مكارم وعطايا من تلقاء البرلمان!..

خط الاستواء
عبد الله الشيخ

ما شاء الله، البرلمان الذي هو من أنتاج النظام الحاكم (وفق جدولة اتفاق السلام) تهب عليه هذه الأيام رياح جماهيرية, فهو يتعمد هذه الأيام إلغاء أي رسوم دمغة تتأذى منها الجماهير الكادحة.. فها هو ألغى قبل أيام دمغة الجريح،

ويتأهب لإلغاء رسوم الجبايات على الطرق القومية، ويغض الطرف عن الطرق الولائية (غير القومية) لأن الطلب بإلغاء رسومها لم يتخذ الشكل الإجرائي الصحيح. وهناك اتجاه عام بين النواب الكرام لتخفيض سعر الخبز، وقد ينخفض بإشارة من النواب الكادحين سعر السكر..

أي رياح تهب علي هذا البرلمان، ومن تلقاء أية جهة؟.. إن كانت الرياح التي تهب عليه رياحاً جماهيرية ومن تلقاء الجماهير التي يمثلها النواب خير تمثيل فلا مناص من ضرب أخماس في أسداس! أما إذا كانت هذه الرياح التخفيضية تهب على البرلمان من تلقاء المؤتمر الوطني فيمكن النظر في الأمر بعين الاستحسان، ويمكن التعويل على الإلغاء أو الإبقاء..

ما الذي يحدث في هذا البرلمان؟ ما هذه المكارم السنية والعطايا الملحمية؟.. العالم كله يصرخ جراء الأزمة المالية، يرفع الضرائب والاتاوات.. شركة جنرال موتورز على سبيل المثال تدرس خيارات من بينها تشطيب دور العرض.. كل شيء يحتاجه المواطن في ظل هذه الأزمة ترتفع أسعاره, وكل شيء يدعم رصيد المؤسسات المالية والبورصات ينتكس.. أسعار الأسهم تعلن إشاراتها الحمراء عن أحوالها.. الأمر سيكون منطقياً لو سعى هؤلاء النواب الى (حماية دولتهم) بالدمغات وما شابه من مكوس، لا الارتهان بالكامل الى هذه الرياح الجماهيرية التي- على ما يبدو- هبت عليهم أخيراً مفعمة بتطلعات الكادحين!..

ماذا حدث لهؤلاء النواب؟ الذين انقلبت حياتهم واستطاعوا بين عشية وضحاها إلغاء الدمغات! (وقد يتداولون تخفيض التورم الإداري)!..

وما هو الورم الإداري؟.. إمعاناً في التبسيط نقول إن في هذا الوطن ما لا يقل عن ألفى وزير، وعدد مثل هذا من الوزراء يتمتع بنعمة معاشية، وفوائد ما بعد الخدمة.. لكل وزير وكلاء، ومكتب تنفيذي، ومكتب خاص وحراس.. داخل كل مكتب سكرتيرون وسكرتيرات وسكرتاريات.. ودون كل ذلك مكاتب استقبال وصيوانات انتظار.. وبوفيهات، ورسوم اتصالات (بالثابت والمحمول).. داخل كل مكتب خاص أو تنفيذي موظفون وعمال للنظافة وللصيانة والميكنة، وأعمال الضيافة، والأرشفة، والمكاتبات السرية..

وفوق كل هؤلاء حماة (الوطن).. وأولئك الذين يتابعون الوزير في القومة والقعدة، وأولئك الذين يمسحون كل شيء، وأولئك الذين يقودون سيارات الوكلاء، وأولئك الذين ينجزون المهام الخاصة..

البرلمانيون.. أبناء الشعب فعلوا ما بوسعهم لإلغاء الدمغات..

ومن الذي قام بمباركة بقية الحاجات؟!..

قد أكون مخطئاً في حساب عدد الوزراء السابقين والحاليين، ووكلائهم في الشؤون العامة والخاصة، وسكرتاريات كل هؤلاء..

قد يجد المواطن الرقم الحقيقي لعدد وزرائه في السجل المدني..

لهذا السبب، الذي هو حاجة الدولة الى مقار دائمة للعاملين (عليها) تضطر هذه الدولة الى التوسع في البنايات الأفقية والرأسية لتحقق أهدافاً كثيرة.. من بينها (تجميل وجه العاصمة)!..

.. نشكر النواب على إلغاء الدمغات..

و(الدمعات) لن تلغى.. لأنها تحتاج فقط الى من (يمسحها)!..

ولكن من هو هذا الفايق الرايق الذي يمسح الدموع؟!..

Quote: أي رياح تهب علي هذا البرلمان، ومن تلقاء أية جهة؟.. إن كانت الرياح التي تهب عليه رياحاً جماهيرية ومن تلقاء الجماهير التي يمثلها النواب خير تمثيل فلا مناص من ضرب أخماس في أسداس! أما إذا كانت هذه الرياح التخفيضية تهب على البرلمان من تلقاء المؤتمر الوطني فيمكن النظر في الأمر بعين الاستحسان، ويمكن التعويل على الإلغاء أو الإبقاء..

وبعين الاسترشاء
ويمكن التعويل علي الاستغباء .





ــــــــــــــــــــــــــ
الديوك لا تتصارع عند الذبح