مقطع طولي للندى

مقطع طولي للندى


12-18-2005, 09:36 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=188&msg=1139520776&rn=0


Post: #1
Title: مقطع طولي للندى
Author: هشام آدم
Date: 12-18-2005, 09:36 AM



مقطع طولي للندى

( شباك مرحلي )


قَفَزتْ للتوِ ..

فندلقتْ علبة ألوان ..

وَضَعتْ – سِرّاً –

سِرَّ أنوثتها ..

فوق شفاه الضوء ..

تحت جلود الليل ..

المدبوغة،

وابتسمت.

فتكثّف صندوق الذاكرة

الحُبلى . .

أطفالَ أنابيبٍ سُمر

ومناديلَ بعطر الياسمينْ

وطعم النسيانْ

فقأت في بطن الغيم

عيون المطر . .

الموسم . .

مشغولاً بنداه الورد

لا يكفي لغصون . .

الأيك !!

والأيكةُ لا تكفي لعصافير

الموسم . .

طبعت – جهراً –

قُبلتها المشهورة . .

وتدلّت . .

كاللحظةِ ..

أسفل كل خطوط الطول

ساعتها الرملية

مُشبعةٌ بالطين

لمست بيديها

عورة هذا البحر

فتوتر طقسُ الساحل،

شرقاً ..

رقصتْ . .

فوق فصول الصيف

حافيةً . .

إلاّ من شريانٍ

يحملها ..

إلاّ . .

من نافذتين . .

تُطلان على الأرشيف

المُوغل . . في الإهمال

وقفت . .

فامتعض اللحن

فَرَدَتْ أجنحةً من خُصلات

ضفائرها

فندلق - على الفور -

زيت النارجين


( النص )


في كُلِّ لحظةِ شُروقْ . .

وتحديداً . .

عندما تتثاءبُ الشمسُ . .

للوجوهِ التي تراها كُلّ يومْ . .

أَفِيقُ على صوتِ أشِعَتها . .

الواضحةْ . .

ألعنُ . . الجانبَ الذي أنامُ عليهِ . .

ثمّ استديرُ إلى الجانبِ الآخرْ . .

في كُلِّ لحظةِ شمسٍ . .

وتحديداً . .

عندما تزّنُّ عليّ الأشعةْ . .

- كأمي أيامَ المدرسةْ -

أَفيقُ . . على صورتِها . .

البَاهِتةِ . .

لأرسمَ صورةً . .

لفتاةٍ ترتدي عدساتٍ لاصقةْ . .

أضعها قُبالةَ الشمسِ . .

تعويذةً من الأشعة

وأعودُ للنومْ . .

لا تسلني كيفَ فجّرتُ دهشتي . .

في قَالبِ الحلوى . .

عندما تصَاعدَ مطرُ اللحظةِ . .

أُغنيةً نوبيةً . .

لنساءٍ كُنّ يرتدينَ ثياباً ناقصةْ . .

عندما أدهشني الألقُ الذي . .

في عينيها الزجاجيتينْ . .

كانَ فَاتِراً كعادتهِ دائماً . .

عندما تبسّم أبي . .

ولوّحَ بيدهِ اليُمنى . .

مَدّ لحيتهُ، وعانقني (غيابياً) . .

والسؤالُ الأهمُ هنا:

"ما علاقةُ كل ذلكَ بأشعةِ الشمسْ؟!"

سبحانكَ . .

يا من أنبتَّ الألم . .

على الرِمالِ المتحركةْ . .

سبحانكَ . .

لأنّكَ الوحيد الذي . .

تفهمُ سرَّ ارتباط المادة . . الحيّة

. . بالحركة

سُبحانكَ

يا خالق المياه في عيوننا

كيف . . حددتَّ احتمالات البكاء

وبأيهما بدأت أولاً

الحزن . . أم الألم؟

في جانبٍ ما من هذا

الفَرَاشْ . .

آثارُ زهرةٍ عانس . .

تخبئ عذوبة الألوان

في كاحل القدم . .

تجمع بين عُذرية الأزهار

وفحولة الندى

تعبأ . . رسائلها المراهقة

في رحيقٍ (مختوم)

يا فراش الحزن . .

يا من تقف على نافذتي

كل صباح بعد زيارة الشمس

هل أبدو بائساً

إلى ذلك الحد؟

إذاً . .

لماذا يضحكون في وجهي؟

لماذا . . أشعرُ بانكسار الضوء

في عيني كلّما هممت بالقراءة؟

لماذا . . تعتريني الذكريات

كغبارِ غرفةٍ لجنديٍ ماتَ

في حربِ العاشرِ من رمضان!

لماذا . . يُشبهني

هذا الألم في الجانب السفلي؟

في عينيكِ

سماواتٌ لا أراها في عيني

في شعركِ . .

يُسافر الظِلُ (دون توقف)

إلى مُدنٍ من الشيء الذي

تُخبئينه خلف العدسات اللاصقة

شيءٌ . .

ربما كان لي . .

وربما كان لنا .. واستأثرتِ به

شيءٌ . .

يخصني

بطريقةٍ خاصة

آهٍ . . أيها الألم

هذه الخطوة الحادية عشرة

والساعةُ الآن

أوان البكاء تماماً

اتركوني . .

وأغلقوا الباب

سوف أبكي . .

كي أسقي الذكرياتَ

ارتوازياً

وأحملها على صدري

ألعنُ . . الجانبَ الذي أنامُ عليهِ . .

ثمّ استديرُ إلى الجانبِ الآخرْ . .

وأنام !!

هذا نصٌ مؤلم . .

نصٌ بحجم الفاجعة. .

للتوليفة سر هذا الرتق

وللطين سر هذه اللزوجة

لا تتذاكى . .

أعرف طعم ذاكرتي

ورائحة العيون المصابة

لا تتذاكى ..

أعرف شكل أغنيتي

وصوت وجهي الحزين

هذه الخطوات .. تلك

التي على الأرض

تعود إلى شخصٍ أعرفه، جيداً

وأعرف طعمه جيداً

وأحفظ رائحته جيداً

ولكني أجهل – تماماً –

وجهة الخطوات

إنه ألم جديد . . اسمه

( أُميّة الاتجاهات )

وهذا هو الصدر

قد امتلأ بالقطران . . والحشرجات

أثقل الرئتين هواءً . .

من النوع الذي لا أعرفه . .

هذا النص مؤلمٌ إلى حدّ

الركاكة !!

أعرفُ الآن . .

سِرّ هجرة الطيور!

الطيور التي تعرف الاتجاهات

دون أن تلتفت لتسأل الظِل . .

الظل المسافر في شعرك

انتبهي !!

لافتاتٌ لانتهاء الطريق

وأخرياتٌ لمنحدر!

خطر!

احذري . .

آخر اللافتات ( أحبك ) !

ولكنني أُميّ في الاتجاهات

موغلٌ في الصمت

لأنني لا أجيد الكلام بصوتٍ واحد

وموغلٌ في النوم

لأنني لا أعرف ترتيب الألوان

وموغل في البكاء

لأنني لا أفهم غير ملوحة الدموع

وموغلٌ في العشق

لأنني لا أحب سواكِ

هذا نصٌ مؤلمٌ حقاً

لكنّه . .

- بعد ساعةٍ من الآن -

سيكون وقود مدفئتي الشتوية

الضوء يخاف السير في الظلام

والعتمة

والماء يخاف أن ينام

في الكتمة

وأنا أخافُ أن أتوه

في نشوة المدائن الحزينة

أن أضيع بين لافتات شارعٍ شهير . .

وشارعٍ بسيط

في نهد طائرٍ . . لقيط !!

أخافُ أن أخونكِ

مع الأشعة الفاسقة

لأنها . .

لا ترتدي عدسةً لاصقة!

لا تفهمُ اللغاتُ . . والنشيد

أخافُ من ظلام غرفتي

ومن برودةِ المكان

لأنه يحملكِ إليّ – كالأشباح –

وأخاف من الأشعة

في كُلِّ لحظةِ شُروقْ . .

وتحديداً . .

عندما تتثاءبُ الشمسُ . .

للوجوهِ التي تراها كُلّ يومْ . .



هشام آدم محمد
Gotta 15th Nov. 2005


Post: #2
Title: Re: مقطع طولي للندى
Author: هشام آدم
Date: 12-18-2005, 11:51 AM
Parent: #1

UP for AlRa7mabi
with best regards