الدكتور عبــدالنبى عـــــلي احمـــد

تعرف انا لم تنزل دموعي منذ مده طويله...ولكني كبعض العوام تلقيت نعيك تلفونيا...ولم اصدق وصدقت....(لانو ده الدرب الدائم)...

خمس سنوات مرت منذ اخر مره التقينا... عندما زرتني في منزلي بالمملكه المتحده...اذكر جيدا عندما كنت تمازحني بادبك الجم وذوقك الرفيع... ان يصبح ابناءك مثلي واقول لك انني اريد ان اكون مثلك... فانت شخص لا نستطيع وصفه يا حاديا من غير ركبان و ركبان...

اذكر قفشاتك ونحن في طريق كنجز رود الي منزلي وطرفاتك وابناءك مجتبي ومرتضي وابنة خالتي طارق هم في الخلف يمازحون بعضهم وهم طلاب جامعة مانشستر(UMIST)...طوال الطريق لم تفارقك بسمتك وانت تتحدث عن عن حبك للسودان واهله... لما لا وانت ابن ذاك الوطن حيث تحمل بين عروقك اسلاف اجدادك البديريه من الغابه وابوقسى واهلك البرتي بمليط والصياح...فانت ابن ذلك الوطن الذي نحلم به...

اذكر جيدا قفشاتك وانت تدخل منزلي وتردد قائلا انني نسخه اخري من والدي وجدي لحبنا حياة البدو والباديه...وتعليقك علي السجاد وافتراش الارض بدل الاسره والارائك...

خمسه شهور لم اكلمك....فانت مشغول بما حدث لبلادنا وسعيك فانت الجسر ... فلما تركتنا يا ابا مجتبي...

رقم تلفونك ما يزال في مفكرتي ولن ينمسح...سيبقي كما بقي تلفون بروفيسر مارتن قريفس...سيبقي كما بقي جلباب الشيخ الجدي... وسيبقي كما بقيت كتاباتك عندي...وستبقي كما بقيت مفكرات ميسس وينفورد وهي في الثمانين وغادرت بهدوء ممسكه بيدي ويد ابنها مارتن...

قدرنا ان يرحل عنا الاحباب ويتركونا....فمتي نرحل نحن!!!

انت لم تمت يا عبدالنبي... ايها العالم الجليل... فعلمك نهله طلاب جامعة درم وقلاسقو والخرطوم... طلاب الهندسه وطلاب الاخلاق يا حاديا وحاملا للناس قرانا واخلاقا...


انت لم تمت يا دكتور عبدالنبي لان ابنك مجتبي نسخه اخري منك...فهو يحمل جيناتك ونبلك وطهرك وحبك للاخرين والسودان ...




رحمك الله يا عبدالنبي ايها الانسان...

لا زلت اذكر طرائفك ايام دراستك بانجلترا... ونحن ابناءك نستمع اليك خاشعين...