أن تنعم بالعدالة الاجتماعية والمساواة؟ هل نريد لها أن تنعم بديمقراطية مُستدامة تحترم التعددية الدينية والإثنية؟ هل نريد أن نتقدم في المجالات العلمية والصناعية والتنموية؟ كل الأحزاب السياسية السودانية تستطيع فعل ذلك فقط عندما تضع الهم الوطني نصب عينيها، وهنا يُصبح الإطار الفلسفي لا يُعوَّل عليه كثيرًا بقدر ما يُعوَّل على البرنامج السياسي.

كثير من الأخوة الشيوعيين، مُقتنعون فعلًا بأنَّ الشيوعية لا تُعنى كثيرًا بمسألة التدين، ويرون أنَّ هذه المسألة شخصية ولا تتعارض مع مبادئ وأهداف الحزب. وهم في ذلك يخلطون بين الأهداف والمبادئ؛ وإذا حاولنا تصوير هذا الأمر، فربما كان كمثالٍ قريبٍ من صورة شجرة، تمتد جذورها "المبادئ" في الأعماق "إلى الداخل" وتكون لها وظيفتها هناك، بينما تمتد فروعها "الأهداف" عاليًا "إلى الخارج" وتكون لها ثمارها هناك. أعني بذلك أنَّ الأعضاء "داخل" الحزب هم المعنيون أولًا وأخيرًا بمبادئ الحزب المبنية في حقيقتها على أساس فلسفي عام، والمجتمع "خارج" الحزب هم المُستهدفون بتحقيق تلك الأهداف، وثمة تفاعل بيني داخل هذه المنظومة وتناسق وتناغم بين الأهداف والمبادئ دون أن يُمكننا تصور حلول أحدهما مكان الآخر.

رأيي "أنا كفرد مُستقل" في الدين، هذا أمر يخصني لأنَّني شخص أمتلك مبادئ قائمة على أساس فلسفي مادي يُضطرني إلى رفض كل ما هو مُقدس وكل ما هو ميتافيزيقي، ولكن علاقتي "أنا كفرد اجتماعي" داخل مجتمعي في تدين الآخرين فهذا يرتبط بأهدافي العامة التي ارتسمتها لنفسي، وهي قد تكون: (الإيمان بمُجتمع ديمقراطي تعددي) وعلى هذا فإنَّني أحترم تدين الآخرين أو حتى عدم تدينهم. ولا يُمكنني أن أخدع نفسي ومبادئي برسم صورة ليست لي من أجل إرضاء المُجتمع أو لكسب محبته أو دفع عداوته، هذا هو عدم الاتساق بعينه، إن لم يكن من الممكن وصفه بأنَّه نفاق اجتماعي أو سياسي كما في حالة الحزب الشيوعي السوداني.

لك مني كل التقدير

Post: #83
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-05-2013, 01:43 AM
Parent: #81

عزيزي كمال عباس
تحيِّاتي

تعلم، كما أعلم، أنَّ ماركس لم يكن مُقتنعًا بوجود شيء (إله) في السماء حتى يدخل معه في صراع. ماركس كان يرى الأديان صناعة بشرية، وأنَّها نتاج بشري بحت، وأنَّ هذا النتاج له مُسبباته وآثاره، ولهذا فإنَّ صراع ماركس لم يكن موجهًا للسماء (حيث لا شيء ولا أحد) ولكن في الأرض، حيث منبع الوهم نفسه، فهذا الوهم قابع، بخفاء، في عقولنا التي تتأثر بصورة مباشرة بواقعنا المادي من حولنا. وكما قام ماركس باستعدال هرم هيغل، فقد حاول استعدال مسار هذا الصراع كذلك. لأنَّه إذا استطعنا أن "نغيِّر" العالم أو الواقع من حولنا عبر الفلسفة المادية، فإنَّ هذا بإمكانه أن يقودنا بسلاسة إلى الانسلاخ من هذا الوهم الميتافيزيقي تدريجيًا. هكذا أفهم رسالة ماركس على الأقل. ولهذا قلتُ إنَّه لا "يحارب" الدين، ولكنه في صراع معه. ما فعله ماركس، بذكاء، أنَّه اختصر على نفسه عناء الخوض في معركة من مُعترك وغيَّر مسار الصراع بدل أن كان من السماء إلى الأرض، فجعله من الأرض إلى السماء، ولهذا نقرأ له: "إن مهمة التاريخ، إذن، بعد زوال عالم ما وراء الحقيقة هي أن يقيم حقيقة هذا العالم. تلك هي، بالدرجة الأولى، مهمة الفلسفة، التي تخدم التاريخ وذلك بعد أن يجري فضح الشكل المقدس للاستلاب الذاتي للإنسان، وينزع القناع عن الاستلاب الذاتي في أشكاله غير المقدسة. وبذلك يتحول نقد السماء إلى نقد الأرض، نقد الدين إلى نقد الحقوق، ونقد اللاهوت إلى نقد السياسة"مقطع من مقدمة "نقد فلسفة الحقوق عند هيغل" (ترجمة مجلة "النقطة"، باريس 1983)*

مشكلتنا نحن، فعلًا، هي هنا، على الأرض، ومن العبث أن نبذل طاقتنا كلها في البحث عن "وهم" في السماء. نريد أن نأكل، وأن نشرب، وأن نتعلَّم، وأن ننعم بالديمقراطية، وبالعدالة الاجتماعية، وبأنظمة حكم عادلة، وبحياة رغيدة هذه هي مشاكلنا الحقيقية. ولكن طالما أنَّ هنالك من يُؤمنون بوجود كائن يقبع في السماء ويتحكم في هذا العالم عبر قوانين وتشريعات لها ظلالها القاتم على الأرض، فلا يُمكنك أن تتصوَّر أن ماركس لا يُريد أن يجتث الأديان من عقول البشر، ولكن السؤال هو: كيف؟ هل بأن يبذل طاقته في محاولات "إثبات عدم وجود إله" كما أفعل أنا أحيانًا؟ أم عبر تنوير الناس بضرورة قراءة الواقع ماديًا، وبالتالي أخذهم بسلاسة إلى النقطة التي يتمكنون فيها من اكتشاف الحقيقة بأنفسهم: أن لا وجود لشيء في السماء وأنَّهم كانوا مُستغلين (بفتح العين) من قبل طبقة من رجال الدين الذين يدعون صلتهم بهذا الإله؟ هذه الطبقة التي قد تكون لها ضراوتها عندما تتزاوج مع السلطة.

محبتي


-----------------
* مصدر النقل: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=220739



.

Post: #84
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: وليد زمبركس
Date: 06-05-2013, 02:09 AM
Parent: #83

الأخ هشام أشكرك على الرّد على مداخلتى السابقة
لى سؤال منذ فترة أود أن أطرحه عليك و لك أن تجيب عليه إن رأيت أو تعتذر عنه ، كما أعتذر لك مقدّمًا إن كنت ترى أنّه ليس من حق أحد أن يسألك له. وما دفعنى لسؤالك سببين أوّلهما حوار كان قد تمّ بيني و بين شخص عزيز حول علاقة الإلحاد ببعض الماركسيين السابقين و الثانى هو إعلانك الصريح لموقفك من الدّين . قد كنت أقف حينها موقف المدافع عن الحزب الشيوعى السودانى فى ذلك الحوار و قد استشهدت ببعض البوستات لك و خرجت بنتيجة فحواها أنّك لم تكن ملحدًا عندما كنت عضو بالحزب الشيوعى السودانى بل أنّك كنت تدعو لتجاوز النظرية الماركسية . و سؤالى لك هو هل جاء موقفك من الدين بعد أن تركت الحزب الشيوعى السودانى أم أنّك كنت تقف هذا الموقف نفسه و أنت عضو بالحزب الشيوعى السودانى قبل تركك له رغم قصر الفترة التى انتميت فيها للحزب و رغم صغر سنّك حينها ؟، و إذا جاء موقفك من الدين بعد أن تركت الحزب فهل كان لوجودك فى الحزب جذور لذلك الموقف ؟.

أرجو أن لا تأخذ أسئئلتى مأخذ خاطئ فأنا فقط أريد تقييم موقف سابق لى كنت أدير فيه حوار طرحه شخص عزيز تناول فيه أنّ كل السودانيين الذين أعلنوا مواقفهم من الدين كانوا شيوعيين سابقين و قد كنت أنت أحد النّماذج التى قدّمها لاثبات صحّة وجهة نظره .

لك جزيل الشكر و أعتذر لقرّاء البوست إن كنت قد خرجت عن الموضوع المطروح للنقاش.

Post: #85
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-05-2013, 02:45 AM
Parent: #84

تحياتي ياهشام تقول
Quote: ولكن طالما أنَّ هنالك من يُؤمنون بوجود كائن يقبع في السماء ويتحكم في هذا العالم عبر قوانين وتشريعات لها ظلالها القاتم على الأرض، فلا يُمكنك أن تتصوَّر أن ماركس لا يُريد أن يجتث الأديان من عقول البشر،
أي قوانين وأي تشريعات تعني?
* لا أظنك تعني بذلك التشريعات الخاصة بالعبادات - والتدين الشخصي !
إن كنت تقصد كما فهمت - القوانين والتشريعات - التي يحاول البعض ربطها بآلية الدولة والقانون- الحدود مثلا أو تلك التي يلوح بها البعض لسلب حقوق الإنسان والمواطنة فهذه يتم رفضها من داخل حقل الدين نفسه فمعظم - دعاة العلمانية والصيغ الوضعية- متمسكون بتدينهم الشخصي ولكنهم ينادون بالعلمانية- وقد فصلت أوربا ومنذ عصر النهضة والإصلاح في هذه القضية وإنحصر الدين في دائرة الفرد والمجتمع ولم يتغول علي أجهزة الدولة وقوانينها -! حسم إشكالية الدين والدولة( لاتستدعي شطب الدين أو الدعوة لإجتثاثه ) - ولاينبغي أن تحصر في تيار بسيط - إعني الملاحدة- وأنما الأجدي أن تتبناها جبهة عريضة من قوي الاستنارة والعقلانيين والعلمانين- في مواجهة جماعة الهوس ودعاةالدولة الدينية
** لاأحد يستطيع الوقوف في وجه مجري التاريخ الهادر ويعطل عجلة الحياة والتقدم- الحياة ماضية ودوائر العلم تتسع شئيا فشئيا وقيم حقوق الانسان والحريات العامة والحداثة تتمدد -أنظر كيف أضطرت التيارات الإسلامية -في تركيا ومصر وتونس أن تتعائش مع الصيغ الوضعية والقوانين العلمانية وتضع مشاريعها الدينية علي الارفف, أقول هذا وأعي جيدا أن طريق التنوير لازال طويلا وأن هناك بؤر ودهاليز ظلامية وعقبات تعترض المسار الإنساني . إذا فيبقي الدين في حياة الافراد والمجتمع في إطار - نظام ديموقراطي يرتقي بإنسانية البشر ويعلي من قيم دولة المواطنة وحقوق الانسان ويطبق
صيغ وضعية ...

Post: #86
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-05-2013, 03:03 AM
Parent: #85

الت ا ف ه حرامي النت هشام ادم
انا اخر من يتكلم عن الادب يا تلب (بضم التاء و اللام)?
اما انك واحد منحط و سافل و عينك قوية كمان!
اخجل على نفسك.



--

Post: #88
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-05-2013, 04:16 AM
Parent: #86

كتب هشام ادم
Quote: اسمح لي أن أختلف معكَ كُليًا حول هذه الجزئية. المادية الجدلية هي النظرة العلمية لتفسير الكون والطبيعة والظواهر الطبيعية، وتطبيق قوانين المادية الجدلية على الواقع هو ما يُسمى بالمادية التاريخية، ويبدو أنَّك تخلط بينهما. وحتى لا يكون الكلام مسترسلًا على عواهنه، دعنا نعتمد على كلام مُنظري الماركسية أنفسهم.

وانا اقولها لك بمل الفم المادية الجدلية لا تفسر الكون لانها لاتبحث عن حقيقته
وهذا كلام قاله ماركس
انها تبحث فى تفسير الواقع وظواهره الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية
ولذلك كان راس المال هو الاساس
لماذا نفسره
لنغيره
ثم كتبت
Quote: وتطبيق قوانين المادية الجدلية على الواقع هو ما يُسمى بالمادية التاريخية، ويبدو أنَّك تخلط بينهما. وحتى لا يكون الكلام مسترسلًا على عواهنه، دعنا نعتمد على كلام مُنظري الماركسية أنفسهم.

اول مرة اعرف اننى عندما افسر الواقع واستحدم الديلكتيك المادى
فاننى افسره تاريخيا فقط اى تفسير احادى الجانب واهمل الجانب الاقتصادى والاجتماعى والثقافى
والتراكمات وتحولها الى اخر تطبيقات قوانين الجدل
ياراجل لب الماركسية وجوهرها فى اى تفسير
هو نظرية فائض القيمة والصراع الطبقى
فارجوك اشرح لى
هل هذا المفهومين يقودان للالحاد وعدم الاتساق
ولذلك استعانت بهذا الكوتيشن لا يفيدك فى شئ
Quote: Quote: المادية الديالكتيكية هي النظرة العالمية للحزب الماركسي اللينيني. وهي تدعى مادية ديالكتيكية لان نهجها للظواهر الطبيعية، اسلوبها في دراسة هذه الظواهر وتفهمها ديالكتيكي بينما تفسيرها للظواهر الطبيعية، فكرتها عن هذه الظواهر، نظريتها مادية. المادية التاريخية هي امتداد مبادئ المادية الديالكتيكية على دراسة الحياة الاجتماعية، تطبيق مبادئ المادية الديالكتيكية على ظواهر الحياة الاجتماعية وعلى دراسة المجتمع وتاريخه.

Quote: : ان اسلوبي الديالكتيكي لا يختلف عن الديالكتيك الهيغلي وحسب، بل هو نقيضه المباشر. فهيغل يحول عملية التفكير، التي يطلق عليها اسم الفكرة حتى إلى ذات مستقلة، انها خالق العالم الحقيقي، ويجعل العالم الحقيقي مجرد شكل خارجي ظواهري ُللفكرةُ. اما بالنسبة لي، فعلى العكس من ذلك، ليس المثال سوى العالم المادي الذي يعكسه الدماغ الانساني ويترجمه إلى اشكال من الفكر." (كارل ماركس، الراسمال، الجزء الاول، ص 30 الطبعة الانجليزية)


ويهمنى هنا فقط هذا الاقتباس الذى كتبه ماركس
Quote: اما بالنسبة لي، فعلى العكس من ذلك، ليس المثال سوى العالم المادي الذي يعكسه الدماغ الانساني ويترجمه إلى اشكال من الفكر

العالم المادى واقع يعيشه الانسان
يخزنه فى دماغه ثم يعبر عنه يالافكار
يعنى افكاره من هذا الواقع
والعلاقة جدلية
يتأثر دماغ الانسان بواقعه المادى الذى يعيشه ثم يؤثر على هذا الواقع يافكاره
هنا الكون وتفسبره خارج اهتمامنا ومدخلنا له علوم الطبيعة الاخرى
ومن ثم من شاء فليؤمن ومن شاء فبليكفر ومن شاء فليلجد

Post: #87
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: وليد زمبركس
Date: 06-05-2013, 03:37 AM
Parent: #81

Quote: لا أدري إن كنت قد إطلعت علي مقولة ماركس التالية بأن مهمة الفلاسفة كانت تفسير العالم، بينما المطلوب هو تغييره" أوبعبارة أخري:"لم يفعل الفلاسفة سوى تفسير العالم بطرق مختلفة ، لكن المهم الآن هو تغييره".
وإن كنت قد إطلعت عليها مسبقا - هل فهمت مغزي هذه المقولة ومراميها? هل رسالة الماركسية هي إجتثاث الأديان ومحاربة السماء? هل إنحصر دور ماركس في التجريد الفلسفي والبحث عن أصل الكون وتفسير نشأته أم العمل علي تغيير العالم- إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا وثقافيا? * إذا كانت الماركسية تدعو أوتهتم بالالحاد ومحاربة الاديان وإقتلاعها
فلماذا أختلف الماركسين مع فورباخ والعدميين والفوضويين? ** للأسف بعض مثقفي العالم الثالث لايقبعون في محطة- عقلية الإسلام هو الحل والاسلام صالح لكل زمان ومكان -والقران حوي كل شئ ويعاملون الفكر الإنساني وفق هذه العقلية- هذه هي الماركسية- خذها كلها أو دعها كلها - هياإنقلها بضبانتها !1 ** الحزب الشيوعي- لم يتعامل مع الماركسية كإيدلوجيا صماء أو عقيدة صماء وإنما أكتفي بالتعاطي معها كمنهج ومرشد لتحليل الواقع وكإداة لتغييره- لم يقوم الحزب بالنقل الحرفي والتقليد ############ للنصوص وإنما تعامل معها بإبداع وإبتكار وبعقلية جدلية خلاقة- تختزل وتثبت وتضيف وتطور- راجع الماركسية وقضايا الثورة السودانية - وبرنامج مرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية- ورفض إشكالية الحزب الواحد والتأمين علي الديموقراطية والتعددية- الحزب الشيوعي - لم يكتفي بالتلقي والإستهلاك وإنما أضاف وطور- راجع كتب قادته وأسهاماته- الفكرية والثقافية والادبية والفنية ** من المؤسف أن يتعامل بعضنا مع منجزات الإنسانية- في مضمار الفلسفة والفكر والعلوم الطبيعية- بذهنيةشيفونية وعقلية مغلقة تصادر حق الناس في الإنفتاح علي الفكر الإنساني وتوطينه بشكل مبدع يراعي الواقع ولايقفز عليه - من حق أي حزب أن يتعاطي مع منجزات الإنسانية- بإيجابية- يتلقي ويهضم ويضيف ويطرح مالايناسبه - فقوانين الديالكتيك منجز إنساني وعلمي - لايمكن الإستغناء عنها عند قراءة وتحليل الظواهر الاجتماعية - فلا أفهم كيف يتم إستيعاب- الثورة أي ثورة بعيدا عن قوانين الجدل- من تراكمات
وتغيرات كمية تؤدي لتحولات نوعية ووحدة وصراع الاضداد ونفي النفي! من يستخدم هذه القوانين العلمية ليس مطالبا بأن يربطها مكانيكيا بالجزم بالاصل المادي للعالم أو ربطها بالالحاد لأن المطلوب هو تغيير الواقع لا تفسير نشاة الكون !
قوانين الجدل المادي ونظرية فائض القيمة منجز إنساني مفتوح للتوظيف البشري ولايجب أن يربط بصخرة الالحاد -بحيث يقف وصي إيدلوجي شاهرا سلاحه- خذه كله أو أتركه كله! لا فقد مضي عهد الإنغلاق والتعامل بالعقليات
الشمولية وأصبحنا نتفاعل في عهود الإنفتاح الفكري والتلاقح - بل والإنتقاء الايجابي - ومراعاة خصوصية الواقع المحلي ودرجة تطور الشعوب ! *ما يرفضه الماركسيون في المسألة الدينية هو إستخدام الدين كأداة سالبة في الصراع الطبقي - وكوسيلة لتدجين الناس وتكريس واقع الفقر والتخلف ولكنهم ليس ضد دور الدين في حياة الفرد, فالتغيير الجذري للظواهر
الاجتماعية يتم عبر تغيير البنية التحتية للمجتمع- الأساسي المادي- لا بإلآكتفاء بهز تجليات البنية الفوقية من- ثقافة ودين وعادات وتقاليد الخ
** وختاما يجب أن ننفتح علي الفكري الإنساني - كالديموقراطية - ونتعاطي معها كمنجز كوني ولا نقول ;- يجب الا ننزع الديموقراطية من تربتها الغربية أو الوسط الإجتماعي والمادي التي نشأت وأزدهرت فيه - ونزعم أن محاولة توطينها في بلادنا إستلاب وتغريب ! لا -يجب أن ننفتح علي قيم الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الانسان وقوانين الجدل والعلوم الطبيعية ولانفترض عدم ملاءمتها لواقعنا أو نشترط نقل العلوم الإجتماعية حرفيا - ونسخها بالكربون في بلادنا -* مايهمنا في قضية الدين بالسودان هو حياد الدولة تجاه الاديان وتطبيق دستور وقوانين وضعية والرهان علي الديموقراطية والعدالة الإجتماعية - وفي هذا الإطار نرحب بكل من يلتزم ويروج لهذه القيم من شيوعيين ويساريين والوسط المعتدل و المدارس الإسلامية المستنيرة التي تنأي بالدين عن التسيس وتتبني مفهوم دولة المواطنة والحريات
العامة...
..........


أستاذ كمال عباس تحياتي ، كما أعتذر لك لعدم قراءتى مداخلتك أعلاه
بعيدًا عن الوقوف عند اللغة التى استخدمتها فى الجزئية التى تحدّثت فيها عن عقلية الإسلام هو الحل و الإسلام صالح لكل زمان و مكان ، الموضوع فقط حوار و ليس إطلاق أوصاف أو صفات فرجاءً إخرجنى من هذا النّفَق فأنا أحد الذين يرفضون بل و يكرهون الدّخول فيه .
الكثير من النقاط التى تطرّقت لها أنت ، أنا لم أثيرها لا فى الجزئية التى اقتبستها أنت من مداخلتى أعلاه و لا فى المداخلة بمجملها .
أنا فقط حاولت ايضاح فهمى للقضية موضوع البوست و الذى أختصره الآن فى أنّ الحزب الشيوعى السودانى لا يطرح الأسئلة الفلسفية التى تنطلق منها النظرية الماركسية و التى تجيب عنها المادية التاريخية و المادية الديالكتيكية و تجاوزه لمحطّة طرح هذه الأسئلة الفلسفية هو أشبه بتعامل المدارس و الجامعات فى الدول الإسلامية مع قانون بقاء الطاقة و أخذها بنتائجه دون الوقوف عند الأساسيات التى انطلق منها هذا القانون أو حقيقة أنّ الطاقة لا تفنى و لا تستحدث من عدم تلك الحقيقة التى تنسف فكرة وجود إله قد خلق الطاقة و كذلك الحال بالنسبة للحزب الشيوعى السودانى فهو لا يعنى بالجدل الفلسفى الذى قاد لقوانين الديالكتيك أو للمادية التاريخية و علاقتهما بالمادية الفلسفية و إنّما يقفز لمرحلة الأخذ بنتائج تلك القوانين و يقرأ بها الواقع كما تفعل جميع الأحزاب الماركسية الاخرى سواء أكانت قد استصحبت معها الجانب الفلسفى المؤدّى لتلك القوانين أم لا .
هذا ببساطة ما قصدته و لم أتطرّق لرؤوية ماركس أو قراءته للواقع و حتى مقولة ماركس التى استشهدت بها( مهمة الفلاسفة كانت تفسير العالم، بينما المطلوب هو تغييره ) لا تتضارب مع ما أشرت إليه أنا لأنّ ماركس نفسه عندما يفسّر العالم أو يدعو لتغييره كان ينطلق من مفهوم مادى و يستند على هذا المفهوم لتحليل المجتمع بعكس الحزب الشيوعى السودانى الذى يحاول التبرّؤ من الماديّة ( بمفهومها الفلسفى ) مع الإحتفاظ بنتائجها ليطبّقها لقراءة الواقع و تحليله و هذا ما دفعنى للمقارنة بينه و بين مواقف الجامعات فى الدول الإسلامية و التى تقبل قانون بقاء الطاقة و ترفض قبول شروحات ذلك القانون و يأتى قبولها لأنّ القانون أثبتت صحته التجارب أمّا شروحات القانون فغير مقبولة بالنسبة لها لأنّها تتضارب و فكرة وجود رب خالق للطاقة و بالتالى فهى ليست أزلية .
المطلوب من الحزب الشيوعى السودانى هو تحديد مواقفه من ذلك الجدل إذ لا يمكن أن ينادى الحزب بتطبيق قوانين الديالكتيك فى المجتمع و يسمّى نفسه بأسماء الأحزاب الماركسية و مع ذلك يعلن أنّه لا يلتزم بالنظرية الماركسية و إنّما يغتدى بمنهجها فى قراءة الواقع . فما هو إذن منهج النظرية الذى يغتدى به الحزب ؟ و هل هو جزء من النظرية أم أنّه أمر آخر لا علاقة له بها ؟

الأخ كمال عباس أنا حتى نهايات العام الماضي كنت عضو بالحزب الشيوعى السودانى و خلال فترة عضويتى درست كل الكورسات المقررة للمرشحين بما فيها كورس المادية التاريخية و المادية الجدلية و هما جزء أصيل من النظرية الماركسية فهل الحزب الشيوعى يقرر تلك الكورسات لمرشحيه و فى نفس الوقت يقف على بعد مسافة من النظرية الماركسية ؟ أم أنّ فكرة الإغتداء بالمنهج الماركسي لا تعدو كونها لغة خطاب سياسي لإدارة الصراع داخل المجتمع دون إثارة القضايا الفلسفية و التى قد لا تجد القبول ؟ .

أنا كنت من المدافعيين عن الحزب الشيوعى السودانى فى كل الحوارات التى تحاول ربطه بالإلحاد و حتى هذه اللحظة أوقن بانّ الحزب الشيوعى السودانى لا علاقة له بالإلحاد لأنّ الإلحاد موقف فلسفى لا يقع ضمن القضايا المطروحة للنقاش بين أعضاء الحزب و قياداته و موقف الحزب من الدين واضح و معلن فى أدبياته و أنا لست بصدد المزايدة عليه و لكن عندما يكون الحديث عن النظرية الماركسية و علاقتها بالإلحاد فالموقف يختلف لأنّ الحزب الشيوعى السودانى لا يلتزم حرفيًا بالنظرية الماركسية بل و يعلو مواقفه الماركسية بعض الغموض و تحتاج لمزيد من الشرح و الإيضاح مثل أىّ ماركسية تلك التى ينادى بها و أىّ المراجِع الماركسية يعتمِدها و أيّها يرفضها و حتى النظرية نفسها ما الذى يقبله فيها و ما الذى يرفضه و غير ذلك من التفاصيل التى يفرضها الوضوح الفكرى عند طرح البرامج الحزبية و الأفكار .

Post: #89
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-05-2013, 05:11 AM
Parent: #87


تحياتي ياعزيزي وليد زمبركس وعفوا للتعميم في مداخلتي السابقةوالذي حسبت أنه ربما عناك أنت شخصيا
تقول:-
Quote: أنا كنت من المدافعيين عن الحزب الشيوعى السودانى فى كل الحوارات التى تحاول ربطه بالإلحاد و حتى هذه اللحظة أوقن بانّ الحزب الشيوعى السودانى لا علاقة له بالإلحاد لأنّ الإلحاد موقف فلسفى لا يقع ضمن القضايا المطروحة للنقاش بين أعضاء الحزب و قياداته و موقف الحزب من الدين واضح و معلن فى أدبياته و أنا لست بصدد المزايدة عليه و لكن عندما يكون الحديث عن النظرية الماركسية و علاقتها بالإلحاد فالموقف يختلف لأنّ الحزب الشيوعى السودانى لا يلتزم حرفيًا بالنظرية الماركسية بل و يعلو مواقفه الماركسية بعض الغموض و تحتاج لمزيد من الشرح و الإيضاح مثل أىّ ماركسية تلك التى ينادى بها و أىّ المراجِع الماركسية يعتمِدها و أيّها يرفضها و حتى النظرية نفسها ما الذى يقبله فيها و ما الذى يرفضه و غير ذلك من التفاصيل التى يفرضها الوضوح الفكرى عند طرح البرامج الحزبية و الأفكار .
أعتقد أن إعلان التعاطي مع الماركسية كمنهج أو مرشد - لا كعقيدة كلية- جامدة - يوضح الكثير- ,إستخدام المنهج الجدلي وقوانين الديالكتيك في قراءة والواقع وتحليله والعمل علي تغييره لايسستدعي بالضرورة التسليم بعدم وجود ( أو وجوده) خالق أو وعي -كلي مطلق وراء الكون - فقوانين الجدل كقوانين علمية ليست من "إختراع 'كارل ماركس- أو حتي إكتشافه فقد إستخدمها هيغل قبله - وإعملها في ميدان الوعي والفكري -وقام ماركس بإستخدامها ميدان الواقع الاجتماعي والاقتصادي -والسياسي -- أي أن مجال إستخدامها كان - الواقع - قراءة وتحليلا وتغييرا- ولم توظف أصلا لتفسير نشاة الكون وماوراء الطبيعة - - تثبيت الحزب الشيوعي -إستراتيجيا علي التعددية والديموقراطية ورفض
مفهوم الحزب الواحد مطروح من الستينات والسبعينات شأنه شأن كقضية الالحاد والدين وبالتالي لاعلاقة له بالمستجدات التي طرحت في المؤتمر الخامس ! ولم تثار هذه النقطة كمنقصة أو إشكالية فكرية طيلة العقود الماضية لسبب بسيط هو أن الحزب يتعامل مع الماركسية كمنهج - لاكعقيدة صماء !
** المؤشرات والحدود العامة - للحزب المعني في تعامله مع الماركسية يجسدها برنامجه ودستوره وأدبياته!
** مايهمني كمواطن سوداني - هو تثبيت الحزب علي قضية الديموقراطية والحريات العامة وحقوق الانسان
- ورفض مشروع الاسلام السياسي وتبني الصيغ الوضعية- دستورا وقانونا
والوقوف في خندق الاستنارة والتقدم
- النضال من أجل السلام العادل والتنمية وقضايا الجماهير الاساسية
- وفي أعتقادي أن التدين والالحاد مسألة شخصية بحتة -وبالتالي أعضاء الحزب الشيوعي غير مطالبين -بالوقوف أمام محكمة تفتيش ضمائير لإعلان الحادهم أو إيمانهم وأن حزبهم ليس مطالبا بإصدار نشرة توضيحية يعلن فيها موقفه من وجود الله- -هذه الملاحظة الاخيرة- عامة وليست وجهة لشخصك-
قلت في هذا
Quote: نعم الحزب الشيوعي ضد إستغلال الدين في السياسةأو كأداة سالبة
ومدجنة أو مكرسة للامر الواقع- ولكنه وبالقطع لايقف ضد العبادات والتدين الشخصي ولم ولن يحاربه ! ولا أتوقع أن يتحول الحزب الشيوعي لكيان طوباواي يرفع شعار - الدين خرافة والدين أس البلاء - إجتثوا الدين من جذوره !!
- لايوجد اله أنكم تعبدون وهما!
_ المادة سابقة للوعي والمثال.إذا الله غيرموجود !
- هيا فلنترك الظلم والفساد والإستبداد والإستغلال والفاشية والموت والدمار في الارض وفي الوطن ولنحشد الجيوش والأقلام لمحاربة الله في عليائه! - توجيه لكوادر الحزب الشيوعي في الأسافير-أتركوا الانقاذ وقضايا وهموم شعبكم وإنغلقوا في صالونات مترفة تناقش وجود الله من عدمه وضرورة
تلحيد المجتمع !**
وأضفت
Quote: الحزب الشيوعي وببساطة - جعل من الأرض ميدان صراعه ! الحزب لايصارع السماء - وإنما يصارع الإستغلال والفقر والمرض ويسعي لتغيير الواقع المعاش لواقع أفضل تسوده العدالة الإجتماعية والحرية والمساواة والعيش الكريم! هذه هي القيم التي يسعي الحزب للتبشير بها- فالحزب ليست مهمته الترويح للالحاد وإجتثاث الاديان ومحاربة المؤمنين ! - ونأتي لإستغلال الناس بإسم الدين وتغبيش الوعي بإسم المعتقدات وتحويل الدين لاداة تكبح ل عجلة التقدم الخ هذه الممارسات يتم تغيرها جذريا عند الشيوعيين بتغيير البنية التحتية- أي الواقع الإجتماعي والإقتصادي- لا بالإنكفاء علي مصارعة البنية الفوقية= الدين, ومحاربة طواحين الهواء !** من الفروق الاساسية بين فلسفة فورباخ والعدميين والفوضويين ومابين الماركسية هي كيفية التعاطي مع الأديان! ** مسألة أولوية المادة أو الوعي في الوجود- من المنظور الماركسي ليست ملزمة للحزب الشيوعي طالما أنه قد تعامل مع الماركسية كمنهج لقراءة وتحليل الواقع وليس كعقيدةجامدة تؤخذ بكلياتها!

** أقول هذا من موقع الرصد والمتابعة والإطلاع الذاتي بالاضافة لدراستي الأكاديمية للماركسية ضمن باقة من الفلسفات الاخري- ولك من فائق الإحترام

Post: #90
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-05-2013, 06:56 AM
Parent: #87

كتب هشام ادم
Quote: . المادية التاريخية لا علاقة لها بقضية وجود أو عدم وجود إله، فهي، على هذا، غير معنيه هنا بهذا الشيء، ولكن هل يُمكن الفصل بين المادية التاريخية والجدلية فعلًا؟ ودعني أتوقف عند هذه العبارة بالتحديد من كلامك: "ولكن بالتأكيد اذا تجاوزت واقعك ودخلت فى تفسير الكون ماديا ميكانيكيا فانت لامحالة سترفض الميتافيويقيا"(انتهى الاقتباس) والحقيقة أنَّني لا أفهم كيف يُمكن أن تُفضي المادية الميكانيكية إلى الإلحاد أو رفض الميتافيزيقا(!) من الواضح أنَّ المادية الميكانيكية هي على النقيض من المادية الجدلية؛ ففي حين تقول المادية الديالكتيكية أنَّ أي ظاهرة بكل تمظهراتها وتغيّراتها هي نتيجة حتمية لحركة وطبيعة التناقضات داخلها، فإنَّ المادية الميكانيكية تفترض "أسبابًا خارجية" هي من تُسهم في خلق التغيير. فكيف لفلسفة كهذه أن تُفضي إلى رفض الميتافيزيقا؟

وهذا الاعتراف الاول ان المادية التاريخية لاعلاقة لها بالالحاد
وانها مهمومة بدراسة الواقع
ثم كتب هنا الاعتراف الثانى
Quote: : الحق أنَّ المادية الجدلية لا "تدعو" إلى الإلحاد، فالإلحاد موقف فكري وفلسفي من مسألة وجود أو عدم وجود الإله أو الآلهات،

ثم يؤكد على ذلك بالاقتباس الاتى
Quote: وبذلك يتحول نقد السماء إلى نقد الأرض، نقد الدين إلى نقد الحقوق، ونقد اللاهوت إلى نقد السياسة.
* مقطع من مقدمة "نقد فلسفة الحقوق عند هيغل" (ترجمة مجلة "النقطة"، باريس 1983)

وبعد ده كلو يقول مامتسقين لانهم ملحدين وداسين الحادهم
ثم يسأل السؤال التالى
Quote: إلَّا أنَّ كلامكَ هذا يجعلني أطرح عليك سؤالًا: كيف؛ إذن تُفسِّرون الدين (على اعتبار أنَّه ظاهرة اجتماعية) ماديًا وجدليًا؟ أعني هل تعتقدون أنَّ مصدر الدين مصدر سماوي أم ترون أنَّه صنيعة بشرية؟


الماركسية ياهشام يصعب تعريفها
مابين من يقول نظرية واخرون انها منهج وبعضهم انها طريقة تفكير
ولذلك قراءتنا وفهمنا لها تختلف من شخص الى اخر ومن حزب الى منظمة وهكذا
الموقف من الدين مختلف حوله ولا استطيع ان اعطيك راى قاطع لانه وبكل تأكيد هناك ملحدون ماركسيون واخرون مؤمنون ولكلن حجته
ويهمنى هنا
موقف الحزب الشبيوعى الذى يقتدى يالماركسية كمرشد
الحزب كمنظة مدنية غير معنى ولا يمكن ان يوصف انه مسلم او مسيحى او ملحد
انه حزب سياسى بالدرجة الاولى يتعامل مع واقع سودانى يلعب الدين فيه دورا مؤثرا
وبالتالى الحزب غير معنى ابدا بمخاطبة الناس ان دينهم هذا ماهو الا ظاهرة اجتماعية
وصنيعة يشرية
لان ذلك اصلا ما موضوع صراعنا ولا ينبغى ان يكون وفق الفهم الماركسى
واتفقت انت فيه معنا بالاقتباسات التى اتيتك بها اعلاه من كلامك
ولكن اى الحزب معنى بالتعامل مع الواقع الموجود اى ان هناك اديان تحترم
لانها جزء من صراع الارض وبفترض ان لا نتجاهلها
بل ونشير الى ما تهدف اليه من مقاصد كلية نبيلة
فما المشكلة اذا قلنا ان القران فى اياته الكريمة يدعو الى العدالة والمساوة
وان النبى محمد (ص) كان قدوة وان المسيح وبوذا وغيرهم من الانبياء ضربنا بهم المثل
هل هذا يقدح فى اتساقنا الفكرى
الم يشيد انجلز بمهدى الخرطوم
الم يحارب الماركسيون جنب الى الى جنب مع القساوسة فى امريكا اللاتينية
كدى حاول اقرأ مرة اخرى كتاب حسين مروة عن النزعات المادية فى الفكر العربى الاسلامى او كتب الطيب تزينى و مهدى عامل
اذن الحزب الشيوعى السودانى فسر الماركسية فى برنامج اجمعت علية العضوية
وهذا البرنامج هو الملزم
اما اذا راى عضو ان له فهم اخر للماركسية وانها قادته للالحاد فان مجال صراعه المؤتمر
لبطرح راية ويغير البرنامج

Post: #91
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-05-2013, 07:09 AM
Parent: #90

تصحيح خطأ غير مقصود
حيث عبارتى بفترض تكتب كالاتى
: "ولكن بالتأكيد اذا تجاوزت واقعك ودخلت فى تفسير الكون ماديا ميكانيكيا فانت لامحالة ستقبل الميتافيويقيا
اى ستقبل بدلا عن سترفض
اسف للسهو الذى غير المعنى وحاول ان يذايد به هشام بدلا من فهم السياق
الرجل اتى ومعه حبل المشنقة
وبدل الاعتذار يضحك
هذا ماكتبه وفهمته
ولو عندو تفسير اخر يقولو
Quote: Quote: وعمومًا، ورغم أنَّ سؤالكَ لا علاقة له بموضوع البوست، ولا أراه إلَّا محاولةً للتشتيت وإرخاء حبل المشنقة عن عنق الشيوعيين السُّودانيين؛ إلَّا أنَّي سوف أُجيبكَ، ومن الفلسفة المادية ذاتها

Post: #92
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Asim Fageary
Date: 06-05-2013, 07:26 AM
Parent: #90

Quote: الحزب كمنظة مدنية غير معنى ولا يمكن ان يوصف انه مسلم او مسيحى او ملحد
انه حزب سياسى بالدرجة الاولى يتعامل مع واقع سودانى يلعب الدين فيه دورا مؤثرا
وبالتالى الحزب غير معنى ابدا بمخاطبة الناس ان دينهم هذا ماهو الا ظاهرة اجتماعية
وصنيعة يشرية




يا رؤوف الحزب السياسي بتاعكم منظمة مدنية بمعنى إنها من منظمات المجتمع المدني ؟

ولا قاصد شنو بالضبط بإنه منظمة مدنية

لأت الحزب السياسي حزب سياسي عنده عضوية بتخضع لشروط برنامج سياسي محدد وهناك فرق بين منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية

إلا لو كان حزبكم ترك دوره كحزب سياسي وعايز يبقى منظمة من منظمات المجتمع المدني !

عشان ما تجوا تجدعوا ليكم كلام ساكت وإنشاء هنا وتمشوا فهمونا لأنكم دايماً إنتوا البتفهموا !



Post: #93
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-05-2013, 08:05 AM
Parent: #92

Quote: يا رؤوف الحزب السياسي بتاعكم منظمة مدنية بمعنى إنها من منظمات المجتمع المدني ؟

ولا قاصد شنو بالضبط بإنه منظمة مدنية

لأت الحزب السياسي حزب سياسي عنده عضوية بتخضع لشروط برنامج سياسي محدد وهناك فرق بين منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية

إلا لو كان حزبكم ترك دوره كحزب سياسي وعايز يبقى منظمة من منظمات المجتمع المدني !

عشان ما تجوا تجدعوا ليكم كلام ساكت وإنشاء هنا وتمشوا فهمونا لأنكم دايماً إنتوا البتفهموا !





Political parties are an important part of civil society in a democracy. Parties organize and support political participation of individuals – both voters and candidates. For the voter, they simplify the process.
http://worldsavvy.org/monitor/index.php?optio...ntandid=173andItemid=306

Post: #94
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-05-2013, 08:24 AM
Parent: #93

it is a mistake to equate civil society with NGOs. Properly
understood, civil society is a broader concept, encompassing all the
organizations and associations that exist outside of the state (including
political parties) and the market.
http://carnegieendowment.org/pdf/CivilSociety.pdf

Post: #95
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Asim Fageary
Date: 06-05-2013, 08:40 AM
Parent: #94



يا بدر الدين يا صديق ما تخم لي من الإنترنت وتجبيب

قول لي إنت ر ايك شنو

ولا متفق على الكلام الجبتوا مبتور دا بالحرف ؟

لمن نقول الحزب منظمة مدنية كدا إطلاقاً دا كلام ولمن نقول منظمات المجتمع المدني وإنه الأحزاب ليها دور فيها بتفرق من إنه الأحزاب تكون هي ذاتها في حد ذاتها

منظمات مجتمع مدني لأنه في أحزاب مجتمع مدني دي ذاتها ما بتعترف بيها وبالذات الأحزاب العقائدية

فصل لينا رايك إنت وسيبنا من الخم بتاع الروابط الإلكترونية لأنها آراء خاضعة للقبول والرفض





Post: #96
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Asim Fageary
Date: 06-05-2013, 08:43 AM
Parent: #95



ولو عايز الخم من النت نجيب ليك

Quote:


Civil Society - Not Political Parties - Provide Important Political Stimuli Today

In Conversation: Serge Embacher


Civil Society - Not Political Parties - Provide Important Political Stimuli Today
As a result of the professionalization of politics, there is a widening gap between the parties’ elites and their bases. Opening up political parties to civil society and its practitioners could remedy this situation. But for this to work, parties must no longer see “engaged citizens” as belonging to an enemy camp.

On the sidelines of the “Open Base” workshop, we talked with Serge Embacher, a Berlin-based political scientist and author, about how political parties and civil society can move towards, and benefit from, each other. Seeking to counteract the lack of interest in political engagement, the “Open Base” initiative in late January 2013 brought together representatives of all political parties for a discussion on the topic of member recruitment and involvement.

BMW Foundation: What is your personal motivation to be politically active?

Serge Embacher: I am guided by a strong sense of justice and the observation that the world is organized rather unfairly. This has to do with where I come from. I come from a humble background, what today would be called a “socially disadvantaged background.” But I went to school in the 1970s and 1980s and had the opportunity to make something of my life. Already then I felt strongly that this was due to a certain educational system, certain support mechanisms. In the Social Democratic decade of the 1970s, school students, for example, received BAfandouml;G [a student loan]. The idea was that everybody, no matter from what background, should take control of his or her life or have the opportunity to do so. When I look at people today who come from the same background, they have a much harder time. That, for me, is a very strong motivation. I believe that the world is organized in a highly unfair manner: unfair distribution, unfair opportunities. It is something I think about a lot and am not willing to accept.

To what extent does an active civil society come closest to your ideal of a fairer society?

I believe that one should not wait for things to happen on their own, but that one should take control of one’s fate and that of others. Here, a lot has happened in Germany in recent years. Civil society is more active now than it was during the former Federal Republic of Germany. For me, civil society today is the sector that provides political ideas and inspiration. All relevant stimuli and initiatives towards more justice, a fairer distribution of wealth, a fairer tax system, better social benefits, and so on come from civil society and no longer – unfortunately, I have to add –, from political parties, including my own. My affiliation is with social democracy, but there is not enough of it. The political parties need the support of, and stimuli from, an active civil society.

What then is the role of political parties in civil society?

Parties sit in parliaments, in governments, so they dominate our political life public life. That is fine with me. But they also should make sure to represent their base. In order to ensure that parties do not lose touch with their bases and essentially end up governing against the majority of the population, actually the only thing for them to do is to increasingly take their cue from civil society. In reality, however, one often has the impression that an engaged civil society is perceived as an “enemy camp.” For me, this is a rather problematic perception. We used to be beyond that. What is at stake is precisely what Willy Brandt meant in his policy declaration of 1972 when he talked about “daring more democracy.” But many have forgotten that committed, engaged citizens are an enrichment for society, not a nuisance.

The political elites and the parties’ base seem to move further and further apart. Why is that and how can we overcome this division?

In my view, this has to do with the advanced professionalization of the political sector, combined with a highly problematic media discourse. People in high and top-level positions have the problem that they need to follow a certain internal logic, of politics or of the press coverage about politics. Therefore, they do not openly communicate certain things or they believe, in any case, that they cannot do so, since it might have a negative effect on their party or their own position. Let’s take, for example, the current debate about Rainer Brüderle and the sexism charges against him: He could have come across as highly likeable and at ease if, at yesterday’s reception of the North Rhine-Westphalian FDP, he had said: “Guys, I am sorry, I guess I have to reflect on my role as a man and my ways of dealing with women.” That would have been great! But regardless of what Mr. Brüderle is thinking (and I don’t know what he is thinking), the internal logic of the system makes such a thing impossible, because he knows that the next day’s headlines will be along the lines of “Brüderle caves in” or “Brüderle capitulates to the women’s movement” or some such negative comment. This is the problem, and I don’t have a solution for that. The problem is that there is this media discourse, this profit-oriented idea of “What will tomorrow’s headline yield?” rather than, “What kind of communication would be meaningful and important?” But I think that politics should confront this discourse more openly and with more authentic communication.

What will you take away from the discussions in the “Open Base” workshop?

I think it’s wonderful that people from across the political spectrum are gathered in this workshop to talk and discuss with each other. Such behavior is utterly untypical in party politics. Normally, parties present themselves as always being in the right and are eager to lay the problem at someone else’s feet. The fact that we are here and that we are saying: “We have to figure out how we relate to society and what our problems are, including to survive as political parties in the long run” is a really good thing.

Where do you see opportunities for further developing the “Open Base” idea?

The problem is that, after a certain point, especially the closer we get to elections, parties always fall back into fighting mode. So I am skeptical about a lasting cooperation in the future. But maybe we can develop something like politically neutral tools. Each party has member representatives, each party has PR advisers and communications experts who should be responsible for that – and also for integrating the parties into their social environment. If parties let themselves in for that, that might really be something new. This way it might be possible to agree on new rules of fairness, on dealing fairly with each other, and on a communication culture of sorts.

How can foundations support an active civil society?

“Foundations” is a very broad term, so let’s talk about operating foundations. I think it would definitely be a good idea if they tried to bridge the gap to the political parties. Instead of distancing themselves by saying, “we don’t work with parties, because that’s the responsibility of party-affiliated foundations,” it would be better to say: “We see parties as a part of civil society and as such – only as such (let’s forget about their power machineries for now) – we will try to involve them in debates of general interest: education, opening schools for civil-society engagement, job sponsorship, school-to-education and school-to-work transition all the way to community organizing, in sum: how to prevent the downward slide of whole neighborhoods. I believe that parties might go along with that. But it is a highly ambitious undertaking.

Serge Embacher is author of the book "Baustelle Demokratie. Die Bürgergesellschaft revolutioniert unser Land" published by the Kandouml;rber Foundation.






Post: #97
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-05-2013, 08:55 AM

عاصم فقيري

تحياتي

يا عاصم كل المنظمات و التنظيمات التي تنشأ من اتحاد افراد او مجموعات من المواطنين لتحقيق اي هدف في المجتمع (الدولة) تسمى منظمات مجتمع مدني بما فيها الاحزاب السياسية
ياخ الانا جبتو ما خم يا عاصم شوف الروابط.
واحد من منظمة كارنيغي المعروفة عالميا يعني الحكاية انا ما بمشي اجيب اول حاجة تلاقيني, و انما استشهد بمراجع حجج في المجال.

Post: #98
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Abdel Aati
Date: 06-05-2013, 09:27 AM
Parent: #25

هشام آدم سلام

ليس هناك موقف "شخصي" من الحزب الشيوعي ؛ ولا ينبغي ان يكون .. موقفي من الحزب الشيوعي تحكمه ايدلوجيته وممارسته وبرنامجه الخ ؛ وايدلوجيته ايدلوجية شمولية وقهرية ؛ وبرنامجه غير واضح وفيه نزعات دولتية صارخة وفي المحصلة هو مضر بانسان السودان؛ وممارساته غير متسقة ومتناقضة وفي اغلبها مضرة بالنضال الديمقراطي والوعي الديمقراطي.

الحزب الشيوعي السوداني ليس حزبا ديمقراطيا ؛ وموقفه من الحرية الدينية نفعي وانتهازي وغير واضح ؛ والشيوعيون يظهرون غير ما يبطنون ؛ ويتراجعون عن المبدئي لصالح التكتيكي ؛ ولا يمكن الوثوق بهم في اي قضايا مبدئية ؛ وذلك لسيطرة منهج نفعي انتهازي تم ترسيخه وسطهم لمدة الاربعين عاما الاخيرة ؛ وذلك في كل قضايا الفكر او البرامج او الاستراتيجية او التكتيك ؛ ولذلك اصبح هذا الحزب جزءا رئيسيا من الازمة السودانية .

هذا لا ينفي ان اغلب الشيوعيين هم اناس مناضلون ولكنهم مغيبون ولا يستطيعون ولا هم مؤهلون لاصلاح الاخطاء الموجودة في حزبهم؛ وهذا لا ينفي وجود بعض الايجابيات لهذا الحزب في التاريخ السياسي السوداني؛ وبعض المواقف السليمة له هنا وهناك. ولكن كل هذا يضيع بسبب من السبهللية وروح الاستهبال وعدم الوضوح ومسك العصاية من النص والمحافظة الاجتماعية التي يسلكها هذا الحزب . وما تتحدث عنه هو فقط بعض اعراض الأزمة.

لك التحية

Quote: لا أُفشي سرًا إن قلتُ إنَّني كنتُ مُتأكدًا من ضرورة حضوركَ في هذا البوست. أنا شخصيًا، لا عداء لي "شخصي" مع الحزب الشيوعي السُّوداني ، رغم أنَّه كان من الواجب أن يكون، ولكن أنا هنا لا أُحاول مُناقش الحزب الشيوعي السُّوداني، بقدر ما أُناقش كوادره وأعضاءه وأن أختبر اتساقهم من عدمه مع الأُسس الفلسفية التي من المُفترض أنَّهم ينطلقون منها أو يقفون على أرضيتها، وهي المادية الفلسفية. أنا يكفيني، هنا على الأقل، ما ذكره الحزب في مُؤتمره الخامس (وقام الأخ كمال عباس) بنشر الجزء الخاص المُتعلق بموقفهم من الدين، بصرف النظر عن موقفي منه: مُصدِّق أو مُكذِّب، فسؤالي المُهم هنا: كيف يُمكن أن يوجد شيوعي مُسلم أو مُتدين أصلًا؟

Post: #99
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-05-2013, 02:07 PM
Parent: #98

العزيز كمال عباس
تحيِّاتي

أنا لا أتحدث عن التشريعات الطقوسية الخاصة بالعبادة، ولكنني أتكلم عن القوانين الدينية التي تتعلق بالمعاملات العامة مع الآخرين، فهي التي يتم استخدامها بصورة سيئة، ويتم استغلالها في العمل السِّياسي أيضًا، ويتم استخدامها لتبرير الاضطهاد والتمييز بين أفراد المُجتمع.

محبتي لك

Post: #100
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-05-2013, 02:11 PM
Parent: #99

الأخ: رؤوف جميل
تحيِّاتي
Quote: وانا اقولها لك بمل الفم المادية الجدلية لا تفسر الكون لانها لاتبحث عن حقيقته وهذا كلام قاله ماركس انها تبحث فى تفسير الواقع وظواهره الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية
الحقيقة لا أعرف ماذا أقول، أو من أين أبدأ تحديدًا، ولكن دعني أبدأ معك من هذه النقطة: حسنًا؛ لنبدأ خطوةً خطوة فقط من أجل استعدال المفاهيم العامة لكلينا، ودعني أطرح الأمور بشيء من التبسيط، حتى يتمكن القارئ الكريم من تحديد موقفه من هذا النقاش، فقط كي لا نُشتت أفكاره.

السؤال الأساسي الذي تطرحه الفلسفة عمومًا هو السؤال عن أسبقية أو أولوية المادة والوعي على الآخر، وبناءًا على إجابتنا عن هذا السؤال يُمكن أن ننقسم إلى فريقين (مادي) و (مثالي) حسنًا، وحتى هذا الحد هل الفلسفة المادية والفلسفة المثالية معنيتين بتفسير "الكون" أم لا؟ نقرأ لجورج بوليتزر شرحه المُبسط لمفهوم المادية الفلسفية في قوله: "إنَّ جهل الناس الأولين كان إذن حاجزًا في طريق أبحاثهم، ولذلك وبسبب هذا الجهل نشاهد، عبر التاريخ، ظهور الأديان التي تريد هي أيضًا تفسير "العالم" ولكن بواسطة قوى فوق-طبيعية، وذاك شرح لا علمي. والحال إنَّ العلوم ستتقدَّم شيئًا فشيئًا عبر القرون، وسيحاول الناس تفسير "الكون" بالوقائع المادية انطلاقًا من التجارب العلمية، ومن هنا، من هذه الإرادة التي تريد تفسير الأشياء بالعلوم ستولد الفلسفة المادية (...) المادية ليست سوى التفسير العلمي للكون."1 أعتقد أنَّ هذا الكلام واضح جدًا إلى هذا الحد. وإلى هذا الحد يُمكننا القول إنَّ الفلسفة المادية هي محاولة تفسير "الكون" علميًا، والفلسفة المثالية هي على العكس منها محاولة تفسير الكون بواسطة قوى فوق-طبيعية أو ميتافيزيقية.

الآن؛ هل هنالك علاقة تُذكر بين المادية الفلسفية وبين الماركسية كنظرية؟ من حُسن الحظ أنَّ جورج بوليتزر أجاب على هذا السؤال كذلك فنجده يقول وبوضوح شديد: "نستطيع أن نوجز هذه العلاقة (أي العلاقة بين المادية الفلسفية وبين الماركسية) على الشكل التالي: (1) إنَّ الفلسفة المادية هي أساس الماركسية. (2) إنَّ الفلسفة المادية هذه التي تريد إيجاد تفسير علمي لمشكلات العالم تقدَّمت عبر التاريخ مع تقدم العلوم. وبذلك تنطلق من العلوم وترتكز عليها وتتطور معها. (3) لقد وجدت فلسفات مادية، تكرارًا بأشكال مختلفة قبل ماركس وأنجلز ولكن بعد القفزة الكبيرة التي قفزتها العلوم في القرن التاسع عشر جدد ماركس وأنجلز المادية القديمة انطلاقًا من العلوم الحديثة وأعطيا المادية الحديثة (التي نسميها المادية الديالكتيكية) والتي هي أساس الماركسية."2

من هذا يتضح أنَّ المادية الديالكتيكية هي امتداد طبيعي للمادية الفلسفية. وقد عرفنا سابقًا كيف أنَّ المادية الفلسفية مُهتمة فعلًا بتفسير "الكون" تفسيرًا علميًا بعيدًا عن الميتافيزيقا والظواهر غير المادية. ويُصبح سؤالنا هنا: هل بتجديد ماركس وأنجلز للمادية الفلسفية ابتعدا، بطريقةٍ أو أخرى، عن فكرة تفسير الكون إلى الاكتفاء بتفسير الواقع بكل تمظهراته الاجتماعية والاقتصادية فقط؟ في الواقع أنَّ ما فعله ماركس هو أنَّه حاول (كذلك) تطبيق القوانين المادية على الواقع بشقية الاجتماعي والاقتصادي، وهذا لا يعني انفصاله عن أُس المشكلة الفلسفية الأساسية، فهو مازال ماديًا فلسفيًا قبل كل شيء. وعلى العكس من المثالي الذي يرى العالم جامدًا فإنَّ المادي (والديالكتيكي) بالتحديد يرى العالم مُتغيّرًا، ولهذا قال أنجلز في كتابه (ديالكتيك الطبيعة) أنَّ كل شيء في هذا العالم من ذرة الرمل وحتى الكون في حركة مُستمرة، فلا انفصال أبدًا. المادية الديالكتيكية عبارة عن منظومة من القوانين "المادية" التي تهتم بدراسة العالم والطبيعة (كل شيء في هذا العالم) ولهذا نقرأ لجورج بوليتزر قوله: "ليس من سلطة في العالم أو في ما وراء العالم تستطيع بالنسبة للديالكتيك تثبيت الأشياء في حالة نهائية"3 ولهذا فإنَّ المادي الديالكتيكي لا يعترف بشيء اسمه شيء نهائي، كما أنَّه في الوقت ذاته لا يعترف بشيء اسمه "مُقدَّس: "لا شيء مُقدَّس هذا لا يعني أنَّ الديالكتيك يحتقر كل شيء، كلا. فالشيء المُقدَّس هو شيء نعتبره ثابتًا لا يجب لمسه أو مناقشته بل احترامه فقط"4 ولهذا قلتُ إنَّ ماركس لم "يُحارب" الدين، ولكن هل يعني هذا أنَّه كان مُتدينًا أو ينبغي له ذلك؟ بالطبع لا. لماذا؟ لأنَّه (في نفسه) مادي والمادي لا يعترف بالميتافيزيقا ولا يُؤمن بها.

حسنًا، ما هي قوانين الديالكتيك؟ أليست هي: الحركة، والفعل المُتبادل، والتناقض وتحوّل الكم إلى كيف؟ هل هنالك شيء في هذا الكون لا ينطبق عليه أيَّ من هذه القوانين؟ (بالطبع هنالك بعض الاستثناءات البسيطة جدًا مثل ثابت الطاقة الذي لا يتغيَّر في الأنظمة المغلقة) ولكن باستثناء هذه الأشياء البسيطة جدًا (دون أن ننسى الأساس المادي لقوانين الديالكتيك) فإنَّ قوانين الديالكتيك يُمكن تطبيقها على أي شيء في هذا الكون، بما فيها الواقع الإنساني، وهو ما يُسمى بالـ(المادية التاريخية)، ولهذا نقرأ: "إنَّ المادية التاريخية هي تطبيق هذا المنهج (المنهج الديالكتيكي) على تاريخ المجتمعات الإنسانية"5 وهو ما اقتبستُه لكَ من قبل في مُداخلتي الأخيرة؛ فما تكلَّمتَ عنه، عزيزي، من اهتمام الحزب الشيوعي بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية ما هو في الحقيقة إلَّا تطبيق لقوانين المادية الديالكتكية على التاريخ فقط، والذي لا يعني (أبدًا) أي انفصال بين المادية التاريخية والمادية الديالكتكية أو بين المادية الديالكتيكية والمادية الفلسفية. هذا أمر شديد الوضوح.

الآن، اقرأ معي هذه الجزئية، ففيها، في اعتقادي، حل للإشكال بشكل جذري: "خلال وقت طويل عولج من الماركسية القسم الذي يدرس الاقتصاد السِّياسي وانتشر، مما أدى إلى فصل هذه المادة تعسفًا ليس فقط عن "الكل" الكبير الذي تُؤلفه الماركسية، (بل أيضًا عن أسسها) لأن ما أتاح جعل الاقتصاد السِّياسي علمُا حقيقيًا هو المادية التاريخية، التي هي كما رأينا تطبيق للمادية الديالكتيكية."6 هل رأيت، عزيزي؟ ليس هنالك أي انفصال أبدًا بين المادية التاريخية التي تعالج القضايا الاجتماعية بما فيها واقع الاقتصادي السِّياسي بكل تمظهرات الطبقية وصراعاته المُتعددة، وبين المادية الديالكتيكية التي تستمد أساسها الفلسفي من المادية الفلسفية التي هي بمعزل تمامًا عن أي شيء ميتافيزيقي. هي إنَّما منظومة متكاملة لا يُمكن الفصل بينها أبدًا.
أتمنى أن أكون قد نجح في إيضاح الصورة، ولو جزئيَا.


تقطة أخيرة هامة:
فيما يتعلق بهذه العبارة:
Quote: الحق أنَّ المادية الجدلية لا "تدعو" إلى الإلحاد، فالإلحاد موقف فكري وفلسفي من مسألة وجود أو عدم وجود الإله أو الآلهات،
والتي اقتبستها من كلامي، واعتبرتَ أنَّها اعترافٌ مني، مُتناسيًا أنَّك بترت هذه الجُملة، ربما سهوًا، لأنَّك لم تنتبه إلى الفاصلة الموجودة في آخر الاقتباس، ما يعني أنَّ الجُملة لم تنته بعد. وكان من الممكن إذا قرأتَ الجُملة كاملةً أن تفهم مُرادي على نحو أشمل، فالمُقتبس الكامل هو:
Quote: الحق أنَّ المادية الجدلية لا "تدعو" إلى الإلحاد، فالإلحاد موقف فكري وفلسفي من مسألة وجود أو عدم وجود الإله أو الآلهات، ولكن هذا النسق الفلسفي، سيدتي، يُفضي مُباشرةً وبطريقة تلقائية وحتمية إلى الإلحاد ، ولقد شرحتُ الأمر في أكثر من مُداخلة.
لاحظ لعبارة (ولكن هذا النسق الفلسفي يُفضي إلى الإلحاد)، فلماذا لم تنتبه له؟ ومن ناحية أخرى: ألم أشرح أكثر من مرَّة الفارق الكبير بين "الدعوة" إلى الإلحاد، و "الإفضاء" إليه؟ لقد قلتُ بوضوح تام في مُداخلة سابقة أنَّه لا يوجد أي تيار فلسفي "يدعو" إلى الإلحاد، ببساطة لأنَّ الإلحاد ليس ديانة حتى يكون لها دُعاة، بل هو موقف فكري وفلسفي من قضية مُحددة، ولكن طالما أنَّك تتبع المنهج الفلسفي المادي في تفسير الكون والطبيعة والوجود؛ فلاشك أنَّك مُلحد لا محال، ولكنك بالتأكيد لا تدعو إلى الإلحاد في هذه الحالة. أرجو أن تكون هذه النقطة واضحة بالنسبة إليك، الآن.


--------------------
المصادر:
1- كتاب (المبادئ الأولية في الفلسفة – جورج بوليتزر، ترجمة د. فهيمة شرف الدين. دار الفارابي ص23)
2- المصدر نفسه ص24
3- المصدر نفسه ص132-133
4- المصدر نفسه ص133
5- المصدر نفسه ص165
6- المصدر نفسه ص192

Post: #101
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-05-2013, 02:12 PM
Parent: #100

الأخ: وليد زمبركس
تحيِّاتي

ليس هنالك ما قد يُزعجني في سؤالك على الإطلاق. أنا في تلك المرحلة، لم أكن ناضجًا فكريًا بما يكفي لتبني أفكار فلسفية ذات مدى وتأثير مُباشر على طريقة تفكيري. بمعنى أنَّني كنتُ مشوش فكريًا وفلسفيًا، وكنتُ مُنساقًا وراء عواطف ثورية ولدتها دماء الشباب الحارة والمُتمردة، ولكن يُمكن بصورة عامة أن أقول إنَّني، في تلك الفترة، كنتُ لادينيًا، والحقيقة أنَّ قراءاتي (فيما بعد مرحلة الجامعة) ساعدت على ترسيخ الأفكار بصورة أكثر وضوحًا.

محبتي

Post: #102
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-05-2013, 03:47 PM
Parent: #101

شكرا أخ هشام أدم
Quote: أنا لا أتحدث عن التشريعات الطقوسية الخاصة بالعبادة، ولكنني أتكلم عن القوانين الدينية التي تتعلق بالمعاملات العامة مع الآخرين، فهي التي يتم استخدامها بصورة سيئة، ويتم استغلالها في العمل السِّياسي أيضًا، ويتم استخدامها لتبرير الاضطهاد والتمييز بين أفراد المُجتمع.
وهذه أيضا طرحت رأي فيها..
عموما لايعنيني -أن - يعتنق عضو الحزب الشيوعي الإسلام أو المسيحية أو أيا من الديانات الأخري- أو يختار اللادينية أو الالحاد فهذه خيارات شخصية- لاتفرض بواسطة سلطة تنظيمية ولا يحق لأي جهة أو فرد التدخل فيها - مايعنيني هنا هو التثبيت علي مبدأ المواطنة ورفض المشروع الإسلامي- تطبيق الشريعة والحدود- والرهان علي الصيغ الوضعية- دستورا وقانونا فلايمكن إطلاقا أن أفهم أن يقوم عضو حزب شيوعي مهما كانت درجة تدينه -أن يقوم بتكريس وقته وجهده في الهجوم علي العلمانية ومطاردة الملاحدة ( إنطلاقا من واعز ديني لا من منطلق نقدي وحسب) والمناداة بتطبيق الشريعة الإسلامية- أي مفارقة خط حزب حاضرا وتاريخا في قضية جوهرية.. وفي رأي الخاص: من كان يحمل نزعة تزمت ديني أو توجه لتطبيق الشريعة الاسلامية-ورفض الصيغ الوضعية التي كانت نافذة عندنا في العهود الديموقراطية- فليبحث له عن حزب آخر خارج منظومة اليسار والوسط المعتدل-
,,,,,,

Post: #103
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-05-2013, 06:29 PM
Parent: #102

هشام تحياتى
كتبت
Quote: من هذا يتضح أنَّ المادية الديالكتيكية هي امتداد طبيعي للمادية الفلسفية. وقد عرفنا سابقًا كيف أنَّ المادية الفلسفية مُهتمة فعلًا بتفسير "الكون" تفسيرًا علميًا بعيدًا عن الميتافيزيقا والظواهر غير المادية. ويُصبح سؤالنا هنا: هل بتجديد ماركس وأنجلز للمادية الفلسفية ابتعدا، بطريقةٍ أو أخرى، عن فكرة تفسير الكون إلى الاكتفاء بتفسير الواقع بكل تمظهراته الاجتماعية والاقتصادية فقط؟

نعم وهذا جوهر مهام المادية الدياكتيكية
وقد صرحا بذلك
وقالا ان مهمة الفلاسفة تفسير الكون ولكن مهمتهم هى تفسير الواقع
لانهم يريدان تغيره
ورغم ذلك ورغم قولهم المتكرر اراك تخلط بين المادية والمادية الديلكتيكية
وهو السبب الذى جعلك
تصف اعضاء الحزب الشيوعى بعدم الاتساق
لقد تجاوز ماركس وانجلز المادية الى المادية الديالكتيكية( الجدلية)
ولذلك انا مصر انها لا تدعو ولا تقضى الى الالحاد( وانت اعترفت بذلك مرتين)
لان قوانين الجدل تسرى على الواقع المحدد والملموس
وانما الالحاد موقف فلسفى شخصى
ولذلك انا اختلف معك فى عبارتك ادناه هذه لاننى لست ماديا ميكانيكيا او ماديا على نسق الفلاسفة الذين همهم تفسير الكون
انا مهتم بتفسير الواقع الاقتصادى والاجتماعى وظواهره ومتغيراته
عبارتك ادناه لاتهم عضو الحزب الملتزم بالماركسية كمرشد عمل
Quote: ولكن طالما أنَّك تتبع المنهج الفلسفي المادي في تفسير الكون والطبيعة والوجود؛ فلاشك أنَّك مُلحد لا محال، ولكنك بالتأكيد لا تدعو إلى الإلحاد في هذه الحالة. أرجو أن تكون هذه النقطة واضحة بالنسبة إليك، الآن.

يا هشام
لسنا مادين على نهج الفلاسفة المفسرين للكون والوجود
اننا مع المادية الديلكتيكية فقط لاغير( حسب برنامج الحزب)

Post: #104
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-05-2013, 08:39 PM
Parent: #103

العزيز كمال عباس
تحيِّاتي

تقول إنَّ الإيمان والإلحاد هما خيارات شخصية، وأنا أتفق معك في هذه النقطة، ولكن تُرى: ما هو العامل الذي يتدخل في تحديد هذه الخيارات؟ إن لم تكن توجهاتنا الفلسفية هي التي تُحدد خيارات فما عساها أن تكون يا صديقي؟ قد يكون أحدنا ماديًا فلسفيًا دون أن يدري ما المادية الفلسفية ذاتها، وبالمقابل قد يكون أحدنا مثاليًا فلسفيًا حتى دون أن يقرأ عن الفلسفة أو يسمع بها. المسألة هنا ليست مُنحصرة حول "إجبار" الحزب لأعضائه أن يكون ماديين أو مثاليين لأنَّ الأمر (من المُفترض) أن يكون مُستقًا مع الأساس الفلسفي الذي قام عليه الحزب منذ نشأته. لا أعتقد أنَّ شخصًا غير مهتمٍ بقايا العُمَّال والكادحين والطبقات المسحوقة أن يكون مُهتمًا بالانتماء للحزب الشيوعي، ناهيك عن أن يجبره أحد على ذلك، فهذا الموقف، هو في حقيقته موقف "شخصي" ولكنه في الوقت ذاته مبني على خلفية قراءة جيِّدة للواقع والتاريخ والاقتصاد وحركة كلٍ منهما، ولا يُمكن أن نقول إنَّ الحزب لا يجبر أحدًا أن يمتلك ذلك الإحساس إزاء هذه الطبقات، لأنَّ الأمر هنا تحصيل حاصل. جميع ما تتناول أو تحاول التركيز عليه من قضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ورفض الدولة الدينية والمواطنة وغيرها هي في مُجملها قضايا تتناولها المادية التاريخية التي هي امتداد للمادية الديالكتيكية التي هي بدورها امتداد للمادية الفلسفية التي هي في نهاية المطاف فلسفة لا تعترف بالمُطلق ولا بالميتافيزيقا. قد لا تكون –كشيوعي- مُهتمًا بمُناقشة قضايا الدين والإلحاد ومسائل الوجود الأساسية، ولا أحد يُمكنه أن يُجبرك على الاهتمام بها ومُناقشتها، ولكنها تحصيل حاصل بالنسبة إليك كشيوعي من واقع التيار الفلسفي الذي تنتمي إليه أنت وحزبك. والقضايا المُجتمعية تتناولها بعض الأحزاب بالاهتمام ذاته الذي يتناولها به الحزب الشيوعي؛ فما الفارق؟ الفارق هو طريقة كل حزب في قراءة الواقع، فالحزب الشيوعي يعتمد على النظرية الماركسية في قراءة الواقع والتاريخ، وعندما أقول "النظرية الماركسية" فإنَّني أعني بالتحديد المادية الديالكتكية وقوانينها التي يُمكن تطبيقها على مستوى المادية التاريخية. فهي قضايا مُتداخلة وغير مُنفصلة على الإطلاق. الأمر أشبه بسؤالنا: "هل كان أينشتاين مُهتمًا بالرياضيات الأولية؟" فسواءٌ أكان مهتمًا أم لم يكن كذلك فالأمر تحصيل حاصل، لماذا؟ لأنَّ أينشتاين "تجاوز" الرياضيات الأولية (عبر الرياضيات الأولية) إلى مسائل أكثر تعقيدًا أو أهميةً بالنسبة إليه، ولكن لولا إلمامه و "إيمانه" بالرياضيات الأولية لما كان أينشتاين الذي نعرف. وأنا هنا استخدم مصطلح "إيمان" عن قصد كبديل للثقة المعرفية التي لابد من توفرها في هذه الحالة.

مودتي

Post: #105
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-05-2013, 08:45 PM
Parent: #104

الأخ: رؤوف جميل
تحيِّاتي

هل عدم اهتمام المُلحد بمُناقشة قضايا الإلحاد يعني أنَّه غير مُلحد؟ أنا شخصيًا أعرف عددًا من المُلحدين الذي لا يُحبون الانخراط في مُناقشة قضية وجود أو عدم وجود إله، رغم أنَّ هذه المسألة محسومة بالنسبة إليهم، ويقولون: "لقد حسمنا مشكلتنا مع الله (السماء)، والآن مشكلتنا مع الدولة (الأرض)" وهذا هو بالتحديد موقف ماركس وأنجلز (وكل الشيوعيين) لقد حسموا قضيتهم مع السماء وبعضهم وجد أنَّه لا جدوى أبدًا من مناقشة هذه القضية مع المُؤمنين أو حتى خوض صراع مع الدين بصورةٍ مُباشرة. (مُجددّا: هذا لا يعني أنَّهم غير مُلحدين. ببساطة لأنَّ الأساس الفلسفي الذي ينطلقون منه هو مادي صرف) متى يُصبح الأمر مقبولًا عزيزي رؤوف: عندما يكون من الواضح والجلي موقف الحزب والشيوعيين من الدين، ويقولوا بكل وضوح: إنَّ مُناقشة وجود أو عدم وجود الله محسوم بالنسبة إلينا، ولكنه غير مهم الآن، والأهم هو مناقشة القضايا الاجتماعية. عندها كان من الممكن تفهم هذا الأمر على نحو جيِّد ومقبول. ولكن ما يحدث الآن هو رفض "تُهمة" الإلحاد، ومحاولة نفيها باستمرار، بل وعلى العكس من ذلك الإدعاء بأنَّ الحزب "يُناضل" من أجل تحقيق المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية(!) هنا يُصبح الأمر غريبًا، بل وأشد غرابةً منه سلوك الأفراد الديني. أنا قد أتفهم صعوبة مواجهة مُجتمع مُتدين وعاطفي كالشعب السُّوداني بحقيقة موقفكم الفلسفي من قضية وجود الله أو عدمه، ولكن الأمر هنا مُتعلق تمامًا بمسألة "الاتساق" الفكري والمعرفي والفلسفي، وكما يقل أهلنا (الواضح ما فاضح) أمَّا إذا كان الأمر فعليًا هو على هذا النحو من عدم الاتساق فتلك مُعضلة كبيرة جدًا. (أعني أن يكون الشيوعي مُقتنعًا أنَّه لا بأس بأن يكون شيوعيًا ومُتدينًا في الوقت ذاته)

الآن، هل تعتقد أنَّه لو كان بالإمكان سؤال كارل ماركس أو أنجلز أو أحد مُنظري الماركسية الكبار حول موقفهم من الدين ومن الإلحاد كان من الممكن أن نسمع آراء أخرى أفضل مما أحاول قوله هنا؟ وإذا كانت الإجابة هي بالنفي، فلماذا برأيك سيكون ذلك؟ ليس لأنَّه موقفهم الشخصي، بل هو موقف فكري وفلسفي من قضايا الوجود عمومًا، والذي يتخذ من المادية الفلسفية أساسًا له. ربما ماركس لم يكن مُهتمًا بنقد الدين ومُناقشة قضايا الإلحاد، ولكن ليس لأنَّه كان مُتدينًا، أو لأنَّه المادية الديالكتيكية لا تهتم بالإلحاد ومناقشة قضية وجود الإله، ولكن لأنَّه كانت لديه اهتمامات أخرى كما أوضحت، ولكن نجد أن شخصًا مثل لينين عبَّر عن هذه المواقف بصورة واضحة وجلية جدًا، فنقرأ له مثلًا:
Atheism is a natural and inseparable part of Marxism, of the theory and practice of scientific socialism

وترجمة هذا الكلام: "الإلحاد هو جزء طبيعي لا يتجزأ من الماركسية؛ سواء من حيث نظرية أو حتى ممارسة الاشتراكية العلمية."1 ونقرأ له أيضًا:
Religion is the opium of the people: this saying of Marx is the cornerstone of the entire ideology of Marxism about religion. All modern religions and churches, all and of every kind of religious organizations are always considered by Marxism as the organs of bourgeois reaction, used for the protection of the exploitation and the stupefaction of the working class.

وترجمة هذا الكلام: "(الدين أفيون الشعوب) مقولة ماركس هذه هي حجر الزاوية في مُجمل النظرية الماركسية عن الدين. كل الأديان الحديثة والكنائس وكافة أنواع المنظمات الدينية هي بالنسبة للماركسية أذرع للرجعية البرجوازية تستخدم لحماية الاستغلال وتغييب الطبقة العاملة."2 وفي كتاب (ألفاء باء الشيوعية) كتب كل من نيكولاي بوخارين وإيفجيني:
Communism is incompatible with religious faith

وترجمة هذا الكلام: "الشيوعية تتنافى مع الإيمان الديني."3 وكان لهما موقف يُمكن أن يكون مُقاربًا لموقف ماركس من ناحيةٍ ما، حيث يقولان في نفس الكتاب:
But the campaign against the backwardness of the masses in this matter of religion, must be conducted with patience and considerateness, as well as with energy and perseverance. The credulous crowd is extremely sensitive to anything which hurts its feelings. To thrust atheism upon the masses, and in conjunction therewith to interfere forcibly with religious practices and to make mock of the objects of popular reverence, would not assist but would hinder the campaign against religion. If the church were to be persecuted, it would win sympathy among the masses, for persecution would remind them of the almost forgotten days when there was an association between religion and the defence of national freedom; it would strengthen the antisemitic movement; and in general it would mobilize all the vestiges of an ideology which is already beginning to die out


يُمكنك مُراجعة المصدر ذاته، أو قراءة هذه المقتبسات من موسوعة الويكيبيديا وإن كنتَ بعد كل هذا ترى أنَّك غير مُهتم "فلسفيًا" بهذه المسألة، فاعلم يا عزيزي أنَّ هذا هو السؤال الذي يهتم به هذا البوست.


-------------------
المصادر:
1- Lenin, V. I. (2007). Religion. READ BOOKS. p. 5. ISBN 1-4086-3320-5, 9781408633205 Check |isbn= value (help
2- Lenin, V. I. "About the attitude of the working party toward the religion.". Collected works, v. 17, p.41. Retrieved 2006-09-09
3- Bukharin, Nikolai; Evgenii Preobrazhensky (1920). [[The ABC of Communism]]. pp. Chapter 11: Communism and Religion. ISBN 0-472-06112-7, 9780472061129 Check |isbn= value (help). Wikilink embedded in URL title

Post: #106
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-05-2013, 08:49 PM
Parent: #105

العزيز عادل عبد العاطي
تحيِّاتي لك

لقد أسعدتني مُشاركتك في هذا البوست، وهذا ما كنتُ أعنيه من مُداخلتي لك. أنا أيضًا ليس لدي خلاف شخصي مع الحزب الشيوعي أو أي من أعضائه. ولكن بعضهم يتعاملون مع الحزب وكأنَّه تابو يحرم نقده أو المساس به أو حتى مُناقشة أفكاره وآرائه ومواقفه، ويأخذون الأمر بشكل شخصي وعنيف. ولا أدري لماذا؟ عمومًا، ربما كان الواقع السِّياسي السُّوداني غير ناضج كفاية لتحمَّل النقد العلني.

لك مني التحية

Post: #107
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-05-2013, 09:43 PM
Parent: #104

كتب الاخ كمال عباس

اولا اود ان اعبر لك عن اعجابي بفهمك الديمقراطي المتقدم و طرحك المتماسك هنا
لكن لفتت نظري الجملة ادناه في احدي مداخلاتك

Quote: فلايمكن إطلاقا أن أفهم أن يقوم عضو حزب شيوعي مهما كانت درجة تدينه -أن يقوم بتكريس وقته وجهده في الهجوم علي العلمانية ومطاردة الملاحدة ( إنطلاقا من واعز ديني لا من منطلق نقدي وحسب) والمناداة بتطبيق الشريعة الإسلامية- أي مفارقة خط حزب حاضرا وتاريخا في قضية جوهرية


لم ارى عضو في الحزب يطارد الملاحدة و لو هناك واحد بالله شر له لنعرفه
اما نقد العلمانية فليس محرم والعلمانية نظام فلسفي نشأ في بيئة سياسية مغايرة للبيئة السياسية و الاجتماعية في السودان و فيها اخطاء و هي ليست من خط الحزب
الحزب الشيوعي حزب يدعو للاشتراكية و الشيوعية و هي انظمة اقتصادية اجتماعية و ليست انظمة فلسفية و يهتدي في معاملاته مع الواقع الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي بالمادية الديالكتيكية
المادية الديالكتيكية و التاريخية تعملان على فهم العالم بما هو عليه و كما هو و لا تنظر للعالم من خلال اي منظور فلسفي و انما تعتمدان على المعرفة العلمية, و بذلك فان العلمانية كمذهب فلسفي (ديني في النهاية لأنه يقوم على مفاهيم عن الاله و نشأة الكون مضادة للنظرة الدينية) ليست جزء من ادوات المادية الديالكتيكية و لا التاريخية
اما موضوع الشريعة الاسلامية فللحزب رأي مطروح فيها برفضه الدولة الدينية لكن القوانين لا تفرضها الاحزاب و انما تفرضها المجتمعات سواء ديمقراطيا مثلما في امريكا او الغرب او بسلطة الدولة كما في السودان
اذا قررت اغلبية الشعب الاحتكام لأي قوانين, فلا يمكن لأي حزب رفض رأي الاغلبية الا اذا توسل سبلا غير ديمقراطية .
في امريكا, هناك قوانين الان, تستمد فكرتها من تعاليم الدين المسيحي مثل منع الخمر (كان هناك تعديل للدستور يمنع بيع الخمر وتم تعديله لأسباب اقتصادية)
ما قصدت ان اقوله هو الاتي; في حين انه من حقنا رفض الدولة الدينية (مساوئها لا تخفى على احد), ليس من حقنا التحديد مسبقا اي قوانين قد يرتضيها الشعب, فحق سن القوانين و جوهرها حق للشعب و مرهون بحاجاته المادية.

فلو اراد شعب ولاية محددة فرض اي قوانين, و استطاع فعل ذلك ديمقراطيا بالاغلبية, فلا سبيل لوقف ذلك الا بالسبل الديمقراطية او الدستورية, اذا ثبت انها تخالف ما اتفق عليه في الدستور. و ما اعرفه اننا لم نتفق بعد على دستور في السودان, و محاولة مسابقة الدستور و اتخاذ قرارات نهائية كحزب واحد يضع الحزب في تناقضات لا يقع فيها سياسي حصيف.
ايضا يجب ان لا تنسى; ان الشريعة الاسلامية ليست فقط حدود جلد السارق و الزاني و انما هي ايضا طريقة حياة المسلم في الزواج و الطلاق و الاكل و الشرب و المعاملات و الدفن و هي حقوق انسانية يجب ان تراعيها الدولة التي يعيش فيها المواطن المسلم
الانجليز فطنوا لذلك فأنشأوا المحاكم الشرعية في السودان, طبعا لفهمهم المتقدم للدولة و حقوق الشعب.
عليه ارى ان الموقف من الشريعة يجب ان لا يكون مطلقا, بل يجب ان يكون فهمنا و تعاملنا معها ديالكتيكيا.

Post: #108
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-05-2013, 10:44 PM
Parent: #107

طبعا هشام ادم لن يكون امينا في اي يوم من ايام حياته
تعود على اللولوة و التدليس و السلفقة ومن شب على شئ شاب عليه
انظروا اليه و هو يلعب لعبته القديمة في الكذب و اسلوب التلاتة ورقات

Quote: وترجمة هذا الكلام: "الإلحاد هو جزء طبيعي لا يتجزأ من الماركسية؛ سواء من حيث نظرية أو حتى ممارسة الاشتراكية العلمية."1 ونقرأ له أيضًا:

Religion is the opium of the people: this saying of Marx is the cornerstone of the entire ideology of Marxism about religion. All modern religions and churches, all and of every kind of religious organizations are always considered by Marxism as the organs of bourgeois reaction, used for the protection of the exploitation and the stupefaction of the working class

أتي هشام ادم بالمقتبس اعلاه كدليل قاطع على الحاد الماركسية و يلعب كأي حاو فاشل على اساس مخادعة القراء
طبعا الغر هشام اخذ مقتبسه من هنا http://en.wikipedia.org/wiki/Marxism_and_religion
اولا المقال في موسوعة وكيبيديا التي يمكن ان يكتب فيها اي انسان و عن اي شئ حسبما يفهم او يريد! طبعا لا يعتمد اي باحث جاد على وكيبيديا الا اذا كانت لديه
مصادر اخرى
عنوان المقال الماركسية و الدين و اي غر مثل هشام ادم سيخطفه من غير ان يعرف من كتب المقال و لماذا
من اهم مبادئ النقاش انه لكي تقيم الحجة على احد ان تستشهد ضده بمصادره فلكي تثبت ان الماركسية فكر الحادي يجب ان تستشهد بكتابات مفكريها و كتابها
فهل هذا المقال ماركسي
اذا اقر الصبي الغر هشام ادم ان هذا المقال ماركسي و يعتبره دليله فلنا ان نضحك على هشام!
اخر سطر في المقال يقول
Because of communism's atheism, some have accused communism of persecuting religion.[27] In addition, another criticism is that communism is, in itself, a religion
الكلام يقول ان الشيوعية دين عديل كدة!
مش كدة و بس فالمقال يقول في سطره السابع
However, several religious communist groups exist, and Christian communism was important in the early development of communism.
ان هناك عدة مجموعات شيوعية دينية
ههههههههههههههههههههه


طبعا اي زول بفهم لما يقرأ المقال دا سيعرف ان من كتبه ينتمي للكنيسة

الخواجات بقولو الكرور مصيره الكوشة
Garbage in, garbage out!
فخم كرورك و امشوا الكوشة او جيب ليك حاجة احسن


سأتابع فضحك!

Post: #110
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-05-2013, 11:50 PM
Parent: #108

الأخ: بدر الدين أحمد موسى
تحيِّاتي

جئتُ لاُعلِّق على كلامك المُوجه لكمال عبَّاس، ولكني قبل أن أنشر التعليق، وجدتكَ تسخر من الاقتباسات التي جلبتها والتي توضح بجلاء ووضوح علاقة الشيوعية بالإلحاد، وبالطبع فإنَّ جانبًا من نقدك جيِّد ومقبول، لأنَّ الاعتماد على موسوعة الويكيبيديا ليس منهجًا أكاديميًا يُمكن، على الدوام الاعتداد به، ولكني لم أنقل عبثًا يا عزيزي، ولو كنتَ بحثتَ بنفسك قبل أن تسخر لكنتَ عرفت ذلك بنفسك.

أولًا: المُقتبس الأول
Atheism is a natural and inseparable part of Marxism, of the theory and practice of scientific socialism

موسوعة الويكيبيديا تنسب هذا الكلام إلى لينين، وحددت اسم الكتاب الذي ذكر فيه هذا المقتبس ورقم الصفحة، وقالت أنَّ هذا الكلام موجود في الصفحة الخامسة من كتاب (Religion) وإليكَ رابط الكتاب ويُمكنك أن تذهب مُباشرةً إلى الصفحة الخامسة لتجد المُقتبس هناك. المصدر هنا

ثانيًا: المُقتبس الثاني
Religion is the opium of the people—this saying by Marx is the corner-stone of the whole Marxist outlook on religion.[1] Marxism has always regarded all modern religions and churches, and each and every religious organisation, as instruments of bourgeois reaction that serve to defend exploitation and to befuddle the working class

موسوعة الويكيبيديا نسبت هذا الكلام إلى لينين، وحددت المصدر بورقته المُسماة (About the attitude of working party toward the religion) وببحث سريع، يا عزيزي، سوف نجد هذا الكلام في الصفحة الرسمية للماركسية وسوف تجد الجملة في الفقرة الثانية منه على وجد التحديد.

ثالثًا: المُقتبس الثالث:
Communism is incompatible with religious faith

موسوعة الويكيبيديا نسبت هذا الكلام إلى كل من نيكولاي بوخارين وإيفجيني من كتاب (The A B C of Communism) ووضعت الرابط، والرابط يأخذكَ مُباشرةً إلى الصفحة الرسمية للماركسية، وسوف تجد الكلام كما هو في الفقرة السادسة. المصدر هنا

رابعًا: المُقتبس الرابع
But the campaign against the backwardness of the masses in this matter of religion, must be conducted with patience and considerateness, as well as with energy and perseverance. The credulous crowd is extremely sensitive to anything which hurts its feelings. To thrust atheism upon the masses, and in conjunction therewith to interfere forcibly with religious practices and to make mock of the objects of popular reverence, would not assist but would hinder the campaign against religion. If the church were to be persecuted, it would win sympathy among the masses, for persecution would remind them of the almost forgotten days when there was an association between religion and the defence of national freedom; it would strengthen the antisemitic movement; and in general it would mobilize all the vestiges of an ideology which is already beginning to die out.

موسوعة ويكيبيديا أيضًا نسبت هذا الكلام إلى كل من نيكولاي بوخارين وإيفجيني من كتاب (The A B C of Communism) والكلام موجود على ذات الرابط السابق، وسوف تجده بالتحديد في الفقرة السادسة تحت عنوان رئيسي (Struggle with the religious prejudice of the masses) ... (نفس الرابط السابق للمقتبس الثالث)

فالاعتماد هنا لم يكن عشوائيًا، وهو على أي حال كلام منسوب فعلًا لأصحابه الشيوعيين، وليس لكُتاب مسيحيين كما زعمت، وليس به أي خداع للقراء.


-----------------------
بعد الانتهاء من هذا التوضيح دعنا نعود إلى موضوعنا الأساسي: لأنَّ ما قلته في مُداخلتك للأخ كمال عباس، كلام غريب، وخطير. ودعني أتناوله نقطةً نقطة.
Quote: اما نقد العلمانية فليس محرم
بصرف النظر عن التعبير الديني "مُحرَّم" دعني أسألك: "وهل نقد الحزب الشيوعي أو مواقفه مُحرَّم؟"
Quote: العلمانية نظام فلسفي نشأ في بيئة سياسية مغاير للبيئة السياسية والاجتماعية في السودان وفيها أخطاء
الماركسية أيضًا نشأت في بيئة اجتماعية واقتصادية مختلفة عن البيئة السودانية(!) ومن ناحية أخرى فإنَّ استيراد أو استلهام تجارب فكرية سياسية أخرى هو أمر وارد في برنامج الحزب، ولهذا نقرأ في برنامج الحزب المُجاز في مُؤتمره الخامس لعام 2009 ما يلي من افقرة (ثانيًا: الديمقراطية التعددية): "يستلهم الحزب الشيوعي هنا تجربة السودان التاريخية الخاصة وأيضا ما توصل إليه الفكر السياسي العالمي"(انتهى الاقتباس) ولكن كيف تكون "العلمانية" نظامًا فلسفيًا؟ ما أعرفه أنَّه العلمانية نظام سياسي وليس فلسفي على الإطلاق. فهل لكَ أن تُسهب في هذه النقطة لو تكرمت؟ وما هي أخطاء العلمانية؟ وهل هذه الأخطاء لا يُمكن إصلاحها؟
Quote: وهي ليست من خط الحزب
لم أفهم كون العلمانية ليست من خط الحزب هذه، هل هذا يعني أنَّ الحزب الشيوعي السوداني لا يدعو إلى قيام دولة مدنية علمانية؟ إذن ماذا يعني هذا الكلام:
* "لانتقال السودان سلمياً من دولة الحزب الى دولة الوطن، ومن الدولة الدينية إلى الدولة المدنية، والفصل بين السلطات الثلاث وضمانات ممارسة التعددية الحزبية والتداول الديمقراطي للسلطة وحيوية الحراك الديمقراطي في ظل دستور ديمقراطي، لابد من تحقيق جملة إصلاحات ديمقراطية"(ثالثًا: الإصلاح الديمقراطي في جهاز الدولة والمجتمع) المصدر
* "يبحث الحزب الشيوعي عن أصل استلاب إنسان بلادنا وعذاباته في عمق الصراع السياسي والاجتماعي حول علاقات الإنتاج الاجتماعية. ويتخذ هذا الصراع في الوقت الراهن، مثلما ظل يتخذ منذ عقود طوال، شكل ومضمون المواجهة بين مشروعين متوازيين تماماً : مشروع الدولة الدينية، من جهة، والذي تقف وراءه وتدعمه القوى الظلامية التي تتخذ من قدسية الدين دثاراً ودرعاً آيدلوجياً لتحقيق مصالحها الاقتصادية السياسية الدنيوية الضيقة، ومشروع الدولة المدنية الديمقراطية من جهة اخرى، والذي ترفع لواءه قوى الاستنارة والعقلانية السياسية التي تتطلع الى نظام حكم يراعي خصائص التعدد والتنوع اللذين تتميز بهما امتنا، بما يصون وحدتها الوطنية، واستقلال بلادنا، وسلامة أراضيه"( الفصل العاشر: الدين والسياسية، بند 5) المصدر
* "ويطرح الحزب أمامه مهمة قيام منبر واسع لتوحيد قوى الاستنارة في النضال من اجل الدولة المدنية الديمقراطية"(الفصل العاشر: الدين والسياسية، بند 6) المصدر
Quote: الحزب الشيوعي حزب يدعو للاشتراكية و الشيوعية وهي انظمة اقتصادية اجتماعية وليست انظمة فلسفية ويهتدي في معاملاته مع الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بالمادية الديالكتيكية
تطبيق قوانين المادية الديالكتكية على الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي هو ما يُسمى بالمادية التاريخية. وبمعنى آخر فإنَّ الأساس الفكري والفلسفي الذي تنطلقه منه الأحزاب الشيوعية في تفسير وتحليل ومُعالجة القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هو "المادية التاريخية" وهذه المادية التاريخية في أساسها هي عبارة عن قوانين "المادية الديالكتكية" وهذا ما نقرأه من كلام جوزيف ستالين والذي نشرته من قبل: "المادية التاريخية هي امتداد مبادئ المادية الديالكتيكية على دراسة الحياة الاجتماعية، تطبيق مبادئ المادية الديالكتيكية على ظواهر الحياة الاجتماعية وعلى دراسة المجتمع وتاريخه" المصدر
Quote: المادية الديالكتيكية و التاريخية تعملان على فهم العالم بما هو عليه و كما هو و لا تنظر للعالم من خلال اي منظور فلسفي و انما تعتمدان على المعرفة العلمية
كيف يُمكن اعتبار "المادية الديالكتيكية" وبالتالي "المادية التاريخية" شيئًا غير منظوم فلسفي؟ المادية الفلسفية نفسها (التي هي أساس ومنبع مادية ماركس الديالكنيكية هي في أساسها قائم على المعرفة العلمية، وكل المادية الأخرى (سواء التي سبقت ماركس أو التي تلته) كلها تعتمد على المعرفة العلمية، ولكن هذا لا ينزع عنها الطابع الفلسفي أبدًا، بل على العكس هذه النزعة الفلسفية هي التي خلقت لنا اختلافًا كبيرًا بين الفلسفات المادية.
Quote: و بذلك فان العلمانية كمذهب فلسفي (ديني في النهاية لأنه يقوم على مفاهيم عن الاله و نشأة الكون مضادة للنظرة الدينية) ليست جزء من ادوات المادية الديالكتيكية و لا التاريخية
العلمانية مذهب فلسفي ديني؟ العلمانية تقوم على مفاهيم عن الإله ونشأة الكون؟ ومضادة للنظرة الدينية؟ ما هذا الكلام؟ كيف تكون العلمانية مذهبًا دينيًا؟ وكيف تكون مذهبًا دينيًا قائمًا على مفاهيم عن الإله ويكون في الوقت ذاته مضادةً للنظرة الدينية؟
.
Quote: اما موضوع الشريعة الاسلامية فللحزب رأي مطروح فيها برفضه الدولة الدينية لكن القوانين لا تفرضها الاحزاب و انما تفرضها المجتمعات سواء ديمقراطيا مثلما في امريكا او الغرب او بسلطة الدولة كما في السودان اذا قررت اغلبية الشعب الاحتكام لأي قوانين, فلا يمكن لأي حزب رفض رأي الاغلبية الا اذا توسل سبلا غير ديمقراطية .
من قال أنَّ الديمقراطية هي حكم الأغلبية فقط؟

مُداخلة مُحيِّرة فعلًا(!!)

Post: #112
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-06-2013, 00:17 AM
Parent: #108

تحياتي بدر الدين أحمد موسي
( 1)
كتبت:-
Quote: بذلك فان العلمانية كمذهب فلسفي (ديني في النهاية لأنه يقوم على مفاهيم عن الاله و نشأة الكون مضادة للنظرة الدينية) ليست جزء من ادوات المادية الديالكتيكية و لا التاريخية

** * القوي السياسية السودانية يابدر الدين حينما تطرح مصطلح العلمانية فإنها تعني بها- طرح وإجازة دستور وقوانين وضعية من هذا المنطلق فقد ظل الحزب الشيوعي السوداني يتبني مصطلح العلمانية منذ بواكير
نشأته وحتي المؤتمر الخامس- وقد ثبتت ورقة( مسألة الدين والدولة:
المقدمة للمؤتمر الخامس علي هذه الخلفية التاريخية حيث جاء فيها أن الحزب لجأ لل(
Quote: الاستخدام المنتبه لمصطلح (العلمانية) ، لا بمدلولاته التى استقرت فى الفكر الغربى منذ حقبة التنوير ، إحدى الحقب الثلاث لعصر الحداثة ، وإنما كمرادف لمفهوم (العقلانية) فى الفكر الإسلامى.)
وأشارت الورقة الي
Quote: جاء فى وثيقة المؤتمر الأساسية الموسومة (بالماركسية وقضايا الثورة السودانية) ، وفى معرض توصيف الأزمة السياسية آنذاك: " لقد ظلت القوى الرجعية تعمل فى إطار الحركة السياسية (العقلانية) .. ولكن تصاعد نشاط الجماهير .. دفع بها إلى ترك الحياة السياسية (العلمانية) .. ونشر جو من الدجل اليمينى .. يهدف إلى قيام سلطة رجعية (باسم) الدين"
فالدولة المدنية التي يطرحها الحزب الشيوعي لا تعدو أن تكون فهم الحزب للعلمانية وقد جاء في ورقة الاستاذ نقد حول قضية الدين والدولة

Quote: (على خلفية هذا الواقع الموضوعي وتأسيساً عليه تستند الديمقراطية السياسية السودانية في علاقتها بالدين على مباديء النظام السياسي المدني الديمقراطي التعددي، والتي تشكل في الوقت نفسه فهمنا لمعنى العلمانية،
)


أواصل

Post: #109
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-05-2013, 11:22 PM
Parent: #107

هشام وضيوفه تحياتي
Quote: اما نقد العلمانية فليس محرم والعلمانية نظام فلسفي نشأ في بيئة سياسية مغايرة للبيئة السياسية و الاجتماعية في السودان و فيها اخطاء و هي ليست من خط الحزب
الحزب الشيوعي حزب يدعو للاشتراكية و الشيوعية و هي انظمة اقتصادية اجتماعية و ليست انظمة فلسفية و يهتدي في معاملاته مع الواقع الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي بالمادية الديالكتيكية
المادية الديالكتيكية و التاريخية تعملان على فهم العالم بما هو عليه و كما هو و لا تنظر للعالم من خلال اي منظور فلسفي و انما تعتمدان على المعرفة العلمية, و بذلك فان العلمانية كمذهب فلسفي (ديني في النهاية لأنه يقوم على مفاهيم عن الاله و نشأة الكون مضادة للنظرة الدينية) ليست جزء من ادوات المادية الديالكتيكية و لا التاريخية
اما موضوع الشريعة الاسلامية فللحزب رأي مطروح فيها برفضه الدولة الدينية لكن القوانين لا تفرضها الاحزاب و انما تفرضها المجتمعات سواء ديمقراطيا مثلما في امريكا او الغرب او بسلطة الدولة كما في السودان
اذا قررت اغلبية الشعب الاحتكام لأي قوانين, فلا يمكن لأي حزب رفض رأي الاغلبية الا اذا توسل سبلا غير ديمقراطية .
في امريكا, هناك قوانين الان, تستمد فكرتها من تعاليم الدين المسيحي مثل منع الخمر (كان هناك تعديل للدستور يمنع بيع الخمر وتم تعديله لأسباب اقتصادية)
ما قصدت ان اقوله هو الاتي; في حين انه من حقنا رفض الدولة الدينية (مساوئها لا تخفى على احد), ليس من حقنا التحديد مسبقا اي قوانين قد يرتضيها الشعب, فحق سن القوانين و جوهرها حق للشعب و مرهون بحاجاته المادية.

فلو اراد شعب ولاية محددة فرض اي قوانين, و استطاع فعل ذلك ديمقراطيا بالاغلبية, فلا سبيل لوقف ذلك الا بالسبل الديمقراطية او الدستورية, اذا ثبت انها تخالف ما اتفق عليه في الدستور. و ما اعرفه اننا لم نتفق بعد على دستور في السودان, و محاولة مسابقة الدستور و اتخاذ قرارات نهائية كحزب واحد يضع الحزب في تناقضات لا يقع فيها سياسي حصيف.
ايضا يجب ان لا تنسى; ان الشريعة الاسلامية ليست فقط حدود جلد السارق و الزاني و انما هي ايضا طريقة حياة المسلم في الزواج و الطلاق و الاكل و الشرب و المعاملات و الدفن و هي حقوق انسانية يجب ان تراعيها الدولة التي يعيش فيها المواطن المسلم
الانجليز فطنوا لذلك فأنشأوا المحاكم الشرعية في السودان, طبعا لفهمهم المتقدم للدولة و حقوق الشعب.
عليه ارى ان الموقف من الشريعة يجب ان لا يكون مطلقا, بل يجب ان يكون فهمنا و تعاملنا معها ديالكتيكيا.
ليس لدي الوقت للدخول في هذا السجال الفلسفي, ولكن أعجبني الطرح المتقدم للأستاذ بدر الدين موسي وأري أنه تجاوز الموقف الآيدلوجي.....رغم أني ما زلت أعتبر منطلق الحزب الشيوعي سياسي, ولكنه متقدم جدا علي الفلسفات المادية الأخري, خاصة بعد تجاوزه الآيدلوجية وكتابات جورج فولترز وغيره, فهو هنا أكثر واقعية من الملحدين المتفلسفين (المثاليين!), ومن العلمانيين المذهبيين, لأن هؤلاء بأفكارهم المسبقة وقفزهم فوق الواقع, ليسوا في كل الأحوال أفضل من الأديان التي يناهضونها, بل أعتبرهم أديانا أيضا
في أعتقادي أن هشام قد شوشت عليه الفلسفة كثيرا, فإذا العلم نفسه لم يصل بعد إلي الإحاطة بالكون, فكيف يمكن الجزم بمادية أمر ما زال في طور الإحتمال وخارج النطاق المحسوس؟ فما دام أنه الإحتمال, إذن يفترض الإمكانية وعدم الإمكانية, فبالتالي القطع بالإيمان أو عدم الإيمان هنا ليس دقيقاً, بل يعد هو الآخر رجما من الغيب والمثالية! والشئ الذي لا يريد أن يفهمه هشام أن الماديتين الجدلية والتاريخية كانتا لماركس وإنجلز مجرد وسيلة لغايات عليا تتمثل في إلغاء الفوارق الطبقية وإستعادة حق العمال في فائض القيمة, فالغايات ثابتة, ولكن الوسائل تتغير دائما وفق الظروف والأوضاع

فائق التقدير

Post: #111
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-06-2013, 00:11 AM
Parent: #109

الأخ: أدروب أبوبكر
تحيِّاتي

أشكرك على المُشاركة في هذا البوست، وكنتُ أتمنى لو أنَّك طرحتَ رؤيتك عن الإلحاد في بوست فتحتُه خصيصًا لمُناقشة مسألة وجود أو عدم وجود إله بعنوان (بهدوء ) ولكن لا بأس؛ سأحاول أن أختصر الموضوع في أقل عبارات ممكنة: العلم لا يُمكن له (على الإطلاق) أن يصل إلى تأكيد أو نفي وجود شيء "ميتافيزيقي" لأنَّ العلم أصلًا لا يتعامل مع الميتافيزيقا والماورائيات ولا يعترف بوجودها أصلًا، والفلسفة المادية (التي تقوم على المُنجزات العلمية) هي التي تعمل على التنظير حول هذه المسألة. ما هي إسهامات المُنجز العلمي (حتى الآن)؟ العلم يقول إنَّ الكون نظام مُغلق بمعنى أنَّه ليس بحاجة إلى تفسيرات من خارجه أصلًا، وهو على ذلك يُفسِّر نفسه بنفسه. العلم يقول إنَّ كل شيء في هذا الكون هو "مادة" ولا وجود لشيء خارج على المادة وله تأثير عليه. الفلسفة المادية تُثبت أنَّ الوعي لا يُمكن أن يكون له وجود مُستقل عن المادة على الإطلاق، بل على العكس الوعي هو نتاج المادة. بمعنى أنَّه لا يُمكن للوعي أن يكون موجودًا خارج المادة أو بدونها، بينما يُمكن أن يكون للمادة وجود مستقل على الوعي أو بدون. كل هذا ما يعني؟ هذه الحصيلة العلمية والفلسفية تقود إلى حقيقة آنية مُفادها أنَّ إمكانية عدم وجود إله أكبر بكثير من إمكانية وجوده. حسنًا، هل هذا يتفق و "يتسق" مع الفكر الإلحادي؟ نعم! لأنَّ الإلحاد هو (عدم الإيمان بوجود إله) وليس (الإيمان بعدم وجود إله) فلا العلم أنكر وجود إله بشكل قاطع، ولا الفلسفة المادية "الإلحادية" أنكرت وجود إله بشكل قاطع، ولكن لأنَّ نسبة إحتمالية عدم وجوده أكبر، فهي لا تُؤمن بوجوده، لأنَّ الإيمان يعني اليقين القاطع الذي بدوره يحتاج إلى "دليل" وليس إلى مُجرَّد براهين وحجج. فالموقف الإلحادي مُستق تمامًا، ولا يُمكن المُزايدة عليه. الآن؛ هل مسألة وجود أو عدم وجود الإله يُمكن، فعلًا، أن يُعتبر انفصالًا عن الواقع؟ أنا، بصورة شخصية، لا أعتقد ذلك، وقد يختلف معي بعض الملاحدة هو هذا الأمر، وهو اختلاف لا بأس به، ولكنني أرى أنَّ وجود فكرة إله مُسيطر ومُتحكم في هذا العالم وفي مصائر الناس شكَّل مادة مُناسبة جدًا لاستغلال البشر على جميع الأصعدة، وهذه الفكرة (فكرة الله) كانت السبب المُباشر في قمع واضطهاد فئات مُعينة من البشر: نساء، عُمَّال، طبقات فقيرة، أطفال ... إلخ. ومُناقشة هذه الفكرة، حسب ظنِّي، ورغم الصعوبات التي تواجهها، قد تعمل، على المدى الطويل، على وضع الناس في المسار الصحيح في هذا العالم، وتبصيرهم بالتغييب الذي يُمارس عليهم من قِبل رجال الدين والسُّلطة. وقد يرى ملاحدة آخرون عكس ذلك، وهذا (كماقلتُ) اختلاف في وجهات النظر واختلاف في الوسائل وليس الغايات والأهداف العليا. أمَّا عن المادية الديالكتيكية وعلاقتها بالمادية التاريخية فقد أوضحت رأيي في ذلك أكثر من مرَّة ولا حاجة إلى التكرار.

تقديري الفائق

Post: #113
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-06-2013, 01:16 AM
Parent: #111

بدر الدين أحمد موسي
كتب :-



Quote: اما موضوع الشريعة الاسلامية فللحزب رأي مطروح فيها برفضه الدولة الدينية لكن القوانين لا تفرضها الاحزاب و انما تفرضها المجتمعات سواء ديمقراطيا مثلما في امريكا او الغرب او بسلطة الدولة كما في السودان
اذا قررت اغلبية الشعب الاحتكام لأي قوانين, فلا يمكن لأي حزب رفض رأي الاغلبية الا اذا توسل سبلا غير ديمقراطية .
وأضفت
Quote: قصدت ان اقوله هو الاتي; في حين انه من حقنا رفض الدولة الدينية (مساوئها لا تخفى على احد), ليس من حقنا التحديد مسبقا اي قوانين قد يرتضيها الشعب, فحق سن القوانين و جوهرها حق للشعب و مرهون بحاجاته المادية

أولا لأي حزب تصور أو خطوط عامة حول شكل الدستور أو القوانين فالاحزاب اليمينية تطرح- رؤية تدعو فيها لدستور وقوانين إسلامية وقوي اليسار والوسط الديموقراطي تطرح فكرة - الصيغ الوضعية دستورا وقوانينا وترفض تطبيق الشريعة والحدود!
ثانيا حينما تطرح مشاريع القوانين في البرلمان لابد لكل حزب من طرح تصور محدد يعلن عبر نوابه وإعلامه وهئياته القانونية! من البديهي أن يحمل نواب وإعلام الحزب الشيوعي في ذهنهم رؤيةالحزب الرافضة للدولة الدينية والشريعة والساعية لتطبيق نظم وضعية أو كما جاء ورقة الحزب الشيوعي فإن طرحه ظل يدور حول
Quote: ((دولة المواطنة ، دولة مدنية ، دستور محايد تجاه الاديان ، ألا ينص الدستور على دين الدولة)
، بل أن الحزب تبني
نصاً صريحاً
Quote: يحظر استغلال الدين فى السياسة أو إنشاء الأحزاب السياسية على أسس دينية
في ميثاق مؤتمر أسمرا للقضايا المصيرية ، يونيو 1995م)
تقول
Quote: فلو اراد شعب ولاية محددة فرض اي قوانين, و استطاع فعل ذلك ديمقراطيا بالاغلبية, فلا سبيل لوقف ذلك الا بالسبل الديمقراطية او الدستورية

للحزب الشيوعي رأي جرئ وواضح حول مسألة التصويت علي المعتقدات تجده في البند الرابع من الفصل العاشر ببرنامجه

Quote: ==========
4) يرفض حزبنا أن يصبح الدين أداة نزاع في سياق الصراع الاجتماعي، وان نتخذ لهذا السبب بالذات، موقف المعارضة الفكرية والسياسية الحازمة ضد أي مسعى، من أي قوة اجتماعية، لاستغلاله في تحقيق أي مصالح اقتصادية وسياسية .وننطلق في موقفنا هذا، من حقيقة ان معيار الأغلبية والأقلية معيار سياسي لا ينسحب على قضايا الفكر والثقافة والمعتقد الديني والتي لا تحسم بالتصويت


ولكن وحتي وإن إجازت الأغلبية الميكانيكية مشروع إسلامي - فهذا ليس نهاية للمطاف فستظل القوي الديموقراطية المستنيرة ترفض هذا المشروع عبر إعلامها ومن خلال النشاط الجماهيري وستسعي لتغييره عبر الآليات الديموقراطية في دورات برلمانية قادمة ! ** وهذا مافعلته القوي الديموقراطية المستنيرة -ومن ضمنها الحزب -الشيوعي في خواتيم الستينات حيث رفضت - مشروع الدستور والقوانين الأسلامية- ورفضت- إستمرار قوانين سبتمبر -معدلة أومهجنة بعد الانتفاضة
ورفضت مشروع لجنة تاج السر منوفلي- وكافة الصيغ الاسلامية التي عرضت علي البرلمان وقتها وتمسكت - بالدعوة لتطبيق قوانين وضعية ** مسألة رفض المشاريع الدينية مسألة مبدأ- لاتقبل المساومة المماحكة ولكن رفضتها لايعني الإنقلاب عليها عسكريا إذا ما أجيزت وأنما الرفض وطرح البديل يتم عبر المؤسسسات والاليات الديموقراطية !

يقول بدر الدين
Quote: ما اعرفه اننا لم نتفق بعد على دستور في السودان, و محاولة مسابقة الدستور و اتخاذ قرارات نهائية كحزب واحد يضع الحزب في تناقضات لا يقع فيها سياسي حصيف.
حسنا والحزب الشيوعي يقول عن تصوره للدستور كتوجه عام
Quote: دستور محايد تجاه الاديان ، ألا ينص الدستور على دين الدولة
إنه دستور المواطنة الذي يصاغ هو والقوانين المنبثقة عنه علي أساس مبدأ المواطنة !
تقول
Quote: ايضا يجب ان لا تنسى; ان الشريعة الاسلامية ليست فقط حدود جلد السارق و الزاني و انما هي ايضا طريقة حياة المسلم في الزواج و الطلاق و الاكل و الشرب و المعاملات و الدفن و هي حقوق انسانية يجب ان تراعيها الدولة التي يعيش فيها المواطن المسلم الانجليز فطنوا لذلك فأنشأوا المحاكم الشرعية في السودان, طبعا لفهمهم المتقدم للدولة و حقوق الشعب.
عليه ارى ان الموقف من الشريعة يجب ان لا يكون مطلقا

موضوع ( الزواج و الطلاق و الاكل و الشرب و المعاملات و الدفن) والمواريث فهذه ينظمها قانون الاحوال الشخصية النافذ منذ العهد الإستعماري وليست هناك جهة تـطالب بنسفه وإنما هناك مناداة بتطويره
وهذا مبحث آخر!
* حديثنا يتركز حول الشريعة والحدود وحقوق المواطنة والموقف المبدئي من تطبيقها - وموقف الحزب الشيوعي تحديدا من ذلك فلنأخذ مثلا حقيقة وجود تيار إسلامي يري- أن يقتصر تولي رئاسة الدولة والقضاء علي المسلم الذكر وبالتالي سلب المراة وغير المسلم من أبرز حقوق الانسان والمواطنة !
وهناك تيارات أخري ترفض حق حرية الإعتقاد والفكر وحق تبديل المعتقد أي الردة وبالتالي تسلب المواطن حقا من أهم حقوقه الأنسانية! وهناك من يلوح بمفهوم صيغة أهل الحل والعقد والشوري بل وحتي رفض الديموقراطية نفسها بإعتبارها إستلاب وتغريب , والحقيقة لا أود أن أخوض في تهافت وتمزق خطاب جماعات الإسلام السياسي وتناقض دعاته
وإختلافهم في أساسياته فهذا موضوع طويل ! ** مايهمني هنا هو التأكيد علي الرفض المبدئي للدولة الدينية ولتطبيق الشريعة والحدود وسلب حقوق الانسان والمواطنة بإسم الاديان والدعوة لحياد الدولة تجاه الاديان وأن تكون المواطنة -بإعتبارها القاسم المشترك الذي يجمعنا- أن تكون هي الاساس الذي تصاغ علي أساسه الدساتير والقوانين - وأن الا يتم التمييز بين المواطنين إنطلاقا من إختلاف الدين والنوع والجنس.
......

Post: #118
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-06-2013, 10:41 AM
Parent: #111

شكرا علي الرد يا هشام, معليش ما أقدر أرجع للبوست, لأنه زنقة الوقت ما مدياني فرقة, بس خليني أرد علي السريع علي مداخلتك ده, في الحقيقة كنت من بعيد بعيد متابع بوستاتك المطاقشة مع بعضها, قبل ما يكمل النقاش في واحدة منها, تسارع بفتح بوست آخر, وواضح أن لديك رأي مسبق وثابت في كل منها, ولهذا لم تصل إلي أي نتيجة فيها...
Quote: العلم لا يُمكن له (على الإطلاق) أن يصل إلى تأكيد أو نفي وجود شيء "ميتافيزيقي" لأنَّ العلم أصلًا لا يتعامل مع الميتافيزيقا والماورائيات ولا يعترف بوجودها أصلًا
ألا تري يا هشام أن هذا الكلام مناقض بعضه, من ناحية تؤكد مطلقاً أن العلم لا يمكن أن يصل إلى تأكيد أو نفي وجود شيء "ميتافيزيقي", ومن ناحية أخري تقول أنه لا يعترف بوجودها أصلًا؟؟
Quote: العلم يقول إنَّ الكون نظام مُغلق بمعنى أنَّه ليس بحاجة إلى تفسيرات من خارجه أصلًا، وهو على ذلك يُفسِّر نفسه بنفسه
المشكلة يا هشام أنك تقع في نفس خطأ الماركسيين التقليديين الأوائل, حينما جعلوا من العلم الفيزيائي آيدلوجية, إلي أن فصلت الفيزياء الحديثة في قانون الحتمية, ولكن الآن أشيد فعلا بشجاعة الحزب الشيوعي السوداني بالذات لأنه تراجع عن ذلك التعصب الآيدلوجي الأعمي, وركّز علي الهدف من خلال الواقع المتغير بدل التشبت بأدوات جامدة لا تسندها المعطيات علي الأرض
لو كانت الفيزياء الكلاسيكية التي تعتمد علي الإستقراء غير التام, تفضي إلي نتائج نسبية, فما بالك بفيزياء ما دون الذري, وفيزياء الكون التي تقوم علي الإفتراض والنمازج الرياضية ومراقبة الكوزموس المنظور, فالعقل بالطبع لا يستطيع إستقراء الكون, وهذا في حد ذاته كاف ليهز من مقولة أسبقية المادة علي الفكر, وكما لا يمنع بنفس القدر من وجود واقع موضوعي غير مستقل عن العقل
ودليل آخر علي هذه الحقيقة, هو إختلاف عقول الناس تجاه شئ محدد, مما يعني أننا نعكس قدر من تصوراتنا علي المادة ونستعمل قدراتنا الذاتية والخيالية والتجريدية ومعرفتنا التراكمية لنحلل ونستقرأ ونتأكد بالتجربة, فإن كانت المادة تتطور من غير وعي منا ومن غير تدخلنا, لما كان لتفكيرنا من فائدة, ويكون بالتالي أهمية وجود الإنسان محل تساؤل, العقل يا هشام يعمل بميكانيزم معقد جدا ولم يحسم العلم بعد كنهه الحقيقي وكيفية عمله, كل ما تم التوصل إليه لم يتجاوز حدود المؤثرات, ومن ناحية أخري إذا فرضنا جدلاً أن المادة تتحرك بقوانينها الذاتية, فهل ذلك يمنع منطق إفتراض أن يكون الكون قد إستمد أو يستمد نظامه من قوة خارجية؟ أما حديثك بيقينية عن الكون المغلق, فيه تجاوز, لأن مجرات الكون المنظور حسبما معروف تتباعد عن بعضها البعض وفي تمدد مستمر, وبما أن الكون يتمدد فإن متوسط الكثافة الكونية في تناقص, ولهذا تبني كثير من العلماء فرضية الكون المفتوح Open Universe , فضلا عن أن نموزج Closed Universe يواجه أسئلة الإحتباس الحراري والثقوب السوداء...المقصود ليس هناك يقين قاطع, فما زالت في طور الفرضية العلمية
Quote: الفلسفة المادية تُثبت أنَّ الوعي لا يُمكن أن يكون له وجود مُستقل عن المادة على الإطلاق، بل على العكس الوعي هو نتاج المادة. بمعنى أنَّه لا يُمكن للوعي أن يكون موجودًا خارج المادة أو بدونها، بينما يُمكن أن يكون للمادة وجود مستقل على الوعي أو بدون
العلم يا أخي لا يتحدث بهذه الإطلاقية واليقينية التي تتحدث بها, وبعدين لا تستعجل النتائج, فمقدماتك محتاجة هي الأخري إلي تحقيق, تعريفك للمادة مصادرة علي المطلوب, والتعريف علي أنها كل ما هو مستقل عن العقل, خطا أولا من ناحية صياغته السلبية, فهو لا جامع ولا مانع, وثانيا كيف لك أن تجعل من العقل معيارا لتعريف المادة, وثالثا كيف يكون للمادة وجود مستقل على الوعي, ولا يُكون للوعي وجود خارج المادة؟ إما أن تنكر وجود العقل, أو أن تقر بوجود عالمين مستقلين: عالم المادة وعالم العقل!
Quote: هذه الحصيلة العلمية والفلسفية تقود إلى حقيقة آنية مُفادها أنَّ إمكانية عدم وجود إله أكبر بكثير من إمكانية وجوده
لا أري هناك تلازم منطقي بين مادية العالم, ونفي وجود إله من الخارج, يتحكم في الكون أو خلقه وتركه يتحرك ذاتياً, ولهذا لم ينخرط العلم في هذا الجزئية, لانه لا سبيل إلي إثباتها أو نفيها, فتبقي في النهاية مسألة إيمانية تصديقية, تختص بها الأديان (ومن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر!)

لك التقدير

Post: #114
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-06-2013, 02:24 AM
Parent: #109

سلام ياهشام- كتبت:-
Quote: جميع ما تتناول أو تحاول التركيز عليه من قضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ورفض الدولة الدينية والمواطنة وغيرها هي في مُجملها قضايا تتناولها المادية التاريخية التي هي امتداد للمادية الديالكتيكية التي هي بدورها امتداد للمادية الفلسفية التي هي في نهاية المطاف فلسفة لا تعترف بالمُطلق ولا بالميتافيزيقا.
إن كنت حقا تتحدث عن المادية الجدلية-لا المكانيكية أو المثالية- فإنك إذا تعي جيدا أن ميدان- نشاط وتفعيل قوانين الديالكتيك هو- الطبيعة والواقع المادي والإجتماعي- لا ما وراء الطبيعية والغيبيات! ** السؤال هل إستخدم كارل ماركس قوانين الجدل- في تفسير نشاة الكون وماوراء الطبيعية? هل إستخدم ماركس تلك القوانين في نفي وجود أو إثبات وجود خالق ?
* ماركس ياهشام لم يوظف تلك القوانين في تفسير الكون وما وراء الطبيعة وإنما إستخدمها في تفسير والعمل علي تغيير الواقع المادي والاجتماعي الملموس , هذا هو الحقل الموضوعي الذي إنفعلت وتفاعلت فيه تلك القوانين ! ** هل هناك أي رابط جدلي يحتم الربـط بين الرؤية الفلسفية القائلة بعدم وجود آله وقوانين الجدل ? ** فلنفترض أن ماركس توصل - بصورة فلسفية وتجريدية- لليقين بعدم وجود خالق ومحرك للكون- فما علاقة هذا التجريد الفلسفي بقوانين الجدل ? * قوانين الجدل شأنها شأن قوانين الحركة لنيوتن وقوانين الفيزياء موجودة بشكل موضوعي وتعمل في الطبيعة بشكل موضوعي - وذلك قبل أن يكتشفها الإنسان, قوانين الجدل ظلت تعمل - في الواقع الإجتماعي والاقتصادي قبل أن يتعاطي معها ماركس- ويستخدمها بشكل واعي في تفسير الظواهر الإجتماعية والعمل علي تغيير العالم! ولا أعتقد ياهشام أن تعاملك مع قوانين نيوتن للحركة يفرض عليك الإقتناع برؤية إسحاق نيوتن القائلة بوجود خالق للكون أو ربط تلك القوانين بماسونية نيوتن !, بإختصار من حق أي شخص الا يتعامل مع التجريد الفلسفي النظري لماركس حول - وجود أو عدم وجود خالق طالما أن ذلك غير مرتبط بقوانين الجدل العلمية-! فالعقل النقدي والعلمي لايفترض التسليم الحرفي بكل ماقاله ماركس أو الربـط القسري والمكيانيكي بين كل مواقف وأقوال ماركس !
......

Post: #115
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: بدر الدين احمد موسى
Date: 06-06-2013, 04:11 AM
Parent: #114

نقل هشام ادم من موسوعة ويكيبيديا الكلام التالي ليثبت به ان الماركسية الحادية و لسيتدل بتعبير الدين افيون الشعوب ضد الماركسية

Quote: The founder and primary theorist of Marxism, the nineteenth century German sociologist Karl Marx, had an ambivalent attitude to religion, viewing it primarily as "the opium of the people" that had been used by the ruling classes to give the working classes false hope for millennia, while at the same time recognizing it as a form of protest by the working classes against their poor economic conditions.[1] In the end, Marx rejects religion.[2]


فلنتمعن في الكلام الذي اتي به هشام ادم و لنر ان كان يصلح ان يقف على رجليه كاثبات لالحادية الماركسية

يقول الاقتباس
مؤسس و المنظر الاساسي للماركسية السيسيولوجي الالماني في القرن التاسع عشر كارل ماركس كانت له مواقف مختلطة تجاه الدين فهو ينظر للدين كأفيون للشعوب حيث تستخدمه الطبقات الحاكمة لتعطي الطبقات العاملة امال كاذبة و في نفس الوقت ماركس يعتبر الدين شكل من اشكال الاحتجاج تتوسله الطبقات العاملة ضد الظروف الاقتصادية البائسة (الفقيرة) بنهايته ماركس يرفض الدين (انتهت ترجمتي)
الكلمة المفتاحية هنا كلمة امبيفيلانت ambivalent *
تحت سيجد من يريد شرح اوفى لكلمة امبيفيلانت و تعني متضارب او مختلط


هل اذا كانت لماركس مواقف مختلفة من الدين هل يمكن ان نخلص منطقا الي ان ماركس يرفض الدين? فقط هشام ادم يفكر كذلك مع كاتب مقال ويكيبيديا!


و بما ان لفظ افيون الشعوب هو الذي استخدمه كاتب المقال للتدليل على الحادية الماركسية و ايضا استشهد به هشام ادم في مداخلة سابقة في هذا البوست فاني ارى انه من الضروري ان نأتي بما قاله ماركس نفسه و نشرحه هنا و نرى ما قال و ما يمكن ان يستخدم ضده او له
هذا ما قاله كارل ماركس و كنت طلبت من هشام ادم ان يأتي بالمقتبس و يترجمه لأنه يبدو انه يعرف الانجليزية احسن مني لكن امري على الله فقد ترجمت نفس هذه القطعة مرات ومرات في سودانيزاونلاين لكني دائما ما افشل في العثور على ما كتبته هنا و اطالب الاخ بكري ان يسهل عملية البحث في سودانيز


The foundation of irreligious criticism is: Man makes religion, religion does not make man. Religion is, indeed, the self-consciousness and self-esteem of man who has either not yet won through to himself, or has already lost himself again. But man is no abstract being squatting outside the world. Man is the world of man – state, society. This state and this society produce religion, which is an inverted consciousness of the world, because they are an inverted world. Religion is the general theory of this world, its encyclopaedic compendium, its logic in popular form, its spiritual point d’honneur, its enthusiasm, its moral sanction, its solemn complement, and its universal basis of consolation and justification. It is the fantastic realization of the human essence since the human essence has not acquired any true reality. The struggle against religion is, therefore, indirectly the struggle against that world whose spiritual aroma is religion.

Religious suffering is, at one and the same time, the expression of real suffering and a protest against real suffering. Religion is the sigh of the oppressed creature, the heart of a heartless world, and the soul of soulless conditions. It is the opium of the people.

http://www.marxists.org/archive/marx/works/18...que-hpr/intro.htm#05

ماركس يقول و هو في الحقيقة يتضجر من انهماك المفكرين الالمان في نقد الدين (المسيحي) لدرجة انهم نسوا ما هو اساسي و ضروري
فقال:
"اساس النقد اللاديني (لدى الفلاسفة الالمان هذه مني للشرح لغير المتابع) هو ان الانسان هو من يصنع الدين, الدين لا يصنع الانسان
الدين في الحقيقة هو الوعي الذاتي و الثقة بالنفس للانسان الذي لم يصل بعد لحقيقة نفسه او الذي فقد ذاته
لكن الانسان ليس كائنا مجردا يقعى (يوجد) خارج العالم, الانسان هو نتاج عالم الانسان; من دولة و مجتمع. هذه الدولة و المجتمع تنتجان الدين و هو وعي مقلوب للعالم.
الدين هو النظرية العامة لهذا العالم, هو خلاصته (عصارته) الموسوعية, هو منطق العالم بصورة عامة, هو مركز شرفها الروحاني, هو حماسة العالم, هو معياره الاخلاقي, هو مكمل العالم و مصدره العام للسلوى و التبرير, الدين هو التحقيق المبدع (او الخيالي) لجوهر الانسان لأن جوهر الانسان لم يتحقق.
محاربة الدين (حرفيا الصراع ضد الدين) لذلك هو صراع ضد العالم الذي يمثل الدين عبقه.
المعاناة الدينية (المعني الاوسع الممارسة الدينية او العبادة) هي في نفس الوقت التعبير عن معاناة حقيقية, و احتجاج ضد معاناة حقيقية. الدين هو زفرة المخلوق المغلوب على امره (المضطهد), هو قلب عالم بلا قلب, و هو روح ظروف بلا روح (قاسية), الدين افيون الناس!


لا حول ولا قوة الا بالله لو الله لم يدخل ماركس الجنة على هذا الكلام ما عارف الناس ممكن تدخل الجنة بياتو كلام!
في رأيي هذا اجمل و ابلغ وصف للدين و لا يقل في معناه عن معنى الاية "الا بذكر الله تطمئن القلوب"

من غير استرسال اريد ان اقول ان الافيون كان و ما يزال يستخدم في العمليات الجراحية لتخفيف آلام الجرحي و ايام ماركس كان تقريبا المهدئ الوحيد في عمليات البتر فلو كان ذاك الاستخدام و الاستعارة للمعنى بطال فاردموا ماركس بالطوب

عليه فان ما بنى عليه كاتب المقال حجته ضد ماركس ليصفه بمعاداة الدين قد انهار امام اعيننا الان
فليبل هشام ادم المقال و يشرب مويتو



لسع جاييك!



--
Ambivalence is a state of having simultaneous, conflicting feelings toward a person or thing.[1] Stated another way, ambivalence is the experience of having thoughts and/or emotions of both positive and negative valence toward someone or something. The term also refers to situations where "mixed feelings" of a more general sort are experienced, or where a person experiences uncertainty or indecisiveness concerning something. The expressions "cold feet" and "sitting on the fence" are often used to describe the feeling of ambivalence






----
--

Post: #117
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-06-2013, 04:48 AM
Parent: #115

إضاءة :- علي الرغم من أن الحزب الشيوعي السوداني فضل إختيار مصطلح الدول المدنية علي مصطلح العلمانية - حيث يقول :-
:
Quote: تتأسس رؤيتنا وبرنامجنا للديمقراطية السياسية السودانية في علاقتها بالدين على مبادئ النظام السياسي المدني التعددى ، لا على (العلمانية) كمفهوم تاريخى محدد. فمصطلح (النظام المدنى) أقرب لواقعنا من مصطلح (النظام العلمانى) بدلالاته الاكثر ارتباطا بالتجربة الاوروبية.


.... الإ أن الحزب الشيوعي دافع عن العلمانية الأوربية ورفض ربطها بالالحاد وطرد الأديان من الحياة يقول الحزب الشيوعي في ورقته المقدمة للمؤتمر الخامس :-

Quote: ..........
(3) مع ذلك ، ورغم أننا لسنا ملزمين ، ولا حتى مهتمين ، بالانشغال بالدفاع عن مجتمعات العلمانية الغربية ، لكن بعض الحجج التي يسوقها دعاة التطرف والهوس الديني والدولة الدينية تتمادى في تشويه الواقع وإنكار الحقائق. مثال ذلك الادعاء العريض حول طرد الدين من الحياة والمجتمع في الغرب ، مع انهم يعلمون ان ملكة بريطانيا تحتل منصب رأس الكنيسة، مما كثر اجتراره في معرض التدليل على خطل ذلك الترويج الشائه ، ويعلمون قوة ونفوذ اللوبي الكنسي في الولايات المتحدة الاميركية وصوته الراجح في انتخابات الرئاسة والكونغرس ، وقد نشرت مجلة نيوزويك نتاج المسح الذي جرى عام 1991م لمستوى التدين في اميركا حيث ينتمى 42% من البالغين الى كنيسة ، كما يؤدى 42% صلاة الأحد في الكنيسة. أما الاحزاب السياسية الاوروبية ذات الطابع الديني ـ مثل الديمقراطي المسيحي في إيطاليا أو ألمانيا ـ فقد شاركت في وضع الدستور العلماني الديمقراطي ، والتزمت به وبما يتفرع عنه من تشريع في الممارسة. كما يعلمون ان فرنسا ، بكل زخم ثورة 1789م ، أقدمت على فصل الدولة عن الكنيسة ، ثم تبنت دولتها الكنيسة حتى نالت لقب طفل الكاثوليكية المدلل، ولم يصدر تشريع الفصل إلا في العقد الاول من القرن العشرين عام 1905 بعد أكثر من قرن على الثورة ، وفي المقابل لم تعترف الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية بوثيقة حقوق الانسان والمواطن الصادرة عن الثورة الفرنسية إلا في عام 1966م اي بعد 168 عاماً. إن فصل الدولة عن الكنيسة لم يعن إقصاءها عن المجتمع أو مصادرة دورها الروحى ، لكن مناخ الديمقراطية أجبر الكنيسة على الحد من غلوائها السياسية ، والتصالح مع التاريخ ، والاعتراف بجور بعض أحكامها ومراجعتها وتصحيحها. فقد راجعت الكنيسة ، مثلاً ، في عام 1920م ، إدانتها لجان دارك في القرن السادس عشر بالهرطقة والسحر ، بل وعمَّدتها قديسة بعد 500 سنة. كذلك راجع الفاتيكان عام 1992م إدانته للعالم غالليلو غاليليه ، وذلك فى ضوء تأويل وتفسير معاصرين للكتاب المقدس يقران بالحقيقة العلمية القائلة بأن الأرض تدور حول الشمس ، كما أصدرت الكنيسة الكاثوليكية في فبراير عام 2000م اعتذاراً صريحاً عن حرق محاكم التفتيش للعالم جوردانو برونو. وربما كان من المناسب الاشارة ، ضمن هذا السياق ، إلى أن قائد الحركة الاسلامية التونسية راشد الغنوشي كان قد اقترح في منتصف تسعينيات القرن الماضي رد الاعتبار للفكر المعتزلي ورواده ، مما يعد فتحاً جديداً في الفكر السني الاشعرى. دعاة التعصب والاقصاء يهابون الحوار ، ولأن ديدنهم الاملاء يسارعون لسد منافذ تجديد الفكر ، ومهمتنا فتح منافذ الحوار لهزيمة التعصب في حلبة الصراع الفكري.

.........

Post: #119
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Abdel Aati
Date: 06-06-2013, 11:51 AM
Parent: #117

بعض الشيوعيين السودانيين عينهم قوية وسنهم ملوية
مستعدون لمغالطة التاريخ والنصوص والوقائع للحفاظ على ايدلوجية سمك - لبن -تمر هندي التي يتبنونها

Post: #120
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: كمال عباس
Date: 06-06-2013, 02:49 PM
Parent: #117

تحياتي عزيزي هشام أدم
كتبت:-
Quote: قد لا تكون –كشيوعي- مُهتمًا بمُناقشة قضايا الدين والإلحاد ومسائل الوجود الأساسية، ولا أحد يُمكنه أن يُجبرك على الاهتمام بها ومُناقشتها، ولكنها تحصيل حاصل بالنسبة إليك كشيوعي من واقع التيار الفلسفي الذي تنتمي إليه أنت وحزبك
حتي لايحدث أي خلط أو إلتباس تبني عليه عملية تصنيف سياسي جزافي لشخصي دعني أعيد التأكيد علي حقيقة أني لا أنتمي سياسيا لأي حزب سياسي
وعلي المستوي الفكري فأني أنهل من العديد من المنابع الفكرية بلا إنغلاق أو عصبية . أحمل قناعات ومبادئ خاصة بي وأتعاطي مع البرامج
السياسية والفكر الإنساني والفلسفات بذهن منفتح وعقل ناقد وإنتقاء إيجابي, ماكتبته عن الماركسية -فلسفة وفكرة وبرامج ومواقف الحزب
الشيوعي السوداني يمثل فهمي- لهم- فهمي الذي كونته عبرالرصد و الإطلاع والمتابعة والتثقيف الذاتي- فوقفي معك ياهشام مثلا في بعض القضايا ذات الطابع العقلاني والمنحي العلمي لايعني أني إنطلق من رؤيتك الالحادية أو طريقة تعاطيك مع قضايا الفكر. تجمعني قواسم فكرية وسياسية مع كثير من القوي السياسية والتيارات الفكرية ولكنها لاتصل للتطابق أو الإنتماء,
لذا تراني إنتقد المواقف والافكار- مثبتا علي بعضها ومختلفا مع الاخر وذلك بلا تحامل -أو ترصد أو محاولة للمزائدة والتكسب السياسي. مع مراعاة أني غير محائد لا مستوي الموقف السياسي أو الفكر فأنا منحاز لقضايا الديموقراطية والعدالة الإجتماعية والمساواة وقضايا المراة والمهمشين والاستنارةوالتقدم والانسانية وهموم وقضايا شعبنا
.......

Post: #121
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-06-2013, 07:02 PM
Parent: #120

الأخ: أدروب أبوبكر
تحيِّاتي

تقول: "ألا تري يا هشام أن هذا الكلام مناقض بعضه, من ناحية تؤكد مطلقاً أن العلم لا يمكن أن يصل إلى تأكيد أو نفي وجود شيء "ميتافيزيقي", ومن ناحية أخري تقول أنه لا يعترف بوجودها أصلًا؟"(انتهى الاقتباس)
ليس هنالك تناقض، عزيزي، فالعلم لا يعرف الثوابت، والثابت الوحيد في العلم هو المُتغيِّر، ومن هنا فإنَّه لا يستطيع الجزم بوجود أو عدم وجود الماورائيات، والعلم أساسًا لا يهتم بقضية إثبات أو نفي وجود إله أو كائنات ماورائية، وهو في ذلك يسعى إلى التغلل في أعماق الظواهر التي تبدو غريبة وخارقة في محاولة لتفسيرها، والمًتتبع لمسار التطور العلمي يرى أنَّه، حتى الآن، حقق إنجازات مُذهلة في سبيل تفسير ظواهر كانت غير مفهومة للناس إلى الدرجة التي كان يُعتقد فيها أنَّها ظواهر خارقة تتسبب فيها الآلهات أو الأرواح الشريرة وما إلى ذلك من الماورائيات. فأنا في المُقتبس الذي رأيتَ أنَّه مُتناقض ربطتُ لك عدم قدرة العلم على تأكيد أو عدم تأكيد وجود إله بمسألة مُحددة جدًا، وهي أنَّ العلم غير مُهتم بهذا الموضوع على الإطلاق؛ فهذا هو شأن الفلسفة وليس العلوم الطبيعية، وربطتُ لكَ عدم اعتراف العلم بالماورائيات والميتافيزيقيا بمسألة مُختلفة ومُحددة جدًا في الوقت ذاته وهي فضوله الدائم والمُستمر لكشف الكون وتفسيره، فهو من هذا الاتجاه لا يعترف بشيء اسمه ميتافيزيقا أبدًا، لأنَّ العلم يتعامل مع الماديات وليس مع ماورائها؛ إن كان له وجود أصلًا.

تقول: "العلم يا أخي لا يتحدث بهذه الإطلاقية واليقينية التي تتحدث بها, وبعدين لا تستعجل النتائج, فمقدماتك محتاجة هي الأخري إلي تحقيق, تعريفك للمادة مصادرة علي المطلوب, والتعريف علي أنها كل ما هو مستقل عن العقل, خطا أولا من ناحية صياغته السلبية, فهو لا جامع ولا مانع, وثانيا كيف لك أن تجعل من العقل معيارا لتعريف المادة, وثالثا كيف يكون للمادة وجود مستقل على الوعي, ولا يُكون للوعي وجود خارج المادة؟ إما أن تنكر وجود العقل, أو أن تقر بوجود عالمين مستقلين: عالم المادة وعالم العقل!"(انتهى الاقتباس)
هذا تعقيبك على حديثني عن إثبات أسبقية وأولوية المادة على الوعي. دعني أقول لك، يا عزيزي، أنَّ المادة فعلًا لها وجود مُستقل عن وعينا، فسواء أدركنا المادة أم لم نُكرها، فإنَّ لها وجودها المُستقل تمامًا عن وعينا لها، ولا أدري كيف يُمكن أن يكون هذا التعريف ناقصًا، ولا أدري إلى أيَّ معيار يُمكن أن نركن في تعريف أو معرفة أو إدراك المادة؛ إن لم يكن المعيار هو عقولنا؟ ولا أدري، كذلك، لماذا تشترط أن يكون للوعي وجود مُستقل عن المادة في مقابل استقلالية المادة عن الوعي؟ العقل يا عزيزي، كما أراه وأفهمه، ما هو إلَّا إحدى وظائف الدماغ، فالعقل ليس شيئًا أو ذاتًا مُستقلةً عن أدمغتنا؛ وكذلك كل وعي. ولا يُمكن الفصل، في الوقت ذاته، بين عالم المادة وعالم الوعي، لأنَّ العلاقة بين المادة والوعي هي علاقة إنتاج، فالمادة هي التي تُنتج الوعي، ولو كان لك معرفة بوعي ما له وجود مُستقل عن المادة، فأرجو أن تُعطينا أمثلةً على ذلك، وبإمكاني، بالمقابل، إن أعطيك عشرات الأمثلة على مواد مُستقلة عن الوعي. الوعي، يا عزيزي، نشأ مع نشوء أول كائن حي، ولم يكن للوعي أن يكون لولا وجود المادة أصلًا، وإذا كنتَ ترى كلامي غير دقيق، فبإمكانكَ أن تختلف معي، لكن على الأقل بإثبات فعلي: أمثلة على ذوات واعية مُستقلة عن المادة.

تقول:
"لا أري هناك تلازم منطقي بين مادية العالم, ونفي وجود إله من الخارج, يتحكم في الكون أو خلقه وتركه يتحرك ذاتياً, ولهذا لم ينخرط العلم في هذا الجزئية, لانه لا سبيل إلي إثباتها أو نفيها, فتبقي في النهاية مسألة إيمانية تصديقية, تختص بها الأديان (ومن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر)"(انتهى الاقتباس)
إن سألتك عن صاحب مقولة {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} فماذا سيكون جوابك؟ (الله)؟ سأسألك: وما الله؟ فماذا سيكون جوابك حينها؟ على أيَّ حال، دعني من هذه النقطة، واسمح لي أن أعلِّق على نقطة عدم تلازم مادية العالم ونفي وجود إله من الخارج. الحقيقة إنَّ وجود عالم مادي لا يعني بالضرورة نفي وجود إله غير مادي، هذا الكلام صحيح، ولكن ماذا "مادية العلوم"؟ نحن، يا عزيزي، من واقع كوننا بشرًا، نمتلك المعرفة عبر حواس إدراكنا المعروفة (الحواس الخمس) مع قدرتنا على تحليل ومُعالجة التجارب والمعلومات، بالإضافة إلى حواسنا المُكتسبة (العلوم) التي جعلت من بعض العوالم "المادية" الخفية، معروفة ومُدركة بالنسبة إلينا تمامًا. وإذا لم تكن هذه الحواس (المُكتسبة وغير المُكتسبة) غير قادرة على الوصول إلى إثبات وجود شيء، فما هو الموقف الذي يفترض أن نتخذه؟ ستقول لي الإيمان التصديقي الغيبي؛ حسنًا، دعني أسألك: إذا كان الأمر (كما هو مُتفق بيننا الآن) أنَّ مسألة وجود أو عدم وجود الإله لا يُمكن نفيه، تمامًا كما لا يُمكن إثباته، فمن أين جاء المُؤمنون بالـ"يقين" في وجوده؟ كيف يُمكن أن تُعاتب المادي على الإطلاقية واليقينية بينما لا يُمكن مُعاتب المُؤمنين على ذات الإطلاقية واليقينية؟ أمَّا فيما يُمكن ربط كلامنا هذا بموضوع البوست، فإليكَ (إضافةً إلى كل الاقتباسات التي تقدمت) هذا الاقتباس:
Materialism is the understanding which states that reality is only material: matter and energy. There are no Gods or supernatural phenomenon. Ideas, dreams, etc. are all part of material reality. Engels introduced it--but Marx's work especially the works he intended to publish like Capital

وترجمة هذا الكلام بتصرف توضيحي هو على النحو التالي: "المادية الفلسفية هي المفهوم الفلسفي الذي ينص على أنَّ الواقع ليس شيئًا آخر سوى مادي: مادة وطاقة. ليس هنالك وجود لآلهات أو ظواهر فوق طبيعية. الأفكار، والأحلام وخلافه كلها جزء من الواقع المادي. وقد قدَّم أنجلز ذلك في أعماله، ولكن أعمال ماركس وخاصةً تلك التي نوى نشرها ككتاب (رأسمال) المُجلَّد الأول، وبرومير الثامن عشر (لا أعرف ما هو ذلك، هل هو كتاب أم ورقة أم شيء آخر) و (الحرب الأهلية في فرنسا) تُظهر تشابهًا لما أسماه أنجلز بالمادية التاريخية."(انتهت الترجمة: المصدر)


مودتي

Post: #122
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-06-2013, 07:06 PM
Parent: #121

العزيز كمال عبَّاس
تحيِّاتي

تقول: "إن كنت حقا تتحدث عن المادية الجدلية-لا المكانيكية أو المثالية- فإنك إذا تعي جيدا أن ميدان- نشاط وتفعيل قوانين الديالكتيك هو- الطبيعة والواقع المادي والإجتماعي- لا ما وراء الطبيعية والغيبيات!"(انتهى الاقتباس)
أولًا، يا عزيزي، أنا لم أقل، أبدًا، أنَّ المادية الديالكتيكية تتعامل مع الماورائيات والغيبيات، بل على العكس تمامًا، قلتُ إنَّ المادية الديالكتيكية هي امتداد طبيعي ومُستق مع المادية الفلسفية والتي تنفي الماورائيات والميتافيزيقا، ولا أدري من أين جاءكَ هذا التصور من كلامي؟ الأمر الآخر، وهو عن موضوع المادية الديالكتيكية والواقع المادي والاجتماعي، فلقد شرحتُ هذا الأمر أكثر من مرَّة، ولم أكتف بإيراد فهمي الخاص، ولكنني أفردتُ اقتباسات من بعض المُنظرين والفلاسفة الماركسيين يُوضح بجلاء نقطة مُحددة جدًا، وهي: (المادية الديالكتيكية هي: مجموعة قوانين مادية لتفسير حركة العالم والطبيعة. Full Stop المادية التاريخية هي: تطبيق قوانين المادية الديالكتكية على الواقع الاجتماعية والتاريخي.) حسنًا، هل الفهم خاطئ للمادية الديالكتيكية والتاريخية؟ لنر معًا أقوال الماركسيين أنفسهم:

"خلال وقت طويل عولج من الماركسية القسم الذي يدرس الاقتصاد السِّياسي وانتشر، مما أدى إلى فصل هذه المادة تعسفًا ليس فقط عن "الكل" الكبير الذي تُؤلفه الماركسية، (بل أيضًا عن أسسها) لأن ما أتاح جعل الاقتصاد السِّياسي علمُا حقيقيًا هو المادية التاريخية، التي هي كما رأينا تطبيق للمادية الديالكتيكية."(انتهى الاقتباس: المصدر1) ونقرأ كذلك جوزيف ستالين قوله في تعريف وشرح المادية التاريخية، ولقد نشرت هذه الفقرة أكثر من مرة مع ترجمتها إلى العربية أيضًا، وفيه يتضح بشكل جلي جدًا أنَّ المادية التاريخية ليست سوى تطبيق قوانين المادية الديالكتيكية:
Historical materialism is the extension of the principles of dialectical materialism to the study of social life, an application of the principles of dialectical materialism to the phenomena of the life of society, to the study of society and of its history.

المصدر

وكذلك نقرأ تعريفًا مُبسّطًا للمادية التاريخية ومادية ماركس الديالكتيكية لميك بروكس (صحفي ماركسي) هنا:
Historical Materialism is the application of Marxist science to historical development

المصدر

ما أريد أن أختم به مُداخلتي هنا هو: كارل ماركس (كمادي) كان يرى أنَّ المادية هي أساس كل شيء، وأنَّ النسق المادي قادر على تفسير كل شيء: من الكون إلى الواقع الاجتماعي، وأنتَ تعلم أنَّ المادية الفلسفية تهتم بتفسير الكون على نحو مادي مُرتبط بالعلوم، ولكن إنجاز ماركس كان في تطوير الفهم المادي الفلسفي هذا إلى مستوى أعلى وأكثر ديناميكية وهو (المادية الديالكتكية) ولكنها ماتزال في نهاياتها "مادية" وتأكيدًا على مادية ماركس (والتي لا علاقة لها بالماورائيات بل وتنفيها) يقول ماركس بكل وضوح: " life is not determined by consciousness, but consciousness by life" فهو مادي مُتسق جدًا مع ماديته، فالماديون يقولون بأسبقة المادة على الوعي، وليس العكس؛ وعلى هذا فإنَّ المادية الديالكتيكية في الأصل تبحث في الظواهر الطبيعية (راجع ديالكتيك الطبيعة لأنجلز) ولكن كان التحدي الأساسي في الفكر الماركسي: "هل يُمكن تطبيق القوانين الديالكتيك المادية هذه على واقع الإنسان واقتصاده وتاريخه؟" كانت الإجابة على يد أنجلز، وهو ما نتج عنه ما يُعرف بالمادية التاريخية.


تحياتي لك

-------------
1- كتاب (المبادئ الأولية في الفلسفة – جورج بوليتزر، ترجمة د. فهيمة شرف الدين. دار الفارابي ص192)

Post: #123
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: رؤوف جميل
Date: 06-06-2013, 09:41 PM
Parent: #122

Quote: ما أريد أن أختم به مُداخلتي هنا هو: كارل ماركس (كمادي) كان يرى أنَّ المادية هي أساس كل شيء، وأنَّ النسق المادي قادر على تفسير كل شيء: من الكون إلى الواقع الاجتماعي، وأنتَ تعلم أنَّ المادية الفلسفية تهتم بتفسير الكون على نحو مادي مُرتبط بالعلوم، ولكن إنجاز ماركس كان في تطوير الفهم المادي الفلسفي هذا إلى مستوى أعلى وأكثر ديناميكية وهو (المادية الديالكتكية) ولكنها ماتزال في نهاياتها "مادية" وتأكيدًا على مادية ماركس (والتي لا علاقة لها بالماورائيات بل وتنفيها) يقول ماركس بكل وضوح: " life is not determined by consciousness, but consciousness by life" فهو مادي مُتسق جدًا مع ماديته، فالماديون يقولون بأسبقة المادة على الوعي، وليس العكس؛ وعلى هذا فإنَّ المادية الديالكتيكية في الأصل تبحث في الظواهر الطبيعية (راجع ديالكتيك الطبيعة لأنجلز) ولكن كان التحدي الأساسي في الفكر الماركسي: "هل يُمكن تطبيق القوانين الديالكتيك المادية هذه على واقع الإنسان واقتصاده وتاريخه؟" كانت الإجابة على يد أنجلز، وهو ما نتج عنه ما يُعرف بالمادية التاريخية.


كلام غلط لانك ملخبط بين المادية والمادية الديلكتيكية
وما عاوز تعترف ان ماركس تجاوز الفكر المادى الميكانيكى الى المادى الجدلى الذى يهتم بالواقع فقط ويحاول ان يفسره
لانه كما قال عاوزين نغير الواقع
لقد تجاوز ماركس فيورباخ لانه عندما الحد كان فيلسوفا فيورباخيا ماديا
ولكن عندما تبنى الجدل ثم استعدله كما قال و اعلن عن ماديته الجدلية صب اهتمامه بالواقع وانتقد الفبورباخين
ثم
يا هشام انت زاتك ما اعترفت بذلك هنا
Quote:

Quote: . المادية التاريخية لا علاقة لها بقضية وجود أو عدم وجود إله، فهي، على هذا، غير معنيه هنا بهذا الشيء،


ثم هنا كذلك اعترفت
Quote:

Quote: : الحق أنَّ المادية الجدلية لا "تدعو" إلى الإلحاد، فالإلحاد موقف فكري وفلسفي من مسألة وجود أو عدم وجود الإله أو الآلهات،

ثم اتى يهذه المقولة ليؤكد على كلام ماركس انه مهتم بواقعنا الذى نعيشه وليس تفسير الكون كما درج المادين الاوائل

Quote: وبذلك يتحول نقد السماء إلى نقد الأرض، نقد الدين إلى نقد الحقوق، ونقد اللاهوت إلى نقد السياسة.
* مقطع من مقدمة "نقد فلسفة الحقوق عند هيغل" (ترجمة مجلة "النقطة"، باريس 1983)

Post: #124
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-06-2013, 10:18 PM
Parent: #121

هشام سلامات
Quote: فأنا في المُقتبس الذي رأيتَ أنَّه مُتناقض ربطتُ لك عدم قدرة العلم على تأكيد أو عدم تأكيد وجود إله بمسألة مُحددة جدًا، وهي أنَّ العلم غير مُهتم بهذا الموضوع على الإطلاق؛ فهذا هو شأن الفلسفة وليس العلوم الطبيعية، وربطتُ لكَ عدم اعتراف العلم بالماورائيات والميتافيزيقيا
شايفك يا هشام تجير كل شئ للعلم, فهل لك أن تضبط لنا مفهومك للعلم, وما هو قولك في الفيزياء النظرية والرياضيات و mathematical and conceptual models ؟ أليست هذه عمليات عقلية من وحي التحليل والفرضيات التجريدية, فما هي المادة التي تسبقها؟ ولمن ننسب الإبداع إلي العقل أم إلي المادة, وهل كان للمادة أن تحدث كل هذه الإنجازات العلمية في غياب العقل الإنساني؟ وإذا كان ما يتوصل إليه العلم يا هشام, ليس حتمية مطلقة, فكيف يمكن إذن التعويل عليه ككلية موجبة ومعيار للحقيقة الكونية؟ وأراك أيضا تلوك كثيرا مصطلح ميتافيزيقيا, وهو لا يعني أكثر من الغيب, وهذا أمر نسبي, ما كان بالأمس غيبا, تحول مادة علمية, ولهذا العلم لا يعرف التكتح, فهو يخوض كل مجال, إذا توفرت له أدواته, والمجهول يكتشف بكنهه وخصائصه أو بعرضه وأثره وآياته (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم الحق)
Quote: دعني أسألك: إذا كان الأمر (كما هو مُتفق بيننا الآن) أنَّ مسألة وجود أو عدم وجود الإله لا يُمكن نفيه، تمامًا كما لا يُمكن إثباته، فمن أين جاء المُؤمنون بالـ"يقين" في وجوده؟ كيف يُمكن أن تُعاتب المادي على الإطلاقية واليقينية بينما لا يُمكن مُعاتب المُؤمنين على ذات الإطلاقية واليقينية؟
اليقين ليس قناعة فكرية, إنما هو مستوي متقدم من التصديق والإيمان, لا يحتج به علي الغير, بل يحتفظ به المرء لنفسه, ففي حالة الحوار من الآخر, ينزل الخطاب إلي المستوي النسبي, بالطبع لا يمكن أن ألومك, إن كان لك يقين في الإلحاد, ولكنك بهذا إعتبرت الإلحاد دين كغيره من الأديان!

لك التقدير

Post: #125
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-06-2013, 11:53 PM
Parent: #124

الأخ: رؤوف جميل
تحيِّاتي

لقد أربكتني مُداخلتك إلى الحد البعيد. ولم يكن بإمكاني تصوّر أنَّ بعد كل الإيضاحات التي أوضحتُها، من مصادرها الماركسية أن تقول لي مثل هذا الكلام. فكم مرَّة يجب أن أُعيد وأكرر؟ يا عزيزي أنا على الإطلاق لم أتكلَّم عن المادية الميكانيكية، وأعلم تمامًا أنَّ ماركس رفضها، أمَّا عن قولك: بأنَّ ماركس تجاوز المادية إلى المادية الديالكتكية فهذا كلام غريب جدًا حقيقةً. هنالك عشرات الماديات التي انسلت من بكرة واحدة وهي (المادية الفلسفية) فكل كل هذه الماديات تجاوزت المادية الفلسفية؟ هل تعرف أصلًا ماهي المادية الفلسفية؟ إذا جاز لي التعبير أو التشبيه فإنَّ المادية الفلسفية يُمكن أن أُشبهها لك بالإيمان بوجود إله، ومن ثم فإنَّ تحت هذه المظلة الكبيرة تأتي عشرات الإيمانات والديانات تحتها، دون أن يعني ذلك أي تجاوز للإيمان بوجود إله، والذي يُمثل الأصل. فعندما تقول إنَّ ماركس ابتكر المادية الديالكتيكية فهذا لا يعني أنَّه تجاوز المادية الفلسفية. ومن السُّخرية فعلًا أن تفترض ذلك وأنتَ تقرأ وبوضح لا تخطئه عين كلمة "المادية" في مصطلح "المادية الديالكتكية"، فهي مادية فلسفية، ولكنها عند ماركس فقط تمتاز بالحركة "الديالكتيك". هل هذا واضح الآن يا عزيزي؟ النقطة الثانية، والتي تكلَّمتً عنها كثيرًا أيضًا، وهي أنَّ عدم اهتمام ماركس بنقد الدين لا يعني أي شيء، لأنَّ هذا لا يمس بمادية الفلسفية التي انطلق منها منذ البداية، وكل الأمر إنَّ ماركس غيَّر اتجاه صراعه مع الدين من (من السماء إلى الأرض) إلى (من الأرض للسماء)، لأنَّه يعتقد أنَّ نقد الدين يكون عبر نقد الواقع ماديًا، ولكنه (وفقًا لهذا التوجه) كان يرفض الصراع المُباشر مع الدين، ويراه بلا طائل. وبعبارة أخرى، إن جاز لي التعبير أو التشبيه، فإنَّ ماركس أراد أن يقول: "من الأفضل أن نطعن الفيل بدلًا من أن نطعن ظله" ولكن ظل الفيل (هنا) هو في السماء، لأنَّ ماركس يرى أنَّ الإنسان هو الذي يصنع الأديان وليس العكس، كما جاء في إحدى الاقتباسات التي أوردتها هنا مرارًا.

أمَّا عن عبارتي هذه:
"المادية التاريخية لا علاقة لها بقضية وجود أو عدم وجود إله، فهي، على هذا، غير معنيه هنا بهذا الشيء"
فلا أرى فيه أيّ اعتراف لتسعى إلى انتزاعه مني انتزاعًا. وحتى تفهم الأمر (دائمًا) على نحو جيِّد وصحيح في المرَّات القادمة عليك أن تتذكر أنَّ أي فلسفة أو نظرية تحتوي كلمة "مادية" فهي إلحادية النتائج، دون أن تُرهق نفسك بالتفكير كثيرًا حول محتوى تلك الفلسفة أو تلك النظرية، لأنَّها (طالما أنَّها مادية) فهي تتبع المادية الفلسفية التي تستبعد الميتافيزيقا تمامًا من مجال تفكيرها، وبعد ذلك تبدأ في قراءة النظرية لترى ما هو مجال عملها وتطبيقها بعد ذلك، فليس كل فكر أو فلسفة إلحادية النتائج أو المنشأة مُنصب دائمًا في مُناقشة قضية الإلحاد (وجود أو عدم وجود إله) وعلى هذا فإنَّ المادية التاريخية (رغم منشأها الإلحادي = على اعتبار أنَّها تطبيق لقوانين المادية الديالكتيكية = المُستمدة من الفلسفة المادية الإلحادية) لا تُناقش قضية وجود الله أو عدم وجوده، ولكنها تُحاول فقط تطبيق المبادئ المادية على الواقع الاجتماعي والتاريخي، دون أن يعني ذلك أنَّ الإلحاد ليس جزءًا أصيلًا منها، ولكنها فقط لا تناقشه ولا تهتم به. واسمح لي أن أوضح لك الأمر في مثال توضيحي لا أكثر: (فلانٌ من الناس مادي. هذا يعني أنَّه مُلحد. لماذا؟ لأنّه يُفسِّر الكون والطبيعة تفسيرًا علميًا بعيدًا عن الميتافيزيقا والماورائيات. ولكن هذا الشخص المُلحد، ليس مُهتمًا (رغم إلحاده) ببذل أي جهد فكري في مُناقشة مسألة وجود أو عدم وجود إله، لأنَّه يعتقد أنَّ هذا مضيعة للوقت بالنسبة إليه، ويرى أنَّ لديه أمورًا أهم يُحب أن يُنجزها، ككتابة الرواية مثلًا، أو تأليف مقطوعات موسيقية، أو لعب كرة القدم، أو مُنشغل بالاهتمام بمُتابعة الحياة الفطرية، أو يُكرس حياته لمُساعدة الفقراء حول العالم. ولكنك إذا استوقفته وتكلَّمت له عن الله فقد يبتسم في وجهك.) هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى؛ فأراكَ غالبًا، ما تسعى إلى بتر جُملتي من سياقها العام، فالجُملة بالكامل، كما وردت في محلِّها هنا (Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد ):
المادية التاريخية لا علاقة لها بقضية وجود أو عدم وجود إله، فهي، على هذا، غير معنيه هنا بهذا الشيء، ولكن هل يُمكن الفصل بين المادية التاريخية والجدلية فعلًا؟

عندما تقرأ هذه الجملة، في هذا السياق فماذا تعني لك؟ الجُملة تقول بكل وضوح أنَّ المادية التاريخية لا يُمكن فصلها عن المادية الديالكتكية (هي أصلًا ليست سوى تطبيق لقوانين الديالكتيك على المجتمع) فكيف، بذمتك، يُمكن أن تكون قوانين المادية الديالكتيكية إلحادًا في حين أن تطبيق هذه القوانين الإلحادية على المجتمع ليست إلحادًا؟ وأرجو ألا تقول لي إنَّ المادة الديالكتيكية إلحادًا، فلقد شرحتُ هذا الكلام مرارات ومرارات وباقتباسات من مُنظري الماركسية أنفسهم، فلا تضطرني للإعادة.

أمَّا عن جُملتي الثانية، التي أراك تُعيدها عليَّ باعتبارها "اعترافًا" مني، رغم أنَّي أوضحتُ لك أنَّها مبتورة (أيضًا) من سياقها وكان ذلك في هذه المُداخلة (Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد ) ولا أجد سببًا وجيهًا لإصرارك على الاستشهاد بهذه الجملة المبتورة، وإصرارك على بتر هذه الجُملة من سياقها في كل مرة. وللمرَّة الأخيرة أفرد لكَ الجُملة كاملةً:
الحق أنَّ المادية الجدلية لا "تدعو" إلى الإلحاد، فالإلحاد موقف فكري وفلسفي من مسألة وجود أو عدم وجود الإله أو الآلهات، ولكن هذا النسق الفلسفي، سيدتي، يُفضي مُباشرةً وبطريقة تلقائية وحتمية إلى الإلحاد ، ولقد شرحتُ الأمر في أكثر من مُداخلة.


تحيِّاتي

Post: #126
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-06-2013, 11:55 PM
Parent: #125

الأخ: أدروب أبوبكر
تحيِّاتي

تقول: "وما هو قولك في الفيزياء النظرية والرياضيات و mathematical and conceptual models ؟ أليست هذه عمليات عقلية من وحي التحليل والفرضيات التجريدية, فما هي المادة التي تسبقها؟"(انتهى الاقتباس)
المادة السابقة هنا هي (الدماغ) وإلَّا فأين يتم التحليل والتجريد إذن؟

تقول: "ولمن ننسب الإبداع إلي العقل أم إلي المادة"(انتهى الاقتباس)
قلتُ سابقًا، إنَّ العقل ليس شيئًا سوى إحدى وظائف الدماغ، ولولا الدماغ لما كان لشيء اسمه "إبداع" أن يكون أصلًا.

تقول: "وهل كان للمادة أن تحدث كل هذه الإنجازات العلمية في غياب العقل الإنساني؟"(انتهى الاقتباس)
وهل كان للعقل الإنساني (=الوعي) أن يكون في غياب الإنسان (=المادة) أو في غياب دماغه؟

تقول: "وإذا كان ما يتوصل إليه العلم يا هشام, ليس حتمية مطلقة, فكيف يمكن إذن التعويل عليه ككلية موجبة ومعيار للحقيقة الكونية؟"(انتهى الاقتباس)
هذا سؤال جيِّد فعلًا، ولكن إذا لم يكن بإمكاننا التعويل على العلم، فعلى ماذا يُمكننا التعويل برأيك؟ أعطني بديلًا أكثر يقينًا من العلم النسبي. (هذا إن كان ثمَّة شيء غير نسبي أصلًا)

تقول: "أيضا تلوك كثيرا مصطلح ميتافيزيقيا, وهو لا يعني أكثر من الغيب, وهذا أمر نسبي, ما كان بالأمس غيبا, تحول مادة علمية"(انتهى الاقتباس)
هذا تفسير مختزل لدرجة عدم الدقة لمعنى الميتافيزيقا. علينا أن نعرف أولًا أنَّ المادة لها وجودها المُستقل عن وعينا، ولهذا نقول (حتى وإن لم ندركه فإنَّ له وجوده المُستقل عن أذهاننا) وعلى هذا فإنَّ الأشياء المادية التي نكتشفها الآن، لم تكن في الماضي (قبل اكتشافها) ميتافيزيقا، هي فقط كانت أشياء مجهولة، ولكن الميتافيزيقا لا تعني الأشياء المجهولة المصدر أو التفسير، ولكن تعني الأشياء أو الذوات التي لديها وجود مُستقل عن المادة (كما يزعم المثاليون) وعندما نتكلَّم عن الميتافيزيقا بهذا الفهم فإنَّنا نعني بالتحديد: الله، الروح، الملائكة، الشياطين ... إلخ. التي يفترض المثاليون لها وجودًا مُستقلًا بذاتها مُتجاوزةً للمادة أو فوقها. فمثلًا أنا أسمع عن شخص اسمه (أحمد) ولكنني لم أره، وبالتالي فإنَّني لا أعرفه، فعدم معرفتي به معرفة حسية لا يعني أنَّه غير موجود، وحتى لو قمتُ بوضعت تصورات ذهنية له فإنَّ له واقعًا ماديًا مُستقلًا تمامًا عن هذا التصور. فالـ"غيبيات" المادية ليست ميتافيزيقا يا عزيزي.

بالطبع لا تعليق لي على موضوع (دينية الإلحاد) التي قلتَ بها في ختام مُداخلتك، فقط أكتفي بهذا القدر من الردود.

محبتي

Post: #127
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: وليد زمبركس
Date: 06-07-2013, 08:52 AM
Parent: #126

شكرًا أستاذ هشام و جميع المتداخلين ، بوست فى قمّة الرّوعة ، فقط أحببت أن أجعله عاليًا لأنى أحد المتابعين باهتمام . شكرًا لكم جميعًا فهنا وجهات نظر و آراء يحتفى بها .
كونوا بخير و أكرر شكرى

Post: #128
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-07-2013, 01:27 PM
Parent: #126

تحياتي هشام
Quote: المادة السابقة هنا هي (الدماغ) وإلَّا فأين يتم التحليل والتجريد إذن؟
أنا أعتقد أنك واقع في خلط مفاهيمي, فمن ناحية تقول أن المادة سابقة للعقل, والعقل مركزه الدماغ الذي يعتبر هو الآخر مادة, واضح هنا الإختلال في مفهومي المادة والعقل, للمادة في رأي مفهومين فيزيائي وفلسفي, الأول تطور في الفيزياء الكلاسيكية من المفهوم الكون المحسوس (كل ما له كتلة وحجم ويشغل حيز) إلي أن إختلط بمفهوم الطاقة في الفيزياء الحديثة (E=mc 2)
والمفهوم الثاني الفلسفي للمادة هو الآخر تطور من كل ما يدرك بالحواس إلي معني الواقع العملي مقابلاً للمثالية, أما مفهوم العقل فهو أيضا لا يقل تعقيدا من مفهوم المادة, فالماديين التقليديين يرون أنه لا يعدو أن يكون ضمن الوظائف العليا للدماغ, ولكنهم لا يجدون تفسيرا مقنعا للقدرة التخيلية والإبداع والذكاء والتفكير التجريدي وميكانيزمات الذاكرة والعقل اللا واعي, وهناك إتجاه آخر يري أن العقل يقع ضمن ميدان علم النفس لإرتباطه غير المنفصم عن النظرة الذاتية فضلا عن العواطف والإنفعالات, وقد أكّد فرويد Freud هذه النقطة أيضا في بحثه العقل اللاواعي Unconscious mind بأن ليس في مقدور الدماغ التحكم في هذا العقل, وإتجاه ثالث يري أن العقل منهج إدراكي معرفي epistemological يستقي من الواقع الحسي التجريبي أو بالإستعانة بالمنطق البرهاني والرياضي أو بالحدس العرفاني (الميتافيزيقي!) فهو ليس مادة لكي تختزن في الدماغ لكي نقول بإستقلاله أو إرتباطه بالحواس, ولا يمكن إعتبره كذلك وظيفة للدماغ, بل الدماغ والحواس إحدي أدواته للمعرفة, ولكن ليس حصرا, لأن إدراك الحقائق لا يقتصر علي الحواس والتجربة فقط, بل يحتاج إلي بروسيس process قبلي apriori يعتمد علي آليات المنطق البدهي والثنائية (بضدها تتميز الأشياء) والخيال والحدس والتحليل والمقارنة والفرضيات الرياضية والنمازج conceptual models بل بلغ الأمر عند فيلسوف مثل ديكارت Descartes ليعتبر "العقل" دليل وجود الإنسان (أنا أفكر إذن أنا موجود!)
Quote: وهل كان للعقل الإنساني (=الوعي) أن يكون في غياب الإنسان (=المادة) أو في غياب دماغه؟
يبدو أنني لم أطرح السؤال بصورة واضحة, فقد كان قصدي هل بإمكان المادة ـ المستقلة في تطورها عن الوعي ـ إحداث كل هذه الإنجازات العلمية بمعزل عن الإنسان وعقله, أي إذا تخيلنا, مجرد خيال, عدم وجوده علي الكرة الأرضية؟
Quote: ولكن إذا لم يكن بإمكاننا التعويل على العلم، فعلى ماذا يُمكننا التعويل برأيك؟ أعطني بديلًا أكثر يقينًا من العلم النسبي
وهذا دعا الكثيرين في عصر النسبية العلمية إلي القول بسقوط الآيدلوجيات, وهذا إعتراف بقصور الإنسان وعجزه عن إمتلاك الحقيقة أو حتي التحكم في مصيره, بالطبع لا يسعد الإنسان هذا الوضع لأنه سيكون مآله اليأس والعدمية Nihilism, وهذا ما دعا الكثيرين إلي التفكير في الإله المطلق, يتوسل إليه من الشك إلي التصديق والإيمان والتسليم ويكون اليقين ثمرة صدقه وإخلاصه وتأَّمله في آياته
Quote: هذا تفسير مختزل لدرجة عدم الدقة لمعنى الميتافيزيقا
قد داهمني الوقت, سىتي لاحقا للتفصيل في مفهوم الميتافيزيقيا....

لك فائق التقدير

Post: #129
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-07-2013, 05:24 PM
Parent: #128

الأخ: أدروب أبوبكر
تحيِّاتي
موضوع العقل والوعي وغيره فعلًا مُعقد جدًا، وفيه الكثير لكي يُقال، ولكن ما يهمني في هذا الأمر أنَّ كل هذه العمليات "المُعقدة" والتي ليس لنا رؤية مفاهيمية مُحددة تجاهها تتم داخل مادة الإنسان، ولولا وجود الإنسان المادي لما كان لهذه العمليات أن تتم. هذا بصورة أكثر حصرًا، ولكن وبشكل عام؛ فإنَّ الوعي مُرتبط بوجود الكائن الحي أو "الحياة" وهي بالضرورة "مادة"، وإلى هنا فبإمكاننا أن نقفز على الخلافات والتعقيدات والتشابكات الكثيرة جدًا حول مسألة المفاهيم هذه. دماغ الإنسان مادي، وهذا الجهاز المادي لديه وظائف معروفة ومعلومة ويُمكن قياسها، وله وظائف أخرى غير مُكتشفه بعد، ولكن إذا توقف هذا الجهاز عن العمل تمامًا، فإنَّ العمليات المُرتبطة به سوف تنتهي كذلك. والإنسان نفسه كمادة إذا مات سوف تتوقف كل هذه العمليات المُعقدة والتي تُحيِّر العلماء والفلاسفة على حدٍ سواء، ولكن سوف يُصبح من الواضح، عندها، ضرورة وجود الإنسان المادي لوجود هذه العمليات، وبتعبيرٍ آخر: ضرورة وجود الإنسان المادي لإنتاج هذه العمليات، أمَّا مسألة كيفية وآلية هذه العمليات فإنَّها ستظل من الألغاز التي ربما سوف يأتي زمان تُكشف فيه.

تقول: "هل بإمكان المادة ـ المستقلة في تطورها عن الوعي ـ إحداث كل هذه الإنجازات العلمية بمعزل عن الإنسان وعقله, أي إذا تخيلنا, مجرد خيال, عدم وجوده علي الكرة الأرضية؟"(انتهى الاقتباس)
الحقيقة لا أدري! هذا سؤال يحتاج إلى خيال فوق طاقتي. ولكن أعتقد أنَّ السؤال، بقدر ما أنَّه مُحفز على الخيال والتفكير، بقدر ما أنَّه لا يُغيِّر في الأمر كثيرًا، لأنَّه يُوحي باستحالة وجود كون مادي كُليًا ليس فيه وعي على الإطلاق، وأنا، بشكل شخصي جدًا، لا أرى ما يمنع ذلك. فمن الممكن فعلًا أن يكون هذا الكون بكل ما فيه من مادة وطاقة معدومًا من الوعي إذا لم يكن بإمكان أيَّ مادة فيه إنتاج أي نوعٍ من الوعي، وليس هنالك اشتراط وعيوي لاستمرارية عالم مادي.

تقول: "بالطبع لا يسعد الإنسان هذا الوضع لأنه سيكون مآله اليأس والعدمية Nihilism, وهذا ما دعا الكثيرين إلي التفكير في الإله المطلق, يتوسل إليه من الشك إلي التصديق والإيمان والتسليم ويكون اليقين ثمرة صدقه وإخلاصه وتأَّمله في آياته"(انتهى الاقتباس)
هذا، بالضبط، مربط الفرس! النزوع إلى فكرة "الإله المُطلق" هو تعبير فلسفي عن عجز الإنسان عن تفسير العلم، ورغبة منه في الشعور بالسعادة المُتوهمة عبر التصاقه بفكرة إله كُلي القدرة والمعرفة ويمتلك إجابات نهائية لكل شيء، وهذا ما تكلَّم عنه ماركس وأجمله في عبارته الخالدة (الدين أفيون الشعوب)، ولنقرأ لماركس هذه الفقرة التي يصف فيها هذه الحالة من السَّعادة المُتوهمة، وخطورة التصارع المُباشر ضد هذه السعادة:
Religious distress is at the same time the expression of real distress and the protest against real distress. Religion is the sigh of the oppressed creature, the heart of a heartless world, just as it is the spirit of a spiritless situation. It is the opium of the people. The abolition of religion as the illusory happiness of the people is required for their real happiness. The demand to give up the illusion about its condition is the demand to give up a condition, which needs illusions

المصدر

ولهذا نقول إنَّ الشيوعي الذي يُؤمن بإله أو أي قوى ميتافيزيقا أخرى هو شخص غير مُتسق، هذا فقط لأعود بكَ إلى موضوع البوست الأساسي، ولهذا نقرأ من كلام جوزيف ستالين: "على العكس من المثالية التي تعتبر العالم تجسيدًا لفكرة المُطلق ولروح كونية تعتبر مادية ماركس الفلسفية أنَّ العالم بذات طبيعته "مادة" وأنَّ الظواهر المُتعددة الأوجه تُؤلف أشكالًا مختلفة لمادة في الحركة، وإنَّ العالم يتطور وفقًا لقوانين حركة المادة بلا حاجة إلى روح كونية."(جوزيف ستالين: المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية – ص20) فالشخص المادي، لا يُمكن له أبدًا، أن يلجأ إلى الميتافيزيقا مهما بلغت درجة يأسه وعبثية الحياة أمامه، لأنَّ مُجرَّد الإحساس بالعدمية واليأس، هو تجرَّدٌ من ماديته، وعندها سوف ينتقل بطريقة تلقائية إلى المثالية التي تلجأ إلى "الإله" للحصول على السعادة المُتوهمة هذه، والاعتقاد الزائف بوجود "مُطلق" و "كُلي" في هذا الكون. الحقيقة التي أريد أن أصل إليها في النهاية هي أنَّه، ورغم نسبية الحقيقة، يظل العلم هو المصدر الأكثر موثوقية في تحصيل المعرفة، وسواء اعترفنا بذلك أم لم نعترف، فإنَّ العلم هو الوسيلة الوحيدة الأكثر كفاءة في فهم وتفسير العالم ولو بصورة جزئية، لأنَّ ذلك أفضل بكثير من الاستسلام للوهم والتعقل بأثواب الميتافيزيقا والماورائيات.

محبتي

Post: #130
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-07-2013, 05:26 PM
Parent: #129

شكرًا عزيزي وليد زمبركس على المُتابعة، وبالتأكيد فإنَّ أي عملية مُفاكرة، مهما كانت درجة الاختلاف فيها، فهي تكون مُفيدة لجميع أطراف الحوار، وتُضيف إلى رصيدهم المعرفي، دون شك.

Post: #131
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-07-2013, 11:03 PM
Parent: #130

تكملة
Quote: هذا تفسير مختزل لدرجة عدم الدقة لمعنى الميتافيزيقا
الإختزال ربما ناتج من تعودي علي التقسيم بين عالم الغيب والشهادة, أو العالم المادي والعالم اللامرئي extra mundus, وأعتبر الاخير من موضوعات الميتافيزيقا وهي بالطبع من أهم فروع الفلسفة فهي تبحث بجانب ذلك الانتولوجيا والكسمولوجيا ونظريات الخلق ونشأة الكون ونهايته ومسائل الروح والجوهر والعرض وغيرها من المواضيع التي تهتم بكنه الأشياء وحقيقتها, وتقابلها إهتمامات عالم المادة والطبيعة والمشاهدة والواقع المعاش...إلخ, ولكن مع التطور أصبح مصطلح الميتافيزيقا يعني النظرة الشمولية للعالم, ولهذا يطلق علي أصحاب المذهب الطبيعي #### physical naturalism مع أنهم لا يؤمنون بما وراء الطبيعة, وهناك أيضا الميتافيزيقا العقلانية وكذلك الميتافيزيقا المثالية وغيرها, وبفعل الإكتشافات العلمية قد إختفت كثير من الحواجز بين العالم المرئي mundus والميتافيزيقا, فظهرت علوم مثل الباراسايكولوجى telepathy, clairvoyancy, clairaudience, precognition, esper, astral projection..etc) Parapsycholog) والمعروف أيضا علميا أن حاسة السمع لا تدرك اقل أو أكثر من عشرة ونصف سلما من أصل بلايين السلالم الضوئية, ونفس الأمر ينطبق علي البصر, مما يدل علي محدودية الحواس وعالم المشاهدة وأن أكثر الحقائق مخفية عننا في العالم غير المرئي extra mundus, خلاصة القول أن الميتافيزيقا في رأي فلسفة أقرب إلي المنهج العرفاني
Quote: وعندما نتكلَّم عن الميتافيزيقا بهذا الفهم فإنَّنا نعني بالتحديد: الله، الروح، الملائكة، الشياطين ... إلخ. التي يفترض المثاليون لها وجودًا مُستقلًا بذاتها مُتجاوزةً للمادة أو فوقها
يا هشام الله سبحانه تجلي في الإنسان بالروح (ونفخنا فيه من روحنا) وهو أقرب إليه من حبل الوريد (وهو معكم أينما كنتم)و ولهذا ظهرت في الفلسفة الإسلامية من ينادي بحدة الوجود, وآخرين يقولون بالحلول!
Quote: بالطبع لا تعليق لي على موضوع (دينية الإلحاد)
يمكنني ألا أعتبر الإلحاد السالب الذي يشك في وجود الله, لعدم كفاية الأدلة العلمية لوجوده, ديناً, أما الإلحاد الموجب الذي يقف في الطرف الآخر من الإيمان, ويتخذ موقفا يقينيا مسبقا من وجود الله, لا يسعني إلا أعتبره دينا كذلك!
Quote: النزوع إلى فكرة "الإله المُطلق" هو تعبير فلسفي عن عجز الإنسان عن تفسير العلم، ورغبة منه في الشعور بالسعادة المُتوهمة عبر التصاقه بفكرة إله كُلي القدرة والمعرفة ويمتلك إجابات نهائية لكل شيء
أظن أنك فهمتني خطأ, لا أقصد أن نزوع الإنسان إلي المطلق نتيجة لعجزه عن تفسير الكون, إنما لسببين الأول متعلق بنسبية العلم, والثاني لأن النزوع إلي المطلق والفضول لمعرفة الغيب فطري في الإنسان, لأن هذا يعطي أمل ومعني للحياة (ولولا أماني النفس وهي حياتها... لما طار لي فوق البسيطة طائر!) والإيمان هداية من الله للإنسان ليمنحه فرصة الإرتقاء في مراقي التقوي والمعرفة اليقينية, ولا تقتصر سعادته بذلك في حياته, بل يظل يتعلق بالأمل حتي لما بعد الموت ليفوز بالجنة!

أسال الله لي ولك الهداية
مع فائق التقدير

Post: #132
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-08-2013, 03:15 AM
Parent: #131

الأخ: أدروب أبوبكر
تحيِّاتي

عن الميتافيزيقا (على نحو شديد التبسيط):
ليس كل ما لا نراه أو نلمسه هو "ميتافيزيقي" ... هذا فهم مغلوط عن الميتافيزيقا، فالموجات أو الترددات الصوتية العالية جدًا أو القصيرة جدًا التي لا نستطيع سماعها، ليست من العوالم الميتافيزيقية، ببساطة لأنَّنا نعرف بوجودها (حتى إن لم يكن بمقدورنا سماعها) ولكن قدرتنا على قياس أطوال الموجات والترددات هو في حد ذاته يجعل من الصوت (بكل تردداته) ظاهرة فيزيائية. وكذلك الأمر بالنسبة للضوء، فرغم قدرتنا على رؤية الأشعة مافوق الحمراء أو مادون البنفسجية، إلَّا أن الضوء يبقى ظاهرة فيزيائية وليست ميتافيزيقية. وكذلك الظواهر الغريبة المُرتبطة بالمواد، فمُجرَّد ارتباط هذه الظاهرة بالمادة (ارتباطًا يجعلنا نفهم أنَّ انعدام المادة يعني انعدام الظاهرة) يجعل الظاهرة في إطار الظواهر المادية، ليس من ناحية قدرتنا على فهمها وقياسها هذه المرَّة، ولكن من ناحية ارتباطها بالمادة؛ فحالات الجلاء السمعي والجلاء البصري والتخاطر وغيرها مما يدخل في إطار "الباراسايكولوجي" مُرتبطة تمامًا بالكائنات الحيَّة، فهي؛ إذن تمظهرات مادية لا أكثر. الفارق هنا بين الحالات الميتافيزيقية والحالات المادية (أو التمظهرات المادية) هي قدرة الحالات الميتافيزيقية على الاستمرار والحياة خارج المادة (بحسب زعم المثاليين)، فالروح بالنسبة إليهم ذات مُستقلة تسكن الأجساد المادية، وفي حال موت هذه الأجساد فإنَّ هذه الأرواح لا تموت؛ بل تظل مُستمر؛ فهي على ذلك لها حياة ووجود مُستقل عن المادة، بينما التمظهرات المادية هي حالات مرتبطة بالمادة تمامًا. الميتافيزيقا تبحث عن "جوهر" و "طبيعة" الأشياء، وفي حين أنَّ طبيعة المادة (في المادية) هي المادة نفسها، فإنَّ المثاليين يعتقدون بأنَّ للأشياء طبيعةً وجوهرًا فيما وراء هذه المادة. ومنذ فجر الفلسفة، وحتى اللحظة لم يستطع الفلاسفة أن يضعوا أيدينا على دلائل لهذا الزعم، بينما يستمر العلماء "الماديون" كل يوم في الكشف عن "حقائق" جديدة عن المادة كُل يوم، فمعرفتنا عن المادة اليوم هي، بلاشك، أعمق بكثير من معرفة جيل العشرينيات بها، وبالتأكيد فإنَّ معرفة جيل الألفية الثالثة بالمادة سيكون أكثر عمقًا من معرفتنا نحن، وهكذا. ولهذا يطيب لي أن أقول: "المثالية هي محاولة المشلول للسير على عكازين!"

بالنسبة لكلامك عن "الله" ونفخه من روحه فينا، وقربه إلينا ووو إلخ، فهذا، مع احترامي الشديد لك، كلام مُرسل، وبإمكان صاحب أي إيمان ميتافيزيقي أن يقول مثله، دون أن يتمكن من تقديم أي أدلة أو شروحات عقلانية لأجزاء فرضيته؛ فما هو "الله"؟ وما هي "الروح"؟ أجزاء هذه الفرضية كلها أجزاء غامضة، ومُبهمة ولا وجود لها إلَّا في أدمغة المُؤمنين بها. وما يجعلني مُحتارًا فعلًا، هو إمكانية إيمان البعض بما لا يوجد عليه دليل، في حين أنَّهم يرفضون العلم الذي يُقدِّم "بعض" الأدلة على الأقل! هذه النقطة تقودني إلى الكلام عن موضوع دينية الإلحاد. وقولك إنَّ الإلحاد الإيجابي "اليقيني" هو بلاشك دين. فاسمح لي أن أسألك: "ما هو الدين؟" وهل الدين شيء سيء حتى يكون وصف الإلحاد الإيجابي بأنَّه دين تُهمةً أو مأخذًا عليه؟ كثير من المُتدينين يميلون إلى عقد مُقارنة غريب جدًا بين الإلحاد والدين من واقع أنَّ كليهما قائم على "الإيمان اليقيني" وهذا خطأ كبير يقع فيه الأغلبية، ولقد أوضحتُ هذا الأمر أكثر من مرَّة. فمن ناحية فإنَّ الإلحاد هو عكس الإيمان، ولا أدري كيف يُمكن أن يكون الشيء وعكسه شيئًا واحدًا أو مماثلًا(!) إذا كان المقصود بالإيمان هو الإيمان بوجود إله، فإنَّ الإلحاد هو عدم الإيمان بوجود إله، فكيف يُمكن أن يكون الشيء وعدمه شيئًا واحدًا, ومن ناحية أخرى؛ فماذا تعني هذه المقارنة أصلًا؟ هل يُريد أن يقول المُؤمن: "إذا كنتُ أنا سيئًا، فأنتَ أيها المُلحد ليست بأفضل حالٍ مني؟" الحقيقة أنَّني لا أرى الأمر إلَّا على هذا النحو، وهي بذلك مُقاربة طفولية جدًا، ومن الممكن استخلاص عدد من النتائج من هذه المقاربة الغريبة، وأهمها على الإطلاق: الاعتراف الضمني بلامنطقية الإيمان، في مقابل لامنطقية الإلحاد(!)

الفضول لمعرفة "الغيب" هو أمر "فطري" في الإنسان، وهذا هو دافع العلم على الدوام، فلولا هذا الفضول لما كان للعلم أن يتقدِّم وأن يُنجز كل ما أنجزه حتى الآن، ولكن هنالك فارق كبير بين الفضول وبين الأمنيات أو الأوهام. الإنسان يخاف من فكرة الفناء والموت، وجاء الدين ليُقدِّم له حلولًا مُريحة لهذه المُشكلة: "لا تخف عزيزي الإنسان، موتك ليس هو النهاية؛ إنه فقط البداية." والإنسان اليائس يُقنعه أي شيء، حتى وإن لم يكن مُقنعًا، فالغريق قد يتعلَّق بقشة فعلًا، وهو يعلم تمام العلم أنَّ هذه القشة سوف لن تُنقذه. واسمح لي عبر هذه المُداخلة، عزيزي، أن أوجه رسالة "حُب" أخوية جدًا لك، ولكل المُؤمنين باختلاف أديانهم: "لا تعتقد أنَّك هنا لهدف مُسبق ومُحدد؛ هذا الافتراض ليس كريمًا في حقك؛ وإن كنتَ ترى أنَّ حياتك بلا قيمة هو إساءةٌ بالغة لك، فاصنع أهدافكَ منذ الآن، ولكن هذه المرَّة ستكون أهدافك أنت، وليست أهداف غيرك التي سوف يُعاقبكَ أحدهم إذا أخفقتَ في إنجازها. وُجودنا في هذه الدنيا، رغم عبثيته، إلَّا أنَّ بإمكاننا أن نجعله مُفيدًا لنا ولغيرنا: أحب الناس، ساعدهم، أعطف عليهم، قدِّم لهم يد المُساعدة، أحب زوجتك وأخلص لها، كن صديقًا لأطفالك، (ولا تنس أنَّك تفعل ما تفعله الآن بشغف ذاتي؛ ليس خوفًا من عقاب، ولا طمعًا في ثواب) تفوق في دراستك وفي المجال الذي تعمل فيه وتحبه، كُن مُفيدًا لمجتمعك بالطريقة التي تبرع بها، عامل الناس بلًطف وكُن مُتاسمحًا معهم. الحياة (كما يُقال) فرصة لن تتكرر أبدًا؛ فأحسن استغلالها كما تُريد. لا تعتقد أنَّ الاعتقاد بعدم وجود إله يعني أنَّك سوف تتجرَّد من مسؤولياتك الأخلاقية تجاه نفسك وتجاه مُجتمعك؛ فالأخلاق ليست سوى منظومة من القيم البشرية التي ظهرت نتيجة حركة الإنسان داخل التاريخ، وهي تتغيَّر على الدوام، فالأخلاق بشرية المصدر، ونسبية ولكنها مُلزمة على الدوام. أنتَ لستَ عبدًا لأحد أو لشيء، فلماذا تقبل أن تكون عبدًا للاشيء؟ كن سيد نفسك، وانزع عنك ثياب العبودية."

محبتي

Post: #133
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: النذير حجازي
Date: 06-08-2013, 04:10 AM
Parent: #132

Quote: عن الميتافيزيقا (على نحو شديد التبسيط):

سلام يا هشام،

يا هشام بدل العت واللت والإطناب في اللغة وتقول لأدروب تبسيط الميتافيزيقا، طيب ما تقول ليهو
هي تعني "ماوراء الطبيعيات" وتكون وفيت وكفيت، وبعدين استخدامك لعبارة تبسيط والآن تستخدم على نحو شديد
التبسيط، دي فيها إهانة للقراء وإساءة لنفسك إنت أيضاً لأنه عندما يشرح شخص لآخر يضع هذا الشخص،
مكانه عندما كنت جاهل بالمعلومة وطريقة تفكيرك واستقائك للمعلومات وتعرفنا بأنك تجد صعوبة بالغة في
تعلم الجديد وتشي بأنها كانت معقدة عندك برغم بساطتها، وأيضاً بتدي إحساس للقارىء بإنك
فاكيها في روحك شوية كلعب دور المعلم، ويا هشام إنت راجل جميل، بس اليومين دي بقيت فاكيها في روحك شوية وعامل
فيها الود بروفيسور
ونصحية أخوية الحركة دي ما حلوة.

محبتي

Post: #134
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-08-2013, 10:03 AM
Parent: #132

Quote: ليس كل ما لا نراه أو نلمسه هو "ميتافيزيقي"
أخشي أنك تردد مقولات لا تفهمها, ولا تريد كذلك أن تفهم ما يقوله محاورك, يا سيدي مفهومي للميتافيزيقا مختلف عن فهمك لها, لأنك تنطلق في فهمك للميتافيزيقا من خلال المفهوم الآيدلوجي الكلاسيكي للمادة كواقع موضوعي مستقل عن العقل, ولكن العقل بالنسبة لك ليس سوي إنعكاس للمادة, وبالتالي ليس هناك وجود واقع موضوعي غير مستقل عن العقل, واضح هنا الإشكال المنطقي والمفهومي,لا يمكن أن تعتبر إستقلال المادة عن العقل أساسا لتعريفها ثم تنكر وجودا مستقلا للعقل عن المادة, أما الإشكال المفهومي في الخلط بين الميتافيزيقا والمثالية!
يا سيدي هناك من ينظر للميتافيزيقا من خلال مواضيعها (أنتولوجيا, الكسمولوجيا, اللاهوت, المطلق أو الروح...إلخ) وهناك من يعتبرها منهجا آبستمولوجيا (الحدس والعرفان) بجانب المناهج المنطقية الإستقرائية والتجريبية أو مكملا لها, وهناك إتجاه ثالث يراها كل ما هو غيب (عالم الغيب), وخامس يراها مرادفة للروح واللاهوت, وسادس يعتبرها كل ما هو خارج الواقع المحسوس extra mundus, وآخرين من يعتبرونها كل ما هو خيالي ومثالي أسطوري, وأعتقد أنك تتبني هذا الإتجاه الأخير, وشخصيا أتبني كل الإتجاهات المذكورة ما عدا الأخيرة
Quote: فالموجات أو الترددات الصوتية العالية جدًا أو القصيرة جدًا التي لا نستطيع سماعها، ليست من العوالم الميتافيزيقية، ببساطة لأنَّنا نعرف بوجودها
ألا يعتبر هذا القول في الأزمان السحيقة ضرب من الأساطير أو بالأحري ميتافيزيقا, كما تقول....هذا ما قصدته من ذكر الآية (سنريهم ىياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق!), أرجو يا هشام ولو مرة أن تقرأ ما بين السطور, قبل ما تكب لي حشو عربي وتتعجل في أحكامك المسبقة!
Quote: بالنسبة لكلامك عن "الله" ونفخه من روحه فينا، وقربه إلينا ووو إلخ، فهذا، مع احترامي الشديد لك، كلام مُرسل
يا سيدي كلامي عن قرب الله منا ونفخه روحه فينا, ذكرته لك للدلالة أن هناك فلسفات إسلامية لا تري أن الله مستقل عنهم, كما تدعي أنت عنهم, بل يرون أنه متجلي بروحه فيهم, وهؤلاء هم الذين يقولون بالحلول ووحدة الوجود, وبإمكانك إن أردت أن تقرأ لإبن العربي في الفتوحات المكية
Quote: فمن ناحية فإنَّ الإلحاد هو عكس الإيمان، ولا أدري كيف يُمكن أن يكون الشيء وعكسه شيئًا واحدًا أو مماثلًا(!) إذا كان المقصود بالإيمان هو الإيمان بوجود إله، فإنَّ الإلحاد هو عدم الإيمان بوجود إله، فكيف يُمكن أن يكون الشيء وعدمه شيئًا واحدًا
لا حول ولا قوة إلا بالله....ما هذه الربكة الواقع فيها يا هشام؟ الإيمان وعدم الإيمان كلاهما يمكن أن يعتبران دينا, إذا تحول الموقف السالب من الشك بالله ورفض الإيمان به, إلي الإيمان بالإلحاد (العدمية, الطبيعة, الوجود, المادة, العلم إلخ) والدعوة إليه ومناهضة الإيمان بالله, بالطبع سيكون ديناً, كمثل دعوتك لي هنا:
Quote: واسمح لي عبر هذه المُداخلة، عزيزي، أن أوجه رسالة "حُب" أخوية جدًا لك، ولكل المُؤمنين باختلاف أديانهم: "لا تعتقد أنَّك هنا لهدف مُسبق ومُحدد؛ هذا الافتراض ليس كريمًا في حقك؛ وإن كنتَ ترى أنَّ حياتك بلا قيمة هو إساءةٌ بالغة لك، فاصنع أهدافكَ منذ الآن، ولكن هذه المرَّة ستكون أهدافك أنت، وليست أهداف غيرك التي سوف يُعاقبكَ أحدهم إذا أخفقتَ في إنجازها. وُجودنا في هذه الدنيا، رغم عبثيته، إلَّا أنَّ بإمكاننا أن نجعله مُفيدًا لنا ولغيرنا: أحب الناس، ساعدهم، أعطف عليهم، قدِّم لهم يد المُساعدة، أحب زوجتك وأخلص لها، كن صديقًا لأطفالك، (ولا تنس أنَّك تفعل ما تفعله الآن بشغف ذاتي؛ ليس خوفًا من عقاب، ولا طمعًا في ثواب) تفوق في دراستك وفي المجال الذي تعمل فيه وتحبه، كُن مُفيدًا لمجتمعك بالطريقة التي تبرع بها، عامل الناس بلًطف وكُن مُتاسمحًا معهم. الحياة (كما يُقال) فرصة لن تتكرر أبدًا؛ فأحسن استغلالها كما تُريد. لا تعتقد أنَّ الاعتقاد بعدم وجود إله يعني أنَّك سوف تتجرَّد من مسؤولياتك الأخلاقية تجاه نفسك وتجاه مُجتمعك؛ فالأخلاق ليست سوى منظومة من القيم البشرية التي ظهرت نتيجة حركة الإنسان داخل التاريخ، وهي تتغيَّر على الدوام، فالأخلاق بشرية المصدر، ونسبية ولكنها مُلزمة على الدوام. أنتَ لستَ عبدًا لأحد أو لشيء، فلماذا تقبل أن تكون عبدًا للاشيء؟ كن سيد نفسك، وانزع عنك ثياب العبودية."
شنو الفرق بينك وبين أي داعية سلفي هنا!!!

تقديري

Post: #135
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-08-2013, 10:07 AM
Parent: #134

Quote: يا هشام بدل العت واللت والإطناب في اللغة وتقول لأدروب تبسيط الميتافيزيقا، طيب ما تقول ليهو
هي تعني "ماوراء الطبيعيات" وتكون وفيت وكفيت
حبيبنا النذير لك ألف تحية

Post: #136
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Mohamed Sanad
Date: 06-08-2013, 12:31 PM
Parent: #132

Quote: إذا كان المقصود بالإيمان هو الإيمان بوجود إله، فإنَّ الإلحاد هو عدم الإيمان بوجود إله، فكيف يُمكن أن يكون الشيء وعدمه شيئًا واحدًا

العلم ليس دين و دائماً يكون في صراع مع الدين و بعد ان فشل الدين في معركته مع العلم لان العلم يعتمد علي متغيرات علي عكس ثوابت الدين اصبح الدين يتبني النظريات العلميه و يتحدث عن اسبقيته فيها و لكنه ايضاً فشل لان العلم يتجاوز نفسه باستمرار و سرعه لانه ايضاً يعتمد علي المتغيرات . اصبحت هناك حاله تشبه الحكم في السودان في البدايه صراع ثم تقبل و استخدام بعد التشويه كما حدث للماركسيه علي ايدي انصاف الشيوعين لدينا فيكون الناتج مشوه و يردون ذلك لقصور في النظريه او التطبيق و يلجؤن الي الصوفيه والعرفان و الباقي انت عارفو




ودمتم

Post: #137
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-08-2013, 01:50 PM
Parent: #136

الأخ: أدروب أبوبكر
تحيِّاتي

ربما لم تفهم أنَّ الاختلاف الذين بيننا هو في أساسه اختلاف فلسفي في المقام الأول، ففي الوقت الذي أنطلق فيه أنا من فهمي ورؤيتي للعالم من الفلسفة المادية، تنطلق أنتَ من الفلسفة المثالية، وعلى هذا فمن الضروري جدًا أن نكون مُختلفين. لو كنتُ –كما تقول- أعتمدُ على المادية الكلاسيكية لما كان لي أن أعترف بأنَّ هنالك ماديات غير مرئية وغير ملموسة، وعندما أقول إنَّ ليس كل ما لا تراه أو تلمسه "ميتافيزيقا" فإنَّني أستصحب معي مُنجزات الفيزياء الحديثة والتي تجاوزت المفهوم الكلاسيكي للمادة بأنَّها (كل شيء له كتلة ويشغل حيزًا من الفراغ ويُمكن إدراكه بالحواس الخمسة أو إحداها) الآن المادة والمادة المُضادة والمادة المُظلمة مادة، والطاقة والطاقة المُظلمة مادة، والزمكان مادة، والموجات الكهرومغناطيسية مادة، والجسيمات ما تحت الذرية مادة ... إلخ، وهكذا ترى أنَّ كثير من الأشياء التي لا يُمكننا رؤيتها ولا إدراكها بطريقة حسية هي في أساسها ليست سوى ماديات. وأكثر من ذلك: فالقيم المُجرَّدة والعواطف والمشاعر الإنسانية والأخلاق وووو إلخ كلها تمظهرات مادية لأنَّها مُرتبطة بالكائن الحي الذي هو ليس سوى مادة. المادية الفلسفية واحدة، ولكن المدارس المادية مُختلفة، وكذلك المثالية المادية واحدة، ولكن المداراس المثالية مُختلفة. المثالية تتعاطى مع الميتافيزيقا، وتُحاول تفسير الكون والأشياء بها ومن خلالها، وكل مُدرسة مثالية لها طريقتها في تطبيق التمظهرات الميتافيزيقية، فأنا، في الحقيقة كمادي فلسفي، لستُ مُلزمًا بأي من هذه التطبيقات المثالية. الأمر كما أراه أنا هو على النحو التالي:
هل هنالك مادة مُستقلة عن الوعي؟ الإجابة: نعم. هل بالإمكان إثبات ذلك؟ الإجابة: نعم
هل هنالك وعي مُستقل عن المادة؟ الإجابة: لا.


يُصبح الفيصل بيني وبينك عندها مُنحصرًا في إثبات إمكانية وجود وعي مُستقل عن المادة. أعطني فقط مثالًا واحدًا يُمكن التثبت منه، لنعرف إلى أي حد يُمكن معرفة تطبيقات الميتافيزيقا المُختلفة التي تتحدث عنها.

ما لا تتمكنُ أنتَ من فهمه من مُجمل كلامي هو أنَّ ما تُسميه بالغيبيات أو المجهولات ليس ميتافيزيقا على الإطلاق. فهل إذا تم اكتشاف سمكة تلد ولا تبيض مثلًا، هل يُمكن اعتبار هذه السمكة من المظاهر أو الكائنات الميتافيزيقية لأنَّها كانت مجهولة للناس؟ هل وجود كائنات فضائية (في حال كانت موجودة فعلًا) يُمكن أن يكون من الظواهر الميتافيزيقية؟ الكائنات الفضائية الآن بالنسبة إلينا من "ألغيبيات" ولكن هذا لا يجعلها من الميتافيزيقا، ولا أعرف سببًا لإصرارك على الربط بين "الغيبيات و "الميتافيزيقا" رغم أنَّني أوضحتُ لك بشكل لا يقبل التأويل أنَّ الظواهر الميتافيزيقية هي الظواهر التي يكون لها استقلال "تام" عن المادة. هذا، طبعًا، مع تحفظي على مصطلح "غيبيبات" الذي يحمل طابعًا دينيًا. وباختصار شديد: أي شيء لم نكن نعرفه وعرفنا ليس ميتافيزيقا على الإطلاق، لسببين بسيطين: أولًا: لأنَّ معرفتنا المادية به تجعله خارجًا عن الميتافيزيقا وداخلًا في الفيزيقا. ثانيًا: لأنَّنا لم نكن نعرفه من قبل! الغيبيات، يا عزيزي، هو ما تسمع عنه ولا يُمكن إثباته، ولكنك هنا تتحدث عن أشياء لم نسمع بها ولم نعرفها أصلًا قبل اكتشافها، فمتى كانت من "الغيبيات"؟ هل استطعتَ أن تقبض على الفكرة؟ عندما نظل نسمع على الدوام بوجود سمك طائر، دون أن نتمكن من رؤية هذا السمك الطائر أو إثبات وجوده ثم نتمكن من إثبات وجوده ورؤيته، فقد يصح أن نقول إنَّ السمك الطائر خرج من حيز الميتافيزيقا وانتقل إلى حيز الفيزيقا، ولكننا لم نكن سمعنا أصلًا بسمك طائر، ولم نكن نعرف بوجوده، ولم تكن فكرة السمك الطائر واردة في أذهاننا أو تشغل حيزًا من تفكيرنا، فإذا رأيناه صدفةً كيف يُمكن أن نقول إنَّه كان من "الغيبيات"؟

بإمكانك أن ترى أنَّ "الله" شيء غير مُستقل عنك، وأن تُسهب في هذه النقطة إلى ما تشاء لكَ قدرتك اللغوية والتخيلية، ولكن المحك الأساسي هنا هو "التجريب". هل بإمكانك إثبات وجود هذه العلاقة بينك وبين "الله" بطريقة مادية أو رياضية؟ إذا لم يكن بإمكانك ذلك، فما حيلتي أنا؟ الإنسان المريض بالهلاوس البصرية والسمعية (شيزوفرينيا) يُؤمن بشكل جازم بوجود كائنات وأشخاص يعيشون ويتفاعلون معه، بل ويُؤثرون في حياته بصورةٍ أو بأخرى. يسمعهم ويراهم، ولكننا لا نُسمي هؤلاء غير "مرضى" لماذا؟ لأنَّه ليس بالإمكان التثبت من وجود هؤلاء الأشخاص والكائنات لأنَّهم ليسوا سوى وهم. فمهما تكلم لنا هذا الشخص عن نوع العلاقة التي تربطه مع هذه الشخصيات الوهمية، ومهما فلسف لنا هذه العلاقة أو حاول أن يضعها لنا في قالب "عرفاني" فلن يُغيَّر ذلك من الأمر شيئًا.

أمَّا بالنسبة لموضوع الإيمان والإلحاد. فهذا ما أُسميه أنا بالـ"قراءة بعينٍ واحدة" انظر معي إلى هذه النقطة بالتحديد:
أنا قلتُ:
Quote: إذا كان المقصود بالإيمان هو الإيمان بوجود إله، فإنَّ الإلحاد هو عدم الإيمان بوجود إله، فكيف يُمكن أن يكون الشيء وعدمه شيئًا واحدًا
وأنت قلتَ:
Quote: الإيمان وعدم الإيمان كلاهما يمكن أن يعتبران دينا, إذا تحول الموقف السالب من الشك بالله ورفض الإيمان به, إلي الإيمان بالإلحاد
الحقيقة أنَّك تُربك نفسك، وتُربك الآخرين معك. فهل وقفتَ على المُشكلة في كلامك هذا؟ لاحظ معي هنا إلى هذين الزوجين من العبارات:
(الإيمان بالله وعدم الإيمان بالله)
(الإيمان بالله والإيمان بعدم الله)


إذا كنتَ لا ترى فارقًا بين هذين الزوجين من العبارات، فهذه مُشكلة كبيرة جدًا. فيا عزيزي، المُلحد لا يُؤمن بعدم وجود إله، ولكنه فقط لا يُؤمن بوجود إله. لأنَّ الإيمان هو حالة يقينية، واليقين يتطلب دليلًا وإثباتًا، وفي حين أنَّ المُؤمن مُتيقن من وجود الإله حتى دون امتلاك أدلة، فإنَّ المُلحد لا يُمكن أن يُقال عنه أنَّه "مُؤمن" بعدم وجود إله، لأنَّه فقط "غير مُؤمن" بوجود إله. فالمسألة هنا مسألة نفي وليست مسألة إثبات. كما أنَّه لا توجد دعوة للإلحاد أساسًا، فإن كنتَ تُصر على رؤية الإلحاد على أنَّه "دين" فهذا شأنك، ولا أظن أنَّني سوف أُرهق نفسي أكثر من هذا لإقناعك بعدم صحة هذا الاعتقاد الغريب وغير المُبرر.

واسمح لي فقط أن أضع ابتسامة تعليقًا على سؤالك الذي ختمت به مُداخلتك، فلا أملك غير هذه الابتسامة للتعليق على سؤالك. فهل فعلًا ترى علاقة ما بين الداعية السلفي الذي يُهدد ويُخوف الناس من عذاب القبر بعد الموت، ومن فتنة الشجاع الأقرع وعذاب النار وأهوال عذاب النار إن هم اقترفوا الأخطاء والآثام وبين من يُحاول أن يقول بكل بساطة أنَّه هذا الكلام ليس سوى دجل وخرافة المقصود بها التحكم في الناس واستعبادهم باستغلال العاطفة الدينية؟ ياخ بالغت!


مودتي

Post: #138
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-08-2013, 01:54 PM
Parent: #137

الأخ النذير حجازي
Quote: يا هشام بدل العت واللت والإطناب في اللغة وتقول لأدروب تبسيط الميتافيزيقا، طيب ما تقول ليهو هي تعني "ماوراء الطبيعيات"
ألم يكن بإمكانك تقديم ملاحظاتك بأسلوب أفضل من هذا؟

Quote: بس اليومين دي بقيت فاكيها في روحك شوية وعامل فيها الود بروفيسور
؟؟؟؟؟؟

Post: #144
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Mohamed Sanad
Date: 06-09-2013, 08:40 PM
Parent: #137

المحيرني ليه البحث عن اسباب غير ماديه لتبرير الماده
من ناحيه تانيه الالحاد ضد الايمان من وجهة نظري اي لا يوجد فيه نصوص قطعية الدلاله و هو اجتهاد بشري لذلك لا يمكن ان نقول فلان يؤمن بعدم وجود الله بل يعتقد في عدم وجود الله .

Post: #145
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-09-2013, 09:11 PM
Parent: #144

Quote: المحيرني ليه البحث عن اسباب غير ماديه لتبرير الماده
حتي لا يكون الكلام مرسلا وتزاكي بلا معني, هل لك أن تدلنا يا سند علي الأسباب غير المادية التي بُرِّرَت بها المادة؟
Quote: من ناحيه تانيه الالحاد ضد الايمان من وجهة نظري اي لا يوجد فيه نصوص قطعية الدلاله و هو اجتهاد بشري
لذلك لا يمكن ان نقول فلان يؤمن بعدم وجود الله بل يعتقد في عدم وجود الله
يا سلام ما الفرق بين الإيمان والإعتقاد, ومن قال لك أن الإيمان يشترط نصوص قطعية الدلالة؟
بالطبع هناك أديان بشرية لا سماوية, المناط فيها موقفك الفلسفي من منطلق التصديق أو عدم التصديق
لا يهم من بعد أن تعتقد أو لا تعتقد في غله أو بوذا أو بقرة أو جن إلخ

Post: #139
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-08-2013, 01:56 PM
Parent: #136

Quote: العلم ليس دين و دائماً يكون في صراع مع الدين و بعد ان فشل الدين في معركته مع العلم لان العلم يعتمد علي متغيرات علي عكس ثوابت الدين اصبح الدين يتبني النظريات العلميه و يتحدث عن اسبقيته فيها و لكنه ايضاً فشل لان العلم يتجاوز نفسه باستمرار و سرعه لانه ايضاً يعتمد علي المتغيرات
شكرًا عزيزي محمَّد سند

Post: #140
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-09-2013, 05:02 PM
Parent: #139

سلام يا هشام
والله العظيم عملت مرتين رد لمداخلتك الأخيرة
وسقطو في المرتين بسبب قطيع بورد بكري العجيب
فقدت الرغبة, والوقت...
كان فكيت آخري فيهم, بس إنت محظوظ....
الظاهر إنتو الملحدين برضو عنكم الجن الأحمر اليحميكم!

Post: #141
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-09-2013, 05:11 PM
Parent: #136

سلامات يا سند
Quote: العلم ليس دين و دائماً يكون في صراع مع الدين و بعد ان فشل الدين في معركته مع العلم لان العلم يعتمد علي متغيرات علي عكس ثوابت الدين اصبح الدين يتبني النظريات العلميه و يتحدث عن اسبقيته فيها و لكنه ايضاً فشل لان العلم يتجاوز نفسه باستمرار و سرعه لانه ايضاً يعتمد علي المتغيرات
ألم يكن من الأفضل أن تقرأ الحوار جيدا, قبل أن تصدر أحكاما جزافية
في زمتك من فينا يعتمد في معركته علي العلم...
ولا عشان شايفني أستعمل البارادايم في حواري مع هشام

Post: #142
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-09-2013, 05:38 PM
Parent: #141

Quote: (الإيمان بالله وعدم الإيمان بالله)
(الإيمان بالله والإيمان بعدم الله)
قد ذكرت بنفس المعني في مداخلاتي السلبقة, فالأولي إلحاد سالب, فهو موقف شخصي غير مقتنع بالدين ولا يعنية أمره
أما الثانية فهي إلحاد موجب, فلا يكتفي فيه الشخصي بالموقف السلبي, بل يتعداه إلي القيام بمواقف إيجابية ضد الدين, والقناعة بالإلحاد
وربما يعتوره الإيمان بالمادة أو الطبيعة أو العلم....
Quote: فيا عزيزي، المُلحد لا يُؤمن بعدم وجود إله
نفي النفي إيجاب!

Post: #143
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-09-2013, 05:49 PM
Parent: #142

Quote: نفي النفي إيجاب!
ههههههههههههههههههه
هذه أعجبتني جدًا ... شكرًا لهذه الخاتمة الجميلة للحوار :)

Post: #146
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-09-2013, 10:06 PM
Parent: #143

عزيزي أدروب أبوبكر
عدتُ، لا لأعود للنقاش، ولكن فقط لأوضح سبب كون تعليقك مُضحكًا، ومُثيرًا للسُخرية، من حيث أنَّك تستشهد بقانون "نفي النفي" الماركسي للتدليل على إثبات وجود "الله"، والحقيقة أنَّ مرد ذلك هو أحد أمرين: فإمَّا أنَّك تفهم قانون نفي النفي بصورة خاطئة، وهو ما عليه الفهم الشعبي السِّائد، أو أنَّك لا تفهمه على الإطلاق. ولكن لماذا يكون هذا الاستشهاد مُضحكًا في الأصل؟ هذا هو ما عُدت من أجل إيضاحه:

قانون نفي النفي، لا يعني أنَّ إنكار المنفي إثباتًا له، وبالتالي فإنَّ نفي وجود الله "المنفي" لا يعني إثبات وجوده. هذا هو الفهم الشعبي المغلوط الذي قد يُفهم من الشكل الظاهري لعبارة "نفي النفي إثبات" ولو أنَّك قرأتَ كتابات ماركس وأنجلز حول شرح قانون نفي النفي لعرفتَ أنَّه لا يتناول هذا الفهم السطحي والمغلوط على الإطلاق. في كتاب (ضد دوهرينغ) لفريدريك أنجلز يسرد أنجلز فهم ماركس لهذا القانون بقوله: "والآن فقط، بعد أن أنجز ماركس تدليله التاريخي الاقتصادي، يواصل قائلًا: "إنَّ الأسلوب الرأسمالي للإنتاج والاستملاك، وبالتالي الملكية الخاصة للرأسمالية، هما النفي الأول النفي الأول للملكية الخاصة الفردية القائمة على العمل الشخصي. إنَّ نفي الإنتاج الرأسمالي يُحققه هو بنفسه وبضرورة كضرورة العملية الطبيعية. وهذا هو نفي النفي ..." وهلمجرا"(1) هل فهمتَ ما يرمي إليه ماركس بنفي النفي؟ إذا لم تكن وقفتَ بعد على فكرة نفي النفي، فإنَّ أنجلز قد وضع إشكالية الفهم الخاطئ لهذا القانون في اعتباره؛ ولذا فإنَّه شرح الأمر عبر مثال غاية في البساطة والوضوح، فقال: "إنَّه (=قانون نفي النفي) في حقيقة الأمر عملية بسيطة جدًا تجري يوميًا وفي كل مكا، ويستطيع أن يفهمها أي طفل إذا خلصناها من الخرق الغيبية التي لفتها بها الفلسفة المثالية القديمة والتي بود الميتافيزيقيين العاجزين من قبيل السيد دوهرينج أن يلفوها بها لاحقًا لصالحهم. ولنأخذ على سبيل المثال حبة شعير. إن البلايين من هذه الحبوب تُدرس (= أي تختفي) وتُطبخ وتستخدم في صنع الجعة ثم تُستهلك. ولكن إذا توفرت لحبة الشعير الظروف الطبيعية اللازمة وإذا وقعت في تربة ملائمة، يحدث لها بتأثير الحرارة والرطوبة تغيّر فريد: فهي تبرض ولا تعود الحبة موجودة كحبة، وهي تتعرض للنفي، وبدلها تظهر النبتة التي نمت منها، أي نفي الحبة. فما هو طريق الحياة الطبيعي لهذه النبتة؟ إنها تنمو وتزهر وتتلقح وأخيرًا تنجب من جديد حبات شعير، وحالما تنضج هذه الحبات تضمر الساق وتتعرض بدورها للنفي. ونحصل هنا من جديد على حبة الشعير المنطلقة كنتيجة لنفي النفي هذا."(2)

فقانون نفي النفي، هو قانون حركة (جدلي) وليس جدالي كلامي. ومن ناحية أخرى فإنَّ هذا القانون يُقدَّم له اعتراضات من قبل بعض القوى الشيوعية الإصلاحية، كالنقد الذي تقدم به موقع الصوت الشيوعي الذي يُقدِّم انتقادات لا بأس بها، حزب وجهة نظري، لمُجمل الفكر الماركسي.



--------------------
1- كتاب (ضد دوهرينج .. ثورة السيد أوجين دوهرينج في العلوم) فريدريك أنجلز. دار التقدم، موسكو. ترجمة محمد الجندي 1984 - ص157
2- نفس المصدر ص159

Post: #147
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Mohamed Sanad
Date: 06-09-2013, 11:35 PM
Parent: #146

Quote:
الاعتقاد له معنيان، أحدهما المشهور وهو حكم ذهني جازم يقبل التشكيك، والثاني غير المشهور وهو حكم ذهني جازم أو راجح. فيعم العلم وهو حكم جازم لا يقبل التشكيك والاعتقاد المشهور، والظن وهو الحكم بالطرف الراجح. فالاعتقاد بالمعنى المشهور يقابل العلم، وبالمعنى غير المشهور يشتمل على العلم والظن.[1]

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الاعتقاد يعمل علي كذا مستوي يا ادروب و ده الفرق
من ناحيه تانيه انا ما بقيم في حوارك مع هشام الموضوع ما سجال انا بشارك بالبقدر عليهو
Quote: حتي لا يكون الكلام مرسلا وتزاكي بلا معني, هل لك أن تدلنا يا سند علي الأسباب غير المادية التي بُرِّرَت بها المادة؟

العالم -الله ، العالم مادي الله غير ذلك

Quote: بالطبع هناك أديان بشرية لا سماوية, المناط فيها موقفك الفلسفي من منطلق التصديق أو عدم التصديق
لا يهم من بعد أن تعتقد أو لا تعتقد في غله أو بوذا أو بقرة أو جن إلخ

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما فاهمك وضح لي حبه عشان اقدر ارد ليك

Post: #148
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Mohamed Sanad
Date: 06-09-2013, 11:42 PM
Parent: #147

لكن للضمان كده يا ادروب ماف دين سماوي و آخر ارضي كلو ارضي يعني القله دي علي الاقل بتتشاف و لا ما كده
Quote: بالطبع هناك أديان بشرية لا سماوية, المناط فيها موقفك الفلسفي من منطلق التصديق أو عدم التصديق
لا يهم من بعد أن تعتقد أو لا تعتقد في غله أو بوذا أو بقرة أو جن إلخ

Post: #150
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-10-2013, 02:17 AM
Parent: #148

سلامات سند
Quote: ماف دين سماوي و آخر ارضي كلو ارضي
دة رأيك وأنت حر فيه!

Post: #151
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Mohamed Sanad
Date: 06-10-2013, 09:20 AM
Parent: #150

Quote: دة رأيك وأنت حر فيه!

و الفوق برضو كان رائي







الي لقاء قريب

Post: #149
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: Adrob abubakr
Date: 06-10-2013, 02:13 AM
Parent: #146

Quote: فقانون نفي النفي، هو قانون حركة (جدلي) وليس جدالي كلامي
أنا أخشي أن إدعاء الأستاذية يا هشام حيودي عقلك في دهية, أنا لم أتطرق إطلاقا لقانون نفي النفي الجدلي
إنما ردي كان علي خطأ المنطق اللغوي في عبارتك السالبة ( المُلحد لا يُؤمن بعدم وجود إله)
وتفكيكها (لا يؤمن= سالب) (بعدم الإيمان= سالب) = موجب ويصبح معني جملتك "الملحد يؤمن بوجود إله!"
وقاعدة نفي النفي إيجاب كالأبجدية الحسابية التي تقول حاصل ضرب السالب في السالب يساوي موجب

Post: #152
Title: Re: بهدوء 2: الشيوعية والإلحاد
Author: هشام آدم
Date: 06-10-2013, 11:24 AM
Parent: #149

الأخ: أدروب أبوبكر
تحيِّاتي

الكلام المجاني، هو مجاني؛ أي بإمكان أي أحد أن يقول أي شيء. المحك الحقيقي أن تكون قادرًا على إثبات صحة ما تقوله. وفقًا لهذه المُقدمة أرجو أن تقتبس لي من كلامي ما يُؤكد جُملتك هذه: "إدعاء الأستاذية يا هشام حيودي عقلك في دهية"(انتهى كلامك) فأين "ادعيتُ" أنا الأستاذية؟ أم أنَّه يتوجب علي الرضوخ لكلامك والتسليم به حتى لا أبدو مُدعيًا للأستاذية؟ يا عزيزي الحوار هو طرح المُتحاورين لأفكارهم، وترك هذه الأفكار تتصارع سواءً في ميدان العقل المُجرَّد أو المنطق أو المعرفة العلمية، فإن كان لأحدنا أن يتهم الآخر بالتعالي والأستاذية فقط لأنَّه يُدافع عن أفكاره (هذا الدفاع المشروع الذي لا يقوم الحوار إلَّا به) فمن الممكن أن اتهمكَ أنتَ أيضًا بالأستاذية؛ أليس كذلك؟

حسنًا؛ قانون (نفي النفي إثبات) هو قانون لغوي، إذا أردتَه على هذا النحو، فعندما تقول "أنا لا أحب اللاعودة" فهذا يعني "أنا أحب العودة" وكذلك كقولنا: "أنا لا أر في اللانور" فهذا يعني إثبات رؤيتي في النور. فإذا حاولنا تطبيق هذه القاعدة اللغوية على ما قلتُه أنا، فما الذي نتحصل عليه؟

أنا –في البداية- فرقتُ بين شيئين أو عبارتين:
1- (الإلحاد هو الإيمان بعدم وجود الله)
2- (الإلحاد هو عدم الإيمان بوجود الله)

العبارة الأولى تعني أنَّ الإلحاد هو "القناعة الكاملة" بأنَّ الله غير موجود، فهنا لا وجود لنفي نفي، هذا إثبات النفي. العبارة الثانية تعني أنَّ الإلحاد هو "عدم القناعة الكاملة" بوجود الله، وأيضًا لا وجود لنفي نفي هنا، فالعبارة هنا هي نفي للإثبات. في يقيني الشخصية فإنَّني أرى الإلحاد نفيًا للإثبات وليس إثباتًا للنفي. ولكنك تركت العبارتين الأساسيتين وتناولتَ عبارتي "الشارحة" التي تقول: "المُلحد لا يُؤمن بعدم وجود الإله" وهذه الجُملة هي نافية وليست مُثبتة، فلو كانت الجُملة إثباتًا لتعريفي للمُلحد لحق لكَ أن تُطبق عليها قاعدة نفي النفي إثبات. ولكننا حتى إذا حاولنا تطبيق قانون (نفي النفي إثبات) على هذه الجُملة فإنَّ إثبات الجُملة هو: "المُلحد لا يُؤمن بوجود الله" وهي ذاتها العبارة الثانية: "الإلحاد هو عدم الإيمان بوجود الله". لأنَّني فقط كنتُ أحاول أنَّ أفرَّق لكَ بين أن يكون هنالك إلحاد نفي (لا أؤمن بوجود إلخ) وإلحاد إثبات (أؤمن بعدم وجود إله).

أتمنى أن تكون الفكرة واضحة الآن.

مودتي