البرطوش في وجه المجرم بوش ........ "هي الديمقراطية إذن" .. مقال مميّز

البرطوش في وجه المجرم بوش ........ "هي الديمقراطية إذن" .. مقال مميّز


12-18-2008, 09:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=180&msg=1229632910&rn=1


Post: #1
Title: البرطوش في وجه المجرم بوش ........ "هي الديمقراطية إذن" .. مقال مميّز
Author: Frankly
Date: 12-18-2008, 09:41 PM
Parent: #0




هي الديمقراطية إذن

17:01 | 2008 / 12 / 17


بقلم الدكتور كريم المظفر، صحفي عراقي مقيم في موسكو

جميل أن تهب الأقلام الصحفية العربية والأجنبية على حد سواء وهي تسرد لحظة بلحظة حادث ضرب الرئيس الأمريكي جورج بوش في زيارته التوديعية لبغداد بحذاء "الزميل" منتظر الزيدي، مراسل قناة التلفاز البغدادية. وبغض النظر عن فحوى الكتابات التي انقسمت كعادتها بين مؤيد لخطوة "الصحفي الشجاع المدافع عن إرادة الشعب .. الخ" من مصطلحات قاموس القادة العرب، وآخرون أوغلوا في التعبير عن التضامن فمنهم من يريد شراء الحذاء بعشرة ملايين دولار وآخر يريد حفظه في متحف ليكون مكان يزوره الرافضون للذل والاستعمار. وهناك من راح يشرح مواد قانون العقوبات العراقي الذي تستند إليه العقوبة المتوقعة للزيدي، والقائمة تطول من هؤلاء.

في المقابل وقف صف آخر من "الزملاء" أيضا انبرى للدفاع عن الرئيس الأمريكي "المحرر، ومخلص الشعوب من الفقر والاضطهاد والدكتاتورية، وقائمته من الصفات تطول أيضا". والغريب في كل هذا وذاك أن الجميع من نسى منهم أو تناسى أن من رمى الرئيس بوش "بالحذاء" هو ليس منتظر الزيدي، بل هي "الديمقراطية الأمريكية "، وهي نفسها التي ضربت الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقالب الكيك، وذاتها أيضا من ضربت رئيس الحكومة الأسبق توني بلير بالبيض الفاسد، وغير ذلك من الحوادث. وكأن الزيدي هو أول من فعل "فعلته" ضد الرئيس بوش.


الحادثة برمتها تذكرني بنكتة يتداولها إخواننا العرب يعبرون فيها عن مستوى "ديمقراطيات" بلدانهم، تقول إن عربيا وأمريكيا التقيا مرة، وراح كل واحد منهم يتباهى "بديمقراطية" بلاده. فقال الأمريكي إن "الديمقراطية" في بلدنا تسمح لي أن أقف أمام البيت الأبيض، وإن أسب وأشتم الرئيس الأمريكي دون أن يعترضني أحد. وهنا انبرى العربي فقال وما لغريب في الأمر فإن "الديمقراطية" في بلدي هي الأخرى تسمح لي أن أقف وسط الميدان الرئيس في المدينة وأن أسب وأشتم الرئيس الأمريكي دون أن يعترضني أحد!

إذن ما حدث في المؤتمر الصحفي للرئيس الأمريكي في بغداد هو من صنيعة بوش نفسه. أليست هذه هي "ديمقراطية" الحرب والدمار التي جلبتها للعراق آلة الحرب الأمريكية وعاثت فيه فسادا ودمارا وقتلا للناس الأبرياء. وحتى من عاش منهم حتى الآن فقد قتلت فيهم القيم والأخلاق التي يتبجح بها "زملاؤنا الصحفيون" المدافعون عن السياسة الأمريكية. فلا أدري لم "الزعل" إذن !؟ إن ما قام به الزيدي هو التعبير عن رأيه بالطريقة الأمريكية، وإن كانت بعيدة كل البعد عن مجتمعاتنا العربية.

والسؤال هذه المرة للذين أجبر نفسي على تسميتهم "زملاء المهنة" والذين راحوا "ينهشوا" بجسد الزيدي بكلماتهم التي تسمم البدن، ولم يكلفوا نفسهم عناء التفكير، ولو "للحظة" في أن خروقات الأمريكان الإنسانية وللتقاليد العربية فاقت جميع التصورات، واستباحة مسؤوليهم العراق بكل صلف، فراحوا يسرحون فيه ويمرحون بزياراتهم المتكررة دون استئذان أهله أو علم قيادته (هم يعترفون بها ويقولون أنها لاعتبارات أمنية). وتعتبر زيارة الرئيس بوش الأخيرة لبغداد من ضمن تلك الزيارات. أفلم يكن الاعتداء على الحرمات والنساء والشيوخ والأطفال سواء في العراق أو فلسطين وفي مواقع أخرى خرقا لأعراف ومبادئ كل الأديان السماوية؟ إذن ما فعله الزيدي ما هو إلا تفكير عملي لأسلوب موجود في الغرب الأمريكي يراد زرعه في وطننا "عنوة"
.