|
|
 حكاية المهدى مع الصقور والديوك والثعالب !
|
خط الاستواء
عبد الله الشيخ
استخرج الامام الصادق امس الاول شهادة الوفاة للتراضى الوطنى قائلاً ان الصقور داخل النظام وخارجه افرغت اتفاق الامة مع الحكومة من محتواه ، وقال بأسى ان كافة الروشتات السودانية التى اقترحوها لم تعد ناجعة لعلاج الازمة السودانية..
بهذه العبارات الواضحة نعى الامام الى الشعب السودانى والى جماهير الانصار خاصة تجربة استرضاءه لمن لايرضى (إلا باحدى الحسنيين) ، وفى ذات الخطبة (شال الفاتحة ) على احلام توطين العلاج السياسى بالداخل بعد اعترافه بان الروشتة الوطنية لم تعد (احد ثوابت ) الاستشفاء من الازمة الكالحة ..
وانتقل الامام الى المربع الاول الى يحلو له ان يشدو به ، فقد دعا مجدداً احزاب التجمع الى الاجتماع مع المؤتمر الوطنى لاجل (توحيد الرؤى) حول ازمة محكمة الجنايات ، وكثيراً ما يؤمل الامام فى جلسة صفاء بين احزاب التجمع والحكومة باعتبار ان مثل تلك الجلسة قد تفضى الى (تراضى ) ، مع انه استبق كل ذلك بقول يائس بأن الروشتات السودانية ، و( توطين العلاج بالداخل ) لم يعد ممكناً!..
اكد الامام ان الاوضاع الامنية محتقنة، وقال انهم حاولوا (مع النظام )ايجاد مخرج وفاقى عبر التراضى ، ثم عبر مبادرة اهل السودان ، ولكن ...فى الحالتين (أنا ضايع)!..
تلاحظون ان الامام قتل فى خطبة واحدة ثلاث عصافير ، فقد نعى التراضى ، وشال الفاتحة على العلاج الداخلى للازمة ، واتى بالخبر اليقين عن مؤتمر الدوحة ، الذى نهشت جسده الصقور
وتلاحظون ايضاً ان رؤية الامام المهدى للازمة الوطنية لا يتم التعبير عنها إلا بوسائط تعبيرية هى الصقور ، الحمائم ، والديوك !..
.. اما ( الشخصية الرابعة ) فى الاحداث ، التى لم يفصح الامام عن مصيرها ، و اجملها فى الثنايا هى شخصية (الجنائية) التى قال فيها ان حزب واحد لايستطيع ان يقرر فيها ..
هناك إذن اجتماعات مصيرية عديدة فى الطريق تبحث عن نهايات للازمة ، دون شك هناك اجتماعات داخل النظام للوصول الى صيغ رسمية للتعامل مع الازمة الوطنية ، وهذه اجتماعات خاصة جداً.. اما اجتماع الدوحة المزمع انعقاده لحل ازمة دارفور الذى ( يعيش تحت ظلال السيوف ) فهو اجتماع خاص جداً كذلك .. وفى خضم هذه الاجتماعات الخاصة يقترح الامام عقد اجتماع آخر مفتوح لرفقاء الدرب بمشاركة من المؤتمر الشعبى الذى قد يقبل الدعوة (دون اجندة حزبية ) ،وقد يتقبل الآخرين ايضاً دخول القاعة بعد خلع جلودهم الحزبية ..
وقدم الامام الصادق دعوة للمؤتمر الوطنى لحضور الجلسة ..مع ان الوطنى سيكون حاضراً ( فى الحالتين ) !.. لان الامام لم ينسى ان الوطنى هو الوعاء الجامع لارادة اهل السودان !..
الشاهد فى الموضوع ان الامام المهدى يسعى الى جمع ( الديوك والصقور والعصافير) فى حضرة الثعلب ، فهو الذى اشتكى امس الاول من عمايل الصقور فى اتفاق التراضى ، وهو الذى وصف التجمع بانه ( ديك المسلمية ) ووصف الحكومة (الشرعية ) القائمة حالياً بانها (ديك العدة )..وما اكثر الديوك خلدها الامام فى تاريخ العملية اليساسة السودانية !.فالديك فى السودان لا يؤكل لحمه فقط ، ولا يترك حراً ــ فى مثل هذه الظروف ــ للقيام بمهمة التنبيه للصلاة..
ومهما يكن ، ينبغى على كل الوطنيين ان يؤازروا الامام فى دعوته الى لم الشمل ، دون استيضاحات عن كيفية تخلى الديوك عن عاداتها القديمة فى (العوعاى )، اوالقفز فوق العدة .. فى الوقت الذى تجرى فيه مسالة التكشين الدولية على قدم وساق هذه المرة ..!(ينبغى) على الديوك كلها ان تلتقى ، وليكن الثعلب واعظاً فيها .. لان الثعلب قد يتخلى(يوماً) عن عاداته ..مستجيباً للضرورات ، واستيعاباً للظرف الدقيق الذى تمر به البلاد !..
|
|
 
|
|
|
|
عبد الله الشيخ
فتحي الصديق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست